الإصحَاحُ
السَّابعُ عَشَرَ

 

عظة (17)

 

خطية يهوذا (المسيحيين)

توجد بعد ذلك نبوة أخرى، لا أدري كيف
أنها غير موجودة في الترجمة السبعينية لكننا نجدها في الطبعات الأخرى، خاصة وأنها
موجودة في العبرية. وهذه النبوة مليئة بالتعاليم الهامة والضرورية، إن طبقناها في
حياتنا يمكنها أن تقودنا للتوبة.

وإليكم كلماتها: "خطية يهوذا
مكتوبة بقلم من حديد برأس من الماس منقوشة على لوح قلبهم
" (إر 17: 1).
يمكننا أن نلجأ إلى التفسير السهل فنقول أن "الخطايا المكتوبة" هي خطايا
شعب اليهود. ولكننا إذا دققنا النظر كما وضحنا قبل ذلك[1]،
أن كلمة "يهوذا" هي إشارة يقصد بها السيد المسيح، لذلم تصبح "خطية
يهوذا
" هي خطيتنا نحن، نحن الذين نؤمن أن السيد المسيح جاء من سبط يهوذا.

إذا أردت أيضًا تفسيرًا آخر لتلك الآية،
يمكننا القول بأن النبي يقصد هنا يهوذا الاسخريوطي الخائن، وبذلك فإن
النبوة تقول عنه: "خطية يهوذا مكتوبة بقلم من حديد، برأس من الماس منقوشة
على لوح قلبهم
"، ولكن كلمة "قلبهم" بصفة الجمع لا تلائم حالة
يهوذا الخائن، إذًا، ألا تنطبق هذه النبوة علينا نحن بالأكثر؟ لقد أخطأنا، وخطيتنا
لم تكتب خارجًا عنا، وإنما في قلوبنا، وكتبت بقلم من حديد وبرأس
من الماس
. سوف تثبت التجرية أن الخطايا التي نرتكبها تكتب في داخلنا بمجرد أن
نرتكبها: كما لو كانت "علامة" الخطية تنقش في داخل نفسي لمجرد أنني
ارتكبتها. لو كانت خطيتي قد كتبت بالحبر، لاستطعت أن أمحوها؛ ولكن ها هي قد كتبت بقلم
من حديد وبرأس من الماس
، وكتبت كذلك في قلبي، لكي إذا ما وقفت لأحاكم
في اليوم الأخير، تتحقق النبوة القائلة: "لأنه ليس مكتومًا إلا سيظهر ولا
خفيًا إلا سيعلن
".

سيتم الكشف عن قلبي ليقف عاريًا أمام
الجميع، حيث يقرأ الكل علامات الخطايا المكتوبة بالقلم الحديدي وبرأس الماس والتي
ستكون ظاهرة لجميع الناس؛ وقد كتب عن ذلك: "إذًا لا تحكموا في شيء قبل
الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خطايا الظلام ويظهر آراء القلوب
" (1كو 4:
5)، ولكن لِمَن سيظهرها؟ ليس لنفسه، لأنه هو العارف كل الأشياء قبل أن
تكون، وإنما سيظهر آراء القلوب للناس الأتقياء الأنقياء الذين بسبب نقائهم سوف
يستطيعون أن يروا خطايا الناس الذين أخطأوا، حتى "يستيقظون إلى العار
للإزدراء الأبدي
" (دا 12: 2).

ليحفظنا رب جميع الأشياء، لكي نستيقظ
ونقوم في اليوم الأخير بالمجد الذي للمسيح يسوع، الذي له المجد والقدرة والسلطان
إلى دهر الدهور آمين.

 

تفسير الآيات من:

"حَجَلَةٌ ما لم تبض"
(إر 17: 11).

إلى:

"ولا اشتهيت يوم البلية. أنت
عرفت
" (إر 17: 16).

الحجلة رمز الشيطان

1. يقودنا الكتاب المقدس إلى تساؤل هام،
وهو يدور حول معرفة من هي هذه "الحجلة" المذكورة في الآية: "حجلة
تحضن ما لم تبض محصِّل الغني بغير حق. في نصف أيامه يتركه وفي آخرته يكون أحمق
".
سوف نعتمد على ما يقوله "علم طبائع الطيور[2]"
بخصوص موضوع الحجلة، حتى إذا ما عرفنا خصائص هذا الطير وطباعه، نستطيع حينئذ أن
نصنفه إما ضمن أنواع الحيوانات الصالحة أو ضمن الحيوانات الشريرة.

يقال إن هذا الطائر له عادات كريهة، وهو
ماكر وخبيث، فحينما يريد أن يخدع الصياد، يقوم بالالتفاف حول قدمْي الصياد حتى
يجعله يغير اتجاهه عن مكان العش، وعندما يطمئن أن الصياد لا يرى العش وإلى أن جميع
صغاره قد تمكنوا من الهرب، يهرب هو أيضًا على جناح السرعة. كما أنه غير طاهر
بالمرة، لدرجة أن الذكور يتصارعون مع بعضهم في معارك فريدة من نوعها لكي يتزاوجوا
ذكورًا بذكور. إذًا، فبما أن لهذا الطائر عادات كريهة، وبما أنه غير طاهر، وخبيث،
وكاذب، فإن إدراجه ضمن الأنواع الصالحة واعتبار أنه يمكن أن يشير إلى المخلص، هو
لا شك نوع من الكفر والإلحاد.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد قديم سفر الخروج خدام الرب الإله ه

إذًا يجب علينا أن نرى هل سنحصل على
تفسيرٍ مشترك تمامًا في صفاته، إذا قمنا بمقارنة الشيطان مع الحجلة، أم لا؟

الحجلة تقتني ما ليس لها

2. لنبدأ إذًا بالكلمات الآتية: "حجلة
تحضن ما لم تبض
" أو بحسب الترجمة من النص الفرنسي "حجلة جعلت
صوتها مسموعًا وجَمَّعت صغارًا لم تَلِدْهم
".

الشيطان لا يُجَمِّع خليقته خليقته
الخاصة، ولا يجمع أطفالاً (صغارًا) مولودين منه، ولكنه عندما يجعل صوته مسموعًا،
هو يجمع خلائق أحد آخر ويحعلها خلائقه.

إن الحجلة جعلت صوتها مسموعًا عن
طريق أفواه باسيليوس ومرقيون وفالنتينوس وكل الهراطقة، فلم يستطيع أي واحد منهم أن
يردد قول السيد المسيح: "خرافي تسمع صوتي". إن "صوت"
السيد المسيح موجود ف أفواه بطرس وبولس، لهذا قال بولس: "إذًا أنتم تطلبون
برهان المسيح المتكلم فيّ…
" (2كو 13: 3). ولكن صوت الحجلة الذي يجمع
صغارًا لم تلدهم
، نجده في هؤلاء الذين يُضلون ويخدعون الناس البسطاء من بين
المؤمنين ويستغلون سذاجتهم ونقص معرفتهم.

"حجلة جعلت صوتها مسموعًا وجمعت صغارًا لم
تلدهم، وهي تغتني لكن دون حُكم
". لقد اغتنت الحجلة، أي الشيطان. انظر كم من
الآلاف يتبعون الشيطان!

كل هذه الأعداد الغفيرة أصبحت ملكًا له؛
وبهذا فقد اغتنى دون أن يدفع شيئًا، اغتنى دون أن يبالي بـحِكِم
ودون أن يقع تحت الحكم. أم بالنسبة لمخلصي الصالح فقد اغتنى بـحِكِم، ولقد
كلفه هذا الغِنَى أن يُحَاكَم وأن يموت حتى يختارنا ميراثًا له.

الحجلة تفقد حتى حكمتها

3. "في وسط أيامها يتركونها".

نحن جميعًا، الذين كنا قبلاً تحت سيطرة
"الحجلة"، وكنا نعمل على إسماع صوتها -لأنها لم تجعل صوتها
مسموعًا فقط من خلال الهراطقة الذين ذكرتهم، بل وأيضًا من خلال كل الذين يخدعون
الناس، ويدعون إلى تعاليم وعقائد ضد الحق، متظاهرين بأنهم يدعون الناس من الضلال
إلى التقوى. نعم! نحن جميعًا "في وسط أيامها" قد "تركناها

إن مجموع أيامها هو في الواقع مجموع أيام
هذه الحياة، وبما أن السيد المسيح قد اختارنا من وسط هذا العالم الشرير
(غلا 1: 4) فقد تركناها في وسط أيامها.

"وفي آخرتها تكون حمقاء
هل كانت عاقلة في يوم من الأيام؟ هل كانت حكيمة قبل ذلك حتى يقال أن في آخرتها سوف
تكون حمقاء؟ نعم! فإنها بالفعل كانت عاقلة، لأنها "كنت أحيل جميع
الحيوانات البرية التي عملها الرب الإله
" (تك 3: 1). كانت حكيمة بحسب ما
قيل في إشعياء: "إني أعاقب ثمر عظمة قلب ملك أشور وفخر رفعة عينيه لأنه
قال بقدرة يدي صنعت وبحكمتي لأني فهيم، ونقلت تخوم شعوب
" (إش 10: 12-
13).

بعد أن كانت حكيمة في الشر ستصبح حمقاء
فيه. سوف تفهم ماذا تعني الكلمات "وفي آخرتها تكون حمقاء" إذا
عرفت ما هو الغرض الذي من أجله أوصاك الله، عن طريق بولس الرسول، أن تقبل الجهل،
فهو يقول: "إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصر جاهلاً لكي
يصير حكيمًا
".

إذًا بما أنه توجد حكمة مَلومة، من
خلالها "أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النورفي جيلهم" (لو 16:
8)، فإن الله في صلاحه يهلك الأضداد بالأضداد، يهلك حكمة الشيطان (الحجلة) لدرجة
أنها في آخرتها تكون حمقاء. لكن متى تكون هذه الأيام الأخيرة التي تكون
فيها حمقاء؟ يجب أن المسيح يملك حتى يضع الرب كل أعدائه تحت موطئ قدميه.
وعندما يخضع الكل له، فإن آخر عدو يبطل هو الموت (1كو 15: 25-26). إذًا إن
نهاية الحجلة تأتي حينما يبطل الموت.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر صموئيل الأول 29

عمل المسيح فينا

4. "كرسيُّ مجدٍ مرتفعٌ من
الابتداء هو موضع مقدسنا. أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذي يتركونك يخزون. الحائدون
عني في التراب يُكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية
" (إر 17: 12-
13).

عندما رأى إشعياء النبي مُلْك الرب قال:
"رأيت السيد جالس على كرسي عالٍ ومرتفع" (إش 17: 12).

وإرميا أيضًا رأى السيد الرب وهو يملك،
لذلك سبحه قائلا: "كرسي مجد مرتفع من الابتداء وهو موضع مَقدِسَنا".
لو أردت أن توجه هذه الكلمات إلى السيد المسيح لن تكون مخطئًا، ولو وجهتها إلى
الآب لن تكون كافرًا. لمخلصنا كرسي مجد مرتفع من الابتداء لأن مملكته هي من
فوق؛ والسيد المسيح هو مقدسنا لأن المُقَِدّس والمُقَدّسين جميعهم من
واحد
(عب 2: 11). "أيها الرب رجاء إسرائيل": بما أن المخلص
هو العدل والحق والقداسة وكذلك الرجاء، لذلك فإنه غير ممكن أن نكون عادلين
بدون السيد المسيح، ولا يمكن أن نكون مقدسين بدونه، ولا أيضًا يكون لنا رجاء
إذا لم يكن موجودًا في داخلنا، لأنه هو رجاء إسرائيل.

"أيها الرب رجاء إسرائيل كل
الذين يتركونك يخزون
". إن كل واحد فينا حينما يخطيء يترك السيد
المسيح وبالتالي يترك الله. وبارتكابه الظلم "يترك" العدل،
وبنجاسته "يترك" القداسة، وبقيامه بالحرب "يترك"
السلام، وبالاستسلام للعدو "يترك" الخلاص، وبابتعاده عن الحكمة
"يترك" حكمة الله. إذًا فإن كل الذين يتركون الله، يلعنهم
النبي، مُعّرفًا إيانا ماذا سيحدث لهم: "كل الذين يتركونك يخزون
قدرما يتركون الله يخزون.

"الحائدون عني في التراب يُكتبون":
إن جميع الناس مكتوبين: القديسون مكتوبين في السماء، والخطاة في التراب.
ويقول السيد المسيح لتلاميذه: "افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السموات"
(لو 10: 20). وكما أن القديسين أسماؤهم مكتوبة في السموات، كذاك أيضًا الذين
يعيشون بحسب الأمور الأرضية، فإن أسماءَهم تكتب في التراب لأنهم تركوا الرب.

يقول النبي: "كل الذين يتركونك
يخزون. الحائدون عني في التراب يُكتبون
".

إذًا، بما أنه "بالكيل الذي به
تكيلون يُكال لكم
" (مت 7: 2)، فإن كل واحدٍ مسئول عن الطريقة التي
سيُكتَب بها، فإذا كنت تبحث عن الأشياء الموجودة في التراب، لن تتمكن من النظر إلى
الأمور السماوية، وإذا كانت نفسك تميل إلى أمور هذا العالم الزائل، فإنك أنت
المسئول، لأن السيد المسيح يقول: "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث
يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون، بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماء
حيث لا يفسد سوس ولا صدأ…
" (مت 6: 19). هل تكنز في السماء؟

إنها مسئوليتك أنت، لو أردت أن يكون اسمك
مكتوبًا في السموات.

هذا بالنسبة للكلمات: "في التراب
يكتبون
"، ثم يوضح النبي سبب ذلك، فيقول: "لأنهم تركوا الرب ينبوع
المياه الحية (ينبوع الحياة)
".

يقول إرميا في بداية سفره نفس هذه
الكلمات، لكن على لسان الله: "تركوني أن ينبوع الحياة" (إر 2:
13). فإذا كنا لا نريد أن نترك الرب ينبوع المياه الحية، فلنجب نحن أيضًا
نفس الإجابة التي أجابها الرسل الأطهارعلى المسيح يسوع حينما سألهم: "ألعلكم
أنتم أيضًا تريدون أن تمضوا"؟ أجابوه: "يا رب إلى من نذهب، كلام الحياة
الأبدية عندك
". (يو 6: 67- 68).

5. تأتي بعد ذلك صلاة أخرى، تقول
كلماتها: "اشفني يا رب فأُشفى، خلصني فأخلص، لأنك أنت تسبحتى. هاهم يقولون
لي: أين هي كلمة الرب؟ لتأت! أما أنا فلم أعتزل عن أن أكون راعيًا وراءك ولا
اشتهيت يوم البلية، أنت عرفت
".

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول 01

كل إنسان يريد أن يُشفى من أمراض الروح
والنفس عليه أن يطلب من الطبيب الأوحد الذي جاء خصيصًا من أجل المرضى، والذي قال:
"لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" بذلك يمكن للمريض أن يطلب
في ثقة ويقول: "اشفني يا رب فأُشفى". لأنه لو كان هناك أحد آخر
يستطيع أن يشفي النفوس لما كنا نستطيع أن نقول بثقة: " اشفني يا رب فأُشفى".
ومكتوب في الانجيل أن المرأة نازفة الدم قد أنفقت كل ما عندها على الأطباء ولم
تنتفع شيئًا
(مر 5: 25) ولم يستطع أحد منهم أن يشفيها. بالفعل إننا لا نستطيع
أن نقول لأي طبيب بكل جرأة وبكل ثقة: " اشفني فأُشفى"، إنما
يمكننا أن نقول ذلك بثقة كاملة للطبيب الأوحد القادر أن يمنح الشفاء بمجرد لمس
هدب ثوبه
. لذلك فإنني أقول له: "اشفني يا رب فأُشفى"، لأنك
إذا عالجتني، فإن العلاج الذي يأتي من عندك يتبعه حتمًا الشفاء، فأخلص. مهما كان
الذين يُخَلِصون كثيرون إلا أنني لن أخلص بواسطتهم، لأن الخلاص الوحيد الحقيقي يتم
بواسطة السيد المسيح. لأنه "باطل هو الفَرَس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا
ينجي
" (مز 33: 17). الرب وحده الذ يخلص، وأي شيء غيره يكون باطلاً. لذلك
أقول له: "اشفني يا رب فأُشفى"، ولكنني لا أقول هذه الكلمات إلا
إذا استطع أن أقول أيضًا تكملة الآية: "لأنك أنت تسبحتى" أو
"لأنك أنت فخري"، وكذلك إذا نفذت هذه الوصية: "لا يفتخر
الحكيم بحكمته، ولا يفتخر الجبار بجبروته، ولا يفتخر الغني بغناه، بل بهذا ليفتخرن
المفتخر بأنه يفهم ويعرفني إني أنا الرب المفتخر"
(إر 9: 23- 24).

إذًا، طوبى للذي يتنازل عن كل فخر أرضيٍ
وعن كل كرامةٍ زمنيةٍ، وعن الجمال والأشياء الجسدية، وعن الغنى والمجد، وبكتفي فقط
بأن يقول للرب: "لأنك أنت فخري".

5. "هاهم يقولون لي أين هي كلمة
الرب، لتأت! أما أنا فلم أعتزل عن أن أكون راعيًا وراءك" أو "أما أنا
فلم أتضايق (أَمِلًّ) من اتباعك".

يقول يسوع المسيح لك: "احمل
صليبك واتبعني
". (مت 16: 24) وأيضًا: "اترك كل شيء واتبعني"
(مت 19: 27؛ 9: 9)، وأيضًا: "من أحب أبا أوأما أكثر مني فلا يستحقني"
(مت 10: 37-38). إذًا، لو استطعت أن تتبع يسوع المسيح دائمًا فإنك لن تَمِلَّ
أبدًا من اتباعه. لأنه "لم يبصر إثمًا في يعقوب ولا رأى تعبًا في إسرائيل"
(عد 23: 21). لا يوجد ملل حينما نتبع السيد المسيح، فإنه مجرد اتباعه ينزع كل ملل
أو تعب. لذلك يقول لنا: "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال
وأنا أريحكم
" (مت 11: 28).

فإذا كنا متعبين وذهبنا إليه وتبعناه
نقول: "أما أنا فلم أتعب من اتباعك".

سوف نقول له أيضًا: "ولا اشتهيت
يوم البلية
". أو "ولا اشتهيت يوم الإنسان". يوجد "يوم
للإنسان
" ويوجد "يوم للرب" يحدث كثيرًا حينما يكون
الإنسان مريضًا و مشرفًا على الموت، أنه يطلب من الناس الذين يزوروه أن يصلوه من
أجله حتى يظل على قيد الحياة. حينما يقول الإنسان ذلك لا يشتهي يوم الرب إنما
يشتهي يوم الإنسان. لنكف إذًا عن محبة العالم وعن اشتهاء يوم الإنسان،
ولنتطلع إلى يوم القيامة واللقاء مع القديسين حينما يطوبنا المسيح يسوع الذي له
المجد والقدرة إلى أبد الآبدين آمين.



[1]
راجع عظة (9) رقم 1 ص 51.

[2]
يشير أوريجانوس إلى الحجلة بكونها حيوانًا وليست طائرًا
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي