الإصحَاحُ
الْحَادِي
عَشَرَ

 

بنو
إسرائيل فى
البرية
وتعاملات
الله معهم

1
ووَفَّقَت
مساعِيَهم عن
يَدِ نَبِيٍّ
قِدِّيس 2
فساروا في
بَرَيَّةٍ
غَيرِ
مسَْكونة ونَصَبوا
خِيامَهم في
أَماكنَ لم
تَطَأْها قدَم
3 وقاوَموا
مُحارِبيهم
ورَدّوا
أَعداءَهم 4
عَطِشوا
فدَعَوا
إِلَيكَ فأعْطوا
ماءً مِن
صَخرَةٍ
شَديدةِ
الاْنحِدار وشِفاءً
لِغَليلهم أن
الحَجَرِ
الجُلْمود 5
فالأموُر
الَّتي
عوقِبَ بِها
أَعْداؤُهم أَصبَحَت
تِلكَ الَّتي
أحسِنَ بِها
إِلَيهم في
ضيقِهم 6
وبَدلاً مِن
معَين نَهْرٍ
دائِم يُعَكِّره
دَمٌ
مـوَحَّل 7
عِقابًا على
أمرٍ بِقَتل
أطْفال أَعطَيتَهم
على غَيرِ
رَجاءٍ ماءً
غَزيرًا  8
بَعدَ أَن
أَرَيتَهم
بِعَطَشِهم
إِذ ذاكَ كيفَ
عاقَبتَ
خُصومَهم.

 

يعد
موسى من أهم
ثلاث شخصيات
بالنسبة
لليهود وهم
أبراهيم (أصل
الذرية) وموسى
(قائد مسيرة الخروج
والمشرع)
ودأود (رمز
الملك
والنبوة) وكتب
عن موسى أنه
كان حليماً
أكثر من جميع
الناس، وقد
دافع الله عنه
شخصياً عند
تذمر هرون
ومريم عليه " إِنْ
كَانَ
مِنْكُمْ
نَبِيٌّ
لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا
أَسْتَعْلِنُ
لهُ. فِي
الحُلمِ
أُكَلِّمُهُ.
وَأَمَّا
عَبْدِي
مُوسَى فَليْسَ
هَكَذَا بَل
هُوَ أَمِينٌ
فِي كُلِّ
بَيْتِي.
فَماً إِلى
فَمٍ
وَعَيَاناً أَتَكَلمُ
مَعَهُ لا
بِالأَلغَازِ.
وَشِبْهَ
الرَّبِّ
يُعَايِنُ..
"
(عد 12 : 6 – 8).

 

و
هكذا عملت
الحكمة مع
موسى والشيوخ
الَّذينَ تم
اختيارهم
فأستطاعوا أن
يقودوا الشعب
فى برية مقفرة
بلا ضمانات فى
طريق مرعبة
خاوية ليس بها
أثر لحياة،
حتى عندما
واجهوا أعداء
محاربين مثل
عماليق (خر
17 : 8 – 16
) وعداء
الملك
الكنعانى (عد 21 : 1 – 3)
والآحوريين (عد 21 : 21 – 32)
وعوج ملك
باشان (عد
21 : 33 – 35
)
والمديانين (عد 31 : 1 – 12) وقد
سكن الشعب فى
الخيام
بالصحراء وسط
الأخطار ولكن
الله وهبهم
الطمأنينة " قُومُوا
اصْعَدُوا
إِلَى
أُمَّةٍ
مُطْمَئِنَّةٍ
سَاكِنَةٍ
آمِنَةٍ
يَقُولُ
الرَّبُّ لاَ
مَصَارِيعَ
وَلاَ
عَوَارِضَ
لَهَا. تَسْكُنُ
وَحْدَهَا.
"
(أر 49 : 31)
وكانت الخيام
تصنع من جلود
الماعز حيث
تشد فوق أعمدة
قد يصل
أرتفاعها إلى
ستة أمتار وذلك
بأوتار
(أطناب) أو
حبال من الشعر
وتسمى الخيمة
فى العبرية
(أوهل) من
الفعل (أهل) أى
ظهر لأنها
تظهر فى
الصحراء.

 

عطش
الشعب:

عندما
عطش الشعب
ربما بعد أن
نضب البئر
الذى كانوا
يشربون منه أو
لعدم وجود ماء
أثناء ارتحالهم
وفراغ ما
كانوا
يدخرونه من
ماء فى أوعيتهم
ولنا أن نعرف
أية أهمية
للماء
بالنسبة لأناس
رحل فى
الصحارى، إلى
الحد الذى كان
فيه وجود
الماء هو
المشجع على
السكن بجواره،
لقد صارت هذه
الواقعة أخطر
ما واجه
اليهود فى
ارتحالهم، بل
باختبار عمل
الله معهم بعد
أن تفجر الماء
من الصخرة
صارت هذه
الحادثة تزين
تاريخهم (خر
17 : 1 – 7، عد 20 : 2 – 13
) حتى
أن صخرة
حوريب

أصبحت فيما
بعد رمزاً
للسيد المسيح
" وَجَمِيعَهُمْ
شَرِبُوا
شَرَاباً
وَاحِداً
رُوحِيّاً –
لأَنَّهُمْ
كَانُوا
يَشْرَبُونَ
مِنْ
صَخْرَةٍ
رُوحِيَّةٍ
تَابِعَتِهِمْ
وَالصَّخْرَةُ
كَانَتِ
الْمَسِيحَ.
"
(1 كو 10 : 4)
لقد تفجر
الماء من صخرة
صلبة (جلمود)
مما يعنى أن
الموقع لم يكن
مكان بئر قديم
مردوم أو عين ماء
مطموسة، لقد
كان عملاً
معجزياً بكل
المقاييس.

 

و ها
هو الماء الذى
ابقى على حياة
بنى اسرائيل
أنقذهم من
هلاك محقق وهو
نفسه الذى صار
أداة لتأديب
المصريين إذ
غرقوا فى
البحر الأحمر،
وهكذا كوفىء
اليهود بما
عوقب به
أعداؤهم، وفيما
بعد سنرى كيف
كانت هزائم
الأعداء انتصارات
لهم.

 

الماءً
والدَمٌ:

و
ربما كان
الماء الذى
تحول إلى
عقوبة بالنسبة
للمصريين هو
نهر النيل
الذى يشربون
منه وترتبط
حياتهم
وحضارتهم به،
لقد تحول إلى دَمٌ فى
إحدى الضربات
العشر (خر
7 : 17 – 21
) كعقاب لهم
على كونهم
سفكوا هم
أيضاً دماء أطفال
كثيرين بأمر
من فرعون الذى
خشى من تفاقم
عدد رجال
اليهود وبذلك
يصبحون قوة
عسكرية تؤرقه
(خر 1 : 8 – 10)
فتهدد
المصريين
بالموت عطشاً،
فى حين أخرج
الله بنى
اسرائيل من
الصخرة
الميتة ماءً
عذباً فنجوا
من الموت
عطشاً بعد أن
أراهم الله
كيف عوقب
أعداؤهم.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية كفار أبناء زنا يكتبون الوحى ى

 

و فى
العهد الجديد
تحول لنا
الماء دماً
ولكن دم
المسيح الذى
به شفاء
وغفران
للخطايا،
وهكذا أيضاً
يصير الدم
لقوم عقوبة
ولآخرين شفاءً
وحياة.

 

9
فإِنَّهم
لَمَّا
اْمتُحِنوا
وإِن كانَ ذلك
تأديبَ
رَحمَة
عَرَفوا
كَيفَ كانَ
عَذابُ
الكافِرين
الَذينَ
حوكِموا
بِالغَضَب 10 لأَنَّ
هؤلاءِ قدِ
اْمتَحَنتَهم
كأَبٍ يُنذُِرهم
وأولئِكَ
حاسَبتَهم
كَمَلِكٍ
قاسٍ يَحكُمُ
علَيهم.  11
وكانوا مِن
بَعيدٍ أو مِن
قَريب
يَذوبونَ
عَذابًا على
السَّواء 12
فقد أَخَذَهم
حُزنٌ
مُضاعَف
ونَحيبٌ
بِتَذَكّرِ
الماضي 13
لأنّهم
لَمَّا
سَمِعوا أَن
ما كانَ لَهم
عِقابًا كانَ
لأَعدائِهم
إحسانًا
شَعَروا
بِيَدِ
الرَّبّ 14
فإِنَّ
الَّذي
سَبَقَ أَن
طَرَحوه
ورَذَلوه
ساخِرين
أَدهَشَهم في
آخِرِ الأَمر
إِذ كانَ
عَطَشُهم
يَختَلِفُ عن
عَطشِ
الأَبْرار

 

كذلك
امتحن الرب
بنى اسرائيل
أيضاً، وأما تأديبَ الأب
لإبنه، ذلك
التأديب لا
يقصد منه
الإنتقام
بقدر ما يقصد
منه التعليّم،
الكلمة نفسها
تأتى فى بعض
الأحيان
بمعنى تعليم
وأحياناً
أخرى بمعنى
حكم أو انتقام،
وقد امتحن
الله أولاده
لكى يعدهم
لرحلة خلاص كبيرة
تحتاج إلى
رجولة روحية
وإيمان عميق
وثقة لا تبلى
فى الله " وَتَتَذَكَّرُ
كُل
الطَّرِيقِ
التِي فِيهَا
سَارَ بِكَ
الرَّبُّ
إِلهُكَ
هَذِهِ الأَرْبَعِينَ
سَنَةً فِي
القَفْرِ
لِيُذِلكَ
وَيُجَرِّبَكَ
لِيَعْرِفَ
مَا فِي قَلبِكَ
أَتَحْفَظُ
وَصَايَاهُ
أَمْ لا؟ فَأَذَلكَ
وَأَجَاعَكَ
وَأَطْعَمَكَ
المَنَّ
الذِي لمْ
تَكُنْ
تَعْرِفُهُ
وَلا عَرَفَهُ
آبَاؤُكَ
لِيُعَلِّمَكَ
أَنَّهُ ليْسَ
بِالخُبْزِ
وَحْدَهُ
يَحْيَا
الإِنْسَانُ
بَل بِكُلِّ
مَا يَخْرُجُ
مِنْ فَمِ الرَّبِّ
يَحْيَا
الإِنْسَانُ.

ثِيَابُكَ
لمْ تَبْل
عَليْكَ وَرِجْلُكَ
لمْ
تَتَوَرَّمْ
هَذِهِ
الأَرْبَعِينَ
سَنَةً.
فَاعْلمْ فِي
قَلبِكَ أَنَّهُ
كَمَا
يُؤَدِّبُ
الإِنْسَانُ
ابْنَهُ قَدْ
أَدَّبَكَ
الرَّبُّ
إِلهُكَ.
" (تث 8 : 2 – 5).

 

و قد
قبل بنى
اسرائيل
التأديب فى كل
مرة كانوا
يجتمعون وهم
باكون
ومتضرعين إلى
الله لكى يصفح
عنهم طالبين
رضاه، فى حين
تقسى قلب
الأعداء أكثر
فلم ينتفعوا
ولعل الضربات
العشر فى
تسلسلها
التصاعدى من
حيث الضرر
والقسوة لهو
دليل على عدم
إذعانهم بل رفضهم.

 

و
يبدو أن مسألة
عطش بنى
إسرائيل فى
البرية، كانت
ضمن التجارب
القاسية التى
صادفتهم فى أول
عهدهم
بالإرتحال فى
الفقر، وقد
أوضح السفر
هنا أن حكمة
الله هكذا
ارتضت بأن
يعرف اليهود
كيف أدب الله
المصريين،
ومع ذلك
لاطفهم عن
طريق
المقارنة بين
تعبهم الخفيف
مقابل آلام
المصريين،
فقد نزع الماء
من المصريين
(كما سبق
الشرح) من خلال
تحول الماء
إلى دم، ووهب
الماء من صخرة
حوريب، وقد
عانى
المصريون
سواء فى وجود
اليهود بينهم
(الضربات) أو
بعد غيابهم
بسبب الغيرة
وتأنيب
الضمير إذ
سمعوا عن
العجائب التى
تحدث مع اليهود
فى البرية
وأيقنوا أن يد
الله واضحة فى
هذا الأمر.

 

فإن
الشعب الذى
رفضوه
وتسببوا فى
طرحه فى الماء،
أو بالأحرى
موسى الذى
ألقوه فى
الماء، صار
هكذا عظيماً
وأدهشهم ما
جرى منه فى
قيادة الشعب
وجاز بهم
الكثير من
الصعوبات،
لاسيما مسألة
العطش على وجه
الخصوص.

 

15
وبِسَبَبِ
الأَفْكارِ
الغَبِيَّةِ
الظَّالِمَة
الََّتي
أَضَلَّتهم
حَتَّى
عَبَدوا
زَحَّافاتٍ
لا نُطْقَ
لَها وحَشَراتٍ
حَقيرة
عاقَبتَهم
بِأَن
أَرسَلتَ علَيهم
جَمّا مِنَ
الحَيواناتِ
الَّتي لا نُطْقَ
لَها 16 لِكَي
يَعلَموا
أَنَّ كُلَّ
واحِدٍ
يُعاقبُ بِما
خَطِئ بِه.  17
ولَم يكُنْ
صَعْبًا على
يَدِكَ
القَديرة
الَّتي
صَنَعَتِ العالَمَ
مِن مادَّةٍ
لا صورَةَ
لَها أَن تُرسِلَ
علَيهم
جَمًّا مِنَ
الأَدْباب
أَوِ الأسودِ
الباسِلة 18
أَو وُحوشًا
ضارِيَةً
غَيرَ مَعروفةٍ
ومَخْلوقةً
جديدًا
مِلْؤُها
الغَضَب
وتَبعَثُ
نَفخَةً
مُلتَهِبَةً
أَو تَنفُثُ
دُخانًا
نَتِنًا أَو
تُرسِلُ مِن
عُيونها
شَرارًا
مُخيفًا 19
فكانَت
تُهلِكُهم
خوفًا مِنِ
مَنظَرِها فَضلاً
عن أَن
تبيدَهم
بِضرَرِها 20
حَتَّى بِدونِ
هؤُلاءَ
البَهائِم
كانَ نَفَسٌ
واحِدٌ كافِيًا
لإِسْقاطِهم
يُطارِدُهمُ
العَدلُ ويُبَدِّدُهُم
بِريحِ
قدرَتكَ.
لكِنَّكَ رَتَّبتَ
كُلَّ شيَءً
بِمِقدارٍ
وعَدَدٍ ووَزْن

 

انتشرت
فى مصر
القديمة
عبادات عجيبة
لاسيما أيام الفراعنة
189 منها العظاءة
والثعابين
والتماسيح
وحشرات
مثل الجعل
والجعران،
فقد كان لكل
جماعة
معبودها
الخاص، فقد
عبد الشعب الثعلب
فى مدينتى
تانيس وابدوس،
وعبد أهل طيبة
الكبش
تحت اسم آمون،
كما عبد أهل
الفيوم التمساح،
وعبد سكان منف
كل من اللبؤة
وابيس
(العجل)، وعبد
أهل دندرة البقرة
(هاتور) واهل
مدينة ادفو عبدوا
أيضا الصقر
وغيرها عبد القرد وفرس البحر
والقط
والضفدعة
والحية…..
إلخ

هل تبحث عن  م الخلاص حتمية التجسد الإلهى 59

 

و قد
تخيلوا فى ذلك
أن الآلهة
تتجسد فى شكل
حيوانات
ليتسنى لها أن
تطوف بين
الناس
تساعدهم أو تراقبهم،
وأما حَشَراتٍ
حَقيرة
المذكورة
هنا (عدد 15) فربما
يقصد بها الجعران
الذى أجله
المصريون
القدماء
كثيراً
ونقشوه على
خواتمهم
وحليهم
والذهب، وعن
هؤلاء يقول
معلمنا بولس
الرسول أنهم
سفهوا فى
أفكارهم
الأثيمة
وضلوا وحمقوا
فى أفكارهم
وصاروا جهلاء
(رو 1 : 21 – 23).

 

و قد
كان عقاب الله
لهم من جنس
العمل، وقد
ربط السفر بين
خطايا
المصريين
ونوع العقوبة،
ففى مواضع
أخرى من الأرض
عاقب الله
الخطاة، مرة
بالطوفان
ومرة بالنار
فى سدوم ومرة
بالوباء أيام
داود ومرة
بسيف الأعداء،
أم مع
المصريين
فالوضع مختلف
فقد عاقبهم
الله عقوبة
خاصة فالشعب
الذى كان يجل
الحيوانات
والهوام
وينظر إليها
كآلهة يعانى
أشد المعاناة
من أمثال هذه
الآلهة،
فهوذا
الضفادع تدخل
إلى مخادعهم
وتؤرق حياتها
وتموت وتنتن
فى أروقة فى
منازلهم
فيتأففون
منها
ويمقتونها
ويطلبون
بإلحاح
الخلاص منها (خر 8 : 8
بالرغم من أنها
مقومة للإله
أوزوريس، كما
كانوا يصورون
الإله بتاح له
بشكل ضفدعة ويرسمون
الضفادع على
ورق اللوتس،
وبعد ذلك البعوض
الذى كان
يطاردهم
ويلدغهم
بقسوة ويخلف
لهم أمراضاً
خطيرة (خر
8 : 16 – 19
)، وبعد ذلك
الذباب
(الذباب أنواع
كثيرة يصل بعضها
إلى حجم
النحلة مؤذية
للغاية) وهو
لزج بطبيعته
وقد ضايقتهم
كثرته وأفسد
لهم أطعمتهم (خر 8 : 24)، ثم
الجراد الذى
أتى على كل
أخضر وسبب لهم
خسارة فادحة
مثل الجيش
الجرار
الكاسح (خر
10 : 12 – 15
) وهكذا
ضايقتهم
الحشرات
الصغيرة، وإذ
كانوا يحبون
النظافة جداً
فقد كان ذلك
يستوجب منهم
مجهوداً كبيراً
للتخلص من
آثارها.

 

و
لكن هكذا
يعاقب الله
البشر
العاديين
بعقوبة من نفس
جنس العمل
وبصفة دائمة ؟
مثلما كان يحدث
فى العهد
القديم يخدع
يعقوب أبيه
وشقيقه عيسو
فيخدعه
أولاده أيضاً،
يخطىء داود
ويقتل فيرد له
أبشالوم نفس
العمل حين أخذ
سوارى أبيه له،
أو قتل القاتل
أو بالعين
بالعين… إلخ،
ولكن الواضح
أن كثيرين
أخطأوا خطايا
ولم يعاقبوا
بمثلها، وفى
العهد الجديد
نؤمن بأن
التوبة تمحو
الخطية
وكأنها لم
تحدث راجع (تك 9 : 6) " سَافِكُ
دَمِ
الانْسَانِ
بِالانْسَانِ
يُسْفَكُ
دَمُهُ.
"
وقصة أدونى
بازق (قض 1 : 6،
7
) ولم يكن صعب
على الله الذى
خلق كل شىء من
الطين (مادة لا
صورة لها ولا
جمال) أن يهلك
المصريين وُحوشًا
الضارِيَةً
المخيفة
أو يخلق
وحوشاً تنفث
لهباً
وشراراً وروائحها
كريهة وقوة
بطش هائلة
ولكنه لم يفعل
ترفقاً بهم،
إن مثل هذه
الوحوش نجدها
فى سفر الرؤيا
والذى من
المحتمل أن
يكون قد
استعار بعض
التعبيرا من
هنا راجع (رؤ
9 : 17
) وراجع
أيضاً (وصف
لوياثان أيوب
11)
وهكذا
عاقبهم الله بِمِقدارٍ
وعَدَدٍ
ووَزْن.

 

يَدِكَ
القَديرة :
يدك
تعنى الله
المدعو
(الكلمة) وكلا
المصطلحين
يوضحان (قوة
الله)
وبالرجوع إلى
(أشعياء 48 : 13)
(ذراعه) مترجمة
إلى الآرامية
(كلمة)،
(القادرة)
وتستخدم هنا
فى (18 : 15) كَلِمَتُكَ
القَديرةُ.

 

إن
هذه الأعداد
تصور لنا كيف
يمكن لله أن
يعاقب بشتى
الصور أولئك
الذَّين
يخطئون إليه
وإلى أولاده
بل إن نفساً
أو نفخه من
فيه (فمه) قادرة
على إهلاكهم
راجع (أى 4 : 9)
" بِنَسَمَةِ
اللهِ
يَبِيدُونَ
وَبِرِيحِ
أَنْفِهِ
يَفْنُونَ.
"
وأيضاً (أش
11 : 4
) " يَضْرِبُ
الأَرْضَ
بِقَضِيبِ
فَمِهِ وَيُمِيتُ
الْمُنَافِقَ
بِنَفْخَةِ
شَفَتَيْهِ.
"
ولكنه لم يفعل
!

 

21
فإِنَّ
قُدرَتَكَ
العَظيمَةَ
هي دائِمًا رَهْنُ
إِشارَتكَ
فمَنِ الَذي
يُقاوِمُ
ذراعَكَ؟ 22
لأَنَّ
العالَمَ
كلَه
أَمامًكَ مِثلُ
ما تَرجَحُ
بِه كِفَّةُ
الميزان كنُقطَةِ
نَدى
الفَجْرِ
الَّني
تَسقُطُ على
الأَرض 23
لكِنَّكَ
تَرحَمُ
جَميعَ
النَّاس لأنّكَ
على كُلِّ
شَيءٍ قَدير
وتَتَغاضَى
عن خَطايا
النَّاسِ
لِكَي
يَتوبوا 24
فإِنَّكَ
تُحِبّ
جَميعَ
الكائنات ولا
تَمقُتُ
شَيئًا مِمَّا
صَنَعتَ
فإِنَّكَ لَو
أَبغَضتَ
شَيئًا لَما
كوّنتَه 25
كيفَ يَبْقى
شَيء لم
تُرِدْه أم كَيفَ
يُحفَظُ بما
لم تَدْعُه ؟ 26
إِنَّكَ تُشفِقُ
على كُلِّ
شيَء لأنَ
كُلَ شيَء
لَكَ أيُّها
السّيدُ
المُحِب
لِلحَياة.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر التثنية 04

 

تعد
هذه الفقرة من
أجمل فقرات
السفر فهى
مشحونة
بالعاطفة
الروحية
والرجاء، تتم
فيها
الموازنة الأرثوذكسية
ما بين مخافة
الله ولطف
الله. " حَبِيبِي
أَبْيَضُ
وَأَحْمَرُ.
"
(نش 5 : 10)
أبيض فى
نقاوته ولطفه
وأحمر فى
جديته وحزمه،
وبالرغم من أن
العالم كله
يُعد كرملة فى
كفة ميزان
مقابل الله أو
قطرة ندى فى
الصباح
بالقياس إلى
المحيط، كما
يصفه أشعياء
النبى فى (أش
40 : 15
) " َكَغُبَارِ
الْمِيزَانِ
"
حسبما ترد فى
السبعينية
قارن مع (تك
11 : 21
). فى كل ذلك
فهو يحب
خليقته ويفرق
عليها الخير.

 

يقول
القديس
كليمندس
السكندرى
الرومانى فى رسالته
الأولى لأهل
كورنثوس فى
حديثه عن رجاء
قيامة
الأموات " فلنحاول
أن ننظر إلى
قدرة الله
وعلمه غير المحدود…
إذا لنا هذا
الرجاء فلندع
نفوسنا مرتبطة
به وهو أمين
فى كل وعوده
وعادل فى
أحكامه
والذى
أوصانا ألا
نكذب هل يكذب
هو ؟ (حاشا) لا يستحيل
على الله أكثر
من الكذب،
فلندع أمانة
الله تحثنا
وتحركنا، وهو
قادر على كل
شىء بكلمة
قوته يقيم
الأشياء
وبكلمة أخرى
يفنيها وليس
شىء مستحيل
أمامه ولا شىء
يحدده ولا
يقدر أن
يعمله. كل
الأشياء واضحة
أمامه ولا شىء
يخفى عن
مشورته،
السموات تحدث
بمجد الله
والفلك يخبر
بعمل يديه،
يوم إلى يوم
يبدى قولاً
وليل إلى ليل
يظهر علماً.
لا قول ولا
كلام..
"
190.

 

وتَتَغاضَى
عن خَطايا
النَّاسِ
لِكَي يَتوبوا
:
هذه
الاية هى
لؤلؤة فريدة
بين آيات
الكتاب المقدس،
إن التغاضى
يعنى هنا طول
الأناة " لاَ
يَتَبَاطَأُ
الرَّبُّ
عَنْ
وَعْدِهِ كَمَا
يَحْسِبُ
قَوْمٌ
التَّبَاطُؤَ،
لَكِنَّهُ
يَتَأَنَّى
عَلَيْنَا،
وَهُوَ لاَ
يَشَاءُ أَنْ
يَهْلِكَ أُنَاسٌ،
بَلْ أَنْ
يُقْبِلَ
الْجَمِيعُ إِلَى
التَّوْبَةِ.
"
(2 بط 3 : 9) إن
الله مستعد
دائماً
للتغاضى عن كل
ما يصدر عنا
من حماقات،
الله يسعى بكل
الطرق ليخلص
الإنسان،
ينظر إلينا
باعتبار ما هو
قادم لا
باعتبار ما هو
قائم،
الله لا يتربص
بنا ولا يتصيد
الأخطاء
ويتحفز لهلاكنا
؟! ألسنا
خليقته – أما
خلقنا لأنه
أحبنا قبل أن
نولد ثم جسّد
هذا الحب فى
صورة البشر،
ألم يندم الله
بعد الطوفان
لأنه أهلك
البشرية، إن
كونه حبقٍ على
البشرية حتى
اليوم رغم كل
ما يصدر عن
البشر، رغم كل
الحماقات
التى
يصنعونها
وآخرها الإستنساخ
لدليل أكيد
على محبته
لنا. بل إن
الله يحب كل الخلائق،
صحيح أنه لا
توجد خليقة
مدللة لدى
الله أكثر من
الإنسان، إلا
أن الله يحب
جميع
مخلوقاته،
الطيور
والوحوش
والحشرات بل
والجماد…
الله يحب
بطبعه محب لكل
النفوس " المُحِب
لِلحَياة
=(تحب الحياة =
تحب النفوس) عدد
26
".

 

على
ذلك علق
القديس
أغسطينوس فى
معرض حديثه عن
محبة الله لنا
إذ كيف ونحن
بعد خطاة مات
المسيح
لأجلنا فهو
يقول أن الله
يحب فينا ما
صنعه هو " (لا
يمقت شيئاً
مما صنع) لا
تَمقُتُ شَيئًا
مِمَّا
صَنَعتَ
"
ولكنه يكره
فينا الخطية
التى عملناها
بأنفسنا
191.

 

——————-

189 المعتقدات
الدينية لدى
الشعوب عالم
المعرفة /
الكويت 1973،
اديان العالم
/ حبيب سعيد.

190 فصل 27 ANF V.10 P.237

191 تفسير
إنجيل يوحنا
NPNF، V.7، P.411

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي