الإصحَاحُ
التَّاسِعُ

 

1ثُمَّ
بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ، فَرَأَيْتُ كَوْكَباً قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ.

 

ثم
بوق الملاك الخامس من الملائكة السبعة الذين معهم السبعة أبواق (راجع رؤيا 8 : 2)
والذي سبق وحذر الملاك الطائر من الأحداث التي تحدث عن تبويقه في نهاية الإصحاح
السابق.

 

وحينما
بوق هذا الملاك رأى القديس يوحنا كوكبا قد سقط 
peptwkota من السماء إلى الأرض وهذا الكوكب يرمز إلى رئيس أو زعيم أو سيد
قبيلة قد أضله الشيطان فبدلاً من أن يتبع النور الإلهي ربنا يسوع المسيح الإله
الحق ابن الله الوحيد الذي جاء من أجل فداء العالم تبع إبليس الحية القديمة وتشبه
به في سقوطه " كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.كيف قطعت إلى الأرض يا
قاهر الأمم." (إش 14 : 12) " فقال لهم (يسوع) رأيت الشيطان ساقطا مثل
البرق من السماء" (لوقا 10 : 18). لقد جاء هذا الكوكب الساقط ضداً للمسيح
منكراً لاهوته إنه الكذاب "هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن. كل من
ينكر الابن ليس له الآب أيضاً" (1يو 2 : 22، 23)

 

 وأعطي
مفتاح بئر الهاوية أي أصبحت له القدرة على استخدام كل حيل الشيطان والأرواح
الشريرة التي تسكن الهاوية مكان العقاب المؤقت لإبليس وجنوده في محاربة السيد
المسيح وكنيسته المجيدة.

 

2فَفَتَحَ
بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ،
فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ.

 

ففتح
بئر الهاوية أي استخدم هذه القدرات الشيطانية والسلطان والنفوذ الذي أعطي له على
بعض ممالك الأرض فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فنشر تعاليمه المضللة في كثير
من الأماكن وأجبر تابعيه على اعتناقها فكانت كالدخان الصاعد من أتون عظيم تنتشر
حاملة سمومها ورائحتها الخانقة فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر ففقد هؤلاء
الأتباع مصدر النور الحقيقي ربنا يسوع المسيح، فقدوا المعرفة الروحية الحقيقية،
فقدوا الاستنارة، فقدوا الرجاء المبارك.وكما أن الدخان يسبب الأذى للعين والأنف
والتنفس هكذا أضرت بهم التعاليم المضلة فاختنقت حياتهم وتسممت.

 

3وَمِنَ
الدُّخَانِ خَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الأَرْضِ، فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً كَمَا
لِعَقَارِبِ الأَرْضِ سُلْطَانٌ.

 

ومن
الدخان أي بسبب هذه التعاليم الفاسدة خرج جراد على الأرض ويرمز هذا الجراد إلى
أتباع ذلك المضل في كثرتهم وتوحشهم فكما أن الجراد يأتي في أسراب كثيرة العدد تغطي
مساحات واسعة من الأرض فتهلكها هكذا هم مزعجون متوحشون مهلكون للبلاد والممالك
التي يمرون بها بأفكارهم الخبيثة وشرورهم القبيحة. فأعطي سلطانا كما لعقارب الأرض
سلطان فلدغته قاسية ومن يتمكن منه يبث السم فيه كالعقرب فيسبب له التسمم و الألم.
وهذه الصورة إشارة إلى التأثير المدمر للأفكار والتعاليم الشيطانية.

 

4وَقِيلَ
لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ وَلاَ شَيْئاً أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً
مَا، إِلَّا النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى
جِبَاهِهِمْ.

 

وقيل
له  أي للجراد الذي يرمز لأتباع هذا المضل أن لا يضر عشب الأرض ولا شيئاً أخضر ولا
شجرة ما  فهو لم يطلب من أتباعه تدمير الأراضي والمحاصيل الزراعية والأشجار بل أن
يحتفظوا بها لأنفسهم ويستغلوها في تنفيذ شرورهم وأن يركزوا كل اهتمامهم في نشر
بدعتهم وتعاليمهم وأن يضروا أفكار ومعتقدات الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على
جباههم أي الذين لم يختموا بختم الروح القدس (راجع رؤيا 7 : 3)، الذين لم يسلموا
حياتهم وأفكارهم وقلوبهم بالكلية للسيد المسيح الإله الحق. فلن تستطيع حيل هذا
المضل أو جراده الشيطاني من أن تنال من أبناء الله الحقيقيين إنما يكون تأثيره فقط
في هؤلاء البعيدين الذين أسلموا نفوسهم وعقولهم إليه ورفضوا عمل ابن الله ربنا
يسوع المسيح في حياتهم.

 

5وَأُعْطِيَ
أَنْ لاَ يَقْتُلَهُمْ بَلْ أَنْ يَتَعَذَّبُوا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَعَذَابُهُ
كَعَذَابِ عَقْرَبٍ إِذَا لَدَغَ إِنْسَاناً.

 

وأعطي
أن لا يقتلهم فهدف هذا الجراد الشيطاني ليس قتل الناس جسدياً بل هو وسيلة استخدمها
إبليس من أجل التعذيب الروحي بفصل هؤلاء الناس الذين لم يريدوا أن يبقوا الله في
معرفتهم عن مصدر الراحة الحقيقية ربنا يسوع المسيح بل أن يتعذبوا خمسة أشهر وفترة
الخمسة أشهر هي فترة هجوم الجراد الطبيعي وعمر الجرادة يستمر خمسة أشهر من ولادتها
إلى موتها وفي هذا رمز أن عذاب هؤلاء الناس سيظل مستمراً طوال فترة وجود وحياة
الجراد الشيطاني أتباع هذا المضل المهلك. وعذابه كعذاب عقرب إذا لدغ إنساناً أي
عذاب شديد مؤلم فهؤلاء الذين قبلوا هذه العقيدة الشيطانية لن يحصلوا أبداً على
السلام أو السعادة أو الفرح الذي يهبه الله لأولاده. قد ينادي هؤلاء الأشرار
بشرورهم وينغمسوا فيها ويحاولون إغواء الآخرين بالانضمام لهم ولكنهم وفي داخل
نفوسهم يشعرون بالألم والتبكيت والمرارة والهزيمة لأنهم لم يتبعوا الحق.

 

6وَفِي
تِلْكَ الأَيَّامِ سَيَطْلُبُ النَّاسُ الْمَوْتَ وَلاَ يَجِدُونَهُ،
وَيَرْغَبُونَ أَنْ يَمُوتُوا فَيَهْرُبُ الْمَوْتُ مِنْهُمْ.

 

وفي
تلك الأيام ومن شدة الألم سيطلب الناس الموت فالموت أفضل لهم من الحياة التعيسة
التي يعيشونها في عبودية إبليس والشر والخطية والفساد ولا يجدونه فإبليس وأعوانه
يستمتعون بإذلال هؤلاء الذين يضعون نفوسهم في قبضته ويرفضون طريق النجاة الوحيد
وهو الرجوع إلى الرب بكل قلوبهم.ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم  كما جاء في
سفر أيوب "لم يعطى لشقي نور وحياة لمري النفس. الذين ينتظرون الموت وليس هو
ويحفرون عليه أكثر من الكنوز  المسرورين إلى أن يبتهجوا الفرحين عندما يجدون
قبرا." (أيوب 3 : 20 – 22).

 

7وَشَكْلُ
الْجَرَادِ شِبْهُ خَيْلٍ مُهَيَّأَةٍ لِلْحَرْبِ، وَعَلَى رُؤُوسِهَا
كَأَكَالِيلَ شِبْهِ الذَّهَبِ، وَوُجُوهُهَا كَوُجُوهِ النَّاسِ.

 

ثم
يذكر لنا صورة رمزية لصفات هذا الجيش الشيطاني فشكل الجراد شبه خيل مهيأة للحرب
فهي مستعدة دائماً للهجوم والقتال مثل الخيول وهي من الحيوانات المستخدمة في
الحروب القديمة وتتميز بسرعتها وقوتها واقتحامها وفي هذا إشارة إلى تعطش هذا الجيش
الشيطاني إلى التخريب والتدمير وسرعة الانتشار. ولا يقتصر تدميره فقط على النواحي
المادية بل والنواحي الفكرية والعقائدية أيضاً.

 

وعلى
رؤوسها كأكاليل شبه الذهب  رمز للخداع والزيف فهي تدعي العظمة والملك ولكنها في
حقيقة الأمر لا تملك أي منهما فما تلبسه على رؤوسها ليس أكاليل حقيقة وليست من ذهب
كالتي يلبسها أولاد الله باعتبارهم أبناء الملك السماوي بل هي مظاهر وهمية تظهرهم
على غير حقيقتهم فهم في حقيقة الأمر عبيد لإبليس وإن حاولوا أن يظهروا بمظهر غير
ما يبطنون.

 

ووجوهها
كوجوه الناس يحاولون إظهار الحكمة والذكاء التي نراها في وجوه الناس ولكنهم
يمتلكون قلوب مفترسة كقلوب الحيوانات وأرواح شريرة هي أرواح الشياطين.

 

8وَكَانَ
لَهَا شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسَاءِ، وَكَانَتْ أَسْنَانُهَا كَأَسْنَانِ الأُسُودِ،
9وَكَانَ لَهَا دُرُوعٌ كَدُرُوعٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَصَوْتُ أَجْنِحَتِهَا كَصَوْتِ
مَرْكَبَاتِ خَيْلٍ كَثِيرَةٍ تَجْرِي إِلَى قِتَالٍ.

 

وكان
لها شعر كشعر النساء أي تدعي جمال المظهر ورقة الأسلوب لكي توقع في أشراكها
وفخاخها هؤلاء الذين ينجذبون إليها وحينما تتمكن منهم ويكونوا تحت قبضتها تظهر لهم
أسنانها القوية التي تشبه أسنان الأسود لكي تفترسهم بها.

 

وكان
لها دروع كدروع من حديد أي لديها القوة البشرية لكي تدافع عن نفسها وأن تحمي
مصالحها. وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجري إلى قتال فهي تسبب ضوضاء وشغب
ومشكلات كثيرة في العالم. هي مزعجة تنقل شرورها من مكان إلى آخر بسرعة كبيرة في
عنف شديد مثل مركبات تجرها الخيول في ساحات القتال.

 

10وَلَهَا
أَذْنَابٌ شِبْهُ الْعَقَارِبِ، وَكَانَتْ فِي أَذْنَابِهَا حُمَاتٌ،
وَسُلْطَانُهَا أَنْ تُؤْذِيَ النَّاسَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ.

 

وهنا
نرى مظهراً أخر من مظاهر خطورتها فرغم محاولتها أن تظهر رقيقة عادلة جميلة شعرها
كشعر النساء إلا أن أذنابها تشبه بعض أنواع العقارب والتي تضع في أذنابها سمومها
المؤلمة التي تلدغ بها. وقد يكون في الإشارة إلى الأذناب إشارة إلى أتباع المضل
المتأخرين مقارنة بالرؤوس ذات أسنان الأسود والتي تشير إلى الأتباع الأولين.
والذين يتميزون بنفس صفات الشر والقسوة.. وسلطانها أن تؤذي الناس خمسة أشهر (راجع
رؤيا 9 : 5).

 

11وَلَهَا
مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكاً عَلَيْهَا اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «أَبَدُّونَ»
وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ «أَبُولِّيُّونَ».

 

ولها
أي للجراد ملاك الهاوية
ton aggelon thv abussou وكلمة aggelov هي
كلمة يونانية بمعنى ملاك أو رسول والمقصود بملاك الهاوية ذلك القائد الشيطاني الذي
ينقل رسالة إبليس وينفذ مشيئته وقد تسمى بهذا الاسم لأنه يستمد سلطانه من إبليس
ساكن الهاوية كما أنه يقود أتباعه إلى مصيرهم المحتوم في نفس ذلك المكان عن طريق
ما يبثه بينهم من المعتقدات الشيطانية.ملكاً عليها تستمع إليه وتنفذ أوامره وتتبع
خطواته.

 

اسمه
بالعبرانية " أبدون"
Nwdba ومعناه
"هلاك" وله باليونانية اسم "أبوليون"
A
Apolluw
ومعناه "مهلك" وكلا الاسمين يدلان على
طبيعة هذا القائد في تأثيره الشرير في هلاك النفوس التي تتبعه.

 

12الْوَيْلُ
الْوَاحِدُ مَضَى هُوَذَا يَأْتِي وَيْلاَنِ أَيْضاً بَعْدَ هَذَا.

 

وبذلك
يكون الرسول يوحنا قد أنهي كتابة ما حدث عندما بوق الملاك الخامس موضحاً الويل
الأول من الويلات الثلاثة (راجع رؤيا 8 : 13).هوذا يأتي ويلان أيضا بعد هذا.

 

13ثُمَّ
بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّادِسُ، فَسَمِعْتُ صَوْتاً وَاحِداً مِنْ أَرْبَعَةِ
قُرُونِ مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ اللهِ،

 

ثم
بوق الملاك السادس من الملائكة السبعة الذين معهم السبعة أبواق (راجع رؤيا 8 : 2)
فسمع القديس يوحنا صوتاً واحداً هو أمر من الله إلى الملاك السادس وقد جاء هذا
الأمر من أربعة قرون مذبح الذهب الذي أمام الله والعدد أربعة يرمز إلى المسكونة
كلها أما قرون المذبح فترمز إلى القوة كما يرمز مذبح الذهب وهو نفسه مذبح البخور
المذكور في رؤيا 8 : 3 (راجع رؤيا 8 : 3) إلى صلوات القديسين.

 

 أي
أن الأحداث التالية هي أحداث تعم المسكونة كلها حينما يسمح الله بعقاب شديد لهؤلاء
الذين رفضوه وتركوا وصاياه ويأتي هذا العقاب استجابة لصلوات القديسين المرفوعة
أمام عرش الله.

 

14قَائِلاً
لِلْمَلاَكِ السَّادِسِ الَّذِي مَعَهُ الْبُوقُ: «فُكَّ الأَرْبَعَةَ
الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَيَّدِينَ عِنْدَ النَّهْرِ الْعَظِيمِ الْفُرَاتِ».

 

فك
الأربعة الملائكة المقيدين أي أعطهم الأمر بتنفيذ عملهم المكلفين به فقد جاء وقت
عملهم بعد أن منعوا من تنفيذ هذا العمل لفترة نظرا لقيودهم أي عدم سماح الله لهم
بتنفيذ هذا الأمر قبل ذلك.أما الملائكة الأربعة فربما كانوا رمزاً لأربع ملوك أو
أربع شعوب أو أربع قوى يستخدمها الله من أجل تنفيذ مشيئته.

 

عند
النهر العظيم الفرات والذي يوجد في مملكة بابل والتي ترمز إلى الشر في الكتاب
المقدس، كما يرمز ملك بابل إلى إبليس نظراً لأنه قد سبى وأضطهد شعب الله وأذلهم في
العهد القديم. وفي فك الملائكة المقيدين عند نهر الفرات إشارة إلى عقاب مملكة
الشر. إلى عقاب هؤلاء الذين تركوا الإله الحقيقي وتبعوا آلهة وثنية أخرى.

 

15فَانْفَكَّ
الأَرْبَعَةُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُعَدُّونَ لِلسَّاعَةِ وَالْيَوْمِ وَالشَّهْرِ
وَالسَّنَةِ، لِكَيْ يَقْتُلُوا ثُلْثَ النَّاسِ.

 

فانفك
الأربعة الملائكة لتنفيذ عملهم المعدون للساعة واليوم والشهر والسنة أي للموعد
المحدد من قبل الله، فلا يستطيع هؤلاء أن يعملوا من أنفسهم بل يجب أن ينتظروا
الموعد المحدد سابقاً من الله. لكي يقتلوا ثلث الناس أي أن تأثير عملهم سيكون كبير
جداً في عقاب البعيدين عن الله بموت ثلث الناس بسبب خطاياهم. ولكننا نرى أيضاً أن
العقاب لن يكون شاملاً في هذه المرحلة فما زالت الفرصة قائمة أمام الآخرين أن يتوبوا
عن شرورهم.

 

16وَعَدَدُ
جُيُوشِ الْفُرْسَانِ مِئَتَا ألف ألف. وَأَنَا سَمِعْتُ عَدَدَهُمْ.

 

وهنا
يتضح أن فك الأربعة الملائكة يتسبب في حرب كبري قد تشمل العالم كله أو قد يتورط
فيها ثلث عدد الأمم والممالك على الأقل وعدد جيوش الفرسان كثير جداً جداً

 

ولم
نرى حتى اليوم حرباً يتورط فيها مثل هذا العدد من الجنود أو المحاربين. وربما تكون
هذه الحرب حرب تشارك فيها الشعوب بأكملها وليس جيوشها فقط.

 

وعدد
جيوش الفرسان مئتا ألف ألف وربما يكون هذا العدد هو عدد رمزي حاصل ضرب 4 × 5 × 10
× 1000 × 1000 فالرقم 4 يدل على أن هذه الحرب ستكون حرب شاملة تشمل العالم كله حيث
أن العدد 4 يدل على جهات الأرض الأربعة. والرقم 5 رقم رمزي يرمز إلى عمل الله في
وسط البشر وكأن هذه الحرب تحدث بسماح من الله وتنفيذاً لإرادته في عقاب الأشرار.
أما الأعداد 10، 1000 فهي أعداد تدل على الكثرة مما يدل على أن هذه الحرب مختلفة
عن غيرها من الحروب من حيث كثرة عدد المشاركين بها.

 

وأنا
سمعت عددهم ويشير القديس يوحنا أن هذا العدد قد سمعه ربما من أحد الملائكة أو أحد
المحاربين أو عن طريق آخر لا نعرفه ولكنه لم يعده بنفسه دليلاً على كثرة العدد.

 

17وَهَكَذَا
رَأَيْتُ الْخَيْلَ فِي الرُّؤْيَا وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، لَهُمْ دُرُوعٌ
نَارِيَّةٌ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٌ وَكِبْرِيتِيَّةٌ، وَرُؤُوسُ الْخَيْلِ
كَرُؤُوسِ الأُسُودِ، وَمِنْ أَفْوَاهِهَا يَخْرُجُ نَارٌ وَدُخَانٌ وَكِبْرِيتٌ.

 

ثم
يصف الرسول يوحنا الخيل التي رآها في الرؤية والجالسين عليها لهم دروع نارية حمراء
وأسمانجونية زرقاء وكبريتية صفراء. والدرع هو السلاح الدفاعي الذي يلبسه المحارب
لكي يحمي نفسه من ضربات السيوف وفي وصف الدروع بأنها نارية وكبريتية إشارة إلى
طبيعة الجيوش الشريرة الملتهبة التي ترمز إلى الغضب، الانتقام، التخريب والتدمير.
وهي أسمانجونية أي زرقاء اللون كلون السماء إشارة إلى أن هذه الحروب بسماح من الله
وتنفيذاً لإرادته.

 

ورؤوس
الخيل كرؤوس الأسود إشارة إلى طبيعتها المفترسة وقدرتها على الاقتناص وسفك
الدماء.ومن أفواهها يخرج نار ودخان وكبريت فهدفها هو الحرق والتدمير والتخريب
والقتل.

 

18مِنْ
هَذِهِ الثَّلاَثَةِ قُتِلَ ثُلْثُ النَّاسِ مِنَ النَّارِ وَالدُّخَانِ
وَالْكِبْرِيتِ الْخَارِجَةِ مِنْ أَفْوَاهِهَا، (راجع رؤيا 9 : 15، 17)

 

19فَإِنَّ
سُلْطَانَهَا هُوَ فِي أَفْوَاهِهَا وَفِي أَذْنَابِهَا، لأَنَّ أَذْنَابَهَا
شِبْهُ الْحَيَّاتِ وَلَهَا رُؤُوسٌ وَبِهَا تَضُرُّ.

 

وفي
هذا إشارة إلى استخدام طرق وأسلحة جديدة في هذه الحرب تتسبب في قتل البشر مثل
المدافع والطائرات والقنابل والصواريخ ذات الرؤوس التي تتسبب في التدمير والتخريب
والقتل.وبصورة عامة هي إشارة لقسوة هذه الحرب وشدة إيذائها مثل أذى بعض أنواع
الحيات السامة التي توجد السموم في أذنابها.

 

20وَأَمَّا
بَقِيَّةُ النَّاسِ الَّذِينَ لَمْ يُقْتَلُوا بِهَذِهِ الضَّرَبَاتِ فَلَمْ
يَتُوبُوا عَنْ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى لاَ يَسْجُدُوا لِلشَّيَاطِينِ
وَأَصْنَامِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَجَرِ وَالْخَشَبِ الَّتِي
لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُبْصِرَ وَلاَ تَسْمَعَ وَلاَ تَمْشِيَ، 21وَلاَ تَابُوا
عَنْ قَتْلِهِمْ وَلاَ عَنْ سِحْرِهِمْ وَلاَ عَنْ زِنَاهُمْ وَلاَ عَنْ
سِرْقَتِهِمْ.

 

ورغم
كل هذه الضربات، ورغم إظهار دينونة الله على الشر وممالكه، ورغم موت ثلث الناس إلا
أن بقية الناس لم يتوبوا عن أعمالهم الشريرة. لقد قسوا قلوبهم واستمروا في عبادتهم
للشياطين،  في عبادتهم لهذا العالم الشرير بكل ما به من أصنام، استمروا في عبادة
الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب تلك الآلهة التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً. رغم
كل هذا لم يتوبوا عن رجاساتهم بل ساءت أخلاقهم أكثر وازدادت تصرفاتهم شراً.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي