تَفْسِير رِسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى

 

إسم السفر:

رسالة يوحنا الرسول الأولي
"
John 1 "

الإختصار : 1يو = 1JO

+ تسمى رسائل يوحنا الثلاث،
ورسالة يعقوب ورسالتي بطرس بالرسائل (الكاثوليكية) أي الجامعة. وقد أطلقت هذه
التسمية على هذه الرسائل الست، لأنها لم توجه إلى جماعة مفردة من المسيحيين، بل
إلى الكنيسة المسيحية جمعاء. ومع أن رسالتي يوحنا الثانية والثالثة موجهتان إلى
أفراد، فقد اعتبرتا من الرسائل الجامعة لارتباطها الطبيعي برسالته الأولى. ومما
يستحق الذكر بشأن رسائل يوحنا الثلاث أن اسم كاتبها لم يذكر فيها على الإطلاق إلا
أن الكاتب في الرسالتين الثانية والثالثة يسمى نفسه (الشيخ). وهذا مما حمل البعض
على الاعتقاد بأنه (يوحنا الشيخ)، الذي عاش في افسس حوالي ختام القرن الأول
المسيحي. ومن الأرجح أن يوحنا الشيخ هذا هو نفس يوحنا الرسول.

والعلماء مجمعون على أن وجه
الشبه بين رسائل يوحنا الثلاث وإنجيل يوحنا كثيرة وقوية حتى أن أكثرهم مقتنعون أن
كاتب الإنجيل والرسائل هو شخص واحد.

 

كاتب السفر:

يوحنا الرسول

+ كتبها القديس يوحنا الحبيب،
إلى الكنيسة الجامعة من مدينة أفسس.

+ الكاتب لم يعرّف نفسه. ومع
ذلك فالكثيرون يعتقدون أنه التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يوحنا 23:13).

 

تاريخ كتابه السفر:

 + أواخر القرن الأول تقريبا
بعد خراب أورشليم بعد إنجيله وعلى ما يرجح قبل سفر الرؤيا من سنة 96 – 100 ميلادية
حيث انتهت الأمة اليهودية؛ فهو لم يذكر اضطهادات اليهود للكنيسة وإنما ذكر مقاومة
الهراطقة أصحاب الفكر الغنوسي لها.

 

غايه السفر:

1- التحذير من أصحاب البدع
والضلالات الذين لهم أفكار غنوسية والتي ظهرت مع نهاية القرن الأول وأساسه بان
هناك الهين :

 إله للخير خالق الروح.

 وإله الشر وهو موجود فى
المادة التي هي فى نظرهم شر.

 ولانه لا يمكن لله أن يخلق
شراَ، فلا يمكن للرب يسوع أن يكون قد أخذ جسدا حقيقيا لأن الجسد شر، بل كان جسدا
خياليا، فترأى للناس كأنه جاع وعطش وأكل وصلب ومات..الخ.!!!

2- باحتقارهم المادة والجسد
أنكروا تأنس المسيح، وقالوا بان جسده خيال. هذا الفكر يهدم جوهر الفداء بدم المسيح
المسفوك على الصليب، جعل الرسول يصف لهم محبة الله وحقيقة تجسد المسيح الذي هو
المسيا المنتظر لذا يؤكد الرسول تأنسه

 (1 : 1، 4 : 2، 3)، موضحا
لهم :

 حقيقة إيماننا بالإله
المتجسد والحب لله.

 الله أحبنا فوهبنا البنوة.

 كيف نحب بحكمة فلا ننخدع
بالمبتدعين.

 إمكانيات إيماننا بالرب يسوع
المتجسد.

3- نادوا بأنهم غنوسيون
(أصحاب المعرفة) ليس غيرهم من له معرفة لذا أكد معرفتنا خلال إعلانات الله
والإيمان (1 : 5، 2 : 20، 27) وجاءت كلمة يعرف أو ما يعادلها 32 مرة فى هذه
الرسالة.

4- إذ اتسموا بالمعرفة
النظرية دون الحياة العملية لذا جاءت الرسالة تعلن الإيمان مترجما إلى حب عملى للة
والاخوة (فالمسيحية نور عملي).

 

مفتاح السفر:

 "بهذا قد عرفنا أن ذاك
وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الاخوة " (3 : 16).

 

قانونية السفر:

لا نجد في التقليد المسيحي أي
اعتراض على قانونية الرسالة. لا نعرف اسم كاتبها، ولكنها قريبة من الإنجيل الرابع
بحيث يقول معظم النقاد إن كاتب الانجيل الرابع هو كاتبها. إنه يتكلّم كشاهد عيان
(1 :1-3؛ 4 :14). ثم إن الرسالة هي أقدم تفسير لإنجيل يوحنا وكان باستطاعتها أن
تكون خاتمته. فالإنجيل الرابع هو تأمّل في الوحي الذي حمله يسوع، وفي عمل الخلاص
الذي أتمّه. أما 1يو فتهتمّ خاصة بوضع المؤمن الحالي ومتطلّبات إيمانه. إن كان
الله كشف عن ذاته كنور (1 :5) ومحبة (4 :8، 16) في شخص يسوع، فعلى المؤمنين أن
يُظهروا أمانتهم ومحبتهم الأخوية (يو 13-17). ويدور فكر يوحنا دومًا حول هذين
القطبين، بحيث يبدو من الصعب أن نقدم تصميمًا لهذه الرسالة. بما أن الثبات في
الايمان وفي الممارسة المسيحية أمر مهدَّد دومًا، تشدد 1يو على نتائج الايمان في
حياة المسيحي. من أجل هذا، استنتج معظم الشراح أن 1يو كتاب يهاجم الهرطقات
المولودة حديثًا. ولكن حين يحاولون أن يحدِّدوا طبيعة هذه الهرطقات، تصبح معطيات
الرسالة غير كافية. فكّروا بكارنتيس والظاهرية والغنوصية الاولى التي حذّر بولس
منها قرّاءه في رسائل الاسر. ولكن قراءة ممعنة في الرسالة تكفي لكي تدلّ على أن
هذا الكتيّب هو ردة فعل ضد كل أشكال اللامبالاة الدينيّة. فالمسحاء الدجّالون
(انتيكرست) (2 :18، 22؛ 4 :3؛ 2يو 7) ليسوا هراطقة ينكرون نقطة معيّنة من التعليم
المسيحي (مثلاً : التجسد، 4 :2؛ 2يو 7)، أو يرفضون الفداء باسم الغنوصية، او
يعلنون الاباحية واللامبالاة الأخلاقية. إنهم أناس لا يقبلون بالوحي المسيحي في
مجمله، ولا يأخذونه على محمل الجد. وما نلاحظ هو أن 1يو تشدّد على نقاط خاصة
ومتنوّعة في المسيحية. لهذا نحن نبحث في هذا الكتيّب عن ردة فعل ضد ميل محدَّد لم
يستطع الشرّاح أن يسمّوه إلاّ الغنوصية في مهدها. ولا نستطيع أن ننجذب ببعض تعابير
1يو بحيث نحسب فكرة التجسد أول نقطة مهمة في الرسالة. فموت المسيح الفدائي ليس أقل
أهمية في نظر الكاتب. بحثوا عن مراجع وزيادات في الرسالة. ولكن وحدتها ظاهرة كما
يقول معظم الشرّاح. اما الفن الادبي : فالاراء متباينة. ليست 1يو رسالة موجّهة إلى
جماعة محدّدة (قال أوغسطينس إلى الفراتيين ولكن هذا القول خاطئ)، وليست رسالة
دوّارة تتوجّه إلى مختلف جماعات آسية الصغرى، ولا كتيّبا يرافق الانجيل الرابع (قد
يكون نُشر بعد موت صاحبه)، ولا عرضا تحريضياً واخلاقياً (راجع رسالة يعقوب)، بل
شهادة ايمان موجّهة إلى مؤمنين هم جزء لا يتجزّأ من جماعة الكاتب، والى مسيحيي
العالم كله ليفهموا جدية دعوتهم المسيحية. 1يو كتيّب موجه إلى مسيحيين خرجوا من
المسيحية ولم يعودوا مسيحيين لسبب أو لآخر (انزلاق نحو الوثنية، مبالاة بسبب
التيار المادي). وهناك جدال : متى كتبت الرسالة؟ في زمن قريب من زمن الانجيل.
ويبدو أنها دوّنت في أفسس.

 

هدف السفر:

أولا، لكي نمتلئ بالفرح (1
يوحنا 4:1).

ثانيا، ليذكرنا بأن المحبة هي
الصفة المميزة للمسيحي. وكلمة محبة تأتي أكثر من 40 مرة في هذه الرسالة القصيرة.
فإن محبة الله الساكنة في المؤمنين تُحدث تغييرا جوهريا في حياتهم، فتولّد فينا
الرغبة لكي نحيا طائعين بالكلية لكلمة الله وفي نتشبّه بالمسيح في علاقتنا
بالآخرين مهما كانت أفعالهم تجاهنا.

ثالثا، كتبت هذه الرسالة لكي
ندرك أهمية القداسة (1:2). كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر (3:3).

رابعا، حتى لا ننخدع ونضل.
فالرسول يوحنا يحذرنا من التعاليم الكاذبة التي تهدف إلى زعزعة ولائنا للمسيح
ولكلمته. والموضوع الرئيسي أمام كاتب الرسالة هو الكلمة، فهو يقول أنه شاهد بعينيه
كلمة الحياة، وأن من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه.
وأما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله، بهذا نعرف أننا فيه (1:1؛
4:2-5،26).

تزدهر الضلالات الكتابية
عندما نهمل الكتاب المقدس ولا نعطيه قدر أهميته، فنختار أجزاء معينة من الكتاب
لنقرأها دون أجزاء أخرى. لكن يوحنا يخبرنا كيف نميز الأرواح لأن كل روح لا يعترف
بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله (3:4).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر المزامير 31

والهدف الخامس من الرسالة هو
أن نعرف كيف نتأكد أن لنا حياة أبدية (13:5). إن أعدادا هائلة ممن يدعون المسيحية
يجرون وراء كل ما في العالم، شهوة الجسد [اشتهاء الملذات الحسية] وشهوة العيون
[أطماع الذهن] وتعظم المعيشة [الكبرياء الباطلة] – ليس من الآب بل من العالم…
وأما الذي يعمل مشيئة الله فيثبت إلى الأبد (16:2-17).

 

ملخص السفر:

هي واحدة من ثلاث رسائل كتبها
الرسول يوحنا بن زبدى، بعد أن وضع إنجيله (في آخر القرن الأول) ليثبّت الذين آمنوا
بالرب يسوع الذي أتى بالجسد وخلّص العالم، ويبعدهم عن كل تعليم منحرف.

يعتقد بعض المفسرين استناداً
إلى لغة الرسالة وما تحتويه من أفكار… بأن يوحنا وجّه هذا المؤلَّف إلى مسيحيين
(من أصل وثني) كانوا يقطنون في مقاطعة آسيا الرومانية التي كانت عاصمتها أفسس
(المدينة التي عاش فيها الرسول سنواته الأخيرة). ويبدو أن هؤلاء المسيحيين قد انفتحوا
على إغراء بعض أشكال الغنوصية الهيلينية، فانحرفوا عن الإيمان القويم وحسبوا أن
عندهم معرفة فائقة عن الله…، وميّزوا بين الروح (وقالوا إنها طاهرة) والمادّة
(وحسبوها شراً)، وأدّى بهم هذا التفريق، من وجهة عملية، إلى فساد في الأخلاق، إذ
لا شيء، في نظرهم، يفعله الجسد يمكن أن يُفسِد الروح ويشوّه صفاءها، وتالياً إلى
إنكار طبيعة المسيح الإنسانية.

 

يكتب يوحنا، وهو يعرف يسوع
شخصياً، فيشهد لقرّائه بأن كلمة الله أتى بالجسد حقا وهو يريد أن تكون لهم مشاركة
مع الشهود الأوائل(يضم يوحنا شهادته إلى شهادة الذين سمعوا يسوع ورأوه ولمسوه…)
ومع الآب "وابنه يسوع" الذي ظهر ليخلّص العالم ويهبه الحياة (1: 1-4).
ثمّ يؤكد أن "الله نور"، ويرى أن شرط المشاركة معه(ومع شهوده) أن يترك
كلُّ واحد كلَّ شرّ (وتجديف) ويعمل "للحق". هذا، لا شك، يفترض تطهُّرا
واعترافاً بالخطيئة، فمن يقول إنه "بلا خطيئة" يضلّل نفسه ويجعل الله
كاذباً، وأمّا من يعترف بخطاياه ويتوب عنها فيغفر له الله ويشفيه" من كل
إثم"(5 – 10). هذا يكتبه الرسول لئلا يخطئ أحد، وإن فعل "فهناك شفيع عند
الآب وهو يسوع المسيح البارّ، إنّه كفّارة لخطايا العالم أجمع" (2: 1 – 2).

أن تعرف الله يعن أن
"تحفظ وصاياه" (المحبّة). فمن يحبّ يُخلِص للمسيح المصلوب، وذلك أن
المسيح الذي بذل نفسه عنّا كان، بموته، الكشف السامي للمحبة (2: 1- 7). والمحبة هي
نور العالم، لأنها يبدّد ظلامه وتُبعد مَن اقتناها عن كل "عثرة" (8 –
11). يقول الرسول هذا، ثم يدعو قرّاءه إلى أن يعرفوا الآب والابن ويعيشوا في
اتّحاد كامل بهما، وأن يغلبوا الشرير وكل ما يزول (شهوة الجسد وكبرياء الغنى…)
ويعملوا "بمشيئة الله" ليبقوا "مدى الأبد" (12 – 17). لقد
تعلّم الأوائل أن مسيحاً دجّالاً يأتي قبل "الساعة الأخيرة". ويرى يوحنا
أن مُسَحاء دجّالين كثيرين حاضرون الآن، وهم ينكرون "أنّ يسوع هو
المسيح"، وهذه علامة "أن هذه الساعة هي الأخيرة". ولذلك يحثّ
المؤمنين على الثبات في ما سمعوه "منذ البدء" لينالوا الحياة الأبدية.
فإن المسحة مقيمة فيهم "وليس بهم حاجة" إلى تعليم آخر (ما يقوله المسحاء
الكذبة)، لأن هذه المسحة (التي أقامتهم أعضاء في الكنيسة) "تتناول في تعليمها
كل شيء"، وهي "حقٌ" لا باطل فيه (18 – 29).

 

في الإصحاح الثالث يؤكد
الرسول أن من لا يعرف الله لا يعرف أبناءه الذين سيصبحون "عند ظهوره
أشباهه". فيذكّر "كل من كان له هذا الرجاء فيه" بأن لا يأثم (لا
يجحد الإيمان كما يفعل المسحاء الكذبة). فهذا (عدم الإثم) ممكن لمولود الله
"لأن زرعه (الله) باقٍ فيه". لقد حرَّرَنا المسيح من كل خطيئة، وعلينا
أن نحيا بنور هذه الحقيقة ونعمل البر (1 – 10). ثم يتكلم يوحنا على المحبة
الأخوية، فيكشف أن أساسها محبة الله التي تجلّت في ابنه يسوع، لذلك هي تتعدى
الكلمات والعواطف، وتفترض بذل النفس وخيرات الدنيا في سبيل كل محتاج. فما يجعلنا
"نعرف أننا في الحق" هو أن نؤمن ونحب ونعمل (11 – 24).

 

ثم يحدد يوحنا مقياس كل تعليم
صحيح، بقوله: من لا يعترف بأن يسوع المسيح "جاء في الجسد" لا يمكنه أن
يأتي برسالة من الله. ويؤكد أن الروح القدس هو يعطي المؤمن أن يختبر الأرواح
ويميّز الحق من الباطل (4: 1 – 6). ثم يعود للكلام على المحبو الأخوية، فيدعو
قرّاءه إلى محبة بعضهم البعض ليعرفوا الله، لأن "الله محبة".ونرى أن
يوحنا لا يمكلّمنا في جوهر الله بكلمات مجرّدة، بل يجعلنا نتأمل في تدخّله
الخلاصي، وذلك أنّ حبّ الله ظهر في أنه، بمبادرة مجانية صِرْف، "أَرسلَ ابنه
الوحيد إلى العالم…كفّرةً لخطايانا". ويبيّن أن كل مسيحي مدعو إلى أن يُسهم
معه حقا في حياته (طبيعته)، أي أن يحب الآخرين مجانا، من دون أن ينتظر أن يبادله
الناس هذه المحبة أو أن يستحقوها. فمحبتنا لله لا يمكنها أن تكون محبة صادقة
وحقيقية إن لم تكن مشاركة في محبته، وتظهر في محبة الإخوة وخدمتهم. ثم يكشف يوحنا
عن منفعة ترابط المحبة والطاعة. فإنْ أحببنا الله وأعطناه فلا حاجة بنا إلى أن
نخاف "يوم الدينونة" (7 – 21).

 

يعطي الرسول في إصحاحه
الأخير، اعتراف الإيمان أهمية ظاهرة. ويحثّ قرّاءه على الثبات ليُدرِكوا الغلبة
(5: 1 – 4). فمَن "آمن بابن الله" كانت شهادة الله عنده. وهذه الشهادة
هي "أن الله وهب لنا الحياة الأبدية، وأن هذه الحياة هي في ابنه" (5 –
11). فمن يؤمن بالابن يحيا ومن يجحده يموت (12). ثم يلخّص يوحنا موضوع رسالته
(13)، ويدعونا إلى الاعتراف بأمانة الله وبمسؤوليتنا عن كل ما يغيظه (14 – 17).
وفي هذه الحالة تقدر صلاة الجماعة أن تحصل لنا على غفران ذنوبنا، شرط أن نكون قد
سقطنا في خطيئة "تؤدي إلى الموت" ونصرّ عليها. ولعله يقصد البدعة التي
تجزّئ الرب يسوع (4: 3)، وهي التي تمنع المبتدعين من الاتحاد بالرب وتؤدي بهم إلى
الهلاك الروحي. ثم يبيّن أن العالم كله "تحت وطأة الشرير"، غير أن
القدرة التي أعطانا الله ("البصيرة") أن نعرفه بها هي التي تقيم
المؤمنين "في الحق"، أي هي التي تمكّنهم من أن يكونوا غرباء في العالم،
ويعرفوا أن يسوع هو "الإله الحق والحياة الأبدية"، وأنهم به وحده
يُنقَذون من "الأصنام" (كل تعليم غريب منحرف يتعلق به الإنسان ويصنع منه
آلهته).

 

تدعونا هذه الرسالة إلى أن
نبتعد عن كل تعليم كاذب، وتنير دربنا لنفهم حقا أن حياتنا التي نعيشها هنا مع
الناس اخوتنا هي مرقاتنا إلى الله الذي أرسل ابنه ليموت حباً بنا ويختزل بالحب
دستور السماء.

 

مضمون السفر:

رسالة يوحنا الأولى هي أطول
الثلاث رسائل له فهي خالية من التحية والبركة التي تفتتح وتختم بها الرسائل عادة،
والتشابه بينها وبين البشارة الرابعة يدعو إلى الاعتقاد أن مؤلفها هو شخص واحد.
ولكن على الرغم من هذا التشابه فهناك تباين أساسي حتى ليرجح البعض أن كاتبها كان
تلميذاً ليوحنا الرسول والبشير. وأنها كتبت بين سنة 90-100 مسيحية. والرسالة مقالة
أو عظة أكثر منها رسالة. وقد كتبت لدحض البدع، وإظهار الضلالات في الكنيسة عامة.
وتثبيت القراء في الإيمان الصحيح ودحض الآراء الخاطئة الملتوية التي روجها نفر من
((الأنبياء الكذبة)) داخل الكنيسة نفسها (1 يو 4: 1-6). وكان هؤلاء من الغنوسين
الذي أنكروا ناسوت المسيح وموته الفعلي. فقد ذهب هؤلاء إلى أن المسيح لم يجيء ((في
الجسد)) بل في شكل روحاني. وبعبارة أخرى أن المسيح لم يجيء في جسد مادي هيولي، بل
في جسد طيفي خيالي ذلك لأنهم اعتبروا المادة شراً وفصلوا بين الروح والمادة وبين
العقيدة المسيحية والحياة المسيحية، وبين المسيح ويسوع التاريخي (2: 22 و4: 2 و5:
1 و20). وقالوا أن حياة الاتضاع التي عاشها المسيح على الأرض لا تنسجم مع مجده
السابق الذي كان له قبل نزوله على الأرض، لذلك أنكروا حياته الأرضية الفعلية. لقد
ظهر فعلاً في اعتقادهم، وعلم تلاميذه، ولكنه كان كائناً سماوياً، لا لحماً ودماً،
ولما كانت هذه النظرية مضادة للعقيدة المسيحية التاريخية، ومعاكسة لها تماماً، فقد
أحدثت أزمة داخلية شديدة في الكنيسة.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر الأمثال 18

وكانت غاية الرسالة دحض
تعاليم الهراطقة والمضلين وشرح العقيدة المسيحية شرحاً صحيحاً يتفق وحاجات الناس
وما كانوا يترقبونه في ذلك العصر. وكاتبها إلى أمور ثلاثة:

(1) أن المؤمنين يحصلون الآن،
في هذا العالم على الحياة الأبدية (5: 12-13). أنهم يعرفون الله ولهم شركة مع الآب
والابن.

(2) أن معرفة الله تقوم بحفظ
وصاياه، والديانة الحقيقية وتتناول الناحية الأخلاقية والأدبية في الحياة لأن هذه
نابعة من تلك. من هنا كانت ((للتجسد)) أهميته وخطورته، لأنه يضفي معنى إنسانياً،
وشخصياً وأدبياً على مفهوم الحياة الأبدية. فالحياة مع الله هي الحياة حسب المثال
الذي تركه يسوع في حياته وفي تعاليمه (2: 6)، والخضوع للوصايا الإلهية (2: 7-11).

(3) العلامة الفارقة للحياة الأبدية
هي المحبة
Agape إي
المحبة التي أعلنها يسوع. والحياة الأبدية تقوم بالشركة. من هنا كانت الشركة
العلامة المميزة للكنيسة (1: 3).

وقد لخص الرسالة الوحي
المسيحي بقوله: ((الله محبة)). إن لاهوت هذه المحبة أعجب وأبلغ. وأبسط لاهوت عرفه
تاريخ الفكر. وقد طلع على العالم بعهد جديد قلب الأوضاع العالمية رأساً على عقب.
وإليه يعود الفضل في إعداد وطن روحي في كنيسة المسيح للمنبوذين والمحتقرين. وإليه
يعود الفضل الأول في القضاء على الرق. وفي إقامة منظمات، وتأسيس ملاجئ للفقراء
والمرضى والضعفاء. ويعزى ضعف هذه لمحبة في العالم إلى سببين:

السبب الأول: هو قوة البغضاء
الهائلة في حياة البشر. والسبب الثاني ضعف الكرازة بها، ذلك لأنها المحبة التي
دعاها المسيح والرسل كانت ولا تزال على وجه العموم ((نظرية جميلة)) لم يعمل بها
تماماً، ومثالاً أعلى لم يحقق. لهذا يهيب كاتب الرسالة بالمسيحيين قائلاً: ((يا
أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق)).

 

مناسبة السفر:

واضح أن الرسالة كتبت لمعالجة
أنواع متعددة من الأخطاء، وبخاصة" الفنوسية الكير نثية". فقد أنكر
المعلمون الكذبة الحق الأساسى للتجسد، وهو أن المسيح قد جاء فى الجسد، إذ كانوا
ينادون بان "المادة شر". كما أن الكاتب جارب الصوفية الكاذبة التى كانت
تنكر وجود طبيعة الخطية فى المؤمن، كما قاوم الذين دنسوا الشركة المسيحية، ورفضوا
الأخلاق والمحبة المسيحية. فرسالة الرسول يوحنا الأولى هى- على نحو ما- تطبيق
أخلاقى وعملى للإنجيل، فليست هناك فجوة زمنية كبيرة بين الاثنين، فالأرجح أن
الرسالة كتبت بعد كتابة الإنجيل بزمن قصير، فى نحو 90 أو 95م.

(ج) الهدف منها: يدحض الرسول
آراء المعلمين الكذبة، بتوضيح رسالة الإنجيل وتطبيقها على احتياجات العصر، ويبين
حقيقة الشركة مع الأب، وأن المؤمنين يمتلكون حياة أبدية منذ الآن وهم مازالوا فى
العالم، ويؤكد بشدة العلاقة بين امتلاك الحياة الأبدية وإظهار المحبة والسلوك
السليم والأخلاق القويمة، ولكن الرسول لا يعالج هذه الأمور واحداً بعد الآخر،
ولكنه يمزجها فى نسيج واحد، مما يجعل من الصعب تقسيم الرسالة.

ويقرر الرسول أن "الله
نور وليس فيه ظلمه البتة" (1: 5) كما يذكر مرتين أن الله محبة" (4:
16.8)

 

تقسيم السفر:

(1) عنوان الرسالة وآيتها 1:
1-4

(2) ماهية المسيحية 1: 5-2:
28.

(3) الحياة مع الله 2: 29-4:
12

(4) يقينية الإيمان 4: 13-5:
13

(5) خاتمة الرسالة 5: 14-21

 

محتويات السفر:

 أولا – التجسد الإلهى والحب
ص 1 :

 غاية التجسد :

 + تجسد الكلمة واهب الحياة ع
1

 + يكون لنا شركة وتمتع
بالحياة والفرح ع2 – 4

 + نتبع الله ونسلك في النور
ع 5 – 7

 + نعترف بخطايانا ع 8 – 10

 + نقبل الرب شفيعا كفاريا
عنا (2: 1، 2)

 يؤكد الرسول حقيقية التجسد
الإلهي فقد رأي السيد بعينية، وسمعه بأذنيه، ولمسة بيديه.

 ثانيا – النور والحب ص 2 :

 + حب الإبن المتجسد لنا ع 1
– 2

 + طاعة وصاياه دليل حبنا ع 3
– 11

 + إمكانياتنا كأبناء محبين ع
12 – 14

 + رفضنا محبة العالم ع 15 –
17

 + رفضنا الانشقاقات ع 18 –
23

 + ثبوتنا في الله ع 24 – 27

 + انتظار مجيئه ع 28

 + ممارسة البر عمليا ع 29

 إن كان الله نورا فتجسد
الابن وهبنا الشركة مع النور، نستنير بالله لنضيء به، ويعلن هذا النور خلال الحب
العملى لله بطاعتنا لوصاياه، والحب لأخوتنا في الله بشوقنا لخلاصهم، والاهتمام بكل
احتياجاتهم.

ثالثا – البنوة لله والحب ص 3
:

 + الله بحبه وهبنا البنوة له
ع 1 – 2

 + تشبهنا به في الطهارة ع 3

 + تشبهنا به في عدم فعل
الخطية ع 4 – 5

 + تشبهنا به فى صنع البر
والحب ع 6 – 21

 + ثقتنا في الله أبينا ع 22
– 24

 إن كان الحب الحقيقي هو
النور الإلهي الذي به نشهد لله فإن مسئوليتنا كأبناء الله أن نمارسه لا كعمل بشري
اجتماعي بحت وإنما بكونه سمة أبينا السماوي نحمله فينا كأولاد له.

رابعا – التمييز والحب ص 4 :

 + المحبة والحكمة (رفض ما
ليس لله) ع 1 – 6

 + الصليب مصدر الحب ع 7 – 11

 + كيف نتذوق الحب ؟

 + خلال حبنا لأخوتنا ع 12 –
16

 + خلال انتظارنا يوم الرب
بفرح ع 17 – 21

 إن كان الحب يهب النفس بساطة
فيصدق كل شيء، لكن بروح التمييز والحكمة لا يقبل ما هو ليس لله وما هو مثير من
المعلمين الكذبة الذين يتسللون إلى قلوب البسطاء تحت أسم " المسيح "
وتحت أسم " المحبة "، فالمحبة الحقيقية لا تنخدع بالباطل.

خامسا- الإيمان والحب ص 5 :

 + الإيمان والحب ع1 – 3

 + الإيمان والنصرة ع 4 – 5

 + أساس الإيمان والشهود له ع
6 – 10

 + الإيمان وعطية الحياة
الأبدية ع 11 – 13

 + الإيمان واستجابة الصلاة ع
14 – 15

 + المؤمنون وصلاتهم عن الغير
ع 16 – 18

 + المؤمنون ينالون البصيرة ع
19 – 20

 + الإنذار الأخير ع 21

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع قديمة قيرنث ث

 إن كان الحب هو عطية الله
لذا فهو مرتبط بالإيمان، فإنه بالإيمان يحل السيد المسيح فينا فنحمل الحب الحقيقي،
به ننعم بالنصرة وبه نشهد لله، وبه ننعم بالبصيرة الداخلية.

 

موجز السفر:

أولاً: الشركة العائلية (1:
1- 3: 24)

(1) التجسد فى إناس هذه
الشركة (1 : 1 –3)

(2) الشركة العائلية مع الأب
ومع أبنه (1: 3-4)

(3) شروط الشركة العائلية (1:
5- 3: 24).

(i) السلوك فى الور.

(ii) إدراك طبيعة الخطية الساكنة فى الإنسان (1: 8).

(iii) الفقران نتيجة الاعتراف (1: 10.9)

(iv) شفاعة المسيح تضمن استمرار الشركة (2: 1-2)

(v) محل الشركة: الطاعة والمحبة (2: 3-3: 24)

ثانياً: الشركة العائلية
فىالعالم (4: 1-5: 21)

(i) تحذير من المعلمين الكذبة (4: 1-6)

(ii) وصف الابن الحقيقى لله (4: 7-10)

(iii) الإيمان كمبدأ للانتصار فى الصراع مع العالم (5: 1: 21).

 

شرح السفر

1 يوحنا 1 – 3

معظمنا، نعجب بأشخاص نعتبرهم
مثلنا الأعلى، فنحاول أن نشكل حياتنا على مثالهم. وقد قدم لنا الآب السماوي أعظم
مثل أعلى في التاريخ، وهو شخص الرب يسوع المخلص، رئيس السلام وملك الملوك. إنه
أعلى كثيرا من كل الآخرين. لذا دعونا نتبع مثاله، كما كتب يوحنا: من قال أنه ثابت
فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضا (1 يوحنا 6:2).

إن الثبات في المسيح يتحقق
بعد أن تتم فينا شروطه، وهي سكنى كلمة الله فينا (14:2،24)، ومسحة الروح القدس
(27:2) وطاعة المسيح (24:3).

فلا عجب أن يكتب بولس قائلا:
كونوا متمثلين بي كما أنا أيضا بالمسيح (1 كورنثوس 1:11). وهو أيضا يقول: لي
الحياة هي المسيح (فيلبي 21:1).

نعم، هذا هو ما قدمه الرب
يسوع تماما لكل الذين يسيرون وراءه. فإن حياته أكثر من مجرد حياة مثالية نعجب بها؛
هي حياة نعيشها كل يوم في ظروفنا الحالية. إنها أكثر من مجرد الالتزام بالقانون.
لقد جاء يسوع إلى هذا العالم لكي يخلص الخطاة ويعدهم للحياة الأبدية معه. إنها
أكثر من مجرد حضور الاجتماع يوم الأحد، إنها حياة يومية في البيت وفي كل مكان. إن
يسوع المسيح الذي عاش وسار وعلم هنا على الأرض، هو الذي قال: لأني أعطيتكم مثالا
حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا (يوحنا 15:13). لقد صلى في البستان إلى
الآب من أجلك ومن أجلي قائلا: كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم
(يوحنا 18:17)، ويتوقع منا أن نكون مثله.

إن مفتاح التشبه بالمسيح يكمن
في أعماقنا الداخلية، وذلك لأننا دائما نتحول إلى صورة الشخص الذي نعتبره مثلنا
الأعلى: لأنه كما شعر في نفسه هكذا هو (أمثال 7:23). وأما ما يخرج من الفم فمن
القلب يصدر، وذلك ينجس الإنسان. لأن من القلب تخرج أفكار شريرة… هذه هي التي
تنجس الإنسان (متى 18:15-20).

كان الدافع الأوحد في حياة
المسيح هو أن يمجد الله وعمل مشيئته. فحتى في صباه قال: ينبغي أن أكون فيما لأبي
(لوقا 49:2). لقد كان هذا هو دافعه في الحياة. طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني
(يوحنا 34:4). لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني (30:5). وأيضا، لأني
قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني (38:6).

مهم جداً أن نسأل أنفسنا
بجدية ما هو المبدأ الذي يتحكم بحياتنا؟ عند البعض، المبدأ الذي يتحكم بحياتهم هو
الأنانية في صورها المختلفة مثل الطموح والتنافس والبحث عن اللذة والكبرياء. وعند
الآخرين، هو الرغبة في تحقيق الشهرة والتأثير على الآخرين.

ولكن بالنسبة لأبناء الله،
يكتب الرسول يوحنا قائلا: العالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت
إلى الأبد (1 يوحنا 17:2).

 

1 يوحنا 4 – 5

يطلق على الشيطان اسم
"الشرير" (1 يوحنا 13:2) نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ بل المولود
من الله يحفظ نفسه [أي أن وجود المسيح فيه يحميه من الشر] والشرير لا يمسه، نعلم
أننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير [أي تحت سلطة الشيطان] (18:5-19).

يتكلم الرسول يوحنا عن أضداد
كثيرين للمسيح: كما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون
(18:2). إن ضد المسيح هو هذا الشخص المسمى " إنسان الخطية " (2
تسالونيكي 3:2) الذي يخضع بالتمام لسلطان إبليس. وهو ينفذ مخططاته الشريرة بواسطة
الأرواح الشريرة التي تعمل في غير المؤمنين. وهذه الأرواح الشريرة تستطيع أن تظهر
في شكل ملائكة نور كما فعل القادة الدينيون في أيام يسوع (يوحنا 44:8؛ 2 كورنثوس
14:11). لهذا السبب يكتب يوحنا قائلا: أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا
الأرواح هل هي من الله، لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم (1 يوحنا
1:4).

لا يمكن لأي ابن حقيقي لله أن
ينخدع في حقيقة إبليس. لكننا قد نندهش أحيانا لحقيقة أولاد إبليس. إذ من كان يتوقع
أن يقول يسوع للقادة الدينيين في أيامه: أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون
أن تعملوا (يوحنا 44:8).

إن هؤلاء الأنبياء الكذبة
المخدوعين، غالبا ما يكونون هم وأتباعهم في منتهى الرقة واللباقة بل وأيضا السخاء.
وهم يخدعون الكثيرين للسير وراء رئيس سلطان الهواء… الروح الذي يعمل الآن في
أبناء المعصية (أفسس 2:2).

إن أعظم خطر يواجهه الشخص
المسيحي الحقيقي قد لا يكون الأنبياء الكذبة، ولا حتى العالم الحاضر الشرير. ربما
أشد فخاخ الشيطان خداعا هي تلك المذكورة في الأصحاح الأخير: أيها الأولاد احفظوا
أنفسكم من الأصنام (1 يوحنا 21:5).

الصنم هو أي شيء يحظى
بالأولوية على مشيئة الله وعلى كلمته في قلوبنا. والأصنام قد تتسلل إلى حياتنا
بطريقة غير ملحوظة. ربما تتمثل في شخص نعجب به أو نحبه فيؤثر علينا تدريجيا فنخفض
مقاييس القداسة لدينا – ولو لمجرد مساومة وقتية. حتى أن خادم الإنجيل قد يكون
متعلقا بصنم – عندما يؤسس كنيسة فقط لإرضاء طموحه الشخصي – تماما مثلما يؤسس
التاجر متجره. إن خداما كهؤلاء لا فرق في محبتهم للعالم عن الغني الذي بنى مخازن
أعظم لثرواته (لوقا 16:12-21). فلا عجب إن كان الكتاب المقدس يحذرنا قائلا: أما
الشهوات الشبابية فاهرب منها… التي تحارب النفس (2 تيموثاوس 22:2؛ 1 بطرس 11:2).

يستخدم الروح القدس كلمة الله
لكي يفتح عيوننا فنرى الفخاخ الخادعة التي نصبها لنا العدو بمغرياته ولكي يكشف
الأرواح المضلة التي خرجت إلى العالم. وكمسيحيين يجب أن نضع نصب أعيننا كلمة الله
وحدها لتكون صاحبة السلطان علينا. عندئذ نقدر أن نكتشف المعلمين الكذبة، والتعاليم
الكاذبة، بل وحتى ملائكة النور – التي لا تتفق مع مقاييس كلمة الله. لأنكم أقوياء
وكلمة الله ثابتة فيكم… وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم (1
يوحنا 14:2؛ 4:4).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي