الإصحَاحُ
السَّابعُ

نصرة
السمائيين

أولا:
كنيسة العهد القديم (رؤيا 7: 1 – 8)

يرى
يوحنا الرائى ملاكا قادما من المشرق، ومعه ختم الله الحى (من شمس البر) ونادى على
الملائكة الأربعة الذين أمروا أن يفسدوا الأرض والبحر والنبات بألا يفعلوا ذلك قبل
أن يتم ختم عبيد الله على جباههم، والختم رمز الملكية، والجبهة رمز الفكر والأرادة.
وسمع يوحنا عدد المختومين أنهم 144000 يذكر الكتاب فيها بعد أنهم بتوليون لم
يتنجسوا مع النساء، ولا شك أنهم لا يشيرون إلى بتولية الجسد، فنحن لا نعتبر الزواج
نجاسة بل نعتبره سرا كنسيا فيه نشترك مع الخالق فى خلقه، ونتحد إلى واحد بروحه،
ونسلك طريق خلاصنا الذى اختاره الله لغالبيتنا.

ولا
شك أيضا أنهم ليسوا اطفال بيت لحم، فهذا مجرد اجتهاد، فمن غير المعقول أن تحوى
قرية صغيرة كبيت لحم هذا العدد الضخم من الأطفال تحت سنتين.

إنهم
رمز للبتولية القلبية، وعدم التدنس بالعالم والفساد المستشرى فيه، ورقم 12 رمز
العبادة المنظمة، ورقم 1000 رمز الكثرة أى أنه رقم رمزى يشير إلى كل المفديين،
كالمختومين على جباههم، أى المتمتعين بعمل الروح القدس (أف 1: 13، 4: 30، 2 كو 1: 22)،
ونلاحظ أنه اختار الأسباط التالية:

"
يهوذا – رأوبين – جاد – أشير – نفتالى – منسى – شمعون – لاوى – يساكر – زبولون –
يوسف – بنيامين ".

وهنا
نورد هذه الملاحظات:

1- أورد يهوذا قبل رأوبين لأن
منه جاء المسيح، حسب الجسد.

2- حذف اسم دان لأنهم عبدوا
الأوثان (قض 18: 20).

3- ولكى يكمل رقم 12 رمز العبادة
المنتظمة يورد أسم منسى رغم أنه جاء ضمن يوسف، لكن كلمة يوسف معناها " يزيد
" أى أنه يستحق أن يكون أكثر من سبط.

 ثانيا:
كنيسة العهد الجديد: (رؤيا 7: 9 – 17)

ثم
رأى يوحنا جمعا كثيرا لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة..

إنها
كنيسة العهد الجديد حيث فيض النعمة وعطية البر تخلص كل العالم من كل جنس وشعب،
وليست كعطية العهد القديم المحددة برقم وجنس معين، وطبعا لم يستطع يوحنا ولا غيره
أن يحصى العدد، لكن الله حتما يعرفه بالتحديد: " لا تخف لأنى فديتك، دعوتك
بأسمك أنت لى " (أش 43: 1).

سمات
المنتصرون:

1- واقفون: رمز النصرة والثبات.

2- أمام العرش: رمز المجد
والتواجد فى حضرة الله.

3- متسربلين بثياب بيض: رمز
النقاوة والوقار.

4- فى أيديهم سعف النخل: رمز
النصرة والسلام والفرح.

5- يصرخون بصوت عظيم: رمز
الترنيم البهيج وتسبيح الله " الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف ".

وهنا
استجاب سكان السماء لترنيم البشر الظافرين، فسبحوا معهم للجالس على العرش فى سجود
خاشع فى البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة (فى العقل) والقوة
(الثابتة) لإلهنا إلى أبد الأبدين آمين.

"
هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، من هم؟ ومن أين أتوا؟

فأجابه
يوحنا باتضاع ولهفة: " ياسيد أنت تعلم " فقال له: " هؤلاء هم الذين
أتوا من الضيقة العظيمة " (الأرض وما فيها من لعنة وتعب واضطهاد وطحن) وقد
غسلوا ثيابهم وبيضوها (بتكرار واهتمام) فى دم المسيح الفادى. وهم لذلك أمام عرش
الله يخدمونه نهارا وليلا، أى باستمرار حيث لا ليل هناك، والرب يحل فوقهم (أى يظلل
عليهم بحنانه ومجده) يشبعهم (فقد استراحوا إلى الأبد من الجوع إلى المطلق الذى يقض
مضجع الجنس البشرى فلا يشبعه سوى الله)، ويحميهم من شمس التجارب وحرها، ويرعاهم
ويرويهم من ماء الحياة الأبدية، ويمسح دموعهم فى تعزية سماوية تنسيهم كل أوجاع
الأرض.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي