الإصحَاحُ
الثَّالِثُ

آية 9

 

9-"الملك
سليمان عمل لنفسه تختا من خشب لبنان.

رأينا فيما
سلف (ع7) ان تخت سليمان (أي فراشه أو سريره) حوله ستون جبارا لحراسته من هول
الليل، أما هنا فنرى تختا لسليمان من نوع آخر، فهو ليس فراشا أو سريرا مرتبطا
بالليل ولكنه لأجل النهار _ الوقت المعين من الله للعمل (مز104: 22و23)
"ينبغي ان أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار" (يو9: 4) وأنه لمن أسمى
امتيازاتنا ان نكون في رفقة العريس وفي خدمته في وقت العمل في زمان الحياة
الحاضرة. علينا إذا ان نسلك "كحكماء مفتدين الوقت" فلا نضيع لحظة في
الباطل لأنه "يأتي ليل حين لا يستطيع أحد ان يعمل" (يو9: 4).

ولنلاحظ ان
هذا التخت هو من صنعه هو "الملك عمل لنفسه تختا" فان ربنا يسوع المسيح
قد عمل بنفسه ما فيه سعادة وهناء شعبه، فهو "صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا"
(عب1: 3) أنه لم يترك لنا ما نعمله سوى ان نقبل ما عمله لأجلنا ونتمتع به وبثماره
المباركة وان نتعبد له ونشكره على عمله لأجلنا فوق الصليب وما يعمله الآن
وباستمرار لمعونتنا في الطريق وما سيعمله عند مجيئه إذ يأخذنا إليه لنكون كل حين
معه في بيت الآب.

 

كان
"تخت سليمان"

 هذا عبارة عن هودج (أو تخت روان) كما سلفت الإشارة،
فلم يكن مركبة تسير على عجلات بل كان يحمل على الأكتاف، وفي هذا إشارة إلى ان الرب
يسوع "الحي إلى أبد الآبدين" والذي يعمل بغير انقطاع لأجل خير وإسعاد
شعبه لا يقوم بهذا العمل بالاستقلال عن خاصته. أنه يعمل بواسطة محبيه الذين كرسوا
كل قواهم لعمل إرادته الصالحة، وكأنهم يحملون تخت الملك على قلوبهم وعواطفهم
المحبة والمكرسة له، وهذا يذكرنا بتابوت العهد الذي كان من امتياز الفهاتيين ان
يحملوه في كل تحركاته، فربنا يسوع المسيح "الماشي في وسط المنائر
الذهبية" يعمل لخير خاصته _قطيعه وأعضاء جسده ولكن ليس بالاستقلال عنهم وعن
خدمتهم له، وما أعظم وأجل خدمة كهذه _ ان نحمل تخت سليمان الحقيقي! أنها بلا ريب
أسمى وأشرف خدمة كما أنها في الوقت نفسه تتطلب منا ان نكون في الحالة النقية
المقدسة _ حالة السمو الروحي التي تليق بجلال سليماننا _ ملك السلام الذي نحبه
ونخدمه.

هل تبحث عن  م الإنسان خبرات فى الحياة البساطة والحكمة ة

 

"من
خشب لبنان"

ولا سيما
الأرز فأنه رمز عدم الفساد أو بالحري القيامة كما أنه رمز السمو والرفعة، وقد كان
لخشب لبنان مكانه الممتاز في بناء هيكل الرب كما ان فيه إشارة إلى مجد المدينة
الملكية _ مدينة يهوه في يوم قادم "مجد لبنان إليك يأتي السرو والسنديان
والشربين معا لزينة مكان مقدسي وأمجد موضع رجليّ" (أش60: 13) فواضح أذن ان
"خشب لبنان" هو رمز العظمة والارتفاع أو بالحري كل ما له صفة السمو
الروحي، ومن واجب أؤلئك الذين صار لهم شرف العلاقة بسليمان الحقيقي _ الرب المقام
من بين الأموات وبتخته ان تكون لهم هم أيضا صفة السمو الروحي. الذي كان سلوك
الرسول بولس متوافقا مع تعليمه "لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس. . . . الذي
يذكركم بطرقي في المسيح" (1كو4: 17). كم من المرات يكون كلامنا بلا وزن أو
قيمة لأننا عمليا لسنا في الحالة التي تتفق مع كلامنا. ليتنا نحرص على ان تكون
شهادة أفواهنا عن المسيح متوافقة مع حياتنا الروحية العملية.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي