الإصحَاحُ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ

ملاحظات
ختامية

أولا:
نهر الحياة وشجرة الحياة (22: 1- 5)

"
وأرانى نهرا صافيا من ماء حياة لامعا كبلور خارجا من عرش الله والخروف "..
وواضح أن الكلام هنا رمزى بحت.. وهو إشارة إلى المعمودية طريقنا إلى الله وعطية
الله لنا.

فى
وسط سوقها وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة، تصنع أثنى عشر ثمرة، وتعطى كل
شهر ثمرها، وورق الشجرة لشفاء الأمم، والشجرة رمز للسيد المسيح، والثمرات الأثنى
عشر إشارة إلى الشبع الدائم لكل تابعى الرب (12 رمز العبادة المنتظمة) وهى مثمرة
طول العام، علامة سخاء النعمة بلا مواسم، ولا موانع، أما الورق الذى لشفاء الأمم،
فإشارة لعمل المسيح مع أولاده القادمين من أرض الأتعاب والآلام والأمراض.

"
ولا تكون لعنة فيما بعد، عرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه " فلقد
غسل دم المسيح الأرض التى لعنت قبلا بسبب سقطة آدم.. والآن صارت البشرية فى حضرة
القدوس تخدمه، وتشبع من دسم نعمته الأبدية، فى تسبيح وترتيل دائم.

"
وهم ينظرون وجهه " أى " سنراه كما هو " (1 يو 3: 2) وسنراه "
وجها لوجه " (1 كو 13: 12)، " واسمه على جباههم " علامة الملكية
والتخصيص، فليس فى ذهنخم سوى المسيح والملكوت.

"
ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم،
وهم سيملكون إلى ابد الآبدين ".. تأكيدا جديدا للنور الإلهى، الذى سنعيش فيه،
وللملك المعد لنا لنتمتع به إلى الأبد.

 ثانيا:
الأقوال صادقة وأمينة: (22: 6 – 7)

وهنا
تأتى الملاحظة الثانية فى الأصحاح إذ يؤكد الملاك ليوحنا أن " هذه الأقوال
صادقة وأمينة ".. وأن الرب الإله هو الذى قصد أن يعلنها لأولاده، من خلال هذه
الرؤيا ليعرفوا مقاصده ويتشددوا فى ضيقاتهم، فهو " آت سريعا " لا ينس
ولا يتركنا نجرب فوق ما نستطيع أن نحتما، " وطوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا
الكتاب ".. أى طوبى لمن يؤمن بما هو مكتوب فيها ويستعد لكفاح الأيام ونصرة
الرب، لهذا تقرأ لنا الكنيسة هذا السفر فى ليلة سبت النور، لنرى العالم الآخر الذى
ذهب إليه الرب فى تلك الليلة ليفتح الفردوس ويحرر المسبيين، وكذلك لكى نضع أورشليم
السمائية نصب أعيننا لتكون ميراثنا.

 ثالثا:
يوحنا يتكلم مع الملاك: (22: 8 – 9)

وبدأ
يوحنا يتكلم معه فيقول: " وأنا يوحنا الذى كان ينظر ويسمع هذا " وكيف
أنه حاول مرة أخرى أن يسجد للملاك فنهاه عن ذلك قائلا: أنا عبد معك، ومع أخوتك
الأنبياء، الذين يحفظون أقوال هذا الكتاب، " اسجد لله "..

ثم
يقول له الملاك: " لا تختم على أقوال نبوة هذا الكتاب لأن الوقت قريب "..
أى افتح هذا الكتاب للجميع لأن تمام مقاصد الله آت سريعا، وبالفعل بدأت الأحداث
تتحرك من ختم إلى ختم، ومن بوق إلى بوق.

وبدأ
الملاك يهدد قائلا: " من يظلم فليظلم بعد، ومن هو نجس فليتنجس بعد، ومن هو
بار فليتبرر بعد، ومن هو مقدس فليتقدس بعد ".. أى ليمشى كل فى الطريق الذى
يروق له، لكن الله سيجازى كل واحد حسب أعماله.

 رابعا:
الرب يتكلم (22: 10 – 16)

وفى
نهاية السفر بدأ الرب يتكلم: " ها أنا آتى سريعا، وأجرتى معى، لأجازى كل واحد
كما يكون عمله " فالأيمان النظرى لا يكفى لأن الشياطين يؤمنون ويقشعرون،
المهم أن نترجم إيماننا إلى أعمال مقدسة بعمل الله فينا وبنا.

"
أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر ".. فالمسيح كما ذكرنا هو
محور التاريخ كله، " وطوبى للذين يصنعون وصاياه " لأنهم سيأكلون من شجرة
الحياة، ويدخلون من الأبواب إلى المدينة، أما فى الخارج فيبقى " الكلاب
" أى من عاشوا فى النجاسة وأضطهدوا أولاد الله، والسحرة والزناة والقتلة
وعبدة الأوثان " وكل من يحب ويصنع كذبا " أى كل من يحب الكذب ويصنعه.

"
أنا يسوع أرسلت ملاكى لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس، أنا أصل وذرية داود، كوكب
الصبح المنير ".. فالرب يسوع هو الذى كلف يوحنا بهذه الرسالة، وهو خالق داود
النبى، وقد جاء منه حسب الجسد.

خامسا:
الكنيسة تتكلم: (22: 17)

"
الروح والعروسان يقولان تعال، ومن يسمع فليقل تعال، ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ
ماء حياة مجانا ".

هنا
كرازة الكنيسة بالروح القدس، فهى تدعو الجميع إلى الرأى الإلهى وتطلب منهم أن
يدعوا بعضهم بعضا ليمتلىء البيت من المفديين المرتوين من ماء الحياة مجانا لأن
الرب دفع ثمنه قبلا.

 سادسا:
تحذير واشتياق: (22: 18 – 21)

فمن
يزيد على أقوال هذا الكتاب يزيد الله عليه الضربات المكتوبة فيه، ومن يحذف منها
يحذف الله أسمه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة.

ثم
يقول يوحنا: " الشاهد بهذا " نعم أنا آتى سريعا " أى حقا لقد سمعت
من فمه هذا الوعد المبارك، إذن آمين تعال أيها الرب يسوع ".. فليس لنا أفضل
من هذا أن يأتى الرب وإذ يجدنا مستعدين يأخذنا إليه.

ويختم
يوحنا سفره النفيس بالتحية المسيحية المعهودة: " نعمة ربنا يسوع المسيح مع
جميعكم آمين ".. فنعمته هى سندنا الوحيد فى غربة هذا الدهر وسبيلنا الأكيد
إلى حياة أبدية..

"أمين
تعال أيها الرب يسوع "

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي