الإصحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ

الملائكة
يتهيأون

ينقسم
هذا الأصحاح إلى الأقسام الآتية:

1- الملائكة ومعهم الجامات،
والغالبون يترنمون (15: 1 – 4)

2- الملائكة وقد خرجوا بجاماتهم
لصبها (15: 5 – 28)

أولا:
الملائكة ومعهم الجامات والغالبون يترنمون: (15: 1 – 4)

هذه
آية أخرى أو صورة أخرى، " عظيمة وعجيبة " لأنها صادرة عن السماء فى
علوها، " سبعة ملائكة " والملاك رسول من الله، والسبعة عدد الكمال إشارة
إلى اكتمال غضب الله، واكتمال دينونة الأشرار، واكتمال نصرة الأبرار، وعن "
سبع ضربات أخيرة " إشارة إلى الأيام الأخيرة، إلى ضربات الدينونة، وليس فقط
إنذارات الأبواق.

"
ورأيت كبحر من زجاج مختلط بنار "، انه بحر المعمودية ونار الروح القدس،
فالماء والروح هما طريق الغلبة على الوحش، والوصول إلى الأمجاد.

"
والغالبين على الوحش، وصورته، وعدد اسمه " أى الذين انتصروا على الشيطان بحيله
المختلفة وأذنابه البشرية الشريرة وفهموا أنها 666 أى قوى بشرية ضعيفة وزائلة.

"
واقفون على البحر الزجاجى " فى نصرة وبهجة، " معهم قيثارات الله "
أى الفرح السماوى الثابت الرصين، " وهم يرتلون ترنيمة موسى عبد الله "
وترنيمة " الخروف ".. أى ترانيم الأنتصار التى سبح بها الشعب بعد عبوره
البحر الأحمر، وترانيم الخلاص التى عاشها أولاد الله بعد نصرة الحمل المذبوح على
الموت.

"
قائلين عظيمة وعجيبة هى أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شىء عادلة وحق هى
طرقك يا ملك القديسين لأنه القدوس الذى قدسهم.

"
من لا يخاف يارب ويمجد اسمك، لأنك وحدك قدوس، لأن جميع الأمم سيأتون ويسجدون أمامك
لأن أحكامك قد أظهرت ".. إن نصرة الله أكيدة وعلى الجميع أن يعيشوا فى مخافته،
وفى طاعة أحكامه، وفى عبادة خاشعة لشخصه.

 ثانيا:
الملائكة وقد خرجوا بجاماتهم لصبها: (15: 5 – 8)

ثم
نظر يوحنا وإذا " بهيكل خيمة الشهادة وقد انفتح ".. هنا يعيد إلى
الأذهان قصة الهيكل القديم، وكان قد تهدم ويؤكد أنه كان مثالا للسماويات وظلالها،
وقدس الأقداس وما فيه: تابوت العهد الذى كان يحوى لوحى الشريعة (كلمة الحياة) وقسط
المن (خبز الحياة) وعصا هارون التى أفرخت (سر الحياة فى المسيح).

"
وخرجت السبع ملائكة ومعهم السبع ضربات ". لقد اكتملت مقاصد الله، واكتمل غضبه،
وها هم على وشك التنفيذ.

"
وهم متسربلون بكتان نقى وبهى، ومتمنطقون عند صدورهم بمناطق من ذهب ".. هذه
صورة القاضى فى ذلك الزمان، المنطقة الذهبية على صدره: الذهب رمز البر والحق،
والصدر مكان القلب، أى أنه سيحكم ببر وضمير نقى. أما الكتان الذى يسربلهم فكان
إشارة إلى وقارهم ونقاوتهم رغم صعوبة ما سوف يفعلونه، فأحكام الله كلها كمال وعدل.
وهو فى الحقيقة لا يحكم على الأشرار بل أنهم هم الذين يحكمون على أنفسهم، إذ
يرفضون إعلانات " الأختام " وانذارات " الأبواق " وهكذا
يستحقون ضربات " الجامات ".

ثم
أعطى واحد من الحيوانات الأربعة سبع جامات ذهبية " مملوءة من غضب الله ".
وليس هذا بغريب، فالذهب رمز البر، يشكل هنا وعاء الغضب، فهو غضب عادل " وتغلب
إذا حوكمت ".! – " وامتلأ الهيكل دخانا من مجد الله ومن قدرته "..
فهى الأيام الأخيرة، التى فيها يعلن الله عن مجده الديان بعد أن أعلن لنا عن حبه
الفادى.

"
ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبع ملائكة ".. أى أن
الشفاعة قد انتقلت، والرحمة قد استوفت زمانها وجاء وقت الحساب.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي