الإصحَاحُ
السَّابعُ

 

1وَبَعْدَ
هَذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا
الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى
الأَرْضِ وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا.

 

وبعد
هذا أي بعد ما حدث في الإصحاح السابق من فتح الختوم الستة الأولى. رأي القديس
يوحنا أربعة ملائكة واقفين أي مستعدين ومتأهبين لتنفيذ مهمتهم على أربع زوايا
الأرض والرقم أربعة يشير إلى الجهات الأصلية الأربعة أي أن هؤلاء الملائكة يمنعون
هذه الرياح من الهبوب على المسكونة بأكملها " فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت
فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها." (مت 24 :
31).

 

أما
زوايا الأرض فهي إشارة رمزية إلى مناطق القوة والثبات في الكرة الأرضية وحينما
تضطرب هذه المناطق تضطرب كل الأرض " وأنت يا ابن آدم فهكذا قال السيد الرب
لأرض إسرائيل.نهاية.قد جاءت النهاية على زوايا الأرض الأربع." (حزقيال 7 :
2).

 

ممسكين
أربع رياح الأرض والرياح هي رمز للاضطراب وعدم الاستقرار. وفي إمساك الملائكة لها
لكي لا تهب على الأرض ولا على البحر ولا على شجرة ما إشارة إلى حفظ الله للعالم من
حالة الضيق والاضطراب والعقاب حتى يحين الوقت المعين من الله. وهذا يجعلنا نشعر
بمدى محبة الله لخليقته فرغم شرور العالم وخطيئته وابتعاده إلا أنه يتمهل عليه
ويعطيه الفرص واحدة تلو الأخرى. "أنا الرب حارسها.اسقيها كل لحظة.لئلا يوقع
بها احرسها ليلا ونهارا." (إش 27 : 3). ولكن وفي نفس الوقت ينبغي ألا تكون
هذه المحبة سبباً في التراخي والإهمال لأنه سيأتي الوقت حين يسمح الله بهذه
الضيقات حينها يفك هؤلاء الملائكة لتنفيذ مهمتهم.

 

2وَرَأَيْتُ
مَلاَكاً آخَرَ طَالِعاً مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَعَهُ خَتْمُ اللهِ الْحَيِّ،
فَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ الأَرْبَعَةِ الَّذِينَ أُعْطُوا
أَنْ يَضُرُّوا الأَرْضَ وَالْبَحْرَ 3قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ
الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى
جِبَاهِهِمْ».

 

ثم
رأى القديس يوحنا ملاكاً آخر طالعاً من مشرق الشمس ليكون ظاهراً للجميع فهو يحمل
ختم الله الحي. ليست شمس الطبيعة ولكنها شمس البر –ربنا يسوع المسيح – والشفاء في
أجنحتها " ولكم أيها المتّقون اسمي تشرق شمس البرّ والشفاء في أجنحتها
فتخرجون وتنشأون كعجول الصيرة." ( ملاخي 4 : 2).

 

وهو
يذكرنا بذلك النجم الذي ظهر وقت ميلاد السيد المسيح من المشرق ليعلن عن ميلاد فادي
البشرية الإله المتجسد (متى 2 : 2).

 

والكنيسة
المجيدة تثبت أنظارنا نحو الشرق، فتبني الكنائس نحو الشرق لكي ننتظر بشوق مجيء
الرب الثاني وعلامته في السماء.

 

معه
ختم الله الحي وهذا الختم يرمز إلى سر الميرون المقدس الذي يجعلنا هياكل مقدسة
للرب " الذي ختمنا أيضا وأعطى عربون الروح في قلوبنا." ( 2 كورنثوس 1 :
22) " الذي فيه أيضا انتم إذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ
آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس" ( أفسس 1 : 13) "ولا تحزنوا روح الله
القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء." ( أف 4 : 30).

 

هذه
المسحة المقدسة التي تمكننا من الصمود والانتصار على كل ضيقات العالم وتجنبنا كل
إثم " ولكن أساس الله الراسخ قد ثبت إذ له هذا الختم.يعلم الرب الذين هم
له.وليتجنب الإثم كل من يسمّي اسم المسيح." (2 تيموثاوس 2 : 19).

 

فنادى
بصوت عظيم إشارة إلى انتشار كلمة الإنجيل ودعوة الخلاص إلى المسكونة كلها "في
كل الأرض خرج منطقهم والى أقصى المسكونة كلماتهم." (مز 19 : 4). فالجميع
مدعوين لكي يكونوا عبيد لله وأن يختموا بختم البنوة على جباههم.

 

وهذا
الصوت لكي يسمع الملائكة الأربعة العتيدين أن يعاقبوا الأرض ويعلموا أن الله يهتم
بأبنائه وينقذهم في وسط الضيقة العظيمة. الذين أعطوا أن يضروا الأرض والبحر أي
العالم كله قائلاً لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار حتى نختم عبيد إلهنا
الذين آمنوا بالسيد المسيح وبيضوا ثيابهم في دم الخروف، الذين اشتراهم بدمه
الثمين، الذين دفنوا معه في المعمودية وقاموا مولودين ميلاداً جديداً من فوق لكي
يختموا بختم الروح القدس على جباههم أي في أكثر الأماكن ظهوراً في الإنسان لأن
" أولاد الله ظاهرون " (1يوحنا 3 : 10) و "الروح نفسه أيضا يشهد لأرواحنا
أننا أولاد الله." (رومية 8 : 16).

 

4وَسَمِعْتُ
عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً، مَخْتُومِينَ
مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

 

وسمعت
فبالطبع لم يكن ممكناً أن يقوم بعد المختومين بنفسه ولكنه سمع هذا العدد الدقيق في
رؤيته عدد المختومين.. من كل سبط من بني إسرائيل وبني إسرائيل في سفر الرؤيا ترمز
إلى الكنيسة الجامعة في كل زمان ومكان.

 

مئة
وأربعة وأربعين ألفا مختومين وهذا الرقم هو رقم رمزي حاصل ضرب 12 × 12 × 1000
والعدد اثنا عشر الأولى يرمز إلى كنيسة العهد القديم الممثلة في الأسباط الاثنا
عشر. والعدد اثنا عشر الثانية يرمز إلى كنيسة العهد الجديد المبنية على أساس الرسل
الاثنا عشر. أما العدد 1000 فهو عدد من أعداد الكمال ويدل على الكثرة. فيرمز عدد
144000 إلى جميع الذين آمنوا بالرب في كل العصور والأماكن سواء أكان في العهد
القديم أو العهد الجديد سواء أكانوا من اليهود أو الأمم.

 

5مِنْ
سِبْطِ يَهُوذَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ رَأُوبِينَ اثْنَا
عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ جَادَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ.
6مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي
اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ
مَخْتُومٍ. 7مِنْ سِبْطِ شَمْعُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ
لاَوِي اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ اثْنَا عَشَرَ
أَلْفَ مَخْتُومٍ. 8مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ
سِبْطِ يُوسُفَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ. مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ اثْنَا
عَشَرَ أَلْفَ مَخْتُومٍ.

 

ثم
يذكر هنا أسماء الأسباط الاثنا عشر مع ملاحظة أنه يقدم سبط يهوذا على رأوبين رغم
أن رأوبين هو البكر وذلك لأن السيد المسيح قد جاء من سبط يهوذا.

 

 ولا
يذكر اسم كل من دان وإفرايم لأن أراضيهم قد استخدمت في العبادة الوثنية في العهد
القديم ( 1 ملوك 12 : 28، 29). وفي هذا رمز أن كل إنسان يعرج بين الفرقتين أو يعبد
آلهة غريبة لا يكون له نصيب في ختم الله الحي.

 

والعدد
اثنا عشر يرمز إلى المؤمنين بالثالوث في أركان الأرض الأربعة (3 × 4) مضروباً في
1000 أي في العالم أجمع.

 

9بَعْدَ
هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ،
مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ
أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخروفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي
أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ

 

وهنا
ينتقل الرسول يوحنا إلى مشهد رائع سماوي لنفس هؤلاء الأشخاص الذين تمتعوا بختم
الله على جباههم الذين حفظهم الله من شرور العالم وقد نظرهم الرسول.

 

وإذا
جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده مما يدل على كثرة عدد المؤمنين وأن باب السماء
مفتوح أمام الجميع يستطيع أن يدخله كل إنسان وليس قاصراً على عدد معين.

 

من كل
الأمم والقبائل والشعوب والألسنة دون تمييز أمة أو قبيلة أو شعب أو لغة فالجميع
مدعوون للحياة مع الله والوقوف أمام عرش الله (راجع رؤيا 4 : 2) وأمام الخروف
(راجع رؤيا 5 : 6) في قوة وانتصار.

 

 متسربلين
بثياب بيض (راجع رؤيا 3 : 5) أي تغطي ثياب النصرة والبر والنقاء حياتهم بالكامل.
وفي أيديهم سعف النخل رمز الابتهاج والفرح لملاقاة إلههم وربهم.

 

10وَهُمْ
يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «الْخَلاَصُ لِإِلَهِنَا الْجَالِسِ
عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَروفِ».

 

والصراخ
بصوت عظيم تعبير عن هذا الابتهاج بالانتصار على الضيقة التي أحاطتهم في العالم،
ابتهاج بالخلاص الإلهي الذي منحهم الله إياه. هذا الخلاص المستمد من عمل ربنا يسوع
المسيح على عود الصليب " وأما نحن فينبغي لنا أن نشكر الله كل حين لأجلكم
أيها الأخوة المحبوبون من الرب أن الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح
وتصديق الحق." ( 2 تسالونيكي 2 : 13).

 

11وَجَمِيعُ
الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالشُّيُوخِ
وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
وَسَجَدُوا لِلَّهِ 12قَائِلِينَ: «آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ
وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلَهِنَا إِلَى أَبَدِ
الآبِدِينَ. آمِينَ»

 

وهنا
تشارك الملائكة جموع المنتصرين في تمجيد الله وتعظيمه وعبادته. وخروا أمام العرش
على وجوههم إشارة رمزية إلى الخضوع التام وسجدوا لله إشارة إلى تقديم العبادة.

 

مسبحين
تسبحتهم الرائعة (راجع رؤيا 5 : 12) مع ملاحظة استبدال كلمة الغنى في تسبحتهم
السابقة بكلمة الشكر في هذه التسبحة لأنهم يشكرونه على غناه الروحي الذي تمتع به
المؤمنون في حياتهم على الأرض فهو معطي الخلاص ومصدر النعمة.

 

13وَأجاب
وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ قائلاً لي: «هَؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ
الْبِيضِ، مَنْ هُمْ وَمِنْ أَيْنَ أَتُوا؟»

 

وأجاب
apekriyh وهو فعل يستخدم
عند الإجابة على سؤال. وربما كان هذا السؤال موجوداً في ذهن الرسول يوحنا فأراد
هذا الشيخ أن يجيبه عليه. كما تستخدم أيضاً ككلمة لبدأ الحديث عن أشياء سبق أن
قيلت أو فعلت ويراد أعطاء ملحوظة عنها.

 

واحد
من الشيوخ أو القسوس الأربعة والعشرون الذين يحيطون بعرش الله، ويرمزون إلى كنيسة
العهدين القديم والجديد وهم يساندون الرسول يوحنا بإخباره ببعض الأمور المخفية
عنه، عن الكنيسة المجيدة، والتي يكون في إعلانها إرشاد وتشجيع لأولاد الله (راجع
أيضاً رؤيا 5 : 5).

 

قائلاً
لي أي للرسول يوحنا هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن أين أتوا؟ وهذا
السؤال ليس الهدف منه الحصول على إجابة، أو هو سؤال الغير عارف بالأمور. ولكنه
سؤال الهدف منه إثارة اهتمام القديس يوحنا لكي يعرف الجواب، الهدف منه تعليم
الرسول وإخباره بحقيقة الأمر.

 

كما
نرى في نبرة السؤال نوع من أنواع الإعجاب بهؤلاء الأشخاص المميزين فأبناء الله
الحقيقيين يستحقون كل انتباه واحترام وتبجيل.

 

14فَقُلْتُ
لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ
أَتُوا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا
فِي دَمِ الْخَروفِ".

 

وهنا
يعلن الرسول يوحنا عدم معرفته ويطلب المعرفة من الشيخ الذي تكلم معه قائلاً له يا
سيد أنت تعلم فليس عيباً أن يتعلم الشخص من الآخرين الذين يمتلكون المعرفة، ومن
الجميل أن نسأل عن تلك الأمور الروحية التي تفيد خلاصنا ومستقبلنا.

 

وهنا
يجيبه الشيخ قائلاً له هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وهذه الضيقة العظيمة
هي الضيقات التي يمر بها أبناء الله في أثناء حياتهم على الأرض في كل زمان ومكان
من اضطهاد وألم وجوع وعري وعطش. هي الضيقات التي أخبرنا الرب بها "قد كلمتكم
بهذا ليكون لكم فيّ سلام.في العالم سيكون لكم ضيق.ولكن ثقوا.أنا قد غلبت
العالم" (يو 16 : 33). وقد تحدث عنها الرسل " أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن
ندخل ملكوت الله" (أع 14 : 22).

 

كما
تشير هذه الضيقة العظيمة إلى الضيقة الأخيرة قبل نهاية العالم في أيام ضد المسيح
" لأنه يكون في تلك الأيام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها
الله إلى الآن ولن يكون." (مرقس 13 : 19).

 

وقد
غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروف هؤلاء الذين تغيرت حياتهم ونالوا غفران خطاياهم
عن طريق دم ربنا يسوع المسيح " هلم نتحاجج يقول الرب.إن كانت خطاياكم كالقرمز
تبيض كالثلج.إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف." (إش 1 : 18). "في ذلك
اليوم يكون ينبوع مفتوحا لبيت داود ولسكان أورشليم للخطية وللنجاسة." (زك 13
: 1) " ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم
يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية." ( 1 يوحنا 1 : 7).

 

15مِنْ
أَجْلِ ذَلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ وَيَخْدِمُونَهُ نَهَاراً وَلَيْلاً فِي
هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ.

 

من
أجل ذلك أي من أجل عمل السيد المسيح في حياتهم، من أجل تبريرهم وتقديسهم بدم
المسيح، من أجل اجتيازهم للضيقة العظيمة دون أن ينكروا إيمانهم، من أجل سلوكهم في
النور.

 

هم
أمام عرش الله في موضع الانتصار والتكريم والتنعم ويخدمونه نهاراً وليلاً أي
باستمرار ليس في أوقات معينة بل في خدمة دائمة في هيكله أي في السماء مكان وجود
الله.

 

والجالس
على العرش يحل فوقهم
skhnwsei أو
ينصب خيمته أي يكونوا باستمرار في حضرة الله، يتمتعون بوجوده الدائم في حياتهم،
يعتني بهم، ويهتم بحياتهم.

 

16لَنْ
يَجُوعُوا بَعْدُ وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ
وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ، 17لأَنَّ الْخروفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ
يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ
كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ».

 

وهنا
نرى البركات العظيمة والمعزية التي يعطيها الله للذين أرضوه.

 

لن
يجوعوا بعد "طوبى للجياع والعطاش إلى البر.لأنهم يشبعون." (مت 5 : 6)
"أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين." (لوقا 1 : 53). "لذلك
هكذا قال السيد الرب.هوذا عبيدي يأكلون وانتم تجوعون.هوذا عبيدي يشربون وانتم
تعطشون.هوذا عبيدي يفرحون وانتم تخزون." ( إش 65 : 13). وليس المقصود بالطبع
الشبع الجسدي لأن ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً ولكنه شبع بالرب والبركات الروحية
السماوية.

 

ولن
يعطشوا بعد "ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.بل الماء
الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية." (يوحنا 4 : 14.

 

ولا
تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر إشارة إلى عناية الله وحمايته لهم " لا
يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حر ولا شمس لان الذي يرحمهم يهديهم والى ينابيع
المياه يوردهم." (إش 49 : 10)

 

لأن الخروف
الذي وسط العرش يرعاهم فهم في رعاية الرب يسوع المسيح الراعي الصالح الذي يقتادهم
إلى ينابيع ماء حية "
في مراع خضر يربضني.إلى مياه
الراحة يوردني
." (مز 23 : 2) ويمسح الله كل دمعة من عيونهم دليل على
التعزية الكاملة " يبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل
الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الأرض لان الرب قد تكلم" (إش 25 : 8).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي