الإصحَاحُ الثَّالِثُ والأَرْبَعُونَ

 

عظمة الرب
فى أعماله

1 جَلَدُ الصَّفاء بَهاءُ العَلاء هذا مَنظرٌ السَّماءَ في رُؤَيةِ
مَجدِه. 2 الشَّمسُ في ظُهورِها تُعلِنُ عِندَ طُلوعِها ما أَعجَبَ صُنعَ الجَلِيّ
3 عِندَ هاجِرَتِها تُيَبِّسُ الأَرض فمنِ الَّذي يَقومُ أمامَ حَرِّها؟ 4
يَنفخونَ في الأتونِ لِما يُصنعُ في النَّار والشَّمسُ تحرِقُ الجِبالَ ثَلاثَةَ
أَضْعاف تَبعَثُ أَبخِرَةً مُحرِقة

وتُرسِلُ
أَشعَّتَها فتُبهِرُ العُيون. 5 عَظيمٌ الرَّبّ الَّذي صَنَعَها والَّذي بِأَمرِه
تُسرعُ في سَيرِها.

 

تشبه قائمة عجائب الله
فى الطبيعة القوائم التالية
(أيوب 36 : 24 – 38
: 38
) و(مزمور 136 : 4 – 9 ؛ مز 148
تسبحة الفتية الثلاثة (تتمّة سفر دانيال 35 – 60).

 

الجَلَدُ:

هو قبة السماء المرئية
وتشير إلى مجد الله (تكوين 1 : 14 – 18) وفى
علم الكون القديم فى الشرق، أُعتبر الجلد قبة السماء ومن مادة صلبة (أيوب 37 : 18) وهذا الجلد يحجز الماء من فوقه (تكوين 1 : 7) ومن خلال هذا الجلد تتحرّك الأجرام
السمائية " اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ
اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.
" (مزمور 19 : 1) وكأن مجد الله يحتضن كل الخليقة بمن
فيها وما فيها.

 

و كانت الشمس ومازالت
محلّ تقدير وإعجاب فهى تمد الخليقة بالدفء والنور، وهى تطهر وتنقى وتطرد النوم وتنظم
الليل والنهار، مما حدا بالبسطاء أن يعبدوها ولكنهم سرعان ما عبدوا الخالق دون
المخلوق ومجّدوا الله بسبب خليقته (مزمور 19 : 4 – 6).

 

و هى قوية فى حرارتها
" هاجِرَتِها تُيَبِّسُ الأَرض
" ولكن هذا الحر أيضاً يبخر مياه المحيطات والبحار لتنزل ثانية فى شكل أمطار
مفيدة للزرع "بما فيها من نيتروجين مذاب" وإن كان الناس يجتهدون حتى
يشعلون الأتون لصهر المعادن فإن حرارتها تفوق ذلك بكثير، حيث أن أية طائرة أو
مركبة فضائية يمكن أن تنصهر إذا اقتربتمن الشمس، ويظهر من سفر الرؤيا أن حرارة
الشمس يمكن أن تحرق الناس حرقاً عندما يَصُبْ الملاك الرابع جامته عليها (رؤيا 16 : 8، 9).

 

القمر

6 والقَمَرُ
أَيضًا أَمين في تَحْديدِ الأزمِنَة وهو عَلامةٌ أَبَدِيَّة. 7 مِنَ القَمَر
إشارَةُ العيد ذلك النّيِّرَ الَّذي ينقُصُ بَعدَ تَمامه. 8 باْسمِه سُمي الشَّهر وفي
تَغيُرِه يَزْدادُ زِيادةً عَجيبة. وهو رايَةٌ. لِلجُيوشِ في العُلى يَتَلألَأ في
جَلَدِ السَّماء.

 

و هو أيضاً يسير طبقاً
للنظام الذى وضعه له الرب، وأمّا عن أمانته فى تحديد الأزمنة، وهذا يفهم بين
الشعوب التى يقوم تقويمها على دورة القمر مثل العرب واليهود وغيرهم (مزمور 89 : 38 ؛ 104 : 19) مثل بداية الشهور (تكوين 1 : 14) فهو بداية الشهر بالنسبة لليهود، ويسمّى
رأس الشهر لدى اليهود (القمر الجديد
New
Moon
)، ولهذا فهو رمز الإستقرار
(مزمور 72 : 5) وهو يحدد بدقة بداية الأعياد مثل
الفصح والحصاد، وقد ورد فى سفر العدد كيفية الإعتماد على القمر فى تعيين مثل هذه
المناسبات (سفر العدد 28 : 11 – 15).

 

و فى يوم البدر يبدأ
عيد الفصح وعيد المظال، راجع (خروج 23 : 14) وهو
اليوم الرابع عشر، وأمّا عن تسمية الشهر بالقمر فهناك ثلاث وجهات نظر فى هذا الأمر،
إمّا لأن الشهر لدى اليهود يسمى القمر الجديد – كما سبق – وإمّا لأن اللفظ العبرى
" يرَحْ " يدل على الشهر أو المقر الجديد.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حوشيم 1

 

و القَمَرُ مخلوق جميل ومبهج، بقدر ما يصيب ما يسمى
ضربة القمر، حين يتعرض الإنسان له فى بعض الظروف فى بعض مواقع من الأرض فيصاب بما
يشبه الجنون، ويقال أيضاً أنه يمكن الإصابة بهذه الضربة إذا تفرّس فيه الإنسان
طويلاً وهو مكتمل ! " يظلل الرب على يدك اليمنى فلا تحرقك الشمس بالنهار ولا
يضربك القمر بالليل… ".

 

النجوم

9 مَجدُ النجوم ِ بَهاءُ السَّماء وهي زينَةٌ نيرة في عُلى الرَّب.
10 عِندَ كَلامِ القُدُّوسِ يَقِفُ بِحَسَبِ أمرِه ولا يَأخُذُها في حِراسَتِها
فُتور.

 

تزّين النجوم
السماء
مثل اللآليء على ثياب اسمانجونية فاخرة، وهى رمز المجد… هى أيضاً خلقت بأمر الرب،
فتدور وتعمل بحسب مشيئته، راجع
(سيراخ 17 : 32) ؛ (مزمور 119 : 91) ؛ (إشعياء
40 : 26
) ؛ (باروخ 3 : 24) وعندما يأمر
الرب تقوم لإجراء أحكامه ولا تفتر فى عملها ولا تقصّر ولا تتكاسل ولا تتوقفّ.

 

قوس قزح

11 أُنظُرْ إِلى قَوسِ قُزَح وبارِكْ صانِعَها فإِنَّ رَونَقَها
غايَةٌ في الجَمال. 12 تُحيطُ السَّماءَ بِدائِرَةِ مَجْد وبدائرة العَلِيِّ
شَدَّتاها.

 

لعّل من أبهج المناظر
منظر قوس قزح والذى يمكن رؤيته عقب هبوط الأمطار فى أى مكان…. إنه عهد الله مع
البشرية بأن الدمار الشامل الذى حدث فى الطوفان لن يتكرر أيضاً، فلا يعود الله
ثانية إلى إهلاك العالم كله " وَقَالَ اللهُ:
«هَذِهِ عَلامَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي انَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ الانْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ الَى اجْيَالِ
الدَّهْرِ. وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلامَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي
وَبَيْنَ الارْضِ.
" (تكوين 9 : 12، 13)
إنها عهد سلام. منظر يشيع فى النفس البهجة والطمأنينة ويعيد إلى الأذهان تلك
الأحداث الجسام التى حدثت فى بداية عهد الخليقة
(سيراخ
50 : 7)

 

الثلج

13 بِأَمرِه يُسقِطُ الثَّلْج وُيرسِلُ بِسُرعَةٍ بُروقًا
تُنَفِّذُ قَضاءَه 14 ولذلِكَ تَنفَتِحُ الأَذْخار وتَطيرُ الغُيومُ كالعَصافير. 15
بِعَظَمَتِه يُقَوَي الغُيوم فتَتَحَطَّمُ حبَاتِ بَرَد.

 

يسقط الثلج بتدبير من
الله، حتى وإن كان عبارة عن تأيين فى الجو، وهو أيضاًبخر البحار والمحيطات
إلاّ أن كل ذلك يعمل ضمن سيمفونية رائعة فيها الله كضابط الكل. وقبل المطر يسبق
البرق ثم الرعد ليعلن عن قدومه، فتنفتح طاقات الغمر كمن يفتح الكنوز ليهب العطايا
لأرض عطشى وبشر يتشوقون إلى الماء وجماعات ترجو تخزين حاجتها منه. وتكتمل الصورة
الرائعة مثل لوحة فنية بديعة فتنتشر الغُيوم القطنية فى شكل مبهج وما أحلى السماء
ومنظرها فى تلك الدقائق، وكم أوحت إلى الفنانين والشعراء والمبدعين، راجع (مزمور 18 : 7 – 15 ؛ 29 : 3 – 9).

 

الرعد والرياح
والجليد

16 عِندَ صَوتِ رَعدِه تَتَمَخَّضُ الأَرض وعِندَ رُؤَيته
تَتَزَعزَعُ الجِبال 17 وبإِرادَتِه تَهُبُّ ريحُ الجَنوب وإِعْصارُ الشَّمال
والدََّوامَّةُ الهَوائِيَّة. 18 يَذْري الثَّلْجَ كما تَتَساقَطُ العَصافير فتَنزِلُ
كما يَقعُ الجَراد. تَعجَبُ العَين مِن حُسنِ بَياضِه ويَذهَلُ القَلبُ مِن
سُقوطِه. 19 ويَسكُبُ الصَّقيعَ كالمِلْحِ على الأَرض وإِذا جَمَدَ صارَ كرُؤوسِ
الشَّوك. 20 تَهُبُّ ريحُ الشمَّالِ البارِدة فيَجمُدُ الجَليدُ على الماء وَيستَقِرُّ
على كُلِّ مُجتَمعَِ مِياه وُيلبِسُها دِرعًا. 21 تأكُلُ الجِبالَ وتُحرِقُ
الصَّحْراء وتُتلِفُ الخَضِرَ كالنَّار. 22 الغَمامُ دَواءٌ سَريعٌ لِكُلِّ هذه والنَّدى
الآتي بَعدَ الحَرِّ يُعيدُ البَهجَة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ل لدة لود د

 

الصقيع والبرد وبقية
مثل هذه الظواهر الطبيعية كانت وماتزال تدل على عظمة الله، حين تزمجر الطبيعة سواء
بسبب الرعد الشديج والبَرَدْ الذى ينزل مثل كرات ثلج ضخمة فى بعض الأحيان وحدث
أنها أهلكت أكثر مما أهلك السيف فى أيام يشوع (مزمور
29 : 8
).

 

هكذا أيضاً الرياح والتى
كانت وماتزال مثار عجب وتساؤل الناس من حيث : من أين جاءت وإلى أين تذهب، وهى تؤثر
بشكل مباشر وفعّال دون أن تُرى وأحياناً تكون محملّة بالرمال وأحياناً ساخنة وأحياناً
باردة، بل أن العلماء أنفسهم حتى الآن يتحيّرون فى النظام العجيب لها وعلاقتها
بدرجة الحرارة التى تسخّن كتلة هوائية ضخمة فتتحرك حينئذ لقلة كثافتها، وهكذا
لاسيما الأعاصير (الدوامة الهوائية) والتى قد تبلغ فى شدتها حدّا لا يوصف مثل
الإعصار الذى حدث فى الولايات المتحدة وأهلك الكثيرين ودمرّ العديد من المبانى والمرافق
والكبارى " اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ
وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا لَكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى
أَيْنَ تَذْهَبُ. هَكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ
" (يوحنا 3 : 8).

 

و لكن الرياح والعواصف
هى ضرورية على كل حال من أجل التوازن البيئى.

 

ثم ينتقل ابن سيراخ إلى
وصف اللوحة البديعة للثلج والبَردَ الذى تعجب له العين، وهو على الأرض أو عندما
يجف (يتماسك) فيظهر كرؤوس الشوك، كما يجمد الثلج فى المحيطات فيتحوّل إلى كتلة
ضخمة قد تصل إلى عدة كيلومترات تسبح مثل سفينة ضخمة!!

(آية 20).

 

ريحُ
الشمَّالِ:

تهب ريح الشمال فتتلف
الزراعات وتحول الصحراء إلى هجير صعب، ولكن الله يعالج ذلك ثانية من خلال الندى والغمام
حيث تهدىء المياة المتساقطة فوق الرمال، والتى تدفعها الرياح فى طريقها.

 

و ينظر ابن سيراخ هنا
إلى الطبيعة هنا نظرة مختلفة، إذ يرى الله فى كل شىء فيمجدّه من خلال الطبيعة، وهو
يريد أن يعلمنا أن ننظر إلى مثل هذه الظواهر بإعتبارها علامات مجد الله وإبداعه وآلات
عقاب كذلك وهو بيده كل شىء. وإن قانون الطبيعة يسير طبقاً لما رسمه له، فهناك
توازن طبيعى فى الطبيعة (مزمور 147 : 16 – 18)
؛ (أيوب 30 : 22).

 

البحر والأحياء
المائية

23 بِحَسَبِ قَصدِه أَخضَعَ الغَمْر وأَنبَتَ فيه الجُزُر 24
والَّذينَ يَركَبونَ البَحرَ يُحَدِّثونَ بِمَخاطِرِه ونَتَعَجَّبُ مِمَّا تَسمَعُ
آذانُنا: 25 فهُناكَ أَعْمالٌ غَريبَة عَجيبة وحَيَواناتٌ من كُلَ نَوع ووُحوشٌ
بَحرِيَة. 26 بِفَضلِ الرَّبَ يَهتَدي رَسولُه وبِكَلِمَتِه يَنتَظِمُ كُلُّ شَيء.

 

البَحرَ:

و ما فيه من عجائب وما
يلاقيه البحارة والمسافرون من غرائب وحيوانات عجيبة وخلائق تمجد الله (مزمور 104 : 25، 107 : 23) وما يصادفه محبى البحر من
مغامرات وكيف يجدون يد الرب معهم (أيوب 7 : 12 ؛ 26 :
12
) ؛ (مزمور 104 : 5) وكل شىء محسوب
بدقة عند الله، والرسول المقصود هنا هو الرياح.

 

الآية 26 :

هو ختام الأعداد (1
– 25)
والتى تفيد بأن الرب يأمر ويؤيد خليقته (سيراخ 42 : 17) ؛ (كولوسى 1 : 17).

 

ملاحظة
حول شخصية ابن سيراخ

تجدر الملاحظة هنا بأن
ابن سيراخ كان مثقفاً – كما ورد فى المقدمة – واسع الإطلاع متسع الأفق يعرف كيف
يستثمر كل العلوم سواء عن طريق القراءة أو الاستماع – وهو مستمع جيد – فإن الإنسان
يجب ألاّ يقف عند هامش المجتمع ولكنه خليق به أن يشترك فى تكوين نسيج ذلك المجتمع،
إن ذلك يجعلنا أكثر تفاعلاً مع الآخرين وأكثر واقعية سواء من جهة فهم مختلف أمور
الحياة أو من جهة التعامل مع الغير. لقد كان السيد المسيح مطلعاً على كل ما يدور
من أحداث حوله واستخدام ذلك فى تعليم الشعب وعالج لهم جميع القضايا بما فيها
الإجتماعية والسياسية والعملية، فحين أخبره البعض عن الجليليين الذين خلط بيلاطس
دمهم بذبائحهم أكمل لهم الحديث بذكر كارثة برج سلوام الذى سقط على الثمانية عشر
يهودياً… وحدث الجموع فى الزراعة والصرافة والصنائع وعلاقاتهم بالحكام وعن
المرافق والضرائب وغيرها.

هل تبحث عن  م الأباء إغريغوريوس النيصيصى خضوع الإبن للآب ب

 

هكذا كان ابن سيراخ
موضوعياً له خبرة حياتية واسعة، يتضح ذلك من مواضع كثيرة فى السفر منها ما ورد فى
الإصحاح الحاد والأربعون "
إِستَحْيوا إِذًا بحَسَبِ
ما أقول فإنَّه لَيسَ بِحَسَن أَن نَخجَلَ بِكُلِّ شيَء ولا يُقَدِّرُ كلّ إنسانٍ
كُلَّ شَيءٍ تَقْديرًا مُحكَمًا.
(سيراخ 41 : 16) ".

 

ختام التمجيد

27 في إمْكانِنا أَن نُكثِرَ الكَلام دونَ اْستيعابِ المَوضوع وغايَةُ
ما يُقالُ أنّه كُلّ شيء. 28 أَينَ نَستَمِدُّ القوّةَ لِتَمْجيدِه؟ فهو العَظيمُ
فَوقَ جَميعِ أَعْمالِه. 29 رَهيبٌ الرَّبُّ وعَظيمٌ جِدًّا وقُدرَتُه عَجيبَة. 30
مَجِّدوا الرَّبَّ واْرفَعوا شَأنه ما استَطَعتُم فإِنَه لا يَزالُ فَوقَ ذلك اجعَلوا
في رَفعِ شأنِه كُلَّ قوّتكم ولاتَكِلُّوا فإِنَّكُم لَن تُوفوه حَقَّه. 31 مَنِ
الَّذي رآه فيُخِبرَ عنه؟ ومَنِ الَّذي يُعَظِّمُه كما هو؟ 32 وهُناكَ خَفايا
كثيرةٌ أَعظَمُ مِن هذه فإنَّ الَّذي رَأَيناه مِن أَعْمالِه هو القَليل. 33 إِنًّ
الرَّبَّ هو الَّذي صَنعً كُل شيء وآتى الأَتقِياءَ الحِكمَة.

 

إن الله خلق كل هذه…
هو أعظم من أعماله فإلى أى حد هو عظيم وقدير وقدوس، إن أى تمجيد وتعظيم له لن
يوفيه حقه (آية 27) ونقول فى التسبحة أى
لسان يقدر أن يصف عجائبك يا الله فهى أعظم من أن توصف (مزمور
96 : 4 ؛ 145 : 3
) ويحفزّ إبن سيراخ هنا على تمجيد الله بكل القوة،
فالتسبيح هو أرقى أشكال الصلاة إذ لا طلبات فيها، كما أنه تأمّل وتمجيد لكل صفة من
صفات الله.

 

و إن كنا سنمجده بقوة
على هذه الظواهر وهذه الخلائق فكم يكون الله نفسه إن رأيناه، وابن سيراخ يكتب هنا
قبل مائتى عام قبل ميلاد المسيح بالجسد، راجع (يوحنا
1 : 18
) ثم يشير إلى أن هناك الكثير من الأسرار التى لم نطلّع عليها من قبل
وستظل عسيرة علينا رؤيتها أو فهمها ومازال العلماء يحاولون اكتشاف أركان الكون
الفسيح، ولكن هيهات أن يلمّوا بكل شىء (أيوب 26 : 14)فإن
الملائكة أنفسهم لا يقدرون إحصاء أعماله.

 

و يختتم فى النهاية كمن
يدور حول المحور الذى اختاره وهو الحِكمَة،
فبالحكمة تستطيع إدراك بعض الشىء
(سيراخ 1 : 9، 10) ؛ (أيوب 11 : 7).

 

الآية 33 :

هي الآية الرابطة بين
هذه القصيدة التى انتهت وتلك التى ستبدأ.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي