الإصحَاحُ
الْعِشْرُونَ

(الملك
الألفي والأيام الأخيرة)

1 –
تقييد الشيطان وملك المسيح (ع1- 6)

2 –
حل الشيطان ودينونته (ع7 –10)

3 –
الدينونة النهائية للعالم (ع11 – 15).

 

1
تقييد الشيطان (رؤ20: 1 3)

تقييد
الشيطان ليس ماديا لأن الشيطان روح. تقييد لسلطانه وتحديد لحريته في العمل. تقييد
الشيطان لا يعني إبادته أو إلغاء عمله إنما يعنى أنه ليس في حريته الأولى، إلغاء
جبروته.

الشيطان

كلمة
(شيطان): أصلها كلمة عبرية هي ساطان أو سطانائيل ومعناها سطوة الله فانشالت منه
(إيل) أي الله، لأنه أصبح شريرا

إبليس:
مشتقة من ديافلوس ومعناها باليوناني العنيد أو المتمرد، لوسيفر: أي الزهرة بنت
الصبح أو نجمة الصبح أو كوكب الصبح (1ش 14: 12) لكن طبعا هو مذكر. (الملائكة ليس
لهم جنس ليس فيهم ذكر وأنثي) (والشيطان كان رئيسا من رؤساء الملائكة) (انظر كتاب:
الله والوجود والكون وطبيعة الملائكة لنيافة الأنبا غريغوريوس (صفحات 154، 162،
174، 192)

إبليس
سيطرح في البحيرة المتقدة (مت 25: 41، يه6) وقد دعا المسيح، يهوذا مسلمه إبليس كما
في الأصل اليوناني (يو6: 70) وقد سمي المتأصلون في الشر والكذب والقتل: أولاد
إبليس (يو8: 44)، (1يو3: 8، 10). وقد جاء المسيح ليهدم عمل إبليس (1يو3: 8) وقد
أشار يهوذا في عدد9 من رسالته إلي الخصام بين إبليس وميخائيل من جهة جسد موسي
(قاموس الكتاب المقدس)

 

2 ملك
الألف سنة (رؤ20: 4– 6)

ملك
المسيح: نفوس الشهداء (ع4) فعاشوا: نالوا الحياة الحقيقية بإيمانهم بالمسيح
(الإيمان والمعمودية والتوبة والتناول) أما بقية الأموات فلم تعش (ع5): موت
الخطية، ولم يقوموا القيامة الأولى (أف5: 14، 5: 25)، (رؤ20: 6، أف2: 1، لو15:
32). وسيمكلون معه ألف سنة (ع6): هي مدة غير معلومة بدأت بملك المسيح على الصليب
وتأسيس الكنيسة يوم الخمسين حتى المجئ الثاني للمسيح. الفترة بين المجئ الأول
والمجئ الثاني للمسيح.

 

القيامة
الأولى والثانية

القيامة
الأولي (ع6):

 (1)
هي قيامة روحية من الخطية بالتوبة (يو5: 25، أف5: 14، أف2: 1، لو15: 32) (أثناء
حياة الإنسان علي الأرض)

 (2)
ممكنة في أي وقت (أثناء حياة الإنسان علي الأرض).

 (3)
اختيارية (تتوقف علي إرادة الإنسان).

 (4)
خاصة: ليست للجميع-خاصة بالذين يتوبون.

 (5)
مغبوطة: طوبي لمن له نصيب في القيامة الأولي (رؤ20: 5، 6).

 (6)
ينال عنها صاحبها أجرا صالحا مباركا.

 (7)
نتيجتها الخلاص والحياة الأبدية.

 

القيامة
الثانية:

 (1)
جسدية (يو5: 28، 29، مت 25: 46، أع 24: 15، دا12: 2، 3).

 (2)
في نهاية الدهر.

 (3)
جبرية (قهرية) (مشروطة بإرادة الله).

 (4)
عامة لجميع الناس أبرار وأشرارا (يو5: 28، 29، أع 24: 15

 (5)
لا يد للإنسان فيها.

 (6)
لا ينال عنها الإنسان أجرا، إنما ينال فيها الجزاء المناسب حسب أعماله.

 (7)
لها نتيجتان متعارضتان بالنسبة للأخيار أو الأشرار.إما قيامة الحياة أو قيامة
الدينونة (يو5: 29) بحسب الأعمال (رؤ22: 12، مت 16: 27).

 

الملك
الألفي

هناك
رأيان:

1 –
المجئ بعد الألف سنة
Post-Millennialism

وتأخذ
به كنيستنا. الإيمان بأن الرب يسوع ملك على المؤمنين بموته على الصليب، وتأسيس
الكنيسة يوم الخمسين حتى المجئ الثاني للمسيح أو هي الفترة الممتدة بين المجئ
الأول والمجئ الثاني للمسيح.

الإيمان
بقيامة واحدة عامة للأبرار والأشرار معا (يو5: 28 و29)، (مت25: 31 – 46)، (أع24:
15)، (رؤ20: 12، 13) وهذه القيامة هي التي تسمى القيامة الثانية. أما القيامة
الأولى فهي القيامة من الخطية بالتوبة (يو5: 25)، (لو15: 32)

 

وتتلخص
هذه النظرية في:

1–
الألف سنة.

2–
المجئ الثاني للمسيح والقيامة العامة.

3–
الاختطاف.

4–
الدينونة.

 

2 –
الرأي الثاني: الحرفي: المجئ قبل الألف سنة:

Pre-Millennialism, The Pre-Millennial Advent))

يعتقد
أصحاب هذا الرأي أن المسيح سيأتي ليحكم على الأرض حكما جسديا ألف سنة، قبل مجيئه
للدينونة.

وتتخلص
هذه النظرية في:

1 –
القيامة الأولى: وهى في عرف البعض للأبرار والقديسين، وفي عرف آخرين للشهداء فقط.

2 –
الاختطاف
Rapture ويكون
للمؤمنين الأحياء وللمؤمنين القائمين في القيامة الأولى حسب رأيهم.

3 –
الضيقة العظيمة: للذين يبقون على الأرض وهم جماعة الأشرار من اليهود والأمم وتستمر
سبع سنوات.

4 –
ظهور المسيح والقضاء على الوحش والنبي الكذاب.

5 –
الملك الحرفي للمسيح (يملك على الأرض ألف سنة).

6 –
القيامة الثانية للأشرار ثم الدينونة الأخيرة. أي أنه توجد ألف سنة بين القيامة
الأولى والقيامة الثانية.

 

ونحن
لا نقبل هذا التفسير الحرفي.

الأدلة
على ضرورة التفسير الرمزي:

1 –
الشيطان كائن روحي لا يمكن تقييده بسلسة مادية، والهاوية للأرواح وليس لها مفتاح
مادي (رؤ20: 1 – 3).

2 –
الحديث عن هروب الأرض والسماء من وجه الله، له معنى روحي لا حرفي (رؤ20: 11)

3 –
طرح الموت والهاوية في بحيرة النار تأكيد للالتزام بالتفسير الرمزي (رؤ20: 14).

4 –
يتحدث الرسول بولس عن قيامة الأموات وتغيير الحياء واختطافهم لملاقاة الرب في
الهواء (1تس4: 16 و17). فهل سينزلون مع الرب ليقيم بهم مملكة الألف سنة؟ وهل
سيأكلون ويشربون بعد قيامتهم، وهل سيتزوجون ويزوجون؟ انظر قول السيد المسيح له
المجد (مت22: 30).

5 –
قال السيد المسيح " مملكتي ليست من هذا العالم " (يو18: 36) فكيف يعود
ليقيم مملكة أرضية؟

6 –
يقولون: توجد قيامتان تفصل بينهما ألف سنة. وهذا يتعارض مع ما جاء في (يو5: 28
و29)، (مت25: 31 – 46)، (أع24: 15).

7 –
في (رؤيا20: 5) يتكلم عن نفوس الذين قتلوا، وليس عن الأجساد.

8 –
ملك المسيح أبدى (وليس لمدة ألف سنة): (لو1: 30 – 33، إش9: 6 و7، دا7: 13 و14،
دا2: 44)

9 –
هو ملك الملوك (رؤ17: 14، 19: 16).

10 –
له كل سلطان في السماء وعلى الأرض (مت28: 18).

11 –
المسيح سيأتي ليدين ويجازى: قانون الإيمان (يأتي في مجده ليدين الأحياء والموات).
(مت25: 31 – 46، مت16: 27، يه14 و15) (رؤ22: 7 و12، مت 24: 30 و31، مت 13: 40 –
42، مت 25: 21 و30، مت 25: 10 و11، يو5 28 و29).

 

أما
الآيات التي يستندون إليها فتفسيرها كالآتي:

1 –
(إشعياء11: 6 8): (يسكن الذئب مع الخروف.. الخ): إشارة إلى انتزاع الطبع الشرير من
الإنسان. " ويكون في ذلك اليوم " (إش11: 11): أي في العصر الإنجيلي، وهو
من المجئ الأول للمسيح إلى مجيئه الثاني.

يعيد
يده ثانية (إش11: 11) المرة الأولى حين مد يده لتحريرهم من عبودية فرعون. ويرفع
راية للأمم (إش11: 12): المسيح هو الراية (إش11: 10). والأمم سيقبلون المسيح أولا
ثم اليهود (رو11: 11 27)

2 –
(إشعياء 65): هذا إشارة إلى الخلاص القادم بالمسيح الذي يريح النفس ويخلصها من
شرورها. وفى إشعياء 65: 18 يقول (ابتهجوا إلى الأبد) وليس ألف سنة.

3 –
(زكريا 14: 16): أسلوب مجازى فالحرب يمكن أن تكون حسية أو روحية الجبل ينشق ليصير
واديا: إشارة إلى ينابيع النعمة. وفي (زكريا 14: 16) نبوة عن أمم يصعدون إلى
أورشليم ليسجدوا: فهل في الملك الألفي ستكون فيه أعياد يهودية؟ وفي (زكريا 14:
19): (قصاص مصر): ليس المقصود مصر حرفيا بل الذين لا يسجدون للرب بقلوبهم.

 

علامات
نهاية الزمان:

 (سنوات
مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنودة الثالث ج1 أكتوبر 1982 سؤال رقم39 ص61)

1 –
مجئ المسيح الدجال أو (ضد المسيح): (2تس2: 3 – 10) (المسيح الدجال (1يو2: 18) في
ترجمة الآباء اليسوعيين. الدجال: الكذاب) وظهور إيليا وأخنوخ.

2 –
الارتداد العظيم نتيجة المعجزات التي سيعملها هذا الدجال بقوة الشيطان، فيؤمن به
كثيرون ويرتدون عن الإيمان الحقيقي (2تس2: 3، 1تى4: 1، مت24: 22)

3 –
سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن
المختارين أيضا (مت24: 24). وكل هذا سيكون من أسباب الارتداد. وقال الرب عن تلك
الأيام الصعبة يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم (رؤ20: 7 و8).

4 –
علامة أخرى هي خلاص اليهود، أي إيمانهم بالمسيح (رومية11: 16 – 26)، (هوشع3: 5):
داود: هو الاسم النبوي والشفري لربنا يسوع المسيح (حز37: 24، 25) (حزقيال 34: 22-
24، هوشع 3: 5، إرميا 30: 9) لأن هؤلاء الأنبياء جاءوا بعد داود بأجيال كثيرة
(الكرازة بتاريخ 10 / 7/1998 للأنبا دانيال) " وداود عبدي يكون ملكا عليهم
ويكون لجميعهم راعٍ واحدٌ " (حزقيال 37: 24) (لاحظ تشكيل: وإن كان قد لحقهم
توانٍ أو تفريطٌ كبشر في أوشية الراقدين)

5 – علامات
أخيرة هي انحلال الطبيعة (مت24: 29).

6 –
آخر علامة هي ظهور علامة المسيح في السماء (علامة ابن الإنسان) (مت24: 30 و31) أي
علامة الصليب.

أما
مسألة الحروب وأخبار حروب فهي مبتدأ الأوجاع (مت24: 8).

 

ضد
المسيح:

1
إنسان الخطية ابن الهلاك (2تس2: 3)

2 المقاوم
والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودا (2تس2: 4)

3 –
يجلس في هيكل الله (2تس2: 4)

4 –
مظهرا نفسه أنه إله (2تس 2: 4)

5 –
مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة (2تس4: 9).

6 –
بآيات وعجائب كاذبة (2تس4: 9) ولكن الرب سيبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه
(2تس2: 8).

 

أهداف
ضد المسيح:

 (1)
نكار تجسد المسيح (2يو7)

 (2)
إنكار بنوة المسيح للآب.

 (3)
إنكار الفداء (1يو2: 22 و23).

 

3 حل
الشيطان ودينونته (رؤ20: 7– 10)

بعد
الألف سنة. تبرد محبة الكثيرين (مت24: 12) يرتد قوم عن الإيمان (1تي4: 1، 2).
يكونون محبين لذواتهم أنانيين (2تى3: 1- 9) يجمع الأمم للحرب:

 

جوج
وماجوج (ع8)

جوج
اسم ملك، وماجوج إشارة إلى الشعب الذي تحت سيطرة هذا الملك ويشار بهما إلى شعوب
متوحشة تهاجم أورشليم في الأيام الأخيرة وأورشليم ترمز إلى الكنيسة.. ولكن هنا لا
تعني قبائل معينة بل كل الشعوب المنحرفة التي يجتمع جنودها لمقاومة الكنيسة. ولكن
الله يؤدبهم بنار سماوية (الرؤيا – اسبورتنج)

 

ماجوج:
في (تك10: 2): ماجوج من أبناء يافث. وفي (1أى5: 4): من بنى رأوبين. كان رئيسا على
ماشك وتوبال. وفي (حز38، 39): يوصف بأنه سيقوم ويغزو أرض إسرائيل في آخر الأيام
وسيقتل على الجبال في مذبحة هائلة (حز39: 4). وفى (رؤ20: 8): شخصية سرية شبيهة
بجوج تظهر في نهاية العصر الحاضر وتعمل ضد الكنيسة (قاموس الكتاب ج1 ص277)

 

التفسير
الرمزي: رمز يمثل العداوة لله ومقاومة الملكوت في كل عصر وبخاصة في أواخر الدهور
يمثلان حربا عنيفة ضد ملكوت الله في أواخر الدهور.

 

التفسير
الحرفي: جوج شخصية حقيقية حارب إسرائيل الراجعة من السبي (يا ابن آدم أجعل وجهك
علي جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه) (حز38: 2، 39: 1) روش وماشك:
روش هي روسيا، وماشك هي موسكو، وتوبال هي توبولسك ولا يوجد دليل علي ذلك

جوج
وماجوج (حز38، 39): جوج وأرض ماجوج رئيس روش وما شك وتوبال. والبعض يري أنها أجزاء
من أراضي روسيا أو الصين أو سيبريا ويجمع الشيطان هذه الأمم للحرب.

 

يمهد
الشيطان لحرب عالمية تشتبك فيها الكتلتان الشرقية والغربية ففي (حزقيال39: 6)
وأرسل نارا على ماجوج (الكتلة الشرقية) وعلى الساكنين في الجزائر (الكتلة الغربية)
آمنين (أي المتكلين على أسلحتهم) (وضوح الرؤيا 16: 12 ص353)

 

أحاطوا
بمعسكر القديسين (ع9) والحديث هنا ليس عن أورشليم الحرفية بالضرورة. وسينزل الله
نارا من السماء تأكل الأعداء وينقذ أولاده. (المدخل لنيافة الأنبا موسي رؤ20: 8
صفحة 112 سنة 1981)

طرح
إبليس في بحيرة النار (20: 10): حيث الوحش والنبي الكذاب.

 

3 –
الدينونة النهائية للعالم (رؤ20: 11 – 15)

عرشا
أبيض: القداسة المطلقة، هو عرش القضاء. الجالس عليه: المسيح. ورأيت الأموات.. الخ
(ع12): جميع الأموات منذ بداية الحياة، حيث أن الحديث هنا يدور حول الدينونة
العامة. وعلى ذلك فهو يدور أيضا حول القيامة المشتركة العامة. الصغار والكبار: من
ناحية عمر الإنسان أو من ناحية وضعه في المجتمع. طرح الموت والهاوية في بحيرة
النار (ع14): أي جميع الذين لم يكتبوا في سفر الحياة.

هروب
الأرض والسماء (ع11): انتهاء الحياة الأرضية أو تجديد العالم وتغيير هيئته (1كو7:
31، رؤ21: 1، 2بط3: 10، مت24: 35، مز102: 26). لأن إتمام الدينونة العامة في غياب
الأرض وهروبها أمر من الصعب على العقل البشري أن يحيط به تماما، ويجب ألا يؤخذ
حرفيا (تفسير سفر الرؤيا د. موريس تاوضروس – طبعة ثانية ص191)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي