الإصحَاحُ
الْخَامِسُ

 

الجزء
الثالث خطايا في كنيسة كورنثوس (اصحاحا 5 و6)

بعد
أن تحدث الرسول بولس الى كنيسة كورنثوس عن ضرورة الاتحاد (1: 10 – 4: 21) يتحدث في
الأصحاحين الخامس والسادس عن أربعة أخطاء موجودة في كنيسة كورنثوس:

1. خطأ
الزواج بالممنوع (5: 1 – 8)

2. مخالطة
العالم (5: 9 – 13)

3. التقاضي
أمام غير المؤمنين (6: 1 – 11)

4. تحذير
من الشهوانية (6: 12 – 20)

 

1 –
خطأ الزواج بالممنوع

1
يُسْمَعُ مُطْلَقاً أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هٰكَذَا لا يُسَمَّى
بَيْنَ ٱلأُمَمِ، حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ ٱمْرَأَةُ
أَبِيهِ. 2 أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِٱلْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا
حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ ٱلَّذِي فَعَلَ هٰذَا
ٱلْفِعْلَ؟ 3 فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِٱلْجَسَدِ،
وَلٰكِنْ حَاضِرٌ بِٱلرُّوحِ، قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي
ٱلَّذِي فَعَلَ هٰذَا، هٰكَذَا، 4 بِٱسْمِ رَبِّنَا
يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ – إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُّوَةِ
رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ – 5 أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هٰذَا
لِلشَّيْطَانِ لِهَلاكِ ٱلْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ ٱلرُّوحُ فِي
يَوْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ. 6 لَيْسَ ٱفْتِخَارُكُمْ حَسَناً.
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ ٱلْعَجِينَ
كُلَّهُ؟ 7 إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ ٱلْخَمِيرَةَ ٱلْعَتِيقَةَ، لِكَيْ
تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً
ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. 8 إِذاً لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ
بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلا بِخَمِيرَةِ ٱلشَّرِّ وَٱلْخُبْثِ، بَلْ
بِفَطِيرِ ٱلإِخْلاصِ وَٱلْحَقِّ (1كورنثوس 5: 1 – 8).

قال
الرسول بولس لأهل كورنثوس إنه قد شاع في كل مكان خبر سيئ حدث في كورنثوس، يسمّيه
الرسول «زنا». وهو زنى لا مثيل له حتى عند الوثنيين، فقد كان رجل منهم يعاشر زوجة
أبيه. ولكن أهل كورنثوس لم يحاولوا أن يصلحوا هذا الخطأ بل قبلوه في لا مبالاة،
وامتلأوا بالافتخار وانتفخوا بالكبرياء. والرسول يقول لهم إنه كان أوْلى بهم أن
يحزنوا حتى يدينوا هذا الشخص الذي ارتكب الزنا من وسطهم، ويقول: مع أنني غائب
عنكم، لكنني بروحي حاضر في وسطكم، وقد حكمت ضد هذا الشخص الذي عاشر زوجة أبيه على
ما فعل، ثم يقول: إذاً عندما تجتمعون كجماعة المؤمنين تحاكمون هذا المؤمن الذي
انحرف، سأكون أنا معكم بالروح، وسيكون اجتماعكم باسم ربنا يسوع وبقدرته. ويمضي
الرسول فيقول إن هذا الشخص يجب أن يُسلَّم إلى الشيطان، وهذا معناه: (1) قطعه من
حفظ المسيح في شركة الكنيسة. (2) جَعْله عُرْضة لمرض جسدي يقع عليه إن لم يستفد من
ذلك التأديب ويرجع بالتوبة. إن إخراجه من ملكوت المسيح يستلزم دفعه إلى ملكوت
الشيطان مع كل عواقب ذلك. والإنجيل ينسب أحياناً المصائب الجسدية إلى فعل الشيطان،
فقد قال المسيح عن المرأة المنحنية «رَبَطَهَا ٱلشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ
عَشْرَةَ سَنَةً» (لوقا 13: 16) وقال بولس إن مرضه الجسدي هو «مَلاكَ
ٱلشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَه» (2كورنثوس 12: 7). وعلى هذا فإن الشخص الذي
ارتكب خطيئة الزنا مع امرأة أبيه يُسلَّم للشيطان ليصيب جسمه بالمرض والألم،
لفائدة حياته الروحية، برجاء أن الآلام تجذبه الى التوبة وطهارة الحياة. وتأديب
الكنيسة للخاطىء يعني أمرين: أولاً – أن يتخلَّصوا من شركة هذا الخاطىء في خطيئته،
وثانياً – أن يصلحوا من أمره.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر التكوين Genesis 23

ويمضي
الرسول فيقول إن وجود مثل هذا الشخص بينهم يشبه وجود الخميرة التي تخمّر العجين
كله! فليس افتخارهم بهذا الشخص حسناً، بل عليهم أن يتخلَّصوا من الخميرة الفاسدة
الموجودة. ويقول «نقّوا منكم الخميرة العتيقة، لكي تكونوا عجيناً جديداً، كما أنتم
فطير». يقصد بالفطير القداسة، ويقصد بالخميرة فساد الطبيعة. والمعنى أنكم أنتم
المسيحيين مُكلَّفون بأن تكونوا قديسين أنقياء من الخطيئة. لأن الله دعاكم الى
القداسة. ثم يقول إن المسيح فصحنا ذُبح لأجلنا، فهو حَمَلُ الله الذي يرفع خطية
العالم. والنجاة بدم المسيح أبدية عامة لكل أمم العالم، فقد ذُبح ليفدينا من
الإثم…. إذاً لنعِيّدْ ليس بخميرة عتيقة – أي بالطبيعة غير المتجددة – ولا
بخميرة الشر والخبث، فالإنسان بالطبيعة غير المتجددة عُرْضة للشر في هذا العالم –
عالم التجربة – لكنه يطلب أن يكون عيدنا بفطير الإخلاص والحق. وعلى كل مسيحي أن
يشتهر بالإخلاص وأن يشتهر بالحق. وهو هنا يشِّبه الحياة المسيحية بأنها عيدٌ
مفِّرحٌ للمفديّين.

آية
للحفظ

«لأَنَّ
فِصْحَنَا أَيْضاً ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا» (1كورنثوس 5: 7)

صلاة

أبانا
السماوي، نرجو أن تنقي قلوبنا من كل خميرة عتيقة فاسدة، وأن تجعلنا نعيّد عيد
القداسة والتقوى التي ترضيك. نشكرك من أجل المسيح فصحنا الذي ذُبح لأجلنا، وبسَتْر
دمه الكريم عبر عنا الهلاك. أبانا نصلي أن تحفظنا في المسيح الفادي المخلص الذي
يطهرنا من كل خطية. احفظ قلوبنا مقدسة به وفيه. انزع منّا كل ما لا يُرضيك واملأنا
بكل ما يمجّد اسمك.

 

2 –
مخالطة العالم

9
كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي ٱلرِّسَالَةِ أَنْ لا تُخَالِطُوا
ٱلّزُنَاةَ. 10 وَلَيْسَ مُطْلَقاً زُنَاةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،
أَوِ ٱلطَّمَّاعِينَ أَوِ ٱلْخَاطِفِينَ أَوْ عَبَدَةَ
ٱلأَوْثَانِ، وَإِلا فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ ٱلْعَالَمِ.
11 وَأَمَّا ٱلآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُّوٌ
أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً
أَوْ خَاطِفاً، أَنْ لا تُخَالِطُوا وَلا تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هٰذَا. 12
لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ ٱلَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ، أَلَسْتُمْ
أَنْتُمْ تَدِينُونَ ٱلَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13 أَمَّا ٱلَّذِينَ
مِنْ خَارِجٍ فَٱللّٰهُ يَدِينُهُمْ. فَٱعْزِلُوا
ٱلْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ (1كورنثوس 5: 9 – 13).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 02

بعد
أن تحدث الرسول بولس عن ضرورة إبعاد المؤمن الذي أخطأ من وسط جماعة المؤمنين،
وطالبهم أن يعزلوه من بينهم، يحاول أن يوضح التعليم الذي قصده، فيقول: لما أوصيتكم
أن تمتنعوا عن مخالطة الخاطئين الأردياء كنت أقصد فقط أعضاء الكنيسة. ليس من شأننا
إدانة الوثنيين، ولا يجب أن نبتعد عن مجتمع الأشرار تماماً بحجّة أن سلوكهم
الأخلاقي شرير. هذا يذكّرنا بأن المسيح لم يعلّمنا أن نهرب من العالم، لأنه هكذا
أحب الله العالم العاصي الشرير حتى بذل ابنه الوحيد. فالانفصال عن العالم
والابتعاد عنه ليس شعار المؤمنين القديسين، لأن الله يريدنا أن نبقى في العالم
لنقود الضالين الى المسيح ولنحتمل الأشرار بالصبر الذي يعطيه لنا المسيح. لقد ترك
المسيح سماءه ليخلّصنا، وعلينا أن نتعلم كيف نكون في وسط العالم نخدم المحتاجين
الى رسالة المسيح. وقد صلى المسيح من أجلنا قائلاً «لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ
تَأْخُذَهُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ
ٱلشِّرِّيرِ» (يوحنا 17: 15) الله لا يريدنا أن ندين الآخرين كأننا أفضل
منهم، لكنه يرشدنا إلى التواضع وإنكار النفس. فلنعتبر أنفسنا أصغر الكل ولنبتعد عن
روح التفاخر. إن كنا سنمتنع عن مخالطة زناة العالم أو الجشعين أو السارقين أو عباد
الأوثان فإن هذا يضطرنا الى الخروج من العالم. نحن نعلم يقيناً أن المجتمع تشبَّع
بالشهوة والطمع وعبادة الأوثان، وعلينا أن نسلك مع هؤلاء بالمحبة لنستطيع أن
نربحهم كما كان المسيح يجلس مع العشارين والخطاة حتى أُطلق عليه لقب «محبٌّ
للعشارين والخطاة». الله يدين العالم الخارجي، وعلينا نحن المؤمنين أن ندين خطايا
الخطاة الذين في وسطنا، باعتبار أننا كنيسة مقدسة لأن الله يقول لنا «أزيلوا
الفاسد من بينكم».

ولكن
في محاولاتنا إصلاح غيرنا، علينا أن نذكر نصيحة المسيح التي قالها في الموعظة على
الجبل «لا تَدِينُوا لِكَيْ لا تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ
ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ
تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي
عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلا
تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَذَى
مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا ٱلْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ
أَّوَلاً ٱلْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ
تُخْرِجَ ٱلْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ» (متى 7: 1 – 5).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عدلون اساسًا ا

آية
للحفظ

«ٱعْزِلُوا
ٱلْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ» (1كورنثوس 5: 13)

صلاة

أبانا
السماوي، ساعدني لأعيش في العالم من غير أن أكون من العالم. لا تسمح أن تدخل محبة
العالم فيَّ، بل أعطني أن أحبك أنت فوق كل شيء وأكثر من كل شيء. ساعدني لأقود
البعيدين الضالين إليك، فإن العالم قد وُضع في الشرير. ساعدني لأحيا حياة الطهارة
العفيفة. أبانا السماوي أسألك أن تفصل عنا المؤمنين المخطئين وأن تعاقبهم عقاباً
جسدياً لتخلّص نفوسهم مع نفوسنا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي