الإصحَاحُ
السَّادِسُ

 

7-
رفض يسوع في الناصرة (اَلأَصْحَاحُ 6: 1-6)

 1وَخَرَجَ
مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلامِيذُهُ. 2وَلَمَّا كَانَ
ٱلسَّبْتُ ٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ
إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهٰذَا هٰذِهِ؟
وَمَا هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى
تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هٰذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هٰذَا
هُوَ ٱلنَّجَّارَ ٱبْنَ مَرْيَمَ، وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي
وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هٰهُنَا عِنْدَنا؟»
فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلا
كَرَامَةٍ إِلاّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 5وَلَمْ
يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلا قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ
يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. 6وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ
إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ ٱلْقُرَى ٱلْمُحِيطَةَ يُعَلِّمُ.

 

عرف
أهالي قرية الناصرة يسوع منذ عشرات السنين لأنه ترعرع بينهم. وسموه ابن مريم، أي
اسم عار يطلق على من لا يعرف والده. ولكن هذا العار كان شرف المسيح لأن الله هو
أبوه الذي ولده بالروح القدس ومن مريم العذراء.

 

أما
إخوته الأربعة المذكورة أسماؤهم في إنجيل مرقس بوضوح، فلم يولدوا مثله من الله ولم
يختصوا باتباع يسوع وكلهم كانوا أصغر منه. وهم أولاد يسوف أبي المسيح بالتبني.
وأكبر إخوته الباقين هو يعقوب الذي صار بعد انتقال المسيح إلى السماء أحد الأعمدة
في الكنيسة مع بطرس ويوحنا. لأن يسوع ظهر لأخيه بعد قيامته وملأه بروحه. وبعدئذ
كتب يعقوب رسالته إلى الكنائس (اقرأ أعمال الرسل 15: 13 و21: 18 و1كورنثوس 15: 7
ورسالة يعقوب كلها).

 

ويخبرنا
البشير مرقس أيضاً أن يسوع كان نجاراً قبل خدمته الروحية وصنع سقوفاً للبيوت
ونوافذها الخشبية. كما أن الله لم يقد يسوع إلى وظيفته كمسيح إلا بعد أن أصبح
يعقوب أخوه كبيراً ناضجاً وقادراً لإعالة العائلة. لأن يوسف أباهم قد توفي منذ
زمان. وربما كان يسوع نفسه قائماً إلى هذا الحين كبكر العائلة لإعالتها بواسطة
تعبه الجسدي.

 

فالذي
أدهش أهل الناصرة وأرعب إخوته، هو الحكمة في كلماته الذكية والقوة الغالبة في
عجائبه. ولم يلاحظوا شيئاً من هذه المواهب قبلاً في صغره. أما الآن فانبعثت
ألوهيته وأشع جوهر أبيه في محبته.

 

لم
يدرك أصدقاء يسوع السابقون وأقرباءؤه بالدم مصدر مواهبه لأنهم لم يؤمنوا بألوهيته.
فابن الله لم يقدر أن يعمل عجائب بينهم. فربما تقول ألا يستطيع الله أن يفعل ما
يشاء. طبعاً الله قادر أن يخلق من العدم شيئاً ويهلك في الدينونة المستحق القصاص.
ولكن حيث لا يؤمن الناس بالمسيح ابنه فلا يقدر الروح القدس أن ينجده بواسطة قواه
البناءة وحكمته الفائقة. لا يوجد في ملكوت الله اضطرار للإيمان والمحبة والرجاء.
فمن لا يفتح نفسه طوعاً لعمل روح الله لا يختبر بركته.

 

أما
أنت فإيمانك قد خلصك. وأصبحت مسؤولاً عن محيطك وتجري بركة الرب بواسطة اعتقادك إلى
الآخرين. فلا تتعجب إذا سخر بك أهلك وأبناء بلدتك ورفضوك واضطهدوك. لأن هذا ذاته
حصل مع المسيح. فلا تكون أفضل منه بل تعلم من تصرفاته ولا تتمسك ببلدك لذي يرفضك،
بل اذهب إلى منطقة أخرى التي تستأهلك. واشهد لهم بالمسيح حكمة وقوة الله.

 

الصلاة:
أيها الرب يسوع، اغفر لنا إن أحزناك بعدم إيماننا وقلة ثقتنا بك من عمل خلاصك في
أمكنة وأزمنة متعددة. وعلمنا الإيمان القوي بألوهيتك وإنسانيتك لكي تملأنا بحكمة
كلامك، وتجري فينا قوة روحك، فنصبح بركة لمحيطنا. بارك أدقاءنا وأهلنا هذا اليوم
ليسبحوك مثلنا بفرح. آمين.

 

السؤال:
16- لماذا لم يقدر يسوع أن يقوم بعجائب في بلده؟

 

8-
إرسال الرسل الاثني عشر إلى أمتهم (الأصحاح 6: 7-13)

7وَدَعَا
ٱلاِثْنَيْ عَشَرَ وَٱبْتَدَأَ يُرْسِلُهُمُ ٱثْنَيْنِ
ٱثْنَيْنِ، وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْوَاحِ
ٱلنَّجِسَةِ، 8وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَحْمِلُوا شَيْئاً لِلطَّرِيقِ غَيْرَ
عَصاً فَقَطْ، لا مِزْوَداً ولا خُبْزاً وَلا نُحَاساً فِي ٱلْمِنْطَقَةِ.
9بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَالٍ، وَلا يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ. 10وَقَالَ
لَهُمْ: «حَيْثُمَا دَخَلْتُمْ بَيْتاً فَأَقِيمُوا فِيهِ حَتَّى تَخْرُجُوا مِنْ
هُنَاكَ. 11وَكُلُّ مَنْ لا يَقبَلُكُمْ وَلا يَسْمَعُ لَكُمْ، فَٱخْرُجُوا
مِنْ هُنَاكَ وَٱنْفُضُوا ٱلتُّرَابَ ٱلَّذِي تَحْتَ
أَرْجُلِكُمْ شَهَادَةً عَلَيْهِمْ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ
سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ ٱلدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا
لِتِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ». 12فَخَرَجُوا وَصَارُوا يَكْرِزُونَ أَنْ يَتُوبُوا.
13وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ
فَشَفَوْهُمْ.

 

أرسل
يسوع رسله حسب عدد قبائل أمته ليعلن أن كل قبيلة مدعوة إلى ملكوت الله، وأن كل فرد
محتاج إلى التوبة والتحرير من أرواح جهنم. وقد أرسل مختاريه إلى الجهاد المقدس
بدون سلاح ولا إفرادياً، بل دائماً اثنين معاً لكي يقوي الواحد الآخر ويكمله. فإن
تكلم أحدهما صلّى الآخر. وإذا الواحد يئس شجعه الثاني. فليس ملكوت الله مبنياً على
عبقرية الأفراد، بل على شركة المحبة بين الجميع إذ يعتبر كل واحد أن غيره أفضل من
نفسه. وحيث يدخل التواضع شركة المبشرين. فهناك يملأ يسوع رسله بسلطانه.فكل من
يرسله المسيح هو سفير له، وممثل لملكوته المتحقق اليوم بحلول الروح القدس في قلوب
المؤمنين. وحيثما يكرز سعاة المسيح بموته وحياته تخرج الأرواح النجسة وتضمحل سلطة
الظلمة ويثق الناس بفاديهم ويتجددون إلى صبر ومسرّة.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس بطاركة الأقباط الأرثوذكس يوأنس النقادى الثاني عشر ر

 

ورسل
المسيح هم نوعاً ما فقراء لكيلا يشتهي لص ثروتهم ويهاجمهم ولكيلا يتعبوا بأثقال
دنيوية، بل يتكلوا على أبيهم السماوي ليلاً نهاراً ويختبروا أنه يعتني بهم دائماً.
اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره فتزاد لكم الضروريات الأخرى. ولا تقدر أن تخدم الله
والمال، فأما أن تبغض الواحد وتحب الآخر أو تلتصق بالأول وترفض الثاني. الناس في
طبيعتهم يطمحون إلى المال والملك والاسترخاء. أما المسيح فيدعوك إلى مملكته
الروحية وخدمته الفعالة المبنية على قناعة واتكال دائم على أبيك السماوي.

 

والروح
القدس يقود خدام الرب إلى بيوت المستعدين للإيمان وليس إلى جماهير المهملين. فصل
إلى ربك بإلحاح ليصلك لمستعد إلى سماع كلمته. فليس من واجبك أن تغير الدنيا كلها،
بل ربك يدعوك لتجد أفراداً مشتاقين إليه. هؤلاء سوف يسمعونك وفيهم تأي كرازتك
بثمار ويخلق الروح القدس بينهم توبة وإيماناً ومحبة. وإن تجولت في هدى الله
وبإطاعة الإيمان يخرج روح السلام أرواح البغضة النجسة من مستمعيك ويشفي قلوباً
مريضة ويخلص كثيرين بواسطة خدمتك المتواضعة.

 

الصلاة:
أيها الرب نشكرك لأنك دعوتنا ونحن عبيد بطالون لنشر ملكوت محبتك في سلطانك
المتواضع. ساعدنا لسلوك مقدس، وجهزنا بكلمة قدرتك لكي يشبع الجياع الى برك، ويتحرر
المقيدون من النجاسة والاستكبار ومن أرواحهم الشريرة ويتجددو في ولادة روحية أبدية.
آمين.

 

السؤال:
17- ما هي أوامر المسيح لرسله قبل انطلاقهم للتبشير؟

 

9-
خوف الملك هيرودس من المعمدان القتيل (الأصحاح 6: 14-29)

14فَسَمِعَ
هِيرُودُسُ ٱلْمَلِكُ، لأَنَّ ٱسْمَهُ صَارَ مَشْهُوراً. وَقَالَ:
«إِنَّ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانَ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ
وَلِذٰلِكَ تُعْمَلُ بِهِ ٱلْقُوَّاتُ». 15قَالَ آخَرُونَ: «إِنَّهُ
إِيلِيَّا». وَقَالَ آخَرونَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ كَأَحَدِ
ٱلأَنْبِيَاءِ». 16وَلٰكِنْ لَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قَالَ:
«هٰذَا هُوَ يُوحَنَّا ٱلَّذِي قَطَعْتُ أَنَا رَأْسَهُ. إِنَّهُ
قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ!»

 

17لأَنَّ
هِيرُودُسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَأَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ فِي
ٱلسِّجْنِ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ،
إِذْ كَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا. 18لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لِهِيرودُسَ:
«لا يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ ٱمْرَأَةُ أَخِيكَ!» 19فَحَنِقَتْ
هِيرُودِيَّا عَلَيْهِ، وَأَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَهُ وَلَمْ تَقْدِرْ، 20لأَنَّ
هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ،
وَكَانَيَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ، فَعَلَ كَثِيراً، وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ.
21وَإِذْ كَانَ يَوْمٌ مُوافِقٌ، لَمَّا صَنَعَ هِيرُودُسُ فِي مَوْلِدِهِ عَشَاءً
لِعُظَمَائِهِ وَقُوَّادِ ٱلأُلُوفِ وَوُجُوهِ ٱلْجَلِيلِ، 22دَخَلَتِ
ٱبْنَةُ هِيرُودِّيا وَرَقَصَتْ، فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ
وَٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا
أَرَدْتِ ٱطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ». 23وَأَقْسَمَ لَهَا أَنْ «مَهْمَا
طَلَبْتِ مِنِّي لَأُعْطِيَنَّكِ حَتَّى نِصْفَ مَمْلَكَتي». 24فَخَرَجَتْ
وَقَالَتْ لأُمِّهَا: «مَاذَا أَطْلُبُ؟» فَقَالَتْ: «رَأْسَ يُوحَنَّا
ٱلْمَعْمَدَانِ». 25فَدَخَلَتْ لِلْوَقْتِ بِسُرْعَةٍ إِلَى ٱلْمَلِكِ
وَطَلَبَتْ قَائِلَةً: «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَنِي حَالاً رَأْسَ يُوحَنَّا
ٱلمَعْمَدَانِ عَلَى طَبَقٍ». 26فَحَزِنَ ٱلْمَلِكُ جِدّاً. وَلأَجْلِ
ٱلأَقْسَامِ وَٱلْمُتَّكِئِينَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَرُدَّهَا.
27فَلِلْوَقْتِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ سَيَّافاً وَأَمَرَ أَنْ يُؤْتَى
بِرَأْسِهِ. 28فَمَضَى وَقَطَعَ رَأْسَهُ فِي ٱلسِّجْنِ. وَأَتَى بِرَأْسِهِ
عَلَى طَبَقٍ وَأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّةِ، وَٱلصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ
لأُمِّهَا. 29وَلَمَّا سَمِعَ تَلامِيذُهُ جَاءُوا وَرَفَعُوا جُثَّتَهُ وَوَضَعُوهَا
فِي قَبْرٍ.

 

كان
يوحنا المعمدان أهم إنسان في زمانه وأعظم من كل الأنبياء. لأنه أدرك وأنبأ بواسطة
الروح القدس أن المسيح ليس ملكاً مهلكاً لعالمنا بأسلحة مميتة ولا ينزل نار السماء
على الكافرين، بل هو حمل الله الذي يرفع خطية البشر وديعاً.

 

وكان
يوحنا مكافحاً لله في روح وقوة النبي إيليا. وتقدم إلى الملك هيرودس ووبخه على
الشر في قلبه. فاغتاظ من توبيخه، وألقى رجل الحق في السجن المظلم. ولكن الملك شعر
بأن هذا النبي مستقيم، فاستشاره سراً في أموره السياسية. وعمل بمشورته لأن حاشيته
سايروه ولم يمحضوه النصح والحق. ورغم أن الملك أطاع النبي واستفاد من مشورته، لم
يطعه في طهارة جسده وقداسة زواجه.

 

وهيروديا
التي كانت عشيقة الملك ومزنيته رغم أنها امرأة أخيه قد كرهت يوحنا المعمدان في عمق
نفسها بسبب تبكيته للملك. وكانت تفكر ليلاً نهاراً بالطريقة التي تبيد بها هذا
الشاهد لله وتقتله شرّ قتلة.

 

فلما
رقصت ابنتها في وليمة الملك السكير رقصاً مثيراً، اغتنمت أمها الفرصة للانتقام.
ووضعت في أذن ابنتها الفكرة أن تطلب رأس المعمدان مكافأة لبسط الملك. لأنه جزاء
سروره برقصها، عرض عليها أن يعطيها أي شيء تطلبه ولو نصف مملكته.

 

وهكذا
قتل نبي الله ظلماً وثمناً لسكر الملك الزاني ورغبة الانتقام الدموي في نفس المرأة
المومس وثورة الجنون الراقصة في ابنتها. وهكذا ظهر لأول وهلة كأن سلاطين العالم
أقوى من ملكوت الله. ولكن ضمير هؤلاء المغتصبين بكتهم دوماً كمنخس إليم.

 

ولما
سمع هيرودس عن أعمال يسوع وكرازة تلاميذه الفعالة، اضطرب وخاف هذا الملك الخليع
المتصل بالأرواح والأموات. وظن أن روح المعمدان الذبيح قد قامت وحلت في يسوع الذي
يتقدم الآن لإبادته واغتصاب الملك منه.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية هل يمكن لله أن يموت ت

 

إن
السلطان والغنى والشهوة لا تقوّي الإنسان حقاً ولا تجعله مسروراً مطمئناً. بل الحق
والطهارة والضمير المصالح يمنح لك راحة النوم والفرح في عينيك. فلا تطمع بالدنيا
ولا الجنس المشتهى بل اختر تواضع القداسة وقوة الله العاملة في التواضع.لأن من
يؤمن بالمسيح يتغير إلى صورته ويعيش في سلام الله إلى الأبد.

 

الصلاة:
أيها الرب نشكرك لشهادة يوحنا المعمدان الجريء. اغفر لنا جبننا، لأننا لا نسمي
كثيراً ما خطية الناس باسمها ونبشر أكثر من اللازم بالغفران قبل التوبة والرجوع.
علمنا خدمتك باستقامة، وقدس أخلاقنا تماماً. لكي نسلك في صرة تواضعك ونمارس محبتك
الخالدة. آمين.

 

السؤال:
18- ما هي أسباب قتل يوحنا المعمدان؟

 

10-
رجوع الرسل من تبشيرهم وإشباع الخمسة آلاف في البرية (الأصحاح 6: 30-44)

30وَٱجْتَمَعَ
ٱلرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا
وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا. 31فَقَالَ لَهُمْ: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ
إِلَى مَوْضِعٍ خَلاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلاً». لأَنَّ ٱلْقادِمِينَ
وَٱلذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ، وَلَمْ تَتَيَسَّرْ لَهُمْ فُرْصَةٌ
لِلأَكْلِ. 32فَمَضَوْا فِي ٱلسَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاءٍ
مُنْفَرِدِينَ. 33فَرَآهُمُ ٱلْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ، وَعَرَفَهُ
كَثِيرُونَ. فَتَرَاكَضُواإِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ مُشَاةً،
وَسَبَقُوهُمْ وَٱجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. 34فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى
جَمْعاً كَثِيراً، فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لا رَاعِيَ
لَهَا، فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً 35وَبَعْدَ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ
تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلامِيذُهُ قَائِلِينَ: «ٱلْمَوْضِعُ خَلاءٌ
وَٱلْوَقْتُ مَضَى. 36اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى ٱلضِّيَاعِ
وَٱلْقُرَى حَوَالَيْنَا وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزاً، لأَنْ لَيْسَ
ِعنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ». 37فَأَجَابَ: «أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا».
فَقَالُوا لَهُ: «أَنَمْضِي وَنَبْتَاعُ خُبْزاً بِمِئَتَيْ دِينَارٍ
وَنُعْطِيَهُمْ لِيَأْكُلُوا؟» 38فَقَالَ لَهُمْ: «كَمْ رَغِيفاً عِنْدَكُمْ؟
ٱذْهَبُوا وٱنْظُرُوا». وَلَمَّا عَلِمُوا قَالُوا: «خَمْسَةٌ
وَسَمَكَتَانِ». 39فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا ٱلْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ
رِفَاقاً رِفَاقاً عَلَى ٱلْعُشْبِ ٱلأَخْضَرِ. 40فَاتَّكَأُوا
صُفُوفاً صُفُوفاً: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمسِينَ. 41فَأَخَذَ
ٱلأَرْغِفَةَ ٱلْخَمْسَةَ وَٱلسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ
نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ، وَبَارَكَ ثُمَّ كَسَّرَ ٱلأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَى
تَلامِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا إِلَيْهِمْ، وَقَسَّمَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ
لِلْجَمِيعِ، 42فأَكَلَ ٱلْجَمِيعُ وَشَبِعُوا، 43ثُمَّ رَفَعُوا مِنَ
ٱلْكِسَرِ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوَّةً، وَمِنَ
ٱلسَّمَكِ. 44وَكَانَ ٱلَّذِينَ أَكَلُوا مِنَ ٱلأَرْغِفَةِ
نَحْوَ خَمْسَةِ آلافِ رَجُلٍ.

 

رجع
رسل المسيح إليه من رحلتهم التبشيرية وأخبروه بكل كلمة والقوة التي قدموها باسمه
إلى أمتهم. فأخذهم يسوع أولاً جانباً إلى البرية لكي يدركوا في هدوء ما عمله الله
بواسطتهم. هل تشكر يسوع لسلطان قوته التي ينقلها بواسطة خدمتك إلى أصدقاك؟ إن يسوع
يقودك مرة تلو المرة إلى هدوء الشكر لتسبح الله في تعمقك في أعماله. لكيلا تصبح
سطحياً متكبراً بل متواضعاً شاكراً.

 

ولكن
الجماهير لم تترك ليسوع راحة وهدوءاً بل تبعته وسبقته وازدحمت حوله. وللعجب لم
يطردها المسيح وهو تعبان، بل أحبها وعرف جوعهم إلى البر وشوقهم إلى المحبة والرحمة
وبشرهم بناموس روحه وفسر لهم نعمة الله المخلصة.

 

تصور
كيف القدوس بشر الناس ساعات طويلة وهم جالسون حوله على عشب البرية. فنزل الفردوس
في قلوبهم العطشانة. وعندما صار العشاء جاع الناس وشعروا بالتعب من إرهاق اليوم.

 

وفكر
التلاميذ بالغذاء اللازم للجسد. مدركين الجوع في الجماهير، الأمر الذي يسبب اليوم
في دنيانا ثورات الهلاك والخراب المتزايد.

 

وعندما
طلب يسوع من أتباعه تحضير طعام للجموع، حسبوا التلاميذ بسرعة ودقة أنهم لأجل إطعام
هؤلاء الناس يحتاجون إلى مبالغ ضحمة من المال مع عربات شحن كثيرة لنقل المواد
والأغذية. فخططوا بتقديرهم كأنهم تجار ماهرون ومدبرون للأمور الخيرية ولماء في
النفس. أما يسوع فكان هو ابن الله، غير محتاج إلى حسابات ووسائل البشر. وعزم أن يرحم
الجمع الجائع حوله روحياً ويشبعهم بالخبز أيضاً. فدعى كل الناس إلى وليمة مقدسة،
لأنه كانت فيه القدرة أن يخلق من القليل كثيراً كما أنه يمحو الخطايا اكثيرة بدمه
الثمين.

 

فأخذ
يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين من أيدي تلاميذه، ووضعها أمام الله أبيه ظاهراً.
وشكره علانية لأجل القليل الموجود. وبعدئذ كسر الخبز وأعطاه للتلاميذ ليوزعوه على
الجماهير. فاتسعت عيونهم استغراباً وشهدوا كيف يجلس ابن الله بين البشر عطياً من
ملئه نعمة فوق نعمة.

 

وبقايا
الغذاء والفتات وكسرات الخبز المجموعة بعد الوليمة كانت أكثر من الطعام في البداية.
هذا ما عملته بركة الله بواسطة شكر المسيح. وكما أنه كسر الخبز للجماهير، هكذا كسر
جسده لكي نتصالح مع الله ونتغذى به روحياً في العشاء الرباني ونتوى في المحبة
والخدمة.

 

هل
أدركت سر بركة الله المقدمة لكل إنسان. أنه الشكر للقليل الموجود. وهذا الشكر في
الإيمان هو مفتاح الباب المؤدي لكنوز الله. آمن بعون المسيح القريب منك، واشكره
للقليل ما بين يديك، وثق بإرادته وقدرته لأنه يشاء أن يعينك مع أصدقائك بغذاء جسدي
وروحي في كل حين. ولا تنس الشكر أبداً.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس موجز ص ص

 

الصلاة:
أيها الرب، اغفر لنا عدم إيماننا وقلة شكرنا. وعلمنا أن نحب الجماهير كما رحمتهم.
ونشكرك لغفرانك، ولكل بركاتك المعروفة والغير المعروفة. ونطلب الحكمة لنقدم هذه
الامتيازات إلى أصدقائنا لكي يتغيروا ولا يفكروا بالخبز ولاً، بل يخدمون الغرباء
وكل الذين يشتاقون الى ملكوتك. آمين.

 

السؤال:
19- ما هو سر إشباع الخمسة آلاف؟

 

11-
ظهور يسوع لتلاميذه على وجه البحر (الأصحاح 6: 45-56)

45وَلِلْوَقْتِ
أَلْزَمَ تَلامِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا ٱلسَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوا إِلَى
ٱلْعَبْرِ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، حَتَّى يَكُونَ قَدْ صَرَفَ
ٱلْجَمْعَ. 46وَبَعْدَمَا وَدَّعَهُمْ مَضَى إِلَى ٱلْجَبَلِ
لِيُصَلِّيَ. 47وَلَمّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ كَانَتِ ٱلسَّفِينَةُ فِي
وَسَطِ ٱلْبَحْرِ، وَهُوَ عَلَى ٱلْبَرِّ وَحْدَهُ. 48وَرَآهُمْ
مُعَذَّبِينَ فِي ٱلْجَذْفِ، لأَنَّ ٱلرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ.
وَنَحْوَ ٱلْهَزِيعِ ٱلرَّابِعِ مِنَ ٱللَّيْلِ أَتَاهُمْ
ماشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَجَاوَزَهُمْ. 49فَلَمَّا
رَأَوْهُ مَاشِياً عَلَى ٱلْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا، 50لأَنَّ
ٱلْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَٱضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ:
«ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لا تَخافُوا». 51فَصَعِدَ إِلَيْهِمْ إِلَى
ٱلسَّفِينَةِ فَسَكَنَتِ ٱلرِّيحُ، فَبُهِتُوا وَتَعَجَّبُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ جِدّاً إِلَى ٱلْغَايَةِ، 52لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا
بِٱلأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً. 53فَلَمَّا عبَرُوا
جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ وَأَرْسَوْا.

 

54وَلَمَّا
خَرَجُوا مِنَ ٱلسَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ عَرَفُوهُ، 55فَطَافُوا جَمِيعَ
تِلْكَ ٱلْكُورَةِ ٱلْمُحِيطَةِ، وَٱبْتَدَأُوا يَحْمِلُونَ
ٱلْمَرْضَى عَلَى أَسِرَّةٍ إِلَى حَيْثُ سَمِعُوا أَنَّهُ هُنَاكَ.
56وَحَيْثُمَا دَخَل إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ، وَضَعُوا
ٱلْمَرْضَى فِي ٱلأَسْوَاقِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا
وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ!

 

إن
الجماهير والتلاميذ أحبوا الخبز الوفير اللذيذ الذي قدمه الرب يسوع، وحاولوا
تتويجه ملكاً لأمتهم. ولكن يسوع فصل تلاميذه فوراً عن الجموع وانتشلهم من تجربة
السلطة وطردهم إلى السفينة، لكي يبتعدوا عن نشوة تحمس الجماهير ويفكروا
ويدركواأمام الله على انفراد ماذا حدث ومن هو الذي قام بالمعجزة. لكيلا يهتموا
بالمعونة أولا بل ينظروا إلى المعين نفسه.

 

وبعدما
أبحر التلاميذ، ذهب يسوع وحده إلى موضع خلاء لكي يصلي. أن ابن العلي تكلم مع أبيه
عن الأعمال التي أراه إياها سابقاً فنفذها باسمه. ولم يعمل الابن شيئاً بدون أبيه،
بل صلى دائماً وعمل في انسجام تام مع إرادته.

 

أتصلي
وحدك في هدوء أمام وجه الله؟ أنك تبقى ضعيفاً في نفسك إلى الأبد إن لم تصبح الصلاة
في الروح القدس هدفك الأول باستمرار.

 

ومن
خلال صلواته ومحبته الفائقة رأى يسوع تلاميذه في الضيق وسط هيجان البحر والعواصف،
موشكين ع لى الغرق. وسمع صرخات استغاثاتهم المصلية. فلم يبق في عزلته عندئذ بل
أسرع لإنقاذهم مظهراً لهم أنه رب العناصر كلها: ماشياً على المياه وعابراًوسط صخور
القبر وصاعداً في أطباق السماء. وكان له جسد روحي لأنه المولود من روح الله.

 

ولم
يتقدم يسوع مباشرة إلى تلاميذه، بل امتحن إيمانهم أولاً. قد صرخوا إلى الله طالبين
تدخله. ولكن حين جاءهم المعين بطريقة غير متوقعة، ارتعبوا وصاحوا خائفين: إن شبحاً
مقبل علينا لإهلاكنا وإغراقنا.

 

أتؤمن
باستجابة صلواتك؟ أن يسوع يستمع إليك دائماً ويقترب منك يقيناً. فلا تخف من
الأهوال حولك ولا من الناس والعواصف والظلمات. لأن ربك قريب منك. والمسيح يأمرك
بالاطمئنان لأجل حضوره، ويمنعك من كل خوف وشبه خوف لأجل جلاله.

 

ولم
ينتهر يسوع تلاميذه لأجل فزعهم من مجيئه العريب، بل منع خوفهم وأكد لهم حضوره. قد
عرف خلفتهم كصيادي السمك مع خرافاتهم وإيمانهم بأشباح وغيلان وخيالات. فأراد كسر
هذه الأسطورات، فقال: «إني أنا هو». أنا حاضر وأكون معروفاً لديكم. أنا لله في
الجسد. إني أنا هو. أدركوا من أنا، فتطمئوا وتفرحوا.

 

أقلبك
حجر أو ممتلئ بالروح القدس؟ هل تؤمن بمخلصك الحبيب رغم الظلمات والضيقات، أو تسعى
بإيمانك لأجل الخبز والرفاهية؟ إن يسوع هو هبة الله لك، وكل شيء ما عداه ثانوي.
ومن محبته تجري أنهر النعمة إلى كل الذين ينفتحون للطفه. فهو مصدر قدرةالله، وليس
تلاميذه ولا القديسون ولا الأساقفة أو أي إنسان آخر. المسيح وحده يشفيك في نفسك
وجسدك إن طلبته.

 

ولما
عبر يسوع البحيرة مع تلاميذه في السفينة عرفه بعض الناس، وركضوا إلى القرى في
محيطهم وأتوا بكل مريض وكسيح. ويسوع شفاهم جميعاً. فلا يوجد مرض لا يستطيع غلبته.
هو المنتصر. وحتى لمس هدبة ثوبه منحت الشفاء لكل من آمن به. وهكذا يقول لك أيضاً
في أيامنا: «إيمانك قد خلصك». وبدون الإيمان لا خلاص ولا سلام.

 

الصلاة:
نسجد لك يا ابن الله العظيم. لأن البحر والعواصف والعناصر كلها تطيعك. فنخضع
لمحبتك. ونؤمن بحضورك اليوم. امكث معنا، واطفئ خوفنا، واخلق فينا الإيمان
والاطمئنان والمحبة المستعدة للركض الى القرى والمدن لنجلب إليك من يريد الشفاء.
أنت المعين الأمين. آمين.

 

السؤال:
20 ماذا يقصد المسيح بعبارته لتلاميذه «أنا هو»؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي