الإصحَاحُ
الْخَامِسُ وَالثَّلاَثُونَ

 

يتضمن
هذا الإصحاح نبوة عن القضاء الإلهي على أدوم، ولعل سبب وضعها في هذا المكان، هو
أنه يعد إعلان مستقبل عودة شعب الله من السبي، كان من التناسب أن يشار إلى إزاله
الله للعائق والمعترض في وجه شعبه، كما تمثل في أدوم، إذ كان الأدوميون قد إستغلوا
فرصة ذهاب يهوذا إلى السبي، فإستولوا على بعض أراضيهم ويمكن إعتبار ما جاء هنا
تفصيلاً لما في (ص 25).

ويمكن تقسيم هذا الإصحاح إلى:

1.                
خراب جبل سعير (عد1-4)

2.                
بغضة أدوم المستمرة ضد شعب الله (عد 5-9)

3.                
تعديات أدوم (عد 10-15)

 

أولاً:
خراب جبل سعير (عد1-4)

"وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2يَا ابْنَ آدَمَ, اجْعَلْ
وَجْهَكَ نَحْوَ جَبَلِ سَعِيرَ وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ 3وَقُلْ لَهُ هَكَذَا قَالَ
السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا عَلَيْكَ يَا جَبَلَ سَعِيرَ, وَأَمُدُّ

يَدِي عَلَيْكَ وَأَجْعَلُكَ خَرَاباً مُقْفِراً. 4أَجْعَلُ مُدُنَكَ
خَرِبَةً, وَتَكُونُ أَنْتَ مُقْفِراً وَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ
"

يطلب
الرب من نبيه حزقيال أن يجعل وجهه نحو جبل سعير ويتنبأ عليه، ومن المعروف أن
الأدوميين كانوا يسكنون في جبل سعير الذي كان يمثل المنطقة الجبلية الممتدة على
مسافة مائة ميل بين البحر الميت وخليج العقبة وكان الحوريون يسكننها قبل أن
ينتزعها عيسو منهم (تك 32: 3، تث 2: 12).

وأعلنت
النبوة خراب جبل سعير وتحوله إلى قفر، ودمار مدنه. وقد تمت هذه النبوة فعلاً، فقد
خضعت أدوم لبابل، ثم الفرس، وفي سنة 126 ق.م. أجبر يوحنا المكابي الأدوميين على
التهود وممارسة الختان، وقد إنعدم وجود بقية من نسل الأدوميين وصارت مدنهم أطلالاً
خربه.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر المزامير Psalms 02

 

ثانياً:
بغضة أدوم المستمرة ضد شعب الله (عد 5-9)

"5لأَنَّهُ كَانَتْ لَكَ بُغْضَةٌ أَبَدِيَّةٌ, وَدَفَعْتَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ إِلَى يَدِ السَّيْفِ فِي وَقْتِ مُصِيبَتِهِمْ, وَقْتِ إِثْمِ
النِّهَايَةِ. 6لِذَلِكَ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ إِنِّي
أُهَيِّئُكَ لِلدَّمِ وَالدَّمُ يَتْبَعُكَ. إِذْ لَمْ تَكْرَهِ الدَّمَ فَالدَّمُ
يَتْبَعُكَ. 7فَأَجْعَلُ جَبَلَ سَعِيرَ خَرَاباً وَمُقْفِراً, وَأَسْتَأْصِلُ
مِنْهُ الذَّاهِبَ وَالآئِبَ. 8وَأَمْلأُ جِبَالَهُ مِنْ قَتْلاَهُ. تِلاَلُكَ
وَأَوْدِيَتُكَ وَجَمِيعُ أَنْهَارِكَ يَسْقُطُونَ فِيهَا قَتْلَى بِالسَّيْفِ.
9وَأُصَيِّرُكَ خِرَباً أَبَدِيَّةً, وَمُدُنُكَ لَنْ تَعُودَ, فَتَعْلَمُونَ
أَنِّي أَنَا الرَّبُّ
"

توصف
بغضة الأدوميين لليهود بكونها " أَبَدِيَّةٌ
" أي أنها ظلت مستمرة دائمة منذ أيام عيسو (تك
25: 22، 27: 41
) وقد تجلت ذلك واضحة حينما كان بنو إسرائيل بعد خروجهم من
مصر في طريقهم إلى كنعان إذ طلب موسى من أدوم أن يأذن له بالمرور في أرضه، فرفض
ملك أدوم هذا الطلب (عد10: 14 – 21) وفى أيام
حكم يهوشافاط إتحدت أدوم مع عمون وموآب لغزو يهوذا (2
أيام 20 : 10 – 11، مز 83 : 1 – 8)

وتركز
النبوة هنا على موقف أدوم من شعب الله " في وقت مصيبتهم وقت إثم النهاية"
والمقصود بذلك –على الأرجح- هو إثم اليهود الذي أدى إلى نهاية مملكتهم.

ففي
وقت السبي أظهر الأدوميون شدة كراهيتهم وقسوة عداوتهم لشعب الله، وتقول النبوة
"ودفعت بني إسرائيل إلى يد السيف" وتعني كلمة "دفعت"
في أصلها صببت كما يصب الماء، فقد وقف الأدوميون في وجه الهاربين الناجين من
اليهود ليمنعوهم من النجاة من بطش الكلدانيين. ومتى وقعوا في أيديهم قتلوهم
بالسيف.

وفي
إنذار وتهديد الرب لأدوم تتكرر كلمة "الدم" المراد بها الهلاك بالسيف.

 

ثالثاً:
تعديات أدوم (عد 10-15)

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عِبْري ي

10 لأَنَّكَ قُلْتَ: إِنَّ
هَاتَيْنِ الأُمَّتَيْنِ وَهَاتَيْنِ الأَرْضَيْنِ تَكُونَانِ لِي
فَنَمْتَلِكُهُمَا وَالرَّبُّ كَانَ هُنَاكَ, 11فَلِذَلِكَ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ
السَّيِّدُ الرَّبُّ, لأَفْعَلَنَّ كَغَضَبِكَ وَحَسَدِكَ اللَّذَيْنِ عَامَلْتَ
بِهِمَا مِنْ بُغْضَتِكَ لَهُمْ, وَأُعَرِّفُ بِنَفْسِي بَيْنَهُمْ عِنْدَمَا
أَحْكُمُ عَلَيْكَ, 12فَتَعْلَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ قَدْ سَمِعْتُ كُلَّ
إِهَانَتِكَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ بِهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: قَدْ
خَرِبَتْ. قَدْ أُعْطِينَاهَا مَأْكَلاً. 13قَدْ تَعَظَّمْتُمْ عَلَيَّ
بِأَفْوَاهِكُمْ وَكَثَّرْتُمْ كَلاَمَكُمْ عَلَيَّ. أَنَا سَمِعْتُ. 14هَكَذَا
قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: عِنْدَ فَرَحِ كُلِّ الأَرْضِ أَجْعَلُكَ مُقْفِراً.
15كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ خَرِبَ كَذَلِكَ
أَفْعَلُ بِكَ. تَكُونُ خَرَاباً يَا جَبَلَ سَِعِيرَ أَنْتَ وَكُلُّ أَدُومَ
بِأَجْمَعِهَا, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ
.

يضيف
الرب هنا ذكر تعديات وشرور أدوم عدا "البغضة الأبدية" (عد5)- ونقتبس هنا ما جاء بتفسير حزقيال للقمص تادرس
يعقوب:

2. اغتنامها الآخرين: " 10لأَنَّكَ قُلْتَ: إِنَّ هَاتَيْنِ الأُمَّتَيْنِ وَهَاتَيْنِ
الأَرْضَيْنِ تَكُونَانِ لِي فَنَمْتَلِكُهُمَا وَالرَّبُّ كَانَ هُنَاكَ
."
ع10. هكذا حين يريد الإنسان أن يغتنم أرضاً
غير أرضه ويملك ما ليس له لا يدرك لأن الله غير المنظور يتطلع وينظر إلى الظلم.
لقد أرادت أن تمتلك ما ليس لها لهذا تفقد ما هو لها، إذ تصير مدنها خربه وتكون
قفراً (ع4).

3. عجرفتها المملؤه تجديفاً : "قَدْ
تَعَظَّمْتُمْ عَلَيَّ بِأَفْوَاهِكُمْ وَكَثَّرْتُمْ كَلاَمَكُمْ عَلَيَّ. أَنَا
سَمِعْتُ.
" ع13 حين أرادت أن
تملك ما ليس لها كان الرب موجوداً هناك يرى شرهم، وإذ تعجرفت في قلبها ونطقت
بشفتيها ضد الله كان الله يسمع. لقد أطال أناته كثيراً، لكنه يجازيها على تجديفها.

4. فرحت بضرر يهوذا يوم تأديبه :
إذ سقط يهوذا في التأديب لم تتعظ بل فرحت في شماتة لهذا استحقت غضب الله: "15كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ
خَرِبَ كَذَلِكَ أَفْعَلُ بِكَ. تَكُونُ خَرَاباً يَا جَبَلَ سَِعِيرَ أَنْتَ
وَكُلُّ أَدُومَ بِأَجْمَعِهَا, فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ

" ع15.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر التكوين 49

كأن
ما حل بجبل سعير إنما هو ثمرة خطيئتها الداخلية، تحمل ذات الثمر الذي لعملها،
وأيضاً لأجل بنيان شعب الله إذ صار هؤلاء مغتصبين لحقوقهم كما لأجل اسم الله نفسه:
"فيعلمون إني أنا الرب".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي