الاصحاح السابع

 

1.
"لا تدينوا. لكي لا تُدانوا" [مت 7: 1]

 

ماذا
إذن؟ ألا نلوم من يرتكبون الخطيئة؟ لأن بولس أيضًا يقول نفس الشيء أو بالحري يتكلم
المسيح أيضًا ببولس قائلاً: "وأما أنت، فلماذا تدين أخاك؟ أو أنت أيضًا لماذا
تزدرى أخيك؟ ومن أنت الذي تدين عبد غيرك؟" (رو 14: 4، 10). وأيضًا:
"إذن، لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب" (1 كو 4: 5).

فكيف
يقول في موضع آخر "وبخ، انتهر، عظ" (2 تي 4: 2). و"الذين يخطئون
وبخهم أمام الجميع" (1 تي 5: 20). والمسيح أيضًا يقول لبطرس: "إن أخطأ
إليك أخوك، فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما، وإن لم يسمع، فخذ معك أيضًا واحدًا أو
اثنين… وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة" (مت 18: 15-17).

فكيف
يعيِّن علينا كثيرين لتوبيخنا، وليس لتوبيخنا فقط، بل لعقابنا أيضًا. وبالنسبة لمن
لا يسمع لأي من هذه كلها، فإن الرب يأمره أن يكون "كوثني أو كعشار" (مت
7: 3).

وكيف
أعطاهم الرب المفاتيح أيضًا؟ وطالما أنهم لا يحكمون على أحد فلن يكون لهم سلطان في
أيّ موضوع، وعبثًا يكون لهم سلطان الحل والربط، وإن كان ذلك سيعم، فسيطيع الجميع
على حد سواء في الكنيسة، أم في الدولة أم في البيوت. لأنه إن لم يدن السيد خادمه،
والسيدة خادمتها، والأب ابنه، والأصدقاء بعضهم بعضًا، سيزداد الشر. ولماذا أقول
الأصدقاء، فإننا حتى إن لم نحكم على أعدائنا، لن نقدر أبدًا أن نضع نهاية
لعداوتهم، وسوف ينقلب كل شيء رأسًا على عقب. فما معنى هذا القول إذن؟

فلننتبه
جيدًا: وحتى لا يحسب أيّ أحد أن أدوية الخلاص وقوانين السلام هي قوانين تشويش
وفوضى: أولاً: فبواسطة ما سيلي، أشار السيد إلى أولئك الذين فهموا سمو ذلك القانون
بقوله: "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا
تفطن لها" (مت 7: 3).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد جديد إنجيل يوحنا 05

ولكن
إن كان الأمر يبدو غامضًا عند الكثير من غير المبالين، فإنني سأشرح الموضوع من
بدايته، ففي هذا الموضع – كما يبدو لي – لم يأمرنا هكذا ببساطة أن ألا نحاكم أيّ
أحد بسبب خطاياه، ولا هو يمنعنا أن نفعل ذلك، بل بالنسبة للذين تمتلئ حياتهم
بأنواع أمراض كثيرة ويدرسون الناس بتفاهاتهم – واَعتقد أن المسيح يلمح إلى بعض
اليهود هنا – فهم يتهمون جيرانهم بمرارة بسبب أخطاء صغيرة. لهذا يوبخهم الرب:
"يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون
أن يحركوها بإصبعهم" (مت 23: 4). وأيضًا "تُعشُرون النعنع والشبث…
وتركتم أثقل الناموس: الحق والرحمة والإيمان" (مت 23: 23).

حسنًا،
فإنني أظن أن هذا الأمر مفهوم في توبيخه، إذ يفحصهم أولاً بخصوص هذه الأمور، وهم
الذين اتهموا تلاميذه فيما بعد. ورغم أنهم لم يكونوا مذنبين، حسبوهم قد فعلوا
إثمًا؛ في عدم حفظهم السبت، والأكل بأيد غير مغسولة، والجلوس مع العشارين، فقال
عنهم الرب في موضع آخر "الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل" (مت 23:
24) ويضع الرب هنا قانونه العام حول هذه الأمور وأيضًا بالنسبة لأهل كورنثوس (1 كو
4: 5). فإن بولس أيضًا لم يأمرهم على الإطلاق بعدم الحكم على الآخرين، بل ألا يحكموا
على رؤسائهم على أسس غير مدروسة. وألا يحجموا أبدًا عن تقديم الذين يخطئون. ولم
يكن يوبخ الجميع دون تمييز، بل كان موضع توبيخه التلاميذ الذين يفعلون ذلك بمعلمهم
والمذنبون بخطايا بغير حصر، ويرددون تقريرًا شريرًا عن غير المذنبين. هذا ما كان
المسيح يقصده هنا، بتوبيخه لا لمجرد التوبيخ، والذي أحاطه أيضًا بفزع رهيب،
وبالعقوبة التي لا يمكن للصلاة أن تخلصهم منها.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أبوبيّة ة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي