الإصحَاحُ
السَّادِسُ
عَشَرَ

 

إسرائيل
ليس عابد وثن

1
لِذلِكَ
عوقِبوا
بِحَقِّ
بِأَمْثالِ
هذه الحَيَوانات
وعُذِّبوا
بِجَمٍّ مِنَ
الدُّوَيبات.
2 أَمَّا
شَعبُكَ فلَم
تُعاقِبْه،
بل أَحسَنتَ
إِلَيه:
فلِكَي
تُشبعَ
شَديدَ
شَهِيَّته أَعدَدتَ
لَه مأكَلاً
عَجيبَ الطَّعْم
أَي
السَّلْوى 3
حتًّى إِنَّه
إِذا كانَ
أُولئِكَ،
معَ جوعِهم
فاقِدينَ
كُلَّ شهوَةٍ
لِلطَّعام
مِن كَراهةِ
ما بُعِثَ
علَيهم كانَ
هؤُلاءِ،
بَعدَ عَوَزٍ
يَسير
يَتقاسَمونَ
مأكَلاً
عَجيبَ
الطَّعْم 4
فإِنَّه كانَ
يَنبَغي
بأُولئِكَ
الظَّالِمين
أَن تَنزِلَ
بِهم فاقةٌ لا
مَناصَ مِنها
ولهؤُلاءِ
أَن يَرَوا
كَيفَ
يُعَذَّبُ
أَعْداؤُهم.

 

تظهر
العدالة
السمائية
فيما يتعلق
بنصر وإسرائيل
موضحة فى خمس
تناقضات من
عصر التيه فى
البرية، وهى
تكملة
للدراسة
الموجودة فى
السفر من (11
: 5 – 14)
وهى :

1. (16
: 1 – 4)
الحَيَوانات

2. (16
: 15 – 29)
العناصر

3. (17
: 1 – 18)
الظَّلامِ

4. (18
: 5 – 25)
الموت

5. (19
: 1 – 21)
البحر الأحمر

و
نفس الفكرة فى
(11 : 5 – 16)
measure for measure، فإنه يجب
معاقبة
إسرائيل ولكن
برحمة (11 : 19) وسنلاحظ
كيف يذكر
السفر بعض
التفاصيل غير
الموجودة فى
سفر الخروج
ربما
إعتماداً على
التقليد وعلى
ما جاء فى
مزموري (78،
105)
.

 

فى
هذه الفقرة
يعود السفر
إلى المقارنة
بين شرور
المصريين
الذين رفضوا
الله وبنى
اسرائيل
الذين خرجوا
يطلبون وجه
الله،
والمصريين
الذين عبدوا
الحشرات،
عاقبهم بدُّوَيبات
(تصغير دواب)
وأما عن جوع
المصريين مع
فقدانهم
الشهية فقد
كان ذلك بسبب
تأففهم من
الحيوانات
والهوام التى
طاردتهم حتى
المخادع،
مقابل شهية
بنى إسرائيل
للطعام فى
البرية، فقد
ذكر فى (مز
78 : 42 – 53، 105 : 29 – 42)

معاناة
المصريين
بشىء من
التفصيل،
ويرجح بعض
الشرّاح أن
الكاتب كان
مطلعاً على ما
هو يعرف
حالياً بـ مدراشيم
وهى كتب تفسير
للأسرار
المقدسة،
ولكن ليس هناك
من مانع من أن
يكون كتبة
المدراشيم قد
أخذوا عن هذا
السفر الغنى
بالكثير من التفاصيل
التى تثرى
الأحداث
ودلالاتها.

 

أرسل
الله لنبى
اسرائيل
الطعام
الغريب الطعم
(الذى لم يكن
لهم به من قبل)
مع أنهم
تذمروا قبل
ذلك الطعام (خر 16 : 2 – 8)
راجع أيضاً (عد 11 : 33، 34، مز 78
: 30، 31)
وأما عن
معاناة بنى
إسرائيل
اليسيرة فلم
تكن إلا
ليعرفوا كم
عانى
المصريين
(بمعاناتنا نشعر
بمعاناة
الآخرين حتى
ولو كانوا
أعداء) وأما السَّلْوى
فهو طائر
السمان الذى
كان يهاجر من
روسيا حتى شرق
البحر الأحمر
حيث كان
يتساقط فى
برية سيناء
فيلتقطه
الشعب فى
بساطة ويسر (خر 16 : 13)
وبهذا يعرف
اليهود كيف
أهتم بهم الله،
وكيف عانى
أعدائهم بسبب
شرورهم.

 

و
هكذا صارت الحَيَوانات
وسيلة عقاب
للمصريين
ووسيلة طعام
شهى لبنى إسرائيل
!

و قد
استخدم
الكاتب تعبير أُولئِكَ للإشارة
إلى المصريين (عدد 3، 9) في
حين إستخدم
تعبير شَعبُكَ
وأَبْنائِكَ
(بنوك)
فى
إشارة لبنى
إسرائيل (عدد
2، 10)
.

 

5
حَتَّى
لَمَّا
نَزَلَ
بِهؤُلاءِ
حَنَقُ الوُحوشِ
الهائل
وأَهلَكَهم
لَدغُ
الحيَاتِ المُلتَوِية
لم يَستَمِرَّ
غَضَبُكَ
إِلى
النِّهاية
6 بل
إِنَّما
أُقلِقوا
إِلى حينِ
إِنْذارًا لَهم
وكانَت لَهم
عَلامةُ
خَلاص تُذَكرهم
وَصِيَّةَ
شَريعَتِكَ 7
فكان المُلتَفِتُ
إِلَيها
يَخلُص لا
بِذلكَ
الَّذي كانَ
يَراه بل بِكَ
يا مُخَلِّصَ
جَميعِ النَّاس.
8 وبذلكَ
أَثبَتَّ
لأَعْدائِنا
أَنكً أَنتَ
المُنقِذُ
مِن كُلِّ سوء
9 لأَنَّ
أُولئِكَ
قَتَلَهم
لَسع
الجَرادِ والذُّباب
ولم يوجَدْ
عِلاجٌ
لحِفْظِ
حَياتِهم فقد
كانوا أَهلاَ
لأَن
يُعاقَبوا
بِمِثْلِ هذه
الحَشَرات 10
في حينِ انه
لم تَقْوَ على
أَبْنائِكَ
أَنيابُ
الحيَاتِ
السَّامَّة
لأَنَّ
رَحمَتَكَ
أَقبَلَت
علَيهم
وشَفَتهم.

 

تأديب
الله لشعبه :

لم
يعفِ الله
شعبه من
التأديب متى
استحقوا ذلك،
لاسيما عند
التذمر الذى
لا مبرر له،
فقد تذمر بنى
اسرائيل على
موسى وهرون
لأنهم لم
يعبروا من وسط
أرض آدوم بل
ساروا فى طريق
أطول (عد 21 :
15)
ومن هنا فقد
عاقبهم الله
بأن لدغتهم
الحيات وقتلت
عددً منهم،
وقد اقتضت حكمة الله
ذلك، حتى لا
يتمادى الشعب
فيرفضون الله
وتتضاعف خطاياهم.

 

و قد
تجلت رحمة
الله ولطفه
ومحبته لهم،
أنهم ما أن
تابوا وصرخوا
إلى الله أمام
موسى وهرون
طالبين عفو
الله حتى أمر
الله موسى بأن
يصنع لهم الله
الحية
النحاسية ثم
يعلقها عاليا
حتى كل من
ينظر إليها
يشفى من سم
الحية التى
لدغته، هذا
وقد رأى
الكثير من
الآباء – إن لم
يكن كلهم – فى
الحية
النحاسية : صليب
العزاء
، بل
أن السيد
المسيح نفسه
يقرر ذلك فى
حديثه مع
نيقوديموس " وَكَمَا
رَفَعَ
مُوسَى
الْحَيَّةَ
فِي
الْبَرِّيَّةِ
هَكَذَا
يَنْبَغِي
أَنْ
يُرْفَعَ
ابْنُ
الإِنْسَانِ
"
(يو 3 : 14).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أندرونيكس س

 

و لم
تكن الحية
فيها شفاء
بذاتها وإنما
رمز فقط فى
حين كان
الشفاء عن
طريق الثقة فى
الله والإلتجاء
إليه ورفع
العينين نحو
السماء، لقد
نهى الله
الشعب عن صنع
تمثال أو صورة
للعبادة، ومن
هنا فقد كانت
الحية رمز
للمسيح
المعلق على
الخشبة
199،
ويقول القديس
أغناطيوس " عندما
أرتفع جسد
الكلمة كما
رفعت الحية فى
البرية
أجتذبت إليه
كل البشرية
لأجل خلاصهم
الأبدى.
"
200
وسوف تشير علامة
الخلاص
فى (19 : 1) إلى
الحية
النحاسية
أيضاً
201.

 

و قد
جاء حزقيا
الملك بعد ذلك،
بسحق تلك
الحية التى
صنعها موسى ثم
أحرقها خوفاً
من انتشار
عبادتها بين
اليهود
والوثنيين
على السواء،
حيث أعتبرها
كثيرون منهم
مثل تعويذة ضد
لدغا العقارب
والحيات راجع
(2 مل 18 : 4)
وقد دعاها هو
نحشتان على
سبيل السخرية
إذ تعنى
نحشتان (قطعة
من النحاس).

 

و
المقارنة بين
عقاب بنى
إسرائيل
والمصريين،
أن من تحيق به
التجربة
فيطلب الله
فإن الله يتقدم
لخلاصه
وإنقاذه، فى
حين يعانى غير
المؤمنين
بسبب بعدهم عن
الله، مع أن
تأديب أولاد
الله كان
بحيات قاتلة
ومع ذلك نجوا
منها أما
المصريين فقد
أهلكتهم الحشرات
الحقيرة
والحيوانات
الضعيفة.

 

11
وإِنَّما
نُخِسوا
لِيَتَذَكَّروا
أَقْوالَكَ ولكِن
سُرْعانَ ما
أُنقِذوا لِئَلاَّ
يَسقُطوا في
نِسْيانٍ
عَميق فيُحرَموا
إِحْسانَكَ. 12
وما شَفاهم
نَبتٌ ولا
مَرهَم بل
كَلِمَتُكَ
يا رَبّ فهي
تَشْني
جَميعَ النَّاس.
13 لأَنَّ لَكَ
سُلْطانَا
على الحَياةِ
والمَوت فتُحدِرُ
إِلى
أَبْوابِ
مَثْوى
الأَمْوات وتُصعِد
ُمِنها 14
يَستَطيعُ
الإِنسانُ
أَن يَقتُلَ
بِخُبثِه
لكِنَّه لا
يُعيدُ
النَّسمَةَ
الَّتي خَرَجَت
ولا يُطلِقُ
النَّفسَ
المَقْبوضَة.

 

هكذا
بتأديب يسير
يخلصنا لئلا
نضل بسبب كثرة
الراحة، ومع
ذلك ولئلا
نبتلع من كثرة
اليأس فإننا
نفتقد من قبل
الله، فلولا
مراحم الله
لضللنا
الطريق وبدت
محبته فى
قلوبنا.

 

و هو
الذى شفانا
بكلمته،
وكثيراً ما
ترد كَلِمَتُه
بمعنى قوته
ويربط الفكر
العبرى بين
الكلمة والعمل
راجع (أش 55 :
10، 11)
وهكذا لم
تشفنا
العقاقير
حيوانية أو
نباتية (مَرهَم
/ نَبتٌ)
لقد
كان المسيح
يشفى المرضى
بمجرد كلمة
[مد يدك…، أريد
أن أطهرك…، لك
أقول قم…،
أسكت أبكم
(للرياح)… إلخ ]
هكذا يقول
المرتل " أَرْسَلَ
كَلِمَتَهُ
فَشَفَاهُمْ
وَنَجَّاهُمْ
مِنْ
تَهْلُكَاتِهِمْ.
" (مز 107 : 20).

 

و
ليس سلطان
الشفاء فحسب
وإنما سُلْطان
على الحَياةِ
والمَوت
أيضاً،
فهو يحدر إلى
الجحيم
والشياطين
على وجه الخصوص،
ويصعد من
الهاوية
الأبرار
الذين ماتوا
على رجاء
الفداء " الرَّبُّ
يُمِيتُ
وَيُحْيِي.
يُهْبِطُ إِلَى
الْهَاوِيَةِ
وَيُصْعِدُ.
"
(2 صم 2 : 6)
وهذا هو الفرق
بين الإنسان
والله،
فالإنسان
يستطيع أن
يقتل الخبث
بسبب الحقد أو
السرقة أو
الخطية،
ولكنه لا يقدر
أن يعيد
الحياة إلى من
قتله أو أى
ميت آخر، ولكن
الله بيده
الحياة
والموت، ليس
فقط إنقاذ من
كان على مشارف
الموت بل انه يعيد
الحياة إلى من
فقدها بالفعل،
ولعلنا نلاحظ
فى حياة
المسيح على
الأرض بالجسد
أنه لم يستخدم
سلطانه آلا فى
الشفاء وإعادة
الحياة، راجع
(مز 9 : 13، أش 38 :
10 – 17، 1 مل 17 : 17 – 23، 2 مل 4 : 33 –
35، 13 : 21)
.

 

يقول
القديس
غريغوريوس
النزينزى فى
حديثه عن
الروح القدس،
إن كل قدرة
عظيمة للإنسان
تتصاغر أمام
عظمة الروح
الذى يبكت أولئك
الذين يظنون
أنه يتم تحديد
الإنسان
بمقدار قوته،
إنه يجب قياس
الإنسان
بالنسبة لله،
لئلا يظن
البعض أن
إمكانياته
تغنيه عن
الروح وقوته
وإرشاده، إن
الإنسان هو
نسمة تخرج ولا
ترجع مرة أخرى
كما يقول سفر
الحكمة (16 :
14)
202.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جردم م

 

15
إلا يُمكِنُ
الإِفْلاتُ
مِن يَدِكَ 16
فإِنَّك قد
جَلَدتَ
بقوّةِ
ذِراعِكَ
الكافِرينَ
الَّذينَ
أَنكًروا
أنَّهم
يَعرِفونَكَ
فلاحَقَتهمُ
الأَمطاُر
غَيرُ
المألوفة وحبَاتُ
البَرَدِ
والوابِلاتُ
الَّتي لا تَرحَم
وأَكَلَتهمُ
النَّار. 17
وأَغرَبُ
شيَءٍ أَنَّه
في الماءِ الَذي
يُطفِئ كُلَّ
شيء كانَتِ
النَّارُ تَزدادُ
حِدَّةً
لأَنَّ
الكَونَ
يُقاتِلُ عنِ
الأَبْرار.
18 وكانَ
اللَّهيبُ
تارةً يَسكُن لِئَلاَّ
يُحرِقَ ما
أُرسِلَ على
الكافِرينَ
مِن
حَيَوانات ولكَي
يُبصِروا
فيَفهَموا
أَنَّ
حُكمًا
إِلهِيًّا
يُطارِدُهم 19
وتارةً
يَتأَجَّجُ
في وَسَطِ
الماءِ فَوقَ طاقةِ
النَّار لِكَي
يُتلِفَ
غَلاَّتِ
أَرضٍ
ظالِمَة.
20 أَمَّا
شَعبُكَ
فبَدَلاً مِن
ذلِكَ ناوَلتَهمِ
طَعامَ
مَلائِكة وقَدَّست
لَهم مِنَ
السَّماء
ِخُبزًا مُعَدًّا
لم يَتعَبوا
فيه
خُبزًا
يُوَفِّرُ
كُلَّ
لَذَّةٍ
ويُلائِمُ
كُلَّ ذَوق. 21
لأَنَّ
المادَّةَ
الَّتي مِن
عِندِكَ كانَت
تُظهِرُ
عُذوبَتَكَ
لأَبنائِكَ
وتَخضَعُ
لِشَهوَةِ
مُتَناوِلها
فتَتَحوَلُ
إِلى ما شاء
َكُلُّ واحِد

 

رغم
الأعمال التى
عملها الله مع
المصريين فى البداية
لعلهم يهابوه،
ولكنهم
أنكروه وأنكر
فرعون على بنى
إسرائيل أن
يخرجوا من مصر
ليعبدوا
إلههم فى
البرية، من
هنا عاقبهم
الله بالبرد الأَمطاُر
غَيرُ
المألوفة

والتى تسقط فى
شكل كرات
ثلجية راجع (خر 9 : 24، 25).

 

و هى
تسبب الكثير
من الأضرار
للناس
والزراعات
(كما مر بنا من
قبل) فقد حدث
البرد فى مصر
بشكل لم يسبق
له مثيل حيث
أزعج الناس
وسبب لهم
الرعب الشديد،
راجع أيضاً (مز 78 : 47 – 49)
والذى يصف هذه
الضربة، كما
استخدم البرد
فيما بعد
كعقاب من الله
للأمويين فى
(عريقة) فمات
منهم أكثر ممن
ماتوا بالسيف
(يش 10 : 11)
والسفر يضيف
هنا تفصيلاً
جديداً لهذه
الضرب، مثل
النار التى
أكلتهم، وهو
أمر كثيراً ما
يحدث بسبب
البروق التى
تصاحبها
الصواعق
والرعود
والبرد،
وهكذا تتحد
عناصر
الطبيعة ضدهم
قارن مع (5 : 17،
20، 16 : 24، 19 : 6)

 

ومرة
أخرى نقول أنه
من الأرجح أن
الرابيين اليهود
استعانوا
بمثل هذا
السفر فى
كتابة كتب تفاسيرهم
(المدراشيم)
على أسفار
الشريعة
الخمسة.

 

فالمياه
بدلاً من أن
تطفىء بالنار
كانت تشعلها
وهو أمر غير
مستغرب
لاسيما فى
وجود عنصر مثل
النفط
بأشكاله
المختلفة،
والمبرر كما
يقول السفر هو
أن الطبيعة
نفسها تحارب
عن أولاد الله،
وفى موضع آخر
تقسو الطبيعة
بسبب شر الناس
" مَلْعُونَةٌ
الارْضُ
بِسَبَبِكَ
"
(تك 3 : 17)
ونجد صدى لذلك
فى رسالة
معلمنا بولس
الرسول إلى
أهل رومية " إِذْ
أُخْضِعَتِ
الْخَلِيقَةُ
لِلْبُطْلِ –
لَيْسَ
طَوْعاً بَلْ
مِنْ أَجْلِ
الَّذِي أَخْضَعَهَا
– عَلَى
الرَّجَاءِ.
"
(رو 8 : 20).

 

هكذا
أكلت النار
اليابس من المحاصيل
بينما أتلف
البرد البقية،
وهو ما عبر
عنه سفر
الخروج "
أمطارا غريبة
" (خر 9 : 22) وبينما
تمطر السماء
على المصريين
هذا الهلاك
والدمار،
أمطرت بنى
إسرائيل المن
الذى هو طَعامَ
مَلائِكة
(خر 16، عد 7 : 9 – 11)
وفى ترجمة لما
ورد عن ذلك فى
سفر العدد،
جاء " أبناء
شعبك أكلوا
الخبز الذى
سقط من
الملائكة "
وقد دعى أيضاً
بخبز السماء (مز 78 : 25، 105 : 40)
وقد كان له
طعم رقائق
بعسل (خر 16 :
31)
وقد صار هذا
الطعام
يُلائِم كُلَّ
ذَوق
،
أو حلواً فى
كل فم…
مستساغاً لكل
شهية.

 

قد
اعتبرت
الكنيسة منذ
البداية،
المن رمزاً
مبكراً لجسد
الرب، وقد
أعطانا الرب المن
الجديد
فى
العهد الجديد
ليس كما أكلوا
آباؤنا فى البرية
وماتوا،
ونتغنى بذلك
فى توزيع
الأسرار
المقدسة، خبز
الحياة الذى
نزل من السماء،
لحن (بى أويك
إنتى إب أونخ).

 

22
وكان الثَّلج
والجَليدُ
يُقاوِمانِ
النَّار ولا
يَذوبان لِكَي
يُعلَمَ
أَنَّ
غَلاًّتِ
الأَعْداء أَكَلَتها
النَّاُر
المُلتَهِبَةُ
في البَرَد
والبارِقَةُ
في وَسَطِ
الأَمْطار 23
في حين أَنَّ
هذه النَّار كانَت
تَنْسى حتَّى
خاصَّتَها
لِيَستَطيعَ
الأَبْراُر
أَن
يَتَغَذَّوا. 24
فإِنَّ
الخَليقةَ
الَّتي في
خِدمَتِكَ أَنت
صانِعِها تَتَوتًّرُ
لِمُعاقَبةِ
الظَّالمين

وترتخي
للإحْسان إلى
المُتَوَكِّلينَ
علَيكَ. 25
لِذلِكَ
كانَت
حينَئِذٍ
تَتَحوَلُ
إِلى كُلِّ
شَيء
فتَكونُ
في خِدمَةِ
عَطِيَّتكَ
المُغَذِّيَّةِ
كُلَّ شَيء على
ما يَشاءُ
الَّذينَ
يَطلُبوَنها. 26
فعَلِمَ
بَنوكَ الَّذينَ
أَحبَبتَهم
يا رَبّ أَن
لَيسَ ما يَخرُجُ
مِنَ
الثِّمار هو
يُغَذَي
الإِنْسان بل
كَلِمَتُكَ
هي الَّتي
تَحفَظُ
المؤمِنينَ
بِكَ.
27
لأَنَّ ما لم
تَكُنِ
النَّاُر
تُفْنيه كانَت
شُعاعةٌ
بَسيطةٌ مِنَ
الشَّمس تُحْميه
فيَذوب 28
حتَّى
يُعلَمَ أنّه
يَجِبُ أَن نَسبِقَ
الشَمسَ إِلى
حَمدِكَ وأَن
نَلتَقِيَ
بِك عِندَ
شُروقِ النور.
29 لأَنَّ
رَجاءَ
ناكِرِ
الجَميلِ
يَذوب
كالصقيعِ
الشَّتْوِيّ
ويَجْري
كماءٍ لا يُستَعمَل.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس هـ هيكل 2

 

شُبه
المن بالندى
فى (خر 16 : 14)
بينما يشبه الجَليدُ فى
(عد 11 : 7)
قارن أيضاً مع
(19 : 21) الشَّبيهَ
بِالجَليدِ،

والترجمة
السبعينية لـ
(عد 11 : 7)
جاءت : فظهر
الجليد
،
بينما (خر
16 : 14)
" دَقِيقٌ
مِثْلُ
قُشُورٍ.

ويحيلنا ذلك
على (مز 148 : 8)
: "
النَّارُ
وَالْبَرَدُ –
الثَّلْجُ
وَالضَّبَابُ
" وعموماً
فالنقطة
العامة هى
التضاد بين
عمل النار
كمدمر بالنسبة
للمصريين فى
حين لم تؤثر
على المن
الإسرائيلى.

 

الخليقة
والعناصر
كلها تخضع
لمشيئة الله
والمعجزة
ليست ضد قانون
الطبيعة،
ولكنها فوق
مستوى
الطبيعة،
فالنار ذاتها
التى لم تذب
المن هى هى
التى أحرقت
محصولات
المصريين،
ولعلنا هنا
نتذكر النار
فى آتون
الفتية الثلاثة،
وأنها لم تفقد
طبيعتها ولكن
(ندى بارد) حفظ
الفتية فلم
تحترق حتى
ثيابهم، هكذا
يمسك الله
الطبيعة
والكون بيده
وهى تطيعه ومن
الأمور التى
يجدر بنا
ملاحظتها هنا

: أن جميع
الخلائق تطيع
الله وتعمل
مشيئته،
الإنسان فقط
فهو الذى
يخالف الله
ويكسر وصاياه،
والسبب أنه أعطى
(من قبل الله
نفسه) أن يفعل
ذلك لأنه
خليقة عاقلة
مريدة.

 

و فى
العدد (25) يشرح
السفر
إمكانية تحول
العناصر
وتطورها وتشكيلها،
ليس جديد تحت
الشمس
فالمادة
موجودة،
ولكنها تصاغ
وتستخدم فى
صور شتى مع
الوقت حسبما
يهب الله
الإنسان من
حكمة وفهم
ومواهب،
ويعنى هذا
أيضاً أن الله
قادر أن يجعل
مما هو ضار،
نافع، ويخرج
من الأكل
أكلاً ومن
الجافى حلاوة.

 

و مع
ذلك فالطعام
ليس غاية ما
يحتاجه
الإنسان،
فالمن كان
يفسد،
والسلوى كانت
تتعفن أيضاً،
ليعود الشعب
إلى الجوع
أيضاً
والتذمر، بل
أن كلمة الله
هى التى تعطى
الشبع
الحقيقى وتهب
النفس
الطمأنينة
وتقلل من
اهتمامها بالطعام
وتجعلها
تكتفى بأى شىء
دون تذمر،
ومادام الله
يعطى الجميع
بسخاء دون أن
يطلبوا فإن
ذلك يبعث على
الراحة " لَيْسَ
بِالْخُبْزِ
وَحْدَهُ
يَحْيَا الإِنْسَانُ
" (مت 4 : 4).

 

بَنوكَ
الَّذينَ
أَحبَبتَهم
يا رَبّ :
تعبير
شائع فى العهد
القديم، وهو
يفيد أيضاً
الإهتمام
(بنوك الذين
أهتممت بهم)
قارن مع
العددين (16
: 7، 12)
وكَلِمَتُكَ
تعنى
دائماً قدرتك
– سلطانك وهى
تعبير الإرادة
الإلهية كلية
القوة، وفى
عاموس نقرأ " هُوَذَا
أَيَّامٌ
تَأْتِي
يَقُولُ
السَّيِّدُ
الرَّبُّ
أُرْسِلُ جُوعاً
فِي الأَرْضِ
لاَ جُوعاً
لِلْخُبْزِ وَلاَ
عَطَشاً
لِلْمَاءِ
بَلْ
لاِسْتِمَاعِ
كَلِمَاتِ
الرَّبِّ.
" (عا 8 : 11).

 

إن
أعمال الله
هذه تحملنا
الشكر،
والتبكير له
ليبدأ اليوم
به ولنهبه
أفضل ساعات
اليوم وأدلها
ليبارك لنا
بقية ساعاته،
ومن هنا رتبت
الكنيسة صلاة
التسبحة
باكراً جداً
وقبل شروق
الشمس.

و
أما من ينكر
عمل الله
ويستخف به أو
ينساه فسيفنى،
فى حين يبقى
مع الله فى
ملكوته أولئك
الشاكرين
لعمله، فرجاء
ناكر الجميل
(مستقبل ناكر
الجميل) شبه هنا
بماء لا يصلح
لشىء لا يروى
ولا ينظف " اهْشِمْ
أَضْرَاسَ
الأَشْبَالِ
يَا رَبُّ.
لِيَذُوبُوا
كَالْمَاءِ
لِيَذْهَبُوا.
" (مز 58 : 6، 7).

 

——————

199 يقال أن
الموضع كان
قريباً من
منجم نحس وأنه
عُثر بالقرب
منه على ثلاث
حيات من
النحاس عند قرية
تمنه (حاشية
لطبعة
اليسوعيين
الحديثة للسفر).

200 مقتبسة من
تفسير العدد للقمص
تادرس يعقوب

201 بعض
الترجمات لـ
(عد 21 : 6) تفيد "
عندما يتفرس
الشعب فى
الحية
النحاسية، اذ
اتجه قلب
الملدوغ نحو
كلمة الله
فسوف يعيش "
قارن (3 يو 3 : 14)

202 NPNF 2nd V.5 P.323 فى حديثه
عن الروح
القدس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي