الإصحَاحُ
التَّاسِعُ عَشَرَ

عشاء
عرس الخروف

هنا
نجد صورة
عكسية لما فات، فهناك كان دمار الشر والأشرار أما هنا فنرى فرحة البر والأبرار..

"
جمع كثير فى السماء قائلا: هللويا "
أى هللوا ليهوه الرب.. " الخلاص
والمجد.. إلهنا.. أحكامه حق وعادلة قد دان الزانية العظيمة التى أفسدت الأرض
بزناها، وانتقم لدم عبيده من يدها..

ثم
نسمع المرد: هللويا. (ودخانها يصعد إلى أبد الأبدين) والمرد دائما: هللويا، وسكان
السماء يسجدون قائلين: هللويا. مع دعوة للجميع أن يسبحوا لله، فإذا بصوت كصوت جمع
كثير وكصوت مياة كثيرة تستجيب لهذا النداء وتقول كصوت رعود شديدة: هللويا، فإنه قد
ملك الرب الإله القادر على كل شىء لنفرح ونتهلل ونعطه المجد، لأن عرس الخروف قد
جاء، وامرأته هيأت نفسها وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهيا لأن البز هو تبررات
القديسين.

والكلام
هنا عن قدرة السيد المسيح كعريس للكنيسة، وعن نصرته الأبدية، أما الكنيسة "
العروس " فهى هنا تلبس ملابس بهية، هى تبررات القديسين أى البر المعطى لهم
باستحقاقات دم المسيح، والبر الذى يكتسبونه بعمل النعمة فيهم إذ يجاهدون معها فى
أمانة.

 عشاء
عرس الخروف

وقال
الملاك ليوحنا أكتب: " طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف.. هذه أقوال الله
الصادقة ".. نعم مبارك من يحضر هذا العرس، ومباركة النفس التى تجهز نفسها
لهذا اليوم، وأراد يوحنا أن يسجد عند رجلى الملاك، فقال له الملاك: " أنظر لا
تفعل، أنا عبد معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع.. اسجد لله فإن شهادة يسوع
روح النبوة ".. هنا نرى فهم الملاك لوضعه كعبد الله، يرفض تقبل السجود، يقصر
السجود على الله وحده، وواضح أنه يرفض سجود العبادة لأن الوصية تقول: " للرب
إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " (مت 4: 10)

ثم
يقول الملاك أن " شهادة يسوع هى روح النبوة " فأنبياء العهد القديم
كانوا يشهدون ليسوع، وأنبياء العهد الجديد ليس لديهم إلا هذا الهدف: الشهادة للرب.

كلمة
الله

ثم
رأى يوحنا السماء مفتوحة، وإذا فرس أبيض " رمز السلام والنقاء " والجالس
عليه يدعى " أمينا صادقا " وبالعدل يحكم ويحارب.

ثم
يصف لنا صورة السيد المسيح فى المجد فيقول:

1- " عيناه كلهيب نار
" إذ يفحص حتى أستار الظلام.

2- " على رأسه تيجان كثيرة
" فهو ملك الكون كله، ملك السماء والأرض والبر والفداء والكمالات الإلهية
المختلفة.

3- " له اسم مكتوب ليس أحد
يعرفه إلا هو ".. فمن المستحيل أن ندرك الله فى ذاته وفى جوهره.. إنه "
الضباب المقدس ".

4- " متسربلون بثوب "
علامة الوقار.

5- " مغموس بدم "
إشارة للفداء.

6- " ويدعى اسمه كلمة الله
".. اللوغوس أى الحكمة الإلهية الكامنة فى أعماق الجوهر الإلهى.

 الأجناد
التابعون:

ورأى
يوحنا أجناد سمائيين يتبعون الفارس الإلهى، وكلهم يركبون خيولا بيضاء، ويلبسون بزا
أبيض ونقيا.. وهذا كله رمز النصرة والسلام والنقاوة.

 السيف
الماضى:

ومن
فم الرب يخرج " سيف ماضى " هو سيف الكلمة التى بها سيدين العالم ويرعى
الأمم بعصا من حديد " وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شىء
" أى أنه الديان العادل. وعلى ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب " ملك الملوك
ورب الأرباب ".

دعوة
للطيور:

صرخ
ملاك واقف فى الشمس قائلا لجميع الطيور أن تجتمع إلى عشاء الإله العظيم، وذلك لكى
تأكل لحوم ملوك وقواد وأقوياء وخيل.. لحوم الكل: حرا وعبدا، صغيرا وكبيرا.. إنه
الأنحلال العظيم حين يحترق كل شىء وتنحل العناصر محترقة بضجيج، وتبدأ الدينونة
النهائية.

 معركة
خاسرة:

وفى
اللحظات الأخيرة، حاول الوحش وملوك الأرض وأجنادهم أن يصنعوا حربا مع الفارس
الإلهى المهيب ومع جنوده، لكنهم خسروا الحرب طبعا، وقبض على الوحش والنبى الكذاب
الذى يسبقه بالآيات.. وطرحا فى بحيرة النار المتقدة بكبريت، والباقون قتلوا بالسيف
الخارج من فم الفارس (أى إدانتهم كلمته المقدسة).

وهكذا
شبعت الطيور من لحمهم.

سلام..
سلام للبعيد وللقريب قال الرب

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي