الإصحَاحُ
الثَّالِثُ

(رسائل
إلى ثلاث كنائس)

(تابع:
الكنائس السبع)

(5)
كنيسة ساردس (رؤ3: 1– 6)

يقال
إن ملاك الكنيسة هو القديس ميليتون.

1
الافتتاحية: من الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب (3: 1): الروح القدس في
تنوع هباته أو السبعة رؤساء الملائكة: (انظر شرح رؤ1: 4). السبعة كواكب: أساقفة
الكنائس

2 وصف
الحالة: أنك حي وأنت ميت (3: 1): حي أمام الناس، وميت أمام الله أسماء قليلة حافظت
على الإيمان (3: 4) ولكن الأغلبية اسم بلا حياة كانوا أشبه بالتماثيل، جميلة في
الشكل ولكنها بلا حياة (مز115: 4 7). الحي الميت (رؤ3: 1، 1تي5: 6، أف 2: 1، أف 5:
14، لو 15: 32)

3
الرسالة: السهر الروحي، المحافظة على ما عنده من التعاليم المقدسة وإلا فهناك
دينونة فجائية (عقاب مفاجئ)

4
الوعد: ثياب بيض: البر الإلهي. ثبات النقاوة والبهجة والكرامة. لن أمحو اسمه
الحياة: سأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته. سفر الحياة: للتدليل على الخلود في
ملكوت الله انظر (دا7: 10، 12: 1).

 (لن
أمحو): دليل على سلطان المسيح. ومن ناحية أخرى دليل على إمكانية محو الاسم مما
يتعارض مع التعيين المطلق. انظر (رؤ3: 11). (معرفة خفيات البشر، وجوب الاستعداد
قبل ساعة الخطر، وعود للمواصلين للسهر)

إن لم
تسهر: السهر الروحي (مت26: 40) (معه) أي مع (المسيح) قال قداسة البابا شنوده
الثالث حفظه الله " إنني حزين علي الليل الذي ضاعت سمعته وأصبح مجالا للمغنين
والمغنيات وللراقصين والراقصات " (تأملات في مزامير وقطع النوم ص81، 83 الطبعة
الأولي يوليو 2001

 

مجئ
السيد المسيح: (أقدم عليك كلص رؤ3: 3)

مجيء
السيد المسيح له معنيان (نوعان من المجئ): المجئ حرفيا ومعنويا (مجازيا)

 (أ)
حرفيا:

 (1)
المجئ الأول للخلاص: نبوات عن تجسده، وعن عذراوية ميلاده، وعن مكان وزمان ولادته،
وعن طبيعته الإلهية. وهناك إشارات في العهد الجديد (1تي 3: 16، يو1: 14، عب 2: 14،
لو 19: 10، 1تي1: 15)

 (2)
المجيء الثاني للدينونة والجزاء في اليوم الأخير: (مت16: 27، 28)، (رؤ22: 7، 12)،
مت13: 40- 43، مت25: 31 – الخ، مت24: 30، 31، مثل العذراى مت25: 6، 13، في مجد
أبيه (مت16: 27، مر8: 38، في مجده ومجد أبيه (لو9: 26)

 (ب)
معنويا (مجازيا):

 (1)
مجيئه للعزاء (التجلي 2بط1: 16)، (حلول الروح القدس يوم الخمسين يو14: 18)

 (2)
مجيئه للقضاء (لخراب أورشليم) مت16: 28، مت21: 40، 41، لو20: 16

 (3)
مجيئه عند الانقضاء: انقضاء حياة الإنسان علي الأرض (انقضاء أجل الإنسان) مثل ما
يقول لملاك كنيسة ساردس: "فإني إن لم تسهر أقدم عليك كلص، ولا تعلم أية ساعة
أقدم عليك " (رؤ3: 3) إشارة إلي مجيئه في الموت حين يرسل قضاءه عليه فيرحل
إلي الأبدية دون استعداد ويخسر نصيبه في الجعالة. يفاجئهم هلاك بغتة (1تس5: 2)،
(مت24: 43، 44)، لو12: 37 – 43، يو14: 3 (كل واحد له ساعة معينة يجئ له الرب فيها)
(تأملات في أمثال السيد المسيح لقداسة شنودة ص88 الطبعة الأولي نوفمبر2001)

هذه
ثلاثة آراء ولسنا مجبرين أن نأخذ رأيا واحدا، ولكننا نأخذ هذه الآراء كلها (الخاصة
بالتجلي، وحلول الروح القدس، وخراب أورشليم)، لأن ثلاثة من الرسل (بطرس ويعقوب
ويوحنا) شاهدوا التجلي، وكلهم سوي يهوذا شاهدوا حلول الروح القدس يوم الخمسين،
وواحد منهم علي الأقل (يوحنا الرسول) عاش بعد خراب أورشليم الذي حدث سنة 70 م علي
يد تيطس الروماني.

 (6)
كنيسة فيلادلفيا

 (رؤ3:
7 – 13)

المدينة
أسسها بطليموس فيلادلفيوس الذي في عهده تمت ترجمة التوراة من العبرية إلى
اليونانية (الترجمة السبعينية). ملاك الكنيسة غير معروف.

1
الافتتاحية: من القدوس: أي الكلى القداسة (ملاحظة: نقول عن العذراء إنها فائقة
القداسة أو جزيلة القداسة). الحق: فهو الصدق كله. الذي له مفتاح داود: ضابط الكل،
كلى القدرة.

2 وصف
الحالة: بابا مفتوحا (للكرازة، للخدمة، باب القبول والرضا). مساندة إلهية لأنه
يحفظ كلام الرب ولم ينكر اسمه. الله يحبه ويجعل أجناد الشر ودعاة التهود يأتون
ويسجدون له أي يخضعون له. انظر (رومية16: 2 واله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم
سريعا) المهم سحق القلوب لا سحق الرؤوس. أعداء بيعتك اسحقهم وأذلهم. الباب المفتوح
(رؤ3: 8، 4: 1). انظر لو 2: 23، مر 106: 16 محبة الإخوة حسنات فقط.

3
الرسالة: (تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك) (رؤ3: 11): هذا ينفى أن الرب عين
أناسا للحياة الأبدية وآخرين للهلاك الأبدي. انظر (رومية 8: 29)

4
الوعد: (من يغلب فسأجعله عمودا في هيكل إلهي): أي يصير كارزا جبارا في الكنيسة.
اسمي الجديد: علامة بنوته الأبدية، اسم الله أو ختمه على جباههم " قدس للرب
“. اسم مدينة الهي (أورشليم حيث يوجد الرب) اسمي الجديد: المسيح الفادي كلمة الله.

عمودا
في هيكل إلهي (رؤ3: 12): الغالبون هم أعمدة هذا الهيكل، لأنهم يشددون غيرهم حين
ينظر الغير إلى سيرتهم ويتمثلون بإيمانهم (وضوح الرؤيا)

 (إلهي):
بصفته رأسا للمؤمنين الذين هم جسده. المسيح يتكلم بصفته النيابية. لاحظ ما يأتي:
(مت 27: 46, مر 15: 34) "إلهي إلهي لماذا تركتني “: المسيح هنا يتكلم بصفته
النيابية. كما أن السيد المسيح أراد أن يوجه نظر اليهود إلى مزمور الصلب (مز 22).
(يو20: 17 إني أصعد إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم: ألوهية الآب بالنسبة له, ألوهية
خضوعه في دور التجسد. أما ألوهية الآب بالنسبة لنا كمؤمنين فهي حقه الطبيعي كخالق
ومدبر. (إلهي: لأني اتخذت جسدا, وإلهكم: لأنه خالقكم)

المسيح
بصفته الناسوتية يدعو الله إلها له باعتباره ابن الإنسان, ولكنه في نفس الوقت هو
ربنا وإلهنا (إله ربنا يسوع المسيح أف1: 17) انظر (رو9: 5, مز11: 1, مز45: 6و 7,
يو20: 28, 1كو8: 5 و6, غل6: 14, عب1: 9, أع20: 28).

 في
(مز 45: 6، 7)، (عب1: 8 و9) نجد أن الخطاب موجه للابن بصفته إلها (كرسيك يا الله)
وكعبد (انظر في2: 5– 11)

 

 (7)
كنيسة اللاودكيين

 (رؤ3:
14 – 22)

المدينة
أسسها أنطيوخس السوري ودعاها باسم زوجته. أما أسقفها (ملاكها) فغير معروف. يرى
البعض أنه فليمون أو أرخبس (كو4: 17) وعلى كل فإن ملاك الكنيسة هو الشخصية الرمزية
المعنوية للكنيسة.

1
الافتتاحية: هذا يقوله الآمين (
The Amen) (رؤ3: 14) استعملت اسما ليسوع المسيح الشاهد الآمين The faithful and True Witness
الصادق: يصفه بأنه الأمين الصادق)

 

بداءة
خليقة الله (رؤ3: 14): رأس الخليقة أو مصدرها أو أصلها كلمة (بداءة) في الأصل
اليوناني والقبطي (أرشى) رئيس، رأس، أصل، مصدر، منشئ (البداية والنهاية) (رؤ21: 6،
22: 13): منشئ كل شئ، وواضح نهاية لكل شئ. فهو رئيس خليفة الله. هذه الكلمة وردت
في الترجمة السبعينية للعهد القديم بمعنى (رأس) " رأس الحكمة مخافة الرب
" (مزمور111: 10). ولذلك جاءت هذه الآية في الترجمات الأخرى هكذا: " رأس
خلق الله " ترجمة الآباء اليسوعيين، " رأس خليقة الله " (الترجمة
العربية الجديدة, العهد الجديد المطبعة الكاثوليكية بيروت) "رئيس خليقة الله
" (الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس: كتاب الحياة) رأس الخليقة (وطني بتاريخ
23 / 9 / 1990 لنيافة الأنبا غريغوريوس)

كلمة
(بداءة) هنا (رؤ3: 14) تعنى أصل مثل كلمة (بداية) الواردة في (رؤ21: 6, 22: 13)
(البداية والنهاية). فليس من المعقول أن تقول إن الله له بداية ونهاية. ولكن
المعنى المقصود هو أنه منشئ كل شئ, كما أنه واضع نهاية لكل شئ (كتاب: أبى أعظم منى
للشماس نكلس نسيم سلامة ص 24).

 

كلمة
(آمين):

• في
العبرية معناها: ليكن هكذا.

• في
اليونانية معناها (حقا) (آمين آمين بموتك يا رب نبشر.. الخ) (كنوز النعمة ج3 ص100)

• في
الدعاء يمد ويقصر وقيل معناه (كذلك فليكن). وهو مبني علي الفتح (مختار الصحاح).

• في
نهاية أسفار العهد الجديد باستثناء: الأعمال، رسالة يعقوب، رسالة يوحنا الثالثة.

2 وصف
الحالة: الفتور: وهو غير مقبول لأنه يعطى صاحبه إحساسا بالاكتفاء فلا يفكر في
التوبة. لاودكية = حكم الشعب, الفتور – سيئات فقط. لاحظ الغنى الفقير (رؤ3: 17),
الفقير الغنى (رؤ2: 9)

3
الرسالة: نصيحة مثلثة:

أ-
يشترى ذهبا مصفى بالنار: إشارة إلى الغنى الروحي (الذهب النقي) الصبر والاحتمال
والتضحية

ب-
ثيابا بيضا: النقاوة والبر

ج-
كحلا لعينيه: استنارة روحية وتشجيع على احتمال هذا التوبيخ. كما أن الرب يقرع على
بابه في صبر عجيب: الله لا يقتحم القلوب فلها مطلق الحربة (رؤ3: 20) الله يقرع علي
باب الخاطئ، إما طرقات خفيفة في صورة عظة أو طرقات حادة في صورة تجربة أو ضيقة

4
الوعد: (من يغلب يجلس معي في عرشي): يا للمجد أن نجلس مع المسيح في عرشه.

 

ملخص
الرسائل إلى الكنائس السبعة

الكنيسة

لقب
السيد المسيح

حالة
ملاك الكنيسة

ضعفاته

العلاج
والوصية

الجزاء

مكافأة
من يغلب

 (1) أقسس:

 (المحبوبة)

 (عصر
الرسل)

الممسك
السبعة الكواكب

يحتمل
بصبر ويكافح ضد الأشرار والرسل الكاذبين وضد النيقولاويين

ترك
محبته الأولى

اذكر
من أين سقطت وتب

أزحزح
منارتك من مكانها إن لم تتب

يعطى
أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله

 (2) سميرنا: (المرة)

 (عصر
الاستشهاد)

الأول
والآخر الذي كان ميتا فعاش

يعيش
في ضيق وفقر ويعاني من تجديف أدعياء اليهودية

الخوف
من الآلام والمتاعب التي يسببها إبليس

كن
أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة

 

لا
يؤذيه الموت الثاني

 (3) برغامس:

 (اقتران)

 (عصر
المجامع)

الذي
له السيف الماضي ذو الحدين

تمسكه
بالسيد المسيح ولم ينكر الإيمان حتى في وقت الشدة

تمسك
بعض الشعب بتعليم بلعام وتعليم النقولاويين

التوبة

الله
سيحارب الأشرار بسيف فمه

يعطى
أن يأكل من المن المخفى ويعطى حصاة بيضاء عليها اسم جديد

 (4) ثياتيرا:

 (المسرح)

 (العصور
الوسطى)

ابن
الله الذي له عينان كلهيب نار ورجلاه مثل النحاس النقي

إيمانه
وصبره ومحبته لله وأن أعماله الأخيرة أكثر من الأولى

أنه
يسيب المرأة إيزابل التي تدفع إلى الزنى والأكل من ذبائح الأوثان

أن
يتمسك بالإيمان الذي عنده حتى مجيء الرب

إلقاء
إيزابل وأتباعها في ضيقة عظيمة

يعطى
سلطانا على الأمم فيرعاهم بقضيب من حديد ويعطى كوكب الصبح

 (5) ساردس:

 (بقية)

 (عصر

الإصلاح
الديني)

الذي
له سبعة أرواح الله والسبعة كواكب

الرياء
إذ توهم نفسه أنه حي رغم أنه ميت

أعماله
غير كاملة أمام الله

السهر
والحفاظ على البقية الباقية لئلا تقنى وتموت

يقدم
عليه كلص في ساعة لا يعلمها

يلبس
ثيابا بيضا ولن يمحى اسمه من سفر الحياة ويعترف به أمام الآب وملائكته

 (6) فيلادلفيا:

 (محبة
الإخوة)

 (العمل
المسكوني)

القدوس
الحق الذي له مفتاح داود، يفتح ولا أحد بغلق ويغلق ولا أحد يفتح

رغم
أن قوته يسيرة فقد حفظ الكلمة ولم ينكر اسم الله

بعض
التراخي في العمل

أن
يتمسك بما عنده لئلا يأخذ أحد إكليله

إذلال
الذين يدعون أنهم يهود ووضعهم تحت الذل حتى يعترفوا بسلطان الكنيسة

يصير
عمودا في هيكل الله ولا يعود يخرج إلى خارج ويكتب عليه اسم الله واسم أورشليم
الجديدة

 (7) لاودكية:

 (حكم
الشعب)

 (عصر
الارتداد)

الآمين
الشاهد الأمين الصادق بداءة خليقة الله

الفتور
الروحي فهو ليس باردا ولا حارا

يظن
أنه غني ولكنه في الواقع شقي وبائس وفقير وأعمى وعريان

أن
يشتري ذهبا لكي يستغني وثيابا لستر عريه ويكحل عينيه لكي يبصر

الرب
مزمع أن يتقيأه من فمه

يجلس
مع السيد المسيح في عرشه

 

القسم
الثاني من سفر الرؤيا:

(الجزء
النبوي) (رؤ4 – 22)، الصراع بين الكنيسة وقوى الشر (رؤ4 20)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي