الإصحَاحُ
الْحَادِي والأَرْبَعُونَ

 

5- داخل الهيكل ودعائمه وجدرانه وغرفه

(ص 41: 1-26)

يمكننا متابعة وصف داخل الهيكل وملحقاته على أربع مراحل:

1.                
القدس وقدس الأقداس (عد1-4)

2.                
حائط البيت ومبانيه الجانبية (عد5-11)

3.                
بناء المكان المنفصل "الجِزارة" (عد 12-14)

4.                
وصف إجمالي لأبعاد البيت وداخله (عد15-26)

 

1. القدس وقدس الأقداس (عد1-4)

1وَأَتَى بِي إِلَى الْهَيْكَلِ وَقَاسَ الْعَضَائِدَ, عَرْضُهَا مِنْ
هُنَا سِتُّ أَذْرُعٍ وَمِنْ هُنَاكَ سِتُّ أَذْرُعٍ عَرْضُ الْخَيْمَةِ.
2وَعَرْضُ الْمَدْخَلِ عَشَرُ أَذْرُعٍ, وَجَوَانِبُ الْمَدْخَلِ مِنْ هُنَا
خَمْسُ أَذْرُعٍ وَمِنْ هُنَاكَ خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَقَاسَ طُولَهُ أَرْبَعِينَ
ذِرَاعاً وَالْعَرْضَ عِشْرِينَ ذِرَاعاً. 3ثُمَّ جَاءَ إِلَى دَاخِلٍ وَقَاسَ
عَضَادَةَ الْمَدْخَلِ ذِرَاعَيْنِ, وَالْمَدْخَلَ سِتَّ أَذْرُعٍ, وَعَرْضَ
الْمَدْخَلِ سَبْعَ أَذْرُعٍ. 4وَقَاسَ طُولَهُ عِشْرِينَ ذِرَاعاً, وَالْعَرْضَ
عِشْرِينَ ذِرَاعاً إِلَى قُدَّامِ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لِي: هَذَا قُدْسُ
الأَقْدَاسِ

 أتى
حزقيال النبي إلى "الهيكل" والمقصود به هنا "القدس"
كما في (1مل 6: 5)
ورأى عضائد على الجانبين، عرض كل منهما 6 أذرع، "عرض الخيمة" –
وهذه الفقرة أوجدت صعوبة لدى الشراح في توضيح المقصود بها، ولعل
“Keil” قد أصاب في تفسيره باعتباره هذه الفقرة تحمل ضمنياً معنى تقديريا
وهو أن العاضدتين على كل من الجانبين يحددان عرض الخيمة، وهو الاسم الذي أطلق على
البيت قبل بناء هيكل سليمان.

وعرض
المدخل المؤدي إلى القدس من الرواق 10 أذرع وعرض كل من جانبيه 5 أذرع، وطول القدس
مع 40 ذراعاً وعرضه 20 ذراعا.

ثم
جاء حزقيال إلى مدخل "قدس الأقداس" ولم يدخل حزقيال بل دخل مرشده
وقاس عضادة المدخل ذراعين" والمدخل ست أذرع وعرض المدخل سبع أذرع – أي أن
المدخل ست أذرع طولاً وسبع اذرع عرضاً، وقاس طول قدس الأقداس 20 ذراعاً طولاً و20
ذراعاً عرضاً.

 

2. حائط البيت ومبانيه الجانبية (عد5-11)

5وَقَاسَ حَائِطَ الْبَيْتِ سِتَّ أَذْرُعٍ, وَعَرْضَ الْغُرْفَةِ
أَرْبَعَ أَذْرُعٍ حَوْلَ الْبَيْتِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. 6وَالْغُرُفَاتُ غُرْفَةٌ
إِلَى غُرْفَةٍ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ مَرَّةً, وَدَخَلَتْ فِي الْحَائِطِ الَّذِي
لِلْبَيْتِ لِلْغُرُفَاتِ حَوْلَهُ لِتَتَمَكَّنَ وَلاَ تَتَمَكَّنَ فِي حَائِطِ
الْبَيْتِ. 7وَاتَّسَعَتِ الْغُرُفَاتُ وَأَحَاطَتْ صَاعِداً فَصَاعِداً, لأَنَّ
مُحِيطَ الْبَيْتِ كَانَ صَاعِداً فَصَاعِداً حَوْلَ الْبَيْتِ. لِذَلِكَ عَرْضُ
الْبَيْتِ إِلَى فَوْقُ وَهَكَذَا مِنَ الأَسْفَلِ يُصْعَدُ إِلَى الأَعْلَى فِي
الْوَسَطِ. 8وَرَأَيْتُ سَمْكَ الْبَيْتِ حَوَالَيْهِ. أُسُسُ الْغُرُفَاتِ
قَصَبَةٌ تَامَّةٌ سِتُّ أَذْرُعٍ إِلَى الْمَفْصَلِ. 9عَرْضُ الْحَائِطِ الَّذِي
لِلْغُرْفَةِ مِنْ خَارِجٍ خَمْسُ أَذْرُعٍ, وَمَا بَقِيَ فَفَسْحَةٌ لِغُرُفَاتِ
الْبَيْتِ. 10وَبَيْنَ الْمَخَادِعِ عَرْضُ عِشْرِينَ ذِرَاعاً حَوْلَ الْبَيْتِ
مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. 11وَمَدْخَلُ الْغُرْفَةِ فِي الْفَسْحَةِ مَدْخَلٌ وَاحِدٌ
نَحْوَ الشِّمَالِ, وَمَدْخَلٌ آخَرُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. وَعَرْضُ مَكَانِ
الْفَسْحَةِ خَمْسُ أَذْرُعٍ حَوَالَيْهِ.
يمكننا متابعة ما جاء بهذه
الأعداد كالآتي:

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل لوقا توقيت شراء الطيوب والحنوط ط

1.                
حائط
البيت المحيط المحيط بالبيت وسمكة 6 أذرع.

2.       الغرفات: وكانت
في ثلاث طوابق، يحتوي كل طابق على 30 غرفة عرض كل منها 4 أذرع. وكانت تتسع من طابق
إلى آخر والصعود إلى أعلى يكون في الوسط وربما وجد سلم حلزوني لذلك.

3.                
حائط
الغرفات الجانبية: وكانت تلك الغرفات مُمَكَّنة وداخلة فيه، أي تعتمد عليه، وسمكه
5 أذرع.

4.       سمك البيت
حواليه: أي ارتفاع أو رصيف ارتفع به البيت عن سطح الأرض قصبة (ست أذرع) إلى
المفصل (وفي رأي البعض أن المفصل اصطلاح هندسي يقصد به نقطة التقاء جزء من
المبنى بجزء آخر
).

5.                
فسحة
أو ممر للغرفات: عبارة عن مسافة متروكة على امتداد محيط البيت بعرض 5 أذرع.

6.                
مدخلان
للغرفات أحدهما باتجاه الشمال والآخر باتجاه الجنوب.

7.                
المكان
المنفصل: ساحة بعرض 20 ذراعاً من الشمال والجنوب والغرب.

 

3. بناء المكان المنفصل "الجزارة" (عد 12-14)

12وَالْبِنَاءُ الَّذِي أَمَامَ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ عِنْدَ
الطَّرَفِ نَحْوَ الْغَرْبِ سَبْعُونَ ذِرَاعاً عَرْضاً, وَحَائِطِ الْبِنَاءِ
خَمْسُ أَذْرُعٍ عَرْضاً مِنْ حَوْلِهِ, وَطُولُهُ تِسْعُونَ ذِرَاعاً. 13وَقَاسَ
الْبَيْتَ مِئَةَ ذِرَاعٍ طُولاً, وَالْمَكَانَ الْمُنْفَصِلَ وَالْبِنَاءَ مَعَ
حِيطَانِهِ مِئَةَ ذِرَاعٍ طُولاً. 14وَعَرْضَ وَجْهَ الْبَيْتِ وَالْمَكَانِ
الْمُنْفَصِلِ نَحْوَ الشَّرْقِ مِئَةَ ذِرَاعٍ.

من
جهة الغرب وأمام المكان المنفصل (الساحة المحيطة بالبيت وغرفه) قام بناء
منفصل (جزارة) – أي مكان لما يستبعد من مستلزمات الخدمة المقدسة.

ومساحة
هذا المكان 90 ذراعاً
x 70
ذراعاً (ويمتد طوله من الشرق إلى الغرب).

وحائط
البناء خمس أذرع سمكاً. وفي (عددي 13، 14)
يذكر الغرض الإجمالي لهذا البناء (100 ذراع) والطول الإجمالي (100 ذراع)

 

4. وصف إجمالي لأبعاد البيت وداخله (عد15-26)

15وَقَاسَ طُولَ الْبِنَاءِ إِلَى قُدَّامِ الْمَكَانِ الْمُنْفَصِلِ
الَّذِي وَرَاءَهُ وَأَسَاطِينَهُ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ مِئَةَ ذِرَاعٍ مَعَ
الْهَيْكَلِ الدَّاخِلِيِّ وَأَرْوِقَةِ الدَّارِ. 16الْعَتَبَاتُ وَالْكُوَى
الْمُشَبَّكَةُ وَالأَسَاطِينُ حَوَالَيِ الطَّبَقَاتِ الثَّلاَثِ مُقَابِلُ
الْعَتَبَةِ مِنْ أَلْوَاحِ خَشَبٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَمِنَ الأَرْضِ إِلَى
الْكُوَى – وَالْكُوَى مُغَطَّاةٌ – 17إِلَى مَا فَوْقَ الْمَدْخَلِ وَإِلَى
الْبَيْتِ الدَّاخِلِيِّ وَإِلَى الْخَارِجِ وَإِلَى الْحَائِطِ كُلِّهِ
حَوَالَيْهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. 18وَعُمِلَ فِيهِ
كَرُوبِيمُ وَنَخِيلٌ. نَخْلَةٌ بَيْنَ كَرُوبٍ وَكَرُوبٍ, وَلِكُلِّ كَرُوبٍ
وَجْهَانِ. 19فَوَجْهُ الإِنْسَانِ نَحْوَ نَخْلَةٍ مِنْ هُنَا, وَوَجْهُ
الشِّبْلِ نَحْوَ نَخْلَةٍ مِنْ هُنَالِكَ. عُمِلَ فِي كُلِّ الْبَيْتِ
حَوَالَيْهِ. 20مِنَ الأَرْضِ إِلَى مَا فَوْقَ الْمَدْخَلِ عُمِلَ كَرُوبِيمُ
وَنَخِيلٌ وَعَلَى حَائِطِ الْهَيْكَلِ. 21وَقَوَائِمُ الْهَيْكَلِ مُرَبَّعَةٌ,
وَوَجْهُ الْقُدْسِ مَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ وَجْهِ الْهَيْكَلِ. 22اَلْمَذْبَحُ
مِنْ خَشَبٍ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ ارْتِفَاعاً, وَطُولُهُ ذِرَاعَانِ, وَزَوَايَاهُ
وَطُولُهُ وَحِيطَانُهُ مِنْ خَشَبٍ. وَقَالَ لِي: هَذِهِ الْمَائِدَةُ أَمَامَ
الرَّبِّ». 23وَلِلْهَيْكَلِ وَلِلْقُدْسِ بَابَانِ. 24وَلِلْبَابَيْنِ
مِصْرَاعَانِ مِصْرَاعَانِ يَنْطَوِيَانِ, مِصْرَاعَانِ لِلْبَابِ الْوَاحِدِ
وَمِصْرَاعَانِ لِلْبَابِ الآخَرِ. 25وَعُمِلَ عَلَيْهَا عَلَى مَصَارِيعِ
الْهَيْكَلِ كَرُوبِيمُ وَنَخِيلٌ كَمَا عُمِلَ عَلَى الْحِيطَانِ, وَغِشَاءٌ مِنْ
خَشَبٍ عَلَى وَجْهِ الرِّوَاقِ مِنْ خَارِجٍ, 26وَكُوىً مُشَبَّكَةٌ وَنَخِيلٌ
مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى جَوَانِبِ الرِّوَاقِ وَعَلَى غُرُفَاتِ
الْبَيْتِ وَعَلَى الأَفَارِيزِ

هل تبحث عن  م الأخرويات لماذا القيامة 03

 

(عد15): يذكر هذا العدد أن المرشد
الذي رافقه حزقيال النبي قاس:

1.                
الطول
الإجمالي للبناء.

2.       طول الأساطين
التي كانت على الجانبين الشمالي والجنوبي وقد بلغ طولها مئة ذراع (على كل من
الجانبين
) ويرى البعض أن هذه الأساطين كانت شبه ممرات.

3.                
الهيكل
الداخلي وأروقة الدار.

 

(عد 16، 17): يتضمن هذان العددان تفاصيل جديدة:

1.               
فقد
كانت العتبات والكوى المشبكة والأساطين المحيطة بالطوابق الثلاثة مبطنة بخشب من
الأرض إلى الكوى.

2.               
كانت
الكوى مغطاة (ربما بما يشبه شعرية النوافذ).

3.               
كان
كل شيء بحسب الأقيسة المعينة.

 

(عد 18-20): كانت
أغطية الخشب منقوشة بصور كروبيم ونخيل وكان بين كل كروب وكروب نخلة، ولكل كروب
وجهان:

                   
وجه
إنسان (يمثل الخليقة العاقلة) يتجه نحو جانب النخلة السابقة له.

                   
وجه
شبل أسد (يمثل الخليقة الغير العاقلة) يتجه نحو جانب النخلة التالية له.

وكانت
هذه الزينة من الأرض إلى ما فوق المداخل على كل جوانب الهيكل وعلى جدارة.

 

(عد 21): كانت
قوائم الهيكل مربعة، وكان وجه القدس مماثلاً في منظره لوجه الهيكل، أي كان باب
القدس مشابهاً لباب الهيكل.

 

(عد 22): يصف
هذا العدد مذبح البخور الذي كان مصنوعاً من خشب وارتفاعه ثلاث أذرع وطوله ذراعان
ورأى حزقيال النبي أيضاً المائدة- أي مائدة خبز الوجوه.

 

(عد23-26): تتناول
هذه الأعداد أوصاف أبواب القدس وقدس الأقداس. وكان لكل منهما بابان مزدوجان. ولكل
باب مصراعان ينطويان على نفسيهما.

وقد
نقش على مصاريع الهيكل كروبيم وأشجار نخيل مثل ما حفر على الجدران. وقد ثبت افريز
من خشب على وجه الرواق من خارج. وانتشرت الكوى المشبكة ونقوش النخيل على جانبي
الرواق وعلى حجرات البيت، وعلى الأفاريز.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جوج ج

 

ملاحظات وتأملات

نقتبس مايلي عن تفسير سفر حزقيال للقمص تادرس يعقوب:

كان
المبنى كله من الداخل –القدس وقدس الأقداس– مغطى بالأخشاب أعلى الكوى
وأسفلها وعلى الحوائط الخ…


16، 17) ليظهر المبنى كله من الداخل كأنه قطعة واحدة خشبية، تختفي وراءه الحجارة
المتباينة، ذلك إعلاناً عن وحدة جسد المسيح الواحد، أو قيامنا كلنا كجسد واحد
مختفي وراء الصليب، لا يميز أحدنا نفسه عن الآخر. ففي الصليب- كما سبق فقلت (2)-
تم وحده طولية وأخرى عرضية، وحدة السماء مع الأرض، ووحدة الأرضيين معاً. في هذا
يقول القديس إيريناؤس: "علق على خشبة ذاك الذي يجمع الكل فيه

(1)"ويقول
القديس غريغوريوس أسقف نيصص: " الصليب هو طريق رباط المسكونة

(2)"
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي :"بسط الرب يديه على الصليب ليحتضن أقاصي
العالم

(3)"
كما يقول القديس هيبوليتس الروماني: "الصليب هو سلم يعقوب، هذه الشجرة ذات
الأبعاد السماوية ارتفعت من الأرض حتى السماء. أقامت ذاتها غرساً أبدياً بين
السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة… وتضم معاً أنواعاً مختلفة من الطبيعة
البشرية"

 

5- الزينة:

أما
وحدتا الزينة فهي الكروب والنخلة: نخلة بين كروب كروب، ولكل كروب وجهان: وجه إنسان
من هنا ووجه شبل من هناك (ع18، 19). إنها صورة
رائعة للكنيسة التي تضم البشرية المقدسة في الرب (النخيل) وقد اتحدت مع
السمائيين الذين لا يقفون في سلبية بل يتطلعون إلينا، ينظرون بوجه كمثل وجه إنسان
أي لهم أحاسيسنا، ومثل وجه شبل إشارة إلى قوتهم الروحية ومعونتهم لنا في المسيح
يسوع.

6- مذبح البخور والمائدة:

يظهر
هنا مذبح البخور من الخشب، لأنه يشير إلى صلواتنا التي ترفع في حضرة الله خلال
الصليب والمائدة تشير إلى مذبح العهد الجديد حيث تقدم عليه ذبيحة الأفخارستيا، خبز
الحياة.

7– الأبواب:

هنا
الأبواب أكثر إتساعاً مما كان للهيكل القديم، لأنه قد إنفتح طريق السماء أمام جميع
الأمم خلال الكرازة بالإنجيل.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي