الإصحَاحُ
السَّادِسُ

 

"لِكَي
تربَحَ أخاك"

(1كُورنثُوس
5: 6- 12)

ليسَتِ
الكنيسةُ اليوم في القُوَّةِ والتَّأثِير اللَّتَينِ يُريدُهما لها يسُوع المسيح.
وهُناكَ عدَّةُ أسبابٍ لذلكَ. ونجدُ واحِداً من هذه الأسباب هُنا في كُورنثُوس
الأُولى 5 – تَقصِيرٌ في التأديب الكَنسي. إذا شعرَ بُولُس بالإمتِعاض من غِيابِ
التأديبِ الكَنَسيّ في كُورنثُوس، فكيفَ كانَ سيشعُرُ زارِعُ الكنائِس الشهير هذا
حِيالَ كنائِسِنا اليَوم؟ فالكَنيسَةُ وُضِعَت أصلاً لتكُونَ مسكِنَ اللهِ في هذا
العالم. ويُخبِرُنا كُلٌّ من بطرُس وبُولُس أنَّ المُؤمنينَ في الكنيسة ينبَغي أن
يكُونُوا حجارَةً حَيَّةً في الكنيسةِ التي يبنِيها المَسيحُ المُقامُ في هذا
العالَمِ اليوم. (1بُطرُس 2: 5؛ 1كُورنثُوس 3: 9، 16).

 

فهَل
يهتَمُّ المسيحُ بنقاوَةِ وقُوَّةِ كنيستِهِ اليوم؟ الإثنانِ يسيرانِ جنباً إلى
جنب. فإن لم تَكُنِ الكنيسةُ نقِيَّةً لن تكُونَ قَويَّةً. فالقصدُ من التأديبِ
الكَنَسيّ إبقاءُ الكنيسة قويَّةً ونقيَّةً.

 

هدَف
التأديبِ الكنسيّ

أحدُ
أهداف التأديبِ الكَنَسِيّ هُوَ إرجاعُ الأخِ الضَّال الذي سقطَ في الخَطيَّة.
فالقصدُ من التأديبِ الكَنَسِيّ ليسَ مُجرَّد مُعاقَبة المُخَالِف. أعطانا يسُوعُ
في متَّى 18 التعليمَ التالي: "وإن أخطَأَ إليكَ أخُوكَ فاذهَبْ وعاتِبْهُ
بينَكَ وبَينَهُ وحدَكُما. إن سَمِعَ مِنكَ فقد رَبِحتَ أخاكَ. وإن لم يسمَعْ
فخُذْ معكَ أيضاً واحِداً أو إثنَين لِكَي تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ على فَِمِ شاهِدَين
أو ثلاثَة. وإن لم يسمَعْ منهُم فقُلْ للكَنيسة. وإن لم يسمَعْ منَ الكَنيسة
فليَكُن عِندَكَ كالوَثَنِيِّ والعشَّار." متَّى 18: 15- 17)

 

قد
يبدُو هذا قاسِياً جداً. ولكن ما هُوَ القصدُ من التأديب الكَنَسِيّ؟ "أن
تربَحَ أخاكَ." فإنطِلاقاً من محبَّتِكَ لهُ، عليكَ أن تُواجِهَهُ
وتُؤدِّبَهُ. فإن كانَ شخصاً رُوحِيَّاً بِحَقّ، سوفَ يعتَرِفُ بخَطِيَّتِه، وسوفَ
يتُوب ويرجِعُ عن خَطِيَّتِهِ. وهكذا يتمُّ إرجاعُهُ إلى المكانِ الذي سقطَ منهُ.
وهكذا تكُونُ قد رَبِحتَ أخاكَ. ولكن إن لم يكُنْ أخاً حَقيقيَّاً في المسيح، بل
كانَ مُجرَّدَ ذِئبٍ في ثِيابِ حَمَل، فإنطِلاقاً من محبَّتِكَ للمَسيح
ولكنيستِهِ، ينبَغي أن تُحافِظَ على نقاوَةِ الكنيسة بمُعامَلَتِهِ كَوَثَنِيّ،
لأنَّهُ بالحقيقَةِ كذلكَ.

 

هدَفٌ
آخَر للتأديبِ الكَنسي، هُوَ المحبَّة للمسيح ولكنيستِهِ. فمجدُ الله، ومجدُ
المسيح، ونقاوَةُ وقُوَّةُ وشهادَةُ الكنيسة في العالم، هي جميعُها من مقاصِدِ أو
أهدافِ التأديبِ الكنسيّ. فإذا فَشِلنا في تطبيقِ التأدِيبِ الكَنَسِيّ، وكأنَّنا
نقُولُ أنَّنا لا نكتَرِثُ بكُلِّ هذه الأُمُور، وأنَّنا لا نهتَمُّ بما يُمَجِّدُ
اللهَ والمسيحَ الحَيَّ المُقام، ولا بِشهادَةِ الكنيسة في العالم، ولا نهتَمُّ
حتَّى بالأخِ الساقِط.

 

في
العددِ التاسِع، يُشيرُ بُولُس إلى أنَّ هذهِ لم تكُنْ رِسالتَهُ الأُولى إلى
الكُورنثوسِيِّين: "كتبُ إليكُم في الرِّسالَةِ أن لا تُخالِطُوا الزُّناة.
وليسَ مُطلَقاً زُناةُ هذا العالم أوِ الطَمَّاعِين أوِ الخاطِفين أو عبَدَةِ
الأَوثان وإلا فيلزَمُكُم أن تَخرُجُوا منَ العالم."(1كُورنثُوس 5: 9- 10)
نحنُ نعرِفُ أنَّ الرَّبَّ لم يُرِدْنا أبداً أن ننسَحِبَ من العالم. "صلاتي
ليسَ أن تأخُذَهُم من العالم بل أن تحفَظَهُم منَ الشِّرِّير." (يُوحنَّا 17:
15)

 

نحنُ
مُكلَّفُونَ بأن نُعايِشَ الذين هُم غيرُ أخلاقِيِّين من أهلِ هذا العالم. قد
يُسبِّبُ هذا صدمَةً لكَ. وقد لا تُحِبُّ أن تسمَعَ هذا، وقد ترفُضُ أن تقُومَ
بهِ. ولكن تذكَّرْ التالي. لقد أرسَلَنا يسُوعُ إلى هذا العالم بنفسِ الطريقة التي
أرسَلَهُ بها الآبُ إلى العالم. فهل عايَشَ يسُوعُ الخُطاةَ؟ إقرأْ الأناجيل
الأربَعة وسوفَ تَجِدُ أنَّهُ فعلَ هذا. وكانَ هؤُلاء هُم الذين تجاوَبُوا معَهُ
عندما كرزَ بالإنجيل. فكيفَ يُمكِنُ أن تُشارِكَ الإنجيل معَ الخُطاة إن لم يكُنْ
لكَ أيَّة خلطة معَهُم؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عدريئيل ل

 

لقد
كانَ بُولُس يقُولُ للكُورنثُوسيِّين أن ينفَصِلُوا عن الزُّناة الذين كانُوا
يُسمُّونَ أنفُسَهُم مُؤمنين. "إن كانَ أحدٌ مَدعُوَّاً أخاً زانِياً أو
طَمَّاعاً أو عابِدَ وَثَن أو شَتَّاماً أو سِكِّيراً أو خاطِفاً أن لا تُخالِطُوا
ولا تُؤاكِلُوا مثلَ هذا." (11) فإذا دعا أحدُهُم نفسَهُ مُؤمِناً، ولكنَّ
أُسلُوبَ حياتِهِ غيرَ مُستَقيم وغير أخلاقِي، فلا تُخالِطْهُ. لأنَّهُ عاجِلاً أم
آجِلاً سيكتَشِفُ النَّاسُ نوعَ حياةِ هذا الشخص. فيسُوعُ قالَ "من ثِمارِهِم
تعرِفُونَهُم." فإذا رآكَ الآخرُونَ تُخالِطُ شخصاً يقُولُ أنَّهُ أخٌ، وهُوَ
لا يحيا الحياة التي يدَّعي أنَّهُ يحياها، سيَظُنُّ الآخَرُونَ أنَّكَ مُزيَّفٌ
أو مُراءٍ بمقدارِ هذا الشخص الذي يدَّعي التَّقوى ويسلُكُ في الخَطيَّة.

 

"خِلافاتٌ
بينَ التلاميذ"

(1كُورنثُوس
6: 1- 8)

 عندما
كتبَ بُولُس الإصحاحِ السادِس من هذه الرِّسالة، عالَجَ مُشكِلَةً أُخرى في كنيسةِ
كُورنثُوس. كانَ لدى المُؤمنين مشاكِلُ تتفاقَمُ بينَ بعضِهم البعض، إلى درجةِ
أنَّهُم كانُوا يُقاضُونَ بعضُهُم بعضاً في المحاكِمِ المَدَنيَّة في مَدينَةِ
كُورنثُوس.

 

هذا
التصرُّف كانَ مُناقِضاً لكُلِّ ما آمنَ بهِ بُولُس وعلَّمَهُم بهِ. فَلِماذا
يذهَبُ المُؤمِنُونَ إلى محكَمَةٍ وَثَنيَّة ليقِفُوا أمامَ قاضٍ هُوَ مُجرَّدُ
إنسانٍ طَبِيعيّ أو غير روحِيّ، ويقُولُوا لهُ، "نحنُ أشخاصٌ رُوحِيُّون،
ولكن لدَينا مُشكِلَة وليسَ لدينا الحِكمة لِنَحُلَّها. فحتَّى ولو كانَ لَدَينا
الرُّوح القُدُس وأمَّا أنتَ أيُّها القاضي فليسَ لديكَ الرُّوح القُدُس، فنحنُ
نحتاجُ إلى الحكمةِ التي لدَيكَ، والتي ليسَ لدينا إيَّاها"؟ كانَت هذه
المُشكِلة في فِكرِ بُولُس عندما كتبَ في الإصحاحِ الثاني، "لأنَّ
الرُّوحِيَّ يحكُمُ في كُلِّ شَيءٍ، ولا يُحكَمُ فيهِ من أحَد."

 

وفوقَ
ذلكَ، كتبَ بُولُس يقُولُ أنَّهُ يوماً ما، "سيدينُ المُؤمنُونَ
العالم." (1كُورنثُوس 6: 2) فإنْ كُنَّا سنفعلُ هذا، فلماذا لا نستطيعُ أن
نحكُمَ في قضايا الحياةِ التافِهة؟ "فكونُكُم لدَيكُم مُحاكمات ضِدَّ بعضِكم
البَعض، يعني أنَّكُم قد أصبَحتُم فاشِلين." هذا هُوَ جوهَرُ ما كتبَهُ
بُولُس في العددِ السابِع.

 

وكما
كانَ الإختِلاطُ بالمُرائِينَ المُدَّعِينَ الإيمان، يُلطِّخُ شهادَتهُم (الإصحاح
5)، فإنَّ هذه المُقاضاة في المحاكِم كانت بمثابَةِ تقويضٍ لكُلِّ ما يُؤمِنُونَ
بهِ. وهكذا جاءَ الرَّسُول بُولُس بالحلّ: "لماذا لا تُظلَمُونَ أنتُم
بالحَرِيّ؟" سيكُونُ أمراً مُمَجِّداً للرَّبِّ بأن تقبَلُوا خسائِركُم
وتُسلَبوا. ولكن بدلَ ذلكَ، أنتُم الذين تظلُمُونَ بالحَرِيِّ وتسلُبُون إخوتَكُم
– ومن خِلالِ ذلكَ تجعَلُونَ المسيحَ وكنيستَهُ يبدُونَ في سخافَة.

 

حَلٌّ
رُوحِيٌّ عام

بينما
تدرُسُونَ هذه الرِّسالة التصحيحيَّة، ستجدُونَ أنَّ بُولُس يُعطِي حلاً خاصَّاً
لكُلِّ مُشكِلَةٍ واجهها في كنيسةِ كُورنثُوس. ولكن، عندما نَصِلُ إلى الإصحاحات
12 إلى 14، يُقدِّمُ لنا بُولُس حُلُولاً أكثَرَ عُمُومِيَّةً في طبيعتِها.
الحَلُّ العامُّ لكُلِّ المشاكِل التي عالَجَها بُولُس في كَنيسةِ كُورنثُوس،
نَجِدُها في الإصحاحات 12 إلى 14، خاصَّةً في الإصحاح 13. فمحبَّة آغابِّي التي
يُظهِرُها بُولُس في ذلكَ الإصحاح هي غيرُ أنانِيَّة، ولاتتمحوَرُ حولَ الذات.
بالطبيعة، الذَّاتُ هي في مَركَزِ كُلِّ شَيءٍ نُفَكِّرُ بهِ ونعمَلُهُ. ولكنَّ
بُولُس يقُولُ أنَّهُ عندما يأتي المسيحُ إلى حياتِنا، يُعطينا مركَزاً آخَرَ
لِحياتِنا.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر إشعياء Isaiah 46

 

مثلاً،
عندما إلتَقى بُولُس بِيَسُوع المسيح على طَريقِ دِمشق، وجدَ مركَزاً جديداً
لحياتِه. فحياتُهُ أصبَحَت تَتَمحوَرُ حولَ المسيح. فبَدَلَ تفسيرِ وتقييمِ كُلِّ
شَيءٍ بما كانَ يعنيهِ لهُ، أصبَحَ يرى كُلَّ شَيءٍ بِكَيفيَّةِ تأثِيرِهِ على
المسيح. لقد إقتَرَبَ بُولُس من كُلِّ صُعُوبَةٍ في حياتِهِ مُتسائلاً، "ماذا
سينتَفِعُ المسيحُ من هذا؟ وكيفَ يُمِكُنُ لهذا أن يُمجِّدَ المسيح؟

 

هذه
هي وُجهَةُ النَّظَر التي يقتَرِحُها على هؤُلاء المُؤمِنين الذين كانُوا
يُقاضُونَ بعضُهم بعضاً. لا تُفكِّرُوا كيفَ سيكُونُ بإمكانِكُم أن تجدُوا
حُلُولاً لهذهِ النِّزاعات وكيفَ يُمكِنُ أن تأتِيَ لكُم بأكثَرِ منفَعة، بل
فكِّرُوا كيفَ يُمكِنُكُم أن تجدُوا حُلُولاً لهذه المشاكِل بطريقَةٍ تُمجِّدُ
المسيح. فالحُلولُ التي تتمحوَرُ حولَ المسيح وحولَ مصلَحة الآخرين، هي تمجيدُ
محبَّتِكُم للمسيح ولكنيستِهِ، وذلكَ بأن تقبَلُوا الخِسارَةَ لأنفُسِكُم.

 

حَلٌّ
رُوحِيٌّ خاصٌّ

يُقدِّمُ
بُولُس للتلاميذِ المُتخاصِمينَ حلاً بديلاً في العددِ الرَّابِع: "فإن كانَ
لكُم محاكِمُ في أُمُورِ هذه الحَياة فأَجلِسُوا المُحتَقَرينَ في الكَنيسةِ
قُضاةً." إنَّهُ لا يقتَرِحُ حَرفِيَّاً أنَّهُ عندما يكُونُ لدَينا
مُشكِلَة، علينا أن نُفتِّشَ عن الأشخاص الأقَلّ حِكمَةً أو خبرةً في هذه
الأُمُور. بل يقُولُ أنَّ المُؤمنين، أي الأشخاص الذينَ يحيا فيهم الرُّوحُ
القُدُس، هُم أكثَرُ أهليَّةً ليفهَمُوا مشاكِلَ الأشخاصِ الرُّوحِيِّين، ممَّا
سيقدِرُ على فهمِها الأشخاصُ غيرُ الرُّوحِيِّين.

 

فإن
كانَ هُناكَ مُشكِلَةٌ بينَ شَخصَين في كنيستِكَ المَحَلِّيَّة، لها علاقَةٌ بإرثٍ
أو بأعمالٍ تجارِيَّة وما شابَه، عليكَ أن تجِدَ أشخاصاً أتقِياء في الكنيسة، من
الذين لديهم خبرة في إدارَةِ الأعمال، وأن تضعَ المُشكِلَةَ أمامَهُم. أُطلُبْ
منهُم أن يجلِسُوا معَ الأطرافِ المُتنازِعة، ويُعطُوا حُكمَهُم في هذه القضايا.
لقد أُخِذَ بنصيحَةِ بُولُس المُوحَى بها من الله على محمَلِ الجَدِّ، وهي تُسمَّى
اليوم في الكنائِس الكاثُوليكيَّة الرُّومانيَّة "بالقانُونِ
الكَنَسيّ."

 

"حُلُولٌ
خاصَّة للخطايا الجِنسيَّة"

(1كُورنثُوس
6: 9- 20)

بِما
أنَّ الرَّسُولَ بُولُس دافَعَ عن الحُرِّيَّة الرُّوحِيَّة وعارَضَ
النَّامُوسيَّة، كانَ بعضُ المُؤمنينَ العقلانِيِّين في كُورنثُوس يقُولُون،
"لديَّ الحُرِّيَّة لأعمَلَ أيَّ شَيءٍ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ ساكِنٌ
فيَّ. أنا حُرٌّ لأعملَ ما أُريد." ولكن ليسَ هذا ما علَّمَ بهِ بُولُس.
فبينما كَرِهَ بُولُس النَّامُوِسيَّة، لم يكُنْ يُخبِرُ النَّاس أنَّهم يستطيعُون
أن يعمَلُوا ما يشاؤُونَ في الرُّوح.

 

بدَأَ
هذا المقطَع بتذكِيرِهم أنَّ، "الظَّالِمينَ لا يَرِثُونَ ملكوتَ الله."
(9) ثُمَّ يُتابِعُ ليقُولَ أنَّ البعضَ منهُم كانُوا زُناةً وفاسِقين ومأبُونِينَ
وشاذِّينَ، وأكثَر من ذلكَ. ثُمَّ يُضيفُ "لكن إغتَسَلتُم بَلْ تقدَّستُم
بَلْ تبرَّرتُم بإسمِ الرَّبِّ يسُوع المسيح وبِرُوحِ إلهِنا." (11)

 

يقُولُ
بُولُس لهؤلاء الناس الذين أُنقِذُوا من هذا النَّوع من الحياةِ الرَّديئة،
"كيفَ يُمكِنُكُم أن تنظُرُوا بِخِفَّة إلى هكذا مُعجِزة عظيمة؟"
لَرُبَّما بعضُ هؤلاء المُؤمنين الكُورنثُوسيِّين كانت لديهم صُعوباتٌ في التخلِّي
عن أُسلُوبِ حياتِهم القديمة. كانُوا لا يزالُونَ يتصارَعُونَ معَ تجارِبِ
الخَطيَّة الجنسيَّة. وهذا أمرٌ يُمكِنُ تفهُّمُهُ. فهكذا أشخاصٌ كانُوا
مُنغَمِسينَ في هذا النَّوع من الخطايا، كانَ من الأصعَبِ عليهم تركها ممَّا كانَ
ذلكَ على الأشخاص الذين لم يتورَّطُوا في هذا النَّوع من الحَياة. رُغمَّ ذلكَ،
أوضحَ بُولُس أنَّ الخلائِقَ الجديدة في المسيح ليسَ لديها الحُرِّية لتقترِفَ
الخطيَّة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة خادم خدمة ة

 

في
العدد 12 إقتبسَ بُولُس من الأشخاصِ الذينَ كانُوا يُسيئونَ الإقتِباسَ منهُ حيالَ
حُرِّيَّتِهم الرُّوحِيَّة. "كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي." ثُمَّ يُضيفُ
بُولُس، "ولكن لَيسَ كُلُّ الأشياء تُوافِق." "كُلُّ الأشياء
تَحِلُّ لي،" ثُمَّ يُضيفُ، "ولكن لا يتسلَّط عليَّ شَيء."

 

عندما
تأتي إلى المسيح كما أنتَ، يُغَيِّرُكَ، ولا تُغادِرُهُ كما كُنتَ عندما جئتَ
إليه. ومن تِلكَ المرحلة فصاعِداً، ستكُونُ هُناكَ قُوَّةٌ واحِدَةٌ ينبَغي أن
تُسيطِرَ على حياتِكَ، وهي قُوَّةُ الرَّبّ يسُوع المسيح المُقام، وقُوَّةُ
الرُّوحِ القُدُس. فإن كانَ الرَّبُّ في حياتِكَ، لن يستطيعَ أيُّ شَيءٍ أو أيُّ
شخصٍ غيرَهُ أن يكُونَ لكَ رَبَّاً. ومن الخَطَأِ لمُؤمِنٍ يُفتَرَضُ بأن يكُونَ
تحتَ سُلطَةِ الرُّوحِ القُدُس، وتحتَ رُبُوبيَّةِ يسُوع المسيح، بأن يكُونَ تحتَ
سُلطَةِ أيِّ رَبٍّ آخر.

 

في
العدد 13، يستَخدِمُ بُولُس صُورَةً مجازِيَّةً عميقة لكي يُقدِّمَ بُرهاناً
عظيماً آخر. "الأطعِمَة للجَوف والجَوفُ للأطعِمة واللهُ سيُبيدُ هذا وتِلك.
ولكنَّ الجسدَ ليسَ للزِّنا بَل للرَّبِّ والرَّبُّ للجَسَد." ما يقُولُهُ
بُولُس هُوَ التالي: "لقد أعطانا اللهُ شَهيَّةً للطعام، وأعطانا مِعدَةً
لنهضُمَ الطَّعام. وهذا جَيِّدٌ. ولكن الكتابَ المقدَّسَ يقُول، "هذا لا يعني
أنَّه عليكَ أن تأكُلَ أكثَرَ ممَّا ينبَغي."

 

وأجسادُنا
لم تُصنَع للزِّنا، بَل للرَّبّ، لتكونَ مسكِناً لهُ. وعندما ماتَ يسُوعُ من
أجلِكَ على الصَّلِيب، إشتراكَ، وإفتداكَ بِثَمَنٍ غالٍ جدَّاً. وبعدَ أنِ
إشتراكَ، أصبَحَ يملِكُكَ، وأصبحتَ أنتَ مُلكاً لهُ وخاصَّتهُ. لهذا، يقُولُ
بُولُس، "مجِّدُوا اللهَ في أجسادِكُم." (20)

 

هُناكَ
عدَّةُ سُطُورٍ من البراهين في هذا المقطع، ولكنها تتلخَّصُ فيما يَلي:
"أهرُبُوا من الزِّنا." (18) فلا تُوجَدُ خَطِيَّةٌ أُخرى تُؤثِّرُ
بِجَسَدِكَ كهذه الخَطيَّة. وبما أنَّ جسدَكَ هُوَ هيكَلُ الله، وأنتَ واحدٌ
معَهُ، ولَرُبَّما معَ شَريكٍ زَوجِيّ، فليسَ لديكَ الحَقّ بأن ترتَبِطَ بأيَّةِ
علاقَةٍ جسديَّةٍ أو وحدَةٍ جِنسيَّةٍ معَ أيٍّ إنسانٍ آخر. ويقُولُ بُولُس أنَّ
جسدَنا، الذي هُوَ هيكَلُ الله، لا ينبَغي أن يُصبِحَ جسداً واحِداً معَ زانِيَة.
(1كُورنثُوس 6: 16، 19)

 

تُخبِرُنا
كلمةُ اللهِ في عدَّةِ أماكِن أنَّنا لسنا أعمِدة قُوَّة منيعة. لهذا علينا أن
ننزَلِقَ إلى ظُروفٍ مشكُوكٌ بأمرِها أخلاقِيَّاً، حيثُ نتعرَّضُ للتجارِب ومن
ثَمَّ نتوقَّعُ من الرَّبِّ أن يُنَجِّينا. بل علينا أن نهرُبَ من التجارِبِ
الجِنسيَّة. علينا أن نبنِيَ حواجِزَ من الحمايَة لأنفُسنا، وذلكَ بوضعِ مُستَويات
ومبادِئ وأنظِمة لا نتساهَل فيها، لأنَّنا في أعماقِ قُلُوبِنا، نحنُ مُصَمِّمُونَ
على أن لا نقتَرِفَ خطيَّةَ الزِّنا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي