تفسير إِنْجِيلِ
لُوقَا

توفيق فرج نخلة

كلية البابا شنوده
الإكليريكية – مطرانية شبرا الخيمة

القديس
لوقا كاتب الإنجيل

هو
القديس لوقا الطبيب كاتب سفر الأعمال وكلمة لوقا اختصار لكلمه لاتينية (لوقانوس)
ومعناها حامل النور أو منير (كتاب من الألف إلى الياء في معاني الأسماء إعداد أحد
رهبان دير السريان تقديم نيافة الأنبا يوسف طبعة بتاريخ 1992 ص 92)

 

ولادته
ونشأته

ولد
في أنطاكية سوريا ولكنه صار دخيلاً (تهود واختتن) وكان طبيباً (كو4: 14) ورساماً: وتقول
التقاليد أنه رسم صورة للعذراء (المدخل للأنبا موسى). وقيل في سبب اهتدائه إلى
المسيح أنه سمع بأنباء ظهوره في بلاد فلسطين وبأنه يشفي جميع الأمراض بغير دواء
فقصد إلى حيث المسيح، فرأي وآمن وتتلمذ عليه وصار واحداً من السبعين رسولاً، وربما
يؤيد ذلك أنه الوحيد الذي ذكر إرسالية السبعين رسولاً (لوقا 10)، السنكسار (22
بابه)

ألقابه:

القديس
لوقا الرسول الإنجيلي البشير الطبيب-البتول الشهيد

 

خدمته
وكرازته

 +
وهو كاتب سفر الأعمال وقد كتبه بعد الإنجيل (قابل لو1: 3) مع (أع 1: 1)

 + (رافق
بولس كثيراً وبشر بعد استشهاده)

 +
التقى القديس لوقا بالقديس بولس في رحلته التبشيرية الثانية في مدينه ترواس (أع 16:
10 و11) ورافقه إلى فيلبى (أع12: 16) يظهر هذا من صيغه المتكلم الجمع (أع16: 10)
وبقى هناك بعد خروج بولس منها (أع 17)

 + ثم
التقى لوقا ببولس الرسول وكان مرافقا له في (رحلته التبشيرية الثالثة) (أع 20: 6)
حيث سافر معه إلى قيصرية والى أورشليم (أع 21: 1- 15، 17و18)

 +
وكان قريبا منه مده السنتين اللتين أسر خلالهما بولس في قيصرية (اع21: 16 و17 ثم
ذهب معه إلى روما (أع 27: 1، 28: 16)

 +
وكان قريبا منه في سجنه الأول في روما (كو4: 14، فل 24) ووصفه القديس بولس الرسول
بالقول " العامل معي" (فل 4)

 +
وبقى مع بولس إلى وقت استشهاده عندما كان في سجنه الثاني في روما (2تى 4: 11)

 

استشهاد
لوقا الإنجيلي:

قيل
أنه عاش بتولا. وقبض عليه أيام نيرون الذي أمر بقطع يده اليمني، وتناول القديس
لوقا يده المقطوعة وألصقها في مكانها فالتصقت ثم فصلها فتعجب الحاضرون وآمن كثيرون
قيل إن عددهم 276 شخصا واستشهد أيام نيرون في سن الرابعة والثمانين ووضع جسد
القديس في كيس شعر وألقي في البحر فقذفته الأمواج إلى جزيرة، فوجده رجل مؤمن فأخذه
وكفنه ودفنه، وتعيد الكنيسة بتذكار استشهاده قي 22بابه. وقصة استشهاده مذكورة في
السنكسار 22بابه

 

هل
كان القديس لوقا الإنجيلي من السبعين رسولا؟

 (أولا)
الآراء التي تؤكد أنه من السبعين رسولا:

 (1)
يري البعض انه كان من السبعين رسولاً لأنه هو الوحيد الذي ذكر إرسالية السبعين (لو
10) وأنه أحد تلميذي عموا س المذكورين في (لوقا 24: 13, 18) نذكر منهم: أوريجينوس
(185 – 253م) القديس إبيفانيوس (315 – 403م والقديس إيرونيموس (جيروم) 432م ثم
غريغوريوس الكبير (590-604م) (نيافة الأنبا غريغوريوس جريدة وطني 31/10/1999)

 (2)
السنكسار يوم 22بابه

 (3)
موجز تاريخ المسيحية ليسطس الدويري الأنبا ديوسقورس أسقف المنوفية

 (4)
تفسير اللجنة الأرثوذكسية

 (5)
شرح بشارة لوقا للقس إبراهيم سعيد

 (6)
مع تلميذي عمواس لنيافة الأنبا موسى الأسقف العام ص10

 

 (ثانيا)
الآراء التي ترى أنه ليس من السبعين:

يري
البعض الآخر أنه لم يكن من السبعين رسولا وهؤلاء يؤيدون رأيهم بما يأتي:

 (1)
قال القديس لوقا في بداية إنجيله " الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا
الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة" (لو1: 1و2) أي أنه في نظرهم لم
يكن معاينا للكلمة

الرد:
لعله يقصد بهذا ما حدث قبل تعرفه بالمسيح وقبل أن يصير واحدا من السبعين وبخاصة ما
جاء في الأصحاحات الثلاثة الأولى فلا بد أنه أخذها من العذراء وهذا لا يطعن في أنه
كان ملهما من الروح القدس.

 (2)
يقولون إن بولس الرسول عندما ذكر سلام أصحابه في رومية الذين من الختان أصلا
والذين ليسوا من الختان لم يذكر لوقا من الأولين ولكنه ذكره مع الآخرين (كولوسي 4:
11، 14)

الرد:
ربما كان هذا لان لوقا لم يكن يهوديا أصيلا بل كان ممن تهودوا من الأمم وسموا
دخلاء

وتوجد
بعض الأدلة علي انه كان دخيلا يهوديا:

• كان
عالما بكل العادات والطقوس اليهودية


عندما هيج اليهود الشعب على بولس الرسول في أورشليم لأنه أدخل معه في الهيكل
تروفيمُس الأفسسي (أع21: 29) لم يعترض أحد بشأن لوقا وكان لوقا في ذلك الوقت
مرافقا لبولس (أع 21: 17) فلو لم يكن لوقا مختتنا لما سكت اليهود عنه

• كان
لوقا خادما للإنجيل من أول انتشاره ورافق بولس إلى قيصرية وأورشليم (أع 21: 16و17)

 

ملاحظات:

 ¨
كان في الهيكل دور متعددة أهمها دار الأمم ودار النساء والدار الخارجية ودار
إسرائيل ودار الكهنة وبنى حائط السياج بين دار الأمم ودار النساء

 ¨
لفظة (يهود) أعم من لفظة (عبرانيين) لأنها تشمل العبرانيين الأصليين والدخلاء

 ¨
لفظة (عبرانيون): نسبة إلى عابر أحد أجداد إبراهيم أو لأنه عبر نهر الفرات إلى
فلسطين (تك10: 24، 11: 14) (تك14: 13)

زمن
كتابه إنجيل لوقا:

بين
سنه 58 – 62 م أي قبل خراب أورشليم لأن أصحاح21 يتكلم عن خراب أورشليم كنبوة، أي
كشيء لم يكن قد حدث بعد

مكان
الكتابة:

غير
معروف والآراء مقسمة بين بلاد اليونان والإسكندرية وأفسس وقيصرية وروما، ويحتمل أن
يكون العمل قد تم على مراحل في هذه الأماكن كلها

 

اللغة
التي كتب بها إنجيل لوقا: اللغة اليونانية

 

إلى
من كتب القديس لوقا إنجيله:

إلى
العزيز ثاوفيلس ومن خلاله إلى اليونانيين وثاوفيلس كان (من اصل أممي) من الذين
آمنوا بالمسيح ويبدو أنه كان يشغل مركزا ملحوظا بالإسكندرية لأنه لقب بالعزيز (لقب
شرف) (أع26: 23،3: 24، 26: 25)

ظن
البعض أن كلمة ثاوفيلس وهى تعنى المحب لله اسم استنكاري لأحد أشراف الإسكندرية لم
يفصح عنه الإنجيل حتى لا يتعرض لمتاعب بسبب مسيحيته

ويظن
البعض أن القديس لوقا الطبيب كان عبدا لسيده ثاوفيلس الأممي الذي كافأه بالعتق من
العبودية بعد أن عالجه كطبيب وشفي، فأراد القديس لوقا أن يعبر عن شكره فأرسل إليه
إنجيل ربنا يسوع المسيح

 

محتويات
إنجيل لوقا

 (1)
ميلاد يوحنا المعمدان وميلاد السيد المسيح وعماده (1-3)

 (2)
تجربة المخلص في البرية وخدمته وعجائبه الكثيرة في الجليل (ص 4-50: 9)

 (3)
من الجليل إلى أورشليم (9: 51-19: 27)

 (4)
أحداث الأسبوع الأخير (19: 28 – نهاية ص 23)

 (5)
قيامه الرب يسوع وظهوره وصعوده (لو24)

 

سمات
ومميزات إنجيل لوقا

[1]
المسيح مخلص البشرية

قدم
لنا السيد المسيح بكونه مخلصا للبشرية كلها وليس اليهود فقط فأظهر اهتمامه بالأمم
ولا سيما اليونانيين:

 (1)
تسبحة سمعان الشيخ "لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام جميع
الشعوب" (لو30: 2-32) (قارن أع 1: 8)، السنكسار يوم 8 أمشير

 (2)
تسبحة الملائكة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) (لو
2: 14)

 (3)
ويبصر كل بشر خلاص الله (لو 3: 6) قارن (أش40: 5)

 (4)
وصية السيد الرب لتلاميذه قبل صعوده "أن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا
لجميع الأمم" (لو 24: 47)

 (5)
تجنب كل ما يؤذى مشاعر الأمم: فلم يورد مثلا قصه المرأة الكنعانية التي وردت في (مت
15: 24-26). وتجنب ذكر العبارة التي تقول "إلى طريق أمم لا تمضوا والى مدينه
للسامريين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة " التي
وردت في (مت 10: 5 6)

 (6)
ذكر مثل العشاء العظيم الذي ضربه المسيح في بيرية في بيت رجل فريسي ويشير إلى
اليهود ثم العشارين ثم الأمم (14: 15-24)

وهذا
المثل ليس هو المذكور في (مت 22: 1-14) الذي ضربه المسيح في الهيكل في أورشليم (عرس
ابن الملك) ألزمهم بالدخول بالإلحاح والإقناع) ولكنه يشبهه في بعض الأمور (انظر
مذكرة إنجيل متي بعنوان الأمثال)


الجدع (لو21: 14)، المعاقين (المقطوع منهم أحد أعضاء الجسم)، الأزقة: الحواري
ويقصد بها الطرق الضيقة بين البيوت


الأعذار الواهية لتغطية عدم الرغبة في الحضور


الخطية ليست في شراء الحقل أو البقر أو الزواج ولكن في الانشغال الزائد الذي يقود
إلى عدم الاهتمام بالأبدية


الله يحب خلاص الخطاة (مز 146: 8)، (مز50: 5، مز34: 16)


عقاب الرافضين (لو24: 14، مت7: 22 عقاب زمني وعقاب أبدي (مت15: 10)


الحرمان من الملكوت لا يرجع إلى إرادة الله بل إلى رفض الدعوة فالمثل في إنجيل متي
قصد دينونة الناس على رفضهم أما المثل في لوقا فقصد به دعوة الناس والمثلان يظهران
شر اليهود في رفضهم للمسيح وعقابهم.

 

 (7)
سلسله الأنساب أوصلها إلى آدم لو 3: 38

 (8)
ذكر تفضيل الأمم في العهد القديم لو 4: 25-27

 (9)
اهتم بالسامريين الذين يكرههم اليهود:

أ-مثل
السامري الصالح لو 10: 30-37

ب-انتهار
المسيح للتلميذين اللذين أرادا أن تنزل نار تحرق القرية السامرية التي رفضته (لو 9:
51-56)

ج –
انفرد بذكر شفاء العشرة البرص الذين لم يرجع منهم للشكر إلا السامري (لو 17: 11-
18)

 (10)
الوحيد الذي اهتم بذكر إرسالية السبعين رسولا (لو10)

 

[2]
التوبة وحنو الله

تكلم
كثيرا عن التوبة وحنو الله علي الخطاة وطول أناته:

أ-
المرأة الخاطئة (لو 7: 36 – 50)

ب-
مثل شجره التين العقيمة طول أناة الله (13: 6 – 9)

ج-
الخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال (لوقا 15)

 د
توبة زكا (لو 19: 1 – 10)

 ه –
الوعد بالفردوس للص التائب (لو40: 23-43)

 

[3]
انفرد بذكر بعض المقارنات

 (1)
سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة (لو 7: 36-50)

 (2)
السامري الصالح، اللاوي والكاهن (لو10: 25 37)

 (3)
الابن الشاطر والابن الأكبر (لو15: 1131): لفظ الشاطر: الخبيث الفاجر أو السابق
المسرع إلى الله والفهم المتصرف (المعجم الوجيز والمعجم الوسيط) الكلمة وعكسها مثل
كلمة المولي: السيد أو العبد

 (4)
الفريسي والعشار (لو 18: 9 -14)

 (5)
اللص التائب واللص الهالك (لو23: 39-43): طول أناة الله تقود إلى التوبة وليست
مجالا للاستهتار (رو2: 4-6)، (جا11: 8) فهناك أناس كانوا في الكرم وقطعوا مثل
يهوذا الإسخريوطي ونيقولاوس الشماس (أع 6: 5) مع (رؤ2: 15) وديماس رفيق بولس
الرسول (2تى4: 10) (كتاب تأملات في أمثال السيد المسيح لقداسه البابا شنوده الثالث
ص 57)

 

[4]
أبرز كمال ناسوت المسيح

أبرز
إنسانية المسيح مبيناً كمال ناسوته ومشاركته للبشر في كل شئ ماعدا الخطية: فقد حبل
به وولد طفلاً وختن في اليوم الثامن ودخل الهيكل في اليوم الأربعين، وكان "
يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 2: 52)، قبل الآلام
عنا بإرادته

أما
عبارة" إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس " (لو22: 42) لا تعنى امتناع السيد
عن قبول الكأس وإنما تعني رغبته أن تجتاز (تعبر) الكأس دون أن يكون لها سلطان
عليه0 هكذا يليق بنا أن نطلب من الله انه إذا سمح لنا بكأس الألم نطلب منه ألا
يحطمنا الألم انظر (مز 20: 6، عب 5: 7)

 

[5]
أظهر اهتماما خاصاً بالمرأة

 (1: 5،
36-38) (2: 36) (7: 11 – 17، 37-50) (8: 2 – 3) (10: 38 – 42) (11: 27)

 

[6]
احتفظ لنا بأغلى التسابيح الجميلة

 (1)
تسبحة السيدة العذراء (1: 46 -55)

 (2)
تسبحة زكريا (1: 68-79)

 (3)
تسبحة جمهور من جند السماء (2: 14)

 (4)
تسبحة سمعان الشيخ (2: 29 – 32)

 

[7]
الأحداث التي انفرد بذكرها إنجيل لوقا

1-الحبل
بيوحنا المعمدان وولادة السيد المسيح وما تخللها من امتلاء يوحنا المعمدان من
الروح القدس وهو في بطن أ مه، والبشارة بميلاد السيد المسيح، وظهور الملائكة،
وزيارة الرعاة وختان السيد المسيح، وتقديمه للهيكل، وسمعان الشيخ، وحنة النبية،
وحوار السيد المسيح مع علماء الشريعة في الهيكل وعمره 12 سنة (لو 1 و2)

2-
موضوع الحديث على جبل التجلي (لو 9: 30، 31)

3-
إرسالية السبعين (لو 10)

4 مدح
الرب لمريم أخت لعازر (لو 10: 38 – 42)

5
تطويب المرأة للسيدة العذراء بقولها: طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين
رضعتهما (لو37: 11)

6-
بكاء السيد المسيح على أورشليم (لو 19: 41-44)

7-ظهور
الملاك للمسيح في بستان جثسيماني (لو22: 43)

8-
خطاب السيد المسيح لبنات أورشليم (لو 23: 28)

9-طلب
الغفران للصالبين (لو 23: 34)

10
توبة أحد اللصين (لو 23: 43 44)

11-
قصه تلميذي عمواس التي أشار إليها مرقس إشارة بسيطة (مر 16: 12 و13) (لو 24: 13 –
35)

12-
ثلاث كلمات للمسيح على الصليب: الأولى والثانية والسابعة (لو 23: 34، 43، 46)

 

[8]
المعجزات التي انفرد بذكرها إنجيل لوقا

 (1)
صيد السمك الكثير عند اختيار الرسل الأربعة (5: 4-11) هناك معجزة أخرى لصيد السمك
بعد القيامة في (يو21)

 (2)
إقامة الشاب ابن الأرملة بمدينه نايين من الموت (7: 11-17)

 (3)
شفاء المرأة المنحنية الظهر بعد مدة 18سنه (13: 11-17)

 (4)
شفاء الرجل المصاب بداء الاستسقاء (14: 1- 6)

 (5)
شفاء العشرة رجال البرص (17: 12-19)

 (6)
إبراء أذن ملخس عبد رئيس الكهنة التي قطعها بطرس (لو22: 50،51)

ملاحظة:
قطع الأذن مذكور في (مر14: 47، يو18: 10)، ولكن الإبراء مذكور في (لو22: 50 و51)

 (7)
التوسع في الكلام عن الصعود (لو 24: 50 – 52) قارن (مر16: 19) (أع 1: 9)

 

[9]
الأمثال التي انفرد بذكرها إنجيل لوقا

1-مثل
المديونين في بيت سمعان الفريسي (41: 7-43)

2-مثل
السامري الصالح (10: 25-37)

3 مثل
صديق نصف الليل (الصديق اللحوح) (لو11: 5-8)

4-مثل
الغنى الغبي (لو 12: 16-21)

5-
مثل شجرة التين غير المثمرة (لو 13: 6 – 9) الله يمهل ولا يهمل. الله يتأنى على
الأشرار ليتوبوا أو ليمتلئ مكيال شرهم.

وهناك
فرق بين مثل "شجرة التين" وبين حادثة" شجرة التين التي لعنها السيد
المسيح" (مت21: 18 -21، مر11: 12-14 و2024) يوم الاثنين الأخير من حياته
بالجسد على الأرض عندما كان في طريقه من بيت عنيا إلى أورشليم ولاحظها التلاميذ
يوم الثلاثاء (مر 11: 20) والتي تقدم لنا:


تعليما: كل غصن لا يأتي بثمر يقطع ويلقى في النار


تحذيرا: من الرياء (ورق بدون ثمر)


تذكيرا: بالخطية التي حاول آدم أن يسترها بورق التين


برهانا: على قدرة السيد المسيح وعلى أنه قبل الآلام بإرادته وأنه لم يكن ضعيفا
وعلى أنه الديان إذ قدم لنا مثال الدينونة: إن الغصن العديم الثمر يلقى في النار

وهناك
اعتراضات على حادثة التينة الغير المثمرة التي لعنها المسيح (مت21: 1821، مر11: 12-14)

أ ليس
للمسيح الحق في أن يأكل منها بدون إذن صاحبها

الرد:
لم تكن ملكا لأحد. وحتى لو كانت ملكا لأحد فان الشريعة كانت تجيز ذلك. تث23: 25 مع
مرقس 2: 23

ب-تيبس
التينة يحدث ضررا لصاحبها.

الرد:
لم تكن ملكا لأحد

ج- لم
يكن وقت التين:

الرد:
لم يكن وقت جنيه العمومي ولكن ظهور الأوراق يدل على وجود باكورة التين

د هل
كان السيد المسيح لا يعلم بأن التينة غير مثمرة؟

الرد:
كان يعلم طبعا ولكنه أراد أن يعلّم تلاميذه الدروس التي ذكرناها سابقا.

6 مثل
العشاء العظيم: (لو14: 1524) وهو يشبه مثل عرس ابن الملك في بعض الأمور (مت22: 114)

7 مثل
الدرهم المفقود (لو 15: 8 –10)

8 مثل
الابن الضال (15: 11-32)

ملاحظة:
مثل الخروف الضال (لو 15، مت 18: 12-14)

9-مثل
وكيل الظلم (الوكيل الظالم) (لو 16: 1-13)

10-مثل
الغنى ولعازر (لو 16: 19-31)

11-مثل
القاضي الظالم (18: 1-8)

12-مثل
الفريسي والعشار (18: 9-14)

13
مثل الأمناء (لو19: 1127) يشبه مثل الوزنات (مت25: 1430)

 

إثبات
لاهوت السيد المسيح من خلال إنجيل لوقا

 (أ)
له الأسماء والألقاب الإلهية:

الرب
– يسوع-المسيح الرب – ابن الله – القدوس

 

 (1)
الرب: (1: 16، 17) قارن (إش40: 3) راجع (يو3: 28) ("الرب هو يهوه"
ملاخي3: 1) (لو 1: 43) (لو 1: 76) (لو 2: 11 (لو 5: 8) (لو 6: 5) (لو 6: 46) (لو9:
54) (لو 10: 17) (لو 10: 40) (لو 11: 1) (لو 19: 31) (لو 20: 41-44) (لو 22: 49) (لو
23: 42) (لو24: 34)

 (2)
يسوع: (لو 1: 31) معناه يهوه مخلص انظر (مت1: 21 فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع لأنه
يخلص شعبه من خطاياهم) قابل (اش43: 11) مع (أع4: 12) (لو 2: 30) (لو 2: 11) (لو 9:
56) (لو 19: 10)

 (3)المسيح
الرب: (لو2: 11، 26)، مسيح الله (لو 9: 20)

ملاحظات:


مسيح الرب (لو2: 26) سمعان الشيخ
The Lord’s Christ


المسيح الرب (لو2: 11) الملاك للرعاة
Christ the Lord


مسيح الله (لو9: 20)
The Christ of God


مسيح الرب عن شاول الملك (1صم24: 6)
The Lord’s anointed

 (4)
ابن الله: (لو 1: 32، 35) (لو 3: 22) (لو4: 14) (لو 9: 35) (لو 20: 13)

 (5)
القدوس: (لو 1: 35) (شهادة الشيطان لو 4: 34)

 

 (ب)
تنسب له الصفات والأعمال الإلهية

1-أبدى
لا يكون لملكه نهاية (لو 1: 33)

2-
يشفى بإرادته: شفاء الأبرص (لو 5: 12و 13)، شفاء المفلوج (لو5: 24 و25) شفاء أعمى
في أريحا (18: 41-42)

3-
غافر الخطايا: المفلوج (لو5: 20 و24) الخاطئة (7: 48) اللص التائب (23: 42-43)

4 –
معطى الشريعة: ولكنى أقول لكم (لو 6: 27) انظر (مت5: 22، 28 و32 و34 و39 و44) انظر
أيضا (لو 6: 46 و47) (مت 24: 35) (مت7: 24، 26)

5-أقام
الميت بأمره (لو 7: 14) (8: 54) قارن (يو5: 21 و28 و29)

6-فاحص
القلوب (لو7: 40) (47: 9) (11: 17) (19: 30) (رؤ2: 23)

7-يأمر
الريح أيضا والماء فتطيعه (لو 8: 25) قابل (مز89: 9)

8-أعطى
تلاميذه السلطان لإخراج الشياطين وشفاء المرضى (لو 9: 1) (10: 17)

9-يعرف
المستقبل، علام الغيوب (لو 9: 22 و44) (لو42: 19-44)0

10-هو
المخلص: لو 2: 11) (لو9: 56) (19: 10) (أع 4: 12) (مت 1: 21)

11-
سيأتي بمجده ومجد أبيه (لو 9: 26) قارن (مت16: 27)

12-نحتمي
تحت جناحيه " كم مره أردت.." (لو13: 34) قارن (مز 17: 8) (مز 36: 7) (57:
1)

13
يعلم مالا يرى: علم بحاله الجحش المربوط وما سيقوله أصحابه (لو 19: 29 -32)

14-
يعطي فما وحكمة (لو21: 15) قارن خر40: 11 و15)

15-كلامه
لا يزول (لو21: 33)

16-يستجيب
الصلوات (لو23: 42 و43) قابل (يو14: 14) (أع 9: 11)

17-يرسل
الروح القدس (لو 24: 49)

18-صعوده
إلى السموات (لو 24: 50-52) (رؤ3: 21)

جاء
في القرآن عن صعود المسيح ورافعك إلي آل عمران 55، رفعه الله إليه النساء 158 أي
إلى الله ذاته

أما
عن إدريس (أخنوخ) فقيل عنه ورفعناه مكانا عليا (19مريم: 57)

 

ج-له
نفس الإكرام الإلهي قارن يو5: 23

1-
سجد له بطرس (لو5: 8) والأبرص (لو 5: 12) والتلاميذ (لو 24: 52) قابل (عب 1: 6)
حتى الشياطين سجدت أمامه (لو 8: 28)

2- له
مجد الآب (لو 9: 26)

3-
يطلب منا أن نحبه من كل القلب (لو 14: 26) (لو 9: 24) قارن (تث6: 5)

الأسرار
الكنسية والعقائد الأرثوذكسية

التي
وردت في إنجيل لوقا

 

 (1)
بخصوص العذراء:

أ –
الحبل المعجزي (لو1: 34 و35) (قارن مت 1: 20 و23) (أش 7: 14)

ب-والدة
الإله أم ربى (لو 1: 43) القدوس (لو 1: 35) بشارة الملاك للرعاة (لو 2: 11) قارن (اش7:
14) (لو9: 6)

ج-تطويب
العذراء فهو ذا منذ الآن (1: 48) طوبى للتي آمنت (1: 45) طوبى للبطن (11: 27)
الممتلئة نعمة (1: 28)

 

 (2)
بخصوص الموت:

أ-
الملائكة تحمل أرواح القديسين (لو 16: 22)

ب
المنتقلون يعرفون الكثير عن سكان الأرض (لو16: 29) (لو9: 31)

ج-المنتقلون
أحياء لان الجميع عنده أحياء (لو 20: 38) (الروح لا تموت لو 12: 4 قارن (جا12: 7)
(لو 23: 43) (في23: 1)

 (3)
بخصوص الصلاة الربانية (لو 11: 1-4) قابل (مت6: 9- 13)

 (4)
التوبة لازمه للخلاص إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لو 13: 3و5)

 (5)
قرع الصدر أثناء الصلاة تعبير عن الندم والتوبة (لو18: 13)

 

 (6)
بخصوص الأسرار: طبقا لترتيب ورودها:

أ– سر
الكهنوت (لو 9: 1) (10: 1) الحل أي المغفرة (يو20: 22 و23) قارن (مت18: 18)

ب- سر
الإفخارستيا (لو 22: 19 و20 اصنعوا هذا لذكري (لو22: 19)

 

شرح
بعض النقاط

معنى
كلمة مثل:

1) حقيقة
مادية قصصية لإيضاح حقائق روحية: أمثال السيد المسيح مأخوذة من واقع الحياة. وقد
يكون المثل قصة موضوعة لتوضيح معاني روحيه مثل: مثل ناثان لداود النبي (2صم12: 14)
وهذه الأمثال تترجم إلى الإنجليزية إلى
Parables

2)
عبارة وجيزة تتضمن معان كبيرة مثل أمثال سليمان وترجمتها بالإنجليزية
Proverbs, Wise sayings

 

مثل
الغني ولعازر

هل هو
مثل أم قصة؟

1-
قال البعض: هذه قصة حقيقية لأن الرب يسوع ذكر اسم لعازر المسكين ولا مانع من أن
يكون لعازر شخصا حقيقيا عاش في تلك الفترة ورآه السيد المسيح0

2-
ولكن الأرجح أنه مثل:

• لأنه
لو كان لعازر شخصا رآه السيد المسيح لما كان قد تركه الرب هكذا في بؤسه

• هذه
تعبيرات مجازية


ربما لأن الروح تكون في الهيئة الجسدية التي كانت عليها في العالم


الروح لا تحل في أجسادها قبل يوم القيامة، لكننا في هذا المثل نرى نفس كل من
إبراهيم والغني ولعازر حالّة في أجسادهم.


لعازر معناه "الله عوني" وربما ذكر الرب له هذا الاسم لأنه لم يكن له
عون من البشر (معين من ليس له معين) أوشية المرضي. لعازر اختصار للاسم العبري
أليعازر (تك2: 15) ومعناه "الرب يعين"


عذاب الغنى لو 16: 23

الجحيم
ليس مكان عذاب ولكنه كان مكان انتظار مؤقت للأشرار والأبرار قبل الفداء وكان يفصل
بين هؤلاء وأولئك هوة.

 

هل
العذاب واللهيب هنا بمعنى ما يسميه البعض بالمطهر؟

 الذي
فيه كما يقولون إن انفس المؤمنين الأبرار بعد الموت تتطهر بالنار؟

ج كلا

1-
لأن المثل لا يتحدث إلا عن مكانين فقط لا ثالث لهما

2-
المثل أشار إلى عدم إمكانه العبور من أحد الجانبين إلى الآخر لو 16: 26 أما فكرة
المطهر فتقوم على أساس أن الأنفس تتطهر بالعذاب في المطهر ثم تنتقل إلى الفردوس
وقيل إن البابا عندهم له سلطان على تخفيف العقاب (لماذا نرفض المطهر لقداسه البابا
شنوده الثالث ص19 الطبعة الأولى 1988 وصكوك الغفران لها علاقة وطيدة بالمطهر فهي
تساعد على خصم مدد منه (سنوات وأيام) ويمكن أن تستفيد النفوس من زوائد فضائل
القديسين ص 86 المرجع السابق وص 78

3-
قوله حضن إبراهيم، ويبرد لساني تعبيرات مجازية

4-
عقيدة المطهر لم تتقرر عند الكاثوليك إلا في القرن 13 وتثبتت في القرن 15 المرجع
السابق ص18

5-
مثل الغنى ولعازر ينقض تماما فكرة المطهر (لو 16: 26)

6- هل
تتحد الروح التي تطهرت في المطهر بجسد لم يتطهر؟

7-
اللص التائب على الصليب ذهبت روحه إلى الفردوس مباشرة في نفس اليوم (لو23: 43)
اليوم تكون معي في الفردوس

8-
تقليل مدة العذاب في المطهر حسب زعمهم تتوقف على نشاط الأهل وما تركه الإنسان من
ثروة وهذا غير معقول

 

إذن
ما هو المقصود بعذاب الغنى؟ لو 16: 23"إني معذب"


عذاب نفسي نتيجة اليأس وانعدام الرجاء والخوف مما ينتظره من عذاب أبدى


عذاب المقارنة بين حالته في العالم الحاضر وحالته بعد الموت في العالم الآخر


عذاب المقارنة بينه وبين لعازر المسكين


عذابه من جهة إخوته لو 16: 28


عذابه من جهة عدم استجابة أبينا إبراهيم لطلباته

انظر
تأملات في أمثال السيد المسيح لقداسه البابا شنوده الثالث

 

الله
يحب خلاص الخطاة

إن
محبة الله للخطاة هي في قيادتهم للتوبة وبالتوبة يمحو خطاياهم، إن قلنا إن الله
يحب الخطاة فليس معنى ذلك أنه يدخلهم ملكوته بدون توبة "إن لم تتوبوا فجميعكم
كذلك تهلكون"على حساب عدله (لو 13: 3و5) ولكنه يحب خلاصهم

الله
يسعى لخلاص الخطاة، أما عبارة محب للخطاة والعشارين (مت 11: 19) فهذا اتهام وجه
إلى السيد المسيح لأن الله لا يحب الخطاة المستمرين في خطاياهم المصرّين عليها

فإن
كان الله يحب الخطاة الذين يصرّون علي خطاياهم فلماذا يريدهم أن يتوبوا ما داموا
ينعمون بمحبه الله لهم ولماذا يعاقبهم إن لم يتوبوا؟

لماذا
أغرق الله العالم بالطوفان (تك7: 21 – 23، 2بط2: 5)؟ ولماذا أحرق سدوم وعمورة
بالنار (تك19: 24)؟ ولماذا عاقب داود النبي على خطيئته (2 صم 12: 11 و12)؟ ولماذا
عاقب أخاب على قتل نابوت اليزرعيلي (1 ملوك 21: 19)؟ ولماذا يعاقب الخطاة في اليوم
الأخير بقوله لهم "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس
وملائكته" (مت41: 25)، ولماذا يحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين (2بط9: 2)
بمعنى أن الأثمة محفوظون إلى يوم الدين ليعاقبوا، جاء في كتاب الحياة "ويحفظ
الأشرار محبوسين ليحكم عليهم بالعقاب في يوم الدينونة0

لذا
فان عبارة "الله يحب الخطاة" كما هم في خطاياهم أي المستمرين في خطاياهم
والمصرّين عليها عبارة خاطئة تماما ولكنه يقبلهم إذا تابوا والتعبير الأرثوذكسي
الدقيق هو الوارد في الطلبة الأخيرة لكل ساعة من صلوات الأجبية "الذي يحب
الصديقين (مز8: 146 بيروت) ويرحم الخطاة" إن رحمه الله للخطاة تعنى أنه لا
يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا " هل مسرة أسر بموت الشرير.. ألا برجوعه عن
طرقه فيحيا (حز18: 23، 33: 11 انظر 1تي2: 4) فهو يريد أن جميع الناس يخلصون 2بط 3:
9)

الله
رحيم وعادل ولا يمكننا تجاهل عدل الله " أبغضت كل فاعلي الإثم (مز 5: 5)"
رجل الدماء والغش يكرهه الرب " (مز5: 6)، "وجه الرب ضد فاعلي الشر"
(1بط3: 12) انظر (مز34: 16)، "أما الشرير ومحب الظلم فتبغضه نفسه (أي نفس
الرب") (مز5: 11)، "لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس
وإثمهم " (رو 1: 18)، "كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو " (رو
9: 13، ملا 1: 3)وقد بارك يعقوب "كبير يستعبد لصغير" (تك23: 25) يعقوب
يكون سيدا علي عيسو لأنه وارث العهد والبركة ومنه جاء المسيح له المجد.

 

ملاحظة:
قيل عن الشاب الغنى إن المسيح أحبه (مر 10: 21) محبة الشفقة والرغبة في خلاصه كما
جاء في (يو3: 16)"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد"،"
ليس أننا نحن أحببنا الله بل انه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطيانا " (1يو4:
10) فهو لم يحب خطايانا بل أحب نفوسنا، أراد خلاصها فمحبته محبه الشفقة والرغبة في
خلاص الإنسان (يو3: 16، 15: 6)، "ولكن الله بين محبته لنا ونحن بعد خطاة مات
المسيح لأجلنا " (رو 8: 5)،" لأنه إن كنا ونحن أعداء صولحنا بموت ابنه
فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته " (رو 5: 10) فمحبته للخطاة تعني
انه يعد الكفارة عنهم (أف 2: 4،2تس 2: 16)

"من
أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز
الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع " (رو 5: 12)

إن لم
تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لو13: 3، 5)

انظر
سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده الثالث ج6 ص81 سنة 1991م

 

آيات
عسرة الفهم

[2]
قرابة مريم العذراء لأليصابات

انظر:
(تأملات في الميلاد لقداسة البابا شنوده الثالث ص65 يناير 1969)، (سنوات مع أسئلة
الناس ج4 سؤال 60 ص94 أبريل 1990 لقداسة البابا شنوده الثالث).

 

السؤال:
مادامت السيدة العذراء من عشيرة داود ومن سبط يهوذا (لو2: 4، 5)، فلماذا قال لها
جبرائيل الملاك " وهو ذا أليصابات نسيبتك هي أيضاً حبلى (لو1: 36) بينما
أليصابات امرأة زكريا الكاهن هي من سبط لاوي من بنات هارون (لو1: 5)؟

الجواب:

1-
يأخذ البعض كلمة (نسيبتك) بمعنى واسع، كما قال بولس الرسول عن اليهود كلهم "
أنسبائي حسب الجسد، الذين هم إسرائيليون " (رو9: 3، 4).

أما
القديس ساويرس بطريرك أنطاكية فله رأى آخر:

كتب
في سفر الخروج، قبل أن تعطى الوصية التي تمنع أخذ زوجة من سبط آخر المذكورة في (عد36:
6 – 9) أن هارون أول رئيس كهنة حسب الناموس أخذ زوجة من سبط يهوذا " أليشابع
" (أي أليصابات أليصابات هي الصيغة اليونانية لأليشابع) ابنة عميناداب أخت
نحشون " (خر6: 23). ونحشون كان " رئيس بنى يهوذا " (1 أي 2: 10، مت
1: 4) وبواسطة (أليشابع) التي تزوجها هارون صار اتحاد السبطين.

 

2-
جاء في الترجمة الأرثوذكسية (دار المعارف) " وها هي ذي أليصابات التي هي من
بنات جنسك ". يتفق هذا مع الرأي السابق ذكره لقداسة البابا شنوده الثالث.

3-
جاء في كتاب الخريدة النفيسة ج1 طبعة سنة1964 ص15: إن النسبة بين العذراء
وأليصابات هي نسبة البتولية والعقرية.

4-
جاء في تفسير سفر العدد 36: 6- 9 للأرشيدياكون نجيب جرجس: البنت التي ليس لها إخوة
ذكور وتريد أن ترث أباها عليها إذا أرادت أن تتزوج، أن يكون زوجها من عشيرتها.
ولكن لها الحق أن تتزوج من غير عشيرتها، وفي هذه الحالة لا يكون لها الحق في
الميراث بل يؤول إلى أقارب أبيها بحسب ما جاء في (عد27: 9 11)

 

[3]
معنى عبور الكأس

 (مت26:
39، 42)، (لو22: 42)

هي
كأس الموت قبل الوصول إلى الصليب واستجيبت صلاته (عب5: 7، 8) وتم الفداء على
الصليب. وكان المسيح في بستان جثسيماني بديلا من الإنسان ولم يدَعْ للاهوته أن
يوقف عمل الناسوت وخصائصه. اللاهوت لم يتدخل لتخفيف الآلام عن المسيح، ولكنه منع
عنه الموت حتى يتم الفداء على الصليب.

و
حينما يقول (سمع له من أجل تقواه (عب5: 7)، فإنه يجوز للرسول أن يصف المسيح
بالتقوى وهي من صفات الناسوت، كما جاز له أن يصف المسيح بالطاعة (فى2: 8)، وهو في
هذه الحالة يطيع لاهوته هو الذي يملأ السماء والأرض (عقيدة المسيحيين في المسيح
للأنبا يؤانس ص234).

 (لو22:
42): هذه العبارة لا تعنى امتناع السيد المسيح عن قبول الكأس (لأنه سبق أن قال إنه
يشربه مت20: 22)، إنما يعلن أن كأس الألم تجتاز (تعبر دون أن يكون لها سلطان عليه).
هكذا يليق بنا أن نطلب من الله إذا سمح لنا بكأس الألم، نطلب ألا يحطمنا الألم.

 

[8]
وظهر له ملاك من السماء يقويه

 (لو22:
43)

ظهر
الملاك دون أن يستدعيه أو يطلبه المسيح. وهو يشبه ما فعله بطرس الرسول عندما استل
سيفه ليقاتل عن سيده (يو18: 10). ولم يقل الكتاب: (ظهر له ملاك وقواه). فالمسيح لم
يكن محتاجاً لملاك يقويه. ولذلك جاء في الترجمة الأرثوذكسية إصدار دار المعارف (ظهر
له ملاك يقول له " لك القوة ". كما يقال إننا نمجد الله بمعنى أننا نقول
له " لك المجد ".

 

[12]
فليبع ثوبه ويشتر سيفا

و من
ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً.. فقالوا له: يا رب، هو ذا هنا سيفان. فقال لهم: "
يكفى ". (لو22: 36، 38).

+ ومن
ليس له " (كيس) فيه نقود لكي يشترى به سيفاً.

+
فليبع ثوبه ويشتر سيفاً: لم يكن المسيح يقصد السيف المادي المعدني بدليل أنه بعد
قوله هذا بساعات قال لبطرس: رد سيفك إلى مكانه (غمده) (يو18: 10) " لأن كل
الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون " (مت26: 51، 52) قارن تك9: 6، رؤ13: 10 (يلجأون
إلى السيف: كتاب الحياة)

كان
الرب يقصد السيف بمعناه الرمزي (لو22: 36). سيف الجهاد. سيف الروح (أف6: 17)، سلاح
الله الكامل (أف 6: 13). قال بولس الرسول " إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل
قادرة بالله على هدم حصون " (2كو10: 4).

 

و لكن
التلاميذ لم يفهموا المعنى الرمزي في ذلك الوقت. وعندما قالوا (هنا سيفان)، قال
لهم " يكفى " أي يكفى مناقشة في هذا الموضوع. كفوا عن هذا الفهم الخاطئ.
(في ترجمة اللجنة الأرثوذكسية: كفاكم. وفى كتاب الحياة: كفى). لو كان يقصد السيف
المعدني لقال: هذان يكفيان.

انظر
(سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده الثالث ج1ص12 سؤال 7 سنة 1982) وانظر
أيضاً (وطني لنيافة الأنبا غريغوريوس بتاريخ 7/8/1994).

+ هنا
سيفان: قال يوحنا ذهبي الفم: كانا سكينتين كبيرتين من سكاكين الفصح حملها التلاميذ
للدفاع عن أنفسهم وعن معلمهم بعد أن سمعوا أن اليهود آتين لقتالهم.

 

[17]
جئت لألقى نارا على الأرض

جئت
لألقى نارا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟ (لو12: 49) " أتظنون أنى جئت
لأعطى سلاما على الأرض؟ كلا أقول لكم: بل انقساما " (لو 12: 51)

إن
النار ليست في ذاتها شرا، وإلا ما كان الله قد خلقها. فإن كانت النار تحرق القش،
إلا أنها تنقى الذهب من الأدران، وتقوى الطوب وتجعله صلباً. فالمسيح يلقى النار
المقدسة في القلوب فتطهرها، وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله على الأرض.
(فماذا أريد لو اضطرمت: فلكم أود أن تكون قد أشعلت) (كتاب الحياة).

النار
ترمز إلى عمل الروح القدس في قلب الإنسان (هو يعمدكم بالروح القدس ونار) (لو3: 16).
وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار (أع 2: 3).

هناك
نار أخرى من أعداء الإيمان تحاول إبادته، وكانت نتيجتها إبادة الوثنية بعد
اضطهادات تحملها المسيحيون.

هي
نار الإحياء والتطهير للمؤمنين، ونار الإحراق والتدمير لغير المؤمنين. نار أتون
بابل كان لها عمل مزدوج، حلت قيود الفتية الثلاثة (دا3: 25) بينما قتلت الرجال
الذين ألقوا بالفتية في الأتون. خدمت النار أولئك الذين كانوا في داخل الأتون،
وقتلت الذين كانوا خارج الأتون.

 

ما
جئت لألقى سلاما بل انقساماً (لو12: 51) (بل سيفا: مت10: 34] لم يكن الانقسام
صادراً من السيد المسيح، بل كان صادراً من رفض الوثنية للإيمان الذي نادى به
المسيح. قد يؤمن ابن بالمسيح، فيثور عليه أبوه الوثني ويهدده إما بالعودة إلى
الوثنية أو القتل. ثورة الشر على الخير ((بل سيفاً) (مت10: 34):

انظر
شرح رقم 10 (ما جئت لألقي سلاما)، انظر (سؤال وجواب لقداسة البابا شنوده الثالث في
الكرازة بتاريخ 7/11/1997 ص14 – 16، سنوات مع أسئلة الناس لقداسة البابا شنوده
الثالث ج1 ص105 يناير 1998م. وانظر أيضاً [مقالات في الكتاب المقدس 6 (الجزء
الثالث) لنيافة الأنبا غريغوريوس ص64 لسنة1988)

 

[21]
أعظم من يوحنا المعمدان

"
ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم من يوحنا المعمدان " (مت 11: 11) "
ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه " (لو 7: 28)

 

ثلاثة
آراء:

 (1)
الأصغر هو المؤمن الذي انتقل من العالم بينما كان يوحنا المعمدان موجودا على الأرض.
لأن المنتقل يكون قد أمن الزلل. ويكون المقصود (بملكوت السموات) هنا: الحالة
السماوية أي مكان الراحة المؤقت: " يأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع
إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات " (مت8: 11)

 

 (2)
يقصد بالأصغر هنا السيد المسيح. لأن السيد المسيح كان أصغر من يوحنا المعمدان بستة
شهور وذلك حسب التجسد. ولو أخذنا بهذا الرأي فما هو موقف العذراء بالنسبة ليوحنا؟!
والمعروف أن العذراء أعظم من يوحنا ومن الملائكة. يقول أصحاب هذا الرأي: إن يوحنا
أعظم مواليد النساء من الرجال (ولكن المسيح أعظم منه). ولكن الآية لم تستثن أحدا.
والكلام هنا عن الأصغر في ملكوت السموات، وليس عن الأصغر في السن.

 (3)
يقصد بالأصغر هنا، أصغر مؤمن في العهد الجديد. وليست الأفضلية في الفضائل والصفات،
ولكنها أفضلية وسائط النعمة، لأن يوحنا المعمدان استشهد قبل أن يتمتع ببركات
الصليب والقيامة. كما أن يوحنا المعمدان كان صديق العريس، أما المسيحي فهو عروس
المسيح. ويوحنا المعمدان مر على الجحيم، أما المؤمن في العهد الجديد فيذهب إلى
الفردوس دون أن يمر على الجحيم. (انظر: القيامة والشباب لنيافة الأنبا موسى ص 37،
ثمار القيامة لنيافة الأنبا موسى ص21، 22). ويكون المقصود (بملكوت السموات): ملكوت
النعمة، عهد الإنجيل كما جاء في (مت4: 17). قول السيد المسيح " توبوا لأنه قد
اقترب منكم ملكوت السموات " وقول المعمدان (مت 3: 2)، وكرازة الرسل (مت 10: 7)،
مت 13: 24، مت 25: 1)

 (ملكوت
الله: مت 21: 43، أع 1: 3)

 

[22]
مثل وكيل الظلم (لو16: 112)

وكيل
الظلم أي الوكيل الظالم

فمدح
السيد وكيل الظلم (ع8): سيد الوكيل مدحه على (حكمته) ولم يمتدحه على خلقه، كأنه
أعجب بذكاء عقله ولكنه لم يسر باعوجاج قلبه، وإلا فلماذا لم يرده إلى وظيفته؟ كما
أنه أطلق عليه (وكيل الظلم) أي الوكيل الظالم. أما السيد المسيح فيحثنا على
الأمانة (لو16: 10 12) حكمة الحيات مؤذية ما لم ترافقها بساطة الحمام. (مت10: 16)

اصنعوا
لكم أصدقاء بمال الظلم (ع9): الله لا يقبل المال الحرام "لا تدخل أجرة زانية..
إلى بيت الرب " (تث23: 18) "ذبيحة الأشرار مكرهة الرب " (أم15: 8)
الله لا يقبل ذبيحة العصيان (1صم15: 22، 23)

"
زيت الخاطئ لا يدهن رأسي " (مزمور 140طبعة رومية).

 

هناك
ثلاثة آراء:

 (1)
مال الظلم كناية عن كل ما نمتلكه في الحياة من مال وعقار ومقتنيات (عن طريق
الحلال)، فنحن ندعى ظلما أننا نملك هذه المقتنيات، ولكننا في الحقيقة لا نملك شيئا.
نحن مجرد وكلاء، سنترك كل شئ لغيرنا (أيوب1: 21، 1تى 6: 7، جامعة2: 411)، (مزمور
39: 6)، (لو 12: 20).

 (2)
مال الظلم هو العشور التي لم تعطها لمستحقيها (الكرازة 28 أكتوبر 1977 ص 4). جاء
في الترجمة الأرثوذكسية – دار المعارف: المال الذي لا يحق لك.

 (3)
مال الظلم: أي المال الباطل كما جاء في ترجمة (العهد الجديد – المطبعة الكاثوليكية
– بيروت) أي المال الباطل الذي قال عنه الحكيم: الكل باطل وقبض الريح (جا2: 11).

إذا
فنيتم: إذا فنيتم جسديا، أي نفنى من الوجود في هذا العالم وذلك لأن الموت ليس فناء
للإنسان وإنما هو انتقال، حتى الجسد سيقوم ثانية.

البث:
مكيال عبرانى للسوائل يساوى 22.75 أقة.

الكر:
مكيال للحبوب يعادل 140 أقة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي