الإصحَاحُ
الرَّابعُ

 

1بَعْدَ
هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ
الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوقٍ يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا
فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هَذَا».

 

بعد
هذا أي بعد رؤية السيد المسيح ماشياً وسط المنائر السبعة وبعد أن أعطاه الرسائل
إلى ملائكة السبع كنائس ( رؤ 1 – 3). نظرت وجهت نظري لأرى وفي هذا الإصحاح يبدأ
القديس يوحنا في رؤية بعض الأمور النبوية التي يريد الله إعلانها للبشر وكما رأينا
رؤيا السيد المسيح في مجده في بداية القسم الخاص بالرسائل المرسلة إلى الكنائس
السبعة. فإننا في بداية هذا القسم نرى رؤيا الله وعرشه السماوي وسلطانه الكلي.
الأشياء التي رآها القديس يوحنا (رؤ 4 : 1 – 7) و الترانيم السماوية التي سمعها
(رؤ 4 : 8 – 11)..

 

وإذا
باب مفتوح في السماء أي صارت السماء مفتوحة أمامه ليتمكن من رؤية الأمور التي يريد
الله إعلانها للبشر. فالإنسان لا يستطيع أن يعلم شيئاً عن الأمور المستقبلية إلا
بالقدر الذي يسمح الله بكشفه له، حينما يفتح عينيه وقلبه وعقله ليعلم بعض المعرفة.
وعلى الإنسان أن يكتفي بهذا القدر الممنوح له ولا يتجاسر ويظن في نفسه الحكمة
الزائدة ليعرف ما لم يعلنه الله له. والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي أي
الصوت السابق، الصوت الذي سمعه يوحنا ورائه، صوت ربنا يسوع المسيح (أنظر رؤيا 1 :
10) قائلاً اصعد إلى هنا أي من الأرض، من جزيرة بطمس إلى السماء فأريك ما لابد أن
يصير بعد هذا الأشياء التي تخص الكنيسة والعالم، الأشياء واجبة الحدوث التي لا
يستطيع أحد أن يمنعها أو يؤخر حدوثها.(أنظر رؤيا 1 : 1).

 

2وَلِلْوَقْتِ
صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ
جَالِسٌ.

 

وللوقت
صرت في الروح في طاعة لصوت السيد المسيح تغيرت حالته وخرج من سيطرة الجسد
ومحدوديته لتتملكه روح النبوة ويصبح تحت السيطرة الإلهية. (أنظر أيضاً رؤيا 1 :
10).وإذا عرش موضوع في السماء ليس المقصود به عرشاً مادياً بل رمزا لقوة وسلطان
وسيطرة ومُلك الله ليس على الكنيسة فقط بل على العالم أجمع والخليقة كلها كما رأى
إشعياء النبي:"رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع " (إش 6 : 1). وكما
يقول إرميا النبي:" كرسي مجد مرتفع من الابتداء هو موضع مقدسنا" (إر 17
: 12) ويقول المرنم:" الرب في السموات ثبت كرسيه ومملكته على الكل تسود
" (مز 103 : 19) "الرب في
هيكل قدسه.الرب في السماء كرسيه.عيناه تنظران اجفانه تمتحن بني آدم
" (مز 11 : 4).وعلى العرش جالس هو
الله القادر على كل شيء الكائن والذي كان والذي يأتي (رؤ 4 : 8)، الحي إلى أبد
الآبدين (رؤ 4 : 9)، الذي خلق كل الأشياء (رؤ 4 : 11).

 

3وَكَانَ
الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ
قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ.

 

وقد
رأي القديس يوحنا الجالس في المنظر الذي رآه ووصفه بأشياء تشبه صفاته بصورة
تقريبية لأنه من يستطيع أن يرى وجه الله ؟ كما قال الله لموسى:" لا تقدر أن
ترى وجهي.لأن الانسان لا يراني ويعيش" (خروج 33 : 20) ف " الله لم يره
أحد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر" (يوحنا 1 : 18)."الذي
وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن
يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية.آمين" (1 تيموثاوس 6 : 16)." ملك
الدهور الذي لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده له الكرامة والمجد إلى دهر
الدهور.آمين" ( 1 تيموثاوس 1 : 17).

 

شبه
فبالتأكيد هو ليس حجر يشب ولكنه شبه حجر اليشب وهو حجر كريم بل أكرم حجر كريم (رؤ
21 : 11) بلوري أحد أنواعه عديد الألوان منقط بنقاط متموجة يغلب عليها اللون
الأخضر مع الأحمر والبنفسجي وهو رائع الشكل يشير في سطوعه وشفافيته إلى الله في
نورانيته ومجده وجلاله وفي قيمته إلى طبيعة الله الكاملة فهو الأزلي، الأبدي، غير
المحدود، الثابت، كلي المعرفة، كلي القدرة. وفي روعته إلى حكمة الله وقدرته وصدقه
وصلاحه وحبه ونعمته ورحمته.

 

والعقيق
وهو حجر كريم بلوري شبه شفاف أغلب أنواعه لونها أحمر متوهج يشير إلى عدل الله.
ومنه الأبيض إشارة إلى قداسة الله. و الأزرق إشارة إلى نقاوة الله والأخضر إشارة
إلى السلام الذي يعطيه الله لأبنائه وسط هذا العالم المضطرب.

 

وقوس
قزح حول العرش والذي يشير إلى عهد الله مع الإنسان " وضعت قوسي في السحاب
فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض" (تك 9 : 18) "فمتى كانت القوس في
السحاب أبصرها لأذكر ميثاقا أبديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على
الأرض." (تك 9 : 16) وقوس قزح في الطبيعة ناتج عن انكسار أشعة الشمس على حبات
الماء في السحاب أو قطرات المطر. إشارة إلى العهد الجديد، عهد النعمة بين الله
والإنسان الناتج عن عمل السيد المسيح شمس البر الذي ملأ حياتنا بالوعود الصادقة
والبركات الغنية التي ينبغي لنا أن نتمسك ونتلذذ بها. وكما أن قوس قزح يتكون من
ألوان عديدة فهذا إشارة إلى البركات العديدة التي نحصل عليها من خلال شخص ربنا
يسوع المسيح ودمه الطاهر المسفوك من أجلنا.

 

في
المنظر شبه الزمرد والزمرد حجر كريم أخضر اللون وهو اللون الغالب في قوس قزح
والزمرد شديد الخضرة شفاف وأشده خضرة أجودة وأصفاه جوهراً وهو لون رقيق يستمتع
الناظر برؤيته والتمتع بجماله مثلماً نستمتع بجمال عهد الله الذي أعطاه للبشرية.

 

4وَحَوْلَ
الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشاً. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ
أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخاً جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ،
وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ.

 

وحول
العرش أربعة وعشرون عرشاً للدلالة على القرب من الله والوجود في حضرته والتمتع
بعنايته وعلى العروش أربعة وعشرين شيخاً أو قسيساً
presbuterov رمزاً لكنيسة السيد المسيح ممثلة في كنيسة العهد القديم القائمة
على الأسباط الإثنى عشر (رؤ 7 : 5 – 8) وكنيسة العهد الجديد القائمة على أساس
الرسل الإثنى عشر (مت 19 : 28) جالسين رمز الراحة والاستقرار والكرامة " فقال
لهم يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان
على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا " (مت 19 : 28) متسربلين
بثياب بيض أي تغظيهم بالكامل للإشارة إلى جلالهم الكهنوتي والثياب البيض إشارة إلى
النقاء والمجد الذي أعطاه الله لهم "بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع أحد
أن يعدّه من كل الامم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف
ومتسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل" (رؤ 7 : 9).وعلى رؤوسهم أكاليل من
ذهب رمز لملكهم مع المسيح وغناهم فيه وانتصارهم على العالم والخطية والشر
"واخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل
وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً" (2 تيموثاوس 4 : 8).

 

5وَمِنَ
الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ
مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ.

 

ومن
العرش يخرج بروق ورعود وأصوات رمز لإعلانات الله للبشر كما حدث على جبل سيناء
" وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على
الجبل وصوت بوق شديد جدا.فارتعد كل الشعب الذي في المحلّة." (خروج 19 : 16)
"وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن.ولما رأى
الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد." (خروج 20 : 18) وكما يقول المرنم:" أرعد
الرب من السموات والعلي أعطى صوته بردا وجمر نار
. أرسل سهامه فشتتهم وبروقا كثيرة فأزعجهم." (مزمور 18 : 13، 14).

 

وأمام
العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله (أنظر رؤيا 1 : 4).

 

6وَقُدَّامَ
الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ
الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ
وَرَاءٍ.

 

وقدام
العرش بحر زجاج شبه البلور أو كأنه من زجاج شبه البلور والبحر يرمز إلى المعمودية
التي لا يستطيع إنسان أن يقترب إلى عرش الله دون العبور بها. كما أن البلور يتميز
بالصلابة إشارة إلى قوة الإيمان التي يجب أن يتمسك بها أولاد الله في حياتهم
والنقاء إشارة إلى النقاء والصفاء والهدوء الأشياء التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان
لكي يحيا مع الله.

 

وحول
العرش أربعة حيوانات
zwon أو
مخلوقات حية
four living creatures (NIV) إشارة إلى كائنات سمائية تمثل الخلائق الأرضية في خضوعها أمام
عرش الله وتصلي من أجلها. كما ترمز إلى الإنجيليين الأربعة وبشارتهم بالسيد المسيح
وإعلانات الروح القدس لهم عن ما حدث وما سيحدث في قصة خلاص البشرية ومعرفتهم
الفائقة بأسرار ملكوت السموات فهي مملوة عيوناً من قدام ومن وراء.

 

7وَالْحَيَوَانُ
الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْلٍ، وَالْحَيَوَانُ
الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ
شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ.

 

الحيوان
الأول شبه أسد يمثل حيوانات البرية المفترسة، والحيوان الثاني شبه عجل يمثل
حيوانات الحقل الأليفة، والحيوان الثالث له وجه مثل وجه إنسان ليمثل البشر،
والحيوان الرابع شبه نسر طائر ليمثل الطيور. كما ترمز هذه الكائنات الحية إلى
الإنجيليين فالأسد رمز للقديس مرقس الذي بدأ إنجيله بصوت صارخ في البرية.والعجل
رمز للقديس لوقا الذي بدأ إنجيله بقصة زكريا الكاهن في الهيكل وما يرتبط بعمله من
تقديم ذبائح أهمها العجل. والإنسان رمز للقديس متى الذي يبدأ إنجيله بسلسلة نسب
السيد المسيح. والنسر يشير إلى القديس يوحنا الذي بدأ إنجيله محلقاً عالياً
ومتحدثاً عن لاهوت السيد المسيح وأزليته.

 

8وَالأَرْبَعَةُ
الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ
دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً، وَلاَ تَزَالُ نَهَاراً وَلَيْلاً قَائِلَةً:
«قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،
الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».

 

ولكل
واحد من هذه الكائنات الأربعة الحية ستة أجنحة مثل السيرافيم "السرافيم
واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين
يطير" (إش 6 : 2) وفي تغطية وجوهها إشارة إلى تعظيمها وتبجيلها لله الجالس
على العرش حينما تكون في حضرته وتعطية رجليها إشارة إلى شعورها بضعفها ونقصها وعدم
استحقاقها أما الجناحين المستخدمين في الطيران فهما إشارة إلى استعدادها السريع
لنشر إعلانات الله وخدمته.حولها ومن داخل مملوة عيوناً رمزاً للمعرفة والبصيرة
الروحية. ولا تزال أي لا تتوقف أبداً نهاراً وليلاً في كل وقت وحينما يتحدث عن
النهار والليل فهو يتحدث عن نهار وليل العالم الذي نعيش فيه فهذه المخلوقات الحية
تنوب عن الخليقة التي تحيا في العالم وهي تسبح الله دائماً.ولا يخفى علينا أنه لا
يوجد نهار وليل في السماء لأن النور الإلهي لا يجعل للظلام مكاناً "لا يكون
ليل هناك ولا يحتاجون الى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم" (رؤ 22
: 5) "والمدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد الله
قد أنارها والخروف سراجها." (رؤ 21 : 23). "وأبوابها لن تغلق نهارا لأن
ليلا لا يكون هناك." (رؤ 21 : 25).

 

 قائلة
قدوس الله الآب "
علّوا الرب إلهنا.واسجدوا في
جبل قدسه لأن الرب إلهنا قدوس" (مز 99 : 9) "ليس قدوس مثل الرب.لأنه ليس
غيرك.وليس صخرة مثل إلهنا" ( 1 صم 2 : 2) "لأنه هكذا قال العلي المرتفع
ساكن الأبد القدوس اسمه.في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع
الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين." (إش 57 : 15) قدوس الله
الابن "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن
الخطاة وصار أعلى من السموات" (عب 7 : 26) قدوس الله الروح القدس "لا
تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (إف 4 : 30).الإله الواحد
الرب الإله القادر على كل شيء "ظهر الرب لابرام وقال له أنا الله القدير.سر
أمامي وكن كاملا" (تك 17 : 1) "الساكن في ستر العلي في ظل القدير
يبيت" (مزمور 91 : 1) وما أروع أن يكون الإله القدير أبونا "واكون لكم
أبا وأنتم تكونون لي بنين وبنات يقول الرب القادر على كل شيء" (2 كو 6 : 18)
الذي كان والكائن والذي يأتي (أنظر رؤيا 1 : 4). نعم مستحق مستحق مستحق يا الله أن
نمجدك ونعظمك على قداستك التي لا يدنى منها وقدرتك المطلقة الفائقة التي لا تحد
وعلى سرمديتك فأنت الأزلي الأبدي وحدك.

 

9وَحِينَمَا
تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْداً وَكَرَامَةً وَشُكْراً لِلْجَالِسِ عَلَى
الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ

 

وحينما
تعطي الحيوانات مجداً
doxa والمجد
يدل على القيمة الكبرى والأهمية الشديدة والمكانة العظيمة ووجوب تقديم الاحترام
كما يدل على القيمة الحقيقية للممجد وغناه ومركزه المرتفع وقوة إشعاعه وتأثيره
وبهاء جماله. ومن واجب كل منا أن يمجد الله وأن يسبح به "لأن منه وبه وله كل
الأشياء.له المجد إلى الأبد.آمين" (رو 11 : 36) وكرامة
timh والكرامة هي المقام الرفيع وشكراً eucaristia لله الجالس على العرش من أجل كماله وعهوده ووعوده وعطاياه. الحي
إلى أبد الآبدين فالله هو الحي الأزلي الأبدي والوحيد القادر أن يهبنا الحياة
الأبدية "قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14 : 6).

 

10يَخِرُّ
الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ،
وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ
أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: 11«أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ
تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ
الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ».

 

وحينما
يسمع الشيوخ تسبحة الأربعة مخلوقات الحية يخر الأربعة وعشرون شيخاً قدام الجالس
على العرش أي ينطرحون إلى الأرض نازلين عن عروشهم معلنين خضوعهم الكامل وتبعيتهم
له وفي هذا إعلان لخضوع الكنيسة الكامل لله ويسجدون للحي إلى أبد الآبدين مقدمين
له عبادتهم المخلصة. ويطرحون أكاليلهم أمام العرش وفي هذا إشارة أنهم لا يستحقون
هذا التكريم والشرف العظيم أن يلبسوا أكاليل النصرة والمجد فالوحيد المستحق
للتتكريم والتعظيم والتمجيد هو الله. وهذه الأكاليل التي لبسوها ليست نتيجة لبر
ذاتي فيهم أو عمل عظيم قاموا به وإنما هو نتيجة لعمل الله في حياتهم قائلين أنت
مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة (أنظر رؤيا 4 : 9) لأنك أنت خلقت
كل الأشياء "آه أيها السيد الرب ها أنك قد صنعت السموات والأرض بقوتك العظيمة
وبذراعك الممدودة.لا يعسر عليك شيء" (إرميا 32 : 17) "فإنه فيه خلق الكل
ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم
رياسات أم سلاطين.الكل به وله قد خلق." (كولوسي 1: 16). وهي بإرادتك كائنة
فهذه المخلوقات التي خلقها الله تستمد وجودها الحالي من محافظة الله عليها فهو لم
يخلقها ويتركها ولكنه يحافظ عليها أيضاً وخلقت ويعطيها كينونتها ووجودها.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي