الإصحَاحُ
السَّابعُ

 

12-
الخلاف حول غسل اليدين وأحكام الطقوس الأخرى (اَلأَصْحَاحُ 7: 1-13)

 1وَٱجْتَمَعَ
إِلَيْهِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ قَادِمِينَ
مِنْ أُورُشَلِيمَ. 2وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضاً مِنْ تَلامِيذِهِ يَأْكُلُونَ
خُبْزاً بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لامُوا- 3لأَنَّ
ٱْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ ٱلْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا
أَيْدِيَهُمْ بِٱعْتِنَاءٍ لا يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ
ٱلشُّيُوخِ. 4وَمِنَ ٱلسُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لا يَأْكُلُونَ.
وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّموهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ
كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ. 5ثُمَّ سَأَلَهُ
ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَٱلْكَتَبَةُ: «لِمَاذَا لا يَسْلُكُ تَلامِيذُكَ
حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزاً بِأيْدٍ غَيْرِ
مَغْسُولَةٍ؟» 6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ
ٱلْمُرَائِينَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هٰذَا ٱلشَّعْبُ
يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً،
7وَبَاطِلاً يَعْبدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا
ٱلنَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ
وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ: غَسْلَ ٱلأَبَارِيقِ
وَٱلْكُؤُوسِ، وَأُمُوراً أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هٰذِهِ تَفْعَلُنَ».
9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ
لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. 10لأَنَّ مُوسَى قَالَ: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ،
وَمَنْ يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً. 11وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَتَقُولُونَ: إِنْ قَالَ إِنْسَانٌ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ، أَيْ
هَدِيَّةٌ، هُوَ ٱلَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي 12فَلا تَدَعُونَهُ فِي مَا
بَعْدُ يَفْعَلُ شَيْئاً لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ. 13مُبْطِلِينَ كَلامَ
ٱللّٰهِ بِتَقْلِيدِكُمُ ٱلَذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً
كَثِيرَةً مِثْلَ هٰذِهِ تَفْعَلُونَ».

 

قد
تعوّد الناس على غسل أيديهم قبل تناول الطعام لأنه في الغبار ميكروبات تسبب
أمراضاً متنوعة. ولكن من يدّعي أن الغسل الخارجي ضروري لتبرير النفس ولإرضاء الله
روحياً يكون غبياً سطحياً. لأن القدوس يريد طهارة القلب وليس طقوساً فارغة. مثاً
العامل الموسخ يديه بسبب عمله المرهق، إن كان مؤمناً بغفران خطاياه بدم المسيح فهو
مقدس في صورة خالقه رغم يديه المتسختين. ولكن من يلبس أفخر الثياب وأثمنها ويستحم
دواماً، إن كان قلبه نجيساً أو مليئاً بأفكار شريرة فلا بد أن يُحشر في جهنم غم
وضوئه وغسله الكثير.

 

لقد
جاء المسيح بانقلاب جذري لكل الأديان، وحررنا من الطقوس والفرائض والنواميس، وكشف
لنا جوهر السجود وغايته القلب الجديد. فالادعاء بحفظ الوصايا بأجمعها مراءاة وخداع
للنفس ما دام الإنسان غير مولود ثانية من الله وكل الصلوات سطحية وكاذة ما دام
الإنسان لا يعترف بذنبه قائلاً: اللهم ارحمني أنا الخاطئ. وكل خدمات نقدمها لله لا
تنال مكافأة لأنها تصدر من مخازن الأنانية. فليس إنسان طبيعي يقدر أن يرضي الله
بأحكام بشرية وأعمال فريضة وطقوس متعددة. ولا بالصلاة والصوم والحج والزكة. لأن كل
ما يخرج من قلب الإنسان وعقله نجيس غير مقبول عند القدوس.

 

وأما
الآتي من الله فهو وحده مقبول. فبرنا الموهوب لنا من المسيح هو رحمة من الله، وليس
عملنا الخاص. وتقديسنا هو عمل الروح القدس. وليس حفظ الوصايا بمجهوداتنا الشخصية.
فكل دين مبني على حفظ الفرائض هو مجرد خيال ورياء وخداع للنفس. لأن اله يريد
توبتنا وانكسار قلوبنا ليملأ فؤادنا المتحرق بمحبته. وعندئذ نتغير مبدئياً ونخدم
والدينا باحترام وشكر ونضحي لأجلهم بآمالنا ونصرف وقتاً لأجلهم. وعندئذ نشكر الله
وتطفو من قلوبنا التسبيحات، لأن الله قد أتى إلينا في ابنه وحررنا من عبودة الطقوس.

 

هل
أدركت أن الرياء من أقبح الخطايا في الناس الذين يظهرون أتقياء ويتكلمون بعبارات
تقية ويصلون أمام الآخرين. ولكن قلبهم لا يتكلم كما تنطق أفواههم، وأفكارهم متجولة
بعيدة عن الله؟ فملايين من صلوات باطلة، لأنها لا تصدر من عمق قلب متواض وغير
مطهرة بدم المسيح وروحه فكل تدين باطل أمام الله إن لم يستسلم المصلي مطلقاً إلى
القدوس.

 

وخطر
التقوى في سبيل الإنسانية يزداد حالما ينشئ المتعصبون قوانين خاصة ليخططوا الطريق
لتقديس خاص، ويدينون كل الذين يعيشون كما هم. احرس نفسك من الرياء، فهو أخطر من
السم ويميت المحبة والإيمان مع الصلاة الصالحة. وينفخ الأنا السمين كبالون قبل
انفجاره.

هل تبحث عن  هوت روحى قبول المسيح 09

 

الصلاة:
أيها الآب نشكرك لأنك رحمتنا نحن الخطاة. وغفرت ذنوبنا تماماً بموت ابنك الوحيد.
املأنا بقوة محبتك، لكي نكرس لك حياتنا حمداً وشكراً، ونخدم بنفس الوقت والدينا
بدافع المحبة. احفظنا من الرياء لنخلع الكبرياء والتعصب ونعيش منكسرين أمامك يا
الله. آمين.

 

السؤال:
21- لماذا لا توجد قوة أمام الله في غسل اليدين؟

 

13-
يسوع يعلن للمرائين حقيقة قلوبهم (الأصحاح 7: 14-23)

14ثُمَّ
دَعَا كُلَّ ٱلْجَمْعِ وَقَالَ لَهُمُ: «ٱسْمَعُوا مِنِّي كُلُّكُمْ
وَٱفْهَمُوا. 15لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَارِجِ ٱلإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ
فِيهِ يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، لٰكِنَّ ٱلأَشْيَاءَ ٱلَّتِي
تَخْرُجُ مِنْهُ هيَ ٱلَّتِي تُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ. 16إِنْ كَانَ
لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ». 17وَلَمَّا دَخَلَ مِنْ عِنْدِ
ٱلْجَمْعِ إِلَى ٱلْبَيْتِ، سَأَلَهُ تَلامِيذُهُ عَنِ
ٱلْمَثَلِ. 18فَقَالَ لَهُمْ: «أَفَأَنْتُمْ أَيْضاً هٰكذَا غَيْرُ
فَاهِمِينَ؟ أَمَا تَفْهَمُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ ٱلإِنْسَانَ مِنْ
خَارِجٍ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، 19لأَنَّهُ لا يَدْخُلُ إِلَى قَلْبِهِ
بَلْ إِلَى ٱلْجَوْفِ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى ٱلْخَلاءِ، وَذٰلِكَ
يُطَهِرُ كُلَّ ٱلأَطْعِمَةِ». 20ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ ٱلَّذِي
يَخْرُجُ مِنَ ٱلإِنْسَانِ ذٰلِكَ يُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ.
21لأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ
ٱلأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، 2سِرْقَةٌ،
طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ،
جَهْلٌ. 23جَمِيعُ هٰذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ
وَتُنَجِّسُ ٱلإِنْسَانَ».

 

إن
أكبر تجربة للمؤمنين الأتقياء هي أنهم يحاولون تقديس أنفسهم بأنفسهم. ولهذا
يمتنعون عن بعض الملابس والمأكولات أو يحفظون آيات كثيرة لإرضاء الله.

 

فكل
الكنائس والجماعات التي تمنع الموديل الجديد أو استعمال الراديو والتلفزيون لم
تدرك بعد الحقيقة المرة، أن المظاهر الخارجية ليست هي أسباب خطايانا بل نتائجها.
فيشبهون الذين يقطعون الحشيش من فوق الأرض ولا يقلعونه من شلوشه. فإنهم يصنعون
عبثاً لأنه لا بد من اقتلاع شلوش الشر من أذهاننا وعندئذ تنتهي الثمار الردية
تلقائياً.

 

هل
تؤمن أن ليس إنسان صالحاً من تلقاء نفسه؟ المسيح يعلمنا إفلاس الإنسانية الذاتية.
لأن قلب الإنسان هو ينبوع السم والسوء والشر. كن صادقاً أيها القارئ واعرتف بما
تفكر نهاراً وتتخيل ليلاً. فتقبل كلمات المسيح كمبضع الجراح الذي يفتح البن
الباطني ليخرج كل ما فيه.

 

فابن
الله ذكر أن خطيتك الأولى المتسربة من داخلك هي شهواتك ونجاساتك وحتى الزنا أو
اللوطية. فلا تكذب، بل صارح الله بأفكارك المشتهية وأقوالك الغير النظيفة وأعمالك
المعروفة. لكي يغفر لك ويشفيك فعلاً.

 

والمسيح
يسميك قاتلاً، ليس لأنك ذبحت إنساناً أو قتلت أحداً بالمسدس أو الكلاشينكوف، بل
لأنك تبغض آخرين وترفضهم في قلبك وتتمنى أن ينتهوا بسرعة لكيلا تراهم فيما بعد.
أما يسوع فيعلمك أن تحب أعداءك وتغفر لخصمك تماماً. ويدلك المسيح أيضاًعلى أ نه من
قلب كل إنسان تطفو الفكرة للسرقة. فأكثر مما تلاحظ، أصبحت سارقاً. فهل في يدك شيء
لا يخصك؟ وهل ابتززت من الآخرين وقتاً وأفكاراً وأشياء صغيرة أو كبيرة؟ فارجع كل
ما ليس لك إلى صاحبه معترفاً أمامه باشتهائك. وجميع الناس يريدون امتلك المال
والممتلكات لضمان نفوسهم بدون الله. وكثيراً ما لا نلاحظ أننا نسلب العلي حقه الذي
له كل الأرض. هل استخلصت من الله جسدك وقوتك وعقلك أو وضعت نفسك خاصة له تحت
تصرفه؟ امتحن نفسك: هل أدركت حالتك في روح يسوع؟ فلا تتكبر بل اعترف بحقيقتك.

 

إن
قلبك مفعم بالخبث والاحتيال والمكر والبغضة للناس، وأما نفسك فتدلعها. ذاتك أصبحت
صنماً لنفسك. وتسجد لاسم نفسك. وتجعل حياتك مقياس الآخرين. وتجدف على الله بصلواتك
لأنك لا تحبه من كل قلبك، بل تقصد نفسك بأمنياتك الخبيثة. وتدور ليلاً هاراً حول
الأنا المستكبر البغيض.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قانا الجليل ل

 

وكم
مرة في النهار استعملت اسم الله باطلاً بدون أن يكون محور حياتك وأفكارك. أدرك أنك
متكبر فخور منتفخ وهذه هي تماماً خطية الشيطان الأصلية الذي انفصل عن الله وأحب
نفسه بتعجرف.

 

أيها
الأخ العزيز، هل تعترف معنا أنك غير أصيل، ولا تعرف الله ونفسك، إن لم ينر الروح
القدس ذهنك ويقودك إلى توبة الإيمان والتجديد في محبة الرب.

 

الصلاة:
أيها الله القدوس، اغفر لنا قلبنا الشرير وطهرنا من شهواتنا النجسة. نقنا من
البغضة وكل أنواع السرقة. واغلب خاصة كبرياءنا وخبثنا وجهالتنا الكبيرة. وأعترف
أمامك بكل إثمي، والتمس منك تقديسي بدم المسيح تممني في التجدد بروحك القدوس،
لكيلا أسقط إلى أسفل. قلباً نقيا اخلق فيّ يا ألله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي.
آمين.

 

السؤال:
22- ما هي الخطايا الأصلية الطافية من قلب كل إنسان؟

 

14-
يسوع والامرأة الفينيقية (الأصحاح 7: 24-30)

24ثُمَّ
قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتاً
وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لا يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ،
25لأَنَّ ٱمْرَأَةً كَانَ بِٱبْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ،
َأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ. 26وَكَانَتْ ٱلْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً،
وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً- فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ
ٱلشَّيْطَانَ مِنِ ٱبْنَتِهَا. 27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا:
«دَعِي ٱلْبَنِينَ أَوَّاً يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ
يُؤْخَذَ خُبْزُ ٱلْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلابِ». 28فَأَجَابَتْ: «نَعَمْ
يَا سَيِّدُ! وَٱلْكِلابُ أَيْضاً تَحْتَ ٱلْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ
فُتَاتِ ٱلْبَنِينَ». 29فَقَالَ لَهَا: «لأجْلِ هٰذِهِ
ٱلْكَلِمَةِ ٱذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ ٱلشَّيْطَانُ مِنِ
ٱبْنَتِكِ». 30فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ ٱلشَّيْطَانَ
قَدْ خَرَجَ، وَٱلاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى ٱلْفِرَاشِ.

 

الإنسان
بدون الله، يتصرف بعض الأحيان كالحيوان. ممتلئ بالشهوات والبغضاء. وعلى العكس من
ذلك فقد خلقنا الله أولاً على صورة مجده، وجعل محبته مقياساً لحياتنا. ولكن حيث
يترك الإنسان الله ويفتح نفسه لأرواح مستكبرة نجسة، هناك يشبع جسده اليواني بأفكار
دنسة. وتتملكه كل الرغبات الشريرة. وتدفعه إلى ما لا يريد. حتى يشبه كلباً عاوياً
عاضاً وخطراً على الآخرين.

 

الإنسان
المتعلم لا يصدق في نفسه إلا بعدما شاهد أناساً مهذبين يتصرفون كالخنازير في
شهواتهم وكوحوش مفترسة في الحروب الفتاكة.

 

لقد
أتى يسوع لبنان العزيز هرباً من اليهود الذين جربوا أن يقتلوه، لأنه أوضح لهم أنهم
بلا قلب جديد يسقطون إلى الدنس والدينونة. وقد أرسل الله ابنه أولاً إلى اليهود
الخطاة الهالكين حسب وعده لآبائهم. ولكن لما رفض أتباع التوراة بأكثريتهم دعوة
المسيح وصلبوه، وتقسوا ضد الروح القدس، عندئذ فتح الله باب الخلاص للوثنيين ودعا
جميع الأمم إلى حظيرته.

 

وامرأة
لبنانية مسكينة آمنت بسلطان يسوع ومحبته المقتدرة. واعترفت بجلاله وسجدت له. وكان
قلبها نجساً كما عند باقي الناس. ولكنها انكسرت لكبريائها أمام المسيح بإرشاد
الروح القدس. وتواضعت جداً، أكثر مما تفكر الإنسانية. ووافقت على مثل يسع بأكبر
اتضاع. ولم ترفض كلمته المؤلمة. فرأى فجأة أن المختارين من الأمم مستعدون قبل
اليهود لقبول ملكوت الله. وأن الروح القدس يرمي إلى الغبار كل من يستعد للخلاص في
الأمم. فتجاوباً مع إيمان المرأة، أمر بخروج الروح الشرير من ابنتها المعذبة.

 

أتعرف
أهمية اللحظات في تاريخ الخلاص الدولي؟ إن المرأة اللبنانية هي إحدى المقدمات من
أبناء الأمم في معرفة الله الحق. وهي ممهدة لحلول قوة الله فينا. فهل تتواضع
مثلها؟

 

اليوم
ينتشر المسيح في كل العالم. وكل من يعترف بخطيته المخبأة، ويعلن أخلاقه الدنسة
أمام الله حقاً، يمتلئ بالحياة الأبدية وينضم إلى عائلة الله. فكل المؤمنين
بالمسيح يهوداً أو أمماً يعيشون اليوم في العهد الجديد بحيث يقبل المسيح كل ضا نجس
ويطهره بدمه ويملأه بالمحبة الإلهية وقوة السلام. فهل تنمو روحياً أو تنقص في
الإيمان؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس خ خبر طرد آدم وحواء ء

 

الصلاة:
أيها الآب نعترف أمامك أننا نشبه في قلوبنا وحوشاً منقادة الى الغضب وكراهية
الآخرين. اغفر لنا الشر الساكن فينا واملأنا بمحبة ابنك وطهارته وصبره، لنغفر لكل
الناس دائماً، ونعتبر أنفسنا أصغر الكل في شركة الأخوة. اشف اصدقاءنا وأقرباءنا من
كبريائهم، لكي تخرج الافكار النجسة منهم ويحل فيهم روحك القدوس. آمين.

 

السؤال:
23- ما هو معنى معجزة يسوع جوابا لإيمان المرأة الفينيقية؟

 

15-
رجوع يسوع إلى الجليل وذهابه إلى الأردن مع شفاء الأخرس الأطرش (الأصحاح 7: 31-37)

31ثُمَّ
خَرَجَ أَيْضاً مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ
ٱلْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ ٱلْمُدُنِ ٱلْعَشْرِ.
32وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ
عَلَيْهِ. 33فَأَخَذهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ
أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، 34وَرَفَعَ نَظَرَهُ
نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ ٱنْفَتِحْ.
35وَلِلْوَقْتِ ٱنْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَٱنْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ،
وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً. 36فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَقُولُوا لأَحَدٍ.
وَلٰكِنْ عَلَى قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ
كَثِيراً. 37وَبُهِتُوا إِلَى ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ عَمِل كُلَّ
شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ!».

 

أكثرية
الناس لا تصغي إلى كلمة الله. وقليلون يعترفون باسم يسوع. فالبشر يشبه الصم والخرس
لأنهم لا يسمعون دعوة الرب بآذان مفتوحة، ولا يفهمون رسالة الإنجيل بقلوب حافظة،
ولا تنطق ألسنتهم لتمجيد الرب، بل تصدر منهم كلمات ملوثة وتسابيح فاغة مرائية. ولكن
اسم الآب والابن والروح القدس لا يخرج من أفواههم لأن يسوع لم يفك قيود قلوبهم بعد.
أتشبه الصم بنظر الإيمان الحق؟ التجئ إلى يسوع لأن له الإمكانية والسلطان ليحررك
من سوء شرك. وهو مستعد لاستقبالك. والمسيح يريد إرادة جازمة أن فتح ذهنك ويخلصك من
التقسي للإيمان الحق والمحبة الراجية. لتصبح شاهداً مفوضاً لسلطانه العظيم.

 

ذهب
المسيح إلى شرقي الأردن هرباً من اليهود بعدما عاد من مناطق صور وصيدا. فأمته تشبه
أيضاً الأطرش والأبكم، لأنهم معتقدون بأن كلمة الله في حوزتهم وهم يسمعونها ويصلون
بلجاجة. ولكن بالحقيقة هم عميان طرش عرج، لأن الروح القدس لم يحل فيه بعد.

 

والتقى
يسوع هناك بشخص أردني مريض جلبه أناس مؤمنون ليشفيه. فعالجه المسيح بمحبة ولطف
فائق واضعاً اصبعه في أذني المريض الصماء، لكي يشعر بيد الله تلمس رأسه. وتفل
بريقه الإلهي في لسان الأخرس ولمس فمه، لتجري قوة الله فيه. ورفع المسيح عييه نحو
السماء، لكي يفهم المريض أن الخلاص والغفران يأتي من الله وحده. وبعدما خلق المسيح
في الأطرش الأبكم إيماناً بشخصه بواسطة إشاراته الواضحة وشعور محبته، حرك يسوع
شفتيه ناطقاً الكلمة الخالقة «انفتح». وللوقت انتفحت أذنا المريض، وانحل ربط لسانه،
وتكلم باستقامة، وكلمة الله كانت أول ما سمع في حياته.

 

وابن
الله اليوم يلمس آذان كثيرين ويضع اصبعه على ألسنتهم ويقول «افتح» وقصده أن يجعل
ملايين من العالم سامعين وشهوداً متهللين باسم الآب. هل تأتي إلى عيادة المسيح
وتجلب أصدقاءك؟ إنه شفيع ومعين. ولا يخرج أحداً خارجاً، لأنه إله محب شفي.

 

الصلاة:
ايها الرب القدير، نسجد لمحبتك ونعظمك لمعالجة الأطرش في الأردن. خلصنا من خرسنا
وعدم نطقنا. لنتحرر من قيود قلوبنا ونراك في جلالك أمامنا ونسمع كلمتك الخالقة
ونسبح باسمك جهرا أمام الله والناس. وافتح آذان الملايين ف أيامنا وحل عقد ألسنتهم
ليسبحوك إلى الأبد. آمين.

 

السؤال:
24- كيف شفي يسوع الأطرش الأبكم الأردني؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي