تَفْسِير رِسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ

 

إسم السفر:

رسالة يوحنا الرسول الثانية
"
John 2 "

الإختصار : 2يو = 2JO

+ وجه الرسول هذه الرسالة إلى
"كيرية المختارة وغلى أولادها الذين أنا أحبهم بالحق، مما يدل على أنهم كانوا
أصدقاء أعزاء، وكان يتابع نموهم وسلوكهم الروحى، بل أبدى أشواقاً حارة لرؤيتهم
والتكلم معهم فما لفم "لكى يكون فرحنا" (فرح الطرفين) كاملاً". وكلمة
"كيرية" – فى اليونانية – تعنى " السيدة". ويعتقد بعض
المفسرين أنها تشير إلى كنيسة معينة (ربما فى برغامس) وليست إلى سيدة بعينها، وأن
كلمة "أولادها" تشير إلى أعضاء هذه الكنيسة (ويمكن الرجوع إلى كلمة
"كيرية"

 

كاتب السفر:

يوحنا الرسول

+ كتبها القديس يوحنا الحبيب
وهو في أفسس.

+ يشير كاتب يوحنا الثانية
إلى نفسه باسم "الشيخ"، والرسالة موجهة إلى السيدة المختارة (2 يوحنا
1:1). ويعتقد البعض أنه نظرا للاضطهاد الشديد في وقت كتابة الرسالة كان الكاتب في
الواقع يكتب إلى كنيسة مسيحية وأعضائها المشار إليهم بالأولاد (1:1،4). وقد أكد
على أهمية تعليم كلمة الله. وتستخدم كلمة "حق" خمس مرات في الأعداد
الأربعة الأولى. ويحرض الرسول يوحنا المؤمنين على فحص آرائهم ومعتقداتهم ودوافعهم
لكي يتأكدوا أنهم يعيشون طبقا لحق كلمة الله.

+ لا يذكر الكاتب أسمه،
ويكتفى بأن يقول عن نفسه : "الشيخ"، ولابد أنه كان معروفاً جيداً بهذا
الاسم عند من كتب إليهم رسالته. وكلمة "شيخ" لا تنفى أنه الرسول يوحنا،
فقد كان رسولاً وشيخاً فى كنيسة المسيح (ارجع إلى ابط 5: 1)

+ تحتوي على أقل من ثلاثمائة
كلمة باللغة الأصلية اليونانية

 

تاريخ كتابة السفر:

كتب في ولاية آسيا بين سنة
96-110م

 

لمن كتب السفر؟

 + السفر الوحيد في الكتاب
المقدس موجه إلى سيدة. يري القديس جيروم أنها كنيسة أورشليم أو سيدة مختارة لم
يذكر الرسول أسمها، " كيريه " وأختها المختارة (2يو13) هى كنيسة أفسس
والشيخ هو يوحنا الحبيب لأن عمره كان وقتئذ حوالى 100سنة، وآخرون يرون أنها إشارة
رمزية لكنيسة معينة إذ هي عروس (سيده) مختارة. كما يقول القديس جيروم أن كلمة
" شيخ تعني " كاهن " سواء في رتبة الأسقفية أو القسيسية.

 

 موضوع السفر:

 + التمسك بتعليم المسيح
الصحيح ضد المضلّين الذين لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا فى الجسد.

 

سمات السفر:

 + تحمل نفس سمات كتابات
الرسول ألا وهو الربط بين الحق والحب بكونهما " المسيح يسوع " به نشهد
للحق وبه نحب، إنها مقال عن الحق الذي يعلن خلال الحب.

 

هدف السفر:

يبدو أن الداعى لكتابة هذه
الرسالة هو تحذير هؤلاء الأصدقاء من استضافة المعلمين الكذبة غير الثابتين فى
تعليم المسيح، ومن مساعدتهم بأى صورة، بل "ولا تقولوا له سلام، لأن من مسلم
عليه يشترك فى أعماله الشريرة" (الأعداد 7-11)، كما لا يفوته أن يحرضهم على
أن يحبوا بعضهم بعضا، والسلوك بحسب وصايا الرب (العددان5-6).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عيفــاي ي

والكثير مما جاء فى هذه
الرسالة القصيرة، يحمل طابع أفكار الرسول يوحنا مما يؤكد أنه هو كاتبها، وبخاصة
تأكيده على الحق والمحبة والتجسد، وكذلك ذكره "تضر المسيح" (عد57) مع
أيو 2: 22.18، 4: 3). وكلمة "يثبت" (عد9) التى يستخدمها الرسول يوحنا
كثيراً فى الإنجيل كما فى رسالته الأولى.

 

محور السفر:

 + الحق، المحبة، المعلمون
المضللون.

 + المحبة

 

 مفتاح السفر:

 " هذه هي المحبة أن
نسلك بحسب وصاياه " ع 6

 " كل من تعدي ولم يثبت
في تعليم المسيح فليس له الله ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والابن
جميعا" ع 9

 

ملخص السفر:

(1) تحيات رسولية إلى
((السيدة)) وأولادها ومدح محبتهم الصادقة وإيمانهم الراسخ (ع 1-6).

(2) ضرورة التيقظ والحذر من
المضلين والتمسك بتعليم لمسيح (ع 7-11).

(3) خاتمة الرسالة (ع 12-13).

 

محتويات السفر:

(i) التمسك بالحق (1-3).

+ الحق يهب الحب طبيعته ع 1.

 + الحق هو غاية الحب ع 1.

 + الحق مصدر الحب ع 1.

 + الحق يسكن فينا ويرافقنا ع
2.

 + الحق أبدي وكل ما هو ليس
أبدي ليس حقا ع 2.

 + الحاجة إلى نعمة الآب
والابن ورحمتهما وسلامهما لننال الحق والحب ع3.

(ii) الحق والحب 4 – 6 :

 أن جوهر الرسالة هو الربط
بين الحق والحب ففي المقدمة يظهر أن الباطل هو مصدر الشهوة أما الحق فهو ممارسة
وصية الحب.

(iii) أهمية التمسك بتعليم المسيح (7-9).

(iv) رفض الشركة مع المعلمين الكذبة (10-11).

(v) الخاتمة (12-13).

 

شرح السفر:

هي الرسالة الثانية التي
كتبها الرسول يوحنّا، وقد اعتمد الحبيب في كتابتها – رغم حجمها (13 آية) – على
الطريقة القديمة في كتابة الرسالة.

يبدأ يوحنّا هذه الرسالة،
فيستعمل لقباً (الشيخ) كان يُطلَق، على حسب العادة الجارية في كنائس آسيا، على رجل
كان من عداد تلاميذ الرب أو عَرفهم شخصيّاً (ثمة من يفرّق بين يوحنا الرسول ويوحنا
الشيخ، ولكن هذا التفريق لا يتوافق وتقليدَ كنيسة أفسس الذي يعتبر الاثنين شخصا
واحدا). ويبدو أنّه يوجهها إلى إحدى الكنائس الواقعة تحت سلطته، يقول بطريقة
شعرية: "إلى السيدة المختارة"(هي كنيسة "مختارة" لأنها مؤلفة
من مؤمنين هم ورثة الشعب المختار) وإلى "أبنائها الذين أحبهم في الحقّ،
وهم،كما يرى مفسّرون عديدون، أعضاء في هذه الكنيسة. ثمّ يشير الرسول إلى ما يجمع
بينه وبين هذه الجماعة (المحبّة والحقّ)، فهو يحبّهم في الحقّ، لا هو وحده بل
"جميع الذين عرفوا الحقّ، بفضل الحقّ المقيم فينا والذي سيكون معنا
للأبد" (الآية 1و2).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر المزامير 74

السلوك في الحق:

 الحق ليس أمرا مجرداًلكنه
حياة عملية (شركة مع الله الحق في سلوكنا العملي) هذا هو السلوك في الحق ع 4..ويعلن
هذا السلوك في الحق خلال الحب للاخوة ع 5.. أي ممارسة وصية الحب كوصية جديدة
أعلنها السيد المسيح خلال صليبه ووهبنا إمكانية ممارستها بروحه القدوس وان كانت
وصية قديمة، ويرتبط الحب بالوصية الإلهية ع 6.. لأن بالحب تكمل الوصية والناموس
وبالوصية يلتهب الحب فينا.

 

ثم يستعمل تعابير مأخوذة من
مفردات ميثاق العهد القديم:"النعمة والرحمة والسلام – هي عبارات تعتمدها
مراراً رسائل العهد الجديد لتدلّ على العلاقة بين الله وشعبه(كلّ من آمن بيسوع
ربّاً ومخلّصاً) – من لدن الآب ويسوع المسيح ابن الآب"، ويزيد: "في
الحقّ"، والعبارة المحببة على قلبه: "والمحبة" (الآية 3).

بعد هذه المقدمة ندخل تواً في
جسم الرسالة. يعبّر يوحنا عن فرحه بسبب بعض المعلومات التي وصلته من مصدر غير
محدّد، يقول:"بعض أبنائك يسلكون سبيل الحقّ وفقاً للوصيّة التي تلقيناها من
الآب"، فيبيِّن أن هذه الكنيسة قد تعرّضت لتعليم منحرف (لعلّه التعليم ذاته
الذي وصَفه الكاتب في رسالته الأولى)، غير أن ّ بعض أعضائها قد قاوم هذا التعليم
المدمِّر وأخلص للربّ وتعليم كنيسته (آية 4). ثم يسأل الرسول الجماعة" لا كمن
يكتب بوصيّة جديدة، بل بوصيّة أخذناها منذ البدء"، أن تحفظ نفسها بمحبّة
بعضها البعض، وهذا يعني أن تطيع وصايا الله. ذلك أن المحبة التي تحطّم واحدةً من
الشرائع التي وضعها الرب ليست محبة أبداً، وهي محبة تفوق- كما رأينا في الرسالة
الأولى – الكلمات والعواطف…، أن يسلك المرء "سبيل المحبّة" يعني أن
يبذل نفسه، كما فعل يسوع، من أجل اخوته (الناس جميعا) من دون أن ينتظر منهم شيئاً
(5 و6).

تحذير من المضللين
7 – 11

 + يليق بنا أن نحب الجميع
المؤمنين وغير المؤمنين، بهذا يتحقق تكميل الناموس. لكن الحب للجميع لا يكون علي
حساب خلاصنا أو خلاص أخوتنا لذا نكون ملتزمين بالحزم " إذ يقول : إن كان أحد
يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولو له سلام " لان
من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة ع 10، 11 أي نحب الجميع لكن لا نحب الباطل
أو الانحراف.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر اللاويين 13

ثم يتحدث الرسول عن "أنه
قد انتشر في العالم كثير من المُضلّين لا يشهدون ليسوع المسيح الذي جاء في
الجسد"، هذه الضلالة يقودها "المضلُّ المسيحُ الدجّال" (الآية 7؛
أنظر 1 يوحنا: 2: 18 – 29، 4: 1 – 6). فيحذّر أعضاء هذه الجماعة من أقوال
المضلّين، بقوله: "خذوا الحذر لأنفسكم لئلا تخسروا ثمرة أعمالكم" (تدل
لفظة "أعمال" هنا على شهادة الإيمان ليسوع المسيح وعلى طاعة تعاليمه في الحياة)،
وذلك أنّ كلّ من يميل إلى تعليم خاطئ يعرّض نفسه لخسارة "الأجر الكامل"،
أي الخلاص الأخير الذي هو رجاء جميع المسيحيين. ويتابع فيهدّد المعلّمين الكذبة –
وكل من انجرف وراء أضاليلهم – الذين يدّعون بأن تعليم يتفوّق على تعليم الكنيسة،
بقوله، إنّ:"كلّ مَن جاوز حدّه ولم يثبت في تعليم المسيح، لم يكن الله
معه"، وذلك أن معيّة الآب والابن تتحقق عن طريق الالتزام بتعليم المسيح
وكنيسته (8 و9؛ أنظر 1 يوحنا 2: 23 – 24).

ثم يوصيهم بإقصاء الهرطقة
(والمقصود بعض الوعّاظ والمعلّمين الكذبة المتجوّلين الذين لم يكونوا أعضاء في هذه
الجماعة) إقصاءً كلياً، يقول "إذا جاءكم أحد لا يحمل هذا التعليم (أي تعليم
المسيح الصحيح) فلا تقبلوه في بيوتكم ولا تقولوا له: سلام. من قال له: سلام، شاركه
في سيئات أعماله" (10 و11)، هذا الموقف الذي يطلبه الرسول من تلاميذه حيال
بعض الناس المغرضين يفرضه حفظ الإيمان المسيحي في صفاته وصونه من عدوى البدع التي
تهدد المؤمنين (الضعفاء).

 

 ختام 12-13

 + لا يسّلم الإيمان خلال
الكتب فحسب إنما يسلّم كحياة خلال التلمذة " إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لم
أرد أن يكون بورق وحبر لأني أرجو أن أتي إليكم وأتكلم فما لفم لكي يكون فرحنا
كاملا " ع 12 ونحن تسلمنا الإيمان خلال الكتاب المقدس كما تسلمناه خلال
العبادة من ليتورجيا وتسابيح وخلال كتابات الآباء وخلال السلوك الذي نتسلمه عن
آبائنا…. الخ.

في ختام هذه الرسالة يعد
الرسول المؤمنين بزيارتهم، فعنده "أشياء كثيرة" ليكتبها لهم، لكنه يرغب
في أن يراهم ويقول لهم ما يريد قوله مشافهة، وذلك من أجل الفرح التام (12). ثم
يهديهم سلام" أبناء أختك المختارة" (13)، وهم أعضاء الكنيسة التي يقيم
الرسولَ فيها (لعلّه يقصد كنيسة أفسس).

يكرر يوحنا في هذه الرسالة
بعض ما قاله في رسالته الأولى، وهو يريد أن يسلك كل من انتسب إلى المسيح يسوع بحسب
الوصيّة الجديدة، فالمحبّة والحقّ – وحفظ النفس من كلّ تعليم منحرف – أساس كلّ
التزام كنسيّ.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي