الإصحَاحُ
الْخَامِسُ

 

موت
حنانيّا وسفيرة

1
وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ بَاعَ مُلْكاً، 2
وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ. وَأَتَى بِجُزْءٍ
وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3 فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا،
لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ
وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4 أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟
وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي
قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».
5 فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ
عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ. 6 فَنَهَضَ الأَحْدَاثُ
وَلَفُّوهُ وَحَمَلُوهُ خَارِجاً وَدَفَنُوهُ.

7
ثُمَّ حَدَثَ بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ
وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8 فَسَأَلَهَا بُطْرُسُ: «قُولِي لِي: أَبِهَذَا
الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ بِهَذَا الْمِقْدَارِ». 9
فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ
الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ
وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجاً». 10 فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ
وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً فَحَمَلُوهَا خَارِجاً
وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11 فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ
الْكَنِيسَةِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ (أعمال 5: 1-11).

بعد
أن أطلق مجلس اليهود سراح بطرس ويوحنّا ذهبا إلى الكنيسة في أورشليم، ففرحت بهما،
كما فرحت بنجاح التبشير باسم المسيح، وعبَّرت عن فرحها بالصّلاة، وأنفق الأغنياء
على الفقراء على قدر الحاجة.

وكان
بالكنيسة رجل اسمه حنانيّا ومعنى اسمه «حنوّ الرب» متزوّجاً من امرأة اسمها سفيرة،
ومعنى اسمها «مضيئة أو جميلة». كان حنانيّا يمتلك حقلاً باعه وجاء ببعض ثمنه إلى
الرسل. وانتظر أن يمدحه بطرس أمام الجميع على سخائه. ولكنّ الربّ كشف للرّسول بطرس
خيانة حنانيّا، فقال له: «لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى
الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟.. أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى
النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».

أليس
عجيباً أن يوجد بعض المرائين بين الذين اعترفوا بالمسيح! لقد كان أحد تلاميذ
المسيح خائناً، هو يهوذا، وقال المسيح إنَّ ملكوت الله يشبه إنساناً زرع في حقله
زرعاً جيداً، ولكنّ عدوّه زرع زواناً وسط الحنطة (متّى 13: 24، 25). وهكذا تواجه
الكنيسة صعوبات من الداخل بسبب رياء ونفاق بعض أعضائها، كما تواجه صعوبات من
الخارج بسبب الاضطهاد.

وكما
لم تجبر الكنيسة حنانيّا أن يبيع حقله، ولم تجبر غيره أن يبيع ممتلكاته، لا يقدر
الشيطان أن يجبر أحداً على الكذب أو ارتكاب الخطية. لكن حنانيّا خضع لاقتراح
الشيطان أن يكذب ليحتلَّ مكانة محترمة بين المؤمنين، هو في الواقع لا يستحقها،
فقرر أن يختلس، وأعطى مجالاً للشيطان أن يعمل في قلبه.

تظاهر
حنانيّا بأنّ الروح القدس أرشده ليبيع حقله، ولكنّه كذب على روح الله القدوس.
ولمّا انفضح أمره وظهر خداعه وقع ومات.

ومن
حادثة حنانيّا نتعلّم أنّ الله العارف بكل شيء عن الإنسان وعن أفكاره، يكره الكذب
والرياء والطمع. وكان عقاب الله شديداً وظاهراً، ولكنّه كان ضرورياً في أوّل عهد
الكنيسة، ليتجنّب المؤمنون مثل ذلك الرياء.

إنّ
الله عظيم الرحمة، فشفى الأعرج (أعمال 3: 1-10)، وهو أيضاً شديد النقمة، قتل
المرائي حالاً عقب كذبه. وهو سبحانه في الحالتين يحفظ كنيسته من الأضرار الخارجية
ومن الأضرار الداخلية.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد أبوكريفا العهد الجديد كيف كتبت ولماذا رفضتها الكنيسة 09

لقد
قصد الله بموت حنانياّ أن يثبِّت سلطان الرسل لأنهم رسله هو. فلمّا سمع جميع
الحاضرين كلام بطرس إلى حنانيّا، وشاهدوه يسقط ميتاً، خافوا من قداسة الله الذي لا
يحبّ الكذب.

وحمل
الشباب حنانيا ودفنوه، واستغرقهم ذلك نحو ثلاث ساعات.

ودخلت
سفيرة، زوجة حنانيّا، وهي لا تعلم ما حدث لزوجها. ولم يعطها بطرس فرصة للاستفهام
أو الكلام، لكنّه أعطاها فرصة الاعتراف بالحق لتنجو، فسألها: «أَبِهَذَا
الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟». وكذبت سفيرة على روح الرب، كما كذب زوجها
حنانيّا. وكانت النتيجة أنّها ماتت في الحال كما مات زوجها.

الله
يعاقب على الخطيّة. وقد يكون العقاب سريعاً، ولكنّه يصبر على الخاطئ ليعطيه فرصة
الاعتراف والتوبة.. الله إله العدل والحقّ، كما أنّه إله المحبة والرحمة. وهو يكره
الخطيّة لكنّه يحبّ الخاطئ ويريد أن يخلّصه.

 

مزيد
من المعجزات

12
وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ.
وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13 وَأَمَّا
الآخَرُونَ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ،
لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. 14 وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ
لِلرَّبِّ أَكْثَرَ، جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ 15 حَتَّى إِنَّهُمْ
كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجاً فِي الشَّوَارِعِ وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى
فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى
أَحَدٍ مِنْهُمْ. 16 وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى
أُورُشَلِيمَ حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ،
وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ (أعمال 5: 12-16).

شاهدت
الكنيسة موت حنانيّا وسفيرة، وسمع آخرون بذلك، فعرف الجميع أنّ روح الله يعلم كلّ
شيء، حتّى ما يحدث في الخفاء، وأنّ الله يفحص القلوب. فصار خوف عظيم في قلوب
الجميع، حتَّى في الذين ليسوا من الكنيسة.

كانت
الكنيسة تواظب على صلاة الإيمان بروح الاتحاد والمحبّة والعبادة، وكان الله يستجيب
صلاة المؤمنين فحدثت معجزات كثيرة استجابة للصلاة.

اجتمع
المؤمنون في رواق سليمان، وهو عبارة عن ممشى مسقوف على جانب الهيكل الشرقي،
يُستخدم مجتمعاً لعامة الناس، فاستعمله الرسل مكاناً لمخاطبة الشعب. ولم يتجاسر
المراؤون من أمثال حنانيّا وسفيرة أن يقتربوا من المؤمنين. وكان الشعب يكرم الرسل،
فآمن كثيرون من رجال ونساء وانضمّوا إلى الكنيسة في أورشليم. وكانت الكنيسة تنمو
رغم كل الظروف.

تعجب
الناس من قوّة الله العاملة في الرسل، فأحضروا مرضاهم بإيمان كامل في قوّة المسيح
الذي يعظ به بطرس، حتّى أنّ ظل بطرس كان يشفي المريض عندما يقع عليه. وسمع كثيرون
من خارج أورشليم عن أعمال الله العظيمة، فأحضروا مرضاهم للرسل لينالوا الشّفاء.

ونلاحظ
أنّ الرسل لم يستطيعوا شفاء بعض المرضى قبل صعود المسيح (متّى 17: 16، 19) لكن بعد
حلول الرّوح القدس استطاعوا أن يشفوا المرضى ويخرجوا الأرواح النجسة. المسيح لا
زال حيّاً. ومن يؤمن به ينال الشفاء. فهل وضعت ثقتك في المسيح الفادي والشافي؟

 

القبض
على الرسل

17
فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ، الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ
الصَّدُّوقِيِّينَ وَامْتَلأُوا غَيْرَةً 18 فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى
الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19 وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ
فِي اللَّيْلِ فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ وَقَالَ: 20 «اذْهَبُوا
قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ
الْحَيَاةِ». 21 فَلَمَّا سَمِعُوا دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ
وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى
الْحَبْسِ لِيُؤْتَى بِهِمْ. 22 وَلَكِنَّ الْخُدَّامَ لَمَّا جَاءُوا لَمْ
يَجِدُوهُمْ فِي السِّجْنِ، فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوا 23 قَائِلِينَ: «إِنَّنَا
وَجَدْنَا الْحَبْسَ مُغْلَقاً بِكُلِّ حِرْصٍ، وَالْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ خَارِجاً
أَمَامَ الأَبْوَابِ. وَلَكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا لَمْ نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ
أَحَداً». (أعمال 5: 17-23).

هل تبحث عن  هوت مقارن الأيقونات والصور الصور ‏فى‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية ة

كانت
الكنيسة تنمو، وكان الرب يعمل معجزات بواسطة رسله، فاغتاظ رئيس الكهنة والصدوقيون
الذين لا يؤمنون بالقيامة، فأمروا بالقبض على الرسل ووضعوهم في سجن العامّة في
أورشليم، وهو مكان محصَّن حتّى لا ينجو الرسل منه.

قضى
الرسل وقتهم في السجن يصلّون. واستجاب الله صلاتهم وأرسل ملاكه في الليل ففتح
أبواب السجن، وأخرج الرسل وأوصاهم أن يكلِّموا الشعب في الهيكل بجميع كلام الحياة.
وأطاع الرسل أمر الرب وذهبوا إلى الهيكل للتبشير باسم يسوع.

ولم
يعرف شيوخ اليهود أنَّ الرسل نجوا من السجن، فدعوا المجمع المكوَّن من السبعين
عضواً، وأرسلوا العساكر إلى السجن لإحضار الرّسل لمحاكمتهم. وعندما ذهبوا إلى
السجن وجدوه مغلقاً والحراس واقفين أمامه، ولكنّهم لمّا فتحوه لم يجدوا الرسل،
فرجعوا وأخبروا شيوخ اليهود بذلك.

شهادة
الرسل أمام مجمع اليهود

24
فَلَمَّا سَمِعَ الْكَاهِنُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ
هَذِهِ الأَقْوَالَ ارْتَابُوا مِنْ جِهَتِهِمْ: مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ هَذَا؟ 25
ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلاً: «هُوَذَا الرِّجَالُ الَّذِينَ
وَضَعْتُمُوهُمْ فِي السِّجْنِ هُمْ فِي الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ
الشَّعْبَ». 26 حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ الْجُنْدِ مَعَ الْخُدَّامِ
فَأَحْضَرَهُمْ لاَ بِعُنْفٍ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ الشَّعْبَ لِئَلاَّ
يُرْجَمُوا. 27 فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ أَوْقَفُوهُمْ فِي الْمَجْمَعِ.
فَسَأَلَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: 28 «أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ
تُعَلِّمُوا بِهَذَا الاِسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ
بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هَذَا
الإِنْسَانِ». 29 فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ
أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. 30 إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ
قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 31 هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ
بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ
وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. 32 وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهَذِهِ الأُمُورِ،
وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ»
(أعمال 5: 24-32).

اندهش
شيوخ اليهود واغتاظوا من الرسل بعد أن سمعوا أنهم ليسوا في السجن، واندهشوا أكثر
عندما أخبرهم أحد النّاس أنّ الرسل في الهيكل! فأرسلوا وأحضروهم. وفي غضب سألهم
رئيس الكهنة: «أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ تُعَلِّمُوا بِهَذَا
الاِسْمِ؟» فأجابه بطرس نيابة عن الرسل، أنّه ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس،
وأنّ الله أقام المسيح الذي قتله اليهود من الموت، وأنّ المسيح هو قلب رسالة
الإنجيل، وأنّ غفران الخطايا هو بالإيمان باسمه وحده لأنه مات نيابة عن الخطاة،
وأنّ الروح القدس يعمل في المؤمنين ويشجعهم أن يثقوا في الله أكثر من ثقتهم في
الناس.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل مرقس يوحنا كرافيذوبولوس 09

 

غمالائيل
يحذر مجمع اليهود

33
فَلَمَّا سَمِعُوا حَنِقُوا وَجَعَلُوا يَتَشَاوَرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ. 34
فَقَامَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ فَرِّيسِيٌّ اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ مُعَلِّمٌ
لِلنَّامُوسِ مُكَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ الرُّسُلُ
قَلِيلاً. 35 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ،
احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هَؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ
مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. 36 لأَنَّهُ قَبْلَ هَذِهِ الأَيَّامِ قَامَ
ثُودَاسُ قَائِلاً عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ
مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ
انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ. 37 بَعْدَ هَذَا قَامَ
يَهُوذَا الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ الاِكْتِتَابِ وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْباً
غَفِيراً. فَذَاكَ أَيْضاً هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ
تَشَتَّتُوا. 38 وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هَؤُلاَءِ النَّاسِ
وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا الرَّأْيُ أَوْ هَذَا الْعَمَلُ مِنَ
النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ، 39 وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ
تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ للهِ أَيْضاً». 40 فَانْقَادُوا
إِلَيْهِ. وَدَعُوا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصُوهُمْ أَنْ لاَ
يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ (أعمال 5: 33-40).

سمع
شيوخ اليهود إجابة الرسل فاغتاظوا وفكروا في قتلهم، ولكنّ شيخاً جليلاً اسمه
غمالائيل كان أستاذاً في الشريعة اختلف معهم، لأنّه كان يؤمن أنّ الله يؤيّد
أعماله ويظهرها بقوّة لا يوقفها إنسان، فأمر بإخراج الرسل من القاعة، وتشاور مع
زملائه من الشيوخ، وحذّرهم من قتل الرسل، واستشهد بما حدث مع ثوداس الذي عصى
الدولة الرومانية وقال إنه نبيّ، أو إنّه المسيح المنتظر، وآمن به كثيرون لكنّه
فشل وسقط وانكسر.. وقصد غمالائيل بذلك أنّه إن كان الرسل مثل ثوداس فسيسقطون، وإن
كانوا من المؤمنين فسيثبتون. وأخبر غمالائيل عن يهوذا الجليلي الذي أثار الفتن
مدّة أربع سنوات لكنّه هلك. وقصد غمالائيل أنّه إن كان عمل الرسل من عند الناس فلا
بدّ سيفشل، ولكن إن كان عملهم بإرادة الله فسيثبت، لأنّهم ينفّذون إرادة الله.
وتكون مقاومتهم مقاومة لله.. ومن يستطيع أن يقف ضد الله؟!!

واقتنع
شيوخ اليهود بمنطق غمالائيل، فاكتفوا بجلد الرسل، وأوصوهم أن يمتنعوا عن الكلام
باسم المسيح، ثم أطلقوهم.

 

الرسل
يستمرّون في شهادتهم

41
وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا
مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. 42 وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ
كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ (أعمال 5: 41، 42).

خرج
الرسل والدماء تسيل من أجسادهم، لكنّهم كانوا فرحين، ولم يتوقفوا عن التبشير
بالمسيح كما ظن أعضاء مجلس اليهود أنّهم سيتوقّفون. وكان سبب فرح الرسل أنهم
أطاعوا الله، وأصبحوا مثل المسيح الذي تألّم لأجلهم، وأنّه باضطهادهم سينتشر
الإنجيل، وأنّ لهم إكليل المجد في السماء (متّى 5: 11، 12).

واستمر
الرسل يبشرون باسم المسيح في الهيكل وفي البيوت. ولا بد أنّ الروح القدس أرشدهم
وشجّعهم ليبشّروا، فمهما كانت الضيقات في وجه المؤمنين بالمسيح، فلن يمتنعوا عن
الشهادة للمسيح بقوّة الرّوح القدس.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي