الإصحَاحُ
الثَّانِي

 

2.
الوعد – الصوم (يوئيل 2)

يفتتح
هذا الإصحاح بضرب الأبواق والمناداة في جبل الله ليرتعد الحضور من عقاب الرب
القادم في يومه:" اضربوا بالبوق في صهيون صوّتوا في جبل قدسي.ليرتعد جميع
سكان الأرض لان يوم الرب قادم لأنه قريب" (2 : 1). وينادي بصوم عام للجميع
ليغيروا قلوبهم فيه تجاه الله ، يصوم الجميع الكبار والصغار بل والرضاع أيضاً
:"اضربوا بالبوق في صهيون قدسوا صوما نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدسوا
الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الأطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس
من حجلتها(2: 16). ليبك الكهنة ويطلبوا الرب من أجل الشعب بين الرواق والمذبح
ويقولوا:" أشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم
مثلا.لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم؟" (2 : 17). إنها فرصة عظيمة للتذلل
أمام الله حينما نشعر أن حالتنا غير مرضية، حينما نشعر أننا نعمل ما لا يوافق
إرادة الله، حينما نشعر أن الخطية والعقاب يحيط بنا من كل مكان. حينئذ يأتي الوقت
للتذلل وطلب معونة الله الذي يستجيب حتما لندائنا. حينما نشعر أن جراد العالم
ممثلاً في الخطية والانشغال الدنيوي وعدم الرحمة قد حول جنة حياتنا إلى صحراء موجعة
فلابد لنا أن نتجه إلى الله الذي يسرع في الاستجابة:"ويجيب الرب ويقول لشعبه
هانذا مرسل لكم قمحا ومسطارا وزيتا لتشبعوا منها ولا أجعلكم أيضا عارا بين
الأمم"(2 : 19). الله برجوعنا له يعطينا الوعد بالشبع الروحي الذي لا يستطيع
أحد أن بنزعه منا يعطينا الوعد بالفرح السماوي وبركات الروح القدس التي لا توصف (
2 : 21 – 24). يعطينا النجاة من كل مصادر الشر والخطية والجوع والجراد الذي يدمر
حياتنا :"والشمالي أبعده عنكم واطرده إلى ارض ناشفة ومقفرة مقدمته إلى البحر
الشرقي وساقته إلى البحر الغربي فيصعد نتنه وتطلع زهمته لأنه قد تصلّف في
عمله" ( 2: 20). يعوضنا عن السنين التي أكلها الجراد ، السنين التي مرت بلا
ثمر، السنين التي ابتعدنا عنه بقلوبنا وعقولنا وأجسادنا (2 : 25). فنأكل ونشبع
ونسبح كما تقول النبوة:"فتأكلون أكلا وتشبعون وتسبّحون اسم الرب إلهكم الذي
صنع معكم عجبا ولا يخزى شعبي إلى الأبد" ( 2 : 26).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر طوبيا 03

 

حلول
الروح القدس:

ثم يتحدث
عن حلول الروح القدس على جميع أبناء الله بكل أعمارهم ودرجاتهم وفئاتهم بلا تفرقة
:"ويكون بعد ذلك أنى اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم
أحلاما ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضا وعلى الإماء اسكب روحي في تلك
الأيام" ( 2 : 28 ، 29). فيتمتعون بملكوت الله ويصيرون مسكنا حياً له يعملون
ما يرضيه حسب مشيئته الصالحة.

 

يوم
الرب:

ثم
يتنبأ يوئيل عن يوم الرب الذي يذكره خمس مرات في هذه النبوة القصيرة حيث يأتي
السيد المسيح في مجده ومجد أبيه ليدين الأحياء والأموات ويعطي كل واحد كحسب
أعماله:" وأعطي عجائب في السماء والأرض دما ونارا وأعمدة دخان. تتحول الشمس
إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف." (2 : 30 ، 31).
وينبغي أن ينتبه المسيحي ويلاحظ نفسه وحياته حتى يستحق الدخول إلى ملكوت الله
"ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو. لأنه في جبل صهيون وفي أورشليم تكون
نجاة.كما قال الرب. وبين الباقين من يدعوه الرب" (2 : 32).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي