5. "أيضًا سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك.
وأنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة" [ع33-34].

 قبل
أن يتحدث السيد المسيح عن السرقة، تناول موضوع شهادة الزور متجاوزًا وصية "لا
تسرق". ترى لماذا يفعل ذلك؟ لأن من يسرق يحلف باطلاً في هذه المناسبة، أما من
لا يعرف كيف يشهد بالزور أو يتحدث زورًا، لا يعرف بالأكثر كيف يسرق.

لهذا
تجاوز الرب الحديث عن السرقة إلى شهادة الزور لأن منها تتولد السرقة. لكن ما معنى
"أوف للرب أقسامك" (انظر عد 30: 2، تث 23: 23) حيث نقرأ:

"إذا
أقسم رجل قسمًا، أن يلزم نفسه.. فلا ينقض كلامه"، "وأما أنا فأقول لكم
لا تحلفوا البتة". وحتى يبعدهم عن القسم بالله، يقول: "لا بالسماء لأنها
كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم
(قابل إش 26: 1، مز 18: 2) مقتبسًا من الكتابات النبوية، ومشيرًا إلى أنه هو ذاته
لا يناقض القدماء. والسبب في ذلك؛ أنهم اعتادوا القسم بتلك الأشياء، والرب يعلن في
نهاية الإنجيل عن هذا (مت 23: 16) ويوضح جسامة هذا الأمر لا بسبب طبيعتها الجسيمة
بل بسبب علاقتها بالله. ولنتأمل كيف تم الإعلان عنها بمثل هذا القدر من التنازل؛
إذ كان طغيان الوثنية شديدًا، وكان لا بد أن ينفي أيّ استحقاق بالكرامة لهذه
الأشياء والأوثان. لهذا يذكرها هنا لمجد الله، لأنه لم يقل:

"لأن
السماء جميلة وبديعة وعظيمة" ولم يقل "لأن الأرض نافعة"، بل
"لأن السماء عرش الله، والأرض موطئ قدميه" هكذا يحثهم في الحالتين إلى
الاتجاه نحو ربهم ثم يكمل قائلاً:

هل تبحث عن  ئلة مسيحية خلاص الاخرين ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي