الإصحَاحُ
السَّابعُ
دفاع
استفانوس
في
دفاع استفانوس نرى ستَّ حقائق:
عهد
الله مع شعبه سابق لشريعة موسى ولبناء الهيكل ( آيات 1-8)
النّجاة
من عبوديّة فرعون أمر رمزيّ (آيات 9-19)
موسى
يرمز للمسيح (آيات 20-36)
اليهود
يرفضون العبادة الحقيقية (آيات 37-43)
اليهكل
الحقيقي (آيات 44-50)
اليهود
دائما يقاومون الرّوح القدس (آيات 51-53)
1 –
عهد الله مع شعبه سابق لشريعة موسى ولبناء الهيكل
1
فسأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟» 2
فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ
الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا
سَكَنَ فِي حَارَانَ 3 وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ
وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ 4 فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ
وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى
هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا. 5 وَلَمْ يُعْطِهِ
فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ. وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا
مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. 6
وَتَكَلَّمَ اللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً فِي أَرْضٍ
غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ، 7
وَالأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا سَأَدِينُهَا أَنَا يَقُولُ اللهُ.
وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ وَيَعْبُدُونَنِي فِي هَذَا الْمَكَانِ. 8
وَأَعْطَاهُ عَهْدَ الْخِتَانِ. وَهَكَذَا وَلَدَ إِسْحَاقَ وَخَتَنَهُ فِي
الْيَوْمِ الثَّامِنِ. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ وَلَدَ
رُؤَسَاءَ الآبَاءِ الاِثْنَيْ عَشَرَ (أعمال 7 1-8)
أحضر
اليهود استفانوس إلى رئيس الكهنة ليحاكمه، فسأله إن كان مذنباً أم بريئاً. وكان
استفانوس شجاعاً، فلم يُجب رئيس الكهنة وحده بل تكلّم إلى كلّ الشعب ودعاهم آباء
وإخوة.
وبدأ
استفانوس دفاعه بقوله إنّ دعوة الله لإبراهيم ووعوده له كانت سابقة لمولد موسى
وإعطائه الشريعة، وسابقة لبناء هيكل سليمان، وإنّ ظهور الله لشعبه ليس مقصوراً على
أورشليم فقط، لأنّ الله ظهر لإبراهيم ويوسف وموسى في أماكن غير أورشليم.
2 –
النّجاة من عبوديّة فرعون أمر رمزيّ
9
وَرُؤَسَاءُ الآبَاءِ حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ، وَكَانَ اللهُ
مَعَهُ 10 وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً
أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ فَأَقَامَهُ مُدَبِّراً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى
كُلِّ بَيْتِهِ.
11
ثُمَّ أَتَى جُوعٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ وَكَنْعَانَ وَضِيقٌ عَظِيمٌ،
فَكَانَ آبَاؤُنَا لاَ يَجِدُونَ قُوتاً. 12 وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ فِي
مِصْرَ قَمْحاً أَرْسَلَ آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. 13 وَفِي الْمَرَّةِ
الثَّانِيَةِ اسْتَعْرَفَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ وَاسْتَعْلَنَتْ عَشِيرَةُ
يُوسُفَ لِفِرْعَوْنَ. 14 فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ
وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً. 15 فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى
مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا 16 وَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ وَوُضِعُوا فِي
الْقَبْرِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِثَمَنٍ فِضَّةٍ مِنْ بَنِي حَمُورَ
أَبِي شَكِيمَ. 17 وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ الْمَوْعِدِ الَّذِي أَقْسَمَ
اللهُ عَلَيْهِ لإِبْرَاهِيمَ كَانَ الشَّعْبُ يَنْمُو وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ 18
إِلَى أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 19 فَاحْتَالَ هَذَا
عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى آبَائِنَا حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ
مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لاَ يَعِيشُوا (أعمال 7: 9-19).
في
ظلم الإخوة ليوسف إشارة إلى ظلم اليهود للمسيح، الذي خرج من الآلام إلى المُلك.
واستعباد فرعون لبني إسرائيل، وإطلاق الرب لهم أحراراً إشارة واضحة لآلام المسيح
والأمجاد التي بعدها.
3 –
موسى يرمز للمسيح
20
«وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدّاً فَرُبِّيَ هَذَا
ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ. 21 وَلَمَّا نُبِذَ اتَّخَذَتْهُ ابْنَةُ
فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ابْناً. 22 فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ
حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِراً فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ. 23
وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ
يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24 وَإِذْ رَأَى وَاحِداً مَظْلُوماً
حَامَى عَنْهُ وَأَنْصَفَ الْمَغْلُوبَ إِذْ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ. 25 فَظَنَّ
أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً
وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا. 26 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ
وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ فَسَاقَهُمْ إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا
الرِّجَالُ أَنْتُمْ إِخْوَةٌ. لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ 27
فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً
وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ 28 أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسَ
الْمِصْرِيَّ؟ 29 فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَصَارَ غَرِيباً
فِي أَرْضِ مَدْيَانَ حَيْثُ وَلَدَ ابْنَيْنِ.
30
وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي
بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. 31 فَلَمَّا رَأَى
مُوسَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ
لِيَتَطَلَّعَ صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: 32 أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ، إِلَهُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ
يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. 33 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ
لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. 34
إِنِّي رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ
وَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ.
35
هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً
وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ الْمَلاَكِ
الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ. 36 هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعاً
عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ وَفِي
الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً (أعمال 7: 20-36).
استمرّ
استفانوس في دفاعه قائلا إنّه يرى في موسى رمزاً للمسيح منقذ إخوته، إلّا أنّ
إخوته رفضوه وقالوا له: «مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟» ومع هذا
فإنَّ موسى كان المنقذ بالعجائب والآيات. وفي هذا يكون موسى رمزاً للمسيح.
4 –
اليهود يرفضون العبادة الحقيقيّة
37
هَذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيّاً مِثْلِي
سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ. 38
هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ مَعَ الْمَلاَكِ
الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ وَمَعَ آبَائِنَا. الَّذِي قَبِلَ
أَقْوَالاً حَيَّةً لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا 39 الَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا
أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ لَهُ، بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى
مِصْرَ 40 قَائِلِينَ لِهَارُونَ: اعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا
لأَنَّ هَذَا مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا
أَصَابَهُ. 41 فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ، وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً
لِلصَّنَمِ وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ. 42 فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ
لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ:
هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي
الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 43 بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ
وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ رَمْفَانَ التَّمَاثِيلَ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا
لَهَا. فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ (أعمال 7: 37-43).
وتابع
استفانوس يقول إنّ الشريعة وعوائد موسى ليست أبديّة، لأنّ موسى أنبأ بمجيء نبيّ
آخر، وأنّ تعاليم موسى كانت تجهِّز شعبه لمجيء نبيّ آخر هو المسيح. والنبيّ الآخر
الذي أشار إليه هو الذي أشار الرسول بطرس إليه في موعظته الثانية (أعمال 3: 22)،
وهو المسيح الذي يشترك مع موسى في صفتين: أنّه يكلّم الله بدون وسيط، وأنّه أجرى
معجزات كثيرة.
وقال
استفانوس إنّ الماضي يكرّر نفسه، وإنّ بني إسرائيل الذين منحهم الرب خلاصه المعجزي
هم الذين عبدوا العجل، وقدّموا قرابين للصنم، وصنعوا أوثاناً سجدوا لها، فأغضبوا
الله. وهو نفس ما فعلوه بالمسيح، المخلِّص الروحي الذي سلموه لبيلاطس وهم يصرخون
"اصلبه! اصلبه! دمه علينا وعلى أولادنا». فإنهم دائماً يرفضون العبادة التي
من عند الله، والتي أمر بها الله، ويجرون وراء الباطل.
5 –
الهيكل الحقيقي
44
«وَأَمَّا خَيْمَةُ الشَّهَادَةِ فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي الْبَرِّيَّةِ
كَمَا أَمَرَ الَّذِي كَلَّمَ مُوسَى أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى الْمِثَالِ الَّذِي
كَانَ قَدْ رَآهُ 45 الَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضاً آبَاؤُنَا إِذْ تَخَلَّفُوا
عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ
وَجْهِ آبَائِنَا إِلَى أَيَّامِ دَاوُدَ 46 الَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ
اللهِ وَالْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَناً لإِلَهِ يَعْقُوبَ. 47 وَلَكِنَّ
سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتاً. 48 لَكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي
هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ: 49 السَّمَاءُ
كُرْسِيٌّ لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي
يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ 50 أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ
هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟ (أعمال 7: 44-50).
ومضى
استفانوس يقول إنَّ العبادة اليهودية بدأت في خيمة الاجتماع، حيث كان تابوت العهد
موضوعاً في قدس الأقداس، واشتاق داود أن يبني للربّ هيكلاً، فكلَّف الربّ سليمان
بإقامته. ولكنّ العبادة الحقيقية هي العبادة الروحيّة، والساجدون لله ينبغي أن
يسجدوا بالرّوح والحق. فلم يكن ما وعظ به استفانوس بخصوص «الموضع المقدّس
والنّاموس» تجديفاً، كما اتّهمه أهل مجمع الليبرتينيين وغيرهم، بل كان توضيحاً
للعبادة الحقيقيّة التي يطلبها الله.
6 –
اليهود دائماً يقاومون الروح القدس
51
"يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ،
أَنْتُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ
كَذَلِكَ أَنْتُمْ. 52 أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ
قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ
الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ 53 الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ
بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟» (أعمال 7: 51-53).
ختم
استفانوس دفاعه بأن قال إنّ بني إسرائيل يقاومون الرّوح القدس دائماً، وإنهم
تمرّدوا على الله عندما رفضوا المسيح كما تمرّد آباؤهم من قبل. ووصل إلى قمّة
دفاعه بالقول إنّ يسوع المسيح هو المسيّا والمخلِّص الذي صلبه اليهود وقتلوه.
اليهود
يرجمون استفانوس
54
فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ
عَلَيْهِ. 55 وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ.
56 فَقَالَ: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ
قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ». 57 فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا
آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ 58 وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ
الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ
شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59 فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ
يَدْعُو وَيَقُولُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ، اقْبَلْ رُوحِي». 60 ثُمَّ جَثَا
عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ
هَذِهِ الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ (أعمال 7: 54-60).
(ص 8:
1) وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِياً بِقَتْلِهِ.
بلغ
الغضب بأعضاء المجلس قمّته، فصرّوا بأسنانهم علامة شدّة غيظهم وحقدهم عليه، فرفع
استفانوس عينيه إلى السّماء كأنّه يرفع دعواه إلى الله، فرأى رؤية سماويّة أنعم
الله عليه بها عندما طلب وجهه.. رأى مجد الله، والمسيح عن يمين الله. وهذا معناه
أنّ المسيح في موضع الشرف والسلطة، لأنّه هو الديّان العادل. وأخبر استفانوس أعضاء
المجمع واليهود بهذه الرؤيا فصرخوا وسدّوا آذانهم لأنهم لم يقبلوا أن يسمعوا أكثر.
وهجموا عليه وأخرجوه خارج أورشليم ورجموه، فقد كان الرجم عقاب المجدّف (يوحنّا 10:
31). وخلع الراجمون ثيابهم تسهيلاً لرمي استفانوس بالحجارة، ووضعوها عند رجليْ
شاول الطرسوسي الذي كان راضياً بقتله.
وعندما
كانت الحجارة تنهال على استفانوس، الشهيد المسيحيّ الأوّل، كان يصلي أن يقبل الله
روحه، مقتدياً بالمسيح الذي طلب الغفران لصالبيه (لوقا 23: 34،46). وطلب استفانوس
صفح الله للذين يرجمونه. ثم جثا على ركبتيه، ومات وهو يصليّ.