تَفْسِير رِسَالَةُ
يَعْقُوبَ الرَّسُولِ

 

إسم السفر:

رسالة يعقوب " James "

الإختصار : يع = JAS

+ هى أولى ما يسمى
"بالرسائل الجامعة" أو العامة (وهى رسائل يعقوب، بطرس الأولى والثانية،
يوحنا الأولى ويهوذا) لأنها غير موجهة إلى كنيسة بعينها أو إلى شخص بعينه، مثل
رسائل الرسول بولس مثلاً، بل مواجهة إلى المسيحيين بعامة. ويكاد الرأي يجمع على أن
كاتبها هو يعقوب أخو الرب، ويصف نفسه في مقدمة الرسالة بأنه " عبد الله والرب
يسوع المسيح "، ويوجهها إلى " الاثني عشر سبطاً الذين فى الشتات "
أي إلى اليهود المسيحيين المشتتين في العالم. وهدف الكاتب هو أن ينبههم إلى ضرورة
أن يشهدوا لإيمانهم بأعمالهم، ولذلك فكثيرا ما يطلق على هذه الرسالة " رسالة
الحياة المقدسة " أو " رسالة المسيحية العملية " أو " رسالة
الأخلاق المسيحية ".

+ هى أولى الرسائل
الكاثوليكية، أو : العامة أو : الجامعة. أوّلاً : قانونيتها. ترد يع في 1بط :6 ي؛
4 :8؛ 5 :5-9، في راعي هرماس، في ترتليانس، وفي أوريجانس، ممثّل كنيسة الاسكندرية.
صارت يع تقليدا في الكنيسة الغربيّة منذ القرن 4 ودخلت في القانون. ستكون اعتراضات
بسيطة، ولكن جميع المسيحيين يقبلون بقانونيّة يع. ثانيًا : الكاتب والمضمون. يسمي
الكاتب نفسه : يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح (1 :1). رأى فيه التقليد يعقوب
الصغير. على كل حال، هو مسيحي من أصل يهودي، وهذا ما يظهر من خلال نصوص العهد
القديم وخاصة النصوص الحكمية كما من خلال مراجع فقهية (2 :10). وهو أيضا مسيحي ترك
نير شريعة موسى (1 :25، 27؛ 2 :8، 12). يتكلم بسلطة الرسول دون أن يشدّد على هذه
السلطة. هناك من يقول إن يع يعارض غل 2 :12 وأع 21 :20-26، أو ان يع لا يتفق مع
بولس (يع 2 :14-26 ضد رو 4 :1ي). ولكن هذا القول لا يثبت أمام الفحص. إذا تركنا 1
:1 جانباً، نجد أن ليس في يع ما يشير إلى رسالة. هي مجموعة أقوال. وقد قال بعضهم
ان يع مؤلَّف يهودي مكوّن من تحريضات جمعت حول اسباط اسرائيل الاثني عشر… إن يع
يشبه كثيرا عظة دوِّنت في لغة يونانية متقنة.

 

كاتب السفر:

يعقوب الرسول

كاتب هذا السفر الصغير يعرف
نفسه بأنه يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح (يعقوب 1:1).

+ قال بولس عنه أنه يعقوب أخو
الرب (غلاطية 19:1).

+ ربما كان يعقوب هذا هو
الشيخ القائم على الكنيسة في أورشليم (أعمال 17:12) وبصفته قائدا لمجلس الرسل
والشيوخ، فلقد أعلن رأيه عند انتهاء المناقشة (أعمال 13:15).

+ قيل عن الأشخاص المرسلين من
كنيسة أورشليم إلى أنطاكية أنهم أتوا من عند يعقوب (غلاطية 12:2)، وقد أعطى بولس
تقريرا ليعقوب عن كل ما فعله الله بين الأمم (أعمال 18:21-19).

+ وقد اقتبس يعقوب مرارا من
كتابات العهد القديم لتأكيد رسالته. وكان يقوم بعد ذلك بتطبيق هذه الكتابات على الحياة
المسيحية (يعقوب 8:2،23؛ 5:4).

+ وتقدم رسالة يعقوب سلسلة
اختبارات عملية نستطيع بها أن نتأكد من صدق إيماننا. وقد حرض يعقوب المؤمنين أن
يحفظوا أنفسهم بلا دنس من العالم (يعقوب 27:1)؛ وقد أقر أيضا أن التجارب هي
اختبارات لازمة للنضج (2:1-4). ووصف الذين يجارون العالم بأنهم زناة [لأنهم خانوا
عهد ارتباطهم بالله] تعبيرا عن عدم أمانتهم للمسيح وعن التصاقهم بالعالم (4:4).

ويذكرنا بأن نكون أبناء
روحيين لله بكلمة الحق. وكأبناء له يجب أن نكون عاملين بالكلمة لا سامعين فقط
(18:1،21-23،25). ويطلق يعقوب عدة أسماء على كلمة الله مثل الكلمة، الشريعة، الحق،
ويطلب منا أن نفحصها ونسمعها ونقبلها ونعمل بها.

تحرض رسالة يعقوب المؤمنين
على الصلاة، وتقدم لهم إيليا مثالا لفاعلية الصلاة وقوتها – فقد كان إيليا إنسانا
مثلنا ولكنه آمن أن الله سيستجيب صلاته (5:1-8؛ 13:5-18).

 

محور السفر:

 + الإيمان االحي، التجارب،
ناموس المحبة، كلام الحكمة، الغنى.

 + الأعمال

 

تاريخ كتابة السفر:

 + كتبت حوالي عام 60 م حيث
كانت الكنيسة تعاني ضيقا من اليهود (أع 4 : 1، 5 : 17)، قبل اضطهاد دوميتان وتراجان
حاكما الامبراطوريه الرومانية وقبل سقوط أورشليم وتشتيت اليهود (70 م).

+ كتبت حوالي سنة 60. وعلى كل
حال قبل سنة 62 وهو زمن موت يعقوب. هذا إذا كان يعقوب أخو الربّ هو الذي كتبها.
وإلاّ ففي وقت متأخّر. تتوجّه يع إلى عشائر بني اسرائيل الاثنتي عشرة المشتتين، أي
إلى اليهود المهتدين والعائشين خارج فلسطين وبالتالي إلى كل المسيحيين (ق 1بط 1
:1).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر إشعياء 31

 

غايه السفر:

 + تشجيع اليهود المؤمنين
الذين تشتتوا فى العالم بسبب الضيق على الثبات فى المسيح وتشجيع المجربين وتثبيتهم
في الإيمان واحتمال الألم، مع الكشف عن مفهوم التجارب علي ضوء صليب ربنا يسوع.

 + ربط الإيمان بالحياة
العملية فركزت الرسالة علي "قداسة الحياة المسيحية" كإحترام الفقراء،
والأعمال الصالحة، كنتيجة للإيمان الحقيقي المثمر، مع إظهار خطورة بعض الخطايا
التي يظنها البعض تافهة كخطايا اللسان.

 

يعقوب:

+ أجمع المفسرون على انه
يعقوب أخو الرب الذى ذكر فى (مر 3:6، مت 55:13)، (غل 1: 19) أي إبن خالته وهو لم
يكن مؤمنا بالسيد المسيح فى وقت حياته على الأرض لكننا نعلم أنه آمن بالمسيح بعد
قيامته (أع1: 12- 14)، وكما يقول القديس جيروم من ذلك الوقت صار يعقوب رئيسا
للكنيسة التى فى أورشليم (أع17:12)، كما وضع قداسا يصلي به الأرمن حاليا.

+ عام 50 ميلادية رأس المجمع
الأول فى أورشليم بخصوص إيمان الأمم (أع 15)، ويصفه بولس على رأس أعمدة الكنيسة
(غلا 9:2)، وذكره قبل بطرس ويوحنا.

+ دعي بالبار إذ كان محبا
للعبادة ومن كثرة ركوعه كانت ركبتاه كركبتي جمل.

+ كان اليهود في البداية
يهابونه جدا ويتهافتون علي لمس ثيابه وبعدما صار للسيد المسيح ألقوه من أعلي جناح
الهيكل ثم رجموه بعد ان أتي صباغ وضربه بمدقة علي رأسه فمات مرجوما فى أورشليم سنة
69م.

 

محتويات السفر:

 – الايمان مترجم عمليا ص 1 –
ص 5 :

 1- الإيمان والتجارب ص 1 :

 + مقدمة (تحية) 1.

 + التجارب الخارجية 2- 4.

 + احتمال التجربة باقتناء
الحكمة السماوية ع 5 – 8 وبالإتضاع 9.

 + إدراك زوال العالم 10 – 11.

 + التجارب الداخلية 12- 15.

 + الله أبونا لا يهبنا إلا
الصلاح 16 – 17.

موقفنا كأولاد الله

 + الإسراع في الاستماع 18.

 + الإبطاء في التكلم 19.

 + الابطاء فى الغضب 20.

 + نزع الشر وغرس الكلمة 21 –
25.

 + تلجيم اللسان 26.

 + الرحمة بالآخرين 27.

 + التحفظ من دنس العالم 27.

2- الإيمان والأعمال ص 2 :

 إذ تحدث عن موقفنا نحن
كأولاد الله عابدين بالحق بدأ يوجهنا إلى ضرورة ترجمة الحياة الإيمانية والتعبدية
إلى عمل

 + الإيمان وعدم المحاباة 1 –
3.

 + الاهتمام بالفقراء 4 – 5.

 + الأغنياء مثيرو مشاكل 6 –
7.

 + عدم افتقاد الفقراء ضد
الرحمة 12 – 13.

 + الإيمان بلا أعمال ميت 14.

 + مثالان لإيمان ميت 15 – 19.

 + مثالان لإيمان حي 20 – 25.

 + التحام الإيمان بالأعمال
26.

3- الإيمان واللسان ص 3 :

 إذ دخلت بعض الأخطاء إلى
المؤمنين من الفريسية اليهودية مثل حب التعليم وكثرة الكلام بلا حكمة لذا حدثنا عن
الإيمان وضبط اللسان :

 + حب التعليم دينونة1 – 2.

 + خطورة اللسان 2 – 6.

 + كيف نضبط اللسان 7 – 12.

 + اللسان والحكمة الحقيقية
13 – 18.

 " لأننا في أشياء كثيرة
نعثر جميعنا " (3 : 2).

4- الإيمان والشهوات الأرضية
ص 4 :

 ضبط اللسان ليس مجرد امتناع
عن الكلام وإنما شبع بالحكمة السماوية لهذا يحدثنا عن مفسد هذه الحكمة وهى الشهوات
الأرضية :

 خطورة الشهوات الأرضية فى
انها :

 + تفقدنا السلام الداخلي 1-
3 ؛

 + تفقدنا السلام مع الله 4 –
10 ؛

 + تفقدنا السلام مع الناس
11- 13 ؛

 + لا تمنحنا شيئا 14 – 17 ؛

 " قاوموا إبليس فيهرب
منكم " (4 : 7).

5- الإيمان والانشغال بالغني
5: 1- 11

 يتعلق الإيمان عمليا باحتقار
غني هذا العالم من أجل التمتع بالغني السماوي

 + الانشغال بالغني 1- 6

 + الغني زائل ؛

 + ينزع العدل والرحمة ؛

 + يدفع إلى الترف ؛

 + يقاوم البر والأبرار؛

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حصرون ن

 + الموقف من الأغنياء 7-11.

6- الإيمان في كل الظروف 5:
12- 20

قدم لنا ترجمة عملية للإيمان
خلال الظروف المختلفة :

 + في حالة الحزن13.

 + في حالة السرور 13.

 + في حالة المرض 14 – 18.

 + في حالة انحراف آخ 19 – 20.

 " من رد خاطئا عن ضلال
طريقة يخلص نفسا من الموت ويستر كثرة من الخطايا " (5 : 20).

 

مضمون السفر:

تعالج الرسالة المواضيع
التالية

(أ) التجارب (1 :2-18)

(ب) الايمان ميت من دون الاعمال
(1 :19-2 :26)

(ج) المخاطر التي تهدّد
المحبة الاخوية ولا سيما اللسان والمنازعات وروح العالم (3 :4 :12)

(د) الغنى والاهتمام بالمرضى
المسيحيين والاعتراف بالخطايا والمحبة الاخوية (4 :13-5 :20).

 

أسلوب السفر:

وأسلوب الرسالة موجز مفعم
بالحيوية، وتمتلئ بالأقوال المأثورة والمتناقضات، ويجمع فيها العديد من الأفكار
معاً فى عبارات محكمة، مما جعل البعض يطلقون عليها " أمثال العهد الجديد
".

ويستمد يعقوب صورة من الطبيعة،
بينما يستمد الرسول بولس صورة من الأنشطة البشرية. ويبدو أن يعقوب كان يعيش بالقرب
من البحر يشاهد الموج الذي تخبطه الريح وتدفعه " (1 : 6)، وبين الحقول حيث
توجد الينابيع العذبة والمالحة، وأشجار الزيتون والكروم والتين (3 : 12)، وحيث
يوجد الحر اللافح الذي ييبس العشب (1 : 11)، والمطر المبكر والمتأخر (5 : 7)، وحيث
توجد المجامع (2 : 2). كما أنه يكرر الألفاظ أحيانا للتوكيد، مثل " صبر
" و" تام " (1 : 3 و4)، كما يذكر الصفة إيجابياً وسلبياً مثل
" كاملين غير ناقصين" (1 : 4).

 

خواص السفر:

يبدأ يعقوب رسالته باقتضاب،
فلا يذكر البيانات الخاصة به مثلما يفعل الرسول بولس، كما يشير إلى مظاهر الطبيعة
بصورة تفوق ما جاء في رسائل الرسول بولس، كما أن بها وجوه شبه بموعظة الرب يسوع
على الجبل، أكثر من أي سفر آخر في العهد الجديد (قارن : مت 5 : 34 – 37 و6 : 19، 7
: 1 مع يع 5 : 12، 5 : 2، 4 : 11 و12). ويعقوب أقرب – في أسلوبه – إلى بطرس أكثر
مما إلى بولس. فثمة وجوه شبه بين رسالة يعقوب ورسالة بطرس الأولى (قارن 1 بط 1 : 7،
1 : 23، 24، 2 : 11، 5 : 5 و6 مع يع 1 : 3 و11و 18 و4 : 1، 4 : 6 -10).

وليس برسالة يعقوب تحية
رسولية، ربما لأنها تدين بشدة غير المسيحيين بالحق، بين قرائه (4 : 4، 5 : 1 – 6).
ومع أنها تخلو من الإشارات إلى الإنجيل والفداء وتجسد الرب يسوع المسيح وموته
وقيامته وصعوده، إلا أنها تذكر اسم " الرب يسوع المسيح " مرتين (1 : 1 و2
: 1)، والميلاد الجديد (1 : 18)، والإيمان (2 : 14 -26)، ومجئ الرب ثانية (5 : 7 و8).
وهى مواجهة أساساً إلى المسيحيين من اليهود (1 : 1 و2 : 21)، ومع ذلك لا تذكر
شيئاً من الطقوس اليهودية التى بطلت فى المسيح يسوع، مثل الذبائح والختان والكهنوت
والأعياد والسبت، بل تذكر المعلمين والشيوخ فى الكنيسة (3 : 1، 5 : 14).

 

موجز السفر:

مع أن الرسالة لا تتبع
ترتيباً منطقياً، إلا أنها تتناول المواضيع الآتية :

(1) المؤمنون والظروف
الخارجية (1 : 1 – 12).

(2) المؤمنون والرغبات
الباطنية (1 : 13 – 16).

(3) المؤمنون وكلمة الله (1 :
17 – 27)

(4) المؤمنون وجيرانهم (2 :
11 – 13)

(5) الإيمان والأعمال (2 : 14
– 26)

(6) لسان المؤمن (3 : 13 – 18)

(7) الحكمة التى من السماء (3
: 13 – 18).

(8) العالم والجسد والشيطان (4
: 1 – 7)

(9) الله وناموسه (4 : 8 – 17)

(10) الأيام الأخيرة (5 : 1 –
9)

(11) الصبر والصلاة فى
التجارب (5 : 10 – 20).

ويفتتح يعقوب رسالته ويختمها
بالحديث عن التجارب والصبر وصلاة الإيمان. كما يذكر فى بداية الرسالة وفي ختامها
كلمات معينة مثل : الكتاب، الأغنياء، الأنا، اللسان.

ولب رسالة يعقوب هو قوله :
" إن كان زحد لا يعثر فى الكلام، فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً
" (3 : 2). فكما كان الطبيب قديماً يشخص المرض بفحص اللسان، فإن يعقوب يقول
إن اللسان يكشف عن المرض الروحي، فهذا هو أبرز موضوع فى الرسالة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أنوش ش

(ه) أبرز التعاليم فيها :
الصلاة، وطلب الحكمة (1 : 5 – 7)،

والصلاة غير المستجابة (4 : 2
– 3)، صلاة الإيمان (5 : 13 – 18). الولادة الجديدة بكلمة الله (1 : 18)، قبول
الكلمة بوداعة (1 : 21)، طاعتها والعمل بها (1 : 25). ثلاثة اختبارات للديانة
الحقيقية : يلجم لسانه، أي يضبط نفسه، ويعمل بمحبة من نحو الآخرين، ويحفظ نفسه بلا
دنس من العالم (1 : 26 و27). والتجارب تؤدى إلى الكمال الآن (1 : 1 – 4)، وإلى
" إكليل الحياة " فيما بعد (1 : 12). كيف تجعل الشيطان يهرب، وكيف تجعل
الله يقترب منك (4 : 7 و8) وتعريف للخطية : " من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل،
فذلك خطية له " (4 : 17).

(و) هل من تناقض بين الرسول
بولس، الرسول يعقوب ؟ :

إن القول بأن يع 2 : 24 يناقض
رو 3 : 28، ينتفي أمام إدراك أن يعقوب يشير إلى التبرير أمام الناس الذين لا يرون
إلا الظاهر (2 : 18)، بينما يتكلم الرسول بولس عن التبرير أمام الله الذي ينظر إلى
القلب ويرى خفاياه (رو 4 : 2). فيعقوب يستنكر الإيمان الذي يقول إنسان إنه له،
بينما أعماله لا تدك على صحة ذلك (2 : 20).

 

شرح السفر

يعقوب 1 – 5

في أحيان كثيرة، عندما يتحدث
الناس إلينا، نكون منشغلين في أفكارنا الخاصة حتى أننا لا نلتفت إلى ما يقولون.
وبذلك يفوتنا الكثير مما يريدون أن يخبروننا به.

إن إحدى أعظم عقبات استماع
صوت الله في كلمته هي الانشغال بأفكارنا الخاصة حتى أننا لا نصغي إليه. ولذلك
يحذرنا قائلا: ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع، مبطئا في التكلم… عاملين
بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم (يعقوب 19:1،22).

وقبل قراءة الكتاب المقدس يجب
أن نصلي حتى يقودنا الروح القدس لنكون مسرعين في الاستماع حتى لا نهين الله بعدم
الالتفات إلى ما يريد أن يقوله لنا.

والروح القدس الساكن فينا يعطينا
القدرة على قبول الكلمة المغروسة لنصبح عاملين بالكلمة لا سامعين فقط (21:1-22).

تتحدث الكلمة المغروسة عن
المسيح، وكذلك أيضا الكلمة المكتوبة، فالاثنان لا يفترقان.

فإذا كنا مسرعين لسماع صوته
مثلما نحن مسرعين في التعبير عن آرائنا، ستتلاشى القوى المدمرة التي بداخلنا
ونتغير بطريقة عجيبة بواسطة ناموس الحرية الكامل (25:1).

في كل مرة نقرأ كلمة الله
الحية، وحين تكون لنا احتياجات مختلفة وظروف مختلفة، يضع الرب أمامنا كلمة مختلفة
أو فكرة مختلفة، فتعلن كلمته عما يريد الله منا وأيضا عن موارده الفياضة المتاحة
لنا.

إن ثبتم في [أي كنتم متحدين
معي] وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم (يوحنا 7:15).

إننا طوال اليوم، ننشغل
بأصوات تنافس الرب من جهة وقتنا – فهناك الراديو والتليفزيون والجرائد والمجلات
والكتب وفيض الثرثرة الذي لا ينتهي – هذه كلها أصوات تحاول أن تجذب انتباهنا.

يكتفي بعض الناس أن يكونوا
مجرد متفرجين يستمتعون بسماع عظة جيدة، بينما ينشغل البعض الآخر بالتعليم والشهادة
بل وأيضا بحفظ كلمة الله عن ظهر قلب. ومع أهمية كل هذه الأنشطة، إلا أنها قد تخدع
الإنسان. فإن مجرد معرفة الكلمة المكتوبة في أذهاننا لا يكفي.

ويصور لنا يعقوب هذه النقطة
قائلا: إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملا فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في
مرآة، فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسى ما هو (يعقوب 23:1-24).

يجب أن تكون كلمته في أرواحنا
أسلوب لحياتنا.

من السهل أن ننظر في مرآة
كلمة الله ونظل عائشين بحسب رغباتنا الشخصية السابقة – واضعين الاستثناءات ومحورين
كلمته بما يناسب المقاييس التي اخترناها لنعيش على أساسها. أما العامل بالكلمة
فإنه على عكس ذلك يسر بالتحرر من ذنب الخطية وإذ يفك المسيح أسره يتمتع بحياة
الحرية والبركة التي بحسب مقاييس الله.

ولكن من اطلع على الناموس
الكامل، ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة فهذا يكون
مغبوطا في عمله (حياة الطاعة) (يعقوب 25:1).

شواهد مرجعية: يعقوب 8:2
(انظر لاويين 18:19)، يعقوب 11:2 (انظر خروج 13:20-14)، يعقوب 23:2 (انظر تكوين
6:15)، يعقوب 6:4 (انظر أمثال 34:3).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي