الإصحَاحُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ

 

الشفاه
المختونة واللسان الغاش

1 أيّها الرَّبّ أَبو حَياتي وسيِّدُها لا تَتركْني ومَشورَةَ
شَفَتَيَّ ولا تَدَعْني أَسقُطُ بسَبَبِهما. 2 مَنِ الَّذي يُخضِعُ أً فْكاري
لِلسِّياط وقَلْبي لِتأديبِ الحِكمَة بِحَيث لا يُشفَقُ على جَهالاتي ولا يُغْضى
عن خَطاياي؟َ 3 لِكَي لا تَتَكاثَرَ جَهالاتي وتَتَوافَرَ خَطاياِيَ فأَسقُطَ
أَمامَ خصومي ويَشمَتَ بي عَدُوي. 4 أَيُّها الرّب أبو حَياتي وإِلهُها لا
تَدَعْني أَطمَحُ بعَينَيَّ 5 واْصرِفِ الهَوى عًنِّي 6 لا تَملِكْني الشَّهوَةُ
الجِنسِيةُ والزِّنى ولا تُسلِمْني إِلى الهَوى الفاجِر.

 

صلاة ابن
سيراخ من أجل ضبط اللسان والشهوات

يصلى ابن سيراخ إلى
الله لينال ارادة لضبط اللسان وتجنب خطايا الكلام
" لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ
تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.
" (فيليبى
2 : 13
).

 

أبو حَياتي
:

تعبير جميل لا نجده مع
موضع آخر من الكتاب المقدس، وحرفياً يعنى أصل الحياة ومصدرها، ولكن ابن سيراخ هنا
يطلب من صانعه تهذيب صنعته ! وتعهدها بالتأديب والتشذيب لئلا تفسد وتتشوّه. وكأنه إنسان
يطلب بإلحاح أن يحصل على ضمان من شركة لأجل منتج اشتراه حتى يضمن بقاؤه سليماً
نافعاً !.

 

إن الجهاد هنا لا يقوم
على الحكمة البشرية فقط وإنما يحتاج إلى قوة رئيسية من الله، حتى ولو اقتضى الأمر
التأديب بالسياط، فأن يؤدبنا الله خير من العار أمام الآخرين هكذا قال داود النبى
الله لأنه رحوم ولا أقع فى يد إنسان ".

 

الشَّهوَةُ
:

هى خراب للنفس وفخ شهير
ومنصوب بشكل مستمر، وخطية تتريّص لاسيما بالأبرار لأنها الخطية التى تستطيع كسر
الإنسان وشل حركته وجعله بلا رصيد ولا مقاومة ولا قوة بالتالى فقد طرحت كثيرين
جرحى وكل قتلاها أقوياء.

 

يعلق القديس
أغسطينوس
على ذلك فيقول : "
الشريعة قالت له سابقاً " لا تَشْتَهِ " (خروج
20 : 17
)
فليريد ويعمل فقط ما يليق، لأنه إن كانت لديه
الإرادة سيحفظ الوصايا ولماذا يقول
" اْصرِفِ
الهَوى عًنِّي
"
كم من الوصايا وضعها الله ضد
الرفاهية؟ ليلاحظها الإنسان لأنه إن أراد سيحفظ الوصايا، ولكن ماذا يعنى هذا
الصراخ لله

"لا تَملِكْني الشَّهوَةُ الجِنسِيةُ والزِّنى ولا تُسلِمْني
إِلى الهَوى الفاجِر
"
الآن إذا وضعنا هذا السؤال
فسوف يجيب علينا ابن سيراخ ويقول : صلاتى هذه التى أقدم فيها هذه الطلبة الخاصة
إلى الله ربما تفهم بمعنى ما أقوله
" إن شئت
حفظت الوصايا

"
1.

 

و يقول أيضاً فى موضع
آخر تعليقاً على هذه الصلاة : "
الله يغفر لمن يطلب منه ويعطيه
هذه العطية ولكنه لا يعطيها لمن يعتقد أنه قادر على أن يحكم نفسه، ومن خلال ثقتهم
بأنفسهم يزدرون به كإله لهم !
" 2.

 

القَسَمْ
والاسم القدوس

7 أيُّها
البَنون اسمَعوا تعْليمَ فمي فإِنَّ مَن يَحفَظُه لا يُؤخذ 8 يُصْطادُ الخاطِئ
بِشَفَتَيه وبِهما يَعثر الشتَامُ والمُتَكَبِّر. 9 لا تُعَوِّدْ فَمَكَ الحَلْف ولا
تَألفِ التّلَفُّظَ بِاْسمِ القُدُّوس 10 فإِنَّه كما أَنَّ العَبدَ الَّذي لا
يَزالُ مُراقبا لا يَخْلو مِن آثارِ الضَّرْب كذلِكَ مَن يَحلِ ويَتَلَفَّظُ
بِالاْسمَ في كُل حينٍ لا يُزَكَى. 11 أَلرَّجُلُ الحَلاَّفُ يَمتَلِئ إِثْمًا ولا
يَبرَحُ السَّوط بَيتَه. وهو إِن لم يَفِ فعَلَيه خَطيئَة وإِنِ اْستَخَفَّ
بِالأَمرِ فخَطيئَتُه مُضاعَفَة. وإِن حَلَفَ بالزُّورِ لا يُبرَر ويَمتَلِئ
بَيتُه بِالبَلايا.

 

نهى الله فى البداية عن
القسم الباطل، وذلك كخطوة أولى عند نقل اسرائيل من بين الأمم إلى دائرته، وفى
مرحلة متقدمة فى علاقته بشعبه نهاهم تماماً عن القسم. سواء أكان بالصدق أو بالكذب.
وتكمن خطورة القسم سواء أكان كذباً أو صدقاً فى استعداد من يقسم بالتضحية بما أو
بمن أقسم به !! فى حين أنه لا يمتلك ذلك، لا يملك أى شىء لديه حتى رأسه لا يقدر أن
يجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء (متى 5 : 34، 23 : 20
(يعقوب 5 : 12) ويرتبط القسم بالكذب كثيراً
فمن سرق لن يجد مانعاً لنفسه للقسم !
3.

 

الأْسمِ
القُدُّوس:

هو الإسم الذى لنا به
الخلاص وهو الإسم الذى يقدّس الفم الذى ينطق به، وقد اعتاد اليهود منذ القرن
الثانى قبل الميلاد واستمروا حتى اليوم يتحاشون – بكل قوتهم – النطق بلفظة الجلالة
" يهوه " وعند قراءة أى نص وعندما يصل القارىء إلى لفظة الجلالة ينطق
كلمة " أدوناى " بدلاً منها وتعنى " السيد " وهى إحدى صفات
يهوه فى العهد القديم راجع (خروج 20 : 7) فى
حين سمح للكاهن أن ينطق به عند البركة (العدد 6 : 23
– 27
) وكان عيد الكفارة بعد ذلك هو المناسبة التى ينطق فيها إسم يهوه على
الشعب لاستمطار البركة
4 " ثمَّ
كانَ يَنزِلُ ويَرفع يَدَيه على كُلِّ جَماعةِ بَني إِسْرائيل لِيبارِكَ الرَّبَّ
بِشَفَتَيه ويَفتَخِر بلَفظِ اْسمِه (سيراخ 50 : 20)
" وعند القسم كان
اسم يهوه ضرورياً لتأكيد القسم، وبهذه المناسبة نقول أن القسم الرسمى فى المحاكمات
اليهودية كان اعط مجداً للرب (راجع محاكمة عخان بن كرمى واستجواب اليهود
للمولود أعمى يوحنا 9) وكان المتهم يجيب قائلاً
: حى هو الرب أو حى هو يهوه، وهو التعبير الذى تداول بين المسيحيين
وهو " مجدّ سيّدك " ويرد الآخر " المجد لاسمه " ولكن استخدامه
أصبح مثل " فتح قوس " عند الحديث. وعند كتابة الأسفار كان الكتبة يغيرون
القلم وأحياناً الحبر عند كتابة لفظة (يهوه) والمتشددون كانوا يغتسلون قبل كتابته
!!.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م من 1

 

و يذكر ابن سيراخ هنا
ثلاثة من خطايا اللسان :

‌أ-            
الشتم

‌ب-          
التفاخر

‌ج-           
القسم (آية 8، 9)

 

و ثلاثة أنواع من القسم
المرفوض :

‌أ-            
قسم بدون إيفاء.

‌ب-          
قسم دون تروّ.

‌ج-           
قسم زور.

 

و فى الأصل السريانى :

‌أ-            
القسم بغير وعى.

‌ب-          
الحنث بالقسم.

‌ج-           
القسم الكاذب المقصود

(وهو أقصى درجات القسم).

 

يعلق على ذلك القديس
يوحنا ذهبى الفم
قائلاً : "
يخبرنا العهد القديم قائلاً
" لا تجعل فمك يحلف ولا تستخدم اسم الله، ولماذا؟ لأنه كما أن العبد لا يزال
مراقباً لا يخلو من آثار الضرب كذلك لا يحلف " النظر إلى فطنة هذا الرجل
الحكيم (سيراخ) انه لم يقل (لا تحلف) لكنه قال (فمك) لأن الحلف من شأن (الفم) ويتم
تذكره بسهولة وفى النهاية تصبح عادة بدون قصد
" 5.

 

الشفاة
المختونة

12 مِن
أَساليبِ الكَلامِ أسْلوبٌ يُشبِه المَوت لَيتَه لا يَكونُ في ميراثِ يَعْقوب! لأَنَّ
الأَتْقِياءَ يَبتَعِدونَ عن هذه كُلِّها فلا يَتَمرغونَ في الخَطايا. 13 لا
تُعَوَدْ فَمَكَ الفُحْشَ البَذيء فإِنَ فيه كَلامَ خَطيئَة. 14 أُذكُرْ أَباكَ
وأمَّكَ إِذا جَلَستَ بَينَ العُظَماء لِئَلأَ تَنْسى نَفْسَكَ أَمامَهم وتَتَصرَّفَ
كالأَحمَق فتَوَدُّ لو لم تولَد وتَلعَنُ يَومَ وِلادَتِكَ. 15 مَن تَعوَدَ كَلامَ
الشَّتيمَةِ لا يَتأًدَّبُ طولَ أيَّامِه.

 

الآية 12 :

ربما يقصد هنا كلام
التجديف الذى فيه اللعنة وانكار الله وأعماله، مما يستوجب الموت والهلاك والحرمان
من ميراثِ يَعْقوب (بنو الملكوت) كما يقصد
بأسلوب : يُشبِه المَوت فى الكَلامِ :
النقد اللاذع والهجوم الشديد عند المناقشات مما يؤذى المشاعر ويقوض العلاقات وقد
يفضى فى الكثير من الأحيان إلى ما هو أسوأ من جرح المشاعر، مثل هذا الإنسان لا
يليق به الإنتماء إلى خيمة الله (مساكن يعقوب) فالأبرار يبتعدون عن ذلك ولا
يتمرغون فى الخطايا.

 

الآية 13 –
15 :

يعكس نوع الحديث وأسلوبه
بيئة الشخص وتربيته حيث يسىء إلى أبيه وأمه متى كان سفيها أو يكرمها متى كان حكيماً
ووقوراً… الإنسان سفير مدينته ومنزله وكنيسته، لاسيما حين جلوس الإنسان بين
النبلاء والعظماء فإن رخيص كلامه يشينه ويسىء إليه كثيراً "
لا
تُمازِحِ القَليلَ الأَدَب لِئَلاَّ يُهانَ أَسْلافُكَ. (سيراخ 8 : 4)
"
راجع أيضاً
(3 : 1 – 19).

 

و فى الآية
14 :

يشير إلى تناسى الإنسان
لأصله حين جلوسه وحديثه مع العظماء والأرستقراطيون، فى حين أن عليه التفاخر بهم
أمام الجميع فهم أولياء نعمته وإليهم ينتمى وكل ما فيه من خير ورقى إنما يعود
الفضل فيه إليهم، فإذا أوهم الآخرين بشرف نسبه وعراقة أصله، ثم اتضح للآخرين بساطة
أصله وربما وضاعته هو (إن كان يتجمل أمامهم فقط) فإنه عندئذ يلعن حظه وأيامه ويوم
مولده. إن من الحماقة أن يرتدى الإنسان ثياباً أكبر من حجمه، ولا علاقة مطلقاً بين
الفقر والغنى من جهة والتفوق والتميز من جهة أخرى.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية Romans 06

 

بل أن الآباء يحذرون من
التفاخر بالأصل والجنس متى كان الإنسان من أصل شريف وجنس عريق ويسمون ذلك عجرفة
علمانية
، فيقول أحد الآباء هناك عجرفة علمانية وعجرفة رهبانية، فى الأولى
يتباهى الإنسان بشرف نسبه وفى الثانية يتباهى بكثرة جهاداته. وكلا العجرفتين ممقوت،
فما بالك بمن يتظاهر فقط بتفوقه على المستويين!!

 

و فى آية 15
:

ينبه ابن سيراخ إلى أن
أسلوب الكلام قد يصبح عادة لاسيما إذا لم ينبه الإنسان آخر، ففى السنوات الأولى
للإنسان تتجمع لديه كميات كبيرة من مفردات الكلام والتعبير فتصبح تلك المفردات
رصيده وأدواته فى الحديث طوال حياته، وقد يكون للبيئة دور كبير فى ذلك وقد يكون
أيضاً لأصدقاء السوء هذا الدور ذلك فى غياب المرشد سواء فى الإطار العائلى أو
الدراسى أو الكنسى.

 

خطايا
الشهوة

16 مِنَ
النَّاسِ صِنْفانِ يُكثِرانِ مِنَ الخَطايا وصِنفٌ ثالث يَجلُبُ الغَضَب. 17
الهَوى الحارُّ كنارٍ مُلتَهِبَة فلا يَنطَفِئ إِلى أَن يُشبع الإِنْسانُ الزَّاني
بِجَسَدِه البَشَرِيّ لا يَكُفُّ إِلى أَن تَأكُلَه النَّار. الإِنْسانُ الزَّاني
كُلُّ طَعام يَخلو لَه فلا يَهدأ إِلى أَن يَموت. 18 الإِنسانُ الَّذي يَخطأ على
فِراشِه قائلاً في نَفْسِه: ((مَن يَراني؟ الظُّلمَةُ حَولي والحيطانُ تَسترني ولا
أَحَدَ يَراني فماذا أَخْشى؟ إِنَّ العَلِيَّ لن يَذكُرَ خَطايايَ)). 19 وهو
إِنَّما يَخافُ مِن عُيونِ البَشَر ولا يَعلَمُ أَنَّ عَينَيِ الرَّبِّ أَضْوأ
مِنَ الشَمس عَشرَةَ آلافِ ضِعْفٍ فتُبصِرانِ جَميعَ طرقِ البَشَر وتَنفُذانِ إِلى
الثَّنايا الخَفِيَّة. 20 هو عالِمٌ بِكُلِّ شيءٍ قَبلَ أَن يُخلَق وكذلك بَعدَ
الانتِهاءَ مِنه 21 هذا يُعاقَبُ في ساحاتِ المَدينة وحَيثُ لا يَتوَقعُّ يُقبَضُ
علَيه.

 

الحديث هنا عن الشهوة
الرديئة واستبعاد الإنسان لألم الزنى فمتى اشتعلت فيه الشهوة لا يهدأ حتى يقترف
الإثم، والملاحظ أن كل من يشرب من ماء الخطية لا يرتوى بل يزداد عطشاً مثل الشارب
من ماء البحر، وقد حذّر الكتاب كثيراً من هذا النوع من الخطايا باعتباره عبادة وثن
وانفصال عن الله وتدمير الطاقة الخلاقة الجبارة التى جعلها الله فينا لنثمر خيراً
وبراً لا أن ترتّد بالشرّ على الخاطىء.

 

و استخدم ابن سيراخ
للأسلوب العددى هنا تكررّ فى مواضع أخرى من السفر مثل
(25 : 1،
7، 26 : 5، 28، 50 : 28) و
ترد كذلك فى سفر الأمثال راجع (أمثال 6 : 16 – 19، 30 : 15 – 31) وكذلك فى سفر
عاموس (عاموس 1 : 3)

 

و قد أشار ابن سيراخ
أيضاً إلى العادة الرديئة
Masturbation فى حديثه عنها كلذّة سرّية يأتيها الشخص محتمياً بجدران بيته وظلام
المكان، وفيها إشارة إلى أحد الأمور الرادعة فى الخطية هى الخجل من الآخرين، ولكن
الله يرى فى الخفاء ويجازى علانية، وربما كانت
الآية 19 هنا هى
صياغة أصلية للآية الدارجة على ألسنة الأقباط والتى تقول " عينى الرب
تخترقان أستار الظلام
" أمّا أيوب الصديق فيقول :
" عَيْنُ الزَّانِي تُلاَحِظُ الْعِشَاءَ. يَقُولُ: لاَ
تُرَاقِبُنِي عَيْنٌ. فَيَجْعَلُ سِتْراًعَلَى وَجْهِهِ.
" (أيوب 24 : 15) وعلينا أن نضع فى الإعتبار أولاً إن كان
سلوكنا سيرضى الله أو لا، فهناك أمور نُعاقب عليها من الناس فى حين أنها ليست خطية،
ولكن الله عينه على جميع البشر يراقب سلوكهم فى العلانية والخفاء. راجع (أمثال 15 : 3، 11، 17 : 3، 24 : 12)، (مزمور 33 : 15).

 

و قد أشار السفر هنا
إلى التدّرج فى الخطية :

1.      
التحرق : من يشتعل
بالهوى الحار، أى الشهوة الرديئة نتيجة الإثارة بمختلف أشكالها والاسترسال فى
الأفكار الرديئة مع الخيالات السمجة وهو ما يسمى الكبت أى شدّة الاشتياق مع شدّة
الحرمان.

2.      
العادة الشبابية : اتمام
الشهوة على المستوى الشخصى فى لذة فردية (الزانى بجسده البشرى) وهو لا يكفّ – إذا
تحولّ الأمر إلى شكل مرضى – حتى تأكله نار الشهوة فتدمره الخطيئة تدميراً وإن لم
يتب فالنار الأبدية أيضاً ستفتح فاها له.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد جديد إنجيل متى 19

3.      
الزنا الكامل : الخطية
فى شكلها الكامل، والزانى الذى " يحلو له كل طعام " هو ذاك الذى لا
يستطيع أن يضبط نفسه فيشتهى كل إنسان ولا يهدأ أى لا يكف عن ذلك إلاّ بالموت أى يظل
هكذا فى وحل الخطية حتى يموت. هناك حشرة صغيرة بيضاء منتشرة فى القرى، هذه الحشرة
يجتذبها ضوء المصباح الغازى فتظل تدور حوله بقوة الليل (وهو مُوقد) ولا تكف مطلقاً
حتى تسقط داخل الزجاج فتلتهمها النار وعندئذ تكف !!. ما أشبهها بهذا النوع من
الزناة.

 

علم الله
السابق :

الله عالم بكل شىء قبل أن
يكون ولكنه لا يسلب الإنسان حريته
6، وهناك فرق بين شخص يرغب فى الصلاح ولكنه لا يقوى على مقاومة
الخطية، وآخر يقدر على المقاومة ولكنه لا يرغب فى الصلاح
" وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ." (متى 13 : 15) ولكنه سيديننا فى
النهاية متى رفضناه ومتنا فى شرورنا راجع
(أمثال 8 : 22 – 31).

 

إن مثل هذا الفاسق
يستحق التشهير – يقول ابن سيراخ – وذلك فى ساحات المدينة (مجالس القضاء قديماً) والعقاب
قد يصل إلى الموت الجسدانى هنا، بل قد يصل إلى الهلاك الأبدى متى أصرّ الإنسان على
الرفض.

 

المرأة
الخاطئة

22 هذا شأنُ
المَرأَةِ الَّتي تَترُكُ زَوجَها وتَجعَك لَه وارِثًا مِنَ الغَريب 23 لِأََنَّها
عَصَت شَريعةَ العَلِيِّ أَوَّلاً وخَطِئَت إِلى زوجِها ثانِيًا وَتنَجَّسَت
بِالزِّنى ثالِثًا وخلَفَت أَولادا مِن رَجلٍ غَريب. 24 فهذه يُؤتى بِها إلى
الجَماعة ويُجْرى تَحْقيقٌ في أَمرِ أَولادِها. 25 إِنَّ أَولادَها لَن يَكونَ
لَهم أصول وأَغْصانَها لن تخرِجَ ثِمارًا. 26 وهي تخَفَفُ ذِكرَا مَلْعونًا وفَضيحَتُها
لا تُمْحى 27 فيَعرِفَ الباقونَ أَنْ لا شَيءَ أَفضلُ مِن مَخافةِ الرَّبّ ولا
شَيء أَعذَبُ مِنَ الاْهتِمامِ بِوَصايا الرَّبّ.

 

الكلام هنا عن المرأة
التى لا تحفظ عفتها وتصون شرفها وشرف بيتها وزوجها، والحديث بوجه خاص عن تلك التى
تحمل سفاحاً أى التى لها طفل كثمرة للخطية، فهى ترتكب بهذا ثلاثة أخطاء فقد عصت
الشريعة وخانت زوجها وأساءت إلى أولاد سيعانون بسبب خطيتها (خروج 20 : 14)، (تثنية
5 : 18
) وقد لا يعيش الطفل مثلما حدث مع إبن داود من بتشبع (صموئيل الثانى 12) وحتى متى عاش فقد يعانى ألاماً
نفسية مبرّحة ويرافقه العار طوال حياته
(سيراخ 40 : 15)، (حكمة 3 : 16 – 19، 4 : 3 – 6).

 

ثم يتحدث هنا عن وجوب
عقابها، وفى حين جاء وصف ذلك فى (لاويين 20 : 10
(تثنية 22 : 22) من حيث احضارها إلى ساحة
المدينة فى حضور شيوخها والحكم التقليدى هو الموت، إلاّ أنه واضح أن الموت كعقوبة
لم يكن معمولاً به فى أيام يشوع بن سيراخ.

 

و فى النهاية يقدم
نصيحة لكل الخطاة وهى مخافة الرب ففيها كل فضيلة وكل كفاية. راجع
(سيراخ
25 : 11)
،
(سيراخ 40 : 26، 27).



1 Nicene & P. N, V.5 ,
P.427
الرد على البلاجيين

2 Ibid, p.186

3 فإن أقسم شخص بحياته أنه لم يقل كذا أو لم يقل كذا أو لم يفعل كذا
, ثم اتضح كذبه , فإن معنى ذلك أنه مطالب بتقديم حياته مقابل ذلك… حياته التى
غامر وقامر بها من خلال القسم , وهكذا من يحلف بعينيه أو ب رأس أبيه… أما إن
احتج أحد بأن الله قد أقسم بذاته؟ فالله حر فى ذلك فهو يملك ذاته !!.

4 الحياة الإجتماعية لليهود فى زمن ابن سيراخ , راجع أيضاً حاشية
النص اليسوعى الحديث.

5 Nicene & P. N, V.11 ,
P.69

6 استخدم القديس أغسطينوس هذه الآية عند حديثه عن سابق علم الله بكل
ما يحدث فى الكون وإلى الأبد وذلك فى شرحه لعقيدة الثالوث , راجع
Nicene & P. N,
V.3 , P.212

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي