تَفْسِير سِفْرُ مِيخَا

 

ميخا
المورشتي، ولا يعرف شيء عن هذا النبي غير أنه يظن أنه من مورشة، وهي قرية في سبط
يهوذا إلى الجنوب الغربي من أورشليم، وهو يدعوها في سفره "مورشة جت"
(إصحاح14: 1)، وفي عدد 15 مريشة (انظر أيضًا يشوع44: 15)، وقد تنبأ في أيام يوثام
وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا، فكان إذا معاصرًا لأشعياء وهوشع، أي أنه بدأ خدمته حوالي
سنة 758 قبل الميلاد. وتنبأ نحو 60 سنة.

وقد
امتاز هذا السفر بأن كلامه ممزوج بالحماسة والبلاغة السامية، كما امتاز هذا النبي
بأمانته وجراءته التي كانت سببًا في حفظ حياة ارميا الذي عاش بعده بنحو جيل (قارن
ارميا18: 26 بما في ميخا12: 3).

وكانت
نبوة ميخا مؤيدة لنبوات أشعياء، وعبارات كثيرة في سفريهما مطابقة لبعضها تمامًا
(قارن أشعياء2: 2-4 بميخا1: 4-3؛ أشعياء15: 41 بميخا3: 4).

وكانت
نبوة ميخا عن السامرة وأورشليم، والله تكلم من هيكله المقدس. ونادى النبي قائلاً:
"اسمعوا أيها الشعوب جميعكم"، وكلم كل الشعب قائلاً: "أصغي أيتها
الأرض" فكل الأرض قد لحقتها الدينونات التي كان الله مزمعًا أن يجريها على
شعبه المختار، وهذا أمر خطير، فبدلا من أن يكون شعب الله شهادة للعالم، فأنه يكون
سببًا في جلب دينونات الله عليه، وهذه النبوة تقسم ذاتها إلى ثلاثة أقسام، ويبدأ
كل قسم بالكلمة "اسمعوا" (1) إصحاح1و2. (2) إصحاح3-5. (3) إصحاح6و7.

إصحاح1و2
(القسم الأول) ويمكن اعتبارهما كمقدمة، وأن دينونات سيقع على السامرة لأن جراحاتها
عديمة الشفاء، وستمد هذه الدينونات حتى تلحق يهوذا وأورشليم أيضًا، وأشور هي آلة
الله الخاصة لأجراء الدينونات.

وفي
إصحاح2 يتكلم النبي عن حالة الشعب الأدبية التي استوجبت الدينونة، فخطط وتدابير
الظلم قد رسموها لإرضاء مطامعهم، وقد انحرفوا عن الشهادة لذا ستؤخذ منهم، وشرهم لم
ينج منه النساء ولا الأطفال. ثم تقدم إليهم الدعوة بأن يقوموا ويذهبوا لأن أرض
الموعد قد تنجست، إلا أنه بالرغم من ذلك لا يمكن أن الله يغير قصده من نحو
إسرائيل، فسيجمعهم معًا للبركة في الأيام الأخيرة، وسيكون وقتئذ
"الفاتك" الذي بواسطته يزحزح الله كل العوائق.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر دانيال 01

إصحاح3
(بدء القسم الثاني) الرؤساء والقضاة والأنبياء يهددون بسبب إثمهم، ولكن ميخا الذي
كان ملآنًا بقوة روح الرب قد أخذ يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته، ولذا ستحرث صهيون
كحقل وتصير أورشليم أكواما خربة، وقد تمت هذه النبوة حرفيًا.

إصحاح4
ينتقل إلى بركة الأيام الأخيرة عندما يكون لجبل صهيون المكان الأول، وتأتي أمم
كثيرة إلى جبل الرب ليتعلموا طرقه، وسيكون أمن وسلام وثمر كثير. ولكن كان لابد قبل
ذلك أن تفقد السلطة الملكية المؤسسة في صهيون، وذلك قد تم عندما سبوا إلى بابل،
ولكن الرب قد فداهم من السبي. أخيرًا ستأتي أمم كثيرة ضد صهيون، ولكن ابنة صهيون ستحطمهم
وسيقدسون غنائمهم للرب يهوه سيد كل الأرض (قارن مزمور83؛ أشعياء2،12: 17-14؛
زكريا2: 14).

إصحاح5
يتكلم عن موضوع آخر وشخص آخر قبل إتيان البركة الأخيرة لإسرائيل أعني
"المسيا"، وأنه لأمر رهيب أن نتصور كيف أنهم يضربون "قاضي
إسرائيل" بقضيب على خده، مع أن "مخارجه منذ القديم منذ أيام
الأزل".

(عدد2)
يتكلم عن مكان ولادة المسيح، وقد أشار إلى هذه النبوة معلمو اليهود عندما سألهم
هيرودس عن مكان ولادته، وإذا قرأنا هذا العدد كأنه جملة معترضة تصير الأقوال أكثر
وضوحًا، لأن قاضي إسرائيل ضُرِبَ بقضيب على الخد لذلك أسلمهم (أي تركهم) إلى وقت
الولادة (أي ولادة أو ظهور مقاصد الله من نحوهم) عندما يرجع بقية اخوته إلى بني
إسرائيل، أي أنهم لا يضمون فيما بعد إلى الكنيسة كما في (أعمال47: 2). «ويقف ويرعى
بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون»، وسيظهر أشور في النهاية، وإنما لكي يهلك
لأن الرب سيجدد علاقته بإسرائيل، وبقية يعقوب تكون لها قوة الأسد، فالخيل
والمركبات ستباد وكل التماثيل المنحوتة والأنصاب ستقطع، والله سينتقم من الأمم
بغضب لم يسمع له مثيل.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نمل ل

إصحاح6
(بدء القسم الثالث) يرجع النبي إلى حالة الشعب الأدبية والخصومة التي للرب معه، وهو،
تبارك اسمه، ويناشد شعبه بلهجة شجية مؤثرة، فيعدد لهم ما عمله لأجلهم من البداية
وفي البرية حتى دخولهم أرض كنعان، ويسألهم عما أضجرهم به، فليشهدوا ضده أن كان لهم
شكوى عليه، ثم يعيد على مسامعهم خطاياهم والعقوبات التي تلي ذلك.

إصحاح7
يأخذ النبي مركز الشفيع ويتوسل إلى الرب لأجل الشعب، وينوح على حالتهم، ولكنه
بالإيمان يقول: «أراقب الرب أصبر لإله خلاصي. ويسمعني إلهي»، أما الذين فرحوا
ببليتهم فسيداسون كطين الأزقة. وستبنى المدينة، والشعب يؤتى به من بعيد، وتتعجب
الأمم إذ يرونهم في ملء القوة ثانية.

ويختم
النبي هذا السفر بتعبيرات الإيمان وتعظيم الله الذي يغفر الإثم ويصفح عن الذنب،
وله الثقة بأن الله يصنع الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم اللتين حلف لآبائهم منذ
أيام القدم.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر ميخا في العهد الجديد

1.«أما
أنت يا بيت لحم افراتة وأنت صغيرة أن تكوني 1.«وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست
الصغرى بين

 بين
ألوف يهوذا يخرج لي الذي يكون متسلطًا رؤساء لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل»

 على
إسرائيل» (إصحاح2: 5) (متى6: 2 وانظر يوحنا42: 7)

2.«مخارجه
منذ القديم منذ أيام الأزل» 2.«في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان

 (إصحاح2:
5) الكلمة الله» (يوحنا1: 1)

3.«لأن
الابن مستهين بالأب والبنت قائمة على أمها 3.«الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها
والكنة ضد حماتها

 والكنة
على حماتها وأعداء الإنسان أهل بيته» وأعداء الإنسان أهل بيته»

 (إصحاح6:
7) (متى35: 10و36)

4.«تصنع
الأمانة ليعقوب والرأفة لإبراهيم اللتين 4.«ليصنع رحمة مه آبائنا ويذكر عهده
المقدس. القسم

 حلفت
لآبائنا منذ أيام القدم» الذي حلف لإبراهيم أبينا»

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كلب كلاب ب

 (إصحاح20:
7) (لوقا72: 1و73)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي