تَفْسِير رِسَالَةُ
يَعْقُوبَ الرَّسُولِ

ريتشارد توماس

 

كاتب
الرسالة  

هناك
ثلاثة رجال في العهد الجديد يدعون باسم يعقوب: يعقوب بن زبدي، الذي مات شهيداً سنة
44 م (أع 12: 2)، ثم يقعوب بن حلفي (مر 3: 18) ويعقوب المعد بين إخوة المسيح (متى
13: 55) فيرجح أن هذا الأخير هو كاتب الرسالة المنسوبة ليعقوب. لقد ظهر المسيح له
بعد القيامة وذكره بولس في الرسالة إلى غلاطية (1: 9) بأنه من أعمدة الرسل وقد شغل
منصب أسقف الكنيسة في أورشليم. وهو الذي ترأس مجمع أورشليم عام 50 م (أع 15:
5-29). حيث أعلن الرسل الوصايا الأدبية التي تفرض على جميع المؤمنين.

يروى
أن يعقوب هذا كان رجلاً تقياً يثابر على الصلاة راكعاً. حتى أمست ركبتاه صلبة
كركبتي الجمل. واضطهده اليهود فاستشهد نحو سنة 66 م.

 

محتويات
الرسالة  

كتبت
الرسالة باليونانية ووجهت إلى جماعات من المؤمنين مشتتين في الأمبراطورية الرومانية،
في مصر وسوريا وشمالي إفريقيا والأناضول واليونان. وتعتبر الرسالة رسالة عملية
أكثر منها لاهوتية أو عقائدية. ولها أهمية خاصة من هذا القبيل لأنها تحضنا على أن
نجتهد ونجاهد بإخلاص وأن نؤمن حق الإيمان. فيعقوب المرشد الأمين يحث قرّاءه على
احتمال المحن، وعلى التقوى الصحيحة بغير نفاق. وعلى المحبة المتبادلة الفعلية.

ويدعو
المؤمنين لحفظ اللسان من كلام السوء. ويحرض الإخوة على الإنصاف وعدم المحاباة، لأن
الله لا يحابي الوجوه. وهو يبارك الجميع.

ويشير
يعقوب إلى آيات من سفر الأمثال. ويشير مراراً إلى أقوال المسيح. وأهم ما ورد في
رسالته، ينصب على موضوعين: الأول الصلة بين الإيمان والأعمال. فالإيمان يبدو
صحيحاً إذا اقترن بالأعمال البناءة وفقاً لقول يسوع: «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ
لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ
ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ»
(متى 7: 21).

هل تبحث عن  م الإنسان خبرات فى الحياة الحكمة ة

والموضوع
الثاني يتناول قضية اقتصادية اجتماعية. قديمة وحديثة خاصة بالاغنياء والفقراء. اذ
يحذر يعقوب الاغنياء من السعي المفرط لكسب المال وتكديسه. يحذر سواهم من الجسد
والبغض والتذمر. ويدعو الكل الى القناعة وتقدير ما وعدهم به الله.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي