الإصحَاحُ
الْعَاشِرُ

 

ب –
دعوة التلاميذ الاثني عشر (10: 1- 4)

10: 1
ثُمَّ دَعَا تَلامِيذَهُ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى
أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ.
2 وَأَمَّا أَسْمَاءُ ٱلاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هٰذِهِ:
اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ
أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. 3 فِيلُبُّسُ،
وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى ٱلْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى،
وَلَبَّاوُسُ ٱلْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. 4 سِمْعَانُ ٱلْقَانَوِيُّ،
وَيَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيُّ ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ.

طلب
المسيح من تلاميذه قبل تعيينهم للخدمة أن يصلّوا ليرسل الله فعلة إلى حصاده. فالرب
يدعوك قبل كل نشاط وحركة إلى الصلاة، لأن من لا يصلي لأجل الضالين ويحبهم ويزورهم
لا يقدر أن يكون مبشراً للمسيح، فلا مواهبك ولا شهاداتك العلمية تؤهلك لخدمة الرب،
بل صلواتك وإيمانك وغيرتك لخلاص الكثيرين.

دعا
المسيح سفراءه من هؤلاء المصلّين المستعدين، الذين تبعوه من مدة وتعلّموا منه
الوعظ والشفاء وأخذوا منه القوة الروحية. شفى الرسل المرضى وأقاموا الموتى وأخرجوا
الشياطين، ليس بقوتهم وأسمائهم الخاصة، بل باسم المسيح الحي.

المسيح
هو الملك المشرف على ملكوته. وقد اختار سفراءه وأرسلهم حسب تخطيطه. لم يختبرهم
بطريقة بشرية، بل بحكمته الفائقة. فمن يظهر عظيماً في هذا العالم هو وضيع أمام
الله. ومن يبدو صغيراً بسيطاً قدام الناس يملأه الله بقدرته الإلهية.

إن
تأملنا أسماء التلاميذ وعلاقتهم بيسوع نرى ثلاث حلقات متداخلة. فأولها أربعة هم
نخبة التلاميذ الأقربين إلى يسوع، الذين أطلعهم على الأسرار الروحية وخفايا قلبه.
وثانيها أربعة من التلاميذ، عُرفوا لنا حسب أخلاقهم، واعتبر البشير متى نفسه من
هذا الفريق. والثالثة الأبعد عن المحور هم أربعة لم نعرف إلا أسماءهم فقط، ما عدا
يهوذا الاسخريوطي الخائن. وهناك حكمة في دعوة الاثني عشر، لأن عددهم يرمز إلى
ثلاثة في أربعة، الدال على مزج السماء بالأرض. والمسيح حمل أسماءهم الاثني عشر
دائماً في قلبه، كما كان يحمل رئيس الكهنة أسماء الأسباط الاثني عشر من شعبه في
اللوحة الموضوعة على صدره. هكذا يحملك المسيح أيضاً اليوم، إن انكسر قلبك وتجددت،
فيرسلك الرب إلى الحصاد الوفير.

الصلاة:
أيها الآب، نشكرك لأنك دعوتنا بإنجيلك إلى البنوة، وطهّرت قلوبنا بدم المسيح،
وملأت قلبنا بمحبة روحك. فنلتمس منك ولكل سفرائك في دنيانا، إرشاد روحك القدوس،
وحكمة فائقة وقوة وافرة ومحبة دائمة، لنستطيع جمع الثمار والإتيان إليك فرحين.

 

ج –
المجموعة الثانية لتعاليم يسوع (10: 5-11: 1)

1- 
المبادئ الأساسية للتبشير (10: 5-15)

10: 5
هٰؤُلاءِ ٱلاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ
قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لا تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ
لا تَدْخُلُوا. 6 بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ
إِسْرَائِيلَ ٱلضَّالَّةِ.

لم
يرسل المسيح مختاريه الاثني عشر إلى كل العالم بل إلى مواطنيهم الأقربين. لأن
الشعوب لم تكن مستعدة بعد للتبشير، والروح القدس لم يحل آنذاك على كل ذي جسد. فقدم
المسيح ملكوته لليهود الضالين أولاً، حسب الوعد لآبائهم ودعاهم إلى رجاء حي.

10: 7
وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ ٱكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ
ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ. 8 اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا
بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ..

كان
مضمون كرازة الرسل أمرين: القول والعمل. وموضوع أقوالهم هو المسيح وسلطانهم حقه
وروحه ونظامه. فقد تأثر التلاميذ بشخصية معلمهم وحنانه وقوته في أعماق قلوبهم،
فشهدوا بما رأوه واختبروه، وأدركوا أن في شخص المسيح حلّ ملكوت الله بينهم وتحقق،
فتغيرت بشارتهم عن أقوال المعمدان، بنسبة الملكوت القريب، لأنهم قد اختبروا يسوع
الملك الإلهي. فلم يبشّروا بإتيان ملكوت بعيد، بل أعلنوا الملك الحاضر المحبوب.

ولم
يتكلم رسل المسيح فقط، بل نقلوا إلى الآخرين سلطان قوته الحالة فيهم. فالإنجيل
يعني قوة إلهية، وليس كلمات فارغة أو تعليماً جافاً.

10: 8
مَجَّاناً أَخَذْتُمْ مَجَّاناً أَعْطُوا… 9لا تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلا فِضَّةً
وَلا نُحَاساً فِي مَنَاطِقِكُمْ، 10 وَلا مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلا ثَوْبَيْنِ
وَلا أَحْذِيَةً وَلا عَصاً، لأَنَّ ٱلْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ.

منع
المسيح رسله من قبول المال، وأمرهم أن يقدموا خدماتهم مجاناً. فينبغي عليهم أن
يعيشوا من إيمانهم بالمسيح، لا أن يضعوا قلوبهم على المال أو الملك أو الأوقاف،
فالمسيح يحررك من محبة المال لتحبه وحده، وتثق بعنايته الدائمة.

ومنع
المسيح رسله أيضاً من شراء المزيد من الثياب والأحذية، ليستطيعوا الذهاب إلى
خدمتهم بدون حقائب ثقيلة، ويمشوا متحررين من الأحمال وهموم الدنيا. فاذهب إلى
الخدمة كما أنت. فانك لا تحتاج إلى سلاح أو تجهيز خصوصي، لأن ملائكة الله تحرسك.
وحيثما تعطي قوة الله لمستمعيك، ويختبروا خلاص النفس والجسد يعود الشكر إليك،
ويغذيك ويلبسك. إنما لا تكثر من المؤونة، ولا تهدف لتكديس المال في البنك، لكيلا
يضعف إيمانك، لأن ملكوت الله روحي لا مادي.

 

10:
11 وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَٱفْحَصُوا مَنْ
فِيهَا مُسْتَحِقٌّ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. 12 وَحِينَ
تَدْخُلُونَ ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، 13 فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ
مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ سَلامُكُمْ عَلَيْهِ.

كان
المسيح يخطط خدمته الخاصة دائماً بإرشاد روح أبيه، ويطلب مصلياً قبل دخوله أي
مدينة أو قرية، ليريه من هو مستحق من الناس لينزل عنده. عِلماً بأن هؤلاء
المختارين غير صالحين في أنفسهم، لكنهم أدركوا الشر النابع من قلوبهم وتألموا
لأخلاقهم الفاسدة، وهكذا أصبحوا أهلاً لملكوت الله وقبول سفرائه. فاطلب من الله في
بداية خدمتك أن يوصلك إلى النادمين، وليس للمُكتفين ببرهم الذاتي أو الأغنياء
المتعجرفين، لأن المتشوّق إلى معرفة نعمة الله هو الذي يقبل إنجيل السلام. والفقير
يشركك في خبزه، ولكن الغني والفقيه والقوي والمستكبر يظن أنه غير محتاج إليك.
وعندما يقع الإنسان في تبكيت الضمير يصبح مستعداً لقبول الخلاص، لأن ربك فلح قلبه
لتزرع سلامه فيه.

علينا
أن بحث عن الجائعين إلى البر. وينصحنا المسيح أن نتمركز عند الذين أرشدنا إليهم
روح الرب. ومن هذا المركز الأخوي ننطلق لزيارة المحيطين به، والأفضل أن يكون
برفقتنا مضيفنا الكريم، لأنه يعرف الناس والأحوال في منطقته.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 06

اطلب
من المسيح أن يفتح في كل حي من أحياء مدينتك مركزاً للتبشير، حيث يجتذب بقوته
كثيرين للإيمان. هل أصبحت أنت نفسك محوراً لخدمات انتعاشية؟

 

10:
13 وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً فَلْيَرْجِعْ سَلامُكُمْ
إِلَيْكُمْ 14 وَمَنْ لا يَقْبَلُكُمْ وَلا يَسْمَعُ كَلامَكُمْ فَٱخْرُجُوا
خَارِجاً مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ،
وَٱنْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ. 15 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ
لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ ٱلدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ
ٱحْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ.

وحيث
لا تقبل الجماعة إنجيل يسوع فلا تقرع بابهم بعناد مستمر، لأن محبة الله لا تلزم
أحداً، بل قوتها تحل في قلوب المشتاقين إلى السلام والحق، الذين يفتحون لها أنفسهم
طوعاً لا كرهاً.

إذا
رفض إنسانٌ أو عائلةٌ أو مدينةٌ أو أمةٌ المسيحَ ورسلَه بسطحيةٍ أو بجمود، فانفصِل
عنها لكيلا تشترك في العذاب المنصبّ على الرافضين، لأن كل من يرفض إنجيل السلام
يرفض الله. ورفض الإنجيل أصعب من الفساد الموجود في سدوم وعمورة، لأن يسوع يقول إن
هاتين المدينتين الفاسدتين، ستلقيان معاملة أخفّ في الدينونة، مما سيحيق بالذين
يرفضون ابن الله الحي.

احترس
قبل أن تترك العصاة وامتحن نفسك، لئلا تكون سبباً لنفورهم وعصيانهم، بسوء التفاهم
أو لخشونتك وعدم حكمتك.

الصلاة:
أيها الآب القدوس، قد دعانا ابنك لنكون صانعي سلام. فأرشدنا إلى سلوك حكيم بحذر،
واغفر لنا أعمال طيشنا. وامنحنا أصدقاء وإخوة مخلصين. وافتح في كل حي من مدينتنا
مركزاً لبشارتك، لتخرج منه مياه حية إلى الصحراء المميتة.

 

2 –
الأخطار والعذاب في سبيل التبشير (10: 16-25)

10:
16 هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ
كَٱلْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَٱلْحَمَامِ.

تصور
لو تحقق مَثَل المسيح عن إرسال حملان ودعاة بين الذئاب الجائعة المفترسة، فماذا
يحدث؟ ولأي مدة تبقى الحملان حية؟ إنه في لحظة واحدة تفترسها الذئاب ولا يبقى منها
شيء.

وهكذا
يرسلنا المسيح إلى ملبوسي روح عصرنا. إنما لا نموت حالاً لأن المسيح مسئول عنا.
فلسنا وحدنا بل هو معنا، واسمه علينا، وقوته تحيطنا. ولمَّا تطيع أمر يسوع للتبشير
في محيطك يتولّى حمايتك، ويلاحظ خدمتك، ويدبّرك بحكمة إلهية. الخطر موجود، ولكن
الرب موجود أيضاً. وعليه اتكالنا.

 

10:
17 وَلٰكِنِ ٱحْذَرُوا مِنَ ٱلنَّاسِ، لأَنَّهُمْ
سَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18
وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ
وَلِلأُمَمِ.

حذّر
يسوع تلاميذه من الناس لكيلا يبشّروا بتحمُّس سطحي، لأن أعظم خطر في الدنيا ليس من
الأفاعي والنمور، بل من الإنسان، فقد أرسلنا يسوع في محبته إلى البشر الضالين،
لأنه علم أن في كل إنسان وحشاً، وهذا يتطلب منّا حكمة فائقة حتى لا نكون باعثاً
لاستيقاظه وهجومه علينا.

وقد
اختبر الرسل إتمام نبوات يسوع كما نقرأ في سفر أعمالهم. ففي كل مدينة صغيرة وجد
مجمع تتبعه محكمة مؤلفة من ثلاثة وعشرين شخصاً، تحكم على كل زنى، وكسر للصوم وعدم
إتمام الشريعة، ولها الحق بالحكم جلداً على المخالفين، يضربون بسوط من أربعة حبال
جلدية على الصدر والظهر المجرّد، أربعين جلدة إلا واحدة. فشهادتك تسبّب في مستمعيك
إما تبريراً أو حياة أو دينونة وهلاكاً، فلا تتكلم بقدرتك ومعلوماتك الخاصة
وتخيُّلاتك، بل اطلب مصلياً إرشاد الروح القدس في كل حين.

 

10:
19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ،
لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20
لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ
ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.

هل
تخاف من أعداء المسيح؟ أنهم ممتلئون بالمكر، مدفوعون من أبي الكذب والقاتل منذ
البدء. إنما المسيح رب الحياة واقف بجانبك. وهو محاميك وأعطاك الروح القدس الذي
يغلب خوفك، ويعزّيك في التجارب ويؤكد لك الإيمان، ويمجد بواسطتك اسم يسوع. اصغ
مصلياً لصوت ربك، ولا تحتد ضد قضاتك أو مضاديك، فيرشدك روح الحق إلى وصف الثالوث
الأقدس بحكمة.

إنك
شاهد للآب والابن والروح القدس، لأن أباك ولدك ثانية، والابن خلّصك تماماً، والروح
القدس فيك هو القوة الحيوية السرمدية. فاتكل على الله من كل قلبك ولا تتكل على
عقلك. أبوك هو الذي يحميك في الساعات الحرجة.

 

10:
21 وَسَيُسْلِمُ ٱلأَخُ أَخَاهُ إِلَى ٱلْمَوْتِ، وَٱلأَبُ
وَلَدَهُ، وَيَقُومُ ٱلأَوْلادُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، 22
وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ ٱلْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي.
وَلٰكِنِ ٱلَّذِي يَصْبِرُ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى فَهٰذَا
يَخْلُصُ. 23 وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ
فَٱهْرُبُوا إِلَى ٱلأُخْرَى. فَإِنِّي ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ
لا تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ
ٱلإِنْسَانِ.

ما
أصعب أن يبغض الإخوة أخاهم أو أختهم لأجل الإيمان بيسوع، وأن يتحول الوالدان
عدوَّيْن للذي قَبِل المسيح.

ولا
يدعو يسوع كل شاهد من شهوده ليموت شهيداً، بل دعا تلاميذه للهروب إلى مدينة أخرى
إن طُردوا من الأولى، ويكونوا هناك شهوداً.

ولم
يكن المسيح قد تكلم عن موته وقيامته حتى هذه المناسبة، حيث شرح لهم عن مجيئه
الثاني كهدف تاريخ البشر، واضعاً أمامهم قبل كل شيء رجاءً عظيماً. فليست الآلام
والموت والقيامة هي هدف المسيحيين، بل ظهور يسوع في المجد، إذ يغلب كل الممالك
ويضع أعداءه موطئاً لقدميه. عندئذ يظهر من كان من أتباعه كاهناً مبتهلاً لأجل
أصدقائه وأعدائه. فهذا سيملك مع يسوع القائل «طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض».

 

10:
24 لَيْسَ ٱلتِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلْمُعَلِّمِ، وَلا
ٱلْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ سَيِّدِهِ. 25 يَكْفِي ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ
يَكُونَ كَمُعَلِّمِهِ، وَٱلْعَبْدَ كَسَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدْ
لَقَّبُوا رَبَّ ٱلْبَيْتِ بَعْلَزَبُولَ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ أَهْلَ
بَيْتِهِ!

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر المزامير 05

اتِّباع
المسيح يعني التمثُّل به في المحبة والفرح والتواضع والسلوك في قوته. ومن جهة أخرى
يعني الالتصاق به في الآلام والموت والقيامة. إنه يجرّنا وراءه، ولا يتركنا حتى
نصل إلى المجد. ولا يضع يسوع علينا نيراً أو حملاً ثقيلاً لم يختبره هو سابقاً. ولقد
أبغضه الناس، وأنكره أقرباؤه، وطلبوا إليه الدخول إلى فخ الأعداء، ووقف أمام
المحكمة الدينية، وضُرب وجُلد، وبُصق في وجهه، ثم حكم الوالي بجلده ثم بالصليب،
وصلبه رغم إثباته ثلاث مرات أنه بريء. وفي صراعات موته جرّبه أعداؤه بمكر، وظهر
أخيراً له كأن أباه قد حجب وجهه عنه. وثبت أميناً في إيمانه، قوياً في محبته، غير
متزعزع في رجائه، فغلب ولم يجد الشرير قوة وحقاً فيه.

ونحن
لن يصادفنا ما صادف يسوع، لأننا لا نحمل خطية العالم، ولن ينسكب غضب الله علينا.
إنما عدو الخير يتربص بنا ليعذّبنا ويُبعدنا عن مخلّصنا الحنون. نحن ضعفاء، أما
يسوع فيمسكنا، فنبني مستقبلنا على أمانة يسوع وقدرة دمه.

وقبل
كل شيء ينبغي أن تموت لحساسيتك وأنانيتك، لأن أبناء المعصية يطلقون عليك كل لقب
شرير ويجدّفون على الله لأجلك، كما أن اليهود سمّوا يسوع رئيس جهنم، وأنكروا قوته
رغم أن معجزاته كانت طاهرة وبدون طمع، فاتهموه أنه يحكم على جيش الشياطين، الذي
عدده كالذباب، لأن اسم بعلزبول يعني رئيس الذباب. أما يسوع فلم ينتهر أعداءه، بل
دافع عن كرامة أبيه والروح القدس، لأنه قد أخلى نفسه تماماً.

 

3 –
التشجيع وسط الضيق (10: 26-33)

10:
26 فَلا تَخَافُوهُمْ. لأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلا خَفِيٌّ
لَنْ يُعْرَفَ. 27 اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكُمْ فِي ٱلظُّلْمَةِ قُولُوهُ فِي
ٱلنُّورِ، وَٱلَّذِي تَسْمَعُونَهُ فِي ٱلأُذُنِ نَادُوا بِهِ
عَلَى ٱلسُّطُوحِ.

ملكوت
الله ليس كلمات بلا قوة. ونحن لا نقوم بكفاح الإيمان بقوتنا الخاصة، إنما الرب
يقوّينا في النهار والليل في النور والظلمة، في الأيام الصالحة والشريرة. لسنا
منفردين. كل ما نسمعه من الإنجيل عن خلاصنا الخاص، يُطلَب منّا نقله إلى الآخرين
بلا خوف. فالإعلان الإلهي يوجب علينا الشهادة. وإذ يشهد الروح القدس لروحك أنك أصبحت
ابناً لله لأجل دم المسيح، فقد صار لك الامتياز لتشهد بهذه النعمة. فكل ما يسمعه
قلبك قُلهُ للمجتمع عامة، لأن كلمة الرب أساس خلاص الناس.

الصلاة:
أيها الرب يسوع، أنت تألمت لأجلنا، ونحن خجولون لشر البشر. نعظّمك لأنك خلّصتنا.
علّمنا الاتباع الكامل، وامنحنا جرأة الروح القدس، لنشهد للآخرين بما تعلنه لنا في
الإنجيل، ولا نصمت عمّا لا يعرفونه، ليأتي ملكوتك في بيتي ومحيطي.

 

10:
28 وَلا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ
وَلٰكِنَّ ٱلنَّفْسَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا
بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ
وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.

ذكر
يسوع ثلاث مرات، في خطابه ليجهّز تلاميذه للتبشير، كلمة: لا تخافوا. وهذه العبارة
هي أمر إلهي، لكيلا نخاف من الناس والموت والشيطان.

ما
الذي يخافه الإنسان: هل الآلام؟ إنها مقدمة للموت. هل يستحق الموت الخوف؟ لا! إذا
المسيح بثَّ حياته فينا فلن نموت بل نحيا. فهل نخاف من الحياة وراء ستار الموت؟
لا! لأن دم المسيح غسل ضمائرنا من الأعمال الميتة، والروح القدس هو معزّينا.فهل
نخاف من الله؟ لا! لأنه أبونا. كل الناس عدا المسيحيين يخافون ويرتجفون من
دينونته. وأما نحن فجعلنا أولاداً أحباء له، إن كان يسكن قلوبنا.

فكيف
قال يسوع إذاً إنه يجب علينا خوف الله، وإنه وحده يستطيع إلقاء أنفسنا إلى جهنم؟
قال المسيح لنا ذلك إذا اعتبرنا سلامة حياتنا أهم من كرامة ومحبة أبينا، وارتددنا
عن الإيمان بالمسيح. عندئذ يتغيّر أبونا إلى قاضينا، لأننا دُسْنا خلاصه خوفاً من
الناس.

10:
29 أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لا يَسْقُطُ
عَلَى ٱلأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. 30 وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ
رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. 31 فَلا تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ
عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ.

أبونا
السماوي هو ضابط الكل القادر على كل شيء. إنه يعرف كل عصفور ويهتم به. وليس أحد
يسقط أو يُباع بدون معرفته. وشعرنا على رؤوسنا محصى بدقة. إنك لا تعرف كم شعرة على
رأسك، ولكن أباك السماوي يعلم هذا. هو خلقها. فلا نموت مصادفة، ولا نتألم عبثاً،
بل إرادة أبينا المُحب تخيّم على حياتنا. هو يعرفك ويراك ويرشدنا ويحيطك من كل
الجهات. فالإيمان بأبيك يمنعك من خوف الناس، فلا يستطيعون أن يعاملوك إلا بما يسمح
به. وأبوك هو أعظم الكل. انظر إليه وليس لأعدائك. أبصر من ورائهم وجهه اللطيف.

 

10:
32 فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ ٱلنَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً
بِهِ قُدَّامَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، 33 وَلٰكِنْ
مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ ٱلنَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ
أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ.

يؤكد
المسيح لك أنه قد صعد إلى السماوات، فهو يذكر اسمك أمام الله لأنك جاهدت باسم يسوع
المسيح على الأرض، فلاعترافك على الأرض صدى في السماء. ابن الله بالذات يسمع صوتك،
ولا ينسى. وهكذا تثبت في ذاكرة الله إلى الأبد. وكثيرون من الناس يتمنون معرفة
أسمائهم عند الرؤساء والزعماء والملوك ليحصلوا على فضل منهم. أما اسمك فقد ذُكر
أمام الله شخصياً، إن كنت معترفاً باسم يسوع أمام أصدقائك وأقربائك وأعدائك. فهل
تشهد بخلاص يسوع وصليبه وقبره وقيامته؟

إن
أحببت يسوع ستعترف به، وروح الله يدفعك إلى إعلان اسم المسيح مخلّصك. لكن إن أهملت
دوافع الروح القدس فيك، ولم تتكلم مع الآخرين عن المخلّص تنفصل عن قوة الله. إن
العروس تحب عريسها، وإذا لم تتكلم عنه فمحبتها تبرد وتزول. وهكذا شهادتك برهان
إيمانك. وبدون اعتراف حكيم، وشهادة واضحة ليسوع في قيادة الروح القدس، يضعف إيمانك
حتماً.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر نشيد الأنشاد 01

الصلاة:
أيها الرب يسوع أنت حي، وشفاعتك رجاؤنا، فلا نخاف من مضطهدينا، لأن حياتنا مستترة
فيك. علّمنا الاعتراف باسمك بجرأة وحكمة. وامنحنا التجاسر لنعلن محبتك لنا. ونشكرك
لأنك ذكرت أسماءنا أمام أبينا السماوي الذي يهتم بنا حتى أنه يحصي عدد شعرات
رؤوسنا.

 

4 –
التفرقة نتيجة التبشير (10: 34-39)

10:
34 لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاماً عَلَى ٱلأَرْضِ. مَا
جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاماً بَلْ سَيْفاً.

يسوع
رئيس السلام وأتباعه صانعو السلام. ونقرأ في الإنجيل حوالي 100 مرة كلمة «السلام»
الفائق كل العقل. فكيف يقول يسوع في خطابه إنه جاء لإلقاء السيف على الأرض لا
السلام؟

هذا
يعني أولاً أن كل من يدخل الكفاح الصارخ ضد الخطية يموت عن نفسه، فلا تخدم الله
وخطيتك بنفس الوقت. إما أن تبغض الأول وتلتصق بالثانية. أو تحب الأول وتنفصل عن
الأخرى. فيسوع يريد تجنيد إرادتك لكي تعزم ترك خطيتك في قوة ربك.

ويعني
ثانياً حمل سيف يسوع. وهو ليس سلاحاً لإبادة أعداء يسوع، لأنه لم يأخذ سيفاً في
يده، ولم يسفك دماً. ومن يتعمق في أعمال الرسل، لا يقرأ حرفاً واحداً عن معركة بين
أهل ملكوت الله واليهود من جهة، أو الأمم من جهة أخرى. إنما هذا الكتاب التاريخي
يشهد لنا أن العالم رفع السيف ضد أعضاء الكنائس.

 

10:
35 فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ ٱلإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ،
وَٱلابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَٱلْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36
وَأَعْدَاءُ ٱلإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 37 مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ
أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ٱبْناً أَوِ
ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي.

يشهد
يسوع لنا مرتين في عظته لنشر الملكوت الإلهي، أن أشد ألم يختبره الإنسان في الحياة
هو انفصاله عن عائلته، بسبب إكرامه اسم يسوع. فعضويتنا في عائلة الله أهم من ثباتنا
في العائلة الدنيوية. وإن حاول والداك وأقرباؤك أن يمنعوك من اتِّباع يسوع فينبغي
أن تطيع الله أكثر من الناس، فمحبة الله تغلب حتى عواطفنا.

 

10:
38 وَمَنْ لا يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. 39 مَنْ
وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.

تكلم
يسوع هنا لأول مرة عن الصليب، عندما تكلم عن انفصال المؤمن عن عائلته، فتكلم عن
صليب أتباعه، الذين يشبّه تألمهم لأجل عائلاتهم بالمسامير التي خرقت يدي يسوع
ورجليه. إنما ربنا يطلب منّا الاتباع مهما كلّف الأمر، لأن كل من حاول قسمة قلبه
بين الناس وابن الله لا يجد حصة فيه. فالمسيح يريدك كاملاً أو لا يريدك، لأنه بذل
نفسه عنك. فليست حياة سعيدة أن تعيش مع أقربائك وأصدقائك برفاهية وانسجام، بل أن
تكون شاهداً للمُقام من بين الأموات، وتثبت بقوة الروح القدوس. ومن حاول إرضاء الناس
والمسيح بنفس الوقت يفشل ويصبح مرائياً كذاباً. ولكن من يضع يسوع فوق المال
والأقرباء والمستقبل الدنيوي يربح ابن الله بملئه.

الصلاة:
أيها الرب يسوع أنت ابن الله وتركت أباك لتخلّصنا. علّمنا ترك أقربائنا إن أبغضوك
لنلتصق بك وحدك. أنت عائلنا وحامينا وأبونا. اقلَعْنا من ارتباطاتنا الدنيوية
لنخصَّك وحدك. لأن محبتك أعظم من محبة الناس. بارك أصدقاءنا الذين تركوا بيوتهم
لأجل اسمك. واظهر لهم كلمتك. واعطهم خبزاً للأكل، وبيتاً للسكن، وعملاً ليعيشوا من
نعمتك.

 

5 –
الهدف السامي للتبشير (10: 40-42، 11: 1)

10:
40 مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي، وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي
أَرْسَلَنِي.

ما هو
هدف كرازة الرسل؟ إن غايته ليست معرفة الحق الإلهي، ولا قبول الخلاص الشخصي، ولا
اختبار الولادة الثانية فقط. إن هدف كرازة تلاميذ يسوع أسمى، وهو الاتحاد بالمسيح
نفسه. فإيماننا ليس مبنياً على مجرد تفكير وعواطف وعلم وعزم. إنه يعني أبدية
بمخلّصنا المحبوب. فلا نريد أن نرث نتائج موته وقيامته، بل إياه مباشرة، ونتعلق به
كالغصن في الكرمة.

وقد
أثبت يسوع لتلاميذه أنه يعتبرهم وخدمتهم كأنه شخصياً هو الذاهب والمتكلم والعامل.
فالرب يتحد مع عبيده تماماً، كما اعترف بولس «إذاً نسعى كسفراء عن المسيح، كأن
الله يعظ بنا». فالقدوس نفسه يتكلم بواسطة آلاته البشرية. ورسل المسيح لا يحملون
كلمته فقط إلى العالم، بل نفسه وحضوره فيهم.

إن
المسيح هو همزة الوصل بين الله وبيننا. فمن يقبل خدّامه يقبل المخلّص. ومن قَبِل
المسيح فقد استقبل الله. ويسوع سمّى نفسه رسولاً، لأنه هو كلمة الله المتجسدة
الفريدة. فمن قبله يختبر حلول الله في قلبه. هل يملأ روح الرب ذهنك؟ هل حلَّ
القادر على كل شيء فيك؟

 

10:
41 مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً بِٱسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ،
وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً بِٱسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ، 42
وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هٰؤُلاءِ ٱلصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ
بِٱسْمِ تِلْمِيذٍ، فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لا يُضِيعُ
أَجْرَهُ.

أجرة
النبي هي إتمام نبوته. ورجاؤه أنه لا يظهر كذاباً بقوله، بل منادياً باسم الله.
فإشعياء أعلن مجيء المسيح كطفل، وإرميا أبان حلول الناموس في قلب المؤمنين.
وحزقيال تنبأ عن القلب الجديد هبة من الله. بينما أبصر دانيال انتصار المسيح على
ضده، وكيف تقدم إلى الدينونة النهائية. فالأنبياء يتمنّون تحقيق نبوتهم بسرعة. فأجرتهم
مجيء المسيح ثانية تكميلاً لخطّة خلاص الله وملكوته على الأرض.

والحمد
لله، المسيح قد أتى وملكوته حل، وتلاميذه المعتبرون صغاراً في العالم بدون أسلحة
فتاكة تقدموا إلى المدن والقرى ليكسبوا كثيرين إلى مملكة المحبة الإلهية. وللعجب
فإن كثيرين احتقروهم واضطهدوهم وجلدوهم وقتلوهم، فظهروا صغاراً وضعفاء أمام
العالم. ولكن من يقبلهم يلتقي بالله شخصياً. ومن أعطاهم كأس ماء بارد ينل أجرة
عظيمة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي