الإصحَاحُ
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ

 

في
الإصحاح السابق عَبر اشعياء عن إنفعالاته نحو المستقبل المجيد الذي ينتظر المؤمنين
وهنا ينشد أغنية هؤلاء المؤمنين الفرحين بخلاصهم وتشتمل هذه الأغنية الروحية على
الكثير من المعاني والنبوات التي أكتمل مداها في بركات وامتيازات الكنيسة في العهد
الجديد

و يتضمن هذا النشيد :

(1) الرب صخر الدهور (عد 1 – 6)

(2) اشتياق نفوسنا إليه (عد 7 – 10)

(3) انتظار شعبه له (عد 11 – 21)

 

أولا : الرب صخر الدهور (عد 1 – 6)

1فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهَذِهِ الأُغْنِيَةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا:
«لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَاراً وَمِتْرَسَةً.
2اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ
الأَمَانَةَ. 3ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِماً سَالِماً لأَنَّهُ
عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. 4تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّ فِي
يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ. 5لأَنَّهُ يَخْفِضُ سُكَّانَ الْعَلاَءِ يَضَعُ
الْقَرْيَةَ الْمُرْتَفِعَةَ. يَضَعُهَا إِلَى الأَرْضِ. يُلْصِقُهَا
بِالتُّرَابِ. 6تَدُوسُهَا الرِّجْلُ رِجْلاَ الْبَائِسِ أَقْدَامُ
الْمَسَاكِينِ».

 

(عد 1): 1فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهَذِهِ الأُغْنِيَةِ فِي أَرْضِ
يَهُوذَا

يتصل
الكلام هنا بما جاء في نهاية الإصحاح السابق عن ابتهاج شعب بعمل خلاصه وسقوط
أعدائه.

و إن
كانت عبارة "
فِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ " تشير على المدى
القريب إلى يوم عودة يهوذا من السبي فهي على المدى البعيد أشارت إلى زمن الخلاص في
العهد الجديد حين انطلقت الألسنة بأناشيد الفرح والغلبة.

لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ

يغني
الشعب مشيدا وفخورا بمدينته القوية – وكانت بالنسبة ليهوذا هي أورشليم رمز
الكنيسة.

يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَاراً وَمِتْرَسَةً

إن
مواعيد الله وعهوده هي بمثابة أسوار منيعة ومترسة حصينة تحمي شعبة فبينما تنهار
أسوار موآب، تثبت أسوار مدينة الله.

 

(عد 2): 2اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ
الْحَافِظَةُ الأَمَانَةَ

هنا
صورة لشعب الله وكأنهم قد أتوا من أماكن بعيدة لزيارة المدينة المقدسة الخالية من
السكان – كما كانت جنة عدن قبل أن يسكنها آدم وحواء – وها هم قد بلغوا الأبواب
فيصرخون طالبين من الحراس فتحها لكي يدخلوا باعتبارهم أمة بارة حافظة للأمانة.

 

(عد 3): 3ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِماً سَالِماً لأَنَّهُ
عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ

يحتوي
هذا العدد والأعداد التالية حتى (عد 6) على الأساس الذي عليه يقوم رجاء المؤمنين
والمبدأ العام هو أن صاحب الرأي الممكن – أي الثابت الراسخ في إيمان وطيد ومتين
(كو2 : 5 و7، 1بط 5: 9) هذا يحفظة الرب سالما سالما – أي فى سلام تام ومؤكد لأنه
يتوكل على الرب.

 

(عد 4): 4تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ
صَخْرَ الدُّهُورِ

"ياه " هو اختصار " يهوة " أسم الجلالة للذات الإلهية – وهو إسم وليس لقبا أو
وصفا لأحدى صفاته وهو من الكلمة العبرية (
Havah) ومعناها " يكون الذي يكون " أي الكائن الأبدي السرمدي
الواجب الوجود الكائن الذي كان والذي يأتي

هل تبحث عن  هوت روحى قبول المسيح 03

 (رؤ
1 : 4) وهكذا أعلن ذاته لموسى (خر 3 : 14) – وهكذا تكلم المسح عن نفسه (يو 8 :
58).

 

(عد 5 , 6) 5لأَنَّهُ يَخْفِضُ سُكَّانَ الْعَلاَءِ يَضَعُ الْقَرْيَةَ
الْمُرْتَفِعَةَ. يَضَعُهَا إِلَى الأَرْضِ..

إنه
سلطان الله على البشر جميعا فهو يذل المستكبرين ويخفض المدن المتشامخة يساويها
بالأرض ويطرحها إلى التراب فتدوسها أقدام البائس والفقير.

 

ثانيا : اشتياق نفوسنا إليه (عد 7 – 10)

7طَرِيقُ الصِّدِّيقِ اسْتِقَامَةٌ. تُمَهِّدُ أَيُّهَا الْمُسْتَقِيمُ
سَبِيلَ الصِّدِّيقِ. 8فَفِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ انْتَظَرْنَاكَ. إِلَى
اسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ. 9بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي
اللَّيْلِ. أَيْضاً بِرُوحِي فِي دَاخِلِي إِلَيْكَ أَبْتَكِرُ. لأَنَّهُ حِينَمَا
تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي الأَرْضِ يَتَعَلَّمُ سُكَّانُ الْمَسْكُونَةِ الْعدلَ.
10يُرْحَمُ الْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ الْعدلَ. فِي أَرْضِ الاِسْتِقَامَةِ
يَصْنَعُ شَرّاً وَلاَ يَرَى جَلاَلَ الرَّبِّ.

 

(عد 7): هنا
يخاطب اشعياء الرب ويصفه بالاستقامة وهكذا ينبغي على كل من يطلبه أن يكون مستقيما.

 

(عد 8): . 8فَفِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ انْتَظَرْنَاكَ. إِلَى اسْمِكَ
وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ.

أن
الأتقياء ينتظرون الرب في طريق أحكامه العالية والعادلة وحتى لو اقتضت أحكام الرب
ضيقات وشدائد بالنسبة لهم فأنهم يدركون أن كل الأشياء تعمل معا

(تتفاعل)
لخيرهم لأنهم يحبون الرب (رو 8 : 28) فهم يتطلعون باشتياق إلى ذكر إسمه.

 

(عد 9): 9بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ.

و حتى
في وحشة الليل وظلامة – أي الشدائد والأزمات – تجد النفس الأمينة خلوتها ومتعتها
الجميلة مع الرب

. أَيْضاً بِرُوحِي فِي دَاخِلِي إِلَيْكَ أَبْتَكِر

و بكل
المشاعر الداخلية العميقة تلجأ إليه النفس المخلصة في الصباح الباكر مرنمة مع داود
الذي قال : " يا الله الهي أنت إليك أبكر عطشت
إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء
" (مز 63 : 1)

 

لأَنَّهُ حِينَمَا تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي الأَرْضِ يَتَعَلَّمُ
سُكَّانُ الْمَسْكُونَةِ الْعدلَ.

أي أن
الناس لا يتركون طريق الظلم ويعرفون طريق الحق والعدل إلا بمعرفتهم أحكام الرب
الأمينة (وتعرفون الحق والحق يحرركم) (يو 8 :
32)

 

(عد 10): 10يُرْحَمُ الْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ الْعدلَ. فِي أَرْضِ
الاِسْتِقَامَةِ يَصْنَعُ شَرّاً..

أما
المنافق فأنه لا يتعلم العدل رغم رحمة الله به وحتى في وجوده بين الأتقياء فانه
يفعل الشر كأعمى لايرى جلال الرب.

 

ثالثآ : انتظار شعبه له (عد 11 – 21)

يمكننا
تقسيم هذا الفصل الأخير من هذا النشيد إلى ثلاث مجموعات :

11يَا رَبُّ ارْتَفَعَتْ يَدُكَ وَلاَ يَرُونَ. يَرُونَ وَيَخْزُونَ
مِنَ الْغَيْرَةِ عَلَى الشَّعْبِ وَتَأْكُلُهُمْ نَارُ أَعْدَائِكَ. 12يَا رَبُّ
تَجْعَلُ لَنَا سَلاَماً لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا.
13أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْنَا سَادَةٌ سِوَاكَ. بِكَ
وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ. 14هُمْ أَمْوَاتٌ لاَ يَحْيُونَ. أَخْيِلَةٌ لاَ
تَقُومُ. لِذَلِكَ عَاقَبْتَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَأَبَدْتَ كُلَّ ذِكْرِهِمْ

هل تبحث عن  هوت دفاعى عظمة الكتاب المقدس وحفظ الله له 06

بدأ
هنا أشعياء بتوجية كلامه إلى الرب، ونلاحظ أن الأعداد الثلاثة (11، 12، 13) يستهل
كل منها بنداء للرب.

تتناول
أعداد هذه المجموعة عمل قدرة الله مع شعبه الذى يغار عليه فيعطية سلامآ، بينما لا
يميز الأعداء ذلك ولكنهم يختبرونها فتأكلهم نار ويهلكون.

 

(عد 11): يَا رَبُّ ارْتَفَعَتْ يَدُكَ وَلاَ يَرُونَ

فى
إرتفاع يد الرب إعلان قوة عمله ومعجزاته مع شعبه، أما الذين لا يرون – أى لا
يميزون أو يدركون أو يعطون إنتباهآ – فهم أضداد لعمل الله، وأعداء لأبنائه.

يَرُونَ وَيَخْزُونَ مِنَ الْغَيْرَةِ عَلَى الشَّعْبِ وَتَأْكُلُهُمْ
نَارُ أَعْدَائِكَ

فى
الفقرة السابقة ذكر النبى أن الأعداء لا يرون بمعنى لا يفهمون، أما هنا فإنه يقول
عنهم أنهم يرون ويخزون من غيرة الله على شعبه أى إنهم فى النهاية يختبرون إهتمام
الله بشعبه فيصيبهم الخزى وتقع عليهم نار مهلكة.

 

(عد 12): يَا رَبُّ تَجْعَلُ لَنَا سَلاَماً لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا
صَنَعْتَهَا لَنَا

يستعمل
النبى هنا صيغة أخر للفعل تشير الى الثقة الكاملة فى السلام الذى سيجعله لشعبه
مستقبلآ – وهذا السلام هو من صنع الله الذى صنع لأولاده كل أعمالهم، وليس المقصود
بأعمالهم الأعمال الشخصية من خير أو شر، بل أعمال العناية الإلهية فيهم لنجاتهم
والمحافظة عليهم.

 

(عد 13): َأيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْنَا سَادَةٌ
سِوَاكَ. بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ

كان
اليهود قد تعرضوا لسيطرة أسياد وحكام كثيرين من الوثنيين خلال تاريخهم، ولكن
أشعياء هنا يقول بلسان جميع المؤمنين "
بِكَ وَحْدَكَ
نَذْكُرُ اسْمَكَ
" فليس لنا رب سواك.

 

(عد 14): هُمْ أَمْوَاتٌ لاَ يَحْيُونَ. أَخْيِلَةٌ لاَ تَقُومُ. لِذَلِكَ
عَاقَبْتَ وَأَهْلَكْتَهُمْ..

لقد
صار أولئك الأسياد أموتآ، وإختفى وجودهم على الأرض، ولن يعودوا لأستعباد شعب الله
مرة أخرى، كأخيلة – ظلال أو أشباح – لن تعود للظهور

(ملاحظة : من الأهمية بمكان، أن نلاحظ هنا أن أشعياء لا يتكلم عن
القيامة العامة العتيدة أن تكون

(كما يحاول البعض الأستناد على هذه العبارة لإنكار قيامة الأشرار
للدينونة) ولكن النبى يقصد عدم عودة أولئك الأعداء لممارسة مظالمهم ضد شعب الله
كما فى (أش 14 : 22)

"..
وَأَقْطَعُ مِنْ بَابِلَ اسْماً وَبَقِيَّةً وَنَسْلاً وَذُرِّيَّةً
يَقُولُ الرَّبُّ
").

و
يضيف أشعياء "
لِذَلِكَ عَاقَبْتَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَأَبَدْتَ كُلَّ ذِكْرِهِمْ " – ويمكننا إعتبار كلمة " لذلك
"
مرتبطة
بالفقرة
" بك وحدك نذكر إسمك " (عد 13)

 

15زِدْتَ الأُمَّةَ يَا رَبُّ زِدْتَ الأُمَّةَ. تَمَجَّدْتَ.
وَسَّعْتَ كُلَّ أَطْرَافِ الأَرْضِ. 16يَا رَبُّ فِي الضِّيقِ طَلَبُوكَ.
سَكَبُوا مُخَافَتَةً عِنْدَ تَأْدِيبِكَ إِيَّاهُمْ. 17كَمَا أَنَّ الْحُبْلَى
الَّتِي تُقَارِبُ الْوِلاَدَةَ تَتَلَوَّى وَتَصْرُخُ فِي مَخَاضِهَا هَكَذَا
كُنَّا قُدَّامَكَ يَا رَبُّ. 18حَبِلْنَا تَلَوَّيْنَا كَأَنَّنَا وَلَدْنَا
رِيحاً. لَمْ نَصْنَعْ خَلاَصاً فِي الأَرْضِ وَلَمْ يَسْقُطْ سُكَّانُ
الْمَسْكُونَةِ. 19تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا.
تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ وَالأَرْضُ
تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ.

هل تبحث عن  م الخلاص فلسفة الغفران فى المسيحية 05

 

(عد 15): زِدْتَ الأُمَّةَ يَا رَبُّ زِدْتَ الأُمَّةَ. تَمَجَّدْتَ. وَسَّعْتَ
كُلَّ أَطْرَافِ الأَرْضِ

يتنبأ
أشعياء عن نمو شعب الله، وإتساع دائرة نطاقة، وهذا ما قد تم فعلآ للكنيسة التى
تزايد أبناؤها، وإمتدت حدودها الى كل أطراف الأرض، بدخول الأمم والشعوب والألسنة
فى إيمانها، فتمجد الرب وإرتفع إسمه فيها.

 

(عد 16): يَا رَبُّ فِي الضِّيقِ طَلَبُوكَ. سَكَبُوا مُخَافَتَةً عِنْدَ
تَأْدِيبِكَ إِيَّاهُمْ

يعود
النبى الى وقت التأديب الذى وقع على الشعب، فالتجأ الصديقون الى الرب ساكبين
مخافتتهم – أى إبتهالاتهم العميقة الخافتة الصوت كالهمسات الغير المسموعة (كما
فعلت حنة أم صموئيل التى قيل عنها أنها كانت تتكلم فى قلبها وشفتاها فقط تتحركان
وصوتها لم يُسمع " 1 صم 1 : 13 ").

 

(عد 17، 18): كَمَا أَنَّ الْحُبْلَى الَّتِي تُقَارِبُ الْوِلاَدَةَ تَتَلَوَّى
وَتَصْرُخُ فِي مَخَاضِهَا..

بأسلوب
بلاغته المعبرة، يصف أشعياء الآلام التى إجتازتها أمته فى محنتها، ومحاولات الخلاص
منها بالمجهودات الشخصية وفشلها، فيُشبه أمته بامرأة حبلى جاءت ساعة الولادة،
فأخذت تتلوى وتصرخ فى مخاضها وعندما ولدت لم تلد طفلآ، بل ولدت ريحآ.. وهكذا كانت
النتيجة لا شىء وهكذا تصير كل المجهودات البشرية بدون تدخل العناية الإلهية، إلى
نتائج غير مثمرة.

 

(عد 19): تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا. تَرَنَّمُوا
يَا سُكَّانَ التُّرَابِ

يرتبط
هذا العدد بما سبق من جهة المقارنة بين مجهودات الإنسان الشخصية الفاشلة، وبين
قدرة الله الذى يقيم الموتى ويُعيد الى الحياة سكان القبور والتراب.. وكما تستطيع
قدرة الله على ذلك، فهى وحدها التى تعيد الى الأمة إنتعاشها وحيويتها..

لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ

يشًبه
أشعياء إنتعاش أمته بعد ذبولها بالعشب الذى يبس من الجفاف، فنزلت عليه رطوبة الطل
فإزدهر،
وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ أى الهاوية تلفظ الأخيلة أو الأرواح التى
فيها فتخرج، وتحدث القيامة.

 

20هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ
خَلْفَكَ. اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ. 21لأَنَّهُ
هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ إِثْمَ سُكَّانِ الأَرْضِ
فِيهِمْ فَتَكْشِفُ الأَرْضُ دِمَاءَهَا وَلاَ تُغَطِّي قَتْلاَهَا فِي مَا
بَعْدُ.

فى
هذين العددين يتكلم أشعياء مخاطبآ شعبه الذى لا زال فى الضيق ولم يأت له وقت
القيامة المنتظرة بعد..

إنه
يدعو شعبه الى الدخول فى مخادعة وغلق أبوابة للإختباء نحو لحيظة، حتى يعبر الغضب
(عد 20) – وذلك كما إختبأ نوح فى الفلك، حتى انتهى الطوفان – لأن الرب قادم
لمعاقبة إثم سكان الأرض التى تتكشف جرائم القتل التى وقعت عليها (عد 21).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي