الإصحَاحُ
السَّابعُ عَشَرَ

 

أُذَكِّرُكُم
بأنَّ الرَّسُول يُوحَنَّا أوضحَ قصدَهُ تماماً عندما أخبَرَنا لماذا كتبَ هذا
الإنجيل الرَّابِع: "وآياتٍ أُخَر كَثيرَة صنعَ يسُوعُ قُدَّامَ تلاميذِهِ لم
تُكتَبْ في هذا الكِتاب. وأمَّا هذه فقد كُتِبَت لتُؤمِنُوا أنَّ يسُوعَ هُوَ
المسيح إبنُ الله، ولكَي تَكُونَ لكُم إذا آمنتُم حياةٌ بإسمِهِ." (يُوحَنَّا
20: 30- 31)

 

سوفَ
نبدَأُ في هذه الدِّراسَة بالإصحاحِ السَّابِع عشَر، الذي يُشَكِّلُ قُدسَ أقداسِ
إنجيلِ يُوحَنَّا. دَعُونا الآن نفتَتِحُ دِراسَتَنا لِكَيفِيَّةِ تقديمِ يُوحَنَّا
يسُوعَ المسيحَ لنا، لكي نُؤمِنَ بهِ ولِتَكُونَ لنا حياةٌ بإسمِهِ.

 

الصَّلاة
الرَّبَّانِيَّة

(يُوحَنَّا
17: 1- 5)

الإصحاحُ
السَّابِع عشَر هُوَ المكانُ حيثُ نَجِدُ ما ينبَغي أن يُسَمَّى، "الصلاة
الرَّبَّانِيَّة." مُعظَمُ الناس يُشيرُونَ إلى الصَّلاة التي علَّمَها
المسيح لتلاميذِهِ "بالصلاة الرَّبَّانِيَّة" (متَّى 6: 9- 13). ولكنَّ
هذه الصَّلاة كانَ ينبَغي أن تُسَمَّى "صلاة التَّلاميذ." فهُوَ لم
يُصَلِّ بالطريقَةِ التي علَّمَ تلاميذَهُ أن يُصَلُّوا بها. مثلاً، لم يَطلُبْ
يسُوعُ غُفرانَ الخطايا. ولكنَّنا الآن ندرُسُ الصَّلاةَ التي صَلاَّها الرَّبُّ،
وهي التي يَنبَغي تَسمِيَتُها الصَّلاة الرَّبَّانِيَّة.

 

هُناكَ
صلاةٌ أُخرى يُمكِنُنا تسمِيتُها الصلاة الرَّبانِيَّة، تُوجَدُ في الأناجيلِ
المُتشابِهَةِ النَّظرَة، متَّى، مرقُس، ولُوقا. فقبلَ أن يُواجِهَ الصَّليب،
"صارَ عرقُهُ يتساقَطُ كقَطَراتٍ دَمٍ نازِلَةٍ على الأرض،" عندها صلَّى
هذه الصلاة: "أيُّها الآب، إن أمكَن، فلتَعبُرْ عنِّي هذه الكَأس. ولكن،
لتَكُنْ لا مَشيئَتي، بل مَشيئتُكَ." (لُوقا 22: 42).

 

هذه
الصَّلاةُ في يُوحَنَّا الإصحاح 17 يُمكِنُ تَسمِيَتُها، "صلاة يسُوع
كَرَئيسِ الكهنة الأعظم." فبعدَ أن كانَ في العُلِّيَّة معَ الأحد عشَر في
الخُلوَة الأخيرة معَهُم، ها هُوَ الآن يُعلِنُ بَرَكَةً على كُلِّ ذلكَ
التَّعليم، إذ يُصَلِّي من أجلِ الرِّجالِ الذين قَضى معَهُم آخِرَ ثلاثِ سنواتٍ
وآخِرَ ساعَاتٍ من حياتِهِ قبلَ أن يَمُوتَ على الصَّليب.

 

تبدأُ
صَلاتُهُ كالتَّالِي: "أيُّها الآبُ قد أتَتِ السَّاعَة. مَجِّدْ إبنَكَ
لِيُمَجِّدَكَ إبنُكَ أيضاً. إذْ أعطَيتَهُ سُلطاناً على كُلِّ جَسَدٍ، ليُعطِيَ
حياةً أبدِيَّةً لِكُلِّ من أعطَيتَهُ. وهذه هي الحياةُ الأبديَّةُ أن يعرِفُوكَ
أنتَ الإلهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ، ويسُوعَ المسيح الذي أرسَلتَهُ. أنا مجَّدتُكَ على
الأرض. العَمَل الذي أعطَيتَني لأعمَلَ قَدْ أكمَلتُهُ. والآن مَجِّدني أنتَ
أيُّها الآبُ عندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عندَكَ قبلَ كَونِ العالم."
(يُوحَنَّا 17: 1- 5)

 

كتبَ
يُوحَنَّا يقُولُ في العددِ المِفتاحِيِّ، "تكلَّمَ يسُوعُ بِهذا ورفعَ
عينَيهِ نحوَ السَّماءِ وقالَ…" الكلماتُ التي يُشيرُ يُوحَنَّا إليها هُنا
هي التَّعليمُ الذي أعطاهُ يسُوعُ في العُلِّيَّةِ. يَربِطُ التَّصريحُ
الإفتِتاحِيُّ الذي أعطاهُ يُوحَنَّا أطوَلَ صَلاةٍ ليسُوع معَ أطوَلِ عظَةٍ
مُدَوَّنَةٍ ليَسُوع – أي عظة العُلِّيَّة.

 

أودُّ
أن أبدَأَ دِراسَتنا لأطوَلِ صلاةٍ مُدَوَّنَةٍ صَلاَّها يسُوع، بإلقاءِ نظرَةٍ
عامَّةٍ على هذه الصَّلاة. فالصلاةُ تقعُ في ثلاثَةِ أقسام. الأعدادُ الخَمسَةُ
الأُولى التي سبقَ وقرأتُها عليكُم، تُشَكِّلُ الجُزءَ الأوَّلَ من الصَّلاة.
ثُمَّ الأعداد 6 إلى 19 تُشَكِّلُ الجزءَ الثَّاني من الصلاة. الجِزءُ الثَّالِثُ
من هذه الصَّلاةِ العظيمة يبدَأُ عندَ العددِ 20 وُصُولاً إلى العدد 26.

 

 في
الأعداد الخَمسةِ الأُولى منَ الصَّلاة، بعدَ أن خاطَبَ يسُوعُ اللهَ كأبيهِ – وهي
الطَّريقَة التي علَّمنا بها في "صلاةِ التَّلاميذ" أن نُخاطِبَ الله –
كانت كلماتُهُ الأُولى التي خاطَبَ الآبَ بها هي، "قد أتَتِ السَّاعَة."
وكما أشَرتُ في تفسيري للإصحاح الثَّانِي عَشَر، إستَخدَمَ يسُوعُ هذه الجُملَة
مراراً عبرَ إنجيلِ يُوحَنَّا. تَجِدُ هذه الجُملَةُ ذُروَتَها في الإصحاحِ
الثَّانِي عشَر، وفي أوَّلِ عبارَةٍ من هذه الصَّلاة. منَ الواضِحِ أنَّ تلكَ
"السَّاعَة" لم تَكُنْ تَعني ستِّينَ دَقيقَة، بل كانت تعني لحظَةَ
الصَّليب عندما كانَ سيَمُوتُ لأجلِ خلاصِنا.

 

في
هذه الأعدادِ الخَمسَةِ الأُولى، يُحَدِّدُ يُوحَنَّا الأهدافَ التي كتبَ هذا
الإنجيل بِسَبَبِها. أخبَرَنا يُوحَنَّا أنَّ هدَفَهُ من كتابَةِ الإنجيل، هي
أنَّهُ يُريدُنا أن نُؤمِنَ بأنَّ يسُوعَ هُوَ المسيح، لتَكُونَ لنا حياةٌ
أبديَّة. (يُوحَنَّا 20: 30، 31) في الأعدادِ الأُولى من هذه الصَّلاة، يُخبِرُنا
يسُوعُ أنَّ الحياةَ الأبديَّةَ هي أن نعرِفَ الآبَ والمسيحَ الذي أُرسِلَ من
قِبَلِ الآب.

 

يُقدِّمُ
يسُوعُ أيضاً حياتَهُ وخدمَتَهُ الخاصَّة أمامَ الآب. فبينما نُصغِي إلى يسُوعَ
يُصَلِّي لِحياتِهِ وخدمَتِهِ، يُخبِرُنا كيفَ يُمكِنُنا أن نُمَجِّدَ الله. لقد
مجَّدَ الآبَ بإكمالِ الأعمالِ التي كلَّفَهُ الآبُ ليعمَلَها خلالَ سنواتِهِ
الثَّلاث والثَّلاثين التي قضاها على الأرض. منَ الواضِح أنَّنا نُمجِّدُ اللهَ
بالطريقَةِ ذاتِها. فكما إهتمَّ يسُوعُ بحياتِهِ وخدمَتِهِ على هذه الأرض، علينا
الإهتِمامَ بحياتِنا وخدمَتِنا على الأرض بعدَ أن نتعرَّفَ على يسُوع رَبَّاً
ومُخَلِّصاً.

 

عندَما
شَدَّدَ الرَّسُولُ بُولُس على حقيقَةِ كَونِنا لا نخلُصُ بأعمالِنا الصَّالِحَة،
فهُوَ يَشَدِّدُ أيضاً على حقيقَةِ كَونِنا خَلُصنا لأعمالٍ صالِحَةٍ قد سَبقَ
اللهُ فأعدَّها لِكَي نسلُكَ فيها (أفسُس 2: 8- 10).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر الخروج 23

 

هذا
يعني أنَّهُ عندما يُخَلِّصُنا اللهُ من خلالِ يسُوع المسيح، هُناكَ هدَفٌ وقَصدٌ
من خلاصِنا في هذه الحياة. وبالطبع، هُناكَ قصدٌ في الحياةِ الأُخرى، أي في
الحالَةِ الأبديَّة. ولكن منذُ الوقتِ الذي يُخَلِّصُنا فيه وإلى أن يأخُذَنا إلى
سمائِهِ، هُناكَ مقصَدٌ من خلاصِنا. إنَّهُ العمَلُ الذي إختارَنا من أجلِهِ،
وخَلَّصَنا بهدَفِ القِيامِ بهِ، ودَعانا لكَي نسلُكَ فيهِ. (يُوحَنَّا 15: 16؛
أفسُس 2: 8- 10). فكما صَلَّى يسُوعُ لأجلِ العمل الذي أرادَهُ الآبُ أن يعمَلَهُ،
علينا أن نُصَلِّيَ نحنُ أيضاً لأجلِ العمل الذي إختارَنا اللهُ لنعمَلَهُ من
أجلِه.

 

تضَرُّعُهُ
الأخيرُ في هذا القِسمِ الأوَّل من الصَّلاة، يُخبِرُنا بِشَيءٍ عن الخلق وعن
شَخصِ يسُوع المسيح. فقِصَّةُ الخَلق، التي نَجِدُها في سفرِ التَّكوين الإصحاح
الأوَّل، تستخدِمُ بالعِبريَّةِ ضَميرَ الجمعِ للإشارَةِ إلى الخالِق. نقرَأُ
مثلاً: "نعمَلُ الإنسانَ على صُورَتِنا كَشَبَهِنا." من خلالِ دراسَةِ
عظَةِ العُلِّيَّة، نستَنتِجُ أنَّ اللهَ مَوجُودٌ في ثلاثَةِ أشخاصٍ، ولقد
أُعلِنَ لنا كالآب، والإبن، والرُّوح القُدُس.

 

عندما
نسمَعُ يسُوعَ يُصَلِّي، "والآن أيُّها الآب، مَجِّدْنِي بالمجدِ الذي كانَ
لي عندَكَ قبلَ كَونِ العالم،" نعرِفُ أنَّ يسُوعَ كانَ مَوجُوداً قَبلَ خلقِ
العالم، وأنَّهُ شارَكَ في عملِيَّةِ الخلق. (يُوحَنَّا 1: 3) وبما أنَّنا نقرَأُ
في كلمةِ اللهِ أنَّ رُوحَ اللهِ كانَ يَرِفُّ على وجهِ المياه، في مراحِلِ الخلق
الأُولى، بإمكانِنا الإفتِراض أنَّهُ عندما قامَ اللهُ بعملِيَّةِ الخَلق،
إشتَرَكَ كُلٌّ منَ الآبِ و الإبنِ والرُّوحِ القُدُس بإنسجامٍ كامِلٍ معاً في
مُعجِزَةِ الخَلق.

 

نتعلَّمُ
أيضاً من هذه الصَّلاة أنَّ يسُوعَ لم يبدَأْ بالوُجُودِ عندما وُلِدَ في بيت لحم.
يُسَمِّي المُفَسِّرُونَ هذا بِوُجُودِ يسُوع ما قَبلَ التَّجسُّد، الأمرُ الذي
يعني بِبَساطَةٍ أنَّهُ وُجِدَ قبلَ أن أصبحَ الكَلِمَةُ الأزَلِيُّ جسداً وعاشَ
بينَنا (يُوحَنَّا 1: 1، 14). لقد وُجِدَ يسُوعُ بالفِعل في خَمسَةِ أشكالٍ
مُختَلِفَة. فلقد وُجِدَ قبلَ أن يُصبِحَ جَسَدَاً ويُولَدَ في بيتَ لحم. وعاشَ في
الجَسَدِ ثلاثاً وثلاثينَ سنَةً. وكذلكَ كانَ هناكَ الجَسَدُ المُمَجَّدُ الذي
عاشَ فيهِ المسيحُ أربَعينَ يوماً بعدَ قيامَتِهِ.

 

ثلاثَةٌ
منَ الرُّسُلِ كانُوا معَ يسُوع على ما نُسَمِّيهِ اليوم "جبل
التَّجَلِّي." كتبَ متَّى يَقُولُ أنَّ يسُوعَ تغيَّرَت هيئَتُهُ أمامَ
أُولئِكَ الرُّسُل: "وصارَ وجهُهُ يَشِعُّ كالشَّمسِ، وثيابُهُ بَيضاءَ
كالنُّور." ولقد تحدَّثَ حينَها معَ مُوسَى وإيليَّا، وتغيَّرَ كُلِّيَّاً.
إن كَلِمَة "تجلِّي" أو تغيُّر، التي يستَخدِمُها متَّى، هي بالواقِع
كلمة "تحوُّل، التي نستَخدِمُها لنَصِفَ بها تَحَوُّلَ الدُّودَة الخارِجَة
من الشَّرنَقَةِ إلى فراشَةٍ جميلَة (يُوحَنَّا 17: 2). بينما نتأمَّلُ بالأشكالِ
المُتَنَوِّعَة التي وُجِد فيها يسُوع، علينا أن نتذكَّرَ من ضمنها حادِثَةَ
التَّجلِّي أو التَّحَوُّل.

 

بعدَ
أن أكَّدَ الرَّسُولُ يُوحَنَّا في الإصحاحِ الأوَّلِ من رِسالَتِهِ القَصيرَة
حقيقَةَ كونِهِ هُوَ وباقي الرُّسُل قد رأَوا ولمسُوا جسدَ يسُوع المُقام، كتبَ
يَقُولُ أنَّهُ لم يُعلَن بعد ماذا سنَكُونُ، لأنَّنا سنَكُونُ مِثلَهُ،
وسَنَرَاهُ كما هُوَ الآن (1يُوحَنَّا 3: 1، 2). هذا يَقُودُنا إلى طرحِ السُّؤال،
"بأيِّ شَكلٍ يُوجَدُ المسيحُ الآن؟" في عظَتِهِ يومَ الخمسين، أخبَرَنا
بُطرُس أنَّ المسيحَ جالِسٌ عن يمينِ الله (أعمال 2: 33). وقالَ بُولُس أنَّ
رجاءَنَا الوحيد هُوَ أنَّ المسيحَ يحيا في قُلُوبِنا اليوم (كُولُوسِي 1: 27).

 

الطِّلبَةُ
الأخيرة في هذا المقطَعِ الإفتِتاحِيّ من هذه الصَّلاة، هي بالفِعل طِلبَةٌ
عميقَةٌ تُحَرِّكُنا لنَطرحَ سُؤالاً طرحَهُ الرُّسُل عندما عاشُوا ثلاثَ سنواتٍ
معَ يسُوع: "من هُوَ هذا الإنسانُ؟" (مرقُس 4: 41).

 

في
القِسمِ الثَّانِي من الصَّلاة (6- 19)، صَلَّى يسُوعُ من أجلِ هؤُلاء الأحد عشَر،
الذين وظَّفَ فيهِم الكثير. فلقد جنَّدَهُم، علَّمَهُم، أرشَدَهُم، ودرَّبَهُم
لمُدَّةِ ثلاثِ سنَواتٍ. وأصبحَ على وشكِ تكليفهِم بالمأمُوريَّة وإعطائِهِم
القُوَّة ليُبَشِّرُوا العالَمَ بإنجيلِهِ. لقد كانُوا معَهُ بإستمرار خلال
السنواتِ الثَّلاث من خدمتِهِ العَلَنِيَّة. وقبلَ أن يُواجِهَ بعضَ التَّجارِب
الظَّالِمَة على الصَّليب، كانَ آخرَ شَيءٍ عمِلَهُ من أجلِهم هُوَ أنَّهُ صَلَّى
من أجلِهِم.

 

جَوهَرُ
الوصيَّةِ الجديدة التي أعطاها يسُوعُ للرُّسُلِ في هذه الخُلوة الأخيرة معَهُ،
كانَ خُطَّتَهُ لتأسيسِ مُجتَمَعٍ رُوحِيٍّ جديد وفريد في هذا العالم. لاحِظُوا
كيفَ كرَّرَ يسُوعُ صلاتَهُ لتلاميذِهِ ليَكُونُوا واحِداً. وبينما صَلَّى خمسَ
مرَّاتٍ لأجلِهِم، وفي القٍِسمِ الثَّالِثِ من هذه الصَّلاة، صلَّى لأجلِ أُولئكَ
الذين سيُؤمِنُونَ بهِ من خلالِ شهادَةِ الرُّسُل، صَلَّى يسوعُ مُجدَّداً
ليَكُونُوا واحِداً، كما كانَ هُوَ واحداً معَ الآبِ وكانَ الآبُ واحِداً معَهُ.

 

كانَ
جوهَرُ التعليمِ في العُلِّيَّةِ هُوَ التَّالِي: "أنا في الآب والآب فِيَّ،
وكُلُّ عمَلٍ أعمَلُهُ، وكُلُّ كَلِمَةٍ أقُولُها، هي نَتيجَةٌ لكَوني أنا في الآب
والآب فيَّ." في القِسمَين الثَّانِي والثَّالِث من هذه الصَّلاة، كانَ
جَوهَرُ الصَّلاةِ أن يَكُونَ تلاميذُهُ واحِداً معَه ومعَ بعضِهِم.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر أستير 05

 

في
هذا القِسم الثَّانِي من الصَّلاة، لاحِظُوا الطَّريقَة التي وصفَ بها يسُوعُ الرَّجالَ
الذين صَلَّى من أجلِهِم: "أنا أظهَرتُ إسمَكَ لِلنَّاسِ الذين أعطَيتَني منَ
العالم. كانُوا لكَ وأعطيتَهُم لي وقد حَفِظُوا كلامَكَ. والآنَ عَلِمُوا يَقيناً
أنَّ كُلَّ ما أعطَيتَني هُوَ من عِندِكَ. لأنَّ الكلامَ الذي أعطَيتَني قد
أعطَيتُهُم وهُم قَبِلُوا وعَلِمُوا يَقيناً أنِّي خَرجتُ من عندِكَ وآمنُوا
أنَّكَ أرسَلتَني." (يُوحَنَّا 17: 6- 8).

 

في
الإصحاحِ السَّادِس عشَر، أعطَى الإنطِباعَ تقريباً أنَّهُم لم يكُونُوا قد آمنُوا
بهِ بعد. ولكن، بينما صَلَّى من أجلِهِم، قالَ أنَّهُم قَبِلُوا كلِمَتَهُ، وأنَّهُم
أطاعُوا كلِمَتَهُ وآمنُوا بها. لَرُبَّما رآهُم يسُوعُ كما سيَكُونُونَ عندما
سيُقوِّيهِم الرُّوحُ القُدُسُ يومَ الخمسين.

 

العالَمُ
يُبغِضُ هؤُلاء لأنَّهُم يُؤمِنُونَ بِكَلِمَةِ يسُوع ويقبَلُونَها ويُطيعُونها.
صَلَّى يسُوعُ ليحفظَ الآبُ هَؤُلاء إذ لا يزالُونَ في العالم، بينما يَرجِعُ هُوَ
إلى الآب. إنَّهُم في العالَم ولكنَّهُم ليسُوا منَ العالَم. لقد حمَاهُم خلالَ
وُجُودِهِ معَهُم، ولكنَّهُ الآنَ يطلُبُ منَ الآبِ أن يحفَظَهُم منَ الشِّرِّير.
إنَّ صلاةَ التَّلاميذ التي علَّمَهُم أن يُصَلُّوها كُلَّ يَومٍ، هي،
"نَجِّنا منَ الشِّرِّير." (متَّى 1: 13). لقد أظهَرَ يسُوعُ دائماً
أنَّ سُلطَةَ الشَّيطان ينبَغي أن تُقهَرَ بالإيمانِ بالذي غلبَ العالَم
(يُوحَنَّا 16: 33؛ 1يُوحَنَّا 4: 4؛ 5: 4).

 

يَسُوعُ
يُشَدِّدُ على العَطاء

يَصِفُ
يسُوعُ هؤُلاء الرِّجال بأنَّهُم الذين أعطاهُ إيَّاهمُ الآب. لاحِظُوا أنَّ الآبَ
يُعطِي الإبن. والإبنُ يُعطِي لهَؤُلاء الرِّجال، والإبنُ يُصَلِّي لِكَي يُعطِيَ
هؤُلاءُ الرُّسُلُ لهذا العالم كُلَّ ما أعطاهُ اللهُ للإبن، وكُلُّ ما أعطاهُ
الإبنُ لهُم. في هذا الإطار، لاحِظُوا تعريفاً عميقاً لكَلِمَةِ العهدِ الجديد
"شَرِكَة". تعني هذه الكلمة حرفِيَّاً، "شَراكَة."

 

ففي
شراكَةٍ مُتعادِلَةٍ في الأعمال، كُلُّ ما تملِكُهُ يخُصُّ شَريكَكَ، وكُلُّ ما
يملِكُهُ شَريكُكَ يخُصُّكَ أنتَ أيضاً. ولقد طبَّقَ يسُوعُ هذه الحقيقَة على
علاقَتِهِ بالآب، وعلى علاقَتِهِ بالرُّسُل: "كُلُّ ما هُوَ لي هُوَ لَكُم،
وكُلُّ ما هُوَ لَكُم هُوَ لي." البَرَكَةُ التَّعبُّدِيَّةُ في هذا
التَّعريف هِي عندما نَقُولُ للمسيح، "كُلُّ ما لَكَ هُوَ لي." ولكنَّ
التَّحدِّي هُوَ أن نَقُولَ لهُ في صلاتِنا، "كُلُّ ما لي هُوَ لكَ."

 

أنتُم
في العالَم ولكنَّكُم لستُم منَ العالَم

 لقد
صَلَّى أن لا يأخُذَهُم الآبُ منَ العالم، بل أن يحفَظَهُم منَ الشِّرِّير، ومنَ
المخاطِرِ التي سيُواجِهُونَها في العالم. أصبحَ التَّشديدُ الآن الحقيقَةَ
المجيدة التي ستأخُذُ مكانَها قَريباً. فكما تنتَصِبُ الشُّمُوعُ على منائِرَ
إختارَها الرَّبُّ بنفسِهِ، هكذا سيُرسِلُهُم إلى العالَم مُفَوِّضاً إيَّاهُم أن
يُتَلمِذُوا أُناساً في كُلِّ أُمَّةٍ على الأَرض.

 

ولقد
أعطانا رِسالَةً تعبُّدِيَّةً أُخرى عندَما صَلَّى لكي يتقدَّسُوا أو لكَي
يتخصَّصُوا للآبِ بالحَقّ. كُلُّ راعٍ أو قائِدٍ رُوحِيٍّ ينبَغي أن يُصَلِّيَ هذه
الصَّلاة، خلالَ صلاتِهِ لأُولئكَ الذين أقامَهُم الرُّوحُ القُدُسُ عليهِم
رُعاةً: "لأجلِهِم أُقَدِّسُ أنا ذاتِي، ليتَقَدَّسُوا هُم أيضاً
بالحَقّ." (يُوحَنَّا 17: 19).

 

في
هذا الإطار، يُقدِّمُ يسُوع أفضَلَ تعريفٍ ونظرَةٍ إلى كيفيَّةِ الإقتِرابِ من
كَلِمَةِ الله. فلقد طَلَبَ منَ الآبِ أن يُقَدِّسَهُم بِالحَقِّ، ومن ثَمَّ
صَرَّحَ قائِلاً: "كلامُكَ هُوَ حَقّ." (يُوحَنَّا 17: 17). بِحَسَبِ
يسُوع، الكتابُ المُقدَّسُ هُوَ حَقٌّ، وعلينا أن نقتَرِبَ من الكتابِ المُقدَّس باحِثينَ
عنِ الحَقّ. كثيرُونَ يقرَأُونَ الكتابَ المُقدَّسَ مُتَسائِلين، "ما
هُوَ؟" بكلماتٍ أُخرى، "ما هوَ الأُسلُوبُ الأدبيُّ لما أقرأُ؟ هل هُوَ
تاريخٌ، شِعرٌ، وعظٌ، مثَلٌ، مجازٌ، أُسطُورَةٌ، أم خُرافَة؟"

 

أخبَرَنا
يسُوعُ سابِقاً في هذا الإنجيل أنَّهُ علينا أن نقتَرِبَ من تعليمِهِ باحِثينَ عنِ
الحقِّ، معَ إلتِزامٍ بأنَّنا سنُطَبِّقُ هذا الحقَّ الذي سنَجِدُهُ في تعليمِهِ.
فعندما نُطَبِّقُ الحَقَّ نُبَرهِنُ أنَّ تعاليمَ يسُوع هي كلمةُ الله. فإذا أردنا
أن نُبَرهِنَ أنَّ الكِتابَ المُقدَّسَ بكامِلهِ هُوَ كلمةُ اللهِ المُوحَى بها،
والمَعصُومَة عنِ الخَطأ، أعتَقِدُ أنَّهُ علينا أن نقرَأَ الكتابَ المُقدَّس
باحِثينَ عنِ الحَقِّ. فعندَما نُقدِّمُ الإلتِزام بأن نُطَبِّقَ ونُطيعَ الحَقَّ
الذي نَجِدُهُ في الكتابِ المُقدَّس، عندها نُبَرهِنُ أنَّ الكتابَ المُقدَّسَ
بكامِلِهِ هُوَ كلمةُ الله. لقد علَّمَ يسُوعُ بواقِعيَّةٍ أنَّ العِلمَ لا
يُؤدِّي دائماً بالضَّرُورَةِ إلى العَمَل. بل علَّمَ ما إكتَشَفتُ حقيقَتَهُ في
إختباري الشَّخصِيّ، أنَّ العملَ يقُودُ دائماً إلى الإقتِناعِ العَميق بأنَّ
الكِتابَ المُقدَّسَ هُوَ كَلِمَةُ الله.

 

يسُوعُ
يُصَلِّي لأجلِ كَنيسِتِهِ

في
القِسمِ الثَّالِثِ منَ الصَّلاة، في يُوحَنَّا (17: 20- 26)، يُصَلِّي يسُوعُ
لأجلِ النَّاس الذين كانُوا سيُؤمِنُونَ بسَبَبِ هَؤُلاء الرِّجال الأحد عشَر. هذا
يعني أنَّهُ يُصَلِّي لأجلِكَ ولأجلِي، منذُ أكثَر من عشرينَ قَرناً، ولأجلِ كُلِّ
الأشخاصِ الذين آمنُوا وأصبَحُوا جُزءاً من كَنيسَةِ المسيح التي أسَّسَها من
خلالِ شهادَةِ هؤُلاء الأحد عشَر.

 

في
القِسمِ الأخير من هذه الصَّلاة، نَجِدُهُ يُصَلِّي لأجلِكَ ولأجلِي: "ولَستُ
أسأَلُ من أجلِ هَؤُلاء فقط بل أيضاً من أجلِ الذين يُؤمِنُونَ بِي بِكلامِهِم.
لِيَكُونَ الجَميعُ واحداً كما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ فيَّ وأنا فيكَ
لِيَكُونُوا هُم أيضاً واحداً فينا، لِيُؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتَني. وأنا قد
أعطَيتُهُم المجدَ الذي أعطَيتَني ليَكُونُوا واحداً كما أنَّنا نحنُ واحد. أنا
فيهِم وأنتَ فيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إلى واحدٍ ولِيَعلَمَ العالَمُ أنَّكَ
أرسَلتني وأحبَبتَهُم كما أحبَبتَني." (يُوحَنَّا 17: 20- 23)

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المكابيين الأول الأنبا مكاريوس أسقف عام 09

 

بينما
تتأمَّلُونَ بهذا الجزءِ الثَّالِث منَ الصَّلاة، لاحِظُوا أوَّلاً أنَّ الوِحدَةَ
التي يُريدُها لنا هي على مِثالِ وحدَتِهِ معَ الآب. فلقد أخبَرَنا في الإصحاحِ
العاشِر من هذا الإنجيل أنَّهُ هُوَ والآب واحد (يُوحَنَّا 10: 30). الآن أصبحَت
وِحدَتُهُم نَمُوذجاً للطريقَةِ التي بها بإمكانِنا أن نَكُونَ واحداً معَ الآب،
معَ المُخلِّص، ومعَ بعضِنا البَعض.

 

لم
يَكُنْ يسُوعُ يُصَلِّي لأجلِ ذلكَ النَّوع منَ الوِحدة الذي يُنادِي بهِ
الكثيرُونَ اليوم، والذي يتأسَّسُ بِكُلِّ أسَفٍ بمُناداةِ هؤُلاء بإمكانِيَّةِ
الوِحدَةِ معَ أُولئكَ الذين ينتَمُونَ لدِياناتٍ أُخرى، لأنَّ المُنادِينَ بهذه
الوحدة لم يَعُودوا يُؤمِنُونَ بالعقائد الأساسيَّة لإيمانِهم. ليسَ منَ الصعبِ
الإتِّفاقُ حولَ ما لم يَعُدِ النَّاسُ يُؤمِنُونَ بهِ اليوم.

 

التَّطبيقُ
والتَّفسيرُ الأساسِيَّين لهذه الوحدة هُوَ المصدَرُ الدِّينامِيكيِّ لأعمالِ
ولأقوالِ المسيح التي تنتُجُ عن الحقيقَةِ العجائِبيَّة أنَّهُ هُوَ والآب واحد.
قالَ يسُوعُ لأُولئكَ الرُّسُل في البُستان، من خلالِ مَثَلِهِ عنِ الكَرمَةِ
والأغصان: "أنا فيهِ وهُوَ فيَّ. هكذا أنتُم أيضاً، يُمكِنُكُم أن تَكُونُوا
فيَّ وأنا فيكُم." (21). بهذه الطريقة وَصَفَ يسُوعُ الوِحدَةَ التي طلبَ منَ
الآبِ أن يُعطِيَها لهؤلاء الرُّسُل، ولأُولئكَ الذين سيُؤمِنُونَ ويُصبِحُونَ
جُزءاً من كنيستِهِ عبرَ التَّاريخ.

 

"أيُّها
الآبُ أُريدُ أنَّ هؤُلاء الذين أعطَيتَني يكُونُونَ مَعي حَيثُ أكُونُ أنا
لِينظُرُوا مَجدِي الذي أعطَيتَني لأنَّكَ أحبَبتَني قبلَ إنشاءِ العالم."
(24)

 

في
هذا العدد يُعلِنُ يسُوعُ أنَّهُ أرادَ هؤُلاء الأحد عشَر تلميذاً أن يَكُونُوا
معَهُ لكَي يرَوا مجدَهُ. ولقد وعدَ بأن يَكُونَ معَ أُولئكَ الذين يكرِزُونَ
بالإنجيل ويُتلمِذُونَ النَّاس لهُ عبرَ تاريخِ الكنيسة (متَّى 28: 18- 20).
بإمكانِنا الإفتِراض أنَّهُ بينما أعطَى مجدَهُ لأُولئكَ الأحدَ عشَر، فلقد أعطى
وسيستَمِرُّ بإعطاءِ مجدِهِ لأُولئكَ الذينَ يدعُونَهُ رَبَّاً ومُخَلِّصاً، إلى
أن يجيءَ ثانِيَةً.

 

لِكَي
يُؤمِنَ ويعرِفَ العالَمُ

أخبَرَ
يسُوعُ هؤلاء الرِّجال في العُلِّيَّة أنَّهُم عندما يختَبِرُونَ هذه الوحدَة،
سيعمَلُونَ أعمالاً أعظَم من تِلكَ التي عمِلَها هُو. الآن نتعلَّمُ لماذا وظَّفَ
يسُوعُ ثلاثَ سنواتٍ لتدريبِ تلاميذِهِ. لقد أرادَهُم أن يختَبِرُوا هذه الوِحدَة،
وأن يعمَلُوا هذه الأعمال، لأنَّهُ أراد أن يعرِفَ العالَمُ وأن يُؤمِنَ العالَمُ
بحقيقَتين: أنَّ الآبَ أرسَلهُ إلى هذا العالم، وأنَّ الآبَ أحبَّهم كما أحبَّ
إبنَهُ الوحيد! لقد شدَّدتُ على هذه التَّضَرُّعاتِ في الأعداد 20 إلى 23، التي
إقتَبَستُها أعلاهُ، لأنَّني أُؤمِنُ أنَّها التركيزُ الأساسيُّ والأكثَرُ
حيويَّةً لهذه الصَّلاة.

 

إنَّ
مِفتاحَ فهمِ تركيز هذه الصلاة، نجِدُهُ بطريقَةٍ أو بأُخرى في العدَدَين
الأخيرين: "أيُّها الآبُ البارُّ إنَّ العالَم لم يعرِفْكَ. أما أنا
فعرفتُكَ، وهؤُلاء عَرَفُوا أنَّكَ أنتَ أرسَلتَني. وعرَّفتُهُم إسمَكَ
وسأُعَرِّفُهُم لِيَكُونَ فيهِم الحُبُّ الذي أحبَبتَني بهِ، وأكُونَ أنا فيهِم."
(يُوحَنَّا 17: 25- 26)

 

بينما
كانَ يُصَلِّي يسُوعُ هذه الصَّلاة، رَكَّزَ بالصَّلاةِ لأجلِ العالم. فحتَّى ولو
قالَ للآبِ أنَّهُ لا يُصَلِّي لأجلِ العالم، ولكنَّهُ ذَكَرَ العالَمَ تسعَ
عشرَةَ مرَّةً في صلاتِهِ هذه! ونجدُ مركَزِ الثِّقلِ في صلاتِهِ في الكلماتِ
التَّالِيَة، "أيُّها الآبُ البارُّ، إنَّ العالَمَ لم يَعرِفْكَ!" لقد
أعلَنَ أنَّّهُ لا يُصَلَِّي لأجلِ العالم، لأنَّ العالَمَ لا يعرِف.

 

صَلَّى
لأجلِ هؤُلاء الرُّسُل لأنَّهُم يعرِفُونَ، ولأنَّها وسيلتُهُ لإقناعِ هذا العالم
بحَقِيقَتَين كرزوا بهما وقدَّمَ عنهُما مثالاً لمُدَّةِ ثلاثِ سنواتٍ: الحقيقَةُ
الأُولى هي أنَّ اللهَ أرسَلَ إبنَهُ الوحيد إلى العالم من أجلِ خلاص ِالعالم.
والحقيقَةُ الثَّانِيَة هي أنَّ اللهَ أحبَّ النَّاسَ في هذا العالم بمقدارِ ما
أحبَّ إبنَهُ الوحيد.

 

هاتانِ
الحقيقَتانِ الإنجيليَّتانِ نجدُهُما مُسَجَّلَتينِ في الإصحاحِ الثَّالِث من هذا
الإنجيل. قالَ يسُوعُ لمُعلِّمِ النَّامُوس نيقُوديمُوس: "لأنَّهُ هكذا أحبَّ
اللهُ العالمَ، حتَّى بذلكَ إبنَهُ الوحيد، لكي لا يهلِكَ كُلُّ من يُؤمِنُ بهِ،
بل تكُونُ لهُ الحياةُ الأبديَّة." (يُوحَنَّا 3: 16).

 

لقد
كانَ يسُوعُ يُصَلِّي لأجلِ هؤُلاء الرُّسُل في الأعدادِ الخمسةِ الأُولى من هذه
الصَّلاة، عندما صَلَّى من أجلِ حياتِهِ وخدمتِهِ، لأنَّهُ بمعنىً ما كانَ هؤُلاء
الرُّسُل عملَهُ الأهَمّ في هذا العالم. وبعدَ خمسَةِ قُرونٍ من رفعِهِ هذه
الصَّلاة، كانَتِ الأمبراطُوريَّة الرُّومانيَّة بِرُمَّتِها قد إنضمَّت للإيمانِ
المسيحيّ الذي أعلَنَهُ هؤُلاء الرُّسُل. لقد إستُجِيبَت هذه الصَّلاةُ الرَّائِعة
عندما بارَكَ الآبُ بِقُوَّةٍ ستراتيجيَّةَ إبنِهِ الوحيد للوُصُولِ إلى العالم من
خلالِ هؤلاء الرُّسُل، وأُولئكَ الذين سيُؤمِنُونَ من خلالِ كرازَتِهِم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي