عظة (1)

إتفاق
متى ولوقا في نسب الرب
عن
اتفاق الإنجيلين متى ولوقا في نسب الرب

 

1. أيها الأحياء ليحقق
الله رجاءكم الذي قد أيقظه فيكم، فبالرغم من شعوري بثقة أن ما أقوله ليس مني بل من
الله إلا أنني أقول بباعث أعظم ما يقوله الرسول في اتضاعه "ولكن لنا هذا
الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا" (2 كو 4: 7). إنني لا أشك
في أنكم تتذكرون وعدي هذا الذي وعدته في الله والذي به أوفيه، فعندما وعدت سألت
الله والآن اَستقي منه الوفاء به.

أيها الأحباء. أنكم
تتذكرون إنني قد أرجأت إجابة السؤال المقترح في صلاة عيد ميلاد الرب، لأن كثيرون
جاءوا للاحتفال بمقدمات ذلك اليوم كالمعتاد، وهم عادة يستثقلون كلام الله. لكنني
أظن أنه لم يأت أحدًا الآن غير المشتاقين للاستماع، لذلك فإن حديثي لا يكون لقلوب
صماء أو عقول تزدري بالكلمة، بل أن رجائكم الحار هو بمثابة صلاة من أجلي.

هناك اعتبار آخر، وهو
أن يوم الاستعراضات العامة قد شتت الكثيرين منا، إنني أطلب منكم أن تشاركونني قلقي
العظيم لأجل خلاصهم، فتتوسلون إلى الله بكل غيرة قلبية من أجلهم، هؤلاء الذين لم
يهتموا بعد بمشاهد الحق بل استسلموا كلية للمشاهد الجسدية. إنني أعلم بل متأكد
تمامًا أن من بينكم من يحتقرهم هذا اليوم ناقضًا قيود عاداتهم المتأصلة. لأن البشر
يتغيرون إلى ما هو أفضل وإلى أردأ وبهذه الأنواع من الأمثلة اليومية أي الذي
يتقدمون والذين يغدون، تتردد بين الفرح والحزن، فنبتهج من أجل الصالحين ونحزن على
الفاسدين. لهذا لم يقل الرب أن الذي يبتدئ هو الذي يخلص "ولكن الذي يصبر إلى
المنتهى يخلص" (مت 10: 22).

2.
أنه ليس هناك أمر أكثر عجبًا وأكثر عظمة من أن ربنا يسوع المسيح ابن الله والذي هو
ابن الإنسان كذلك – إذ قد وهبنا هذا أيضًا – يهبنا أن يجمع إلى حظيرته ليس
المشاهدين لتلك المشاهد السخيفة فحسب، بل حتى بعض الممثلين فيها. لأنه قد ناضل ليس
فقط لأجل خلاص المحبين لمشاهدة صراع البشر مع الحيوانات، بل ولأجل المصارعين
أنفسهم، لأنه هو نفسه صار شهدًا. فلتسمعوا كيف كان ذلك.

لقد
أخبرنا بنفسه بذلك قبل أن يصير مشهدًا، كما أعلن قبلاً في كلمات النبي بما سيحدث،
كما لو كان قد حدث فعلاً، قائلاً في المزمور. ثقبوا يديَّ ورجليَّ. أُحصيَ كل عظامه
(مز 22: 16-17). هوذا، كيف صار مشهدًا فتُحصى عظامه! لقد أعلن لنا ذلك المشهد
بأكثر وضوح "وهم يتفرسون وينظرون فيَّ. لقد صار مشهدًا وموضوع سخرية. لقد
جعلوه سخرية، هؤلاء الذين لم يظهروا نحوه أية مودة بل كانوا ثائرين ضده، كما جعل
أولاً من شهدائه مشهدًا، إذ يقول الرسول "لأننا صرنا منظرًا للعالم للملائكة
والناس" (1 كو 4: 9).

إنه يوجد نوعان من
المشاهدين لهذه المشاهد، نوع جسدي والآخر روحي. فيتطلع الجسديون إلى الشهداء الذين
يلقون إلى الوحوش إذ تقطع رؤوسهم أو يحرقون بالنار كأنهم بائسين فيبغضونهم
ويمتقتونهم. وأما النوع الآخر – الروحي – فينظرون إليهم كالملائكة القديسين غير
مبالين بتمزيق الجسد، بل متعجبين من نقاوة إيمانهم غير الزائف. يا لعظمة هذا
المشهد الذي يكشفه العقل الكامل الذي للجسد الممزق للعيون القلبية! إنه عندما تقرأ
هذه الأمور في الكنيسة تدركونها بفرح بعيونكم القلبية. لأنه إن لم تدركوا شيئًا
فمن الأفضل أن لا تسمعوا شيئًا. لذلك فإنكم لم تهملوا المشاهد اليوم بل ميزتم
بينها.

ليكن الله معكم ويهبكم
نعمة الاِقناع الوديع فتكونوا منظرًا لأصدقائكم الذين تتألمون لرؤيتهم بسبب
إسراعهم إلى المسارح، رافضين المجيء إلى الكنيسة. إنهم قد يزدرون لهذه الأمور
أيضًا بسبب محبتهم للأشياء التي جعلتهم محتقرين. لعلهم يحبون الله معكم، إنه لا
يخجل منه أحدًا من محبيه، فيحبون ذلك إلى لا يُغلب. فليحبوا المسيح مثلكم، ذلك
الذي غلب العالم كله بذلك الأمر الذي يبدو للعالم أنه مغلوبًا به. إنه قد غلب
العالم كله كما نرى أيها الأحباء، مخضعًا كل القوات. لقد قهر الملوك ليس بقوة
عسكرية بل بجهالة الصليب، لا باحتدام السيف بل بالصلب على الخشبة، بآلام في الجسد،
بالعمل في الروح. لقد رفع جسده على الصليب فخضعت الأرواح للصليب. والآن أي لآلئ
مرصعة في التيجان أغلى من صليب المسيح المرفوع على رؤوس الملوك؟ إنكم لن تخجلوا قط
بمحبتكم له، بينما كم من كثيرين عادوا مهزومين من المسارح، لأن الذين قد شُغفوا
بهم قد هُزموا. وحتى لو اِنتصر هؤلاء فإنهم لا يزالوا بالأكثر مهزومين بسبب
استعبادهم للفرح الباطل، والابتهاج بالشهوة الفاسدة، منهزمين بنفس الظروف التي
أسرعت بهم إلى تلك المشاهد. كم من كثيرين تظنون أيها الإخوة أنهم كانوا اليوم
مترددين بين الحضور إلى هنا أو الذهاب إلى هناك؟ إن الذين في ترددهم حوّلوا أفكارهم
تجاه المسيح، مسرعين إلى الكنيسة غلبوا ليس إنسانًا بل الشيطان نفسه الذي يطارد
أرواح كل البشر. وأما الذين في ترددهم فضلوا الذهاب إلى المسارح فبالتأكيد قد
صاروا مهزومين بذاك الذي غلبه الآخرون. الذين غَلبوا في الذي،له الذي قال
"ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33)، لأنه قد سمح القائد لنفسه أن
يجرِّب فقط حتى يعلم جنوده أن يحاربوا.

3. لقد صار ربنا يسوع
المسيح ابنًا للإنسان بولادته من امرأة ليتمم ذلك، ولكنه رُب قائل يقول: هل سيكون
أقل من الإنسان لو لم يولد من العذراء مريم؟ أه قد أراد أن يصير إنسانًا. حسنًا.
وكان يمكن أن يصير هكذا بدون ولادته من امرأة، لأنه لم يصنع الإنسان الأول الذي
خلقه من امرأة.

انظروا إلى ما سأجيب به
الآن، أنكم تقولون لماذا اختار أن يولد من امرأة؟ أجيب ولماذا يتجنب الميلاد من
امرأة؟ لتفترضوا أنني لا أستطيع أن أوضح لماذا أراد أن يولد من امرأة، فهل
تستطيعون أن تظهروا لي لماذا ينبغي أن يتجنب هذا؟ ومع ذلك فإنني سبق فأخبرتكم في
مرات أخرى أنه لو تجنب الميلاد من امرأة فقد ونظن كما لو أنه يمكن أن يتنجس منها.
إنه بمقدار عدم قبول جوهره للنجاسة لا يكون هناك داعيًا للخوف من رحم المرأة كما
لو كان سيتنجس منه.

أن بميلاده من امرأة أراد أن يعلن لنا عن بعض
أسراره العلوية، لأنه بالحق أيها الأحباء نسلم بأنه في استطاعته أن يصير إنسانًا
بدون ولادته من امرأة إن أراد ذلك. فإن كان قد استطاع أن يولد من امرأة بدون رجل،
هكذا يستطيع أن يولد بدون امرأة. ولكن هذا ما أعلنه لنا وهو إنه ينبغي أن لا تيأس
البشرية من كلا الجنسين من خلاصه، فالبشر جنسان ذكر وأنثى. فبكونه رجلاً إذ يليق
به بالتأكيد أن يكون كذلك، دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسن من ذواتهن
متذكرين خطبتهن الأولى، فبالمرأة خدع الإنسان الأول لذلك نظن النساء إنه ليس لهن
رجاء بالمرة في المسيح. إنه بمجيئه كرجل صنع اختيارًا خاصًا لذلك الجنس. وقد ولد
من امرأة ليواسي جنس النساء. فكأنه يخاطب البشر قائلاً: أنه ينبغي أن تعلموا إنه
ليس في خليقة الله شرًا. ولكن تلك اللذة غير المضبوطة قد أفسدته. لقد صنعت منذ
البداية الإنسان، صنعته ذكرًا وأنثى. أنني لا اَزدري بالخليقة التي صنعتها. انظروا
أنني قد وُلِدت رجلاً وولدت من امرأة. لذلك فإنني لست اَحتقر الخليقة التي صنعتها
بل الخطية التي لم أوجدها.

إذن فليرى كل جنس على حده كرامته، وليعترف كل
بشره، وليكن لكليهما رجاءًا في الخلاص لقد قدم سم الخداع للرجل بواسطة المرأة،
وليقد الخلاص إلى الرجل بواسطة المرأة. فلتعوض المرأة عن الخطية التي خدعت بها
الرجل بميلادها المسيح. إنه للسبب ذاته نجد أن النساء أول من أعلن للرسل عن قيامة
الله. ففي الفردوس أعلنت المرأة الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص
للرجال. لقد أعلن الرسل قيامة المسيح للأمم، والنساء أعلنَّ ذلك للرسل. إذن فلا
يلوم أحدًا المسيح لميلاده من امرأة تلك التي من الجنس الذي لا يستطيع أن ينجس
المخلص، والذي يريد الخالق أن يعطيه كرامة.

4. لكنهم يقولون
"كيف يمكن أن نعتقد أن المسيح قد ولد من امرأة؟ فإنني أجيبهم من الإنجيل الذي
بُشر به، والذي لازال مُبشَّر به في أنحاء المسكونة كلها. على أن هؤلاء الذين
أعموا أنفسهم ويريدوا أن يغلقوا بصيرة الآخرين أيضًا، غير ناظرين إلى ما ينبغي
النظر إليه بل يحاولوا زعزعة ما ينبغي الاعتقاد به، محاولين السؤال في أمر نعتقد
به المسكونة جميعًا.

أنهم يجيبون قائلين:
"لا تظن أنت متغلب علينا بسبب حكم العالم جميعه، دعنا ننظر إلى الكتاب المقدس
ذاته. لا تجبرنا على الاعتقاد بشيء ما لمجرد كثرة عدد من هم ضد رأينا، لأن الجموع
الضالة تساعدكم.

 إنني سأجيب أولاً على
قولهم: هل تساعدني الجموع الضالة؟ إن هذه الجموع كانت في البداية مجموعة صغيرة، ثم
ازدادت الجموع، ألم يعلن عن هذه الزيادة من قبل؟ فهذه المجموعة التي نراها تزداد
ليست هي إلا التي سبق فتَنبئ عنها. إنني لست محتاج للقول بأنها كانت جماعة صغيرة
إذ أنها كانت في وقت ما إبراهيم بمفرده. أيها الإخوة فلتنظروا أن إبراهيم بمفرده
الذي قيل له: "تتبارك في نسلك جميع قبائل الأرض" (تك 22: 18). أن الذي
آمن به إبراهيم بمفرده قد صار الآن ظاهرًا للكثيرين من الجموع التي هي من نسله. إن
ذلك لم يكن يُرى ومع ذلك أومن به. والآن فإنه يُرى، ومع ذلك يجادل فيه. أن ما قبله
في ذلك الوقت شخص واحد وآمن به، يجادل الآن فيه القليلون، بينما يستحسنه الكثيرين.

إن ذلك الذي جعل
تلاميذه صيادي الناس قد شملت شبكته كل أنواع السلاطين. فإن أخذنا بحسب إيمان
الأغلبية أفليست الكنيسة هي أكثر انتشارًا من أي شيء في العالم؟ وإن أخذنا بإيمان
الأغنياء فلينظروا كم من الأغنياء قد ضمهم الرب إليه. وإن كان بالنسبة للفقراء
فلينظروا تلك الآلاف من الفقراء. إن كان النبلاء فأيضًا جميع النبلاء قد ضمتهم
الكنيسة. إن كان الملوك فلينظروا أن جميعهم يخضعون للمسيح. إن كان الفصحاء
والحكماء والعلماء، فليردوا كم من الخطباء والعلماء وفلاسفة هذا العالم قد جذبهم
هؤلاء الصيادين لينفذوا من الهاوية إلى الخلاص.

إذن فليفكروا في الله
الذي نزل ليُبرئ تلك الخطية الكبرى التي لنفس الإنسان، وهي الكبرياء ذلك بالاقتداء
باتضاعه "اختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء، واختار الله جهال العالم
ليخزي الحكماء (ليسوا الحكماء الحقيقيين بل الذين يبدو كأنهم حكماء)، واختار الله
أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود" (1 كو 1: 27-28).

 

5. إنهم يقولون: إن في
كل ما قد اخترته لقراءته نجد تعارضًا بين الأناجيل وبعضها البعض، وذلك في الموضع
الذي قرأنا فيه عن ميلاد المسيح. ولا يمكن أن يصدق الشيئان المتعارضان، فقد يقول
قائل: أنني إذ أثبت لك التعارض يحق لي أن لا أومن به، أو على الأقل ينبغي عليك يا
من تؤمن به أن يثبت لي اتفاقهما.

أنني أتساءل: ما هو هذا
التعارض الذي تثبته؟ إنه يجيب: أنه تعارض واضح لا يستطيع أحد أن ينكره. أيها
الأحباء كيف تسمعون هذا كله وأنتم مؤمنون. لتصنعوا أيها الإخوة الأحباء ولتنظروا
إلى أية نصيحة نافعة يقدمها الرسول قائلاً: "فلما قبلتم المسيح يسوع الرب
اسلكوا فيه متأصلين ومبنيين فيه وموطدين في الإيمان" (كو 2: 4). لأنه بهذا
الإيمان البسيط الثابت ينبغي أن نثبت في الله حتى يكشف لمؤمنيه بنفسه كل أسراره،
إذ يقول الرسول ذاته "المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3).
إنه لم يخفي هذا ليرفضهم بل ليشوقهم إلى هذه الأمور الخفية. هذه هي فائدة سرية هذه
الأمور. إذن فلتمجدوا الله في الأمور التي لم تفهموها. وهكذا فلتمجدوا بالأكثر
كلما ازدادت الأحجبة التي ترونها إذ بمقدار كرامة الشخص تزداد الأحجبة التي تتدلى
في قصره. إن الأحجبة تجعل الشيء المخفي وراءها ممجدًا. وهذه الأحجبة تُرفع لمن
يكرمون ما وراءها، وأما الذين يسخرون منها فإنهم يُطردون ولا يسمح لهم حتى لمجرد
الاقتراب إليها. "ولك عندما يرجع الرب يرفع البرقع" ( 2 كو 3: 16).

6. أنهم يبسطون
مغالطاتهم قائلين: أتعترفون بأن متى إنجيلي؟ فنجيب نعم حقًا إذ نقول بصراحة
معترفين اعترافًا حسنًا بورع بدون أدنى شك "إن متى إنجيلي". يقولون: هل
تصدقونه؟ من ذا الذي لا يجيب بالإيجاب. (ما هذه الردود؟

إلى أي إقناع جلي
يقودكم نضال تنهداتكم الصالحة، هكذا يا أخواتي أنتم تعتقدون بذلك بكل ثبات، فليس
هناك ما يدعو للخجل منه. إنني أحدثكم أنا الذي قد خدعت مرة حين كنت في حداثة صباي.
لقد نقدت الكتاب المقدس نقدًا خبيثًا، ذلك قبل أن يكون لي الفكر الحسن الذي للباحث
عن الحقيقة. أنني أغلقت على نفسي باب إلهي بواسطة حياتي الفاسدة، وعندما أردت
القرع عليه ليفتح لي كنت أعمل بالأكثر على أحكام
(إحكام؟؟؟)
إغلاقه، لأنني تجاسرت بالبحث بكبرياء عن ذلك الذي لا يعرفه غير المتواضعين. فكم
بالأكثر أنتم مباركون. بأي ثقة أكيدة أنتم تتعلمون. أنتم الذين لازلتم صغارًا، بأي
إيمان تعيشون في عش الإيمان متقبلين طعامكم الروحي، بينما كنت أنا هالكًا ظانًا
أنني قادر على الطيران فتركت العش وسقطت قبل أن أطير، ولكن إله الرحمة أقامني حتى
لا يطأني المارة بأقدامهم إلى الموت، ووضعني في العش ثانية. إن هذه الأشياء عينها
التي سببت لي حينذاك مشقة، اَستعرضها الآن وأشرحها باطمئنان تام في اسم الرب.

7. لقد شرعت في القول
بأنهم هكذا يكابرون. فيقولوا
: أن متى إنجيلي وأنتم تصدقونه. إنه بمجرد معرفته كإنجيلي ينبغي أن
نصدقه. إذن فلنصغ إلى نسب المسيح الذي ذكره متى "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن
داود ابن إبراهيم"
(مت 1:1). كيف يكون ابنًا لداود
وابنًا لإبراهيم؟ إنه لا يمكن أن يكون هكذا إلا من ناحية تسلسل النسب، لأنه حقًا
عندما وُلد الرب من العذراء مريم لم يكن إبراهيم ولا داود في هذا العالم، فهل
تقولون أن الشخص عينه هو ابن داود وابن إبراهيم؟ فكأننا نقول لمتَّى فلتبرهن على
كلامك فإنني اَنتظر تسلسل نسب المسيح. "إبراهيم ولد اسحق. واسحق ولد يعقوب
ويعقوب ولد يهوذا وإخوته. ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار. وفارص ولد حصرون.
وحصرون ولد آرام. وآرام ولد عميناداب. وعميناداب ولد نحشون. ونحشون ولد سلمون.
وسلمون ولد بوعز من راحاب. وبوعز ولد عوبيد من راعوث. وعوبيد ولد يسى. ويسى ولد
داود الملك. (مت 1: 1-6)، فلتلاحظ الآن كيف أنه من هذه النفطة انحدر تسلسل النسب
من داود الملك إلى المسيح المدعو ابن إبراهيم وابن داود." وداود الملك ولد
سليمان من التي لاوريّا. وسليمان ولد رحبعام. ورحبعام ولد أبيا. وأبيا ولد آسا.
وآسا ولد يهوشفاط. ويهوشفاط ولد يورام. و يورام ولد عزيا. وعزيا ولد يوثام. ويوثام
ولد احاز. وأحاز ولد حزقيا. وحزقيا ولد منسي. ومنسي ولد آمون. وآمون ولد يوشيا.
ويوشيا ولد يكينا واخوته عن سبيّ بابل. وبعد سبيّ بابل يكينا ولد شألتيئيل.
وشألتيئيل ولد زربابل. وزربابل ولد أبيهود. وأبيهود ولد ألياقيم. وألياقيم ولد
عازور. وعازور ولد صادوق. وصادوق ولد أخيم. وأخيم ولد اليود. وأليود ولد أليعازر.
وأليعازر ولد متان. ومتان ولد يعقوب. ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع
الذي يدعى المسيح. (مت 1: 6-16)، هكذا يظهر تبعا لترتيب وتسلسل النسب من الآباء
والأجداد أن المسيح ابن داود وابن إبراهيم.

 

8. أن المغالطة الأولى
التي أوجدوها على هذه الرواية الموثوق بها هي أن متى نفسه قد أردف قائلاً فجميع
الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبيّ بابل أربعة عشر
جيلاً. ومن سبيّ بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً "ولكي ما يخبرنا كيف أن
المسيح ولد من العذراء مريم أردف قائلاً: "أما ولادة يسوع فكانت هكذا"
(مت 1: 19)، فعن طريق سلسلة الأجيال أظهر لنا سبب دعوة المسيح ابن داود وابن
إبراهيم. والآن ينبغي أن يظهر كيفية ولادته وظهوره بين البشر، لذلك أضاف لهذه
الرواية الوسائل التي بواسطتها تؤمن أن ربنا يسوع المسيح لم يولد فقط من الإله
الأزلي المساوي له في الأبدية، مولودًا قبل كل الدهور وقبل كل الخليقة، وبه صنعت
كل الأشياء، بل ولد أيضًا من الروح القدس ومن العذراء مريم، فنعترف بهذه الولادة
تمامًا كتلك. إنكم تتذكرون وتعلمون أن هذا هو إيماننا، لأنني أتحدث إلى إخوتي المسيحيين
[1]. إنه ذلك الإيمان الذي نعلنه ونعترف به، والذي من أجله استشهد
آلاف الشهداء في المسكونة جميعها.

 

9. إن أولئك الذين يهدفون إلى دحض قانونية الأناجيل ليظهروا لنا
أننا نؤمن بها اعتباطًا، يسخرون بما ورد بعد ذلك. "ولما كانت مريم أمة مخطوبة
ليوسف. قبل أن يجتمعا وُجدت حُبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان بارًا لم يشأ
أن يشهرها، بل أراد تخليتها سرًا". (مت 1: 18-19). لأنه إذ كان يعلم أنها لم
تحبل منه فَكر أنه يقال عنها أنها زانية. وكما يقول الكتاب "إذ كان بارًا لم
يشأ أن يشهرها" (أي أن يبيح الأمر كما ورد في بعض النسخ) "أراد تخليتها
سرًا"

حقًا
كان الزوج مضطربًا، ولكنه إذ كان بارًا لم يستخدم القسوة. إذ امتاز الرجل بعمل
عظيم لم يشأ أن يحتفظ بزانية كما لم يسمح لنفسه بمعاقبتها وإشهارها. "أراد
تخليتها سرًا" لم يكن يرغب في عقابها بل ولا الغدر بها، حتى لا تشوب عدالته
النقية شيئًا. إنه لم يكن يرغب في الإبقاء على حياتها بسبب رغبته في الاحتفاظ بها،
لأن كثيرون أبقوا على حياة زوجاتهم الزانيات بسبب حبهم الشهواني، مفضلين الاحتفاظ
بهن رغم أنهن زانيات ليتمتعوا بهن في شهوة جسدية. ولكن ذلك البار لم يكن يرغب في
الاحتفاظ بها، وبذلك لم يكن حبه شهوانيًا. ومع ذلك لم يرغب في عقابها، فبرحمته أبقى
على حياتها. حقًا يا لصلاح ذلك الرجل! إنه لم يشأ الاحتفاظ بزانية لئلا يبدو أنه
أبقى على حياتها بسبب حب دنس. ومع ذلك لم يشأ عقابها والغدر بها.(تكرار) إنه
بالحقيقة استحق أن يختار شاهدًا على عذراوية زوجته. وهكذا إذ كان قلقًا بسبب الضعف
البشري تيقَّن من الأمر باستعلان إلهي.

 

10. فإن الإنجيلي يردف قائلاً: "ولكن فيما هو متفكر في هذه
الأمور إذ ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً: "يا يوسف ابن داود لا تخف أن
تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعو
اسمه يسوع". لماذا يدعى يسوع؟ "لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1:
20-21). إنه معروف تمامًا أن "يسوع
Jesus" تعني في
اللاتينية "مخلص
Saviour" وذلك كما تراه في شرح الاسم نفسه. إذ كما لو كان قد سئل
"لماذا يدعى يسوع؟" فللحال أضاف موضحًا السبب "لأنه يخلص شعبه من
خطاياهم". إذن هذا هو ما نؤمن به بتقوى، وما نتمسك به بثبات، وهو أن المسيح
قد ولد بالروح القدس من العذراء مريم.

 

11. إذن ماذا يقول
المناضلون لنا؟ رُب قائل يقول: إذا اكتشفت كذبًا فبالتأكيد ينبغي أن لا تصدقوا
الإنجيل كلية. وها أنا قد اكتشفت ذلك.

انظروا فإنني سأحصي لكم
الأجيال، لأنه بمغالطاتهم الافترائية يُشوِّقوننا إليها ويجذبوننا نحوها. نعم. إنهم
لا يفعلون أكثر من أن يجذبوننا نحو معرفة الأسرار، ذلك إن كنا نعيش بتقوى، إن كنا
نؤمن بالمسيح، إن كنا لا نشتهي الطيران من العش قبل الوقت. فلتلاحظوا أيها الإخوة
المقدسين فائدة الهراطقة، فائدتهم هذه التي بحسب ترتيب الله الذي يستخدم حتى هؤلاء
الأشرار استخدامًا نافعًا. فبينما ترتد نتيجة تدابيرهم إليهم لا يرتد إليهم الخير
الذي يخرجه الله منهم. كما هو الحال في يهوذا، فأي عمل عظيم قد صنعه! فبألآم
المسيح خلص الأمم جميعهم. إذ ينبغي أن يتألم المسيح خانة يهوذا. خلص الله الأمم
بآلام ابنه وعاقب يهوذا على شره.

إنه لا يبحث أحد من
المقتنعين ببساطة الإيمان عن الأسرار المخفية بدقة في الكتاب المقدس وإذ لا يبحثها
لا يكتشفها، ولكنه يجبر على البحث من أجل المجادلين. فعندما يغالط الهراطقة يضطرب
الصغار، وإذ يضطربون يبحثون، وبحثهم هذا كما لو كان قرع برؤوس الصغار على صدور
الأمهات لكي ما يحصلوا على اللبن الكاف لهم. إذن يبحثون لأنهم مضطربون. وأما أولئك
الذين لهم معرفة، الذين قد تعلموا هذا الأمر، إذ سبق أن بحثوه والرب فتح لقرعاتهم،
هؤلاء بدورهم يفتحون للمضطربين. هكذا بينما يغالط الهراطقة ليضللوا البشر نحو
الخطأ، إذ بهم يفيدون في اكتشاف الحق، لأنه لو لم يوجد المعاندون لقل الاهتمام
بالبحث عن الحق. "لأنه لابد أن يكون بينكم بدع أيضًا" وإذ نسأل عن السبب
يردف للحال "ليكون المزكُّون ظاهرون بينكم" (1 كو 11: 19).

 

12. إذن ماذا يقولون؟ انظروا فإن متى يحصي الأجيال قائلاً بأنه
"من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً. ومن داود إلى سبيّ بابل أربعة عشر
جيلاً. ومن سبيّ بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً. إن ثلاثة فترات في أربعة عشر
جيلاً تنتج اثنان وأربعون جيلاً، إلا أنهم إذ يحصون الأجيال يجدونها واحدًا
وأربعين جيلاً، فللحال يغالطون ويسخرون قائلين بازدراء ماذا يعني هذا؟ لقد جاء في
الإنجيل أنهم ثلاث فترات في أربعة عشر جيلاً، بينما عندما تحصي الأجيال نجدها واحد
وأربعين وليسوا اثنين وأربعين. هنا بلا شك سر عظيم. أننا سعداء ونشكر الله إذ بسبب
المناضلين نكتشف بعض الأمور التي باكتشافها تزداد بهجة نظير غموضها عندما كانت
موضوعًا للبحث. لأنه كما سبق أن قلت أننا نستعرض مشهدًا لعقولكم.

فمن إبراهيم إلى داود
أربعة عشر جيلاً، بعد ذلك يبتدئ إحصائه من سليمان لأن داود ولد سليمان. أقول أن
الإحصائية تبتدئ من سليمان وتنتهي بيكنيا، الذي في أثناء حياته حدث السبيّ إلى
بابل. وهكذا أيضًا أربعة عشر جيلاً باحتساب سليمان في بداية القسم الثاني 1 ويكنيا
أيضًا الذي به انتهى القسم الثاني مكملاً أربعة عشر جيلاً، وهو أيضًا يكنيا نفسه
الذي بدء به القسم الثالث.

13. فلتنتبهوا أيها
الإخوة المقدسين لهذه الظروف، فهي سر، كما أنها بهجة في نفس الوقت. فإنني اعترف
لكم بمشاعر قلبي الذي به أومن أنه عندما أُعلنها لكم وتتذوقونها ستشهدون بنفس
شهادتي. فلتصغوا إذن. إنه يوجد أربعة عشر جيلاً في التقسيم الثالث مبتدئًا بيكنيا
هذا إلى الرب يسوع المسيح. وبهذا فقد أُحصى بيكنيا مرتين، تارة كنهاية للتقسيم
السابق، وأخرى كبداية للتقسيم التالي له.

رُب قائل يقول
"لماذا يُحصى يكنيا مرتين؟" إنه لم يحدث أمرًا ما في القديم بين شعب بني
إسرائيل دون أن يكون إشارة سرية لأمور مستقبله، وبالحقيقة لم يحصى يكنيا مرتين
اعتباطًا، لأنه عندما يكون هناك حد فاصل بين حقلين وليكن حجر أو حائط فاصل، فإن
الذي يقيس من جانب ما يأخذ في حسبانه هذا الحائط، وأيضًا الذي يقيس من الجانب
الآخر يبتدئ بنفس الحائط. ولكن لماذا لم يحدث هذا بالنسبة للحلقة الأولى بين هذه
التقسيمات؟ فعندما احتسبنا من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً ثم بدئنا في
احتساب الأربعة عشر جيل الأخرى لم نبتدئ من داود بل سليمان، ينبغي أن نعرف السبب
الذي يحوي سرًا عظيمًا. فلتصغوا إذن. لقد حدث السبي إلى بابل عندما عُين يكنيا ملكًا
مكان أبيه المتوفي. ثم أخذ منه المُلك وعُين آخر عوضًا عنه. لقد حدث السبي إلى
الأمم أثناء حياة يكنيا دون أن يشار إلى أي خطأ ارتكبه يكنيا بسببه طُرد من الملك،
بل ُذكرت خطايا أولئك الذين نهبوه، لذلك ذهبوا إلى الأسر وعبروا إلى بابل، فلم
يذهب الأشرار بمفردهم بل ذهب معهم القديسون. لقد كان في السبي النبيان حزقيال
ودانيال كما كان فيه الثلاثة فتية الذين ذاع صيتهم بسبب إلقائهم في النار. لقد ذهب
جميعهم حسب نبوة إرميا النبي.

14. فلتذكروا إذن إنه
لم يُنبذ يكنيا ولم ينزع عنه المُلك ويُحمل إلى الأمم عندما حدث السبي إلى بابل
بسبب خطاياه. فتلاحظوا ذلك الرمز الذي أٌعلن هنا متنبأ عن الأمور المستقبلة في
الرب يسوع المسيح. فإن اليهود لم يقبلوا أن يكون ربنا يسوع المسيح ملكًا عليهم رغم
أنهم لم يجدوا فيه خطية. لقد نُبذ في شخصه وفي شخص خدامه أيضًا، فذهبوا إلى الأمم
كما إلى بابل الرمزية. أننا نجد في نبوة إرميا أن الله أمرهم بالذهاب إلى بابل،
مشيرًا إلى أن كل الأنبياء الآخرين الذين يطلبون من الشعب عدم الذهاب إلى بابل هم
أنبياء كذبة (إر27). فليتذكر هذا أولئك الذين يقرأون الكتاب المقدس مثلنا، وأما
الذين لا يقرأونه فليثقوا فينا. لذلك هدد إرميا بحسب أوامر الله الذين لا يرغبون
في الذهاب إلى بابل، بينما وعد الذين يذهبون بالراحة وبنوع من السعادة في زراعة
كرومهم ونمو حدائقهم ووفرة ثمراتهم. كيف عبر الآن شعب إسرائيل الحقيقي لا الرمزي
إلى بابل؟‍! فمن أين جاء الرسل؟ أليسوا من أمة اليهود؟ من أين جاء بولس نفسه؟ إذ
يقول. أنا أيضًا إسرائيلي من نسل إبراهيم من سبط بنيامين" (رو 11: 1). لقد آمن
كثيرون من اليهود بالرب، فمنهم اُختير الرسل، ومنهم كان أكثر من خمسمائة أخ وُهب
لهم أن يعاينوا الرب بعد قيامته (1 كو 15: 6). ومنهم المئة وعشرين الذين كانوا في
العُلِّية عندما حل عليهم الروح القدس (أع 1: 15). ولكن ماذا يقول الرسول في سفر
أعمال الرسل عندما رفض اليهود كلمة الحق؟ "كان يجب أن تُكلموا أنتم أولاً
بكلمة الله،ولكن إذ دفعتموها عنكم… هوذا نتوجه إلى الأمم" (أع 13: 46). لقد
تم العبور الحقيقي إلى بابل الذي سبق أن رُسم في أيام إرميا، لقد تم بترتيب روحي
في أيام تجسد الرب.

ولكن ماذا يقول إرميا
عن البابليون الذين عبر إليهم، "لأنه بسلامهم يكون لكم سلام"
[2] (إر 29: 7). كذلك عندما عبر إسرائيل إلى بابل بواسطة المسيح
والرسل، أي عندما بشر بالإنجيل بين الأمم، ماذا يقول الرسول متحدثًا كما لو على فم
إرميا قديما؟ "فأطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل
جميع الناس. لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل
تقوى ووقار" (1 تي 2: 1-2). لقد صلى من أجلهم رغم أنهم لم يكونوا بعد ملوكًا
مسيحيين. لقد سمعتُ صلاة إسرائيل في بابل. هكذا سمعت صلوات الكنيسة وصار الملوك
مسيحيين. وبذلك ترون إنه قد تم الآن كل ما قيل رمزيًا "لأنه بسلامهم يكون لكم
سلام" (إر 29: 7).مكرر لأنهم قبلوا سلام المسيح وكفوا عن اضطهاد المسيحيين.
والآن في هذا السلام الكامل يمكن أن تبنى الكنائس وتزرع الشعوب في حديقة الله،
ويثمر الأمم في الإيمان والرجاء والمحبة التي في المسيح.

15. لقد حدث السبي
القديم إلى بابل في عهد يكنيا الذي لم يُسمح له أن يملك على أُمة اليهود، على مثال
المسيح الذي لم يقبل اليهود أن يُملكوه عليهم. لقد عبر إسرائيل إلى الأمم، لقد عبر
المبشرون بالإنجيل إلى شعوب الأمم. فما هو وجه العجب في إحصاء يكنيا مرتين؟ لأنه
إن كان رمزًا للمسيح عابرًا من اليهود إلى الأمم، فلتتأملوا فقط في وضع المسيح بين
اليهود والأمم، أليس هو حجر الزاوية؟ أنكم تشاهدون في حجر الزاوية نهاية حائط
وبداية آخر. فتقيسون حائطًا إلى هذا الحجر ومنه أيضًا تقيسون حائطًا آخر، لذلك فإن
حجر الزاوية الذي يربط الحائطين يُحصى مرتين، لهذا فإن يكنيا في رمز للرب كان كما
لو كان على مثال حجر الزاوية، فإذ لم يسمح له أن يملك على اليهود بل عبروا إلى
الأمم، كذلك بالنسبة للمسيح "الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأسًا
للزاوية" (مز 118: 22). فينبغي أن يصل الإنجيل إلى الأمم.

 لا تتردد إذن في إحصاء
رأس الزاوية مرتين، وللحال يكون لديك العدد المكتوب. هكذا يكون في كل قسم من
الأقسام الثلاثة أربعة عشر جيلاً ومع ذلك فإن مجموعهم لا يكون اثنين وأربعين جيلاً
بل واحدًا وأربعين. لأنه متى كانت الحجارة مرتبة في خط مستقيم فإن كل منها يحصى
مرة واحدة، أما إذا حدث انحراف في المستقيم مكونا زاوية، فإن الحجر الذي عنده
يبتدئ. لذلك طالما كان ترتيب الأجيال مستمرًا بين الشعب اليهودي فإن لا يصنع زاوية
في القسم المنتظم البالغ أربعة عشر، لكن إذ انحرف الخط لعبور شعب اليهود إلى بابل
فإنه بذلك يصنع نوعًا من الزاوية، وبذا كان لزامًا إحصاء يكنيا مرتين على مثال حجر
الزاوية المعبود.

16. هناك مغالطة أخرى
إذ يقولون: أن نسب المسيح لم يأت بالنسبة للعذراء بل بالنسبة ليوسف.

لتنتبهوا إلى حين أيها
الإخوة المقدسين أنهم يقولون إنه لا ينبغي أن يكون النسب بالنسبة ليوسف. ولماذا لا
يكون هكذا؟ ألم يكن يوسف زوجًا لمريم؟ يجيبون بالنفي. ولكن من يقول هكذا لأن
الكتاب المقدس يقول بحكم الملاك بأنه زوجها "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن
الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس"، كما طلب منه أن يلقب الطفل أيضًا رغم
إنه ليس من زرعه، "فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع"، فيهدف الكتاب المقدس
إلى إظهار عدم ولادة المسيح من زرع يوسف، يذْكره اضطراب يوسف بسبب حملها "هو
من الروح القدس"، وعلى ذلك فلم يؤخذ منه حق الأبوة إذ طلب منه أن يُلقب
الطفل. هكذا كما أن العذراء مريم كانت تدعوه أبا للمسيح رغم تأكدها من أن حبلها
بالمسيح لم يكن بواسطته.

 

17. لتنظروا متى حدث
هذا؟ عندما بلغ السيد إثنى عشر عامً بحسب ناسوته
[3]، لأنه بحسب لاهوته هو كائن قبل الأزمنة ولا يحده زمان، انتظر في
الهيكل بعدهما (لم يذكر شيء عن الوالدين هنا؟؟)يناقش المعلمين وقد دهشوا من
تعاليمه. بحث والديه الذين رجعا من أورشليم عنه بين الأقرباء، بين الذين رحلوا
معهما، فإذ لم يجداه عادا إلى أورشليم مضطربين، فوجداه في الهيكل يناقش المعلمين،
وهو بعد في الثانية عشر كما قلت. ولكن ما هو وجه العجب هنا؟ إن كلمة الله لا يمكن
أن يصمت رغم أنه لا يُسمع دائمًا. لقد وُجد (وجداه)في الهيكل فقالت له أمه: "لماذا
فعلت بنا هكذا. هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين. "فقال لهما لماذا كنتما
تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي" (لو 2: 48-49) هذا ما قاله،
لأنه إذ هو ابن الله كان في هيكل الله، لأن هذا الهيكل هو هيكل الله وليس هيكل
يوسف. اُنظر فقد يقول البعض: أنه لم يسمح أن يقال له إنه ابن يوسف. انتظروا أيها
الإخوة بصبر قليل لأن الوقت لا يسعفني للحديث الكاف عن كل ما أريد. فعندما قالت
مريم "هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين، أجابهما، لماذا كنتما تطلبانني، ألم
تعلما إنه ينبغي أن أكون في ما لأبي"؟ لأنه لا يريد أن يكون ابنيهما بالمعنى
الذي لا يفهم منه بنويته لله. لأنه هو ابن الله، ابن الله على الدوام، خالق حتى
لهذين الذين تحدَّثا معه، ولكنه ابن الإنسان زمنيًا، مولودًا من العذراء، بدون
رجلها، ومع ذلك فهو ابن لكلا الوالدين. كيف نثبت ذلك؟ لقد سبق أن برهنا على ذلك
بكلمات مريم "هوذا أنا وأبوك كنا نطلبك معذبين".

18. أيها الإخوة إنه
ينبغي أولاً من أجل تعليم النساء أخواتنا أن لا يفوتنا مثل هذا الاتضاع المقدس
الذي للعذراء مريم. لقد ولدت المسيح، وجاءها الملاك مخبرًا إياها "وها أنت
ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيمًا وابن العليّ يدعى" (لو 1:
31-32). لقد استحقت أن تلد ابن العليّ، ومع ذلك فقد كانت في غاية الاتضاع، فلم
تقدم نفسها على زوجها حتى في ترتيب تسميته كأن تقول "أنا وأبوك". بل
قالت "أبوك وأنا"، إنها لم تأخذ في حسبانها كرامتها بسبب ابنها، بل راعت
أولاً نظام الزواج. لأن المسيح المتضع لم يرد أن يعلم أمه الكبرياء.

"أبوك وأنا كنا
نطلبك معذبين" لقد قالت "أبوك وأنا" لأن الرجل هو رأس المرأة"
(أف 5: 23). كم بالأحرى أن تكون بقية النساء أقل افتخارًا! لأن مريم نفسها تدعى
أيضًا "امرأة"، ليس بسبب فقدان عزراويتها بل بحسب عرف موطنها، إذ يقول
الرسول أيضًا عن الرب يسوع المسيح "مولود من امرأة" (غلا 4:4)، ومع ذلك
فلا يخالف وصايا وقوانين قانون إيماننا الذي فيه تعترف أنه مولود من الروح القدس
ومن العذراء مريم. فإنها كعذراء حبلت به، وكعذراء ولدته وقد استمرت عذراء. إن كل
الإناث يدعون "نساء" خاصة في العبرية. وضعها في الجملة؟؟؟

لتستمعوا إلى مثال لهذا
أكثر وضوح. أن المرأة الأولى التي خلقها الله أخذا(أخذ) إياه (إياها) من جنب الرجل،
فدعيت امرأة لأن الكتاب المقدس يقول "التي أخذها من آدم امرأة" (تك 2:
22)، وذلك قبل أن تعرف رجلها كما أخبرها إنه لم يحدث هذا إلا بعد خروجهما من
الفردوس.

19. لقد كانت إجابة
الرب يسوع المسيح "ينبغي أن أكون في ما لأبي" لا تعني الإقرار بأبوة
الله له بطريقة تنفي أبوه يوسف أيضًا له. كيف نبرهن على هذا؟ بواسطة الكتاب المقدس
الذي قال عنه هذه الحكمة. "فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما إنه
ينبغي أن أكون في ما لأبي. فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما. ثم نزل معهما وجاء
إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما (لو 2: 49-51). إنه لم يقل إنه كان خاضعًا لأمه أو
كان خاضعًا لها بل قال: "كان خاضعًا لهما". فلمن كان يخضع؟ ألم يكن
لأبويه؟ إنه بكونه ابن الإنسان كان خاضعًا لكل من أبويه بنفس الخضوع.

لقد عرفت النساء
وصاياهن منذ لحظة، والآن فليعلم الأطفال وصاياهم، وهي الطاعة والخضوع لآبائهم. كان
العالم خاضعًا للمسيح وكان المسيح خاضعًا لأبويه.

20. الآن ترون أيها الإخوة
إنه لم يقل: "إنه ينبغي لزامًا أن أكون في ما لأبي". بمعنى تفهم منه أنه
قال: أنتما لستما والديّ. لقد كانا أبويه الزمنيين وكان الله أبوه سرمديًا. أنهما
كانا والديّ ابن الإنسان، وهو أب لكلمته وحكمته وقدرته، الذي به صنع كل شيء. ولكن
إن كان كل شيء قد صنع بحكمته التي "تمتد من أقصى إلى أقصى بقوة وتدير الكل
حسنًا" (حك 8: 1). فهل صُنعا أيضًا بواسطة ابن الله الذي هو نفسه بكونه ابن
الإنسان فيما بعد يخضع لهما؟ يقول الرسول أيضًا إنه ابن داود "الذي صار من
نسل داود من جهة الجسد" (رو 1: 3). ومع ذلك فقد عرض الرب نفسه على اليهود
سؤالاً أجاب عليه الرسول في نفس هذه الكلمات. لأنه عندما قال "الذي صار من
نسل داود" أضاف قائلاً: "حسب الجسد" حتى لا يُفهم منه أنه ابن داود
بحسب لاهوته، بل إن ابن الله ربّ داود. لذلك عندما عرض الرسول امتياز شعب اليهود
قال "ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى
الأبد" (رو 9: 5)، لأنه ابن داود بحسب الجسد وهو ربّ داود بكونه "الكائن
على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد".

قال الرب لليهود
"ماذا تظنون في المسيح"؟ (مت 22: 42) أجابوه: "ابن داود" (مز
110: 1). لأنهم عرفوا ذلك بسهولة إذ تعلموه من الأنبياء. بالحقيقة كان من نسل داود
ولكن "حسب الجسد" من العذراء مريم التي كانت مخطوبة ليوسف. عندما أجابوه
أن المسيح ابن الله قال لهم "فكيف يدعوه داود بالروح ربًا قائلاً: قال الرب
لربي اِجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئًا لقدميك" (مت 22: 44). "فإن
كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه" (مت 22: 45). فلم يستطيع اليهود أن
يجيبوه. هذا هو ما نجده في الإنجيل. إنه لم ينكر بنويته لداود حتى أنهم لم
يستطيعوا أن يدركوا ربوبيته لداود أيضًا. أنهم أدركوا في المسيح ما قد صار بحسب
الزمن، لكنهم لم يدركوا ما هو بحسب سرمديته. فبينما كان يرغب في تعليمهم عن لاهوته
بسط لهم سؤالاً يخص تأنسه، كأنه يريد أن يقول "أنتم تعرفون أن المسيح ابن
لداود. أخبروني كيف هو رب له أيضًا؟ وإذ ينبغي أن لا يقولوا "إنه ليس رب داود
جاء بشهادة داود نفسه. ماذا يقول داود؟ إنه يقول الحق. لأنكم تجدون الرب يحدث داود
في المزامير قائلاً: "من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك" (مز 132: 11). فهذا
هو ابن لداود. ولكن كيف يكون ابن داود ربًا له؟ "قال الرب لربي اجلس عن
يميني" (مز 110: 1). هل تتعجبون من أن يكون ابن داود إلهًا له عندما ترون
مريم أمًا لربها؟ إنه رب داود بكونه إلهًا، رب داود بكونه رب الكل، وابن داود
بكونه ابن الإنسان هو رب وابن في نفس الوقت. إنه رب لداود "الذي إذ كان في
صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله" (في 2: 7)، وابن داود بكونه "أخلى
نفسه أخذا صورة عبد" (في 2: 7).

21. إنه لا تقل أبوة
يوسف له بسبب عدم معرفته أم إلهنا، كما لو كانت الرابطة الزيجية تتكون من الشهوة
لا الحب الز
وجي. لتصغوا
أيها الإخوة المقدسين فإن رسول المسيح يقول في الكنيسة بعد هذا الوقت بقليل.
"الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1 كو 7: 29). ونحن نعرف الكثيرين من
إخوتنا الذين أنجبوا خلال النعمة، الذين من أجل اسم المسيح يتدربون على الامتناع
الصحيح باتفاق بينهما، مع ذلك فلا يسمحون بإعاقة الحب الزيجي الحقيقي. نعم فإنه
بمقدار قمع الأولى (الشهوة) تتقوَّى الأخرى (الحب الزوجي) وتثبت. إذن هل يعتبر
الذين يعيشون هكذا غير طالبين من بعضهم البعض [ص15 ناقصة في الورق فلا أعرف
الشواهد]
أي لذة جسدية أو ضابطين إشباع كل شهوة جسدية أنهم غير متزوجين؟ مع
هذا فلتخضع الزوجة لزوجها لأنه من المناسب أن تكون هكذا، إذ بقدر عِظم عفتها يكون
بالأكثر خضوعها له. والرجل أيضًا من جانبه فليحب زوجته بالحق كما هو مكتوب
"بقداسة وكرامة" ( (44) كوارثة معه للنعمة، إذ يقول الرسول "كما
أحب المسيح أيضًا الكنيسة" ( ). (45) هذا هو الاتحاد والزواج. فلا يقلل من
الزواج عدم وجود أي أمر من ذلك النوع بينهما، هذا الذي قد يحدث حتى بين غير
المتزوجين وحينئذ يكون محرمًا. آه ليته يستطيع الكل أن يحيا هكذا، ولكن ليس لدى
الكثيرين مقدرة! فعلى الأقل لا يفصلوا هؤلاء الذين لديهم قدرة، ولا ينكروا كون
الرجل زوجًا والمرأة زوجة بسبب عدم وجود اتصال جسدي بل توجد بينهما وحدة القلوب.

22. من ثم فلتفهموا
معنى الكتاب المقدس فيما يخص آبائنا الأولين، الذين كان هدفهم الوحيد في زواجهم هو
إنجاب الأطفال بواسطة زوجاتهم. فإنه حتى هؤلاء الذين كان لهم زوجات كثيرات كعادة
زمنهم وشعبهم، فإنهم عاشوا معهن في عفة، فلا يجتمعوا بهن إلا للسبب الذي ذكرته
معاملين إياهن بكرامة. (إنهم كانوا يتزوجون عدد من الزوجات فكيف تكون العلاقة
الزوجية فقط للإنجاب؟؟؟؟ لماذا لا ينجب كما يشاء من الزوجة الأولى؟؟؟؟؟؟

ولماذا الكنيسة لا
تعترض عن الذين يستمرون سنين لا ينجبوا إلى أن يحسنوا مستقبلهم الأول، هل لا يحدث
علاقة بينهم من يوم زواجهم؟؟؟؟؟ لا أظن أن هذا النص في العهد القديم يؤيد ذلك بالمرة،
لكن هذا راجع لعهد النعمة وتأثر القديسين بالبتولية ففسروا آية العهد القديم بهذا
المفهوم؟؟ إذا كان يخالف العقد ويعتبر متعدي كما في البراجراف التالي فأين قانون
الكنيسة وتطبيقه في الاعترافات؟؟

إن الذي يتعدى حدود ما
توصي به هذه القاعدة الخاصة بتحقيق هذا الهدف من الزواج، يخالف العقد ذاته الذي
أخذ به زوجته. إن العقد يُقرأ. إنه يقرأ في حضرة الشهود الثابتين، إن فيه نصًا
واضحًا بأنهم يتزوجون لأجل إنجاب الأطفال. هذا هو ما يدعى عقد الزواج.

مَن مِن الآباء لا يخجل
من إعطاء ابنته لشهوة أي رجل لو لم يكن هذا هو الهدف؟ الآن فإنه لا يخجل الآباء بل
يعطوا بناتهم لا للعار (هل الممارسة الزوجية عار؟ طب الناس اللي من بيخلفوا يفرضوا
عليهم البتولية بالأمر؟؟؟؟ وكان مافيش تحاليل قبل الزواج! إن المبالغة صعب في
تفسير آية العهد القديم!!!) بل في زواج مكرّم. إن العقد يقرأ. وماذا يقرأ فيه؟ تقرأ
العبارة "من أجل إنجاب الأطفال" فعند قرأته (قراءته) يرفع الآباء جباههم
ويهدأون لتنظر أيضًا إلى مشاعر الزوج حين يأخذ زوجته. إن كان الأب سيخجل من إعطائه
إياها لهدف آخر فهو أيضًا يخجل من استلامها بأي هدف آخر.

كما قلت في مناسبات
أخرى إنه إن لم يكن في استطاعتهم أن يضبطوا أنفسهم، فليطلبوا ما هو لائق بهم فلا
يلجأوا إلى آخرين غير الذين لهم (أي زوجاتهم أو أزواجهن). فليشف كل من الرجل
والمرأة ضعفهما في زواتهما. فلا يلجأ إلى امرأة أخرى، (لماذا لجأ لزوجات
متعددات في العهد القديم؟؟)
ولا المرأة إلى رجل آخر. لأنه من هذا أخذ الزنا
اسمه إذ هو الذهاب إلى آخر" فإذا تجاوزا رباطات عقد الزواج فعلى الأقل لا
يتجاوزا تلك التي تخص الأمانة الزوجية.

أليس من الإثم أن يأخذ
أحد الزوجين من الآخر أكثر مما تستدعيه ضرورة الأمر المرسوم لإنجاب الأطفال؟

ص16

إنه بلا شك خطية ولكن
يغتفر لها. فيقول الرسول عند معالجته هذا الأمر "أقول على سبيل الإذن"
(1كو 7: 6) "لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة إلى حين لكي تتفرغوا
للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضًا (لا للإنجاب)لكي لا يجربكم الشيطان بسبب عدم
نزاهتكم" (1كو 7: 6)، ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أن لا تفرضوا على أنفسكم أكثر
مما في استطاعتكم، لئلا يسبب امتناعكم المشترك أن تسقطوا في الزنا "لئلا
يجربكم الشيطان بسبب عدم نزاهتكم"، ولكي ما يظهر إنه لا يأمر بما قد أُذن به
فقط (أي الاجتماع معًا) لذلك أردف للحال "ولكن أقول على سبيل الإذن لا على
سبيل الأمر لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا. "لأن إعطاء وصايا للأقوياء
في الفضيلة يختلف عن السماح للضعفاء. كأنه يريد أن يقول أنني لا أمركم أن تفعلوا
هذا بل أسمح لكم بفعله.

23. كذلك فلتنتبهوا يا إخوتي،
أن هؤلاء الرجل المشهورين الذين تزوجوا من أجل إنجاب الأطفال فقط، وذلك كما قرأنا
عن ما فعله البطاركة
[4]، وقد عرفنا ذلك بشهادة الكتب المقدسة الواضحة القاطعة، هؤلاء
الرجال كما أقول قد تزوجوا لهذا الهدف فقط، لذلك لو أعطيت لهم وسائل أخرى بها
ينجبون أطفالاً دون اتصال بزوجاتهم أما كانوا يحتضنون هذه النعمة العظيمة بسرور لا
ينطق به؟! أما كانوا يقبلونها بفرح عظيم؟! هذه مبالغة غير مقبولة للتأمل ولا
تعقل بالمرة !!!

إن جنس البشر يُحفظ
بعمليتين جسديتين، يخضع لهما الحكيم والقديس كأمرين واجبين، وأما الجاهل فيندفع
فيهما متهورًا منقادًا بشهوته. وهذا يختلف عن الآخر. ما هما هاتان العمليتان اللتان
بهما تُحفظ البشرية؟

الأمر الأول يتصل بنا
ويخص تغذيتنا، وهذا بلا شك لا نستطيع استخدامه إلا بوجود بعض اللذة الجنسية. إن
هذا الأمر هو الأكل والشرب. فإن لم تأكلوا وتشربوا تموتون، لأن جنس البشر يعيش
بهذه المعونة بحسب قانون طبيعته. ولكن هذه العملية هي مؤنه تخص زواتهم فقط، لأنه
لا يكون لهم خلفًا بالأكل والشرب بل بزواجهم. هكذا تُحفظ البشرية أولاً بوسائل
الحياة، ولكن إذ مهما بلغت عنايتهم لا يستطيعون أن يعيشوا إلى الأبد، لذلك أعطيت
لهم معونة أخرى بها يحل حديثي الولادة محل الذين يموتون. لأنه كما هو مكتوب أن جنس
البشر كورق الشجرة أو الزيتونة أو شجرة الغار أو أنواعًا أخرى من الشجر الذي يكون
دائمًا مورقًا ومع ذلك فلا يبقى الورق ذاته دائمًا" (
حكمة يشوع
14: 18)
.
لأنه كما هو مكتوب "هذا يطرح وذاك ينبت" لأن الأوراق الجديدة التي تنبت
تحل محل الأخرى الساقطة. فتطرح الشجرة أوراقها دائمًا ومع ذلك فهي مغطاة دائمًا
بالورق. هكذا لا تشعر البشرية بفقدانها للذين يموتون يومًا فيومًا بسبب إمدادها
بالمولودين الجدد. لذلك تتدعم البشرية كلها بحسب قوانينها. وكما تُرى الأوراق على
الأشجار دائمًا، هكذا تُرى الأرض مملوءة بالبشر. بينما لو كانوا يموتون دون أن
يُولد آخرون لتجردت الأرض من كل قاطنيها كما تتعرى بعض أنواع الشجر من كل أوراقها.

24. فبالنظر إلى بقاء
جنس البشر بنوع ما، فإن هاتين المعونتين اللتين تحدثنا عنهما بما فيه الكفاية
ضروريين لبقائه. أن الحكيم والفاهم والمؤمن يخضع لكليهما كأمرين لازمين، دون أن
ينغمس فيهما منقادًا بشهوته. لكن كم من كثيرين يندفعون بشره نحو أكلهم وشربهم
ويجعلونهما كل حياتهم، كأنهم يعيشون لأجلهما. فبينما بالحق يأكل البشر ليعيشوا إذ
بهؤلاء يظنون أنهم يعيشوا ليأكلوا. إنه يمقتهم كل حكيم، وبخاصة الكتاب المقدس الذي
يدين الشرهين
[5] والسكيرين "الذين إلههم بطنهم" (في 3: 19)، إنه لا
يدفعهم للمائدة حاجتهم للقوت بل شهوة الجسد، لذلك ينهمك هؤلاء في أكلهم وشربهم.
أما الذين يخضعون لهما (أي الأكل والشرب) بسبب ضرورة الحياة التي يحافظون عليها،
فإنهم لا يعيشون ليأكلوا بل يأكلوا ليعيشوا. كم تكون بهجة الحكماء والإعفاء لو أُعطي
لهم أن يعيشوا بدون طعام أو شراب! إنهم لا يعودوا بعد يجبرون على الخضوع لذلك الذي
لم يكن في استطاعتهم أن يستغنوا عنه، بل يستطيعون أن يسموا دائمًا في الرب. إنه لا
يعود بعد يستطيع إعداد النفايات لأجسادهم أن يشغلهم عن اتجاههم الثابت نحو الرب.
أتظنون كيف تَقبَّل إيليا قارورة الماء وقطعة الخبز ليكفيانه أربعين يومًا؟ بسرور،
عظيم بلا شك، لأنه يأكل ويشرب ليعيش لا ليخدم شهوته. ولكن فلتحاولوا إن استطعتم أن
تعدموا هذا لذاك الذي يشبه الحيوان في حظيرته واضعًا غبطته وسعادته في مائدته، إنه
يمقت عطيتكم ويلقيها ناظرًا إليها كعقاب.

هكذا بالنسبة إلى واجب
الزواج فإن الشهوانيين يطلبون زوجات لإشباع شهواتهم فقط. لذلك يندر أن يقنعوا حتى
بزوجاتهم. آه أريد لو كان كل أولئك الذين لا يستطيعون أن يعالجوا شهواتهم أو سوف
لا يعالجونها لا يتعدوا تلك الحدود التي فرضها الواجب الزيجي، أقصد بذلك حتى تلك
التي وُهبت للضعفاء. (أي الاتصال الجنسي بين الزوجين ليس بهدف إنجاب الأطفال).

مع ذلك لو سألتهم شخصًا
"لماذا تتزوج؟" فربما لخجله يجيبك "لأجل إنجاب الأطفال" ولكن
لو أن أحد الذين يثق فيهم ثقة كبيرة يقول له "أن الله يستطيع أن يعطيك أطفالاً.
نعم سيعطيك أبناء بدون التقاء بزوجتك. "فبالتأكيد سيضطر إلى الاعتراف بعدم
طلبه زوجة لأجل إنجاب الأطفال. فليعرف إذن ضعفه، وليأخذ ما قد تظاهر بأخذه وهو أن
الزواج كأمر واجب. (أي ليس للشهوة).

25. هكذا كان الرجال
القديسون في العصور الأولى، كان رجال الله هؤلاء يطلبون ويرغبون في إنجاب الأطفال،
فكان التقائهم ووحدتهم بزوجاتهم من أجل هذا الهدف الواحد وهو إنجاب الأطفال. من
أجل هذا سمح لهم بتعدد لزوجات. لأنه لو كان التغالي في هذه الشهوات يمكن أن يَسر
الله لكان يمكن بالأولى أن يسمح للمرأة أن تأخذ عدة أزواج كما يأخذ الرجل عدة
زوجات. فلماذا لم يكن للنساء العفيفات أكثر من زوج واحد بينما كان للرجل عدة
زوجات، إلا لأنه يقصد بأخذ الرجل عدة زوجات تعدد العائلة(هذا تعليل،لماذا يفكر في
تعدد العائلات؟؟؟هل هي وصية)، إذ لا يمكن للمرأة أن تنجب أطفالا أكثر مهما بلغ عدد
أزواجها. لذلك أيها الإخوة إن كان اتخاذ آبائنا بزوجاتهم واتصالهم بهن لم يكن لهدف
آخر غير إنجاب الأطفال، فإنه يكون ابتهاجهم عظيمًا لو استطاعوا أن يحصلوا على
الأطفال بدون ذلك الاتصال. فيخضعون لهذا الاتصال كواجب فقط من أجل الحصول على
الأطفال، دون أن يندفعوا فيه منقادين بالشهوة. ألم يكن يوسف إذن أبًا لأنه قد أُعطي
له ابنًا بدون أية شهوة جسدية؟ حاشا لله، أن تقبل عفة المسيحيين فكرًا ترفضه حتى
عفة اليهود! إذن فلتحبوا نساؤكم ولكن في عفة. في اتصالكم بهن لا تتجاوزا ما هو
لازم لإنجاب الأطفال. ولكن إن لم تستطيعوا فلتخضعوا لهذا بحزن. لأن هذه الضرورة
كانت عقابًا لآدم الذين منه قد نشأنا. ليتنا لا نتكبر بعقوبتنا. إنها عقوبة ذلك
الذي بسبب صيرورته قابلاً للموت بسبب الخطية عوقب بإنجاب نسل قابل للموت. أن الله
لم يسترد هذه العقوبة لكي ما يتذكر الإنسان الحالة التي دعي منها، وتلك التي يدعى
إليها، طالبًا ذلك الاتحاد الذي لا يمكن أن يكون فيه فساد.

6. إذا كان من الضروري
أن يكون هناك تزايدًا كبيرًا بين ذلك الشعب حتى مجيء المسيح، بإنماء ذلك الشعب
الذي سبق الله فصور فيه ما كان ينبغي أن يصور كعلامة للكنيسة، لذلك كان ضروريًا
التزوج بنساء (كثيرات) تلك الوسيلة التي يزداد بها ذلك الشعب الذي ينبئ عن الكنيسة
(أثمروا وأكثروا هل لازم مقصود بها كثرة الزوجات؟ أم لا ينجب طفل أو اثنين بل
ينجب عشرة و15 إخوات أنجيل 11 وفيه ناس بالوفيات يصلوا أكثر من ذلك أهذا لا يعتبر
أثمروا وأكثروا لماذا نفسرها بتحليلنا حتى لا تعتبرها شهوة جسدية؟؟؟).
ولكن إذ
وُلد ملك كل الأمم حينئذ بدء شرف البتولية في والدة الإله التي استحقت أن تحمل
الابن دون أن تفقد بتوليتها. لقد كان هذا زواجًا حقيقيًا، زواجًا محررًا من كل
فساد، فلماذا لا يستلم الزوج بعفة ما قد أنجبته زوجته بعفة؟ فإن كانت في عفتها
زوجة كذلك هو في عفته زوجًا، وإن كانت في عفتها أما كذلك في عفته هو أب. أن الذي
يقول بأنه ينبغي أن لا يدعى أبًا بسبب عدم إنجابه ابنه بالطريق العادي، ينظر
بالأكثر إلى إشباع الشهوة في إنجاب الأطفال وليس إلى مشاعر الحب الطبيعية، إن ما
يريده الآخرون بالجسد قد حققه بطريقة أكثر سموا في الروح.

إن الذين يتبنون أطفالاً،
يلدونهم قلبيًا في عفة أعظم (لكنه يمارس حياته الطبيعية التي لم يحرمها الله)،
هؤلاء الذين لم يستطيعوا أن يلدوهم بالجسد. تأملوا أيها الإخوة قوانين التبني. كيف
يصير الإنسان ابنًا لآخر لم يلده. إن اختيار المتبني يكون أكثر صوابًا عن ذلك
المولود طبيعيًا. فلا ينبغي أن يكون يوسف أبًا بل هو أب بنوع أكثر سُموًا. فالرجال
ينجبون أطفالاً حتى من غير زوجاتهم ويكونون أبناء طبيعيين لهم. ولكن أولاد الزواج
الشرعي أعظم منهم. لماذا يكون إحداهما أعظم من الآخر رغم أن طريقة ميلادهما واحدة،
إلا بسبب عظم نقاوة محبة الزوجة التي يولد منها الأطفال، إذن لا يلتفت إلى وحدة
الجنسين في هذه الحالة لأنها واحدة لكليهما. أين يكون للزوجة أفضليتها إلا في إخلاصها،
في حبها الزيجي، في حبها الأكثر صدقًا ونقاءًا؟ ألا يكون مُبهجًا للرجل إن استطاع
أن يكون له أولاد بواسطة زوجته بدون هذا الاتصال، وذلك بالنسبة لعظم العفة التي
لتلك التي يحبها أكثر؟

2. انظروا أيضًا ما قد
يحدث بهذا التبني، أن الإنسان لا يكون لديه ابنين فحسب بل أبوين أيضًا، إنه قد
يخطر على أفكاركم إن هذا ممكنًا عن طريق التبني. لأنه قيل أن الإنسان يمكن أن يكون
لديه ابنين ولا يمكن أن يكون له أبوين. إلا أنه بالحقيقة قد وُجِد أنه من الممكن
أن يكون له أبوين أيضًا، متى أنجبه واحدًا وتبناه آخرًا في الحب.

إن كان من الممكن أن
يكون للإنسان أبوين فإنه يكون ليوسف أيضًا أبوين. فربما يكون قد أنجبه واحدًا
وتبناه آخرًا. إن كان الأمر هكذا فماذا تعني إذن مغالطات أولئك الذين يقولون أن
متى جاء بمجموعة من الأجيال غير التي جاء بها لوقا؟ حقًا إننا نجد الأمر هكذا،
وذلك لأن متى ذكر يعقوب كأب ليوسف بينما ذكر لوقا هالي كأب له. حقًا يبدو إنه كما
لو أن للشخص عينه الذي هو أب يوسف أسمين. ولكن إذ يوجد اختلاف بين الأجداد وأجداد
الأجداد وبين عدد الأجيال نفسها التي ذكرها كلّ إذ يذكر إحداهما عدد أكبر عن
الآخر، فإنه يظهر تمامًا إنه كان ليوسف أبوين. الآن قد تخلصنا من هذه المغالطات
بوجود تعليل واضح، وهو إنه يمكن أن يكون ذلك الذي ولده أبًا له والذي تبناه أب
آخر. إنه بافتراض وجود أبوين لا يكون غريبًا إن وجد اختلاف في الأجداد وأجداد
الأجداد، وبقية سلسلة النسب التي أحصيت ذلك لانتسابهم إلى آباء مختلفين.

28. لا تظنوا أن قانون
التبني غريب على كتابنا المقدس، وإذ كأنه لا يعرف إلا في قوانين البشر المتداولة
لا يطابق أحكام الكتب الإلهية. لقد توطد (قانون التبني) منذ قديم الزمن وتباعًا
فقد سمع عنه في الكتب الكنسية
[6]. فليس الطريق الطبيعي للميلاد هو وحده الذي يعطي بنويَّه للطفل بل
أيضًا بالاختيار الحر الإرادة. لأنه إذا لم يكن للنساء أطفالاً من ذواتهن كانوا
يتبنون أطفالاً يولدون بواسطة أزواجهن عن طريق جارياتهن، بل أنهم كن يجبرن أزواجهن
على إعطائهن أطفالاً بهذه الطريقة كما فعلت سارة وراحيل وليئة. وفي هذا لم يرتكب
أزواجهن جريمة الزنا إذ كانوا في ذلك يطيعون زوجاتهم فيما يخص الواجب الزيجي. كقول
الرسول: "وكذلك الرجل ليس له تسلط على جسده بل للمرأة" (1 كو 7: 4).
موسى أيضًا الذي وُلد من أم عبرية وقد افتضح أمره تبنَّته ابنة فرعون (خر 2: 10).
حقًا إنه لم يكن للتبني صيغ القانون كالآن، ولكن كان يؤخذ بالاختيار الإرادي
كقاعدة قانونية، وذلك كما يقول الرسول في موضع آخر: "لأن الأمم الذين ليس
عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس" (رو 2: 4). ولكن إن كان
قد سمح للنساء أن يتبنون، هؤلاء الذين لم يلدن إياهم، فلماذا لا يسمح للرجال أن
يكون لهم ذلك بأولئك الذين لم ينجبوهم من أجسادهم بل بحب التبني. لأنه حتى الأب
يعقوب الذي كان أبًا لأبناء كثيرين نقرأ عنه أنه جعل من أحفاده أولاد يوسف أبناء
له بتلك الكلمات "يكونان لي، وأما أولادك الذين تلد بعدهما يكونون لك. على
اسم أخويهم يسمون في نصيبهم" (تك 48: 5-6).

لكن ربما يقال أن كلمة
"التبني" غير موجودة في الكتاب المقدس، كما لو كانت هناك أهمية لتسمية
الشيء بينما يكون الشيء نفسه موجودًا
[7]، وهو أن تأخذ سيدة طفلاً لم تلده أو يأخذ رجل ابنًا لم ينجبه. وقد
يرفض المعترض أن يدعو يوسف (متبنيًا) – ولا اعترض مني على ذلك – بشرط أن يقبل
احتمال بنويته لشخص لم يولد منه بالجسد. ومع هذا فإن الرسول بولس يستخدم دائمًا
هذه الكلمة عينها (التبني)، وذلك للتعبير عن سر عظيم. فرغم شهادة الكتاب المقدس
بأن ربنا يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد، فإنه يقول عن الذين قد وُهب لهم أن
يكونوا إخوته وشركائه في الميراث أنهم قد صاروا بنوع من التبني بواسطة النعمة
الإلهية. إنه قال. "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة،
مولودًا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غلا 4: 4-5).
وفي موضع آخر "نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا" (رو 8: 23).
وأيضًا عندما كان يتحدث عن اليهود، "فإنني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا
من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد. الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد
والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن
على الكل إلها مباركًا إلى الأبد" (رو 9: 3-5)، حيث أظهر أن كلمة (التبني) أو
على الأقل ما تعنيه كان مستخدمًا قديمًا بين اليهود، تمامًا كالعهود والاشتراع،
حيث أشار إليهم مجتمعين معًا.

29. أضف إلى هذا أن
هناك طريق آخر خاص باليهود به يمكن للإنسان أن يكون ابنًا لغير المولود منه
بالجسد، فيتزوج الأقرباء زوجات قريبهم التالي الذي مات دون إنجاب نسل لكي يقيموا
له نسلاً (انظر تث 25: 5؛ مت 22: 4). فالذي يولد هكذا يكون ابنًا للذي أنجبه كما
يكون ابنًا للذي يُنسب له. لقد قلنا هذا كله لئلا يظن أحد أنه يستحيل أن يشار
بلياقة إلى أبوين لشخص واحد، متصورًا بواسطة الاتهامات الكافرة، اتهام كلا من
الإنجيليين الذين أخبرا عن نسب المسيح بالقول كذبًا. لا سيما عندما نرى أنه يمكننا
أن نحذر من افتراءاتهم بكلامهم عينه. لأنه من المعروف أن متى ذكر الأب الذي وُلد
منه يوسف موردًا النسب هكذا: "هذا ولد ذاك" هكذا إلى أن جاء إلى قوله في
النهاية "يوسف وَلد يعقوب" ولكن إذ لا يصح للوقا أن يقول "أنه
يولد" عن ذلك الذي يصير ابنًا بالتبني أو الذي ينجب في نسل الميت بواسطة تلك
التي كانت زوجته، لذلك لم يقل لوقا "هالي ولد يوسف" أو "يوسف الذي
ولده هالي"، بل قال الذي كان "ابن هالي"، سواء أكان ابنًا بالتبني
أو بكونه مولودًا من القريب التالي لنسب الميت
[8].

30. لقد تحدثنا بما فيه
الكفاية موضحين أنه ينبغي أن لا يحيرنا هذا السؤال "لماذا أُحصى النسب
بالنسبة ليوسف وليس بالنسبة لمريم؟". أنها أم بدون شهوة جسدية، كذلك هو أب
بدون أي اتصال جسدي، لذلك يصعد وينحدر النسب بالنسبة له. فلا نحرمه من أبوته بسبب
عدم وجود أي شهوة جسدية لديه، بل بالأحرى أن تثبت طهارته العظيمة أُبوّته؛ لئلا
تلومنا القديسة مريم نفسها إذ أنها لم تشأ أن تذكر اسمها قبل اسم زوجها بل قالت:
"هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين"، إذن لا تتركوا أولئك المتذمرين
الفاسدين أن يصنعوا ما لم تصنعه زوجة يوسف العفيفة. فلنعدد إذن النسب بالنسبة
ليوسف، لأنه كما أنه في عفته زوجًا، فهو كذلك في عفته أبًا. فلنقدم الرجل حسب
قانون الطبيعة وشريعة الله، لأننا إن استبعدناه تاركينها (أي مريم العذراء) فإنه
سيقول بحق: لماذا تستبعدونني؟ لماذا لا يصعد وينحدر النسب بالنسبة لي؟، فهل
تجيبونه: لأنك لم تنجبه بالعملية الجسدية؟، إنه يجيب بالتأكيد: وهل بالعملية
الجسدية ولدته العذراء؟ ما قد صنعه الروح القدس فقد صنعه لكلينا.

يقول الإنجيل إنه
"كان بارًا" إذن كان الزوج بارًا والمرأة كانت بارة. استراح الروح القدس
في برارتيْهما معطيًا كليهما ابنًا. وفي ذلك الجنس (جنس النساء) الذي هو بحسب
الطبيعة مهيأ للولادة، صنع الله. ذلك الميلاد الذي كان للزوج أيضًا. لهذا أمر
الملاك كليهما أن يُسميا الطفل، وبهذا نشأت أحقية كل منهما في الأبوة. فإذا كان
ذكريا لا يزال أبكمًا لقيت الأم ابنها المولود، وعندما "أومأ (الحاضرون) إلى
أبيه ماذا يريد أن يسمي الطفل، فطلب لوحًا وكتب؟ (لو 1: 63) الاسم الذي سبق أن
نطقت به، هكذا قال الملاك أيضًا لمريم: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا
وتسمينه يسوع" (لو 1: 31). وقال ليوسف ابن داود "لا تخف أن تأخذ مريم
امرأتك، لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابنًا وتدعوا اسمه يسوع،
لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 1: 20-21). قيل أيضًا "فولدت له ابنًا"
[9]. حقًا بذلك نشأت أُبوَّته ليس بحسب الجسد بل في المحبة. إذن
فلنعرفه كأب لأنه بالحق كذلك.

لقد عدد الإنجيليان
النسب بالنسبة له بأعظم تعقل وأسمى حكمه، سواء بالنسب الذي ذكره متى منحدرًا به من
إبراهيم إلى المسيح أو الذي ذكره لوقا صاعدًا من المسيح خلال إبراهيم إلى الله.
لقد ذكر أحدهما النسب بترتيب تنازلي وآخر بترتيب تصاعدي، ولكن كلاهما خلال يوسف.
فلماذا؟ لأنه هو الأب. وكيف يكون أبًا؟ لأن أبوته قد تثبَّتت بالأكثر لعظم عفته.
حقًا إنه كان يظن أنه أب لربنا يسوع المسيح بطريقة أخرى، أي مثل أبوة الأباء
الآخرين التي حسب الميلاد الجسدي، ليس خلال ثمرة الحب الروحي الكامل. لأن لوقا
يقول: "وهو على ما يظن ابن يوسف" [الشاهد هنا هو السابق) لماذا كان يظن
كذلك؟ لأن أفكار البشر وظنونهم كانت موجهة إلى ما هو معتاد بين البشر. لم يكن الرب
من زرع يوسف، ومع ذلك فقد كان يظن كذلك إلا أن ابن العذراء والذي هو ابن الله
أيضًا، قد وُلد ليوسف ثمرة ورعه وحبه.

(وأيضًا جاء في AP LIGHTFOOT AD LOC) بالتلمود الأورشليمي JEURS TALM
بأن العذراء قد دعيت ابنة هالي وان نسبها يحسب له. أي يحسب ذلك البيان السابق كانت
قريبة له جدا. بالحقيقة أن اسم هالي ليس له أية صلة كما يظن البعض باليواقيم أي
يواقيم بل أن هذا الاسم الذي هو أب العذراء المباركة كما يقول القديس أغسطينوس إنه
أخذه المانيون
MANICHUS من كتب الأبوكريفا COMP
FOUST 23: 9
.

يعلق القديس
أغسطينوس
QUESTE 2: 5 بأنه يمكن أن نكتفي بأي شرح ممكن إذ إنه يكون تهورًا منا أن نقول
بأنه لا يوجد سوى هذين الأمرين الذين ذكرهما القديس أغسطينوس فهو يعتبر أن الإقرار
باتهام الإنجيليين في هذا الموضوع هو جنون ما دام يوجد حلاً لذلك. أن الإيمان لا
يبالي "بالكيف مادام الله لم يشرح ذلك.

31. ولكن لماذا يعدد
القديس متى النسب في ترتيب تنازلي، ولوقا في ترتيب تصاعدي؟

أطلب إليكم أن تصغوا
بأذهانكم الهادئة التي قد تخلصت الآن من كل بلبلة تلك المغالطات، إلى ما يعينني
الرب لأقوله في هذا الأمر. لقد نزل متى بالنسب ليعني نزول ربنا يسوع المسيح ليحمل
خطايانا، إذ بنسل إبراهيم يتبارك جميع الأمم. لذلك لم يبدأ هنا بآدم الذي منه
تسلسلت البشرية جميعها ولا بنوح الذي منه تسلسلت كل البشرية بعد الطوفان، فلكي ما
يحقق النبوة لا يمكن أن ينسب الإنسان يسوع المسيح نزولاً من آدم الذي منه جاء جميع
البشر ولا من نوح الذي منه تسلسلت أيضًا البشرية جميعها، بل يهبط نسبه متسلسلاً من
إبراهيم الذي اُختير في ذلك الوقت ليتبارك من نسله جميع الأمم، والآن قد امتلأت
الأرض بكل الأمم. أما لوقا فقد عدد النسب في ترتيب تصاعدي دون أن يبدأ في إحصائه
للنسب عند بداية قصة ميلاد الرب بل من ذاك المكان الذي فيه يقص علينا عادة من
يوحنا. فكما أنه بتجسد المسيح وُضعت عليه خطايا الجنس البشري ليحملها، هكذا أيضًا
عند تكريس عماده وُضعت عليه ليكفر عنها. لذلك فإن القديس متى عدد النسب في ترتيب
تنازلي، معلنا عن تنازل المسيح لحمل خطايانا، وأما الآخر فعدد في ترتيب تصاعدي
مظهرًا غفران الخطايا، ليست خطاياه بالطبع بل خطايانا. نزل القديس متى بالنسب خلال
سليمان الذي أخطأ داود بأمه، وصعد لوقا بالنسب خلال ناثان
[10] الابن الآخر لداود الذي به غسلت خطيئته (2 صم 12: 1)، لأننا نقرأ
إنه قد أرسل إليه ناثان ليبكته فيبرأ بالتوبة.

التقى الإنجيليان معًا
في داود، أحدهما في النزول والآخر في الصعود. ولا يوجد اختلاف في أي جيل من
الأجيال التي من داود إلى إبراهيم أو من إبراهيم إلى داود. هكذا صعد المسيح إلى
الله وهو ابن داود وابن إبراهيم أيضًا. لأنه ينبغي لنا أن نعود للرب عندما نتجدد
في المعمودية لغسل خطايانا.

32. أن الرقم أربعين هو
الرقم السائد في الأجيال التي ذكرها متى لأنه اعتاد الكتاب المقدس أن لا يحسب ما
هو أكثر أو أقل من الأعداد الصحيحة. لذلك قيل أن المدة التي قضاها الشعب
الإسرائيلي حتى خروجهم من مصر هي أربعمائة سنة، بينما هي أربعمائة وثلاثون عامً (تك
15: 13، أع : 6). كذلك لا يبطل سيادة ذلك الرقم هنا (أي الأربعين) وجود الجيل الذي
يزيد عن الأربعين.

إن هذا الرقم يشير إلى
الحياة التي تعملون فيها في هذا العالم، والتي يكون فيها التبشير الوقتي بالحق
ضروريًا ما دمنا متغربين عن الرب. لأن الرقم عشرة الذي به كمال التطويبات مضروبًا
في أربع مرات بسبب أربع فترات المواسم وأربعة أركان المسكونة ينتج الرقم أربعين
(تث 9:9؛ 1 مل 19: 8؛ مت 4: 2). لذلك صام موسى وإيليا والشفيع نفسه ربنا يسوع
المسيح أربعين يومًا، ذلك لضرورة الزهد عن إغراءات الجسد في هذه الحياة أربعين عامً
أيضًا تاه الشعب في البرية (عد 32: 13)، أربعين يومًا استمر فيضان المياه
(تك 7: 4)، أربعين
يومًا بعد القيامة تحدث السيد مع تلاميذه مقنعًا إياهم بحقيقة جسده (أع 1: 3) مظهرًا
بذلك احتياجنا للتعبد بذكرى جسد المسيح في هذه الحياة التي فيها نحن متغربون عن
الرب (2 كو 5: 6). حيث أن العدد أربعين كما سبق أن قلت هو عدد رمزي، وهذا ما نفعله
في الكنيسة إلى أن يجيء 1 كو 11: 26). لقد تتبع متى العدد أربعين لنزول ربنا إلى
هذه الحياة "الكلمة صار جسدا" الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل
تبريرنا (رو 4: 25).

إن الجيل الزائد عن ذلك
الرقم إما إنه لا يخفي تسلط ذلك الرقم، كما لا تخفى الثلاثين عامًا العدد الكامل
للأربعمائة سنة، أو أن حتى هذا الرقم له معنى آخر، وهو إنه بإضافة الرب نفسه يكون
العدد واحد وأربعين. لقد نزل إلى هذه الحياة ليحمل خطايانا بامتياز معين، فإذا هو
إنسان، كذلك هو الله لذلك اِستثنى من هذه الحياة. لأنه قيل "والكلمة صار
جسدًا" (يو 1: 14)، ذلك القول الذي لم يقل ولا يمكن أن يقال عن أي قديس مهما
بلغ كماله في الحكمة والبرّ.

33. ولكن لوقا صعد
بالأجيال عند عماد الرب مكملاً العدد سبعة وسبعون مبتدئًا بترتيب تصاعدي من الرب
يسوع المسيح نفسه خلال يوسف مقتربًا إلى الله خلال آدم، ذلك لأن هذا الرقم يعني
محو جميع الخطايا الذي يحدث في العماد. لم يكن على الرب شيئًا فيغفر له، ولكن ذلك
لكي يظهر لنا باتضاعه فوائد العماد. رغم أن العماد كان بمعمودية يوحنا فقد إلا إنه
ظهر فيه الثالوث بإدراك محسوس، الآب والابن والروح القدس، وبذلك قدّس عماد المسيح
الذي يعمد به المسيحيون. الآب في الصوت الذي جاء في السماء، والابن في شخص الشفيع
نفسه، والروح القدس في الحمامة (مت 3: 16).

34. ماذا يحتوي الرقم
77 جميع الخطايا التي تغفر في العماد؟ إن السبب الأرجح هو أن الرقم عشرة يعني كمال
كل برّ وتطويب، عندما أشير إلى الخليقة بالرقم 7 مضافًا إليها ثالوث الخالق. كما
أن وصايا الشريعة قد تقدّست في عشر وصايا. والآن فإن مخالفة الرقم 10 يشار له
بالرقم11. فتعرف الخطية تعديًا عندما يضيف الإنسان إلى قانون العدالة وذلك ببحثه
عن أمر أعظم. وهنا يعتبر الرسول محبة المال "أصل لكل الشرور" (1 تي 6:
10). ويقال في شخص الرب نفسه للروح التي تزني ورائه "لقد كنت ترجو أمرًا أعظم
بانفصالك عني. لأن الخاطئ في تعديه أي في خطيته يهتم بنفسه فقط، إذ يرغب في إبهاج
نفسه لفائدته الخاصة. بينما يُلام الذين يطلبون ما هو لنفسهم لا ما هو ليسوع
المسيح (في 2: 21). كما قد أُمر بالمحبة التي "لا تطلب ما لنفسها" (1 كو
13: 5).

لذلك فإن الرقم إحدى
عشر الذي يشار إلى التعدي مضروبًا في سبع مرات وليس في عشر مرات ينتج الرقم سبعة
وسبعون. لأن التعدي لا يخص ثالوث الخالق بل الخليقة. والإنسان نفسه هو المخلوق
الذي يشار له بالرقم سبعة. فالرقم ثلاثة للروح التي على صورة ثالوث الخالق بنوع ما،
لأن الإنسان خلق على صورة الله في روحه، والرقم أربعة للجسد بسبب العناصر الأربعة
التي يتكون منها الجسد وهي معروفة للجميع. وإن لم يعرف أحد ما هذه العناصر الأربعة
فليتذكر بسهولة أن هذا الجسد الذي للعالم – والذي فيه تتحرك أجسادنا – والذي يقال
عنه أن له أربعة أقسام رئيسية. تلك الأقسام التي يشار عنها في الكتاب المقدس أي
الشرق والغرب والشمال والجنوب. ونظرًا لأنه قد ترتكب الخطايا بالفكر فقط كما هو
الحال عند ارتكابها بالإرادة فقط أو بأعمال الجسد أيضًا وهي الخطايا العيانية،
لهذا فإن عاموس النبي يقدم الرب دائمًا كمهدد وقائل: "من أجل ذنوب… الثلاثة
والأربعة لا أرجع عنه (العالم 1: 3، 6، 9، 11، 13؛ 2 1، 4، 6). أي لا أصرف غضبي.
فثلاثة من أجل طبيعة الروح وأربعة بسبب طبيعة الجسد"، وهذان اللذان منهما
يتكون الإنسان.

35. إذن هكذا سبع مرات
في إحدى عشر – كما قد أوضحت أن التعدي على البرّ الذي يخص الخاطئ نفسه – ينتج
الرقم سبعة وسبعون، مشيرًا إلى ضبط جميع الخطايا التي تُغسل في العماد هنا يصعد
لوقا خلال سبعة وسبعون جيلاً نحو الله، مشيرًا إلى تصالح الإنسان مع الله عن طريق
إزالة جميع الخطايا.

لقد قال الرب نفسه
لبطرس الذي عندما سأله كم مرة ينبغي أن يغفر لأخيه "لا أقول إلى سبع مرات بل
إلى سبعين مرَّة وسبع مرات" (مت 18: 22).

فلتأخذوا الآن من كل ما
هو مخبأ وكنوز أسرارًا بواسطة أولئك الذين هم أكثر مني نشاطًا واستحقاقًا. ومع ذلك
فقد تكلمت بحسب قدرتي الضعيفة، بقدر ما وهبني الله من عون ومقدرة وبقدر ما استطعت
أخذا في اعتباري قصر الوقت. فإن كان لدي أحدكم قدرة على ما هو أعظم فليقرع على ذلك
الذي منه أنا أيضًا أخذت ما أستطيع أن أخذه وأتحدث به. ولكن فوق كل شيء فليتذكروا
هذا أن لا تضطربوا بما لم تفهموا في الكتاب المقدس، ولا تنتفخوا بما قد فهمتم، بل
انتظروا ما لم تفهموه في خضوع وتمسكوا بما فهمتموه بثبات في محبة.

تعليق

الغاية
من الزواج

نمو الجنس البشري وحفظه بالتناسل "اَثمروا واَكثروا واِملأوا
الأرض
" (تك 1: 28).

المحبة والتعاون بينهما "ليس جيد أن يكون آدم وحده.
فاصنع له معينًا نظيره" (تك 2: 18).

+ وقد أضيفت إليهما غاية أخرى بعد سقوطه في الخطية وهي
تحصينه منها (انظرا كو7)

(انظروا كتاب أسرار الكنيسة السبعة، سر الزيجة فصل 2 و 3
للمرحوم حبيب جرجس).

 

+++

العظة
الأولى:

1                   
 يظهر من سياق حديثه أنه ألقاها بعد الاحتفال بعيد الميلاد
مباشرة.

2                   
2 كو4: 7.

3                   
مت10: 22.

4                   
مز22: 16، 17

5                   
1كو4: 9

6                   
يو16: 33

7                   
تك22: 18

8                   
1كو27: 28

9                   
كو2: 6

10                  
كو2: 3

11                  
2كو3: 16

12                  
مت1: 1

13                  
مت1: 2- 6

14                  
مت1: 6- 16

15                  
مت1: 19

16                  
مترجمة عن كلمة "Catholics"
أي الذين ينتمون للكنيسة الجامعة.

17                  
مت1: 18، 19

18                  
مت1: 20، 21

19                  
1كو11: 19

20                  
أنظر أر27.

21                  
رو11: 1

22                  
 أنظر 1كو15: 6

23                  
أنظر 1ع1: 15

24                  
1ع13: 46

25                  
نص الآية بحسب الترجمة البيروتية "لأنه بسلامها (أي
بابل يكون لكم سلام" أر 29: 7.

26                  
1 تيمو2: 1، 2.

27                  
مز118: 22

28                  
يبدو هنا أنها قد ترجمت كلمتي ناسوته ولاهوته
خطأ إلى
Human Nature,
Devine Nature

29                  
 لو2: 48، 49

30                  
لو1: 31، 32

31                  
أفس5: 23

32                  
غلا4: 4

33                  
تك2: 22 "He made a woman

34                  
لو2: 49، 51

35                  
أنظر حك8: 1

36                  
رو1: 3

37                  
رؤ9: 5

38                  
مت22: 42

39                  
أنظر مز110: 1

40                  
مت22: 43- 45

41                  
مز132: 11

42                  
في2: 7

43                  
1كو7: 29

44                  
1تس4: 4

45                  
أف5: 25

46                  
1كو7: 6

47                  
يقصد بالبطاركة الآباء الأولين مثل آدم إبراهيم- اسحق يعقوب… الخ

48                  
أنظر حكمة يشوع14: 18

49                  
مترجمة على كلمتي Gluttons & Gormandszers

50                  
في3: 19

51                  
أي الأكل والشرب

52                  
الكتاب المقدس

53                  
1كو7: 4

54                  
خر2: 10

55                  
رو2: 4

56                  
تك48: 5، 5

57                  
يظهر أغسطينوس أننا ينبغي أن لا نهتم بوجود اللفظ أي
(التبني) ما دام تبني الأطفال مذكور في الكتاب المقدس

58                  
غلا4: 4، 5

59                  
رؤ8: 23

60                  
رد9: 3-5

61                  
انظر تث25: 5، مت22: 4

62                  
عن هذين الحلية وهما أ- أنه ربما كان هالي متبنيا ليوسف.

 ب-
أن يوسف ابن زوجة هالي التي قد تزوجت بعد موته بيعقوب

 القريب
التالي

          لقد
قرر
AFRICANUS(EUS. H. E. I. 7)

          هذا
الرأي الأخير بأنه رأى تقليدي صادر عن أقارب الرب…

63                  
لو1: 63

64                  
لو1: 31

65                  
مت1: 20، 21

66       
جاء النص هكذا and she brought
Forth a Son to him

ويبدوا أنه لا يوجد هذا النص بالكتاب المقدس وإنما جاء في لو2: 7. فولدت أبنها.

67                  
صحح القديس أغسطينوس هذا الالتباس الذي حدث بين ناثان بن
داود وناثان النبي في "
HIS RETRACT BIIC"

68                  
2صم12: 1

69                  
تك15: 13، 1ع7: 6

70                  
تث9: 9، 1مل19: 8، مت4: 2

71                  
عدد32: 13

72                  
تك7: 4

73                  
1ع1: 3

74                  
2كو5: 6

75                  
1كو 11: 26

76                  
رؤ4: 25

77                  
يو1: 14

78                  
مت3: 16

79                  
1تيمو6: 10

80                  
في2: 21

81                  
1كو13: 5

82                  
عا1: 3، 6، 9، 11، 13، 2: 1، 4، 6.

83                  
مت18: 22



[1]. مترجمة عن كلمة "catholics" أي الذين ينتمون للكنيسة الجامعة.

[2]. نص الآية بحسب الترجمة البيروتية "لأنه بسلامها (أي بابل)
يكون لكم سلام".

[3]. يبدو هنا أنها قد ترجمت كلمتي ناسوته ولا هوته خطأ إلى Human Nature, Devine Nature.

[4]. يقصد بالبطاركة الآباء الأولين مثل آدم، إبراهيم، اسحق، يعقوب…
الخ.

[5]. مترجمة على كلمتيّ Gluttons & Gormandszirs.

[6]. الكتاب المقدس.

[7]. يُظهر أغسطينوس أنه ينبغي أن لا نعتم بوجود اللفظ أي (التبني).

[8]. عن هذين وهما ا. أنه ربما كان هالي متبنيًا ليوسف.

 ب.
أن يوسف ابن زوجة هالي التي قد تزوجت بعد موته، بيعقوب القريب التالي.

لقد
قرر
(EUS.H.E.I.7)
FRIOALIUS
. هذا الرأي الإخير بأنه رأي تقليدي صادر عن أقارب الرب…

[9]. جاء النص هكذا and She brought Forth to
Him
، ويبدوا أنه لا يوجد هذا النص في الكتاب المقدس، وإنما جاء في لو
2: 7، فولدت ابنها.

[10]. صحح القديس أغسطينوس هذا الالتباس الذي حدث بين ناثان بالإيمان
داود وناثان النبي في "
His retract 16"

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شياطين ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي