تَفْسِير رِسَالَةُ
يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّالِثَةُ

 

أولا:
الكاتب :

الرسول
يوحنا الذي كتب بالوحي المقدس 5 أسفار في العهد الجديد هم : إنجيل يوحنا و هذه
الثلاث رسائل ثم سفر الرؤيا و الرسول يوحنا كما في إنجيله كذلك في هذه الرسالة لا
يذكر أسمه و لكنه يشير إليه بالقول الشيخ كما فعل الرسول بطرس في رسالته ,
اَلشَّيْخُ، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ بِالْحَقِّ (3يو1)

 

ثانيا
: لمن كتبت؟:

كتبت
إلي غايس الحبيب , اَلشَّيْخُ، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ
بِالْحَقِّ (3يو1) و غايس هي الصيغة اليونانية للاسم اللاتيني "كايوس"،
معناه "فرحان"، وهو: 1) مسيحي من مكدونية كان رفيقاً للرسول بولس في
أثناء وجوده في أفسس عندما حدث فيها الشغب بزعامة "ديمتريوس" الصائغ
صانع هياكل الفضة لأرطاميس. " فخطف الثائرون " غايوس وأرسترخس
المكدونيين رفيقي بولس في السفر " (أع 19 :23- 29).(2) مسيحي من " دربة
"، كان أحد المؤمنين الذين انتظروا الرسول بولس ومن معه، في ترواس لمرافقته
إلى أورشليم (أع 20: 4).ويبدو أنهم كانوا منتدبين من الكنائس لهذه المهمة (لتوصيل
العطايا إلى الكنيسة في أورشليم).وقد جاءت كلمة الدربي (أع 20: 4) في بعض
المخطوطات الغربية " من دوبريوس " (مدينة في مكدونية)، مما يرجح معه
الظن بأنه هو نفسه " غايوس " المذكور سابقاً.(3)مسيحي في كورنثوس، كان
احد رجلين يقول عنهما بولس : " إني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس
" (1 كو 1: 14). وهو- بلا شك –" غايس " الذي قال عنه في رسالته إلى
الكنيسة في رومية،والتي كتبها من كورنثوس : يسلِّم عليكم غايس مضيِّفي ومضيِّف
الكنيسة كلها " (رو 16: 23)، مما يعني أن الكنيسة في كورنثوس كانت تجتمع –في
ذلك الوقت –في بيته. ويذكر "أوريجانوس" أنه كان أول أسقف في الكنيسة في
تسالونيكي. ويقول سير وليم رمزي إن "غايس" كان الاسم الأول (كعادة
الرومانيين) "ليوستس" الذي انتقل الرسول بولس –بعد أن قاومه اليهود –إلى
بيته الذي كان ملاصقاً للمجمع (أع 18: 7).(4) "غايس الحبيب" الذي كتب
الرسول يوحنا رسالته الثالثة إليه،ويشيد الرسول يوحنا بكرمه ومحبته للقديسين. كما
يخاطبه مراراً – في هذه الرسالة القصيرة –قائلاًله : "أيها الحبيب " (3
يو 1, 2, 5, 11). وليس ثمة دليل على أن "غايس" هذا كان أحد المذكورين
بهذا الاسم بعاليه (وبخاصة في البندين (1)،(3))، فقد كان اسم " غايس "
اسماً شائعاً، وقد ذكرت بعض التقاليد أن الرسول يوحنا أقامه أسقفاً في الكنيسة في
برغامس.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس دك وودورد 14

 

ثالثا:
متى كتبت؟

في
الغالب كتبت هذه الرسالة سنة 90 ميلاديا أي في أواخر القرن الأول فيوحنا عاش بعد
الرسل و كتب الإنجيل ثم رسالته الأولى و الثانية و الثالثة و أخيرا سفر الرؤيا عام
96ميلاديا.

 

رابعا
الغرض من الرسالة :

الرسالتان
الثانية و الثالثة تعتبران ملحقين لرسالة يوحنا الأولى ففي الرسالة الأولى نجد
الحقائق العظيمة و في الرسالتين الثانية و الثالثة نجد التطبيق العملي لهذه
الحقائق ,و الرسالتان موضوعهما الحق فتأتي كلمة الحق 6 مرات في رسالة يوحنا
الثالثة و لكن أن كان الغرض في الرسالة الثانية أن يحذر من قبول من لا يجيء بتعليم
المسيح فالغرض من الرسالة الثالثة إيجابي فهو أ- قبول الخدام الذين يأتون بالتعليم
الصحيح : أَنْتَ تَفْعَلُ بِالأَمَانَةِ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ إِلَى الإِخْوَةِ
وَإِلَى الْغُرَبَاءِ، الَّذِينَ شَهِدُوا بِمَحَبَّتِكَ أَمَامَ الْكَنِيسَةِ.
الَّذِينَ تَفْعَلُ حَسَناً إِذَا شَيَّعْتَهُمْ كَمَا يَحِقُّ للهِ، 7لأَنَّهُمْ
مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئاً مِنَ الأُمَمِ.
8فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ، لِكَيْ نَكُونَ
عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَق ِّ(3يو5-8)ِ ب-توبيخ ديوتريفس و أمثاله :
دِيُوتْرِيفِسَ – الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ – لاَ
يَقْبَلُنَا.و التحذير من أي قيادة ديكتاتورية في الكنيسة كديوتريفس ج-تشجيع
السلوك بالحق المتمثل في غايس و ديمتريوس , لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ
إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ
بِالْحَقِّ. لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ
أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ (3يو3و4) دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ
لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضاً نَشْهَدُ،
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ (3يو12)

 

خامسا
:مفتاح الرسالة: فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ،
لِكَيْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَقِّ. (3يو8)

هل تبحث عن  ئلة مسيحية هل يمكن حدوث خطية فى الفردوس س

 

سادسا
:كلمات كالمفتاح: الحق 6 مرات

 

سابعا:
مظاهر خاصة بالرسالة:

1-هي
رسالة ارتباط الفرح بالسلوك بالحق :فمعني اسم غايس هو فرحان و هو شهادة بالسلوك
بالحق , لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ
الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. 4لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ
مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ
(3يو3و4) فهو اسم علي مسمى, فرحان و يجلب الفرح لأنه يسلك بالحق.

 

2-هي
رسالة ارتباط النجاح و الصحة الجسدية بالنجاح و الصحة الروحية : أَيُّهَا
الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً (زمنيا) وَصَحِيحاً
(تتمتع بصحة جيدة)، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ (3يو2)

 

3-هي
رسالة التحريض علي إضافة الخدام الغرباء : أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَنْتَ تَفْعَلُ
بِالأَمَانَةِ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ إِلَى الإِخْوَةِ وَإِلَى
الْغُرَبَاءِ،الَّذِينَ شَهِدُوا بِمَحَبَّتِكَ أَمَامَ الْكَنِيسَةِ. الَّذِينَ
تَفْعَلُ حَسَناً إِذَا شَيَّعْتَهُمْ كَمَا يَحِقُّ للهِ، لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ
اسْمِهِ خَرَجُوا وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئاً مِنَ الأُمَمِ. فَنَحْنُ
يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ، لِكَيْ نَكُونَ عَامِلِينَ
مَعَهُمْ بِالْحَقِّ (3يو5-8)

 

4-هي
رسالة الخادم النزيه : لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا وَهُمْ لاَ
يَأْخُذُونَ شَيْئاً مِنَ الأُمَمِ (3يو7) عكس ما ورد عن الخدام الذين يستغلون
الذين للكسب المادي (1تي3:3و5:6وتي7:1و1بط2:5)

 

5-هي
رسالة التحذير من القيادة الديكتاتورية في الكنيسة : كَتَبْتُ إِلَى الْكَنِيسَةِ،
وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ – الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ –
لاَ يَقْبَلُنَا. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ
الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ
غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهَذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضاً الَّذِينَ
يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَة ِ(3يو9و10) و ديوتريفس اسم علم
يوناني معناه من "أرضعه أو عاله زفس" (كبير الآلهة عند اليونان)،
ولايذكر هذا الاسم إلا في رسالة يوحنا الرسول الثالثة و هو للأسف صورة للمتسلطين في
الكنيسة

 

6-هي
رسالة الخير:أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ
بِالْخَيْرِ،لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ
الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ(3يو11)

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جَابي ي

 

7-هي
رسالة السلوك بالحق: كغايس و ديمتريرس , دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ
الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضاً نَشْهَدُ، وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ.(3يو11) و ديمتريوس هذا غير
المذكور في (اع24:19-35) و ديمتريوس اسم يوناني معناه أم للشعب أو للأرض و كان
ديمتريوس المذكور في هذه الرسالة اسم علي مسمى إذ كلن يهتم بالآخرين

 

8-رسالة
فما لفم : : وَكَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَهُ، لَكِنَّنِي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ
أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِحِبْرٍ وَقَلَمٍ وَلَكِنَّنِي أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ عَنْ
قَرِيبٍ فَنَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ. سَلاَمٌ لَكَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ
الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِمْ.(3يو13و14) و ذكر هذا
التعبيير في رسالة يوحنا الثانية أيضا(2يو12)

 

ثامنا
تقسيم الرسالة :

1-غايس
مسيحي محبوب: (3يو1-8)

2-
ديوتريفوس مسيحي متكبر: (3يو9-10)

3-ديمتريوس
مسيحي مشهود له (3يو11-12)

4-وجها
لوجه:.(3يو13و14)

 

تاسعا
شواهد مقتبسة من العهد القديم :

3يو11
= مز27:37واش16:1و17

 

عاشرا
أكتشافات أثرية :

زفس
المشتق منه اسم ديوتريفس هو كبير آلهة الأولمب عند اليونانيين، ويقابله
"جوبتر" عند الرومان. وفي عام 168. وعندما شفي الرسول بولس الرجل المقعد
في لسترة، ورأت الجموع ذلك "رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين إن الآلهة
تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا، فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو
المتقدم في الكلام، فاتي كاهن زفس الذي كان (هيكله) قدام المدينة بثيران وأكاليل
عند الأبواب مع الجموع، وكان يريد ان يذبح". وبالجهد استطاع بولس وبرنابا ان
يمنعوهم عن هذه الأباطيل، وبشراهم بكلمه الله (أع 14: 8- 20). وقد جاء في أساطيرهم
في قصة "فليمون وبوكيس" أن زفس وهرمس كانا يتجولا في الأرض ولم يقبل
اضافتهما سوي فليمون وبوكيس اللذين نالا رضاء الآلهة. ولعل أهل لسترة أرادوا أن
يحذوا حذو فليمون وبوكيس في إكرام الآلهة حسب ظنهم. وكان لزفس تمثال ضخم في جبل
الأولمب، كان يعتبر من عجائب الدنيا السبع، وكان معبده في أثينا من كبر المعاهد،
وكانت عبادته واسعة الانتشار في عصور العهد الجديد، وكانوا يقدمون له ذبائح من
الثيران والغنم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي