الإصحَاحُ
الأَوَّلُ

 

اختيار
الله ورفض
الخطية

1 أحِبُّوا
البِر يا
أَيُّها
الَّذينَ
يَحكُمونَ
الأَرض
وفَكَروا في
الرَّبِّ
تَفْكيراً
صالِحًا
واْلتَمِسوه
بصَفاءِ
قلوبِكم

 

أحِبُّوا
البِرَّ
:
هذه الآية هي
استهلال
للسفر, وهى
طلب الحكمة بصدق
والبر هو الحق
(كلمة البر فى القبطية
mmeeqmhi مثمي تعنى
الحق أيضاً)
والكلام
موجّه إلى الملوك
الذين سيجرون
العدل بين
رعاياهم حتى
يصيروا
أبراراً
46، إن هناك
علاقو وطيدة
بين العدل
والبر " ويَسوسَ
العالَمَ
بِالقَداسةِ
والبرّ ويُجرِيَ
الحُكْمَ
بِاْستِقامةِ
النًّفْس (9 : 3)
"
وأما البر فهو
تلاقى كل من
الفكر والعمل
مع مشيئة الله
" أَحْبَبْتَ
الْبِرَّ
وَأَبْغَضْتَ
الإِثْمَ
مِنْ أَجْلِ
ذَلِكَ
مَسَحَكَ
اللهُ إِلَهُكَ
بِدُهْنِ
الاِبْتِهَاجِ
أَكْثَرَ مِنْ
رُفَقَائِكَ.
"
(مز 45 : 7)
وأيضاً فى (1 أخ 29 : 17) هذا
وقد وردت كلمة
البر (العدل)
فى السفر 11 مرة
فى أشكال
مختلفة " أحِبُّوا
البِرَّ يا
أَيُّها
الَّذينَ يَحكُمونَ
الأَرض (1 : 1)
", " لأَنَّ
البِرَّ
خالِد (1 : 15)
"، " يَلبَسُ
البِر دِرعًا
وحُكْمَ
الصِّدق خوذَةً
(5 : 18)
"، " لأَنَّ
قُوَّتَكَ هي
مَبدَأ
عَدلِكَ وبما
أنّكَ تَسودُ
الجَميع فأَنتَ
تُشفِقُ على
جَميعِ
النَّاس (12 : 16)

" بل
لِتَكُن
قُوُّتنا
شَريعةَ
العَدْل فإنَّه
مِنَ
الثَّابِتِ
أَنَّ الضعفَ
لا يُجْدي نَفْعًا.
(2 : 11)
"، " فالخَشَبَةُ
الَّتَّي
بِها يَحصُلُ
البِرُّ هي
مُبارَكة (14 : 7)

" وإذا
كانَ أَحَدٌ
يُحِبُّ
البِرً
فأَتْعابُها
هي الفَضائل
لأََنَّها
تُعَلّم القَناعةَ
والفِطنَةَ
والبِرَّ
والشَّجاعة
الَتي لا
شَيءَ
لِلنَّاسِ في
الحياةِ
أنْفَعُ مِنها.
(8 : 7)
"، (راجع
أيضاً مز 45، 1 أخ
29 : 17) هذا وقد
وردت كلمة
البر (العدل)
فى السفر فى
أشكال مختلفة (1 : 1، 15، 5 : 18، 12 : 16، 2 :
11، 14 : 7، 5 : 6، 8 : 7، 9 : 3، 15 : 3)
وفى
العبرية تعنى
الكلمة ما هو
صحيح وعادل وطبيعى.

 

و
اطلبوا الرب
فإنه قريب من
جميع الذين
يطلبونه بكل
قلوبكم، إنها
دعوة تقليدية
فى أقوال
الأنبياء
والحكماء
(راجع عا 5 : 4)
وسنجد صدى
لهذه الدعوة
لطلب الله
بقلب مستقيم
فى " أَحْبَبْتَ
الْبِرَّ
وَأَبْغَضْتَ
الإِثْمَ
مِنْ أَجْلِ
ذَلِكَ
مَسَحَكَ
اللهُ إِلَهُكَ
بِدُهْنِ
الاِبْتِهَاجِ
أَكْثَرَ مِنْ
رُفَقَائِكَ.
"
(1 أخ 28 : 9
وأيضاً (1
أخ 29 : 17. أف 6 : 5، 1 كو 3 : 22)

ولعل المقصود
بالتفكر
بصلاح فى الرب
هو التفريق
بين الله الحى
وآلهة الأمم.

و
لكن المقصود
عموماً بقضاة
الأرض
الإنسان العادى
لأنه هو محور
هذا السفر وفى
العهد القديم
نجد الإنسان
متوج بالمجد
والكرامة
ومدعو ليكون
سلطاناً
وملكاً بكل
معنى (مز 8)
وفى السفر دعى
الإنسان
ليحكم خليقة
الله " ويَسوسَ
العالَمَ
بِالقَداسةِ
والبرّ
ويُجرِيَ
الحُكْمَ
بِاْستِقامةِ
النًّفْس. (9 : 3)
"
ويشارك مع
الله فى
الملكوت
الأبدى " فإِن
(5 : 16، 6 : 21)
".

 

هذا
وقد أقتبس
القديس
أغسطينوس هذه
الآية عند
تفسيره
للفقرة
الخاصة
بالراعى
الصالح فى (يو 10) حيث
تقول علينا أن
نفكر بطريقة
روحية (فكر صالح)
فى المسيح
كباب وبواب
وراعى بل
وخروف أيضاً
فكل من هذه
الصفات يوجد
بينها وبينه
وجه للشبه أو
أكثر
47. ثم يعود
ليقتبسها
أيضاً فى
تفسيره (مز
4 : 8
) " بِسَلاَمَةٍ
أَضْطَجِعُ
بَلْ أَيْضاً
أَنَامُ
لأَنَّكَ
أَنْتَ يَا
رَبُّ
مُنْفَرِداً
فِي
طُمَأْنِينَةٍ
تُسَكِّنُنِي.
" حيث
التفكير فى
الرب ومحبته
للبشر تقضى
على أى قلق أو
خوف بل وتشيع
السلام فى
القلب
48، ويرى
أيضاً أنه
علينا أن نفكر
فى الرب
تفكيراً
روحياً وليس
بشرياً،
علينا أن
نتخلص من
الخطية حتى
يسكن الله
فينا فنحظى
بنقاوة القلب
49.

 

و فى
الأصل
اليونانى
جاءت هكذا "
فكروا فى الرب
تفكيراً
صالحاً "

لتعنى الخادم
الذى يعير
سيده كل
اهتمامه،
وأما عن محبة
الإنسان للبر
فلها إتجاهين،
اتجاه رأسى
نحو الله وآخر
رأسى نحو
الناس، وعن
التماس (طلب)
الله بقلب
مستقيم
فالإنسان المستقيم
لا رغبة له
سوى الحصول
على الحكمة.

 

قارن
مع الآية " فالتَّأَمُّلُ
فيها كَمالُ
الفِطنَة
ومَن سَهِرَ
لأَجلِها لا
يَلبَثُ أَن
يَخلُوَ مِنَ
الهُموم
. (6 : 15) " بعكس
الفاسد " وبِسَبَبِ
الأَفْكارِ
الغَبِيَّةِ
الظَّالِمَة
الََّتي
أَضَلَّتهم
حَتَّى
عَبَدوا
زَحَّافاتٍ
لا نُطْقَ
لَها
وحَشَراتٍ
حَقيرة
عاقَبتَهم بِأَن
أَرسَلتَ
علَيهم جَمّا
مِنَ
الحَيواناتِ
الَّتي لا
نُطْقَ لَها.
(11 : 15) " راجع
أيضاً (19 : 3).

 

و
هكذا تأتى هذه
النصائح
الثلاثية
(محبة البر والتفكير
بصلاح فى الله
والتماسه)
بصيغة الأمر
وكمحور
للحياة، وقد
كانت رسالة
الأنبياء
ورجال الحكمة
فى العهد القديم
حث الإنسان
على السعى نحو
الله " وَلاَ
تَطْلُبُوا
بَيْتَ إِيلَ
وَإِلَى الْجِلْجَالِ
لاَ
تَذْهَبُوا
وَإِلَى
بِئْرَِ
سَبْعٍ لاَ
تَعْبُرُوا.
لأَنَّ
الْجِلْجَالَ
تُسْبَى
سَبْياً
وَبَيْتَ
إِيلَ تَصِيرُ
عَدَماً.
" (عا 5 : 5) وطلب
الملكوت (مت
6 : 23
).

2
لأنّه
يَكشِفُ
نًفسَه
لِلَّذينَ لا
يُجَرَبونَه
و
يَتَجَلَّى
للَّذين لا
يَكفُرونَ به.

3 فإنَّ
الأَفْكاًر
المُعوَجَّةَ
تُبعِدُ عنِ
اللّه
والقُدرَةَ،
إِذا
امتُحِنَت،
تُخْزي الأَغْبِياء.

 

الذين
ينكرون الله
يحرمون
أنفسهم من
الإستمتاع
بحضرته، مثل
إنسان يضع
عصابة سوداء
فوق عينيه ومن
ثم يشكو من
الظلام
ويلعنه ويتخبط
فى دياجير
الظلمة بين
عثرات وخطايا
جمة، إنهم
يحرمون
أنفسهم من
النعم
الإلهية " إِنَّ
جَمِيعَ
الرِّجَالِ
الذِينَ
رَأُوا مَجْدِي
وَآيَاتِي
التِي
عَمِلتُهَا
فِي مِصْرَ
وَفِي
البَرِّيَّةِ
وَجَرَّبُونِي
الآنَ عَشَرَ
مَرَّاتٍ
وَلمْ
يَسْمَعُوا
لِقَوْلِي لنْ
يَرُوا
الأَرْضَ
التِي
حَلفْتُ
لِآبَائِهِمْ.
وَجَمِيعُ
الذِينَ
أَهَانُونِي
لا يَرُونَهَا.
" (عد 14 : 22، 23)

 

أما
أولئك الذين
ينتظرونه
بصبر فإنه سوف
يشرق عليهم
ويتجلى لهم فى
مجده، مثل
أولئك الذين
انتظروه بصبر
وثقة فى حفل
العرس (مت
25 : 1 – 13
) وأولئك
الذين ثابروا
حتى أنصفهم (لو 18 : 1 – 8) ولكن
متى جاء ابن
الإنسان
ألعله يجد
الإيمان على
الأرض ؟

 

و قد
وردت الآية
الثانية
يَتَجَلَّى
للَّذين لا
يَكفُرونَ به
بنفس
النص والشكل
اليونانى فى (أر 29 : 13، 14) " وَتَطْلُبُونَنِي
فَتَجِدُونَنِي
إِذْ
تَطْلُبُونَنِي
بِكُلِّ
قَلْبِكُمْ
. فَأُوجَدُ
لَكُمْ
يَقُولُ
الرَّبُّ
وَأَرُدُّ
سَبْيَكُمْ
وَأَجْمَعُكُمْ
مِنْ كُلِّ
الأُمَمِ
وَمِنْ كُلِّ
الْمَوَاضِعِ
الَّتِي
طَرَدْتُكُمْ
إِلَيْهَا
يَقُولُ الرَّبُّ
وَأَرُدُّكُمْ
إِلَى
الْمَوْضِعِ الَّذِي
سَبَيْتُكُمْ
مِنْهُ..
".

 

و
أيضاً فى (أش
65 : 1
) " أَصْغَيْتُ
إِلَى
الَّذِينَ
لَمْ يَسْأَلُوا.
وُجِدْتُ
مِنَ
الَّذِينَ
لَمْ يَطْلُبُونِي.
قُلْتُ:
«هَئَنَذَا
هَئَنَذَا»
لأُمَّةٍ
لَمْ تُسَمَّ
بِاسْمِي.
".

 

أما
الأفكار
الشريرة فهى
تبعد الفكر
والقلب عن
الله،
وتستقطب من
قوى الشر، أما
القدرة
المذكورة هنا
فهى وكما وردت
فى السبعينية
والعبرية فهى ضابط
الكل
Pantokratwr
(بانطوكراطور)
وليس
Dunamic
ذيناميس

(القوة فقط)
والقدرة التى
يتكلم عنها
السفر هنا هى
التى سيتكلم
عنها فيما بعد
باعتبارها الكلمة
والحكمة، وقد
فسرت أيضاً فى
(مر 14 : 62) " فَقَالَ
يَسُوعُ:
«أَنَا هُوَ.
وَسَوْفَ
تُبْصِرُونَ
ابْنَ
الإِنْسَانِ
جَالِساً
عَنْ يَمِينِ
الْقُوَّةِ
وَآتِياً فِي
سَحَابِ السَّمَاءِ
" باعتبارها ضابط
الكل
، كما
فُسرت على
أنها المسيح " فَبِالْمَسِيحِ
قُوَّةِ
اللهِ
وَحِكْمَةِ اللهِ.
" (1 كو 1 : 24).

 

و
بالجملة فإن
الأفكار
المعُوجة
(السلوك الشرير)
الذى يفتقر
إلى الحكمة،
يجعل النفس
تتغرب عن الله،
ويسهّل على
العدو
اصطيادها،
أما قدرة الله
(حكمته) فإذا
أختبرها
الإنسان وعاش
بمقتضاها
فأنه يتحكّم
(يصير حكيماً)
وفى الحكمة
يكمن خلاصه.

 

4
إِنَّ
الحِكمَةَ لا
تَدخُلُ
النَّفْسَ
الساعِيَةَ
إِلى الشَّر
ولا
تَسكُنُ
الجَسَدَ
المَدينَ
لِلخَطيئَة

5 فإِنَّ
الرّوحَ
القْدُس
المُؤَدِّبَ يَهرُبُ
مِنَ الخِداع
وَيبتَعِدُ
عن الأَفكارِ
الغَبِيَّة

وَينهَزِمُ
إِذا حَضَرَ
الإِثْم
 

ان
العبارة
المترجمة إلى
:
الساعِيَةَ
إِلى الشَّر،

عبارة نادرة
كتابياً،
وتأتى من
الفصل (يتصرف
بخداع) ويلاحظ
أن تعريف
النفس بأنها
الساعِيَةَ
إِلى الشَّر
والجسد
بأنه
المَدينَ
لِلخَطيئَة
فيه
إشارة إلى أنه
من الممكن أن
أحد العنصرين وحده
مصدراً
للخطية، وقد
يعنى ذلك
أيضاً ان هناك
خطايا روحية
وأخرى جسدية.

 

هنا
إشارة إلى
مسئولية
الشخص فى ما
يصدر عنه والجسد
ليس خطية فى
حد ذاته ولكن
حب الشر واعتناقه
يجعل من الجسد
إناء
للدينونة إذ
يصبح عبدا
للخطية وقد
شرح القديس
بولس الرسول
ذلك فى رسالته
إلى روميه
عندما تحدث عن
ثلاثة نواميس داخل
الإنسان الجسد
والعقل
والروح (رو
7 : 14 – 21
) ونلاحظ إن
الله عندما
رأى أن تصور
قلب الإنسان
إنما هو شرير
قال لا يعود
روحى يدين فى
الإنسان أى لا
يتركه إلى
حريته دون أن
يفرض عليه مشيئة
وقد جاءت
الحكمة فى آية
(4) باعتبارها
الله. وهكذا
يمكننا القول
بان الحكمة
الإلهية لا
تسكن فى إنسان
خاطىء.

 

و فى
حديث عن
البتولية
يقول القديس
الذهبى الفم :
ان البتول إذا
كانت ضعيفة
بحيث تسمح
للخطية
بالدخول إلى
قلبها تكون
بذلك قد كسرت
نذرها بنفسها
كقول الكتاب
المقدس أن
الحكمة لا تدخل
النفس
الساعية إلى
الشر
50.

 

يقول
القديس
كليمندس لا
أريد أن يعتقد
أحدكم أن له
قدرة الحكم
على الأشياء ولكن
أشير عليكم
عدم السلوك فى
الشر
والأماكن الخاطئة
وأنا أنصح كل
من يريد
الصلاح لنفسه
أن يبحث عن
المعلم
الحقيقى
العالم بكل
شىء وبكل ما
فى قلوبنا
وعقولنا أما
الذين لا
يرغبون فى
معرفة الله
وصلاحه فلن
يعمل فيهم
ولكنه يعمل
فيمن يريد
النجاة لنفسه
ويشرق فيه نور
المعرفة لذلك
ابحث عنه أولا
فإذا لم تجده
فلن تتعلم أى
شىء وهو يوجد
بالبحث الجاد
عن محبة جقيقية
ونفس لا تشتهى
الاقتناء
بشراهة
والذين يريدونه
بطهارة
نفوسهم
ويتحملون
بصبر لذلك لا
يفتكر أحد أنه
سيجده بحكمته
البشرية
51 وفى
الآية (5) يظهر
الروح القدس
كمبكت ومرشد
ومؤدب، وفى
القبطية تأتى
الآية فى صيغة
الروح القدس الذى
للحكمة فى
كثير من
المخطوطات
استبدلت كلمة
التأديب
بالحكمة " يا بني
اتخذ التاديب
منذ شبابك
فتجد الحكمة الى
مشيبك.
" (س
6 : 18
) وهروب
الروح يعنى
عدم الرضا
بالسكنى فأى
شركة للنور مع
الظلمة
وللمسيح مع
بليعال أما
التأديب أو
التحكيم (يحكم
الشخص أى يؤدبه)
فقد كان من
أعمال حكماء
اليهود
والتقليد الشائع
فى هذا الصدد
يفيد بأن ذلك
التأديب كان يخضع
لروح قدوس
ولنلاحظ أن
الشعب قديما
عندما أمعن فى
الشر فى أيام
الطوفان
أسلمهم الله
إلى ذهن مرفوض
أى ترفض
النعمة أن
تعمل فيه (يهرب
الروح منهم)
وكان الله فى
كثير من مراحل
التاريخ يقود
الشعب بروحه
القدوس (مر
14 : 62
) " وَأَعْطَيْتَهُمْ
رُوحَكَ
الصَّالِحَ
لِتَعْلِيمِهِمْ
" (نح 9 : 20) "
وَلَكِنَّهُمْ
تَمَرَّدُوا
وَأَحْزَنُوا
رُوحَ
قُدْسِهِ
فَتَحَوَّلَ
لَهُمْ
عَدُوّاً
وَهُوَ حَارَبَهُمْ.
" (أش 63 : 10)

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 40

 

يقول
القديس يوحنا
ذهبى الفم : " يجب أن
نطرح كل شر عن
أرواحنا ولا
نلجأ إلى الخداع
وإلا فسوف
يفارقنا
الروح.
"

 

ينهَزِمُ
إِذا حَضَرَ
الإِثْم
:
تعنى أن الإثم
سينهزم إذا
حضر الروح وقد
وردت هذه
الآية فى
القبطية
بمعنى أن
الروح القدس
يبكت الظالم
إذا اقبل !
ويقول القديس
أغسطينوس " من غير
المعقول أن
يكون الإنسان
فى الكنيسة بصحبة
الروح القدس
المتحد
بالمسيح حمل
الله ويكون ذو
قلب مخادع
"
52 ويقول عن
ذلك أيضاً إذا
كان الشخص
الذى يقترب من
المعمودية قد
غفرت له
خطاياه أى تاب
عنها فكيف
سيهرب منه
الروح القدس،
وإذا لم يكن
قد تاب عنها
بقلب منسحق
فعليه بذلك
وإلا فكيف
سيجل فيه
الروح القدس
بالمعمودية؟
53،
وفى حديث آخر
يقول " أن
الكنيسة
والمعمودية
والروح القدس
لا ينفصل
أحدهم عن
الآخر، لذلك
فإن من ينفصل
عن الروح القدس
فكأنه قد فصل
أيضاً عن
المعمودية –
البنوة لله –
54
وقد وردت
أقوال هذه
كتعليق على
هذه الآية من سفر
الحكمة.

 

و فى
سيرة القديس
بولا البسيط
يرد أنه كان
يقف خارج الكنيسة
يلاحظ
الداخلين وقد
رأى أحدهم
تحيط به الشياطين
بينما يتبعه
ملاكه من بعيد
حزيناً، وقد
تاب الشخص
داخل الكنيسة
وقد لاحظ
القديس
انعكاس الوضع
عند خروج
الشخص
55

 

و فى
شرح القديس
أغسطينوس عن
المعمودية،
يشير إلى
الآية
الخامسة من
هذا الإصحاح
قائلا : " حقيقى
أنه لا يقدر
أحد أن يدخل
ملكوت
السموات، ما
لم يولد من
الماء والروح،
ولكن من يغش
بقلبه يفارقه
الروح.،
وعلى
هذا النحو فإن
الهراطقة ومع
أنهم تعمدوا
بالماء
والروح، فإن
روح الله يهرب
منهم لأنه
يهرب من الغش
56.

 

و فى
مواضع أخرى
يحذر من
النفاق
والرياء فى القضاء،
لأن روح الله
يهرب فى هذه
الحالة ومن ثم
لا يقدر
الانسان أن
يعمل فيه
الروح فيحكم
حكماً جائراًو
الذين لم تمسك
عليهم
جرائمهم
وغشهم
ويتظاهرون
بالتقوى، وهم
منافقون
أولئك
يفارقهم
الروح القدس
57.

 

و
أما القديس
يوحنا ذهبى
الفم فقد قال
فى شرحه : " لِيُرْفَعْ
مِنْ
بَيْنِكُمْ
كُلُّ مَرَارَةٍ
وَسَخَطٍ
وَغَضَبٍ
وَصِيَاحٍ
وَتَجْدِيفٍ
مَعَ كُلِّ
خُبْثٍ.
" (أف 4 : 31) وان
الحكمة قد
استقرت فى نفس
أبينا يعقوب
لأنه لم يسع
إلى الشر
وبهذا استطاع
أن يهزم عيسو
الرجل الغدار
58.

 

6
إِنَّ
الحِكمَةَ
روحٌ يُحِبَ
الإِنْسان فلا
يُهمِلُ
مُعاقَبَةَ
المًجَدِّفِ
على أَقوالِ
فَمِه
لأَنً
اللهَ شاهِدٌ
لِكُليتيه
ورَقيبٌ
صادِقٌ
لِقَلْبه
وسامعٌ
لِلِسانِه

 

مرة
أخرى وعلى
مدار السفر
كله الحكمة هى
الله.. وهى
الخيط الذى
يربط آيات
السفر جميعها،
والله يحب
الإنسان،
ويحبه لأنه
محب بطبيعته
وقد ترجم هذا
الحب أبلغ
ترجمة على
الصليب، الله
محب البشر ومن
محبته للبشر
فإنه يؤدبه،
وكل الناس
أولاد لله حتى
المجدفون
يحاصرهم
بالحب
والتأديب حتى
يعودوا إلى
طرقهم
الشريرة،
والله مطلع
على الأفئدة
والنيات،
ويتراوح
التأديب
الالهى ما بين
التلميح والملاطفة
والتشهير!.

 

الكليتين
والكُلى، هى
بحسب التراث
الكتابى
الأدبى هما
مركزا الأهواء
والنزوات أو
الإحساسات
العميقة ومقر
مشاعر
الإنسان
والمعبر عن
حياته
الأخلاقية وفى
العهد القديم
كل من القلب
والكُلى
مسئولان عن
الصفات
العميقة
لشخصية
الإنسان،
والله يعرف ما
فى داخل
الإنسان " فَيَا
رَبَّ
الْجُنُودِ
الْقَاضِيَ
الْعَدْلَ
فَاحِصَ
الْكُلَى
وَالْقَلْبِ
"
(أر 11 : 20)

و
يظن البعض أن
عبارة القلب
والكُلى ترجع
إلى أصل
كنعانى، إذ
عثر عليها فى
أحد نصوص راس
شمرة
59 هذا وقد
ورد القلب فى
العهد القديم
كمركز للنشاط
الفكرى عند
اليهود حوالى
200 مرة ولا شك فى
أن العقل هو
مركز المشاعر
بما فيها من
حب وكراهية
وشهوات، ولكن
القلب هو
العضو الحساس
والذى يتأثر
أولاً بنبض
سريع عند
الفرح والخوف
ولذلك ينظر
إليه
باعتباره
مركز النشاط
الواعى للعقل
والعاطفة
وهكذا اعتبر
كل من القلب
والكلى دلالة
على مجمل قوى
الانسان
الباطنية " لِيَنْتَهِ
شَرُّ
الأَشْرَارِ
وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ.
فَإِنَّ
فَاحِصَ
الْقُلُوبِ وَالْكُلَى
اللهُ
الْبَارُّ.
"
(مز 7 : 9، 26،
أر 20 : 12
) وتعنى
الكلمة شاهد
بكليتيه
بمعنى مراقب
ذلك بحسب
الترجمة السبعينية
قائد / متفحص /
مفتش (بحسب
اللاتينية
القديمة).

 

يقول
القديس
غريغوريوس
النزينزى " هذا الروح
هو الأكثر
حكمة والأكثر
حباً للإنسان
"
نلاحظ حب الروح
للإنسان من
خلال الآية
60.

 

" أَنَا
الرَّبُّ
فَاحِصُ
الْقَلْبِ
مُخْتَبِرُ
الْكُلَى
لأُعْطِيَ
كُلَّ
وَاحِدٍ حَسَبَ
طُرُقِهِ
حَسَبَ
ثَمَرِ
أَعْمَالِهِ.
"

(أر 17 : 10)، (مر 14 : 62) " فَيَا
رَبَّ
الْجُنُودِ
مُخْتَبِرَ
الصِّدِّيقِ
نَاظِرَ
الْكُلَى
وَالْقَلْبِ
دَعْنِي
أَرَى
نَقْمَتَكَ
مِنْهُمْ لأَنِّي
لَكَ
كَشَفْتُ
دَعْوَايَ.
"
(أر 20 : 12).

و هى
نفس الإشارة
الواردة فى
سفر الرؤيا
وربما كانت
اقتباس لهذه
الآية :
 

7
إِنَّ روحَ
الرَّبِّ
يَملأ
المَسْكونَة
والَّذي
به
يَتَماِسَكُ
كُل شيَءٍ
لَه
عِلمٌَ بِكل
كَلِمَة
8 فلِذلكَ
لا يَخْفى
علَيه ناطِقٌ
بِسوء
ولا
يَنْجو مِنَ
العَدْلِ
المُتَّهِم

9
سيُحَقَّقُ
في نِيَّاتِ
الكافِر
وصَوتُ
أَقْوالِه
يَبلغٌ إِلى
الرَّبِّ
بُرْهانًا
على آثامِه

 

ان
الله غير محوى
لا يحده مكان
أو زمان ملىء
السموات
والأرض وفى
التقليد
اليهودى
(التعليم
الربانى) الله
يشغل كل مساحة
الزمن من
الأزل وإلى
الأبد من يهرب
منه ومن يختفى
عنه " إِذَا
اخْتَبَأَ
إِنْسَانٌ
فِي
أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ
أَفَمَا
أَرَاهُ
أَنَا يَقُولُ
الرَّبُّ؟
أَمَا
أَمْلَأُ
أَنَا السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضَ
يَقُولُ
الرَّبُّ؟
" (أر 23 : 24) وفى
العدد الأول
من سفر
التكوين نرى
أن روح الله
يرف على
المياه وفى
الأصل يحتضن
المسكونة، ما
أروع أن نشعر
ان الله يحيط
بنا من كل جهة
وليس مطلع
علينا فقط من
أعلى، ففى هذا
تتمثل
الحماية
والتعزية.

 

يقول
القديس
أغسطينوس فى
حديثه عن
الإبن وتجسده
وكيف صار
منظور لنا ثم
كيف أن روح
الرب يملأ
المسكونة،
هوذا الله
المالىء الكل
ومالىء كل
مكان يتخذ صورة
البشر
61

 

و
أما القديس
يوحنا ذهبى
الفم " من
هنا نعرف أن
الله يعرف حتى
ما فى نيتنا
حتى ولو لم
نعمل الخطية
وحتى ولم
يرانا أحد
أعدائنا
"
62…..
" فمن
يستطيع أن
يهرب من وجه الله
وهل يوجد مكان
يحجب إرادة
الله
"
63.

 

و
يقول أيضاً
القديس
غريغوريوس
النزينزى متسائلاً
كيف نظن أن
الله يملأ حيز
محدود من السموات
والأرض، إن
الله يملأ كل
المسكونة كما
يقول أرميا
النبى (أر
23 : 24
)

 

و فى
المقابل على
الأشرار أن
يعرفوا ذلك
فأعمالهم
وأقوالهم
جميعها
مكشوفة لديه،
فظلم الإنسان
سينكشف ولن
ينجو من
العقاب وستكون
شاهدة عليه فى
يوم الدينونة،
وان الله يفحص
الأعماق وقد
تمر بعض
الخطايا دون
أن يلاحظها
إنسان أو ينال
صاحبها عقوبة
فورية ولكن
الله يراقب
الكل وطبقاً
للتقاليد اليهودية
كان هناك كتاب
للتذكرة
لتسجيل أعمال
الإنسان
السيئة
والحسنة ونلاحظ
فى " حِينَئِذٍ
كَلَّمَ
مُتَّقُو
الرَّبِّ كُلُّ
وَاحِدٍ
قَرِيبَهُ
وَالرَّبُّ
أَصْغَى وَسَمِعَ
وَكُتِبَ
أَمَامَهُ
سِفْرُ تَذْكَرَةٍ
لِلَّذِينَ
اتَّقُوا
الرَّبَّ وَلِلْمُفَكِّرِينَ
فِي اسْمِهِ.
"

(ملا 3 : 16) كتب
أمامه سفر تذكره
والصورة فى
عدد 9، 10 من هذا
الإصحاح هى
كحاكم يلاحظ
تفكير وأعمال
رعيته " أَيْنَ
أَذْهَبُ
مِنْ رُوحِكَ
وَمِنْ وَجْهِكَ
أَيْنَ
أَهْرُبُ؟
إِنْ
صَعِدْتُ
إِلَى
السَّمَاوَاتِ
فَأَنْتَ
هُنَاكَ
وَإِنْ فَرَشْتُ
فِي
الْهَاوِيَةِ
فَهَا أَنْتَ.
إِنْ أَخَذْتُ
جَنَاحَيِ
الصُّبْحِ
وَسَكَنْتُ
فِي أَقَاصِي
الْبَحْرِ
فَهُنَاكَ
أَيْضاً تَهْدِينِي
يَدُكَ
وَتُمْسِكُنِي
يَمِينُكَ.
"
(مز 139 : 7 – 10).

 

يقول
القديس
أغسطينوس : " الشعور
بوجود الله فى
كل موضع يسعد
الإنسان المؤمن
الذى يحب الله
ولا يخاف من
وجوده بل يستعين
بالله دائماً
والله يعينه،
أما الإنسان
الخاطىء فإنه
لا يحتمل وجود
الله لأن
أعماله غير
مرضية لدى
الله بل يشعر
بالخوف
والضيق على
العكس من
الإنسان
المؤمن، فعلى
سبيل المثال
الإنسان
الشرير حينما
يرتكب خطية
حتى ولو فى
الخفاء فإنه
يشعر بالخوف والرعب
وهذا الرعب
نابع من
الداخل حيث لم
يره إنسان
أثناء خطيته
وتكون صورة
أعماله حاضرة
دائماً أمام
عينيه فيحاول
الفرار
والهروب ولكن
إلى أين، هل
إلى الجبال،
إلى الصحارى،
شرقاً أم
غرباً… أعلم
أنه أينما
هربت فستجد الرب
موجوداً حيث
أنت فأهرب
إليه لا منه
لأنك لا
تستطيع أن
تهرب لأنه لا
ينجو المتهم
من العدل…
"
64.

 

و
يقول أيضاً : " سوف
يسألنا الله
عما تكلم به
لساننا وعن
أفكارنا لأنه
يعلم ما نفكر
به وما نقوله،
فنحن يجب أن
نكون اناءاً
طاهراً له،
الله ينصحنا
ويوبخنا
ويعيننا وذلك
لكى نخلص لكى
ندخل إلى عرشه،
ولكى لا ندان
ونطرح فى العذاب
الأمر الذى لا
نرغبه
65
وقال أيضاً
أنه سيأتى
بغتة ليدين
ضمائر البشر
وأن قضائه
مهما بدا
متباطئاً
سيأتى مباغتاً
66.

 

10
لأَنَ
الأذُنَ
الغَيرى
تَسمعُ كُلً
شيَء
وضَجيجَ
التَّذَمّراتِ
لا يَخْفى
علَيها
11
فاْحذَروا
مِنَ
التَّذَمّرِ
الَّذي لا خَيرَ
فيه
وكُفّوا
أَلسِنَتَكم
عن
النَّميمَة لأَنَّ
الكَلِمَةَ
الَّتي
تُقالُ في
الخُفْيةِ
لا
تَذهَبُ
سُدًى
والفَمَ
الكاذِبَ
يَقتُل
النًفْس

 

الأذن
الغيرى هى
الأذن اليقظة
والمقصود هنا طبعاً
أذن الله
والأدب
الكتابى ملىء
هذه التشبيهات
فى محاولة
تقديم الله
للبشر فى صورة
ملموسة مثل
عينى الله
وأذن الله..
قلب الله.. أحشاء
إلهنا. ذراع
الرب – يمين
الرب، وكانت
أيضاً محاولة
لتجسيد الله
لأناس يحاربون
بألهة الأمم
الأصنام التى
تصور فى جسم
ملموس لها
أعين وأذان…
إلخ
67 والمقصود
التذمر
النميمة هو التحدث ضد
الله
فكلمة ثلب
وحيثما وردت
فى اليونانية
جاءت بمعنى
التذمر على
الله
راجع (1 : 6) " إِنَّ
الحِكمَةَ
روحٌ يُحِبَ
الإِنْسان فلا
يُهمِلُ
مُعاقَبَةَ
المًجَدِّفِ
على أَقوالِ
فَمِه لأَنً
اللهَ شاهِدٌ
لِكُليتيه ورَقيبٌ
صادِقٌ
لِقَلْبه
وسامعٌ
لِلِسانِه.
(1 : 6) " وسوف
يتسبب ذلك
بالضرورة فى هلاك
النفس لاشك أن
الله طويل
الأناة ولكن
إذا مضت حياة
المجدفين على
هذا النحو حتى
النهاية فهم
هالكين لا
محالة ان
خطورة التذمر
أيضاً انه
يفقد الإنسان
كل ما هو جميل
حوله فى حياته
ويتنافى كذلك
مع حياة الشكر
فالحياة التى
تخلو من الشكر
والتسليم
تتحول إلى
جحيم لا يطاق
لأن السعادة
هى رد الفعل
الطبيعى
والمباشر
للتسليم
فالنميمة
المقصودة هنا
هى التذمر على
مشيئة الله فى
الكون من
حولنا
وتدبيره واستنكار
أعماله مع
الإنسان
وجيرانه.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس الكنيسة القبطية عهد جديد إنجيل يوحنا 01

 

الكَلِمَةَ
الَّتي
تُقالُ في
الخُفْيةِ لا تَذهَبُ
سُدًى
قد
يعتذر
الإنسان عن ما
بدر منه من
تذمر أو تجديف
وقد يقدم توبة
وقد يصلح ما
أفسدته ولكن
من المستحيل
أن تستعيدها
ثانياً (الصوت
طاقة مختزنة
فى الغلاف
الجوى) ولا
نقول ذلك لكى
ييأس أحد
وإنما ليكون
حريصاً " وَجَرَّبُوا
اللهَ فِي
قُلُوبِهِمْ
بِسُؤَالِهِمْ
طَعَاماً
لِشَهْوَتِهِمْ.
فَوَقَعُوا
فِي اللهِ.
قَالُوا:
[هَلْ
يَقْدِرُ
اللهُ أَنْ
يُرَتِّبَ
مَائِدَةً
فِي
الْبَرِّيَّةِ؟
" (مز 78 : 18، 19)
ويرى القديس
أغسطينوس فى
تعليقه على
هذه الفقرة
آية (11) ان موت
الجسد هو
بانفصاله عن
النفس واما
موت النفس هو
انفصالها عن
الله الذى هو
حياتها
68 ثم يستطرد
فيقول " خَافُوا
بِالْحَرِيِّ
مِنَ الَّذِي
يَقْدِرُ
أَنْ
يُهْلِكَ
النَّفْسَ
وَالْجَسَدَ
كِلَيْهِمَا
فِي
جَهَنَّمَ.
"
(مت 10 : 28) فإن
الموت هو
فقدان الحياة
وموت النفس هو
فقدانها
للحياة وحياة
الجسد هى
النفس وحياة
الروح هى الله
ولما كان
الجسد يموت
عندما يفقد نفسه
التى هى حياته
لذا فموت
الروح هو
فقدها الله
الذى هو
حياتها
وفى
الحقيقة فإن
الروح خالة
بشكل واضح
لأنها تعيش
حتى بعد الموت
وكذلك تموت
الروح إذا انفصلت
عن الله حتى
وإن لم يمت
الشخص.

 

و
هكذا تظهر
خطورة أن
تنفصل الروح
عن الله لسبب
التذمر
والتجديف
والإلحاد
ويعود القديس
أغسطينوس
ليقتبس نفس
الآية فى
تعليمه عن عدم
الكذب فينكر
عن البعض
أنواع الكذب
فينكر عن
البعض
اعتبارهم بعض
أنواع الكذب
لا تحسب خطية
فيقول " فماذا
نقول عما كتب
فى سفر الحكمة
الفم الكاذب
يقتل النفس
"
ثم يشرح
بإسهاب كيف أن
الكذب يهلك
النفس وأن الله
يعرف خطايا
اللسان كما
يعرف خطايا
الفكر نفسه ثم
يقول " ما
هو كلام الفم
المقصود هنا ؟
أن الكتاب
المقدس عندما
يتكلم عن الفم
لا يقصد به
فقط الفم الخارجى
(الصوت) ولكن
فم القلب
" " الْمُتَكَلِّمُ
بِالصِّدْقِ
فِي قَلْبِهِ.
"
(مز 15 : 2) " وَنَسُوا
أَفْعَالَهُ
وَعَجَائِبَهُ
الَّتِي
أَرَاهُمْ.
"
(مز 78 : 11)
ولا يجوز لنا
أن نعتبر أن
الفم أحياناً
لا يتكلم بما
هو ثابت فى
القلب أو أن
البعض
أحياناً
يلجأون إلى
التكلم بما
ليس فى قلوبهم
وان ذكر الصوت
هنا والفم
والشفاة انما
يخص القلب ثم
يشير إلى
الفقرة (6 – 11)
ليؤكد أن الله
كاشف كل
الأعماق
وسيدين كل
واحد بحسب
أعماله
وأقواله
ويقول أن هذا
فيه تحذير لمن
يخفى ويخبى ما
فى قلبه لأن
كل شىء واضح
لدى الله ذو
الأذن الغيرى
69 و يقول
ايضاً فى هذا
الإطار : " من
ناحية أخرى
فإن الذى يقول
انه يجب علينا
الا نكذب
مطلقاً وهو
يدافع عن النص
الإلهى لأنه مكتوب
فى الوصايا لا
تشهد على
قريبك شهادة
زور، ويندرج
تحت هذا
التعبير كل ما
هو كذب، لهذا
كل ما ينطق به
الإنسان يكون
شاهداً على ما
فى فكره ولكن
خشية ان يجادل
أى شخص فى أنه
كل كذب يدعى
شهادة زور،
فماذا سيقول
عن الذى كتب
فى سفر الحكمة
(الفم الكاذب
يقتل النفس) وخشية
أن يعتمد أحد
على أن هذا قد
يهم منه استثناء
بعض أنواع من
الكذب، دعه
يقرأ فى موضع
آخر
" " تُهْلِكُ
الْمُتَكَلِّمِينَ
بِالْكَذِبِ.
"
(مز 5 : 6)
70.

 

و فى
موضع آخر يقول
" نحن
نتساءل ماذا
لو أراد
الإنسان ما أن
يكذب لكى ينجى
إنسان آخر،
فهل من أجل
سلامة الآخر
نرتكب الإثم ؟
إن هذا يؤدى
إلى هلاك
النفس، علينا
ألا نكذب تحت
أى ظرف من
الظروف..
"
71.

 

و فى
موضع آخر يعلق
على الكذب
المشار إليه
فى الآية (11)
قائلاً: لاشك
أن بعض
الأكاذيب
تكون بسبب
الرغبة فى
النجاة ولأجل
المصلحة
مثلما حدث مع
المقابلة فى
سفر الخروج (خر 1 : 19)
ولكن الله
يقول " بَلْ
لِيَكُنْ
كَلاَمُكُمْ:
نَعَمْ
نَعَمْ لاَ
لاَ. وَمَا
زَادَ عَلَى
ذَلِكَ
فَهُوَ مِنَ
الشِّرِّيرِ.
"
(مت 5 : 37)
72.

 

أما
القديس جيروم
يتساءل كيف
يستطيع انسان
أن يقول أنه
قادر على أن
يخدم سيدين :
الله والمال،
إن من يقول
ذلك هو كاذب
لأن الفم
الكاذب يقتل
النفس، هكذا
يجب على
الإنسان أن
يكون دقيقاً
فى عبادته
وأقواله لكى
يخلص
73.

 

و
يقول القديس
أغسطينوس " مادام
الهى نفسه قد
عانى من الفم
الكاذب (يقصد
يهوذا
والفريسيين)
قبلاً، فإنى
لا أبالى
بلسان
الأموات، أنا
مؤمن انى
اعاين خيرات
الله فى أرض
الأحياء حيث
لا مكان
للخداع
"
74.

 

و
يقول أيضاً " أن
الإنسان
الكاذب يكره
قول الحقيقة
وفى نفس الوقت
يشك فى جميع
الناس بأنهم
كاذبون مثله،
فليكن كلامنا
نعم نعم ولا
لا، غير أن
هناك نوع من
الكذب لا عقاب
عليه مثل كذب
القابلتين
المصريتين
على فرعون
لإنقاذ أنفس
الأطفال
الأبرياء… فى
مثل هذه
المواقف يلزم
أن نقول غير
الحقيقة التى
قد تؤذى أو
تؤدى إلى
القتل أو نهرب
فى نقول الصدق
أو الكذب
"
75.

 

و
يستمر القديس
فى مناقشته
لموضوع الكذب
فيقول " الفم
الكاذب يقتل
النفس
"
السؤال هنا ما
هو كلام الفم
المقصود هنا ؟
إن الكتاب
المقدس عندما
يتكلم عن الفم
عموماً فإنه
يقصد ما فى
القلب، فإذا
كذب الإنسان
يكون قلبه
مصدق للكذب
ومع ذلك فبعض
أناس يتكلمون
بما ليس فى
قلوبهم، ويظن
أنه فعل هذا
الشر ليمنع شر
أعظم، والذين
يدافعون عن
مثل هذا
السلوك
يعتمدون على
الآية " الْمُتَكَلِّمُ
بِالصِّدْقِ
فِي قَلْبِهِ.
" (مز 15 : 2)
أى أن القلب
يقول دائماً
الحق حتى ولو
كذب الفم،
ولكن يجب أن
نفهم أن هناك
فم للقلب،
فحيث يوجد
كلام فمن
المنطقى أنه
يوجد فم، لكن
فى أية سفر
الحكمة هنا
نتأكد أن كل
إنسان يتكلم
بما فى قلبه
إذ أنه يوجد
رد على مخفى
لا يراه الناس،
لا يدركه إلا
من تكلم بلسان
جسده ما فى
قلبه، وما
يقال فى القلب
يصل إلى مسامع
روح الله الذى
يملأ كل
المسكونة،
ويذكر هنا
الشفاه
والصوت
واللسان مع أن
هذه جميعها
تخص القلب،
لهذا ذكر فى
سفر الحكمة
بالحرف " 6
إِنَّ
الحِكمَةَ
روحٌ يُحِبَ
الإِنْسان فلا
يُهمِلُ مُعاقَبَةَ
المًجَدِّفِ
على أَقوالِ
فَمِه لأَنً
اللهَ شاهِدٌ
لِكُليتيه
ورَقيبٌ صادِقٌ
لِقَلْبه
وسامعٌ
لِلِسانِه. 7
إِنَّ روحَ الرَّبِّ
يَملأ
المَسْكونَة
والَّذي به يَتَماِسَكُ
كُل شيَءٍ لَه
عِلمٌَ بِكل
كَلِمَة. 8
فلِذلكَ لا
يَخْفى علَيه
ناطِقٌ بِسوء
ولا يَنْجو
مِنَ
العَدْلِ
المُتَّهِم. 9
سيُحَقَّقُ في
نِيَّاتِ
الكافِر
وصَوتُ
أَقْوالِه
يَبلغٌ إِلى
الرَّبِّ
بُرْهانًا
على آثامِه 10
لأَنَ
الأذُنَ
الغَيرى
تَسمعُ كُلً
شيَء وضَجيجَ
التَّذَمّراتِ
لا يَخْفى
علَيها. 11
فاْحذَروا
مِنَ
التَّذَمّرِ
الَّذي لا
خَيرَ فيه وكُفّوا
أَلسِنَتَكم
عن
النَّميمَة
لأَنَّ الكَلِمَةَ
الَّتي
تُقالُ في
الخُفْيةِ لا
تَذهَبُ سُدً
ى والفَمَ
الكاذِبَ
يَقتُل النًفْس.
" فهو إذن
تحذير لمن
يفكر أن يخفى
ويخبىء ما هو
فى قلبه وهذا
يوضح أن كل
شىء واضح لدى
اذن الله
76.

 

12
لا تَسعَوا
إِلى المَوتِ
بِتَضليلِ
حَياتِكم
ولا
تَجلُبوا
علَيكُمُ
الهَلاكَ
بِأَعْمال
أَيديكم
13 لأَنَّ
اللهَ لم
يَصنعِ
المَوت
ولا
يُسَرّ
بِهَلاكِ
الأَحْياء
14 فإِنَّه
خَلَقَ كُلَّ
شيَءٍ لِكَي
يَكون
وإِنَّ
خَلائِقَ
العالَمِ
مُفيدة
ولَيسَ
فيها سَمّ
مُهلِك
ولا
مُلْكَ
لمَثْوى
الأمْوات على
الأرض
15
لأَنَّ
البِرَّ
خالِد

 

يعالج
هذا الجزء من
الإصحاح قضية هَلاكِ
الأَحْياء
(عدد 13) فى
إطار الحديث
عن الخلود وهى
إشارة وردت
للمؤلف نفسه
سليمان
الحكيم فى سفر
الأمثال " لأَنَّ
مَنْ
يَجِدُنِي
يَجِدُ
الْحَيَاةَ وَيَنَالُ
رِضًى مِنَ
الرَّبِّ
وَمَنْ يُخْطِئُ
عَنِّي
يَضُرُّ
نَفْسَهُ.
كُلُّ مُبْغِضِيَّ
يُحِبُّونَ
الْمَوْتَ».
"
(أم 8 : 35، 36)
والموت
المقصود هنا
هو الموت
الروحى بلا شك
فالمسيح هو
القيامة
والحياة (يو
11)
ومن هو خارج
دائرة الله
(ضل الطريق)
فقد خرج خارج
دائرة الحياة
حيث الموت إن
كل من الأبرار
والأشرار
سيموتون
موتاً جسدياً
فالعذارى الحكيمات
والجاهلات
نمن معن فى
انتظار مجىء
العريس (مت
25 : 5
) قابل مع " فإنَّ
الجَسَدَ
الفاسِدَ
يُثَقِّلُ
النَّفْس
والخَيمَةَ
التّرابِيَّةَ
.(9 : 15) " كما
أنه لا توجد
إشارة فى
السفر عن
الموت الفعلى
للأشرار ولكن
مجرد حالة سجن
" وبَعدَ
ذلك يَصيرونَ
جُثَّةً
حَقيرة وعارًا
بَينَ
الأَمْواتِ
أَبَدَ
الدُّهور.فإِنَّه
يُحَطِّمُهم
صامِتينَ
مُطرِقينَ
بِرُؤُوسِهم
ويُزَعزِعُهم
مِن أُسسُهم
ويُترَكونَ
بورًا حَتَّى
النَهاية
ويَكونونَ في
العَذاب
وذِكرُهم
يَزول

 وإِذا
حُسِبَت
خَطاياهم
يأتونَ
خائِفين
وآثامُهم
تتَهِمُهم في
وجوهِهم.
(4 : 19،
20)

(5 : 1 – 5) والتركيز
فى السفر كله
هو عن الخلود "
البِرَّ
خالِد
(1 :
15)
" وخلود
الأبرار
لأنهم يحبون
العدل الذى هو
الله الخالد.

 

إن
الفكرة
الرائعة هنا
أن الله لا
يحكم على الأشرار
والفجار
بالموت ولكن
الموت يأتى
كنتيجة حتمية
للبعد عن الله
أما مشيئة
الله هى خلاص
نفوس البشر،
من هنا فإن
الأعذار حتى
إذا ما رفض
الإنسان الله
كلية فانه يحكم
على نفسه
بالهلاك،
الله لا ينتقم
لنفسه
فالإنسان جبل
للخلود بل ان
الإنسان الذى
سيمضى إلى
جهنم سوف يكون
غريب هناك
لأنها اعدت
لإبليس
وملائكته وقد
شرح معلمنا
بولس الرسول
فكرة دخول
الخطية
والموت إلى
العالم وكيف أعيدت
الحياة بآدم
الجديد
مورداً
المقارنة الرائعة
بين آدم
الخاطىء
الأول وادم
الثانى المخلص
" مِنْ
أَجْلِ
ذَلِكَ
كَأَنَّمَا
بِإِنْسَانٍ
وَاحِدٍ
دَخَلَتِ
الْخَطِيَّةُ
إِلَى الْعَالَمِ
وَبِالْخَطِيَّةِ
الْمَوْتُ وَهَكَذَا
اجْتَازَ
الْمَوْتُ
إِلَى جَمِيعِ
النَّاسِ
إِذْ
أَخْطَأَ
الْجَمِيعُ.
فَإِنَّهُ
حَتَّى
النَّامُوسِ
كَانَتِ
الْخَطِيَّةُ
فِي
الْعَالَمِ.
عَلَى أَنَّ
الْخَطِيَّةَ
لاَ تُحْسَبُ
إِنْ لَمْ
يَكُنْ نَامُوسٌ.
لَكِنْ قَدْ
مَلَكَ
الْمَوْتُ
مِنْ آدَمَ
إِلَى مُوسَى
وَذَلِكَ
عَلَى
الَّذِينَ
لَمْ
يُخْطِئُوا
عَلَى شِبْهِ
تَعَدِّي
آدَمَ
الَّذِي هُوَ
مِثَالُ
الآتِي.
وَلَكِنْ
لَيْسَ
كَالْخَطِيَّةِ
هَكَذَا
أَيْضاً
الْهِبَةُ.
لأَنَّهُ
إِنْ كَانَ
بِخَطِيَّةِ
وَاحِدٍ مَاتَ
الْكَثِيرُونَ
فَبِالأَوْلَى
كَثِيراً
نِعْمَةُ
اللهِ
وَالْعَطِيَّةُ
بِالنِّعْمَةِ
الَّتِي بِالإِنْسَانِ
الْوَاحِدِ
يَسُوعَ
الْمَسِيحِ
قَدِ
ازْدَادَتْ
لِلْكَثِيرِينَ.
وَلَيْسَ
كَمَا
بِوَاحِدٍ
قَدْ
أَخْطَأَ هَكَذَا
الْعَطِيَّةُ.
لأَنَّ
الْحُكْمَ
مِنْ وَاحِدٍ
لِلدَّيْنُونَةِ
وَأَمَّا
الْهِبَةُ
فَمِنْ
جَرَّى خَطَايَا
كَثِيرَةٍ
لِلتَّبْرِيرِ.
" (رو 5 : 12 – 16).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ز زكا يزكو و

 

يقول
القديس
أغسطينوس أن
الله لم يضع
الموت لأنه لم
يكن سبب الموت
دائماً الموت
هو رد فعل الخطية
77 ويقول
أيضا " إن
الشيطان هو
وسيط الموت
بينما المسيح
هو وسيط الحياة،
حتى عندما
يحكمم على
الخاطىء فإن
دينونته بسبب
خطيته لا بسبب
الله لأن
القاضى يحكم
على الجانى
بسبب جريمته
لا قسوة
القاضى
"
78.

 

و فى
رده على مانى
المبتدع
اقتبس هذه
الآيات مع
آيات أخرى " لكِنَّ
الكافِرينَ
دَعَوا
مَثْوى
الأَموْاتِ
بِأَيديهم
وأَقْوالِهم
عَدُّوه
صَديقًا
فاْضمَحَلوا
ثُمَّ
عاهَدوه لأنّهمِ
أَهلٌ لأَن
يَكونوا من
حِزبِه
.(1
: 16)
" " لكِن
بِحَسَدِ
إبليسَ
دَخَلَ
المَوتُ إِلى العالَم
فيَختَبِرُه
ائَذينَ هم
مِن حِزبِه.
(2 : 24) " يشرح
له كيف يجلب
الأشرار
الموت
والهلاك على
أنفسهم.

 

الإنسان
موضوع ليخلد
فى البر " إِنَّ
الحِكمَةَ لا
تَدخُلُ
النَّفْسَ
الساعِيَةَ
إِلى الشَّر
ولا تَسكُنُ
الجَسَدَ المَدينَ
لِلخَطيئَة.
(1 : 4) " " فإِنَ
اللهَ خَلَقَ
الإنْسانَ
لِعَدَم الفَساد
وجعَلَه
صورةَ ذاتِه
الإلهِيَّة.
(2 : 23) (11
: 26)
فإن روح
الله غير
الفاسدة هى فى
كل شىء " فإِنً
روحَكَ غَيرَ
القابِلِ
لِلفَساد هو في
كُلَ شيء
. (12 : 1) "
وسنلاحظ أن
خلاص نوح كان
حتى تتجدد
الخليقة فى
الله مرة أخرى
(نسل بشرى
جديد) ولكن
المناقشة هنا
توحى
بالإرادة
المطلقة
حسبما ورد فى "
أُشْهِدُ
عَليْكُمُ
اليَوْمَ
السَّمَاءَ وَالأَرْضَ.
قَدْ جَعَلتُ
قُدَّامَكَ
الحَيَاةَ
وَالمَوْتَ.
البَرَكَةَ
وَاللعْنَةَ.
فَاخْتَرِ الحَيَاةَ
لِتَحْيَا
أَنْتَ
وَنَسْلُكَ
"
(تث 30 : 19)
وبحسب
اللاهوت
العبرى فإن
الله لا يسر
بهلاك
الإنسان " لأَنِّي
لاَ أُسَرُّ
بِمَوْتِ
مَنْ يَمُوتُ
يَقُولُ
السَّيِّدُ
الرَّبُّ. فَارْجِعُوا
وَاحْيُوا.
"
(حز 18 : 32) " قُلْ
لَهُمْ: حَيٌّ
أَنَا
يَقُولُ
السَّيِّدُ
الرَّبُّ,
إِنِّي لاَ
أُسَرُّ
بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ,
بَلْ بِأَنْ
يَرْجِعَ
الشِّرِّيرُ
عَنْ
طَرِيقِهِ
وَيَحْيَا.
إِرْجِعُوا
ارْجِعُوا
عَنْ
طُرُقِكُمُ
الرَّدِيئَةِ.
فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ
يَا بَيْتَ
إِسْرَائِيلَ؟
" (حز 33 : 11)
الله خلق كل
شىء بحكمة
وتدبير وليس
جزافاً ليكون
كل شىء بدور
حتى الطبيعة
والجماد،
المادة نفسها
خير وليس فيها
شر الله لم
يخلق شىء
فاسداً إنما
خلق الجميع
للبقاء لكى
نشارك فى كيان
الله الأساسى
وقد وجدت هذه
الفكرة فى
العقيدة
اليهودية إذ
تأتى الكلمة
يكون أن من
معنى الكون
وأن يصبح وأن
يوجد.

 

و
يرى الربين
اليهود أن خَلائِقَ
العالَمِ
:
مواليد
العالم
اصبحوا
فاسدين
ومؤذيين عندما
فقد آدم
مكانته
بالسقوط حيث
انتجت الأرض
الزحافات
والحشرات
السامة ولكن
وحتى تلك التى
نعتبرها
فاسدة وسامة
خلقها الله
للخير مثل
الأفاعى التى
يستخدم سمها
فى العلاج
فالذى هو مصدر
موت هو فى
الوقت ذاته
مصدر حياة
أيضاً فإن
طريقة استخدام
المادة هى
التى تحدد دور
المادة مثل المخترعات
الحديثة فكل
شىء هو سلاح
ذو حدين وارادة
الإنسان وحده
هى التى جعلته
يسىء إستخدام
طاقته
وإمكانياته.

 

يقول
القديس
أغسطينوس أن
الله صنع
السماء والأرض
والنور لأنه
رحيم وكل هذه
علامات رحمة الله
الذى خلق كل
شىء صالح ومن
عمل رحمته أنه
خلصنا من
خطايانا
وأعطانا رحمة
أبدية لذلك يجب
أن نشكره
79.

 

و قد
استخدم نفس
الأية فى
تفسيره لآية
المزمور " الصَّانِعَ
الْعَجَائِبَ
الْعِظَامَ
وَحْدَهُ
لأَنَّ إِلَى
الأَبَدِ
رَحْمَتَهُ.
"
(مز 136 : 4)
للتدليل على
عظمة الله
ومخلوقاته.

 

مَثْوى
الأمْوات
:
أو الجحيم وفى
العبرية
(شاوؤل) وفى
اليونانية
(هاديس) وهو
عالم الموت
السفلى حتى
الجحيم نفسه
ليس على الأرض
أى أن الأرض
نفسها ليس
فيها شر
بالمرة حتى الأشرار
الذين يهلكون
فإنهم ينزلون
إلى الهاوية،
إن هذا يعنى
عدم قدرة
الموت على
الأرض ولا سلطان
له على الناس "
أَبْوَابُ
الْجَحِيمِ
لَنْ تَقْوَى
عَلَيْهَا.
"

 

(مت 16 : 18)، إن
الموت لا يقوى
على الإنسان
ما لم ينهزم
له هو
بإنفصاله عن
الله لأن الله
خلق الإنسان
فى الخلود فى
البر ومن يصنع
البر يخلد فيه
ويعنى البر
هنا أيضاً
الله نفسه ومن
يلتصق بالله
يلتصق بالبر
فيحيا وأن
كلمتى الموت
والهاوية ملتصقتان
دائماً فى
العهد القديم
والتقليد " وَسَلَّمَ
الْمَوْتُ
وَالْهَاوِيَةُ
الأَمْوَاتَ
الَّذِينَ
فِيهِمَا..
وَطُرِحَ الْمَوْتُ
وَالْهَاوِيَةُ
فِي
بُحَيْرَةِ النَّارِ
" (رؤ 20 : 13، 14)

 

 16
لكِنَّ
الكافِرينَ
دَعَوا
مَثْوى
الأَموْاتِ

بِأَيديهم
وأَقْوالِهم

عَدُّوه
صَديقًا
فاْضمَحَلوا

ثُمَّ
عاهَدوه
لأنّهمِ
أَهلٌ
لأَن
يَكونوا من
حِزبِه

 

لأن
الشرير بشره
اجتذب إليه
حكم الموت
وكأنه حكم على
نفسه بالهلاك
يقول أشعياء
النبى عن أولئك
" لأَنَّكُمْ
قُلْتُمْ:
«قَدْ
عَقَدْنَا
عَهْداً مَعَ
الْمَوْتِ
وَصَنَعْنَا
مِيثَاقاً
مَعَ
الْهَاوِيَةِ.
"
(أش 28 : 15)
ويصلح هذا
العددً (16) لكى
يكون بداية
للإصحاح
الثانى، أن
يشرح ويؤكد
الفرق بين
العدل
والمنافقين الذين
يربطون
أنفسهم
بالموت عن
طريق لايديهم
وأقوالهمً (2 : 1 – 9) يقول
القديس
أغسطينوس ان
الذى يحيا فى
الشر كأنه
يدعو إليه
الموت
80 فى
المقابل فإن
نصيب الأبرار
هو الملكوت..
والملكوت هو
الله نصيبى هو
الرب قالت
نفسى لذلك
ارجوه بل ان
نصيب الرب
نفسه هو أولاده
الذين يرجونه
! ويتبعونه
بكل قلوبهم " إِنَّ (نصيب)
قِسْمَ
الرَّبِّ
هُوَ
شَعْبُهُ.
يَعْقُوبُ
حَبْلُ
81 نَصِيبِهِ.
"
(تث 32 : 9)
وقد قصد
الكاتب بذلك
أما اليهود
الذين تركوا
نواميس إلههم
وأهملوا
الشريعة
وتخلوا عن
البر وأما
الوثنيون
الذين يعيشون
وسطهم وحولهم
وقد اعتمد
القديس
أغسطينوس على
هذه الأية فى
تفسيره " غَمْرٌ
يُنَادِي
غَمْراً
عِنْدَ
صَوْتِ مَيَازِيبِكَ.
كُلُّ
تَيَّارَاتِكَ
وَلُجَجِكَ
طَمَتْ
عَلَيَّ.
" (مز 42 : 7)
عندما عقد
مقارنة بين
الآية غَمْرٌ
يُنَادِي غَمْراً
عِنْدَ
صَوْتِ
مَيَازِيبِكَ
لاسيما
الكلمة ينادى
فى المزمور
والكلمة فى المزمور
والكلمة
والكلمة
استدعوا فىً (1 : 16) واللذان
ترجما فى صورة
فعل مصحوباً
بحرف جر فى
الترجمة
الإنجليزية،
ويقول " لقد
قيل عن إنسان
معين أنه
ينادى الموت
أى أنه يحيا
بطريقة تؤدى إلى
الموت، لأنه
ما من إنسان
يخاطب فى
صلاته الموت،
ولكن الحياة
فى الشر تؤدى
إلى الموت "
82.

 

و
يقول أيضاً " إذا كان
الإنسان
غمراً فبأى
طريقة يدعو
الغمر غمراً
وهل يدعو رجل
رجلاً آخر كما
يدعو الله، لا
ولكن يدعوه
كمساوٍ له
"
وقد ورد فى
سفر الحكمة أن
الأشرار يدعون
الموت، بمعنى
أنهم يحيون
بطريقة كأنها
تدعو الموت،
لأنه لا يوجد
إنسان على
الإطلاق يصلى
لأجل الموت
صراحة، ولكن
الإنسان
بالحياة
الشريرة يدعو
الموت إليه.

 

و
هكذا يقدم
الإصحاح
الأول الخلود
كمكافأة لمن
يسعى إلى الله
بالحكمة وفى
هذا جوهر
السفر كله.

 

——————-

46 يلاحظ أن
إله الحكمة
عند المصريين
هو إيزيس وقد
حلّ محل توت
وأعطى اسم
البر راجع
أيضاً
New
Catholic Comm. P. 533.

47 NPNF, v.7, P.256.

48 NPNF, v.8, P10.

49 NPNF, v.6, P267.

50 NPNF 2 and V.S.P. 367

51 Antenicene Fathers، v. 8، P. 181

52 NPNF 2 and v. 14 P. 150 العظة 41 على
انجيل يوحنا

53 NPNF، V. 6، P.329

54 NPNF, V. 4، 419

55 بستان
الرهبان ص 282
الطبعة
الخامسة.

56 NPNF, V. 4، P. 485

57 Ipid، P.
596, 610611, 615

58 NPNF, V. 8، P. 123

59 New Catholic comm., p. 533

60 NPNF V. 7، P. 384 الرسالة
41

61 NPNF P.56 v.3

62 NPNF V.8 P.353

63 NPNF V.8 P.637

64 NPNF، V. 8، P.353

65 NPNF, V.6، P. 479

66 NPNF، V. 2، P. 447

67 ظهرت بدعة
فى الأسقيط فى
القرن الرابع
هى بدعة
الأنثروبوفورم
أى إضفاء
السمات
البشرية على
الله. وقد
حاربها
الآباء لا
سيما البابا
ثاؤفيلس
السكندرى الـ
23

68 NPNF, V. 7، P. 263

69 Nicene،
P.MF, V.3, P.460 K462,471
راجع
أيضاً شرحه فى

V.4 الصفحات 439, 355،
308

70 NPNF V.3، P.460

71 NPNF، V. 3، P. 462

72 NPNF V.8 P.12

73 NPNF II، V.6، P.16 الرسالة 14

74 NPNF v.8, P.65 تفسير
مزمور 27

75 NPNF V.8, P.246

76 NPNF، V.3، P.471 CH.31

77 NPNF V.3, P.177

78 NPNF V.3
P.77

79 NPNF V.8، P.629

80 NPNF v.8، P.136

81 الحبل
الذى يستخدم
فى تقسيم
الأرض (راجع
مز 78)

82 NPNF, V.8، P.136

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي