تَفْسِير
سِفْرُ يَشوعُ بنُ سيراخَ

 

إسم السفر:

سفر
يشوع بن سيراخ
Sirach

الاختصار
: سي =
Si

يشوع
ابن سيراخ هو يهوديّ فلسطينيّ يسمّى يشوع بن اليعازر ابن سيراخ (يشوع بن سيراخ).
دوّن حوالي سنة 190 كتابًا قانونيًّا، سمّي هذا الكتاب بأسماء عدّة : الكتاب
الكنسيّ، لأنّه كان يُقرأ في الكنيسة من أجل تعليم الموعوظين. دُوّن في العبريّة
فحمله حفيدُ الكاتب (اسمه يشوع أيضاً) إلى مصر في السنة 38 لبطليموس فيسكون السابع
أو أورجاتيس الثاني (170-164 و145-116). حمله إذًا سنة 132 ق.م.، ونقله إلى
اليونانيّة من لمنفعة يهود مصر. ضاع النصّ العبريّ الذي عرفه ايرونيموس، وتحدّث
عنه الرابينيّون مرارًا. وُجدت مقاطع منه في خمسة مخطوطات اكتشفت سنة 1896 في
خزانه مجمع القرّائين (قرائيم) في القاهرة. إنّها تعود إلى القرن 9-11، وتساعدنا
على تكوين ثلثَي النصّ الضائع. يبدو أنّ ما وُجد في خزانة القاهرة هو النصّ
الأصليّ (قال بعضهم هو نقل عن السريانيّة). وقد وُجدت مقاطع أيضاً في مغاور قمران
ومصعدة. نشير إلى أنّ النصّ العبريّ أقصر من النصّ اليونانيّ. ثانيًا : مضمون
الكتاب. ينتمي سي إلى الأدب الحكمي. فهو يشبه أم، ويشكّل مجموعة من النصائح
والأقوال المأثورة التي تتعلّق بالحكمة والدين والأخلاق. يمكننا أن نقسم الكتاب
قسمين : 1) القسم الأوّل (1 :1-42 :14). تسبقه توطئة يبرّر فيها الناقل ما فعل.
يتضمّن القسم الأوّل أقوالاً تتوجّه إلى أشخاص من مختلف الأوضاع والأعمار، كما
يتضمّن أناشيد وتعاليم عن أصل الحكمة وطبيعتها وتأثيرها (1 :1-20؛ 4 :11-19؛ 6
:18-37؛ 14 :20-15 :10؛ 24 :1-47؛ 51 :18 :30، قصيدة أبجديّة). ويختلف هذا القسم
عن أم، لأنّه يتضمّن أيضاً فنونًا أدبيّة أخرى : مديح (29 :12-35)، صلوات (33
:1-13؛ 36 :16-22)، أناشيد شكر. 2) القسم الثاني (42 :15-51 :38). يتضمّن مديحًا
لحكمة الله التي تظهر في الطبيعة (42 :15-43 :37) وفي حياة الآباء الذين كانوا
عظماء عبر تاريخ إسرائيل. وجاء مديحُ الآباء في 44 :1-50 :26، وتبعه ملحقان
نقرأهما في 50 :17-51 :38.

في
السفر نجد ان الحكمة ليست فقط صفة بشريّة يعطيها الله فتوجّهنا نحو التقوى. إنّها
أيضاً صفة خاصّة بالله، وهي تفعل بطريقة مستقلّة في الخلق وفي تاريخ البشريّة.
وهذه الطريقة بالتحدّث عن الحكمة كشخص حيّ، تجد قمّتها في ف 24 الذي يصوّر تدخّلها
في الخلق وتاريخ بني إسرائيل. نرى هنا تهيئة لِوَحْي العهد الجديد عن كلمة الله
الأزلي. ساعة دوّن ابن سراخ كتابه، كان العالم اليهوديّ مهدَّدًا بحضارة متنامية
يحملها العالم الهليني. لهذا، اهتمّ بربط تعليمه بالحكمة التقليديّة في اسرائيل،
وبعمق التقوى اليهوديّة. شدّد على مخافة الله، وعلى احترام الحكمة التي صارت
"شخصًا" أو "أقنومًا" (ف 24 م). كما شدّد على الشريعة وشعائر
العبادة والذبائح والكهنوت. وأبرز الأمانة لله على مثال ما كانه الآباء. لهذا كان
تعليمه المناخ الذي منه تشرّب المؤمنون استعدادًا للحروب المكابيّة التي ستحصل بعد
ما يقارب العشر سنوات.

 

العنوان
الأصلي القديم للسفر كان "كتاب كل امة ابن سيراخ" وفي النسخ السريانية
على وجه الخصوص دعي السفر سفر الحكمة ل "بار أسير"حيث أن لفظة بار في
السريانية تعني ابن سواء في العبري أو العربي وأما سيرا فهي تخفيف لسيراخ وفي نسخ
أخرى "يشوع بن سمعان" المسمى بن سيرا (وتعني ابن الأسير) وفي غيرها
"يشوع بن ألعازر بن سيرا".

 

كاتب السفر:

يشوع
بن سيراخ

+
كاتب هذا الكتاب يشوع بن سيراخ، أحد يهود فلسطين، عاش في أورشليم قبل ثورة
المكابيين، واكتسب الحكمة بسبب أسفاره و اختباراته ودراسة الكتب المقدسة، والتلمود
يدعوه ابن سيرا.

+
سمعان بن يشوع بن ألعازر بن سيراخ: يشوع اسم عبري معناه (يهوه خلاص). سمعان اسم
عبري معناه (مستمع). ألعازر اسم عبري معناه (الله قد أعان).سيراخ ربما لفظة آرامية
تعني أسير (سيرا). وكان من وجهاء أورشليم فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة
واختبروا الحكمة فكتب فيها. ويشير إلى أنه واجه الكثير من التجارب والضيقات غير أن
الرب قد خلصه منها ومع كل ذلك فكان يعيش حياة هادئة. وعن حياته الاجتماعية فقد كان
متزوجاً من امرأة فاضلة أحسن اختيارها، رزق منها بأولاد أحسن تربيتهم في حزم.

+
كرس حياته لدراسة الناموس والأنبياء وغيرها من أسفار الحكماء.

+
كان من طائفة الكتبة الفريسيين، من الجيل القديم وليس من الطراز الفريسي المتأخر.

+
كان مشهودا له بالتقوى والتدين العميق، ملماًإلماما كاملا بالطبيعة البشرية،
وأقواله تنطبق على عصره.

+
عاش يشوع بن سيراخ في أورشليم وفي القرن الثالث ق. م، وكان كاتبا ومعلما صاحب
ثقافة عالية وخبرة، فكان ذا روح منفتحة لكنه رفض تأثير العالم اليوناني وثقافته،
التي سيطرت في الشرق بعد الاسكندر الكبير ؛ لان هذا التأثير كاد يزعزع أسس العالم
اليهودي. لذا كان هدف ابن سيراخ الدفاع عن الإرث اليهودي الثقافي و الديني الذي
توارثه الشعب عن الأجيال السابقة. و إذ أراد أن يساعد معاصريه علي المحافظة علي
هويتهم اليهودية في عالم متقلب، حاول إقناعهم أن ما عندهم يفوق ثقافة العالم
اليوناني و عاداته و ديانته.

+
سافر إلى بلاد كثيرة في إرساليات سياسية.

+
في أيامه الأخيرة أنشأ مدرسة يقدم فيها عشقه للكتب المقدسة وحبه للحكمة والمعرفة.

+
جاء في الترجمات اليونانية للسفر أن الكاتب هو " يشوع بن سيراخ الأورشليمي
" (50 : 29)، أما في النص العبري، فالكاتب هو يشوع بن أليعازار بن سيراخ
". وهكذا نجد أن الكاتب كان حفيد سيراخ وليس ابنه. ولا نعرف عن ابن سيراخ
أكثر مما يمكننا أن نستخلصه من السفر ذاته.

+
كان ابن سيراخ يقيم في فلسطين كيهودي قويم الرأي، وكان ضليعاً في الأدب اليهودي –
على الأقل – حصيفاً بعيد النظر في شؤون الحياة، ميالً إلى الفلسفة، لكنه أمين مخلص
لإيمان أمته. لقد سافر إلى جهات بعيدة وشاهد الكثير (34: 10 -13)، كما كانت
اهتماماته شاملة، كما كان واسع الأفق مما يحمل على الظن بأنه كان كاهناً أو
كاتباً.

 

(2)
وجهات نظر أخرى : هناك افتراضات كثيرة عن هوية الكاتب، منها :

(أ)
أن الكاتب كان أحد الكهنة، حيث أنه يتحدث كثيراً عن الكهنوت، كم أن هناك لإشارات
كثيرة في السفر عن الذبائح (7:31 – 35) وله قصيدة طويلة في مدح هرون وكهنوته
العظيم (45: 7 – 26). لكن لم يكتب ابن سيراخ السفر بصفته كاهناً.

(ب)
أن الكاتب كان رئيس كهنة، وهو ما يعتقده سينسلّوس (
syncellus) بسبب لبس في فهم جزء في تاريخ يوسابيوس، إلا أن التعليم الذي في
السفر أو أسلوبه، يجعلان هذا الافتراض أبعد احتمالاً من الافتراض السابق.

(ج)
أن الكاتب كان طبيباً، استنتاجاً مما كتبه في مدح الطبيب ووصف علاجه (38: 1 – 14،
10: 11 و12)، ولكن هذا يعتبر أساساً واهياً لهذا الافتراض.

(د)
أن الكاتب كان أحد الاثنين والسبعين شيخاً الذين قاموا بالترجمة السبعينية وهو
مجرد حدس لا تدعمه أي أدلة.

(ه)
ما من أحد قط يعتقد بأن سليمان هو كاتب هذا السفر، رغم أن الكثيرين من الآباء
الأولين اعتقدوا أن سليمان هو كاتب أسفار الحكمة الخمسة وهي : الأمثال – الجامعة –
نشيد الأنشاد – سيراخ – الحكمة.

 

أسماء يشوع فى الكتاب المقدس:

يوجد فى الكتاب المقدس 12 شخصية بإسم يشوع، هم على الترتيب:

1- يشوع بن نون تلميذ موسى النبي.

يشوع
بن نون الذي خلف موسى في قيادة شعب الله والذي كان قد تجسس أرض كنعان قبل دخولها. وقد
عبر الأردن مع باقي الشعب وامتلكوا أرض كنعان بعد أن قسَّمها لهم يشوع بحسب
أسباطهم وخاض معهم معارك صعبة (راجع سفر يشوع).

2- رئيس أورشليم في أيام يوشيا وبه سمي باب يشوع.

يشوع
رئيس أورشليم في أيام "يوشيا" الملك الصالح الذي سُمي أحد أبواب المدينة
باسمه (2مل8:23)

3- رئيس الفرقة التاسعة للكهنة.

يشوع
الكاهن رئيس الفرقة التاسعة من فرق بني هرون الأربعة والعشرين لخدمة الهيكل
والدخول إلى بيت الرب (1أخ11:24؛ عز36:2؛ نح39:7).

4- لاوي في مدينة من مدن الكهنة في أيام حزقيا.

يشوع
اللاوي الذي كان تحت يد "فوري بن يمنة" اللاوي البواب نحو الشرق في أيام
حزقيا الملك (2أخ15:31)

5- رئيس كهنة أبن يهوصاداق.

يشوع
(أو يهوشع) الكاهن العظيم بن يهو صاداق الذي سُبِيَ إلى بابل ثم عاد من السبي مع
زربابل، وقد تزوَّج بعض من أولاده نساء غريبات (1أخ15:6؛ عز2:2؛ 3:4؛ 18:10؛
حج1:1، 14،12؛ 2:2و4؛ زك1:3و8و9)

6- رجل من بني فحث موآب و رئيس عشيرة عادت مع زربابل.

يشوع
رئيس العشيرة الذي من بني فحث والذي عادت عشيرته من السبي مع زربابل (عز6:2؛
نح11:7)

7- رأس عائلة لاوية عادت مع عزرا.

يشوع
آخر وكان رئيس عائلة لاويّة عاد من السبى إلى أورشليم مع زربابل (عز4:2؛ نح43:7)

8- لاوي أب أحد الذين عدوا مع عزرا.

لاوي
بإسم يشوع كان أباً لواحد صعد لأورشليم مع عزرا (عز33:8)

9- أبو عازر و رئيس المصفاة في عهد نحميا.

يشوع
أبو عازر رئيس المصفاة الذي ساهَم في ترميم سور أورشليم عند الزاوية (نح19:3)

10- لاوي قرأ الشريعة.

يشوع
من اللاويين الذين شرحوا الشريعة للشعب أيام عزرا (نح7:8؛ 4:9و5؛ 8:12و24)

11- يشوع بن سيراخ.

يشوع
بن سيراخ فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمه فكتب فيها. وقد
قيل عنه أنه يشوع ابن سيراخ بن سمعون (كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ص236). وقد
كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبي في بابل ودُفِنَ هناك.

 وقد
كان أصلاً من مدينة أورشليم. وسُميَ "يشوع بن سيراخ الأورشليمي" كما
نفهم من مقدمة المترجم، وكذا ممّا جاء في السفر نفسه حيث قال "رَسَمَ تأديب
العقل والعلم في الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه"
(سي29:50). وقد ورد في مقدمة السفر أن كاتبه بن سيراخ "لزم تلاوة الشريعة
والأنبياء وسائر أسفار آبائنا ورسخ فيها كما ينبغى" وبناء على ذلك فقد
"أقبل هو أيضاً على تدوين شئ مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون
في التعلُّم ويزداوا من حُسن السيرة الموافِقة للشريعة". ومن المقدمة، نفهم
أيضاً أن السِفر أول ما كتب كان باللغة العبرانية. والأرجح عند العلماء أن كتابة
السفر بالعبرية تمت في زمن "بطليموس أورجتيس الأول" في المدة من
246-221ق.م. وهناك من يقول أن السفر كُتِب أيضاً في فلسطين خلال الفترة من
190-170ق.م. أما ترجمة السفر إلى اليونانية فقد قام بها حفيد الكاتِب في مصر
"في مدينة الإسكندرية بحسب رأي بعض العلماء". في السنة الثامنة
والثلاثين لحكم ملك مصري آخر باسم "أورجتيس" وذلك لفائدة اليهود
المتغربين في مصر ممن لا يعرفون العبرية (راجع مقدمة السفر). وقد وُجِدَت نسخة من
سفر يشوع بن سيراخ في الأصل العبراني في مصر القديمة سنة 1896م. وهي ترجع في
كتابتها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي (قاموس الكتاب المقدس – طبعة
مكتبة المشعل ببيروت 1964 – القس داود حداد من القدس – ص1071). ويتكون السفر من 51
أصحاحاً. قد كُتِبَ السفر على نهج وأسلوب سليمان الحكيم في أمثاله، غير أنه يضيف
الكثير من المديح لأنبياء ملوك وكهنة وقادة بني إسرائيل وآبائهم الكبار تمجيداً
لأعمالهم وفضائلهم العظيمة.

12- باريشوع.

في
العهد الجديد عرف الرسل رجل ساحر بني كذاب اسمه "باريشوع" بمعنى
"ابن يشوع" ويُعرَف أيضاً بإسم "عليمن الساحر" قاوَم بولس
وبرنابا أمام الوالي سرجيوس في بافلوس بجزيرة قبرص فأصيب بالعمى إلى حين.

 

مدينة يشوع:

بالإضافة
إلى مدينة سميت يشوع سكنها بنو يهوذا بعد رجوعهم من السبي.

فقد
وردت مرة واحدة إسماً لبلدة من مدن يهوذا ذكرت في سفر نحميا وقد سكن فيها البعض من
بني يهوذا بعد عودتهم من السبي. وقد ذكرت منها مدينة كبيرة "بئر سبع"
فما يرجح أنها كانت مدينة قريبة منها. ويبدو أنها كانت مدينة كبيرة أنه بدليل أنه
قريبنها كلمة "وقراها" أي القرى التابعة لها (نح26:11).

 

لغة وتاريخ كتابة السفر:

كتب
هذا السفر باللغة العبرانية ما بين سنة 190 – 180 ق.م، في أورشليم، وترجم إلى
اليونانية بواسطة حفيد الكاتب الذي تسمى باسمه في مصر وكان ذلك بين سنة 132، 116
ق.م في زمن بطليموس السابع

+
ويسمي هذا السفر " حكمة يشوع بن سيراخ " أو سيراخ كما
ECCLESIRSTICUS
أي كتاب الكنيسة.

+
اكتشف مخطوط لثلثي السفر بالعبرية في مجمع بالقاهرة عام 1896م.

+
عاش ابن سيراخ في أورشليم سنة 200ق.م، ويرجع تاريخ سفره إلى 180ق.م، حيث أن حفيده
والذي نقل السفر إلى اليونانية، يفيدنا بأنه باشر العمل بعد السنة 38 من ملك
أورجيتيس الملك وهو بطليموس السابع(170_116) أو بعد سنة 132ق.م ويمكننا أن نفترض
أن جده قد وضع السفر قبل خمسين سنة.

+
كانت الآرامية هي اللغة الدارجة التي يستخدمها الكثير من اليهود في فلسطين، في
أيام ابن سيراخ، بينما كانت العبرية هي لغة الدارسين(لسان الحكماء كما يسميها
التلمود) مثلما في ذلك مثل اللغة اللاتينية في العصور الوسطى في أوروبا هذا وقد
ظلت اللغة العبرية لغة أدبية حية حتى عصرنا هذا.

+
هناك إجماع عام على أن النسخة الأصلية للسفر قد دونت باللغة العبرية، حتى قبل
اكتشاف أجزاء عبرية من السفر في كل من قمران وقلعة مسادا والمجمع اليهودي في مصر
القديمة، ويقول القديس جيروم أنه رأى الأصل العبري بنفسه وامتلك النسخة العبرية
وإن كنا لم نعد نسمع عنها فيما بعد إلا من خلال كتابات الربيين اليهود أنفسهم.

 

في
السفر دليل يحدد تاريخ كتابته (50 :1)، كما يوجد دليل آخر في المقدمة، إلا أن كلا
التاريخين غامضان للأسف. ففي المقدمة يقول المترجم – وهو حفيد كاتب السفر (ويسمونه
سيراخ الأصغر) – إنه جاء إلى مصر فوجد هذا السفر فترجمه في زمن الملك بطليموس
"إيورجيتس" (
Euergetes) ملك مصر. ولكن هناك ملكين بهذا الاسم، هما: بطليموس فيزكون (physcon) أو إيورجيتس
الثاني (170 – 116 ق. م.). كما أن السفر يذكر سمعان أونيا الكاهن الأعظم بين العظماء
الذين يمتدحهم (50: 1) وذلك في آخر القائمة، ولعله كان معاصراً لسيراخ الأكبر.
ولكن أيضاً كان هناك رئيسان للكهنة بنفس الاسم: "سمعان بن أونيا" وهو
" سمعان الأول" ابن " أونيا الأول" (310 – 290 ق.م) و
"سمعان الثاني" ابن " أونيا الثاني" (218 – 198 ق.م) ويختلف
العلماء حول أي ملك من الملكين هو المقصود في المقدمة، وأي سمعان من السمعانين هو
المقصود في العدد الأول من الأصحاح الخمسين.

 

(1)
وجهات نظر أكثر احتمالاً : والنتائج التي وصل إليها كاتب هذا البحث هي أن: سمعان
الأول (المتوفي في 290 ق.م) هو رئيس الكهنة المقصود، وأن بطليموس السابع "
فيزكون" (170-116 ق.م) هو إيورجيتس المقصود.

 

ومما
يؤيد الافتراض الأول ما يلي :

(أ)
لابد أن السفر قد كتب بعد انقضاء وقت طويل على موت سمعان يسمح بأن تتجمع حول أسمه
شهرة كبيرة. والإشارة إليه كبطل من أبطال الماضي تدل على أنه كان قد مات منذ زمن
طويل. فإذا افترضنا أن سمعان كان قد مات في 290 ق.م – كما يحتمل – فالاستنتاج
المعقول هو أن الأصل العبري يكون قد كتب في وقت لاحق لعام 250 ق.م ولو أن سمعان
الثاني هو الرجل المقصود، لكان من غير المحتمل إطلاقا أن يكون قد كتب قبل 150 ق.م،
وهو أمر غير ممكن قبوله.

 

(ب)
في قائمة العظماء المذكورة في الأصحاحات من 44 – 50، تنشد المدائح لسمعان (50 : 1
– 23) بعد مدح نحميا (49 : 15) مما يدل على أن الفارق الزمني بينهما لم يكن
كبيراً.

 

(ج)
إن "سمعان البار" الذي ذكره يوسيفوس هو بالتأكيد سمعان الأول،لأن
يوسيفوس يقول إنه سمي "بالبار" لتقواه وورعه.

 

(د)
الأرجح أن "سمعان البار" المذكور في "المشنا" هو أيضاً سمعان
الأول، وان يكن هذا غير مؤكد، فقد قيل عنه إنه كان أحد أواخر أعضاء المجمع الكبير،
وهو في التلمود البطل الذي تدور حول تمجيده أساطير كثيرة. ومن المعروف أن المجمع الذي
يطلق عليه اسم "المجمع الكبير" لم يكن له وجود حقيقي، ولكن التاريخ
المذكور له في التقليد اليهودي، يؤكد أن سمعان الأول هو المقصود.

 

(ه)
في الترجمة السريانية (البشيطة)، توجد في العدد الثالث والعشرين من الأصحاح
الخمسين هذه العبارة : "ليثبت (السلام) مع سمعان البار". وقد وردت في
بعض المخطوطات "سمعان الرحيم"، وقد لا تكون هذه العبارة أصيلة رغم تأييد
بعض العلماء لها. ولكنه نفس لقب سمعان الأول كم ذكره يوسيفوس والمشنا والتقليد
اليهودي.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر صموئيل الثانى القمص تادرس يعقوب ب

 

(و)
الإشارات الوحيدة إلى سمعان الثاني في التاريخ وفي التقليد اليهودي، تصوره في صورة
غير مرضية، ففي الأصحاح الثالث من المكابيين الثاني، نجد أنه هو الذي وشى للقائد
السورى بأن خزانة الهيكل "مشحونة من الأموال بما لا يستطاع وصفه" (2 مك
3 :6). ومع أن هذه الرواية قد لا تكون رواية تاريخية، إلا أنه لابد أن ثمة أساسا
لها. كما أن يوسيفوس يقول عنه إنه وقف مع أبناء طوبيا ضد هيركانوس بن يوسف، وكان
أبناء طوبيا في الجانب الخاطيء من وجهة نظر اليهود قويمي الرأي.

 

(ز)
يذكر عن "سمعان بن أونيا الكاهن الأعظم" أنه رمم الهيكل وحصّن المدينة.
ويقول أحد العلماء (إدرشيم) إن الهيكل والمدينة كانا فعلاً في حاجة لهذه الترميمات
في زمن سمعان الأول وليس في زمن سمعان الثاني – لأن بطليموس الأول (247 – 222 ق.م)
في حروبه مع ديمتريوس، هدم الكثير من الحصون في فلسطين ليمنع سقوطها في يد العدو،
وذكر بين هذه الحصون عكا ويافا وغزة، ومن الطبيعي أن يمتد ذلك إلى العاصمة
ومقادسها. ولكن ديرنبورج (
Derenbourg) يقول إن سمعان الثاني هو المقصود لأنه بناء على ما ذكره يوسيفوس
نجد أن أنطيوكس الكبير (223 – 187 ق.م) كتب لليهود خطاباً تعهد فيه بإعادة بناء
مدينة أورشليم وهيكلها. ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن سمعان الثاني – أو أي إنسان
آخر في ذلك الوقت – قام بإعادة بناء أي منهما.

 

+
يرى البعض الأصل العبري للسفر قد كتب حوالي 240 – 200 ق.م. أي بعد خمسين عاماً أو
أكثر من موت " سمعان الأول " وأن الترجمة إلى اليونانية تمت حوالي 130
ق.م. لأن سيراخ الأصغر جاء إلى مصر في 132 ق.م. مما يجعلنا نفهم – مما ورد في
المقدمة، أنه ترجم الأصل العبري – الذي كتبه جده – بعد وصوله مباشرة إلى مصر. أما
إذا كان " سمعان الثاني " (المتوفي في 198 ق.م.) هو المقصود في الأصحاح
الخمسين، فإننا نجد أنفسنا مضطرين لافتراض أن السفر قد كتب أصلاً (حوالي 150 ق.م.)
حتى تكون هناك فسحة من الوقت تسمح بنمو أساطير التكريم التي صنعت تلك الهالة حول
اسمه. ولابد أن الترجمة قد تمت – في هذه الحالة – بعد حوالي عشرين سنة من كتابة
الأصل العبري. وهذه النتيجة تناقض ما لدينا من أدلة. فتعليم السفر ينتمي إلى 200
ق.م. أو إلى ما قبل ذلك بقليل.

 

موجز عن وجهات النظر الأخرى :

(أ)
إن إيورجيتس المذكور في المقدمة وسمعان المذكور في الأصحاح الخمسين. هما المدعوان
" بالأول " في الحالتين (وهو رأي هوج وشولز وولت وكيل وإدرشيم وغيرهم)
وبناء على ذلك يكون السفر قد كتب بعد 290 ق.م. ولعله كتب في 250 ق.م. أو بعد ذلك
بقليل، تمت الترجمة في تاريخ بعد 220 ق.م. ولعله 200 ق.م.

(ب)
ان " إيورجيتس الثاني " (المتوفي 116 ق.م.)، وسمعان الثاني (المتوفي 198
ق.م.) هما المقصودان (حسب رأي إيشهورن ودي ويت وإيوالد وفرانز ديلتز وشورر وغيرهم).

(ج)
يقول هيتزيج (
Hitzig) إن السفر الأصلي من إنتاج عصر المكابيين. وهو افتراض مستحيل لأن
السفر لا يذكر شيئاً على الإطلاق عن المكابيين، كما أنه يمتدح أسرة صادوق
الكهنوتية (الأصحاح الخمسون)، وهذه الأسرة لم تحظّ بالاحترام في زمن الحروب
المكابية نظراً لتعاطفها مع الحزب الهليني.

 

(1)
كتب أصلاً بالعبرية : توصل كل العلماء تقريباً إلى نتيجة واحدة، وهي أن سيراخ كتب
أصلاً بالعبرية، حتى من قبل اكتشاف القصاصات الهامة التي يحتمل أن تكون هي النص
العبري الأصلي لهذا السفر :

(أ)
تذكر مقدمة السفر بكل جلاء حقيقة كتابته أصلاً بالعبرية.

(ب)
يذكر جيروم أنه رأى الأصل العبري – ولعله نفس النص الموجود في القصاصات التي نشرت
حديثاً، وإن كنا على غير يقين من ذلك.

(ج)
في كتب اليهود ومعلميهم (الرابين) اقتبسات كثيرة من نفس النص العبري.

(د)
هناك بعض التوريات اللغوية في السفر العبري، ضاعت في الترجمة اليونانية. ولكنها
عادت للظهور في النص العبري المكتشف حديثاً (مثل 43 : 8) " القمر باسمه سمى
الشهر في تغييره يزداد زيادة عجيبة " (حسب الترجمة العربية) لكن الكلمتين
العبريتين المقابلتين لكلمتي " القمر " " ويزداد " في
العربية، فيهما تورية في العبرية لأنهما مشتقتان من أصل عبري واحد. وهناك بعض
الأخطاء الأخرى وكلمات محذوفة في الترجمة اليونانية، تتضح لنا بالرجوع إلى الأصل
العبري المكتشف مؤخراً.

إن
الافتراض القوي الذي سانده العلماء في الماضي، من أن هذا السفر كتب أصلاً
بالعبرية، قد تأكد عملياً باكتشاف القصاصات الأربع التي تمثل الأصل العبري. والتي
اكتشفها دكتور ششتر (
Schechter) وآخرون في 1896م وما بعدها، وتحوي هذه القصاصات ما يزيد كثيراً
عن نصف السفر كله. وقد وجد النص متطابقاً في الأجزاء المتكررة في القصاصات، مما
يؤكد أن ما تحويه هو النص الصلي للسفر.

 

(2)
وجهة نظر مارجليوت : حاول د. س. مارجليوت (
Margoliouth) في كتابه : " النص العبري الأصلي لسفر ابن سيراخ " –
1899م) أن يبرهن على أن النص العبري في القصاصات المكتشفة إنما هو ترجمة من
الفارسية المنقولة عن اليونانية والسريانية، لكن ما أورده من براهين، لم تقنع
العلماء:

(أ)
يشير إلى كلمات في العبرية ليس لها معنى في تلك اللغة، ويحاول أن يبين أنها كلمات
فارسية مقنعة، وفي الواقع، إما أن الناسخ قد أخطأ في هذه الحالة، أو أن الكلمة لم
تحل شفرتها.

(ب)
تظهر بعض هوامش فارسية، لكنها ليست جزءاً من النص الأصلي، أضافها – بلا شك – قارئ
أو ناسخ فارسي.

(ج)
في حالات كثيرة يمكن إثبات أن النص العبري أحسن صياغة واقدم نصاً من اليوناني
والسرياني.

(د)
أما من جهة اللغة والأسلوب فيتفق بناء غالبية الجمل مع العبرية الفصحى للعهد
القديم، ولكن مفردات اللغة تجعلها أقرب إلى الأسفار المتأخرة من العهد القديم،
لذلك نجد استخدام حرف العطف " الواو" مع الأفعال الناقصة (43 : 23، 44:
9و23، 45 : 2و3.. الخ)، ومع الأفعال التامة (42 :1 و8و11)، وإن كنا نجده دائماً في
الأجزاء الأخيرة من العهد القديم.

ويمكن
أن يقال – بشكل عام – إن اللغة العبرية في ابن سيراخ هي لغة عصر ما بعد الأسفار
المقدسة مباشرة. ويعتقد مارجليوت أن الترجمة العبرية الموجودة الآن لا ترجع إلى ما
قبل القرن الحادي عشر، وهو أمر مستحيل، ويرجع خطأه في ذلك إلى الخلط بين زمن
المخطوطة وزمن الترجمات المو?ودة في المخطوطات.

(ه)
ومع ذلك فمن المقرر أن الترجمة السريانية والترجمة اليونانية -– في بعض الأحوال –
يحتفظان بنص أقدم وأصح مما في العبري، ويرجع ذلك إلى أن الأصل العبري حدثت به
أحياناً أخطاء في النسخ والنقل إلى جانب بعض التغييرات المقصودة.

(و)
إن الأساليب العبرية في الترجمة اليونانية، والتي لها في العبرية وقعها الصحيح
الواضح، تشير إلى نفس النتيجة، وهي أن النص العبري هو الصورة الأصلية للسفر.

 

ولقد
رد "سمند" (
Smend) و"كونج" (Konig) و"نولدكه" (Noldeke) وكثيرون غيرهم على مارجوليوت. أما "بيكل" (Bickell) فيرى أن سفر يشوع
بن سيراخ في العبرية – كما هو موجود بين أيدينا الآن – ليس سوى ترجمة عن اليونانية
أو السريانية أو عن كليهما معاً.

 

ترجمات السفر:

(1)
اليونانية : نقلت الترجمة السبعينية عن العبرية مباشرة وهي صحيحة إلى حد كبير،
بالرغم من أن النص في كل المخطوطات الموجودة حالياً، فيه خلط في بعض المواضع :

(أ)
النص الموجود في النسخ الفاتيكانية والسينائية والإفرايمية، وفي جزء كبير من
السكندرية، خال من الهوامش، ولكن به الكثير من الأخطاء الواضحة.

(ب)
يوجد السفر في صورة أنقى في المخطوطة البندقية، وإحدى المخطوطات السينائية، وجزء من
المخطوطة السكندرية. ويبدو أن كل المخطوطات اليونانية الموجودة بين أيدينا الآن،
فيما عدا المخطوطة المكتوبة بحروف متصلة (المعروف برقم 284) ترجع إلى أصل واحد،
حيث أنه في هذه المخطوطات جميعها نجد أن القسمين " 30 :25 – 33 :15، 33 :16 –
36 :11) قد تغيرت مواضعها حتى إن الأصحاحات "16:33- 11:36"،جاءت بعد
"24:30"مباشرة، والأصحاحات " 30 :25 – 33 :15 " جاءت بعد
"36 :11". ويقبل غالبية العلماء التفسير الذي قدمه العالم "
فريتشه" (
Fritzche)، وهو أن الدرجين اللذين سجل عليهما القسمان – نظراً لتشابهما في
الحجم والشكل – قد وضعا في ترتيب خاطئ. ومن جهة أخرى فإن المخطوطة "248"
(القرن الرابع عشر) ليس فيها مثل هذا الخطأ. وهو نفس الشيء في الترجمات السريانية (البشيطة)
واللاتينية والأرمينية، وأيضاً في الترجمة اليونانية الموجودة في النسخ متعددة
اللغات (
Polyglot) لأنها نقلت عن المخطوطة "248" وليس عن المخطوطات
المكتوبة بحروف منفصلة. ومن أجزاء أخرى من النص اليوناني يتضح تفوق المخطوطة
"248" على بقية المخطوطات الأقدم (الفاتيكانية والسينائية والاسكندرانية
والأفرايمية والبندقية)، ففي المخطوطات اليونانية الأخرى، حذفت الآية "3
:25" مثلما فعل معظم المفسرين قبل اكتشاف النص العبري، لكن المخطوطة "
248" احتفظت بهذه الآية، وتسير على منوالها كل الطبعات الحديثة.

 

(2)
السريانية : من المعترف به بشكل عام أن الترجمة السريانية (البشيطة) قد نقلت عن
العبرية، وهي ترجمة أمينة وإن كانت في بعض المواضع تتفق مع السبعينية أكثر منها مع
العبرية، وربما كان ذلك بتأثير الفكرة غير الدقيقة من أن النص اليوناني هو الأصل.
وفي هذه الترجمة يوجد القسمان : " 30: 25 – 33: 5"، " 33 :16 – 36:
11 " في موضعيهما الصحيحين كما في الأصل العبري، وهو برهان قوي على أن
الترجمة السريانية لم تنقل عن اليونانية.

 

(3)
اللاتينية : تتفق الفولجاتا مع الترجمة اللاتينية القديمة التي أخذت عن الترجمة
السبعينية. وقد حاول بعض العلماء اثبات أن الفولجاتا مأخوذة عن الأصل العبري
المفقود، إلا أن الدليل الذي يقدمونه ضعيف وقد أثبتت القصاصات العبرية المكتشفة
حديثاً خطأهم. والقسمان اللذان وضعا في أماكن خطأ في الترجمة السبعينية (ما عدا
المخطوطة " 248") وضعا أيضاً في أماكن خطأ في اللاتينية مما يؤكد أن
الترجمة اللاتينية نقلت عن اليونانية.

 

سمات السفر:

+
إذ كانت أورشليم قد حملت طابعا هيلينيا أراد يشوع أن يكشف عن الحكمة وكنوزها خلال
التقليد العبري حتى لا ينهل أخوته من مصادر يونانية غريبة وليؤكد لهم كما للوثنيين
أن اليهودية تحمل كنز الحكمة الحقيقية.

+
أن كان اليهود قد رفضوا هذا السفر لان الفريسيين رأوا فيه اتجاها صدوقيا وان كان
ابن سيراخ ليس صدوقيا فان آباء الكنيسة الأولي تأثروا جدا بهذا السفر اقتطفوا منه
الكثير في كتاباتهم ربما أكثر بكثير من الأسفار الأخرى.

+
تعاليمه عن الحكمة تساير إلى حد كبير ما جاء في سفر الأمثال لسليمان الحكيم، فهو
ينظر إلى الحكمة نظرة واسعة وهي تشمل النشاط العقلي من كل ناحية من نواحي الحياة
مثل الدقة والحرص في القول والفعل، والكفاية في العمل، والذكاء وقوة التمييز، وضبط
النفس، والفطنة، والعلم، وحسن التصرف، وهذه كلها تبلغ ذروتها في مخافة الرب، كما
أنه يتضمن مباحث وصلوات و تسابيح مع مدح للآباء الأولين.

+
يجمع يشوع الأقوال الحكمية التي تدور حول موضوع واحد معا.. لذا يحوي السفر مقالات
صغيرة مثل الحث على الصبر في الضيقات (2: 1 – 18) طاعة الوالدين (3 : 1 – 16).
السخاء في العطاء (4 : 1 – 10). الصداقة (6 : 1 – 17). النساء (9 :1 – 13). الصمت (20
: 1 – 8). كلام النميمة (28 :15 -30). تربية الأولاد (30 :1 -13).

+
يبرز السفر الوحدة بين الدين والحياة اليومية، إذ يصف الحكمة الأرضية بأنها نوع من
الحكمة الإلهية، تنقص عنها مرتبة فقط، فكل نوع من أنواع الحكمة هو موهبة من الله
وفضل منه، فليس ثمة طريق إلا السير وفق الوصايا الإلهية.

+
يفرز السفر قسما للأطباء (1:38- 15)، فالله هو الذي يمنح الحكمة للطبيب، ومن دواعي
السرور أن يجعل الطبيب تشخيصه للداء موضع صلاة، أما إذا أساء التصرف فهو يخطئ ضد
الله ذاته.

+
ذكر السفر آراء عن حرية الإرادة في الإنسان (14:15- 17)، وإرادة الله المطلقة،
وسلطانه في (16 : 18، 22، 26)، وعن الخلود في (38 :22،23)، وآراء بشأن الحياة. وإن
كان لم يذكر شيئا عن الملائكة.

 

مكان السفر بين أسفار الكتاب المقدس :

يوضع
هذا السفر بعد سفر الحكمة أي قبل سفر أشعياء.

 

مضمون السفر:

لا
يمكن اكتشاف خط فكري واحد في هذا السفر – كا هو بين أيدينا الآن- لأن فكر المؤلف
ينتقل بسرعة من موضوع لآخر، ثم يعود ثانية للموضوع الأول، كما أنه يكرر نفس الفكرة
في مرات عديدة. ويقول "سونتاج" (
Sonntag) إن هذا السفر خليط من الأقوال التى لا رابط بينها، كما يقول
"برثولد" (
Berthold) إنه أقوال مرتجلة، ولكن الحقيقة هي أن السفر -تحكمه كله فكرة
رئيسية هي أن الحكمة بالغة القيمة لكل فرد.

 

ويسير
السفر على منوال سفر الأمثال، إذ يتكون من عبارإت بليغة موجزة زاخرة بالمعاني، مع
بعض الحوار الذي قد يطول أحياناً، وغالبيتها قد جمعت من مصادر مختلفة، ولكن بعضها
من وضع الكاتب، ولكن تحكمها جميعها فكرة أن الحكمة الحقيقية يجب أن تكون الهدف
الرئيسي للانسان.

والسفر
في غالبيته مكتوب بأسلوب شعري، حتى الأجزاء المكتوبة نثراً يظهر فيها التوازي
المميز للشعر العبري. ولقد بذلت محاولات كثيرة – على غير طائل – لاكتشاف خط فكري
محدد ومتصل عبر السفر كله، ولكن الاختلافات الجوهرية تثبت- عند الدراسة الدقيقة –
أن الذي جمع مادة السفر، ضمها إلى بعضها البعض دون اعتبار للترابط المنطقي، لكنه
لم يحول نظره عن الهدف الأساسي وهو أن الحكمة هي أهم كل شيء.

 

تعليم السفر:

يمكن
القول إن المبادىء الواردة في هذا السفر تتفق بصفة عامة مع مبادىء مدرسة الحكمة
عند يهود فلسطين في ذلك الوقت (حوالي 250 ق م.)، رغم عدم ذكر أي كلمة عن الرجاء
المسياني أو عن قيام مملكة المسيا. كما لا يوجد في هذا السفر أي تعليم من التعاليم
المميزة لليهودية الاسكندرانية دون اليهودية الفلسطينية رغم ورود بعضها في سفر
الحكمة. ويرى بعض العلماء الألمان أن الكتاب يضم العديد من التعبيرات السكندرية
والأقوال المميزة لفلسفة الاسكندرية. ولكن ما يقوله هؤلاء العلماء الألمان غير
صحيح باستثناء بعض الإضافات المتأخرة التي جاءت غالبيتها من دوائر مسيحية كما أثبت
بعض العلماء مثل دراموند ودين وغيرهما. والمميزات البارزة للمدرسة السكندرية هى
التفسيرات المجازية للأسفار المقدسة، ومفهومها للرؤى الإلهية المفرحة، واعتقادها
في القوى الوسيطة بين الإنسان والله، وتبنيها للأفكار اليونانية المحضة، ولا شيء
من هذه الظواهر في حكمة يشوع بن سيراخ. فالعبرانيون لم يقدموا لاهوتاً نظرياً أو
تأملياً، كما أنهم لم يقدموا فلسفة معينة بل اتجه كل تفكيرهم إلى الحياة والسلوك
وواجبات الناس من نحو الله ومن نحو بعضهم البعض، وكذلك إلى الآمال التي يتعلقون
بها والمخاوف التى تخامر نفوسهم، وهذه هي الفلسفة الوحيدة التي يتعلمونها من
التوراة وأسفار الأبوكريفا، وتظهر بأجلى صورة فيما يسمى "بكتابات
الحكمة".

 

والخطوط
الرئيسية في تعليم يشوع بن سيراخ يمكن تناولها من ثلاثة جوانب: الدين والأخلاق
والسلوك.

(أ)
الدين:

(1)
الله: يتفق هذ السفر- بصفة عامة- فيما يذكره عن الله مع أسفار العهد القديم
الأخيرة التي كتبت منذ السبي وما بعده. إلا أن الصورة التى يرسمها هذا السفر لله،
ينقصها الحب والحنان اللذان نراهما في أنبياء العهد القديم، فالله موجود في كل
مكان (16 :17 -23) وقد خلق العالم كوحدة منظمة (26:16-30) ووضع في الإنسان ذكاء،
وسلطه على كل ذي جسد. وقد صاغ الكاتب عباراته على نمط ما جاء في الأصحاح الأول من
سفر التكوين، ويمكن الاستدلال منها على أنها تعني الخلق من العدم، بينما يعتنق سفر
الحكمة الرأي السكندري في أن المادة أزلية، وأن عمل الخالق أقتصر على الصياغة والتشكيل
والتجميل. لكن العا لم هو خليقه الله من لا شيء، وليس كما يقول فيلون وغيره، من
أنه انبثاق منه. والله رحيم وغفور (24:17- 28) وأعماله لا تستقصى (18: 2 – 4)،
ورحمته هي لكل ذي جسد (18 :12) أي لكل الذين يقبلون تأديبه ويبادرون إلى العمل
بأحكامه (18: 14). كا أن الله "هو الكل" (43: 29) وهو ما يعني ببساطة أن
الله موجود في كل مكان وأنه أصل كل شيء. وهذا غير التعليم السكندري الذي يقول
بوحدة الوجود.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم نظام الجماعة 09

 

(2)
الإعلان: يتفق سيراخ مع سائر كتابات "الرجال الحكماء" في إضفاء قيمة
كبيرة على الدين الطبيعي، ذلك الدين الذي تعلنه فطرة وعقل وضمير الانسان، كما
تعلنه الشمس والقمر والنجوم… الخ. إلا أن سيراخ يؤكد بشدة أن الإرادة الإلهية
معلنة بشكل خاص في شريعة موسى (33:24، 35: 1 – 11، 45: 1- 6) بينما لا نجد كلمة
الشريعة ولا مرة واحدة في سفر "الجامعة"، كما لا نجد الشريعة (بمعنى
شريعة موسى) في سفري الحكمة والأمثال. أما في سفر ابن سيراخ فترد الكلمة أكثر من
عشرين مرة، لكنها لا تعني دائماً الأسفار الخمسة حتى عند التعبير عنها
"بأسفار موسى". إنها تتضمن أيضاً – بصفة عامة- النبوات وسائر الأسفار
(سيراخ 8:34، 35: 1-3، 39: 11).

 

(3)
الخطية: ترجع الخطية إلى ممارسة الإنسان الخاطئة لحريته، ويستطيع الناس- متى
أرادوا- أن يحفظوا الوصايا، وهم وحدهم الملومون إذا خالفوها "فإن شئت حفظت
الوصايا" (14:15 -17). أما الخطية فقد دخلت إلى العا لم عن طريق المرأة
(حواء)، وبالخطية دخل الموت (33:25، انظر 1تي 2: 14) ولكن لا يوجد في سيراخ أي
تعليم عن الخطية الأصلية.

 

(4)
التعيين السابق: يعلم سيراخ بالتعيين السابق بدون إهدار لتأكيد"حرية
الإرادة". فالرب قد ميز بين البشر، "فمنهم من باركه وأعلاه ومنهم من
قدسه وقربه إليه ومنهم من لعنه وخفضه ونكسه من مقامه" (33: 10-12).

 

(5)
الشيطان: كلمة "الشيطان" المذكورة في ابن سيراخ (21: 30- وهى لا تذكر في
أي موضع آخر من الأبوكريفا) إنما ترمز الى قلب الإنسان الشرير كا يظهر من القرينة.

 

(6)
الخلاص: لا خلاص للانسان – في مفهوم سفر سيراخ- إلا عن طريق أعماله الصالحة:
"كل عمل فاسد يزول وعامله يذهب معه، وكل عمل منتقي يُبَرِّر وعامله يكرم
لأجله" (41 : 20 و21). وكذلك العفو من جانب الله: "ما أعظم رحمة الرب
وعفوه للذين يتوبون اليه" (17 :26- 28)، والكفارة الوحيدة هي من خلال أعمال
الإنسان الصالحة وإكرام الو الدين (3: 4- 8)، و"الصدقة" (3: 33، 17 :
18).

 

(7)
الذبيحة: ذبيحة الشرير مكروهة أمام الرب (34: 21 – 27)، مع أن الرب نفسه قد عين
الذبائح والباكورات (45: 20- 25). وعندما يقدم البار ذبائح فهي مرضية عند الرب
وذكرها لا ينسى: "ذبيحة الرجل الصديق مرضية وذكرها لاينسى" (8:35 و 9).

 

(8)
الأعياد: رسم الرب الأعياد والمواسم ليحتفل بها الإنسان (8:33 و9- أنظر تك 1 :14).

 

(9)
الصلاة: جاءت إشارات كثيرة في هذا السفر إلى واجب الصلاة (37: 19) وتحددت
الاستعدادات اللازمة للصلاة (17: 22- 25، 18: 20-23)، والوعد بنتيجتها الناجحة
(16:35- 22)، ولا ينبغي أن نكرر الكلام باطلاً (7: 15، أنظر مت 7:6)، وينبغي ألا
تكون بقلب مرتاب (28:3، 5: 10- 16، أنظر يع 1 :6،. وينبغي أن يصلي الناس عند المرض
(9:38)، ولكن يجب استشارة الطبيب واتباع نصيحته: "أعط الطبيب كرامته لأجل
فوائده فإن الرب خلقه، لأن الطب آت من عند العلي… الرب خلق الأدوية من الأرض
والرجل الفطن لا يكرهها" (38: 1- 12).

 

(10)
الاعتقاد بالملائكة: لم يذكر سيراخ بصراحة شيئاً عن الاعتقاد بالملائكة، و لم
يستخدم لغة توحي بهذا الاعتقاد. وكلمة "ملاك" في العبارة: إن الرب
"ضرب محلة أشور وملاكه حطمهم" (24:48- انظر 2مل 19: 35)، جاءت في الأصل
العبري "الوباء"، كما وردت كذلك في الترجمة السريانية، ولكها وردت
"ملاك" في الترجمة السبعينية وحذت حذوها الفولجاتا.

 

(11)
الأخرويات: لا يوجد في هذا السفر أي تعليم عن الحياة الأخروية. لكن لا بد أن يجازي
الناس حسب أعمالهم، ولكن في هذه الدنيا (2: 10- 17، 13:9، 11 :28). والجزاء لا
يقتصر على الأفراد في حياتهم، لكنه يمتد إلى أبنائهم، ويتضمن ذلك تمجيد اسمهم أو
هوانه بعد الموت (انظر 28:11 – 30، 40: 15، 8:41-12، 44: 11- 15).

 

أما
الفقرة الخاصة بجهنم في عبارة "نار ودود" (19:7) و"بالجحيم"
(17:9) فهي بلا شك غير أصلية ولا توجد في الترجمات السريانية أو الأثيوبية
وغيرهما. وحيث أن السفر لا يذكر شيئاً عن الحياة الآتية، فمن ثم، لا يذكر شيئاً عن
"القيامة"، ولا يشير مطلقاً إلى الحياة بعد القبر، حتى في الجزء الذي
يتحدث فيه عن الخوف من الموت (41: 1-5).

 

ويتفق
سفر يشوع بن سيراخ في هذا مع الأسفار الخمسة والأسفار النبوية في العهد القديم، إذ
لا يذكر أي منها شيئاً عن الحياة بعد القبر. كما أنه لا يذكر سوى القليل- أو لعله
لا يذكر شيئاً مطلقاً – عن الرجاء المسياني، رغم أنه لا بد كان شائعاً في فلسطين
بين اليهود المعاصرين للكاتب، مع أنه يصلي من أجل عودة إسرائيل وأورشليم (36: 1-
19)، وإن كان البعض يعتقدون أن هذه الصلاة كانت من أجل رجاء مجىء مملكة المسيا.

 

(12)
عقيدة سيراخ عن الحكمة: سنذكر هنا كلمة مختصرة عن المقصود بالحكمة في سيراخ
(والرجا الرجوع الى ما كتب عن "الحكمة" في مادتها). ونجد في الأصحاحين
الأول والرابع والعشرين تعليم سيراخ عن الحكمة. إن الحكمة هي من الله، فهو الذي
خلقها، فلا بد أن يكون لها وجود منفصل، إلا أنها تعتمد عليه. وهي كلية الوجود،
وتحل – بمعنى خاص – في كل جسد. إن أصل الحكمة وكمالها وتاجها هي مخافة الرب (1: 11
و 16 و 17، 20- 25). والرب يمنحها لمحبيه المؤمنين باسمه (1: 10 و 16)- والحكمة هي
مخافة الرب والعمل بالشريعه (19 :18 و 19)، بل هي مرادفة لشريعة موسى (32:24 و
33)، أي أنها تتضمن المبادىء العملية والقواعد المنظمة للحياة. وفي هذه العقيدة
تجتمع شمولية الخلاص (3:24- 21) مع تخصيص اصطفاء الله لليهود كما تقول الشريعة
المعطاة من الله (23:24- 34). ولكن أليس في هذا الأصحاح ما يخرج عن تعليم اليهودية
الفلسطينية" إن أحد العلماء (جفرورر) يؤكد أن الأصحاح الرابع والعشرين كله قد
كتبه يهودي أسكندري، ونقله (ابن سيراخ) بدون أي تغيير. ولكن ما الذي يوجد في هذا
الأصحاح مما لا يستطيع أن يكتبه يهودي فلسطيني مثقف مستقيم الرأي في زمن بن سيراخ؟
ولكن هناك جانب آخر فيما يتعلق بمفهوم الحكمة فيما يسمى "بأسفار الحكمة"
إذ ليس بهذا المفهوم ما لم يتأثر- إلى حد ما- بالفلسفة اليونانية. فالانسان الصالح
في فلسفة سقراط، كما- إلى حد ما- في فلسفة أفلاطون وأرسطو، هو الإنسان الحكيم.
ولعل "كين" (
Cheyne) يغالي في قوله إن "أبن سيراخ حسبما نرى لم يتأثر على
الإطلاق بفلسفة اليونان".

 

(ب)
1لأخلاق:

إن
المبدأ الأخلاقي في سيراخ هو مذهب "المتعة" أو مذهب المنفعة الذاتية (
Hedonism)، بينما نجد في
المزامير والأسفار النبوبة أن الشكر لله على محبته البادية وأعماله الرحيمة التى
صنعها، هو أساس كل التضرعات والنذور التي لا حصر لها. ومجازاة الإنسان- ثواباً أو
عقاباً- على السلوك الصالح أو الرديء، يتم في هذا العالم الحاضر 7:2 و 8، 11 :17،
16 :8 – 11، 9:45- 13 مع ما جاء عن ("الاخرويات" آنفا). والمبدأ النفعي
هنا يستلزم معاونة التقي لأنه قد يخدمنا:

 

"أحسن
إلى التقى فتنال جزاء، إن لم يكن من عنده فمن عند العلى" (2:12)، كما يقول
"ابق أميناً للقريب في فقره لكى تشبع معه من خيراته" (28:22)، وهو على
غير ما علم به الرب يسوع في إنجيل لوقا (لو 6: 30- 36). كما يقول إن النوح يكون
على الأصدقاء لأجل المظاهر فحسب "أقم المناحة بحسب منزلته (الصديق) يوماً أو
يومين دفعاً للغيبة" (سيراخ 16:38- 18).

 

إلا
أن هناك الكثير من الوصايا السامية، فيوصينا يشوع بن سيراخ بالشفقة على الفقير
والترفق به ومعاونته: "كن طويل الأناة على البائس… أعن المسكين وفي عوزه لا
ترده فارغاً… الرجل الصالح يكفل القريب" (29: 11 و 12 و 19). كما يدعو إلى
"الصدقة" (3:12)، والحديث بلطف (18: 15- 19). وعلى السادة أن يعاملوا
العبيد والخدم كإخوة لهم، بل وكما يريدون أن يعاملهم الآخرون (7: 23، 33: 31)،
وعلى الوالدين أن يهتما بتربية الأبناء تربية قويمة (7: 25 و 26). وعلى الأبناء أن
يحترموا والديهم ويطيعوهم (3: 1- 16). وعلى الناس أن يدافعوا عن الحق ويجاهدوا في
سبيله، فيدافع الرب عنهم (33:4)، والكبرياء ممقوتة عند الله والناس (10 :7). أما
الوداعة والتواضع (3: 19 و 20) والصفح والتسامح (28: 2) فمطلوبة.

 

(ج)
السلوك:

إن
سفر سيراخ كتاب لقواعد آداب السلوك، مثلما هو كتاب للأخلاق. والدافع على السلوك
الطيب هو مصلحة الإنسان الشخصية. ويعطي سيراخ للسلوك اهتماماً أكبر مما يعطيه سفر
الأمثال، ويرجع ذلك إلى قيام حالة من التعقيد والاصطناع في المجتمع في فلسطين في
ذلك الوقت عندما يدعى الإنسان الى مأدبة ينبغي ألا يبدو جشعاً، أو أن ييادر إلى
أخذ أجود الاصناف المقدمة، وينبغي أن يكون أول من يمسك عن الطعام، ولا يكون نهماً
لا يشبع (12:31- 18). والاعتدال في الأكل لازم للصحة وللمظهر الكريم (31: 19- 25).
والنواح على الأموات واجب اجتماعي، فيجب أن يتم بحرص، فالتقصير في مثل هذا الأمر
يسيء إلى السمعة (6:38 1- 22). ومن الخطأ أن تقف أمام أبواب الناس لتتطلع أو
تتسمع. الجهال فقط هم الذين يفعلون هكذا (21: 26 و 27). وقد امتدح الكاتب مجلس
الموسيقى والخمر بل وألحان المغنين (7:32 و 8). ويحذر الكاتب من المرأة الشريرة
(17:25 -36)، وعلى الرجل أن يحذر من المغنيات والراقصات والزواني، فالخطية شر يجب
أن نخشاه ونتجنب الوقوع فيه (9: 1- 13، 26: 10- 15)، "من المرأة ابتدأت
الخطيئة وبسببها نموت نحن أجمعون (33:25)، بينما لم تستخدم عبارات إطراء ومديح
للزوجة الصالحة. أكثر مما استخدمت في سفر يشوع بن سيراخ (16:26- 24)، وكذلك في
تقريظ سعادة البيت الذي يعيش فيه الزوج والزوجة معاً في صفاء (2:25-4).

 

(د)
نصائح للفطنة:

"لا
تقرض من هو أقوى منك، فإن أقرضته شيئاً فاحسب أنك قد أضعته " (8: 15). وليس
من الحكمة أن يكفل الإنسان غيره (16:8، 18:29- 26)، إلا أنه يمكن أن يكفل الرجل
الصالح ويقرضه أيضاً (29: 1- 3). ويلزم التنويه بأن إقراض الآخرين وكفالتهم كانا
يعدان في تلك الأيام من أعمال الرحمة البسيطة الخالصة، فقد كانت الشريعة اليهودية
تحرم الربا بأي شكل من الأشكال. ويقول أيضاً إن: "الزلة عن السطح ولا الزلة
من اللسان " (20: 20)، لذلك كن حارساً لفمك، "الحكيم في الكلام يشتهر
والإنسان الفطن يرضي العظماء (2: 29). فقد كانت لكاتب السفر كبرياء طبقته، فهو يرى
أن عقل الشخص العامي غر المختبر. مثل الحراث والنجار وأشباههما، لا طاقة له على
معالجة القضايا الفكرية (38: ه 2- 34).

 

الأسلوب الأدبي فى السفر:

الجزء
الأكبر من السفر مكتوب في قالب شعري، يشيع فيه الطباق الذي يميز الشعر العبري، إلا
أنه في ذلك، أقل من سفر الأمثال. وليس للشعر العبري فيه وزن ثابت محدد، إلا أن بعض
العلماء يرون عكس ذلك. كما يوجد الطباق أيضاً في الأجزاء النثرية من سفر يشوع بن
سيراخ. وتشابه الموضوعات هو وحده الذي يقوم عليه ترتيب المقطوعات الشعرية.

 

أقسام السفر:

+
يقسم "إيشهورن" السفر إلى ثلالة أقسام: يضم الأول الأصحاحات من 1-23،
والثاني من 24-42: 14، والثالث من 42: 14- 24:50. كما يعتقد أن كل قسم منها كان
كتاباً منفصلاً، ثم ربط المؤلف بين الأقسام الثلاث.

 

+
ويقسم "جوليان " السفر إلى ثلاثة أقسام أيضاً. أما سكولز (
Scholz) فيقسمه إلى اثنى
عشر قسماً، و"فريتز" (
Fritzsche)، و"ريسل" (Ryssel) يقسمانه إلى سبعة أقسام، وإدرشيم ومولتن يقسمانه الى خمسة أقسام،
إلى غير ذلك من التقسيمات. كما لاحظ البعض منذ البداية وجود أجزاء مستقلة، وضعوا
لها عناوين فرعية. فوضعوا عنوان "ضبط النفس" للجزء الذي يبدأ بالعدد الثلاثين
من الأصحاح الثامن عشر، وعنوان "أمثال" للجزء الذى ييدأ من 27:20،
و"أدب الفم" للجزء من 7:23، و"مدح الحكمة" من 24: 1،
و"بخصوص الأطفال" من 30: 1، و"الصحة" من 30: 14،
و"الأطعمة" من 30: 16، و"الخدم والعبيد" من 33: 24،
و"الحكام" 35، و "مدح الآباء" من 44: 1، و"صلاة يشوع بن
سيراخ" من 51: 1. ولعل السفر كله قد أشتمل على مثل هذه العناوين في وقت من
الأوقات لسد احتياج القارىء، وبخاصة بعد أن أصبح هذا السفر أحد الكتب الهامة التي
تقرأ في الكنيسة، وما زالت بعض الطبعات تحتوي على هذه العناوين.

 

+
كما يمكن تقسيم سفر يشوع بن سيراخ إلى ثلاثة أقسام رئيسية:

القسم
الأول: ويشمل الإصحاحات من 1 – 43.

 وهذه
كلها تضم الكثير من الحكم التي تأخذ طابع سفرى الأمثال والحكمة لسليمان الحكيم.
وهى حكم ونصائح ووصايا لنوعيات مختلفة من الناس للآباء وللأبناء وللرؤساء
وللمرؤوسين وللأغنياء وللدون. وكلها تحض على الفضيلة والعدل وعدم الاتكال على
المال وعدم الاستكبار وصنع الرحمة للفقير والمريض ومجاملة الحزين ومعايشة الناس في
محبة وتجنب الحلفان وفحش الكلام والنجاسة وشهوة البطن وعدم إتباع العرافة والتطير
والأحلام ومسامحة الناس واحترام الكبار وعدم التعالي على المرؤوسين وعدم المحاباة
الوجوه وتقديس العشور والبكور.

 القسم
الثاني: وتشمل الإصحاحات من 44 – 50.

 وفى
هذا القسم مجد الكاتب أفاضل الآباء والأنبياء والملوك والقادة والقضاة والكهنة من
بنى إسرائيل. ويتحدث عن سيرهم ويذكر لهم برهم وتقواهم وبطولاتهم وغيرتهم والمجد
الذي نالوه من الرب. وفى نهاية هذا القسم يذكر كاتب السفر اسمه بقوله (رسم تأديب
العقل والعلم في هذا الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه)
س50 : 29.

 القسم
الثالث: وهو الإصحاح الأخير من السفر الذي هو الإصحاح الواحد والخمسين. وفى هذا
الإصحاح يختم الكاتب السفر بالصلاة للرب معترفا بقدرته ومسبحا له على جوده ورحمته
التي صنعها معه حيث قبل صلاته في صباه ومنحه الحكمة والفطنة والذكاء والاستقامة
والطهارة والقدرة على التعليم.

 

محتويات السفر :

ينقسم
السفر إلى ثلاثة أقسام :

أولاً:
وصف الحكمة (ص 1)

أ
– الآداب والحكم والنصائح التي تناسب كل فرد من الناس (ص 1)

 –
الحكمة في عيني سيراخ مرتبطة بالله نفسه، ينبوعها كلمة الله.

 –
يربط بين الحكمة الحقة ومحبة الله، بل يراهما أمرا واحدا فأن محبة الرب هي الحكمة
المجيدة (1 : 14).

 –
يربط أيضا بين الحكمة ومخافة الرب.. وبينها وبين العبادة الحقيقية والتقوى العملية
فيراها مولدة للفرح والسلام.

 –
المسيح هو الحكمة الذي بالحق يهبنا سماته عاملة فينا، فننعم بفرحه وسلامه وبره).

ب
– سلوكنا العملي ص 2 – 43

 –
إذ ألهب قلبنا بحب الحكمة العاملة في القلب والملتحمة بعبادتنا وسلوكنا، قدم سيراخ
أقوال حكمية تسندنا في كل معاملاتنا، منها المقالات السابق الإشارة إليها، كما
ويلاحظ في كلماته :

 –
بدأ حديثه عن الحكمة بخدمة الرب بصبر وتقوي وتوبة.. فلا يمكن لنا أن نسلك بحكمة مع
الناس ما لم تكن لنا الحياة التقوية مع الله نفسه.

 –
تحدث عن الطاعة للوالدين، فالحكمة تلتحم بالإتضاع والطاعة ونوال بركة الوالدين

 –
في التعامل مع الآخرين، يبدأ بالحديث عن المساكين والمعوزين (ص 3) لئلا نتجاهلهم
وننس احتياجاتهم.


بعد الحديث عن المساكين يحثنا سيراخ على الاهتمام بكسب كل إنسان كصديق قدر
المستطاع.. والهروب من

 جو
المخاصمات.. والحذر من العثرة بالنسبة للنساء.


يمزج ابن سيراخ الأقوال الحكمية بالصلاة " أيها الرب الأب، يا سيد حياتي لا
تتركني ومشورة شفتي ولا تدعني اسقط بهما " (23 : 1)، ينادي السيد المسيح
" من أكلني عاد إلى جائعا " (24 : 29).

 

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس و وادى الرؤيا ا

ثانيا
: تراجم الآباء الأولين (ص 44- 50) :

+
يمتدح عمل الله في الآباء الأولين " لنمدح الرجال النجباء آباءنا الذين ولدنا
منهم، فيهم أنشأ الرب مجدا كثيرا وأبدي عظمته منذ الدهر 44 : 1، 2)، هكذا مدح آباء
وملوك وأنبياء وكهنة وأشراف :

 –
الآباء الأولون (أخنوخ، نوح، إبراهيم، اسحق، يعقوب (ص44)

 –
موسى النبي (ص45)

 –
يشوع بن نون (ص46)

 –
كالب، القضاة، صموئيل النبي (ص46)

 –
ناثان النبي وداود الملك سليمان (ص47)

 –
إيليا النبي وأليشع (ص48)

 –
حزقيا الملك و أشعياء النبي (ص48)

 –
يوشيا و حزقيال النبي (ص49)

 –
زربابل و يشوع بن يوصاداق و نحميا (ص49)

 –
سمعان بن أونيا (ص50)

+
ختم الكاتب هذا القسم بذكر اسمه بقوله " قد رسم تأديب العقل والعلم من هذا
الكتاب يشوع بن سيراخ الأورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه " (29:50).

 

ثالثاً:
ختام (ص 51)

ختم
الكاتب سفره بحمد الله.

+
ختم السفر بصلاة أو تسبحة " أعطاني الرب اللسان جزاء فبه أسبحه " (51 :
30)، قدمها لله مخلصه على عنايته بخليقته ووجوده الأبدي … فالحكمة تمس خلاصه وليس
مجرد تصرفات بينه وبين الغير.

+
أن كان الله يهبه الحكمة فانه يرد الحب بالحب فيقدم لله تسبيحا " أن الذي
آتاني حكمة أتيه تمجيدا "51: 23"

 

قانونية السفر:

يعتبر
سفر "حكمة يشوع بن سيراخ" أكبر وأشمل نموذج لكتابات الحكمة، كثيرا ما
يسمى "بحكمة سيراخ " أو (سيراخ) فقط. تحمل النسخة العبرية من السفر
والتى عرفها جيروم نفس عنوان سفر (الأمثال) وهو بالعبرية "ماشاليم" (أي
أمثال). وقد ذكر في كتابات الربانيين بالمفرد من هذا الاسم أي "ماشال"
(أي مثل) وهو بالأرامية "مثلاً"، لكنه جاء في التلمود باسم المؤلف أي
باسم "ابن سيراخ". ولم يذكر له عنوان في القصاصات العبرية التي عثر
عليها حديثاً.

أما
في المخطوطات اليونانية، فيذكر باسم "حكمة يشوع بن سيراخ" أو "حكمة
سيراخ". ودعاه الآباء (مثل يوسابيوس وغيره) "الحكمة كلية الفضيلة".
ودعاه كليمندس السكندري "المعلم". والعنوان العبري الأول وكذلك العناوين
العبرية المختلفة تعبر عن الموضوع. لكن ورد في أحد العناوين العبرية باسم المؤلف سيراخ".

أما
الاسم اللاتيتنى "إكليزيستكاس" (
Ecclesiasticus) أي "الكنسي" فقد أطلق على الكتاب لأنه كان أحد الكتب
المسموح بقراءتها في الكنيسة "إكليزيا" (
Ecclesia)، رغم أنه ليس من الأسفار القانونية التي يمكن الاستشهاد بها
لإثبات أي تعليم أو دحضه. وقد أطلق هذا الاسم على هذا السفر – كما هو بين أيدينا –
منذ زمن كبريان. والعنوان السرياني (في البشيطة) هو سفر "يشوع بن سمعان
أسيرا" وذلك كما ورد في نسخة لندن المتعددة اللغات، ودعى أيضا "سفر
الحكمة" لبارأسيرا (كلمة "بار" في السريانية تقابل كلمة
"ابن" في العبرية والعربية). ولا شك أن "أسيرا" تحريف لاسم
"سيراخ".

ورغم
أن هذا السفر هو أقدم أسفار القانونية الثانية، إلا أنه لم يُدرج مطلقاً في
الأسفار القانونية اليهودية، ومع ذلك فهناك اقتباسات كثيرة منه في التلمود،
وكتابات معلمي اليهود. أما الأسفار المقدسة فلم تشر إليه بصراحة، رغم استشهاد
الكثيرين من الكتاب اليهود والمسيحيين به بكل احترام، بل اعتبره البعض منهم سفراً
مقدساً.

ويشكل
سفر "حكمة ابن سيراخ" جزءاً من "الفولجاتا" كما أقرها
"مجمع ترنت " فأصبح يعتبر من الأسفار القانونية عند الكاثوليك، أما
الكنائس البروتستانتية فلم تعتبره مطلقاً من الأسفار القانونية رغم أن العديد من
العلماء البروتستانت ينظرون إليه بعين التقدير والاعتبار. وقد قبله أغسطينوس ومجمع
"هبو" (
Hippo – عام 393 م)، ومجمعا قرطاجنة 397 م، 419 م، إلا أنه لا يوجد في
قائمة الأسفار القانونية كما سجلها ميليتس (180 م)، و"أوريجانوس". كما
خلت منه أيضاً قائمة مجمع لاودكية 341 م، 381 م). كما يوصي "جيروم" أن
يقرأ هذان السفران (الحكمة وسيراخ) "لتعليم الشعب وليس لأثبات صحة العقائد
الكنسية". ولم يلق السفر الاحترام الكافي عند كثيرين لأنه لم يرتبط باسم عظيم
"كأمثال سليمان" مثلاً. ويرى البعض أن يعقوب الرسول قد أقتبس في رسالته الكثير
من "حكمة يشوع بن سيراخ" (انظر يع 1 :2- 4 مع سيرإخ 2: 1- 4، يع 1: 5 مع
سيراخ 1 :22 و 23، 51: 20-23، يع 1 :8 مع حكمة 5: 11). كما أقتبس منه آباء الكنيسة
في كتاباتهم أكليمندس السكندري وأوريجانوس وأغسطينوس وغيرهم). أما قوانين الرسل
فتذكر الاقتباسات منه مسبوقة بعبارة "كما يقول الكتاب". أما المصلحون
فقد نظروا الى هذا السفر نظرة تقدير، وقد تضمن كتاب صلوات الكنيسة الإنجليكانية
أجزاء منه.

 

1-يعد
سفر يشوع ابن سيراخ أكثر الأسفار القانونية الثانية قبولاً وتقديراً بين كل من
اليهود والبروتستانت ولذلك فهو أقلها اعتراضاً عليه من جهتهم. لقد اقتبس الربيين
اليهود كثيراً جداً وذلك في كتاباتهم وتعليمهم.

2-قد
نظر إليه الأخوة البروتستانت نظرة إجلال وتقدير , ويقول "سمعان كلهون"
صاحب كتاب (مرشد الطالبين) رغم تعصبه الشديد وانتقاضه الحاد لتلك الأسفار "إن
الأفضل بين كتب الأبوكريفا هو سفر يشوع بن سيراخ الذي يمكن أن يستفاد من قراءته
كيفية تفسير اليهود لشريعتهم.

3-ولما
رأت الكنيسة أن هناك بعض المحاولات للتلاعب في قائمة الأسفار القانونية سارعت بعقد
المجامع المسكونية والمكانية للتأكيد على صحة وقانونية الأسفار ومنها:-


مجمع نيقية سنة 325م.


مجمع هيبو سنة 393م.


مجمع قرطاجنة الأول سنة 397م.


مجمع قرطاجنة الثاني سنة 419م.

ومن
مجامع الكنيسة الكاثوليكية:


مجمع فلورنسا سنة 1124م.


مجمع ترنت سنة 1546م.(واعتبر الفولجاتا الترجمة المعتمدة لدى الروم الكاثوليك).


مجمع القسطنطينية سنة 1642م.(مجمع الروم).


مجمع الفاتيكان الأول سنة 1870م.

4-كذلك
فقد ورد السفر في قوانين الآباء الرسل ل(هيبوليتس) حيث تسبق الاقتباسات عبارة
"كما يقول الكتاب" كما ضمن لائحة الكتب القانونية التي وضعها
البابا(إينوقنيتوس) بابا روما في سنة 405م.

5-هناك
قديسين وعلماء أقروا قانونية السفر و اقتبسوا منه في تعاليمهم وكتاباتهم مثل:-
(القديس يوستينوس الشهيد. القديس كليمندس السكندري. العلامة ترتليان. العلامة
أوريجانوس. القديس كبريانوس الشهيد. القديس ألكسندر. القديس أثناسيوس الرسولي.
القديس أبيفانيوس. القديس جيروم. مار افرام السرياني. القديس باسيليوس الكبير.
القديس غريغوريوس النزينزي. القديس أغسطينوس.

القديس
غريغوريوس النيصي. القديس كيرلس الأورشليمي. القديس يوحنا ذهبي الفم).

 

وبرغم
إعتراض البروتستانت على صحة هذا السفر وقانونيته، فإننا نجد بعضاً من مشاهير
كُتّابهم يقرظون هذا السفر في كتاباتهم، ونذكر من هؤلاء على سبيل المثال:-

1-
د. سمعان كلهون في كتابه "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين – طبعة
بيروت 1937 – ص306) حيث يقول: "يتألَّف هذا السفر من مجموعة من الأقوال
الحكيمة أو الأمثال تشبُّهاً بأمثال سليمان، ومن ملحق للرجال الذين هم تلامذة
الحكمة. وكان مؤلفه اسمه يشوع بن سيراخ أسيراً من أورشليم، يُحتَمل أنه كان
معاصراً لرئيس الكعنة سمعان البار، وقد كُتِبَ سفره بالعبرانية وترجمه إلى
اليونانية حفيد المؤلف نحو سنة 132ق.م."

 ملحوظة:
يرى صاحب مجلة صهيون ومؤلف كتاب (مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – طبعة 1929 –
ص 183). أن ترجمة سفر يشوع بن سيراخ من العبرية إلى اليونانية تمت في الفترة من
سنة 155-116ق.م.

2-
القس داود حداد من القدس، الذي قام بكتابة مواد حرف الياء في كتاب "قاموس
الكتاب المقدس – طبعة بيروت 1964 – ص 1071) كتب يقول عن هذا السفر: "يشبه في
نمط تأليفه أمثال سليمان، غير أنه يتضمَّن أيضاً مباحث وصلوات. وينتهي بكتابين
أولهما (ص44-50) مديح القديسين والشهداء من أخنوخ إلى سمعان بن أدنيا الكاهن
العظيم. أما الإصحاح الأخير فيحتوي على شكر وصلاة. ونستدل من هذا السفر على الآراء
اللاهوتية والآداب التي كانت شائعة بين اليهود في العصر الذي أُلِّفَ فيه.

 وفيما
عدا البروتستانت، تجمع كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية في العالم على
الإعتراف بهذا السفر وباقي أسفار المجموعة الثانية القانونية التي جُمِعَت بعد
عزرا. وقد ورد هذا السفر بنصه في الترجمة السبعينية للتوراة التي تمت بالإسكندرية
في سنة 280ق.م. كما ورد بنصه أيضاً في الترجمة القديمة اللاتينية والقبطية
والحبشية التر تُرجِمَت في العصر الرسولي من الأصل العبراني. هذا وقد أيدت قانونية
هذا السفر المجامع الكثيرة التي عُقِدت في إيبون (393) وقرطاجنة الأول (397)
وقرطاجنة الثاني (419) ومجمع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (1672) ومجمع أورشليم
للكنيسة الأرثوذكسية (1682) وغيرها.. هذا فضلاً عن وروده ضمن قائمة الأسفار الموحى
بها المذكورة في قوانين الرسل وقوانين بن العسال وغيرهما. وبرغم أن القديس
إيرونيموس (من آباء الجيل الرابع) أشار إلى رفض البعض لهذا السفر وغيره من أسفار
المجموعة القانونية الثانية في أيامه، إلا أنه يقول في كتابه (الرد على روفين: راجع
مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – ص 165) ليرد ظن البعض أنه هو أيضاً يرفض هذه
الأسفار: "إني لا أقصد بذلك تعبيراً عن مذهبي" كما أنه يقول في (مقدمته
على أسفار سليمان (راجع مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب – ص 162) حول سفري
الحكمة ويشوع بن سيراخ "كما تتلو الكنيسة أسفار يهوديت وطوبيا والمكابيين..
كذلك يحسن بها أن تتلو هذين السفرين". وهو في كتاباته أيضاً إستشهد من بعض
عبارات سفر يشوع بن سيراخ دليلاً على إقتناعه بصحته.

 هذا
وقد استشهد بما جاء في السفر آباء كثيرون من قديسي الكنيسة القُدامى إكليمندس
الإسكندري الذي إستشهد بالسفر مراراً في كتابه البيداجوحي حيث يقول عن كلام السفر
"قال الكتاب المقدس". وإستشهد بالسفر أيضاً القديس أوريجانوس في كتابه
(المبادئ 8:2) وفي (تفسير إنجيل متى، مجلد 7 ف22) وفي كتابه (شرح سفر أرميا – ميمر
6، 16) وكتابه (شرح سفر حزقيال – ميمر 6). وكذا القديس العظيم البابا أثناسيوس
الرسولي في (خطبة ضد بدعة آريوس 7:2) وفي كتابه (تاريخ بدعة آريوس 52)، وكذا في
دفع تهم ذويه عن نفسه 66، وكذا في رسالته لأساقفة مصر، وأيضاً في تفسيره المزمور
118. وممن إستشهدوا بسفر يشوع بن سيراخ أيضاً القديس باسيليوس في (شرح مزموري 14،
24)، والقديس أبيفانيوس في كتابه (الهرطقات 6:24، 32، 9:37) والقديس إغريغوريوس
النيزنزي في خطبه، والقديس إغريغوريوس النيصي في كتابه (حياة موسى) وفي (المقالات
على المزامير) والقديس كيرلس الأورشليمي في كتابه (التعليم المسيحي) وأيضاً القديس
مار إفرآم الذي إستشهد بالسفر مراراً عديدة (بالحرف الواحد) في ميامره.

 

إقتباسات
العهد الجديد من سفر
يشوع بن سيراخ:

الشاهد

الآية

السفر

الآية

41 : 27

19 استحيوا مما أقول
لكم..

27
من التفرس في امرأة ذات بعل ومن جارية مولودة جاريتها وعلى سريرها لا تقف.

متى

5
: 28

وأما
أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه

19 : 13

عاتب
صديقك ألعله لم يفعل وان كان قد فعل فلا يعود يفعل.

متى

18
: 15

وان
اخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.إن سمع منك فقد ربحت أخاك.

15 : 16

فان
شئت حفظت الوصايا ووقيت مرضاته.

متى

19
: 17

 إن أردت أن تدخل
الحياة فاحفظ الوصايا

39 : 21، 39

21 أعمال الرب كلها حسنة
جداً وجميع أوامره تجري في أوقاتها وكلها تطلب في أونتها.

39
لأن جميع أعمال الرب صالحة فتؤتي كل فائدة في ساعتها.

مرقس

7
: 37

وبهتوا
إلى الغاية قائلين انه عمل كل شيء حسنا.جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون

28 : 1

من
انتقم يدركه الانتقام من لدن الرب ويترقب الرب خطاياه.

مرقس

11
: 26

وان
لم تغفروا انتم لا يغفر أبوكم الذي في السموات أيضا زلاتكم.

28 : 2

اغفر
لقريبك ظلمه لك فإذا تضرعت تمحى خطاياك.

مرقس

11
: 25

ومتى
وقفتم تصلّون فاغفروا إن كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم أيضا أبوكم الذي في
السموات زلاتكم

15:10

قلع
الرب أصول الأمم وغرس المتواضعين مكانهم

لوقا

52:1

أنزل
الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين

11
: 19، 20

19 أن يقول قد بلغت
الراحة وأنا الآن آكل من خيراتي

20
وهو لا يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت.

لوقا
12

19،
20

19 وأقول لنفسي يا نفس
لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.استريحي وكلي واشربي وافرحي.

 20
فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي أعددتها لمن تكون.

14 : 13

قبل
أن تموت أحسن إلى صديقك وعلى قدر طاقتك ابسط يدك وأعطه.

لوقا

16
: 9

وأنا
أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال
الأبدية.

15 : 3

وتسقيه
ماء الحكمة فيها يترسخ فلا يتزعزع.

يوحنا

4
: 10

فأعطاك
ماء حياً

2 : 18

إن
المتقين الرب لا يعاصون أقواله والمحبين له يحفظون طرقه.

يوحنا

14
: 23

إن
أحبني احد يحفظ كلامي ويحبه أبي واليه نأتي وعنده نصنع منزلا.

2 : 1

يا
ابني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتحربة.

تيموثاوس

الثانية

3
: 12

وجميع
الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون

3 : 20

ازدد
تواضعاً ما ازددت عظمة فتنال حظوة لدى الرب.

رسالة
فيلبي

2
: 3

لا
شيئا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم.

11 : 10

يا
بني لا تتشاغل بأعمال كثيرة فانك إن أكثرت منها لم تخل من ملام إن تتبعتها لم
تحشها وان سبقتها لم تنج.

تيموثاوس

الأولى

6
: 9

وأما
الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة
تغرق الناس في العطب والهلاك.

13 : 21، 22

21 أيقارن الذئب الحمل
كذلك شأن الخاطيء مع التقي

22
أي سلام بين الضبع والكلب وأي سلام بين الغني والفقير.

كورنثوس

الثانية

6

14،
16

14 لا تكونوا تحت نير مع
غير المؤمنين.لأنه أية خلطة للبر والإثم.وأية شركة للنور مع الظلمة.

16
وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان.

14 : 18

كل
جسد يبلى مثل الثوب لأن العهد من البدء انه يموت موتاً فكما أن أوراق شجرة كثيفة
بعضها يسقط وبعضها ينبت.

رسالة

يعقوب

1
: 10

وأما
الغني فباتضاعه لأنه كزهر العشب يزول

15 : 20

وعيناه
إلى الذين يتقونه ويعلم كل أعمال الإنسان.

العبرانيين

4
: 13

وليس
خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا

16 : 15

لكل
رحمة يجعل موضعاً وكل واحد يلقى ما تستحق أعماله.

رومية

2
: 6

الذي
سيجازي كل واحد حسب أعماله

17 : 14

لكل
أمه أقام رئيساً

بطرس

الأولى

2
: 13، 14

13 فاخضعوا لكل ترتيب
بشري من اجل الرب.إن كان للملك فكمن هو فوق الكل

 14
أو للولاة فكمرسلين منه للانتقام من فاعلي الشر وللمدح لفاعلي الخير

17 : 24

كن
ثابتا على حفظ التقدمة والصلاة للعلي.

تسالونيكي

الأولى

5
: 17

صلّوا
بلا انقطاع

18 : 30

لا
تكن تابعاً لشهواتك بل عاص أهواءك.

رومية

6
: 12

إذا
لا تملكنّ الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته

19 : 17

ومن
الذي لم يخطأ بلسانه عاتب قريبك قبل أن تهدده.

رسالة

يعقوب

3
: 8

وأما
اللسان فلا يستطيع احد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط مملوء سمّا مميتا.

25 : 11

مغبوط
من يساكن امرأة عاقلة ومن لم يزل بلسانه ومن لم يخدم من لم يستاهله.

رسالة

يعقوب

3
: 2

لأننا
في أشياء كثيرة نعثر جميعنا.إن كان احد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن
يلجم كل الجسد أيضا.

35 : 11

كن
متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح.

كورنثوس

الثانية

9
: 7

كل
واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار.لان المعطي المسرور يحبه الله

14:16

وكل
واحد يلقى ما تستحق أعماله

رومية

6:2

سيجازي
كل واحد حسب أعماله

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي