الإصحَاحُ
الثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ

 

ينقسم هذا الأصحاح إلى:

1.                
واجبات ومسئولية الرقيب (عد1-9)

2.                
مسئولية السامع (عد 10-20)

3.                
إعلان سقوط أورشليم (21-22)

4.                
نبوة ضد الباقين في يهوذا (عد 2329)

5.                
تظاهر المسبيين (عد 30-33)

ومن
الملاحظ أن بعض أجزاء هذا الأصحاح تتشابه مع بعض أجزاء وردت في (ص3) وفي (ص18)
وهي تتكرر هنا للتأكيد.

 

أولاً:
واجبات ومسئولية الرقيب (عد1-9)

"1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2يَا ابْنَ آدَمَ, قُلْ
لِبَنِي شَعْبِكَ: إِذَا جَلَبْتُ السَّيْفَ عَلَى أَرْضٍ, فَإِنْ أَخَذَ شَعْبُ
الأَرْضِ رَجُلاً مِنْ بَيْنِهِمْ وَجَعَلُوهُ رَقِيباً لَهُمْ, 3فَإِذَا رَأَى
السَّيْفَ مُقْبِلاً عَلَى الأَرْضِ نَفَخَ فِي الْبُوقِ وَحَذَّرَ الشَّعْبَ,
4وَسَمِعَ السَّامِعُ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ, فَجَاءَ السَّيْفُ
وَأَخَذَهُ, فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى رَأْسِهِ. 5سَمِعَ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ
يَتَحَذَّرْ, فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ. لَوْ تَحَذَّرَ لَخَلَّصَ
نَفْسَهُ. 6فَإِنْ رَأَى الرَّقِيبُ السَّيْفَ مُقْبِلاً وَلَمْ يَنْفُخْ فِي
الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرِ الشَّعْبُ, فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَ نَفْساً
مِنْهُمْ, فَهُوَ قَدْ أُخِذَ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ الرَّقِيبِ
أَطْلُبُهُ. 7وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ
إِسْرَائِيلَ, فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي.
8إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ لَمْ
تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ
يَمُوتُ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 9وَإِنْ حَذَّرْتَ
الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجِعَ عَنْهُ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ طَرِيقِهِ,
فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ

"

أقام
الرب نبيه حزقيال رقيباً لبيت إسرائيل، وكان عليه أن يبلغ وينذر الشعب بما يكلمه
به الرب. ويضرب الرب مثلاً بالرقيب الذي يقام على أسوار مدينة لرصد أي خطر أو هجوم
عليها، فعليه أن ينفخ في البوق لتحذير الشعب، فإذا قام الرقيب بذلك، ولم يتحذر
الشعب، فلا دينونة عليه، وإذا لم يقم بذلك، يقع عليه دم سكان المدينة وهكذا كان
الموقف بالنسبة لحزقيال في إنذار الأشرار بخطاياهم وكانت المسئولية تقع عليه في
حالة تقصيره وعدم تحذير الشرير من جهة خطاياه، هذا الجزء يكاد يتشابه مع ما سبق
وروده في (ص3: 16-21).

 

ثانياً:
مسئولية السامع (عد 11-20)

"
10وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ:
أَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ مَعَاصِيَنَا وَخَطَايَانَا عَلَيْنَا, وَبِهَا نَحْنُ
فَانُونَ, فَكَيْفَ نَحْيَا؟ 11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ
الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ
الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ
الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا
ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي
يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ
عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ
خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَاتَّكَلَ هُوَ عَلَى
بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي
فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ
عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ
الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ
عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ
الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِالْعَدْلِ وَالْحَقِّ
فَيَحْيَا حَيَاةً. 17وَأَبْنَاءُ شَعْبِكَ يَقُولُونَ: لَيْسَتْ طَرِيقُ الرَّبِّ
مُسْتَوِيَةً. بَلْ هُمْ طَرِيقُهُمْ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ! 18عِنْدَ رُجُوعِ
الْبَارِّ عَنْ بِرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ إِثْماً فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِهِ.
19وَعِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِالْعَدْلِ
وَالْحَقِّ, فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا. 20وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ طَرِيقَ
الرَّبِّ غَيْرُ مُسْتَوِيَةٍ. إِنِّي أَحْكُمُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ
كَطُرُقِهِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ
"

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر الأمثال 23

يشجع
الرب شعبه على الرجوع عن خطاياهم، بدلاً من اليأس من جهة معاصيهم ونتائجها فالله
يؤكد أنه لا يسر بموت الشرير بل أن يرجع عن طريقة ويحيا.

ويتكرر
في هذا الجزء مع ما جاء في (ص18) عن مسئولية
السامع من جهة ما ينذر به.

ويوبخ
الرب أولئك الذين يقولون عن طرق الرب أنها ليست مستوية والرب يحكم على كل واحد
كطرقة.

 

ثالثاً:
إعلان سقوط أورشليم (عد 21-22)

"
21وَكَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَشَرَةَ مِنْ
سَبْيِنَا, فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ, أَنَّهُ
جَاءَ إِلَيَّ مُنْفَلِتٌ مِنْ أُورُشَلِيمَ فَقَالَ: قَدْ ضُرِبَتِ
الْمَدِينَةُ». 22وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيَّ مَسَاءً قَبْلَ مَجِيءِ
الْمُنْفَلِتِ, وَفَتَحَتْ فَمِي حَتَّى جَاءَ إِلَيَّ صَبَاحاً, فَانْفَتَحَ
فَمِي وَلَمْ أَكُنْ بَعْدُ أَبْكَمَ
"

كان
سقوط أورشليم في السنة الحادية عشرة لصدقيا في الشهر الرابع في تاسع الشهر (ار 39: 2، 52: 6)
من سبي يهوياكين وبداية حكم صدقيا، ويستنتج من ذلك أن خبر سقوط أورشليم قد بلغ
حزقيال بعد حدوثه بسنة ونصف، على لسان منفلت من أورشليم، ولعل تأخير وصول هذا
الخبر إلى حزقيال، كان بسبب الأرتباك الذي وقع فيه الهاربون من أورشليم، وصعوبة
السفر بما كانوا يحملونه من متاع، بجانب ترددهم وخوفهم من دخول بلاد أعدائهم وغير
ذلك من أسباب عوقت سرعتهم ومسيرتهم.

أما
عن كلمة "منفلت" فهي في العبرية قد تحمل معنى " الاسم
الجمعي
" إشارة إلى عدد من الناجين الهاربين الذين جاءوا إلى حزقيال النبي
بخبر سقوط أورشليم.

وكانت
يد الرب على حزقيال مساء قبل مجئ المنفلت، فصار في حالة غير عادية من الأنفعال
الروحي، وإنفتح فمه، وفي الصباح بلغه خبر سقوط أورشليم، فإزدادت ثقته في أن يتكلم
ويخاطب من كانوا معه في السبي، ولم يعد بعد أبكم.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر أيوب 32

وهنا
نتساءل: هل إستمر سكوته منذ أن أمره الرب بإلتزام الصمت في (ص3: 26) ؟

يرى
البعض أن سكوته كان من جهة التنبؤ عن اليهود، وأما عن الأمم فقد تكلم بما جاء بين
الأمر بسكوته وبين إنفتاح فمه.

ولكن
يعترض على هذا الرأي بما جاء من مناسبات تكلم فيها النبي بحسب أمر الرب إلى بني
إسرائيل (ص12 : 10، 28- ص 14: 4…الخ) ويرى
آخرون أنه كان ساكتاً عن الكلام بصفة عامة، ولكنه في بعض الحالات الضرورية كان
يتكلم، ولكنه في معظم الأوقات أن يعطي نبواته مكتوبة وبرجوعنا إلى (ص 24: 27) يمكننا أن نستنتج إستمرار سكوته عن الكلام
بعد موت زوجته، وحتى مجئ المنفلت إليه.

 

رابعاً:
نبوة ضد الباقين في يهوذا (عد 23-29)

"23فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 24يَا ابْنَ آدَمَ, إِنَّ
السَّاكِنِينَ فِي هَذِهِ الْخِرَبِ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُونَ: إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ وَاحِداً وَقَدْ وَرَثَ الأَرْضَ. وَنَحْنُ كَثِيرُونَ. لَنَا
أُعْطِيَتِ الأَرْضُ مِيرَاثاً. 25لِذَلِكَ قُلْ لَهُمْ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ
الرَّبُّ: تَأْكُلُونَ بِالدَّمِ وَتَرْفَعُونَ أَعْيُنَكُمْ إِلَى أَصْنَامِكُمْ
وَتَسْفِكُونَ الدَّمَ. أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 26وَقَفْتُمْ عَلَى سَيْفِكُمْ.
فَعَلْتُمُ الرِّجْسَ وَكُلٌّ مِنْكُمْ نَجَّسَ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ.
أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ 27قُلْ لَهُمْ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: حَيٌّ
أَنَا, إِنَّ الَّذِينَ فِي الْخِرَبِ يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ, وَالَّذِي هُوَ
عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ أَبْذِلُهُ لِلْوَحْشِ مَأْكَلاً, وَالَّذِينَ فِي
الْحُصُونِ وَفِي الْمَغَايِرِ يَمُوتُونَ بِالْوَبَإِ. 28فَأَجْعَلُ الأَرْضَ
خَرِبَةً مُقْفِرَةً, وَتَبْطُلُ كِبْرِيَاءُ عِزَّتِهَا, وَتَخْرَبُ جِبَالُ
إِسْرَائِيلَ بِلاَ عَابِرٍ. 29فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ
أَجْعَلُ الأَرْضَ خَرِبَةً مُقْفِرَةً عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي
فَعَلُوهَا

تتضمن
هذه الأعداد عبارات توبيخ صارمة لليهود الساكنين في خرب إسرائيل، الذين كانوا
يقولون أن إبراهيم كان واحداً فرداً ومع ذلك فقد أعطاه الرب الأرض، أما هم
فكثيرون. وبناء على هذا الإدعاء، إعتقدوا بضرورة إعطائهم الأرض ميراثاً لهم. ولكن
الرب أمر حزقيال أن يوبخهم على خطاياهم التي إرتكبوها بأكل الدم وبالممارسات
الوثنية، وبقتل الأبرياء وعدم توبتهم وقد تناسى أولئك أن الأرض قد وهبها لهم الرب
بشرط طاعة الوصية ولكونهم قد أخلوا بهذا الشرط، فإن الرب قد أسلمهم للسقوط بحد
السيف، وفي دفاعهم عن أنفسهم لم يساعدهم الرب، وهكذا يقتلون أو يساقون إلى السبي
وتصبح أرضهم خربة.

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 67

 

خامساً:
تظاهر المسبيين (عد 30-33)

"30وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ, فَإِنَّ بَنِي شَعْبِكَ يَتَكَلَّمُونَ
عَلَيْكَ بِجَانِبِ الْجُدْرَانِ وَفِي أَبْوَابِ الْبُيُوتِ وَيَتَكَلَّمُ
الْوَاحِدُ مَعَ الآخَرِ, الرَّجُلُ مَعَ أَخِيهِ قَائِلِينَ: هَلُمَّ اسْمَعُوا
مَا هُوَ الْكَلاَمُ الْخَارِجُ مِنْ عَُِنْدِ الرَّبِّ! 31وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ
كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ, وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي, وَيَسْمَعُونَ
كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ, لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ
أَشْوَاقاً وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ. 32وَهَا أَنْتَ لَهُمْ
كَشِعْرِ أَشْوَاقٍ لِجَمِيلِ الصَّوْتِ يُحْسِنُ الْعَزْفَ, فَيَسْمَعُونَ
كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ. 33وَإِذَا جَاءَ هَذَا (لأَنَّهُ يَأْتِي)
فَيَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيّاً كَانَ فِي وَسَطِهِمْ
"

تعليقاً على هذه الأعداد، نقتبس ما يلي تفسير حزقيال لايرنسايد:

تكلم
الله إلى حزقيال وكأنه صديقه، فذكره بأن الشعب الذين قام بخدمته لهم تظاهروا
بإعجابهم به وبرسالاته، إلا أنهم اغتابوه سراً وتكلموا عليه بالسوء غير عازمين
البتة على طاعة الكلمة التي أعلنها لهم بدا عليهم أنهم مهتمون بسماع كلام النبي،
إذ قال أحدهم للآخر: " هَلُمَّ اسْمَعُوا مَا
هُوَ الْكَلاَمُ الْخَارِجُ مِنْ عَُِنْدِ الرَّبِّ!
" ولكنهم لم
يكونوا عازمين قط على طاعة ذلك الكلام، إنهم بأفواههم أظهروا وداً كثيراً ولكن
قلوبهم كانت على مكاسبهم وقد كان حزقيال في أنظارهم كمن ينشد قصيدة أشواق بصوت
جميل ويعزف جيداً على آله موسيقية، سرتهم فصاحته والطريقة الزاخرة بالقوة التي بها
قدم رسالاته، إلا أنهم – شأن الأكثرين اليوم يعجبهم واعظ ما ويُطرون كلامه ولكن لا
يعملون به- تابعوا سلوكهم في طريق المعصية ورفضوا أن يحملوا شيئاً مما خرج من شفتي
النبي على محمل الجد فإذا ما وقعت عليهم أحكام الدينونة بكل هولها، عندئذ – يقول
الله- "يَعْلَمُونَ أَنَّ نَبِيّاً كَانَ فِي
وَسَطِهِمْ
" ولكن يكون قد فات وقت إنقاذ نفوسهم بالإستماع إلى
كلامه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي