تَفْسِير
سِفْرُ صَفَنْيَا

 

إسم السفر:

سفر
صفنيا
Zephaniah

الاختصار
: صف =
ZEP

+
هو السفر التاسع فيما يسمى بالأنبياء الصغار، وكاتبه هو صفنيا بن كوشي من نسل
حزقيا الذي يرجح أنه حزقيا ملك يهوذا التقى (صف 1: 1) وباعتباره من النسل الملكي
كان قادراً على أن يوبخ بقوة الأمراء على خطاياهم (1: 8).

وقد
أنبأ صفنيا عن سقوط أورشليم قبل حدوثه بحوالي 20 سنة (صفنيا 4:1-13). وقد حذر من
قرب وقوع يوم سخط، يوم ضيق وشدة، يوم خراب ودمار، يوم ظلام وقتام (صفنيا 15:1)،
وذلك لأنهم أخطأوا إلى الرب (17:1). وقد ناشدهم بعد ذلك بأن يتوبوا: اطلبوا الرب
يا جميع بائسي الأرض الذين فعلوا حكمه [أي الذين أطاعوا وصاياه]؛ اطلبوا البر،
اطلبوا التواضع (3:2). كما أنبأ بأن شعب يهوذا سينالون عقابهم من أجل عبادتهم
للأوثان، وأن الشعوب الشريرة المحيطة ستنال عقابها من أجل خطاياها (صفنيا 1:1 –
8:3). وقد أعلن الرب بأنه قد حكم على أورشليم بالدمار، ولكنه في ملء الزمان
سيحييها من جديد (صفنيا 9:3-20).

كما
تنبأ صفنيا أيضا بأن المسيح سيأتي بالقوة والمجد. ويشار في هذه الأصحاحات الثلاث
15 مرة لهذا الوقت المستقبلي، والذي يسمى يوم الرب العظيم (14:1).

هذا
اليوم سيكون يوم ضيق وشدة على فاعلي الشر، ولكنه سيكون "يوم استقبال"
عظيم للأمناء الذين سيقال عنهم: افرحي وابتهجي… الرب في وسطك، لا تنظرين بعد
شرا!… الرب إلهك في وسطك جبار، يخلص،يبتهج بك فرحا، يسكت في محبته، يبتهج بك
بترنم! (صفنيا 14:3-17). ياله من يوم عظيم!

وعلى
الأرجح أن صفنيا وناحوم وحبقوق وإرميا قد تنبأوا في نفس الفترة الزمنية. وقد كانوا
آخر الأنبياء الذين تكلموا إلى اليهود قبل وقوع السبي البابلي.

 

كاتب السفر:

صفنيا
النبى

+
صفنيا اسم عبري يعني "يهوه يستر" ربما كان اسمه أمام ذهنه عندما كتب
"اطلبوا التواضع لعلكم تسترون في يوم سخط الرب" (2 : 3)

+
كان صفنيا من نسل الملك حزقيا، وقد كان نبيا أثناء الجزء الأول من حكم يوشيا
الملك. وعلى الأرجح أن صفنيا كان له تأثير على قريبه، الملك يوشيا، في حركة
الإصلاح التي بدأها في السنة ال 12 من ملكه (2 أخبار 3:34-7).

+
بدأ عمله النبوي في بداية حكم يوشيا بن أمون ملك يهوذا، هو نفسه من سبط يهوذا
منتسب للملوك، كان معاصرا لأرميا النبي في أوائل خدمته، ويتفق معه في طريقة
الكتابة وفي الهدف وكان له دوره الرئيسي في الإصلاح الذي قام به يوشيا الملك.

 

تاريخ كتابة السفر:

يحدد
النبى تاريخ نبوته بالقول أن كلمة الرب صارت إليه "في أيام يوشيا بن آمون ملك
يهوذا" (1: 1)، ثم بذكر "نينوى" التي لم تُدمَّر إلي في 612 ق.م
على يد البابليين، وكذلك بعدم الإشارة صراحة إلى البابليين الذين لم يكونوا قد
برزوا كقوة عالمية عند كتابة هذه النبوة.

يعكس
هذا السفر وضعًا نستطيع أن نحدّده في الزمن. روحه تعارض أشورية. وما زالت أشور
ونينوى قويّتين (2 :15، أنا، أنا وحدي). وإن الأشوريين ما زالوا يؤثّرن على ديانة
يهوذا وشعائر العبادة في أورشليم : عبادة الكواكب (1 :15)، طريقة اللباس لدى
الطبقة الحاكمة (1 :8). وهكذا سبق صف سقوط نينوى (612) فعاد إلى فترة كانت أشورية
في أوجها. وقد يكون الزمن زمن منسّى وأمون (ق 1 :4-5 مع 2مل 21 :3-5)، بين سنة 687
وسنة 640. ويمكن أن يكون صف دوّن خلال ملك يوشيا القاصر (640-632) : لا يُذكر
الملك بعد، لأنه غائب من الحياة العامّة. فيشير النبيّ فقط إلى الوزراء والأمراء
الذين كانوا أقوياء خلال الوصاية على الملك. ولكن السنوات الأول لبلوغ يوشيا إلى
الحكم توافق بشكل أفضل تاريخ تدوين صف. نال الملك الشاب (منذ سنة 626) عون
اليهوذاويين فحاول التخلّص من النير الأشوريّ، وذلك بتأثير من الحزب المحالف لمصر،
وهذا تيّار عرفه إرميا (2 :18، 35-36). وكان في هذا الخط الضبّاط الذين قتلوا أمون
المتحالف مع الأشوريين (2مل 21 :23). وساندتهم مصر مع بساميتيك الأول الذي أتى على
السلالة النوبيّة (السلالة 25 التي ينتقدها صف 2 :12)، وطرد الأشوريين من أرضه،
ونظّم حملات عسكرية خارج مصر في بنتابوليس الفلسطينين بمعاونة اليهوذاويين. هذا
الانقلاب في الوضع السياسيّ وجد صدى طيّبًا لدى أهل الشمال الذين طردهم سرجون
الثاني سنة 720)، فلجأوا إلى أورشليم. واستقبلهم حزقيا وبنى لهم مدينة جديدة (1
:10) شمال أورشليم، عند سفح تلّة الهيكل. إن "ابنة صهيون"، أي الحيّ
الذي أقام فيه المنفيّون، تتألم من تجار أورشليم فيدبّ فيها اليأس. ولكنها تتشجّع
حين تسمع بخبر فشل الأشوريين في مصر وموت أشور بانيبال سنة 630 (3 :17-20). وبما
أن صفنيا كان من هذه الجماعة، فهو نبيّ هذا الرجاء. وهكذا نستطيع القول إن صفنيا
أطلق نبواته سنة 630، وفي بداية حكم يوشيا.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صاعير ر

 

أصالة السفر:

 جادل
بعض غلاة النقاد في أصالة بعض أجزاء السفر، لكن الدراسات الحديثة، تؤكد أصالته،
فالسفر يكشف عن مجتمع شاعت فيه المظالم الاجتماعية والترف والأنحطاط الديني عقب
الحكم الطويل للملك منسي الذي أنتشرت في أيامه العبادات الوثنية.

 

محور السفر:

+
يوم الدينونة، اللامبالاة من نحو الله، يوم الابتهاج

+
الإله الغيور

+
ترقب مجئ المسيح

+
يوم الرب و دعوة الى التوبة

 

أهم الشخصيات: صفنيا

 

أهم الأماكن: يهوذا

 

غاية السفر: العقوبة

 +
تهديد لليهود على شرورهم لأنهم عبدوا الأصنام، والحث علي التوبة كطريق للخلاص
موبخا القادة علي جميع مستوياتهم والشعب، معلنا عن قرب مجيء يوم الضيق والشدة بسبي
يهوذا بواسطة الكلدانيين.

 

سمات السفر:

+
بدأ بالويلات وانتهي بالتسبيح كغالبية الأنبياء إذ ينذرون مؤكدين تأديبات الله ثم
يفتحون باب الرجاء خاصة بالإعلان عن مجيء المسيا

+
نبوة صفنيا شاملة جامعة، وفيها وجوه شبه بالأنبياء المتقدمين ومع أنه في 3: 14- 20
يصف بركات ملك المسيا، إلي أن المسيا الملك نفسه لا يرد ذكره في كل النبوة.

 

مضمون السفر:

 بعد
أن يعلن النبي مجيء يوم الرب والقضاء على العبادات الوثنية (1: 1-6) يتنبأ عن
الدينونة على قادة يهوذا (1: 7- 13)، ويوم ضيق وشدة على الجميع (1: 14- 18)، ولكن
يمكن تجنب ذلك بالرجوع إلى الرب (2: 1-3) وستشعر أمة الكريتيين وأرض كنعان بوطأة
الضربة (2: 4- 7). كما ستصيب الضربة موآب وعمون (2: 8 –11) وستمتد الضربة شمالاً
إلى إشور، وستكون النتيجة خراب نينوي عاصمة إشور (1: 12- 14).

 

ويعود
النبي إلى توبيخ خطايا أورشليم ورؤسائهم (3: 1- 7) معلناً السخط على الفجار
والحماية للبقية التقية (3: 8- 13). وتختتم النبوة بوعد الأيام الأخيرة حيث يعود
الشعب الى أرضه والتمتع ببركات الله (3 : 14- 20).

 

د-
الموضوع الأساسي للنبوة هو "يوم الرب" إذ ترد هذه العبارة في هذه النبوة
القصيرة أكثر من ورودها في أي سفر آخر من أسفار العهد القديم. وأقواله عن
"يوم الرب" في غاية الوضوح فهو :

1-
يوم غضب وسخط يوم ظلام وقتام (1: 15).

2-
يوم قريب (1: 14)

3-
يوم عقاب على الخطية (1: 8 و 17).

4-
يوم سيصيب كل الخليقة (1: 2و3).

5-
سيُبقى على بقية من إسرائيل ومن سائر الأمم (2: 3، 3 : 9-13).

 

مجمل السفر:

1-
مقدمة 1 : 1

2-
اعلان دينوية عامة (1: 2- 3: 8).

(أ)
دينونة على كل الارض (1: 2و 3)

(ب)
دينوية على يهوذا (1: 4-2: 3)

(1)
السبب: الوثنية والارتداد (1: 4- 7)

(2)
المدى : كل إشرار اورشليم (1: 8 – 13).

(3)
طبيعة يوم الرب العظيم (1: 14 – 18).

(4)
طريق النجاة – اطلبوا الرب (2: 1- 3).

(ج)
دينونة الامم (2: 4-15)

1-
فلسطين في الغرب (2: 4- 7)

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر رعمسيس 1

2-
موآب وعمون في الشرق (2: 8- 11)

3-
مصر التى كانت تحكمها اسرة اثيوبية من الجنوب (2: 12).

4-
إشور في الشمال (2: 13- 15)

(د)
دينونة على اورشليم (3 : 1-7)

(ه)
قول الرب النهائى (3: 8)

3-
الوعد بالفرح الالفي (3: 9- 20)

(أ)
تجديد الامم في المستقبل (3: 9و10)

(ب)
تجديد إسرائيل (3: 10- 13)

(ج)
ترنيمة صفنيا بخصوص خلاص الله لشعبه (3: 14- 20)

 

محتويات السفر:

أولا
: التأديب (ص1)

+
الله في غيرته النارية (ع 18) لا يحتمل أن يري الإنسان ملتصقا بالشر لهذا يقول
"نزعا أنزع الكل عن وجه الأرض (ع 2).. انه لا يطيق الشر، حتى العالم غير
الناطق الذي خلقه من أجل الإنسان!

+
الله ينزع الإنسان والحيوان وطيور السماء واسماك البحر (ع 3) ينزع الكل عن وجه
الأرض، فإن صرت سماء لا ينزع عنك شيئا بل يقيم في داخلك مع ملائكته، أما إذا صرت
أرضا فتفقد نفسك (الإنسان) وجسدك (الحيوان) وفكرك (الطيور) ومواهبك (اسماك البحر).

+
يؤكد الرب ان يومه قريب (ع 7) وسريع جدا (ع 14)، إذ كان المثل السائد بين اليهود
"قد طالت الأيام وخابت كل رؤيا" (حز 12 : 21) و ظنوا أن كلمات الأنبياء
مجرد تهديدات لن تتحقق والبعض اعتقد إنها تتحقق لكن بعد زمن طويل (حز 12 : 28).

+
أختلط الكهنة بالكماريم أي كهنة الأوثان ومن يحلف بالرب كالذين يحلفون بملكوم (إله
وثن للعمونيين تقدم له ذبائح بشرية خاصة الأطفال.. واسمه يعني "ملككم").
فلا يطيق الله الخلط بين كهنته وكهنة البعل

+
الله القدوس يدعو أولاده ويقدسهم أما من يبقي لابسا ثيابا غريبة غير مقدسة
فيعاقبهم (ع 7، 8).

+
يتنبأ صفنيا عن سبي يهوذا بواسطة الكلدانيين (ع 15).

+
باب السمك أي باب أورشليم الذي يخرج منه الصيادون.

+
مكتيش هو جزء من أورشليم أو بجوارها.

 

ثانيا
: التوبة طريق الخلاص (ص 2)

+
التوبة هي حياة شخصية لعلاقة الإنسان بالله … دون أن ينفصل عن كونه عضوا في
الجماعة المقدسة لهذا يفرح الله بالتوبة الجماعية "تجمعي واجتمعي أيتها الأمة
غير المستحية" (ع 1)، فيدعو القيادات مع الرعية فالكل محتاج إلى التوبة يسند
كل أحد الآخر.. كما تشير إلى تجميع الإنسان لكل طاقاته الجسدية والروحية والنفسية
في التوبة.

 

+
التوبة شاملة تمس نفس المؤمن في الداخل وجسده ليكون مقدسا بالتمام

 

+
ان كانت التوبة في سلبيتها ترك الشر وكراهية له، ففي إيجابيتها هي طلب الرب
والتصاق به وتمتع بإمكانياته وسماته :

 –
اطلبوا الرب (ع 3).

 –
اطلبوا البر (ع 3) بر الله !

 –
اطلبوا التواضع (ع 3) التي هي من سمات الله !

 

+
ليس شيء يعوقنا عن التمتع بالتوبة مثل الاستكانة والشعور بعدم الحاجة إلى عمل الله
"هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مطمئنة القائلة في قلبها أنا وليس غيري كيف
صارت خرابا مربضا للحيوان كل عابر بها يصفر ويهز يده " ع15، أي أن النفس
المستكينة والمعتدة بذاتها تصير مربضا للحيوان، أي تحمل الفكر الجسداني الترابي لا
الروحي السماوي، ويصفر بها كل عابر ويهز يده، أي يستهزأ بها كل فكر شرير أو كل روح
دنس يلعب بها ويضحك عليها وتصير ألعوبته.

 

ثالثا
: عودة الأمم للرب ص3

أن
كان الله يوبخ شعبه علي ما وصل إليه من فساد علي مستوي القيادات من رؤساء وقضاة
وكهنة وأنبياء ومن شعب فانه وهو يقدم لهم التوبة كطريق لخلاصهم يفتح باب الرجاء
للبشرية كلها خلال المسيا المخلص، " لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شفة نقية
ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة، من عبر أنهار كوش المتضرعون إلىّ،
ُمتبدِّديَّ، يقدمون تقدمتي (9، 10).

 

+
كيف يعبدون بكتف واحدة إلا انهم يصيرون كنيسة واحدة تحمل علي كتفها صليب المسيح
الواحد، وما هي التقدمة التي يتقبلها الله من عبر أنهار كوش إلا تقدمه المسيح يسوع
ربنا ؟.

هل تبحث عن  هوت طقسى طقس القداس الإلهى 15

 

+
كعادة أغلب الأنبياء تنتهي النبوات بأخبار مفرحة … إذ تدخل بنا إلى ملكوت المسيح
المفرح "ترنمي يا ابنة صهيون اهتف يا إسرائيل، افرحي وابتهجي بكل قلبك يا
ابنة أورشليم … الرب إلهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا " إذ تفرح الكنيسة
بحلوله في وسطها ويبتهج هو بها كعروسه.

 

+
أصيركم اسما وتسبيحة في شعوب الأرض كلها (ع 20).

إذ
ينزع عنا سبي الخطية يصير لنا اسما مقدسا هو اسم عريسنا الملتصق بنا ونصير نحن
تسبحة وسر فرح للآخرين (1 : 17).

 

شرح السفر:

صفنيا 1 – 3

كان
بنو إسرائيل العائدون من فارس متحمسين لبناء الهيكل في أورشليم، ولكن هذه الحماسة
سرعان ما ضعفت إذ بدأ كل واحد يبني بيته الخاص. وقد أدت الخسائر بسبب قلة الحصاد
والساعات الطويلة التي يقضونها في الحقل إلى انشغالهم عن مهمتهم الرئيسية. أضف إلى
ذلك المقاومة المستمرة من أعدائهم السامريين الذين تسببوا في توقف بناء الهيكل بعد
أن كانت الأساسات قد أكملت. وهكذا أصبح هناك العديد من "الأعذار" لإثبات
أن الوقت لم يحن بعد لاستئناف العمل في الهيكل. ومرت أربعة عشر سنة ولم يتم إنجاز
شيء بينما ظل بنو إسرائيل يتوقعون أن تتحسن الظروف وتقل المشاكل.

بعد
ذلك أقام الرب النبيين حجي وزكريا (عزرا 1:5) للمناداة بكلامه ولشحذ همم
الإسرائيليين لإكمال بناء الهيكل (حجي 3:1-11). وقد نطق حجي بأربع رسائل حرض فيها
الشعب على إعطاء الرب المقام الأول في حياتهم. هكذا قال رب الجنود قائلا: هذا
الشعب قال إن الوقت لم يبلغ وقت بناء بيت الرب… هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في
بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب؟ (حجي 2:1،4). على الرغم من كل أعذارهم فإن الرب
قال لهم: اجعلوا قلوبكم على طرقكم. زرعتم كثيرا ودخلتم قليلا… والآخذ أجرة يأخذ
أجرة لكيس منقوب [أي ليضعها في كيس به ثقوب] (حجي 5:1-6). فلماذا حصادكم ضعيف؟
ولماذا أجرتكم لا تسدد احتياجاتكم؟ ولماذا تتوقعون كثيرا فلا تجدون إلا القليل؟

وعندما
سمع الشعب كلمة الرب، عقدوا العزم من جديد على إعطاء الأولوية للرب وبدأوا في بناء
الهيكل. في هذه المرة لم يهتموا بتهديدات الأعداء، فكمل العمل في أربع سنوات فقط.
وكان شيوخ اليهود يبنون وينجحون (عزرا 14:6).

إننا
أحيانا نلتمس لأنفسنا أعذارا مشابهة لتأجيل عمل الرب، ولعدم وضع الأولويات كما هي
في نظر الله.

إن
سماع كلمة الله هو الذي يجدد فينا الحب والتصميم على إعطاء الرب الأولوية في
حياتنا. وكما فعل شعب الرب في أيام حجي، فإن مسيحيين كثيرين قد أهملوا قراءة
الكتاب بأكمله وبالتالي وقعوا فريسة لكل ريح تعليم (أفسس 14:4). كثيرون وقعوا في
أسر الخطية لأنهم لا يعرفون كل مشورة الله (أعمال 27:20) ولا يضعونه أولا في
حياتهم. فكيف يمكننا أن نتوقع البركة من الله إذا كنا لا نكرم كلمته التي عظّمها
الرب على اسمه؟ ففي سفر المزامير نقرأ: لأنك قد عظمت كلمتك على كل اسمك (مزمور
2:138).

وهذا
يؤدي بنا إلى نقطة أن السعي وراء احتياجاتنا الشخصية وإعطاءها الأولوية على عمل
مشيئة الرب هو أمر مدمر لنا. فما أسهل أن نخدع أنفسنا. ولكن للحصول على المنظور
السليم للحياة يجب علينا أن نقرأ كلمة الله وأن نعمل بموجبها بدون تردد أو مهادنة.

إن
المبادئ الكتابية لتحقيق ما هو أفضل في الحياة لا تتغير، وذلك لأن الطبيعة البشرية
لم تتغير أبدا. فما قاله حجي للشعب في زمنه ينطبق علينا اليوم. كان ينبغي أن
يصححوا أولوياتهم (حجي 5:1-6؛ قارن مع 9:1-11؛ 9:2؛ أمثال 22:10) وكذلك ينبغي
علينا نحن أيضا.

لكن
اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم (متى 33:6).

إعلان
عن المسيح: بصفته ملك إسرائيل الرب نفسه (صفنيا 15:3؛ أيضا يوحنا 33:18-37).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي