الإصحَاحُ
الْعَاشِرُ

 

من
الخروج من
الجنة إلى
الخروج من مصر

1 هي الَّتي
سَهِرَت على
أَوَّلِ مَن
جُبِلَ أبي
العالَم
بَعْدَ أن
خلِقَ
وَحيدًا
2وأَنقَذَته
مِن زَلَّتِه
وأَعطَته
قوّةً
ليَتَسَلَّطَ
على كُل شَيء.
3ولَمَّا
اْرتَدَّ
عَنها ظالِمٌ
في غَضَبِه
هَلَكَ في
حَنَقِه
الَذي قَتَلَ
بِه أَخاه
4ولَمَّا غَمَرَ
الطُّوفانُ
الأَرضَ
بِسَبَبِه
عادَتِ
الحِكمَةُ
فخلَصَتها
إِذ هَدَتِ
البارَّ
بِخَشَبٍ
حَقير
5ولَمَّا
أَجمَعَتِ
الأمَمُ على
الشرّ
فأُخزِيَت
مَعًا

 

هذا
الإصحاح مقسم
إلى ستة أقسام
يبدأ كل قسم بـ
هي (و يقصد
الحكمة) وفى
الأعداد (1
– 7)
يتكلم عن
الصديقين
الَّذينَ
عاشوا فى عالم
شرير،
والأعداد (7 – 9) يتحدث
عن
السادوميين
وخطاياهم
وخلاص لوط،
أما الأعداد (10 – 21) فهى
استمرار
لقائمة
الصديقين.

 

و
نلاحظ أن سرد
التاريخ
والأحداث
الهامة لبنى
إسرائيل من
خلال الأفراد
هو أمر شائع
فى العهدين
القديم
والجديد قارن
مع (مز 105،
أع 7 : 2 – 50 وأيضاً
سى 44 – 50، عب 11)
حيث
تتعامل
القوائم
المذكورة مع
هؤلاء الذَّينَ
بواسطة
برِّهم
وطاعتهم لله
يحظى إسرائيل
بالخير
وإستحقاق
الخلاص. مع
ملاحظة أن الأسماء
لا تذكر هنا
فهى معروفة
للقراء من
خلال الأحداث
المذكورة.

 

تضيف
الترجمة
الإنجليزية
كلمة
الحِكمَة
فى
بداية العدد
الأول،
والكلمة
نفسها مذكورة
مرتين فى (عدد
8، 9)
وهنا
الحكمة هى
العامل
الفعال للخير
والقيادة
والخلاص
وحماية
الإنسان
والتخلى عنه
عندما ينحمق
ويشرد، وفكرة
أن الحكمة هى
التى حرست آدم
وأَنقَذَته
مِن زَلَّتِه
,
قد لا تظهر
صراحة فى
الكتاب
المقدس
ولكنها حقيقية
لأن الله لم
يتخلى عن آدم
بل تبنى قضيته،
لقد سلط لكسره
الطاعة ولكن
الحكمة خلصته،
أما كونه
وحيداً فقد
يعنى ذلك أنه
هو الوحيد الذى
خلق بينما ولد
البقية، وقد
يعنى أنه لم
تكن له حماية،
وربما تعنى
أيضاً أنه كان
فريداً وقد
أعطى سلطاناً
على جميع
الخلائق راجع
(تك 1 : 26 – 28، 9 : 2، 3).

 

و
حتى عندما
انحمق قايين
وتخلى عن
الحكمة انهزم
من غضبه وجر
على حياته
شقاء وبؤساً
وورث أولاده
شراً (تك 4 : 8
– 13
) وجلب
الدمار على
البشرية، إذ
يرد فى (تك
6 : 1 – 3
) " وَحَدَثَ
لَمَّا
ابْتَدَا
النَّاسُ
يَكْثُرُونَ
عَلَى
الارْضِ
وَوُلِدَ
لَهُمْ بَنَاتٌ
انَّ
ابْنَاءَ
اللهِ رَاوا
بَنَاتِ النَّاسِ
انَّهُنَّ
حَسَنَاتٌ.
فَاتَّخَذُوا
لانْفُسِهِمْ
نِسَاءً مِنْ
كُلِّ مَا اخْتَارُوا.
فَقَالَ
الرَّبُّ: «لا
يَدِينُ رُوحِي
فِي الانْسَانِ
الَى الابَدِ.
لِزَيَغَانِهِ.
"
ويشار ويقصد
بأولاد الله
شيث لأنه أول
من دعى باسم
الرب وأما
بنات الناس
فهم بنات
قايين " وَرَاى
الرَّبُّ
انَّ شَرَّ
الانْسَانِ
قَدْ كَثُرَ
فِي الارْضِ
وَانَّ كُلَّ
تَصَوُّرِ
افْكَارِ
قَلْبِهِ
انَّمَا هُوَ
شِرِّيرٌ
كُلَّ يَوْمٍ.
فَحَزِنَ
الرَّبُّ
انَّهُ
عَمِلَ الانْسَانَ
فِي الارْضِ
وَتَاسَّفَ
فِي قَلْبِهِ..
"
(تك 6 : 1، 2، 5، 6)
وللمرة
الأولى يذكر
فى الكتاب
المقدس أن الطوفان
كنتيجة للشر
الذى تضاعف فى
الأرض بسبب قايين،
غير أن الله
أبقى على
العالم من أجل
نوح البار
وعائلته وأبقى
على الثمانية
أفراد بواسطة
صندوق بسيط من
الخشب، غير أن
الآباء يرون
فى الفلك مثال
مبكر للصليب
الذى كان
رمزاً للعار
واللعنة،
ويرد فى
الترجمة
اللاتينية عن
الفلك
بِخَشَبٍ
حَقير
راجع
أيضاً (14 : 6،
7)
كما يرى
الآباء فى
الفلك
والطوفان
مثال لمعمودية
العالم، أى
الولادة
الثانية حيث
ندفن مع
المسيح (حكمة
الله) نقوم
معه أحياء
راجع (1 بط 3 :
20 – 21
) هكذا
يعتبر نوح هذا
رَجاءُ
العالَمِ
حسبما
ورد فى (14 : 6).

 

فهِي
الَّتي
عَرَفَتِ
البارَّ
وصانَته بِلا
عَيبٍ أَمامَ
اللّه
وحَفِظَته
أَقْوى مِن حَنانِه
لِوَلَدِه 6
وهي الَّتي
أَنقَذَتِ
البارَّ
لَمَّا
هَلَكَ الكافِرون
وكانَ
هارِبًا مِنَ
النَّارِ
الهابِطَةِ
على المُدُنِ
الخَمْس 7 ولا
تَزالُ هُناكَ
لِلشَهادة
على شَرِّهم
أَرضٌ
مقفِرةٌ يَسطعُ
مِنهَا دُخان
ونَباتٌ
يُثمِرُ
ثَمَرًا لا
يَنضَجُ في
أَوانِه
وعَمودٌ مِن
مِلح قائِمٌ
تَذْكارًا
لِنَفْسٍ لم
تِّؤمن. 8
والَّذينَ
حادوا عنِ
الحِكمَة لم
يَقتَصِرْ
ضَرَرُهم على
عَدَمِ
مَعرِفَةِ
الخَير
ولَكِنَّهم
تَرَكوا
لِلأَحْياءِ
ذِكرَا
لِحَماقَتِهم
بحَيث لا
يَستَطيعونَ
كِتْمانَ
عَثَراتِهم 9
لَكِنَّ
الحِكمَةَ
أَنقَذَت
خُدَّامَها
من أَتْعابِهم.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر زكريا 11

 

ثم
ينتقل السفر
إلى الحديث عن
أولئك الذين
تكاتفوا لكى
يقيموا برج
بابل (عدد
5)،
حيث يعد
ذلك اجتماع
على الشر،
فالغرض منه
كان
الاستقلال عن
الله
والاحتماء
منه وربما
خوفاً من أن
الطوفان يحدث
مرة أخرى
فينجون منه
وفى هذا
ينظرون إلى
الله كعدو أو
غريم وهنا
جانبتهم الحكمة
فأين نهرب من
الله وهو
مالىء الكل
(كما سبق)
وبدلاً من أن
يتخلوا عن
خطاياهم
يودون أن يخطئوا
ويفلتون من
العقوبة،
ولذلك فقد
لاحقهم الخزى
جميعاً
وتشتتوا فى جميع
أرجاء العالم.
راجع (تك 11)
وفى المقابل
حفظت الحكمة
ابراهيم
وجعلت محبته
للمسيح أكثر
من محبته لإسحق
إبنه، وفى
النص
اللاتينى "
حفظت أحشاءه
صماء عن ولده "
إن ابراهيم
حفيد نوح
البار وأصل
ذرية اليهود
ينسبون
أنفسهم إليه
فى فخر وزهو.
راجع (يو 8 : 33،
37 – 39، 53، 56 – 58
) لقد
حاصرته
الوثنية من كل
جهة ولكن
الحكمة حفظته
وصانته راجع (تك 22 : 1 – 19).

 

ثم
ماذا عن لوط
البار (عدد
6)
الذى كان
يعذب نفسه كل
يوم بما يرى
ويسمع وسط قوم
اشتعلت فيهم
شهواتهم،
وتعبير
النَّارِ
الهابِطَةِ
تعبير
فريد فى
الكتاب
المقدس، وأما
المُدُنِ
الخَمْس

التى دمرت هى
(سدوم / عمورة /
ادما / صبويم /
بالع " صوغر ")
وبالع هى
الوحيدة التى
صفح عنها
ليسكنها لوط (19 : 20 – 22)، وقد
سجل يوسيفوس
فى تاريخه أن
المدن الخمس
تدمرت تماماً
وأما عن
دُخان
الصاعد
فيقول
عنه فيلو
السكندرى انه
حتى أيامه كان
المكان فى
(الأردن) لا
يزال ينبعث
منه الدخان ويرجح
أن تكون فى
الطرف
الجنوبى
للبحر الميت حيث
تمتد هناك
سلسلة من
الجبال إلى
مسافة 8 ك –
يتراكم الملح
على أغلبها
وتسمى جبال
سدوم، كما أنه
مازال يوجد
هناك بعض
أعمدة الملح
حيث يطلق على
احداها امرأة
لوط
تلك
المرأة
المسكينة
التى صعقت من
هول ما رأت حالما
التفت إلى
الخلف، هذا
ومازالت
الأرض لا تعطى
ثمرها فى ذلك
المكان حتى
اليوم.

 

و قد
استشهد بهذه
الآية القديس
يعقوب بن زبدى
(أخو يوحنا) فى
حديثه عن رجال
العهد الدقيم
وكيف أنقذتهم
الحكمة من
الهلاك
والشرور
188.

 

الأعداد
8، 9 :
تحتوى على
مقارنة بين
الأشرار
والصديقين وهو
لا يشير هنا
إلى عقوبة
السادوميين
ولكنه يشير
إلى العقاب
الذى يلحق من
يترك الله
والحكمة، لقد
فقد الأشرار
البصيرة
الروحية،
وأصبحوا
مثالاً
للحماقة فى
حين خلصت
الحكمة الأبرار
من متاعبهم
وعثراتهم.

 

10
وهي الَّتي
هَدَتِ
البارَّ
الهارِبَ مِن
غَضَبِ أَخيه
سُبُلاً
مستَقيمة وأَرَته
مَلَكوتَ
اللهِ وآتته
مَعرِفَةَ المُقَدَّسات
وأَنجَحَته
في أَتْعابِه
كثَرَت
ثَمَرَ أَعْمالِه
11 ونَصَرَته
على طَمعَِ
مُضايِقيه
وأَغنَته
12
ووَقَته مِن
أَعْدائِه
وحَمَته مِنَ
الكامِنينَ
لَه وحَكَمَت
لَه في قِتالٍ
شَديد لِكَي
يَعلَمَ
أَنَّ
التَّقْوى
أَقدَُر مِن
كُل شَيء
13
وهي الَّتي لم
تَترُكِ
البارَّ
الَّذي باعوه
بل نَشَلَته
مِنَ
الخَطيئَةِ
ونَزَلَت معه
في الجُبّ
14
ولم
تُفارِقْه في
القُيود حتَّى
أَتَته
بِصَولَجانِ
المُلْكِ وبسُلْطانٍ
على الَّذينَ
كانوا
مُتَسَلِّطينَ
علَيه
فكًذَّبَتِ
الَّذينَ
كانوا
يَأخُذونَ
علَيه
المآخِذ وآتته
مَجْدًا
أَبَدِيًّا

 

تتحدث
هذه الأعداد
عن شخصيتين
عظيمتين عملت
فيهما الحكمة،
هما يعقوب ثم
يوسف ابنه.

لا
نستطيع أن
ننسب ما قام
به يعقوب من
بعض أعمال
الخداع حكمة،
سواء أكان ذلك
فى سبيل
الحصول على
البكورية أو
البركة أو
الحصول على
نصيب أوفر من
غنم لابان
خاله (تك 30)
ولكننا ننظر
إلى الحكمة
هنا
بإعتبارها
الله الذى
خلصه من مكائد
الأشرار، مثل
غَضَبِ
أَخيه
والمقصود
هنا عيسو الذى
كان يطارده
ويطلب أن يقتله،
وهو ما عبر
عنه فى (العدد
12)
خطر
الكامِنينَ
لَه
ثم عوضه
الله خيراً عن
تعبه مع لابان
وأغناه كثيراً،
والأعظم من
هذا وذاك تلك
الرؤيا
المفرحة
والمعزية
التى رأى فيها
ملكوت الله
والسلم
والملائكة
تلك الأمور المقدسة،
وأما أن
الحكمة قد
حكمت له نصرته
فى قتال شديد
فيقصد بها
الملاك الذى
صارعه حتى
الفجر، راجع (تك 28 : 10 – 22) وقد
عملت الحكمة
فى يعقوب
كثيراً ليس فى
دفعه للصلح مع
بطريقة
رومانسية
درامية مؤثرة
ولكن فى سلوكه
مع أولاده
وكلماته
التاريخية
لهم عند
وفاته.

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الأقباط الأرثوذكس مذكرات في تاريخ الكنيسة 53

 

ان
الحكمة هى
معلمة التقوى
وهى أتاحت له
الفرصة لكى
يغلب
الله
فالله
يغلب من
اتضاعنا
وتقوانا راجع
(مز 12 : 3، 4)
أما يوسف فقد
عملت فيه
الحكمة بشكل
واضح أكثر من
كثيرين، وقد
وهبته قدراً
كبيراً من
الفطنة
والافراز
والتمييز،
فهو يفسر
الأحلام
ويدبر مصر فى
المجاعة والحكمة
التى تورث
التقوى كما
سبق (عدد 12) هى
التى خلصته من
امرأة
فوطيفار،
ونزلت الحكمة
معه إلى الجب
وربما يقصد
بالجب – البئر
الذى ألقاه
فيه اخوته
فعملت كمخلصة
له من الهلاك،
وربما يقصد بـ
الجُبّ السجن
الذى ألقى فيه
فخلصته أيضاً
منه من خلال
تفسير
الأحلام، وقد
أهلته ليكون
الرجل الثانى
فى مصر بسبب
حكمته فى
تدبير شئون
البلاد بشأن
المجاعة فعبر بمصر
كلها تلك
الأزمنة التى
كانت كفيلة
بأن تدمر
البلاد، بل
جعل من مصر
محط أنظار
البلاد التى
حولها يأتى
سكانها
ليلقوا
بذهبهم
ونفائسهم
لقاء الخبز.

 

و
نلاحظ أن
مصرنا فى أيام
يوسف كانت
مليئة بالسحرة
والعرافين،
ولكن هناك فرق
واضح بين
الحكمة التى
هى صفة من
صفات الله،
وتلك التى هى
نفسانية
شيطانية، وقد
انبهر فرعون
بحكمة يوسف
لاسيما بعد
تحقيق نبوئته
(تك 41 : 37 – 40، يع
3 : 15
) ومن هنا
نرى أن الحكمة
أيضاً
النبوة،
حيث تنبأ يوسف
بما سيكون
(كما سبق
القول) وهى كذلك
تضيف خبرة
الماضى وتهب
حسن السلوك فى
الحاضر.. فهى
إذن
تعمل
فى التاريخ
.

 

بهذا
صار يوسف
حاكماً لمصر
والثانى فى
الحكمة،
فأصبح
المغلوب
غالباً والمحكوم
حاكماً،
وكللته
نزاهته التى
ظهرت للكل
بالمجد، يصف
داود النبى
ذلك فيقول " أَرْسَلَ
أَمَامَهُمْ
رَجُلاً.
بِيعَ يُوسُفُ
عَبْداً.
آذُوا
بِالْقَيْدِ
رِجْلَيْهِ.
فِي
الْحَدِيدِ
دَخَلَتْ
نَفْسُهُ
إِلَى وَقْتِ
مَجِيءِ
كَلِمَتِهِ.
قَوْلُ
الرَّبِّ
امْتَحَنَهُ.
أَرْسَلَ
الْمَلِكُ
فَحَلَّهُ.
أَرْسَلَ سُلْطَانُ
الشَّعْبِ
فَأَطْلَقَهُ.
أَقَامَهُ
سَيِّداً
عَلَى
بَيْتِهِ
وَمُسَلَّطاً
عَلَى كُلِّ
مُلْكِهِ
لِيَأْسِرَ
رُؤَسَاءَهُ
حَسَبَ
إِرَادَتِهِ
وَيُعَلِّمَ
مَشَايِخَهُ
حِكْمَةً
.
"
(مز 91 : 14).

 

15
وهيِ الَّتي
أَنقَذَت
شَعباً
مُقَدَّسًا
وذُرّيََّةً
لا عَيبَ فيها
مِن أمَّةِ
مُضايِقين 16
وحَلَّت
نَفْسَ عَبدٍْ
لِلرَّبّ
وقاوَمَت
مُلوكًا
مَرْهوبين
بِخَوارِقَ
وآيات. 17
وجَزَتِ
القِدِّيسينَ
ثَوابَ
أَتْعابِهم
وهَدَتهم
طَريقًا عَجيبًا
وكانَت لَهم
مَلْجأً في
النَّهار
وضِياءَ نُجوم
في اللَّيل 18
وعَبَرَت
بهمًِ
البَحرَ
الأَحمرَ
وجازت بِهم
غَزيرَ
المِياه 19
أَمَّا أَعْداؤُهم
فأَغرَقَتهم
ثُمَّ
قَذَفَتهم
مِن أَعْماقِ
الغِمار 20
ولذلك
فالأَبْرارُ
سَلَبوا
الكافِرين
وأشادوا
بِاْسمِكَ
القُدّوسِ
أيّها
الرَّبّ
وحَمَدوا
بقَلْبٍ
واحِدٍ يَدَكَ
الَّتي
حَمَتهم 21
لأَنَّ
الحِكَمةَ
فَتَحَت أَفْواهَ
الخُرْس
وأَوضحَت
أَلسِنَةَ
الأَطْفال.

 

مهما
صدر عن بنى
إسرائيل فهم
الشعب المقدس
(الإبن البكر)
برغم كل
النقائص
والضعفات
التى صدرت
عنهم، فإن
خطاياهم لم
تستطع أن تحجب
عنهم رحمة
الله ونعمته
بل خلصهم
مِن
أمَّةِ
مُضايِقين
(أمة
مضايقيهم) إنه
شعب مكرس لله
ومخصص له، نعم
بالعجائب
التى صنعها
معه الله وقد
دعاه الله
إليه (خر 19 : 6،
لا 19 : 2
) وقد حلت
الحكمة فى
نَفْسَ
عَبدٍْ
لِلرَّبّ،

وعبد الرب هو
موسى
النبى
فهو
يدعى دائما فى
الكتاب
المقدس
عَبدٍْ
وكأنه
مثال للعبد
الأمين
المخلص، وفى
سفر الحكمة
أطلق اللقب
على هرون
الكاهن (18 :
21)،
وقد تحلى
موسى بالحكمة
كوشاح
فاستطاع
مواجهة ملوك
مرهوبين (و
يقصد بهم
فرعون وقواده
ومشيريه وذلك
من خلال
العجائب) راجع
(الضربات العشر)
وقد قامت
الحكمة
بتعضيد بنى
اسرائيل،
وعوض
العبودية
المرة نعم الشعب
الحرية فى
سيناء بل لم
يخرج بنى
اسرائيل من
مصر خاوى
الأيادى بل
بغنيمة كبيرة،
وأما الطريق
العجيب الذى
قادتهم فيه
الحكمة فهو
طريق
البَحرَ
الأَحمرَ،

وهو طريق لم
يكن منطقياً
لأن الطريق
الذى كان
سهلاً ممهداً
فى ذلك الوقت
هو الطريق
الذى فى جهة
العريش والذى
يوصل مباشرة
إلى الأردن.

هل تبحث عن  هوت دفاعى الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس 05

 

و قد
فسر السفر
الأية " وَكَانَ
الرَّبُّ
يَسِيرُ
امَامَهُمْ.
"
(خر 13 : 21)
كأنها تشير
للحكمة والتى
عرفها
بالسحابة (ظل)
وتعنى فى
الترجمة (أكثر
من مرشد) كما
وصف" بِنُورِ
نَارٍ. (نور
النهار).
" (مز 78 : 14)
ضِياءَ
نُجوم في
اللَّيل،

والتقليد
الكتابى يفيد
بأن الرب يظهر
دائماً فى السحابة
والتى تشير
إلى المجد فى
ليتورجية الكنيسة
يقوم البخور
فى العبادة
بتمثيل
الحضور
الإلهى.

 

و
بخصوص
البَحرَ
الذى
كان أداة خلاص
لبنى إسرائيل
هو ذاته صار أداة
هلاك
للمصريين
ويرد فى
التوراة
الفلسطينية
لـ (مز 15 : 12)
" وحدثت
مناقشة بين
البحر والأرض
قال البحر للأرض
: تسلمى
أولادك

وقالت الأرض
للبحر تسلم
قتلاك
ولكن
الأرض لم
تُريدْ
والبحر لم
يٌريدْ !!

 

أما
عن سلب اليهود
للمصريين،
فقد ورد ذلك
فى تاريخ
يوسيفوس، إن
بنى إسرائيل
قد سلبوا
المصريين
الَّذين قذفتهم
المياه على
الشاطىء
لاسيما
أسلحتهم،
وعلينا ألا
نفهم ذلك
بطريقة خاطئة
فالظروف مختلفة
وتبيح أى شىء
مثل حالات
الحروب
والدفاع عن
النفس, وعلينا
ألا ننسى الذل
والهوان الذى
لاقاه اليهود
فى مصر.

 

التسبيح
:

وردت هنا (20،
21)
تعبيرات
رائعة عن
التسبيح بعد
العبور(الذى صار
أعظم الأحداث
فى التاريخ
اليهودى) لقد
الحِكَمةَ
فَتَحَت
أَفْواهَ
الأَطْفال الخُرْس

والإسرائيليين
نطقوا باسم
الله (و كانوا
غير قادرين)
وربما يرجع
هذا الرأى إلى
الترجمة الفلسطينية
لـ (خر 15 : 2)
ويقول
الفيلسوف
اليهودى
السكندرى أن
موسى قد قسم
كل من الرجال
والنساء إلى
فريقين
ليرنموا
للخالق فى
اتساق متناغم راجع
(أش 35 : 6) " يَتَرَنَّمُ
لِسَانُ
الأَخْرَسِ..
أَلسِنَةَ
الأَطْفال
تفصح.
" (مز
91 : 14
).

 

تجربة
الخروج
كبرهان على
أمانة الله
نحو شعبه

يعد
الهدف
الرئيسى
للسفر، هو
المقارنة بين
طريق الأبرار
وطريق المنافقين
أى الخلود
والهلاك،
ويتطور هذا
الهدف بشكل
ملحوظ فى
الإصحاحات (11 – 19) من
خلال سلسلة من
الأدلة مأخوذ
من تاريخ إقامة
إسرائيل فى
مصر، بالرغم
من أن
الحِكمَة
مذكورة
فى (9 : 1، 14 : 2، 5)
إلا أن
موضوعات هذه
الإصحاحات هو
الله (11 : 4) إن
الشكل الأدبى
اتخذه
الأسلوب فى هذا
الجزء من
السفر يدعوه
اليهود
الرابيين
Measure for Measure وهو أسلوب
ليس جديداً
على الأدب
اليهودى، وهو
ما يعرف
أحياناً بـ
(التناقض
والتضاد) وهذا
الشكل له
ثلاثة عناصر
فى هذه
الإصحاحات : فى
(11 : 5) حيث
أدوات
الإنتقام من
المصريين هى
نفسها أصبحت
بركة لإسرائيل،
وفى (11 : 16) ما
يخطىء به
الإنسان
يعاقب، وفى (11 : 9) وضع
الإسرائيليين
فى امتحان حتى
يعرفوا كيف عانى
المصريين،
وستة موضوعات
مأخوذة من عهد
التيه فى
البرية ويتم
مناقشتها فى
سلسلة من
المتناقضات
لكى توضح فكرة
الشكل الأدبى
Measure for Measure الماء (11
: 5)
والحيوانات
(11 : 15، 16 : 1) والعناصر
مثل النار (16 : 16) والضوء
والظلام (17
: 1 – 18 : 4)
والموت (18 : 5) والبحر
الأحمر (19 : 1)
وأول
المتناقضات
فقط يتم
مناقشته قبل
الإستطراد فى
الوثنية فى
الإصحاحات (13 – 15) إن
التركيبة
الرائعة هنا
فى الصياغة
تعكس امكانيات
الكاتب
الأدبية
الآخذه،
لاسيما فى خلق
وحدة أدبية
رائعة فليست
مجرد تعليق
كتابى، بل
صياغة ممتعة
لعمل الحكمة
فى التاريخ
وحياة البشر.

 

—————–

188
الكتاب
الثامن
ANF V.7 P.488

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي