الإصحَاحُ
الرَّابعُ

(عرش
الله في السماء)

1-
الباب المفتوح (4: 1)

2-
الجالس على العرش (4: 2)

3-
الأربعة وعشرين شيخا (4: 4)

4-
الأربعة حيوانات والتسبيح السماوي (4: 6 11)

 

 (1)
الباب المفتوح

 (رؤ4:
1)

تعزية
لمن تغلق في وجهه أبواب البشر. انفتاح السماء يشير إلى قبول الصلوات، أو انسكاب
الروح، أو الشهادة للابن (للمسيح). الصوت الأول كصوت بوق: صوت الله المهيب، صوت
المسيح. الباب المفتوح (رؤ4: 1) (لملاك كنيسة فيلادلفيا (رؤ3: 8)) (يع5: 17، 18،
مت3: 16، 17)

1-
اصعد إلى هنا (4: 1)، (للوقت صرت في الروح) (رؤ4: 2) أي شعرت بانفعالات جديدة
فكأني نقلت في الرؤيا إلى السماء (الكنز الجليل)

2-
الدعوة للصعود هي بالروح لا بالجسد. لقد رأى بعض الأنبياء في العهد القديم رؤى
سماوية وهم على الأرض دون أن يدعوا للصعود إلى فوق أما يوحنا فيؤخذ بالروح إلى
السماء ليشاهد تلك المناظر السماوية (سفر الرؤيا للأخ ناشد حنا)

3-
الصعود غير جسماني (تفسير الرؤيا لابن كاتب قيصر)

4-
ربما كان نوعا من الاختطاف العقلي كما حدث لبولس الرسول (أخذت في غيبة) (أع 22:
17): غيبة عن الحواس وليس معناها نعاس بمعنى النوم العادي، ولكن الحواس نفسها
تتعطل، نوع من الاختطاف العقلي (عالم الروح) ج3 ص17 لنيافة الأنبا غريغوريوس)،
(الرسل الاثنا عشر ج2 ص16 لنيافة الأنبا غريغوريوس)

5-
إنها حالة روحية غير عادية فيها يعمل روح الله فيه، وروحه في استسلام كامل لعمل
الله، والجسد كأنه غير موجود (وطني 14 / 4 /1991 لقداسة البابا شنوده الثالث)

6- هي
حالة من الغيبة عن عالم الحس تحت تأثير الروح القدس تماما كما حدث مع الرسولين
بطرس وبولس (أع10: 3 و10 و11، 11: 5، 9: 8، 22: 11) (تفسير د.موريس تاوضروس ص32)

7-
أما المكان الذي رآه يوحنا اللاهوتي في الرؤيا فهو السماء العليا لكنه لم يدخل
إليها بجسده، وإنما الرؤيا تمت وهو في حالة من الاستغراق الروحاني والتي عبر عنها
بقوله (صرت في الروح) أي أنه اختطف بالروح وهو على الأرض، فقد كان بجسده في جزيرة
بطمس من جزر الأرخبيل. لكن روحه اختطفت اختطافا عقليا وهو في حالة من الاستغراق
الروحاني والتي عبر عنها بقوله (صرت في الروح) (الجليان – الرؤيا 1: 10، 4: 2).
(فمضى بي الروح) (الجليان17: 3) (حملني بالروح) (الجليان – الرؤيا 21: 10). وهذه
هي حالة (الاختطاف العقلي) التي اختبرها القديس بولس الرسول حينما تكلم عن رؤى
الرب ومكاشفاته، إنه (اختطف إلى السماء الثالثة.. اختطف إلى الفردوس وسمع كلاما لا
يقدر بشر أن ينطق به (2كو12: 1– 4) (وطني بتاريخ 14/1/1996 لنيافة الأنبا
غريغوريوس ص2).

8- في
المسيح صار ميسورا ليوحنا الرسول أن يصعد إلى السماء ويرى بنفسه مجد المناظر
القدسية (وضوح الرؤيا).

 (2)
الجالس على العرش

 (رؤ4:
2، 3)

العرش:
رمز المُلك. الجالس: رمز الاستقرار والحكم.

منظره
شبه اليشب (أبيض رمز النقاوة والقداسة). العقيق (أحمر رمز الفداء). قوس قزح حول
العرش: الله رحيم (يذكرنا بميثاق الله بعد الطوفان). (القدوس، الفادي، الرحيم)

 (3)
الأربعة والعشرون شيخا

 (رؤ4:
4، 5)

تمجيد
لله في السماء

أربعة
وعشرون عرشا (رؤ4: 4): رمز للأسباط الاثني عشر، والتلاميذ الاثني عشر. ينوبون عن
الكنيسة المفدية (رؤ5: 9). جالسين: الاستقرار. متسربلين بثياب بيض رمز النقاوة
والوقار. أكاليل من ذهب: رمز البر الإلهي.

ومن
العرش يخرج بروق ورعود وأصوات (4: 5): البرق (المواعيد. فالبرق يسبق المطر)،
الرعود (الإنذارات). الأصوات: التوجيهات (أصوات الكلمة الإلهية، والأحداث اليومية
والبركات السماوية. سبعة أرواح الله: انظر (رؤ1: 4). بحر زجاج شبه البلور (4: 6):
رمز المعمودية التي بدونها لا نقترب إلى عرش الله.

 

 (4)
الأربعة حيوانات

والتسبيح
السماوي

 (رؤ4:
6 11)

في
وسط العرش وحول العرش: عرش الله على شكل دائرة يحيط به عروش الأربعة والعشرين
قسيسا على شكل دائرة أيضا وبين الدائرتين توجد الأربعة حيوانات، فهي إذن في الوسط،
وفي نفس الوقت تحيط بالعرش أي حوله.

ملاحظة:
ليس للأربعة مخلوقات (كائنات) عروش (كراسي) يجلسون عليها أو تيجان مثل الأربعة
والعشرين قسيسا، لأن الرب إكليلهم، وهم حاملو عرش الله.

 

حيوانات:
كائنات حية (الحيوان: كل ذي روح ناطقا كان أو غير ناطق المعجم الوجيز) وفي كتاب
الحياة الترجمة التفسيرية: أربعة كائنات. وبالإنجليزية:
four
living creatures[3
] ولذلك فمن الخطأ
أن يرسم الفنانون هؤلاء الملائكة كحيوانات عجماوات لها ذيل. جاء في التسبحة
الكيهكية في مديح آجيوس أوثيئوس بعد الهوس الكيهكي (انظر دلال كيهك للقس صموئيل
ثابت الطبعة الثالثة لسنة 1983 ص86): (والأربعة حيوانات. من تحت العرش ثبات. يتلون
كل الأوقات. آمين ألليلويا. الأول شبه أسد. صورة من غير جسد. وأعين بلا عدد. أمين
ألليلويا. الثاني شبه الثور. وهو منظر من نور. يصبح بلا فتور. آمين ألليلويا.
الثالث شبه عقاب. يسأل عن الطير بإيجاب. أمام وحيد الآب. آمين ألليلويا (العقاب:
النسر). الرابع شبه إنسان. يسأل عنا الغفران. أمام الله الديان. آمين ألليلويا)

ستة
أجنحة: رمز الخفة والسرعة في الحركة. مملوءة عيونا: الحكمة والبصيرة. ستة أجنحة
(رؤ4: 8، إش6: 2). أما حزقيال فرأى أربعة أجنحة (حز1: 6): لأن حزقيال رآها حاملة
للعرش تحت المقبب الذي فوقه العرش، لذلك لم يرَ الجناحين اللذين يغطيان وجوهها.
وكانت هذه الحيوانات يسيرها روح الله وفق مشيئته (خر 1: 5). والبكرات إشارة إلى
سرعتهم الفائقة وروح الله هو باعث الحركة والحياة.

سرا
فيم إشعياء (إش6) لكل حيوان وجه واحد. أما كروبيم حزقيال (حز1: 5 10، 10: 1- 20) فكل
حيوان له أربعة أوجه.

هذه
الكائنات تشير إلى:

توجد
عدة آراء لتوضيح ما تشير إليه الحيوانات الأربعة (رؤ4: 6 و8): (الأول شبه أسد.
والثاني شبه عجل. والثالث شبه إنسان. الرابع شبه نسر طائر)

 (1)
الله: في صفاته: قيل إنها تكشف عن صفات الله: الأسد (يشير إلى قدرته). الثور (إلى
صبره). الإنسان (إلى جوده وعمله). النسر (إلى جلاله وحكمته).

 (2)
الله: في عنايته بخليقته: قيل إنهم يطلبون عن الخلائق الأرضية: الأسد (عن
الحيوانات المفترسة). الثور (عن الحيوانات المستأنسة). الإنسان (عن البشر). النسر
(عن الطيور). أي أنها تشير إلى أن الله هو سيد الخليقة كلها أي ضابط الكل، فهي
تشير على عناية الله بالخليقة كلها. ملاحظة: أما الزواحف فليس لها ما يشبهها لأن
منها الحية التي لعنها الرب، ولا الحيوانات البحرية لأن البحر يشير إلى القلاقل
(1ش 57: 20) بينما السماء كلها هدوء وسلام (رؤ21: 1).

 (3)
المسيح: في عمله الفدائي: قبل إنها تشير إلى العمل الفدائي للرب: (مراحل الفداء)
[مراحل أحداث الخلاص] التجسد (وجه إنسان)، الصلب (العجل كذبيحة)، القيامة (الأسد)،
الصعود (النسر الطائر)

 (4)
المسيح: في صفاته الناسوتية واللاهوتية: قيل إنها تشير إلى شخص المسيح: الإنسان
(تجسده). الأسد (جرأته في إعلان الحق، ونصرته بالقيامة من بين الأموات) فهو الأسد
الخارج من سبط يهوذا الذي خرج غالبا ولكي يغلب (رؤ5: 5، 6: 2). الثور (إلى
كهنوته). النسر (إلى لاهوته وصعوده إلى السماء). وقيل إنها تشير إلى الجوانب أو
الرتب الأربعة في شخصية السيد المسيح. الرتبة الأولى: الناسوتية (الإنسان)،
والملوكية (الأسد)، والكهنوتية (الثور)، واللاهوتية (النسر). فالسيد المسيح هو:
إنسان، وملك، وكاهن، وإله.

 (5)
إلى الأناجيل الأربعة: وقيل إنها تشير إلى الأناجيل الأربعة، ووجه الشبه هو بداية
كل إنجيل: الإنسان (إنجيل متى). الأسد (إنجيل مرقس). العجل (إنجيل لوقا). النسر
(إنجيل يوحنا).

 

ملاحظات:

 (أ)
(رؤ4: 6): شبه الأشرار بالبحر المضطرب (إش57: 20). أما القديسون الماثلون أمام
العرش فهم يشبهون ببحر زجاج شبه البلور (رؤ4: 6) من حيث اتساع دائرته من جميع
الأجناس والألوان. شبه البلور في نقاوته وصلابته. أما البحر المضطرب فلا يوجد فيما
بعد (رؤ21: 2).

 (ب)
(رؤ4: 8): (ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس): ليس هناك ليل بل نهار دائم، لأن نور
الله لا يفسح مجالا الظلمة، ففي (رؤ22: 5 ولا يكون ليل هناك) (نهارا وليلا): تعبير
يفيد دوام الوقت، بصفة دائمة بلا توقف ولا فتور، ولا ملل يسبحون الله.

 (ج)
الأصحاح الرابع يرينا مجد الله الخالق (4: 11)،

أما
الأصحاح الخامس فيرينا مجد الله الفادي (5: 9).

 (د)
الحيوانات الأربعة يسبحون الله (الثلاثة تقديسات (4: 8)]، ويقدمون له المجد
والكرامة والشكر (4: 9). أما الأربعة والعشرون قسيسا فيسجدون لله ويعترفون بحقه في
المجد والكرامة والقدرة (4: 10 و11).

 (ه)
الثلاثة تقديسات (4: 8): يعتقد البعض أنها إشارة إلى الثلاثة أقانيم. ويعتقد البعض
الآخر أنها خاصة بالابن لأن إشعياء سمع هذا التقديس من الملائكة عندما رأى مجد
المسيح (إش6: 3) قارن يوحنا 12: 41) أما. إذا أضيفت العبارات التي توضح الولادة من
العذراء، والصلب والقيامة والصعود كما في لحن (آجيوس) قبل أوشية الإنجيل، فتكون
الثلاثة تقديسات موجهة للمسيح.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي