تَفْسِير
سِفْرُ مَلاَخِي

 

إسم السفر:

سفر
ملاخي
Malachi

الاختصار
: مل =
MAL

جاءت
نبوة ملاخي ربما بعد أكثر من 100 سنة من عودة المسبيين إلى أورشليم مع زربابل،
وعلى الأرجح أنها كانت بعد زمن عزرا ونحميا بوقت طويل، إذ كانت اللامبالاة الروحية
قد انتشرت.

وكانت
رغبة ملاخي هي أن يجدد بنو إسرائيل علاقتهم مع الرب. فلم يكونوا قد عادوا إلى
عبادة الأوثان، وإنما كانوا قد انغمسوا في الشئون الدنيوية مثلما يحدث اليوم في
مجتمعاتنا المسيحية. وكانت رسالة ملاخي تشير إلى الخطايا التي حالت بين بني
إسرائيل وبين بركات الله.

في
أصحاح 1، ناشد أولا ملاخي بني إسرائيل بالرجوع إلى الرب الذي أحبهم. ثم في أصحاح
2، رفع دعواه إلى الكهنة، مشيرا إلى ريائهم. وفي أصحاح 3، تطلع إلى الأمام 400 سنة
إلى العصر المسيحي: هأنذا أرسل ملاكي [يوحنا المعمدان] فيهيئ الطريق أمامي…
وملاك العهد [يسوع] الذي تسرون به هوذا يأتي (ملاخي 1:3). وأخيرا أنبأ ملاخي عن
مجيء يوم الرب اليوم العظيم والمخوف (5:4)، اليوم الذي فيه سيهلك كل فاعلي الشر،
وسيكافأ كل الذين يعيشون لإرضاء الرب (1:4-2).

 

كاتب السفر:

ملاخى
النبى

+
"ملاخي" كلمة عبرية بمعنى "ملاكي أو رسول"، لا نعرف عنه شيئا
سوي أنه نبي ما بعد السبي.

+
كان يعتز باسمه ويحب أن يردده فحين تحدث عن لآوي كمثال للكهنوت الحقيقي قال
"لأنه رسول رب الجنود" (2 : 7)، كما وصف يوحنا المعمدان هكذا "
هاأنذا أرسل ملاكي (3 : 1) وكذلك داعيا السيد المسيح "ملاك العهد" (3 :
1).

 

تاريخ كتابة السفر:

.
الغيرة على شعائر العبادة (وهذا ما نجده عند حجاي وزك 1-8)، وذكرُ الحاكم الفارسي
(ف 1 -8)، يدلاّن على أن السفر دوِّن بعد المنفى. يبدو أن الهيكل وشعائر العبادة
قد أعيدت، ولكن تأخّر تحقيقُ المواعيد المسيحانية (وعد بها حجاي، رج ملا 2 :17-3
:1؛ 3 :6-12). هذا يعني أن الكتاب دوِّن بعد سنة 516 ق.م. ثم إن الزواجات المختلطة
تفترض أن السفر دوِّن قبل سنة 445 (تاريخ إصلاح عزرا ونحميا). اذاً يعود الكتاب
إلى النصف الاول من القرن 5. يبدو أن 3 :22-24 زيدت فيما بعد لتدل على التهيئة
لمجيء المسيح.

 

وفي
غضون القرن الخامس قبل الميلاد، رجع من السبي البابلي- بين من رجعوا- عزرا ونحميا،
فكانا عوناً كبيراً للمجتمع اليهودي في فلسطين. ففي 458ق.م. شجع الملك الفارسي
أرتحشتا، عزرا على العودة إلى أورشليم مع جماعة من المسبيين، فكان لعودته تأثير
كبير على الحالة الدينية للشعب، وإقامة العبادة في الهيكل، في أورشليم. وبعد ذلك
بنحو 13 سنة، أي فى 445ق.م. سمح الملك لأحد كبار رجال قصره، وهو نحميا- ساقي
الملك- بالرجوع إلى أورشليم لإعادة بناء أسوارها المنهدمة. وقد استطاع إنجاز هذا
العمل الجبار في 52 يوماً (نح 6: 15)رغم كل المقاومات. واستطاع- من مركز الوالي-
أن يصلح الحالة الاقتصادية، فساعد الفقراء، وشجع على جمع العشور لإعالة الكهنة واللاويين
(نح 5: 2-13، 10: 35-39). وحرص نحميا (مثلما فعل عزرا) الشعب على مراعاة حفظ السبت،
وعدم التزاوج مع الأجانب الوثنيين. وبعد فترة اثنتى عشرة سنة، عاد نحميا إلى بلاد
فارس فانحطت الحالة الوثنية في يهوذا مرة أخرى، فتراخوا في دفع العشور وحفظ السبت،
وانتشر الزواج بالأجنبيات، بل حتى الكهنة أهملوا القيام بواجباتهم.

 

وعندما
عاد نحميا مرة أخرى إلى أورشليم بعد فترة من الزمن، كان عليه اتخاذ إجراءات صارمة
لإصلاح الأحوال (نح 13: 6-31).

حيث
أنه كان على ملاخي أن يعالج نفس الخطايا المذكورة في الأصحاح الأخير من سفر نحميا (ارجع
إلى ملا 1: 6-14، 2: 14-16، 3: 8-11)، فمن المحتمل أن ملاخي خدم في فترة الولاية
الأولى لنحميا، " الحاكم " (ملا 1: 8) تتضمن الإشارة إلى وجود حاكم غير
نحميا، لذلك فالأرجح أن ملاخي خدم بعد 433ق.م. مباشرة وهي السنة التى عاد فيها
نحميا إلى فارس (نح 13: 6, 7).

 

محور السفر:

+
محبة الله العملية للبشرية، خطية الكهنة، خطية الشعب، مجيء الرب

+
إن كنت أنا أبا فأين كرامتي وإن كنت سيدا فأين هيبتي ؟

+
ترقب مجئ المسيح

+
التوبيخ على الشرور ونبوات عن مجئ المسيح

 

أهم الشخصيات:

ملاخى

 

أهم الأماكن:

 اورشليم

 

غاية السفر:

 المسيح

 

هدف السفر:

كُتب
سفر ملاخي لإيقاظ شعب يهوذا عن فتورهم الروحي، ولتحذيرهم من الدينونة القادمة إن
لم يتوبوا. كان الشعب يشكَّون في محبة الله (1: 2)، وعدله (2: 17)، واستهانوا
بوصاياه (1: 6، 3: 14-18)، مع أن الله "ملك عظيم " (ملا 1: 14) واسمه
عظيم في كل مكان بين الأمم (1: 5 و11). ويحث ملاخى الشعب مراراً على أن يحترموا
الله ويكرموه الإكرام الذي يليق به، فالله هو أبو إسرائيل وخالقه (2: 10). ولكن
الشعب أظهر استهانة باسم الرب، وعدم خشيته (1: 6، 3: 5). ولأجل ذلك سيرسل ملاكه
ليهيئ الطريق أمامه (3: 1). وقد دعا يوحنا المعمدان الأمة للتوبة. وقد جاء المسيح
وطهَّر الهيكل (يو 2: 14, 5). ولكن عملية التمحيص والتنقية ستتم عندما يأتي ثانية،
فيطهر شعبه (3: 2-4)، ويدين الأشرار (4: 1).

 

سمات السفر:

+
وبخ الشعب لأنهم سلبوا الله في العشور والتقدمة، ويطالب بدفع العشور (ملاخى10:3)،
ويختم نبوته بمجيء إيليا النبي الذي هو يوحنا المعمدان الذي جاء بروح إيليا ليعد
الطريق لمجيء المخلص السيد المسيح "ولكم أيها المتقون أسمى تشرق شمس البر
والشفاء في أجنحتها" (ملاخي 3:4) ويلاحظ أن حجى وزكريا وملاخي ظهروا بعد رجوع
اليهود من السبي، ونبواتهم تتكلم عن تجديد الهيكل والبشارة بمجيء المسيا وعصره
الذهبي وعن العشور والتقدمات.

 

+
قدم لنا هذا السفر حوارا رائعا بين الله وشعبه وبينه وبين كهنته، فيه يجيب الله
علي كل تساؤلاتهم.. انه الأب الصريح مع أولاده يحب الحوار معهم ولا يستخدم لغة
السلطة الآمرة الناهية.

 

+
إن كان هذا الحوار الصريح قد كشف لنا مدي ما كان عليه الكهنة والشعب من ضعف فقد
ملأ قلبهم بالرجاء خلال إعلانه عن مجيء المسيا "شمس البر" (4 : 2) الذي
يشرق علي الجالسين في الظلمة واهبا إياهم الشفاء ! هذا بالنسبة للبقية الراجعة من
السبي المتعلقة بمراحم الله، أما بالنسبة لنا نحن كنيسة العهد الجديد فأننا البقية
التي حررها الله من سبي إبليس بدم ابنه ننتظر أيضا مجيء المسيا الأخير لكى يحملنا
فيه ومعه إلى الملكوت الأبدى،… أنه سفرنا نحن أيضا !

 

+
هذا السفر يعلن محبة الله الفائقة المحبة التي تفتح لنا أبواب مراحمه العملية
بمجيء المسيا المخلص، المحبة الصريحة الساترة علي خطايانا دون تستر أو تدليل..
إنها المحبة التي ترفعنا إلى مستوي النضوج التي تكشف جراحاتنا، لكي بالتوبة نرجع
إلى طبيبنا الحق ليشفينا.. أنها المحبة الحازمة في الحق دون أن تجرح !.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد سفر أعمال الرسل عبد المسيح 01

 

مضمون السفر:

يتضمن
السفر تحريضات بشكل حوار. يقول يهوه او نبيّه كلمة، فينكرها الشعب أو الكهنة،
فيدافع الرب عن كلمته بلهجة قاطعة ومهدِّدة.

1)
يحفظ يهوه حبّه لاسرائيل وبغضه لأدوم (1 :2-5).

2)
يوبّخ يهوه الكهنة على إهمالهم في تقدمة الذبائح. سيُرذلون وستتقدَّم ذبيحةٌ جديدة
في كل مكان بدل ذبائحهم (1 :6-2 :9).

3)
يوبّخ يهوه اليهود بسبب الزواجات المختلطة (يهودي مع غير يهودية) (2 :10-16).

4)
سيأتي يهوه ليدين بعد أن يطهّر رسولُه الكهنوت والهيكل (2 :17-3 :5).

5)
الضربات الحاضرة (الجراد والغلة الرديئة) ستتوقف حين يدفع اليهود العشور بطريقة
منتظمة (3 :6-12).

6)
في يوم الدينونة سيجازى الابرار ويعاقَب الخطأة (3 :6-12). وينتهي ملا بتحريض عام
على ممارسة شريعة موسى. ويعد بأن ايليا سيعود قبل يوم الدينونة (3 :22-24).

 

أقسام السفر:

(1)-
محبة الله العظيمة لشعبه (1: 1-5): يفتتح ملاخي سفره بالمقارنة بين محبة الله
لشعبه، وبغضه لأدوم. ومع ذلك فإن تأكيد محبة الله يواجه بسؤال غريب : " بم
أحببتنا ؟ ". لقد أحب الله شعبه بالدخول معهم في عهد في جبل سيناء بعد لأن
حررهم من العبودية في أرض مصر، واختارهم شعباً خاصاً له (ارجع إلى تك 12: 1-3،
خروج 19: 5و6) بينما لم يختر نسل عيسو (ارجع إلى رومية 9: 10-13). لقد تعرض
الشعبان للغزو والتخريب، ولكن بني إسرائيل فقط هم الذين عادوا لبلادهم بعد السبي،
بينما طرد النبطيون شعب أدوم من بلادهم فيما بين 550-400ق.م. ولم يستعيدوا قوتهم.
وبدينونة الرب لأدوم، يبين لشعبه أنه المتسلط على كل الأمم (1: 5)، وأنه لن ينسى
شعبه.

 

(2)
– تقدمات غير مقبولة من الكهنة (1: 6-14). مع أن الله يستحق كل تكريم واحترام من
شعب إسرائيل، إلا أن الشعب والكهنة أيضاً، استهانوا بشرائعه ووصاياه. ومن العجب أن
الكهنة هم الذين قادوا الشعب إلى العصيان. فالمفروض أن الذبائح والتقدمات كانت
للتكفير عن الخطية، ولكن الحيوانات التي كان الكهنة يقدمونها، كانت تنجس المذبح (1:
7و12). فقد نهت الشريعة عن تقديم الحيوانات التي بها عيب (لا 22: 20-24). ولكن
ملاخي يذكر أن الكهنة كانوا يقربون " الأعرج والسقيم "

 

(1:
8 و13)، ويتحداهم بالقول لهم : " قرب لواليك، أفيرضى عليك أو يرفع وجهك ؟
" وعوضاً عن استمرار الكهنة في تقديم هذه الذبائح الالمعيبة، فإن الرب يطلب
منهم أن يغلقوا ابواب الهيكل (1: 10). فالشكليات لا ترضي الله أبداً، سواء في
الماضي (ارجع مثلاً إلى إش 1: 12و13)، أو في الحاضر. فالكهنة بقولهم : " إن
مائدة الرب تنجست " (ملا 1: 7و12)، لم يكونوا بأفضل من أولاد عالي الكاهن
الأشرار الذين كان شرهم سبباً في مصرعهم المبكر (1صم 2: 15-17).

 

وبالمقارنة
بموقف الكهنة، نجد التأكيد على عظمة الله (ملا 1: 11و14)، فالله أقوى من كل آلهة
الأمم، حتى وإن كان كهنة إسرائيل والشعب لا يكرمون الله، فإن تقدمات طاهرة تُقدم
للرب من المؤمنين من كل الأمم (ملا 1: 11). وقد يكون في إشارة إلى الصلاة والتسبيح(مز
19: 14، عب 13: 15، رؤ 5: 8)، ولكن البعض يفسرون هذه الآية حرفياً (ارجع إلى هذه
الآية في حديثه في بيت كرنيليوس قائد المئة (أع 10: 35).

 

(3)
– عقاب الكهنة (2: 1-9) : كان من واجبات الكهنة إن يباركوا الشعب باسم الله، ولكن
سلوكهم الرديء حوَّل البركات إلى لعنات (2: 2). ومن أجل خطايا الكهنة والتقدمات
المعيبة، فإن الرب سيرش فرث (روث) ذبائحهم على وجوههم، علامة على احتقار الرب لهم.
وهذه المهانة المتراكمة على رؤوس الكهنة، هي على النقيض تماماً من الكرامة التي
أسبغها الله على هرون ونسله، فقد كان عهد الرب مع لاوي للحياة والسلام (ملا 2: 5)،
وهو ما تحقق بصورة قوية مع فينحاس حفيد هرون، الذي قام بواجبه في القضاء على الذين
ارتكبوا الفاحشة (عد 25: 10-13). ففي تلك الأيام أكرم الكهنة الرب، " وأرجعوا
كثيرين عن الإثم " (ملا 2: 6).

 

 وواجب
آخر كان على الكهنة أن يقوموا به وهو تعليم الشعب الشريعة التي سلمها الرب لهم على
يد موسى (ارجع إلى لا 10: 11)، فقد كانوا مثل الأنبياء، رسلاً من الرب (ملا 2: 7)،
وكان المفروض فيهم أن يسيروا في خوف الله ولكنهم احتقروا الشريعة، ولم يسلكوا
بالأمانة، بل حابوا في الشريعة (ملا 2: 9- ارجع أيضاً إلى لا 19: 15).

 

(4)
– عدم أمانة الشعب (2: 10-16) : في ضوء موقف للكهنة، لاعجب أن نرى الشعب بعامة غير
أمناء للرب، لقد اختار الله شعب إسرائيل له شعباً خاصاً،ولكن الشعب نقض عهده مع
الرب، وكان من أكبر العوامل في عدم أمانتهم، الزواج من أجنبيات، وهي الخطية التي
نقرأ عنها في عزرا (9: 1و2)، وفي نحميا (13: 23-29). فبالزواج من نساء وثنيات، بدأ
رجال إسرائيل في عبادة الأوثان والابتعاد عن الله. وعندما كان يحدث الزواج من
امرأة أجنبية، كان عادة يحدث طلاق الزوجة الإسرائيلية. ويذكر الله (ملا 2: 14و15)
أنه هو نفسه الشاهد على الزواج، وأنه يكره أن يُنقض عهد الزواج بالطلاق (ملا 2:
16)، وبخاصة إذا كان الطلاق للزواج بامرأة أجنبية أكثر فتنة.

 

(5)
– مجيء ملاك العهد (2: 17- 3: 5) : لم تمر خطايا الكهنة والشعب دون أن تلاحظ، رغم
أن الشعب ظن أن الله لا يبالي (2: 17)، فإن الأصحاح الثالث يبدأ بإعلان أن ملاك
العهد سيأتي بغتة إلى هيكله، وسيهيئ الطريق أمامه رسول آخر، وهي نبوة عن يوحنا
المعمدان، الذي أعد الطريق أمام الرب يسوع المسيح (مت 11: 10، مرقس 1: 2و3).
فعندما جاء المسيح، أعلن غضبه لما آل إليه أمر الهيكل، فطهره (يو 2: 13-17)، ووبخ
الكتبة والفريسيين (يو 9: 39). ولكن الجزء الأكبرمن عمل التطهير والتنقية سيتم عند
مجيئه ثانية. ويوماً ما سيأتي الكهنة واللاويون بتقدمات مقبولة، كما كان الأمر في
أيام موسى وفي أيام فينحاس حفيد هرون (ملا 2: 4و5، 3: 3و4)، وتتسع دائرة الدينونة
لتشمل كل الأمة من السحرة، والفاسقين، والحالفين زوراً، والسالبين أجرة الأجير،
والأرملة واليتم، ومن يصد الغريب ولا يخشى رب الجنود (ملا 3: 5).

 

(6)-
مجازاة الأمانة في العشور (3: 7-12): كان من أخطاء العائدين من السبي البابلي،
إهمال الناس في تقديم عشورهم للرب، فبناء على تشجيع نحميا، تعهد الناس بأن يكونوا
أمناء في تقديم العشور (نح 10: 37-39). ولكننا نعلم من ملاخي (3: 8 و9) أنهم لم
يوفوا بعهدهم، بل كانوا يسلبون الله بعدم أمانتهم في تقديم العشور. ويقول الرب على
لسان ملاخي : " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة في بيتي طعام، وجربوني بهذا قال
رب الجنود، إن كنت لا أفتح لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع " (ملا
3: 10-12). " وفتح كوى السماء " (ارجع إلى (2 مل 7: 2و19) معناه انتهاء
المجاعة , فالله يعدهم بأن محصولاتهم ستكون من الوفرة حتى لا تتسع حتى مخازنهم.
ويشجع الرسول بولس المؤمنين أن يعطوا لعمل الرب بسخاء، " لأن من يزرع
بالبركات فالبركات أيضاً يحصد…" (2كو 9: 6-12). ويقول الرب لشعبه قديماً،
إن بركة الرب لهم نتيجة للأمانة في تقديم العشور، ستجعل كل الأمم تطوِّبهم، لأن
الرب سيجعلهم " أرض مسرة " (ملا 3: 12).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فيميلو و

 

(7)-يوم
الرب (3: 13-4: 6): واجه الشعب تحدي الله لهم في تقديم العشور بطريقتين : ففريق
أنكروا أن عبادة الله ستأتيهم بنفع (3: 13- 15)، بينما اتضع فريق آخر واعترفوا
بفضل الله عليهم (3: 16-18). قال غير المؤمنين إن عبادة الله باطلة، وأن
المستكبرين والأشرار هم الناجحون. ويرد عليهم ملاخي بأن الله يصغي ويسمع لمن
يتقونه ويفكرون في اسمه، ويكتب أمامه سفر تذكرة، إلى أن يقفوا أمام كرسيه لينالوا
منه المديح والأكاليل والمكافآت، فهم الذين سيكونون له خاصة، أي كنزه الخاص

 

(ملا
3: 17، خر 19: 5)، فإن أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة (ملا 3: 16). أما المستكبرون
وفاعلو الشر، فإن يوم الرب سيكون لهم متقداً كالتنور، وهم سيكونون قشاً (ملا 4:
1). وكعجول انطلقت من الحبس، سينطلق الأبرار ويدوسون الأشرار لأنهم يكونون رماداً
تحت بطون أقدامهم (ملا 4: 3).

 

وفي
ضوء الدينونة المرتبطة بيوم الرب الذي يختم به ملاخي نبوته، يحث الشعب على التوبة،
فهم في حاجة إلى أن يذكروا شريعة موسى (ملا 4: 4)، التي من أيام آبائهم حادوا عنها
ولم يحفظوها (ملا 3: 7). وكما دعا إيليا إسرائيل للرجوع إلى الرب، هكذا سيكرز
" إيليا " آخر للشعب بالتوبة. فقد جاء يوحنا المعمدان ليعد الطريق
للمسيح (ارجع إلى ملاخي 3: 1)، كان يخدم بروح إيليا وقوته، ويحث على الرجوع عن
خطيتهم وأن يتضعوا أمام الله (لو 1: 17).

 

محتويات السفر:

أولا
: الجانب الوعظي (ص 1، 2)

+
إن كان الله قد أعلن لشعبه محبته عمليا بردهم من السبي البابلي لكنهم عادوا يحملون
في قلبهم النجاسات علي مستوي الكهنة والشعب.. لهذا أكد لهم محبته بحوار صريح،
منتهرا الكهنة أولا كقادة روحيين والشعب.

 –
إعلان محبته لشعبه (1 : 1- 5)

 –
انتهار الكهنة (1 : 6 – 2 : 9)

 –
انتهار الشعب بسبب :

.
خطيتهم ضد بعضهم البعض 2 : 9، 10

.
خطيتهم ضد الله 2 : 11 – 17

 

+
لقد أبغض عيسو وأحب يعقوب أنه يهدم إنساننا القديم " أدومنا الداخلي
"ويقيم إنساننا الجديد، أي إسرائيلنا الداخلي.. كصورة رمزية لعمل المسيح
الخلاصي فينا بالصليب في المعمودية.

 

+
فيما هو يعاتب الكهنة لأنهم احتقروا الرب خلال تقدماتهم بيد دنسه أعلن عن تقدمه
العهد الجديد التي تقدم في كنيسة العهد الجديد في العالم كله والتي تضم الأمم
"لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لأسمي
بخور وتقدمه طاهرة (ذبيحة الإفخارستيا) لأن اسمي عظيم بين الأمم قال رب
الجنود" (1 : 11)

+
إذ فسد الشعب بسبب فساد الكهنة قدم لنا الكاهن الأعظم "لآوي العهد
الجديد" الذي ليس في فمه غش.

 

+
ركز الله في عتابه مع شعبه علي زواجهم من الغريبات غير المؤمنات، لقد أطلقهم من
أرض بابل حيث الرجاسات فاقتنوا لأنفسهم الرجاسات، ردهم من السبي فحسبوا أنفسهم
للشر بإرادتهم.

 

+
أعلن الله كراهيته الشديدة للطلاق ليؤكد لهم أنه يبذل كل ما لديه كي لا يطلقهم
بسبب زناهم الروحي.

 

ثانيا
الجانب النبوي (ص 3، 4)

+
إن كان علاج الأمر هو مجيء المسيا لخلاصهم فبجانب ما حمله القسم السابق (ص 1، 2)
من نبوات خاصة بمجيئه كرس القسم الثاني من نبوته لهذا العمل :

1-
نبوته عن يوحنا المعمدان سابق الرب (3 : 1)،

2
– مجيء المسيح " ملأك العهد " يقيم معنا عهدا جديدا (3 : 1- 6)

3
– مجيء المسيح " شمس البر " واهب النور والشفاء (4 : 2)

4
– مجيء المسيح معطي الغلبة علي الشر (4 : 3)

5
– مجيء إيليا قبل مجيئي المسيح الأول والأخير (4: 5)

(في
المجيء الأول جاء يوحنا المعمدان بروح إيليا، وفي المجيء الأخير يأتي إيليا نفسه
مع أخنوخ لمساندة المؤمنين ضد الدجال ويستشهدا).

ملاخي
هو أحد أنبياء الرجوع من المنفى. يعني اسمه رسولاً او ملاكاً، وقد استعاره النبي
نفسه، كما هو مقبول، من كتابه ذاته 3 :1، ولعلّ هذا ما توحي به خدمة عيده في 3
كانون الثاني، إذ تجعلنا نخاطبه قائلين: "قد اتخذت لقب ملاك".

 

 حدّد
العلماء تاريخ هذه النبوءة ما بين العامين 480 و460 ق.م.، وذلك أن مضمونها يوحي
بأن الشعب الذي عاد من منفاه قد أعاد بناء الهيكل، وهو يمارس، منذ زمن بعيد،
العبادة فيه (1 :10،3 :1و10؛ عزرا 6: 15). وواقع الحال ان النبيين حجّاي وزكريا
كانا قد أنعشا الشعب بوعده بالخير إن بُني الهيكل، غير أن ظروفاً قاسية أخّرت
تحقيق الوعد، فوهنت عزيمة الناس وبرد إيمانهم فسقطوا في خطيئة عدم المبالاة حيال
كلمة الله، وظنّوا أن الأنبياء جميعهم مخادعون، وعادوا الى خطاياهم الأولى (ازدروا
الطقوس، أهمل كهنتهم الوعظ، مارسوا الرشوة، طلّقوا زوجاتهم وتزوّجوا بوثنيات…)
التي جعلت الله يعاقبهم عليها بالسبي (لا يبدو أن ملاخي عرف الإصلاح الكبير الذي
قام به عزرا في العام 440 ق.م.، لا سيّما منع زواج اليهودي من نساء أجنبيّات…،
مما يؤكد تاريخ النبوءة الذي ذكرناه آنفاً).

 

 في
هذا الجوّ الملوّث بالخيانة، أطلق ملاخي صوته بقوّة، فوضع الكهنة والعلمانيين طرّا
أمام مسؤولياتهم تجاه الرب والقريب. تتألف نبوءته من ست خطب (1: 2-5، 1 :6- 2: 9،2
:10-16،2: 17-3: 5، 3: 6-12، 3: 13-21)، وتظهر بمظهر حوار بين الله وشعبه، هي صدى
للمجادلات التي أجراها النبي مع شعب مخادع يحبّ النقاش والمراوغة: قال الربّ:
"إني أحبّكم"، وهم يقولون: "بما أحببتنا؟"… وتتكرّر هذه
اللازمة ثماني مرّات في الكتاب.

 

 أعلن
ملاخي، في بدء نبوءته، أن الله يحبّ شعبه المشكّك الذي أعماه القحط وضيق المناهضين
عن رؤية هذه المحبّة. فقدّم لهم علامة لحبّه، إذ دعاهم، وهو يردّ على أول أسئلتهم،
إلى أن ينظروا الى أعدائهم أمّة أدوم (أولاد عيسو أخي يعقوب) الذين كانوا قبلاً
يشنّون غزواتهم على أرض فلسطين من معاقلهم الصخرية التي بنوها في الجنوب الشرقي من
البحر الميت (البتراء حاليا). هذه الأمّة التي "غضب الربّ عليها للأبد"
سلّمت الى أيدي البابليين (غزا أدوم يهوذا في ما كان البابليون ينهبون أورشليم بعد
حصارها في العام 587)، ولن تقوم لهم بعد قائمة، حتى ترى عيون الشعب ويقول: إن
"الربّ عظيم إلى ما وراء أرض إسرائيل" (1 :5). هذا الجواب المفرح جعل
النبي يعود الى الشعب ليذكّرهم – بعد أن استمال آذانهم بما يرضيهم – ببعض ما أثموا
هم به. فابتدأ يسألهم عن كرامة الله ومهابته التي احتقروها (1: 6)، وذلك أنهم
يقرّبون له ذبائح رديئة (عمياء، عرجاء، سقيمة ومسروقة) لا تليق بقداسته (1: 7-14؛
راجع: لاويين 22؛ تثنية 15، 17). ثم يقابل ملاخي بين تقدمات يهود إسرائيل المزدرين
وبين يهود الشتات الذين يقرّبون لاسم الله بخوراً "وتقدمة طاهرة" (1:
11؛ لعلّه يتكلّم، في هذا الموضع، عن تقدمات الوثنيين)، ليبين عدم رضى الرب الذي
يبتغي دائما عبادة متجددة (رأى الآباء، في هذه الآية، إعلانا لعبادة العهد الجديد
التي ستعم المسكونة كلها).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر إشعياء 09

 

 في
الإصحاح الثاني ينقل النبي وصية قاسية الى كهنة إسرائيل الذين انحرفوا وأضلّوا
الناس، يقول: "إن لم تسمعوا ولم تجعلوا في قلوبكم أن تؤدوا مجداً لاسمي، يقول
الرب، أُرسل عليكم اللعنة وألعن بركاتكم" (1-4)، ويقصد بالبركات الخيرات
المادية التي كانت من نصيب اللاويين الذين عهد اليهم بتعليم الحق ليكونوا قدوة
ويردوا "كثيرين عن الاثم"، وذلك لأن "شفتي الكاهن تحفظان المعرفة،
ومن فمه يطلبون التعليم" (6 و7). ويكشف أن انحراف الكهنة سيخزيهم ويجعلهم
"أدنياء عند جميع الشعب" (8و9). ثم يتابع ملاخي نضاله فيحذر اليهود
(كهنة، لاويين، رؤساء وعامة) الذين أهملوا قدسية الزواج (10-15)، من مصاهرة
الوثنيين الأمر الذي تحذر منه الشريعة خوفا من السقوط في عبادة "إله
غريب" (11؛ تثنية 7: 1-5). مما يدل على ان هذه المصاهرة – التي كان لها الأثر
الكبير في انحطاط الأمة وانهيارها على عهد الملوك – قد تفاقمت بعد العودة من
السبي. ثم يوبخهم على طلاق زوجاتهم وعلى ابدالهن بشابات أجنبيات، فيبيّن أن الله
معني بمثل هذه الأمور، وهو يعاقب عليها، لأنه يطلب "صيانة الروح وعدم
الغدر" ليس فقط بعلاقتهم به وإنما بالقريب ايضا (14-16).

 

 أوضح
من تكلّم في العهد القديم عن مجيء ملاك "يعد الطريق" أمام الله هو ملاخي
(3: 1). فالله آت، وهو يذكر المخادعين بالرجوع اليه، وذلك أنه آت لينقي شعبه
ويمحصه ويدين الخطأة الذين لا يكفون عن الاحتيال على جباية ضريبة الهيكل، لهؤلاء
يقول الله: "هاتوا جميع العشور الى بيت الخزانة ليكون في بيتي طعام (يأكله
اللاويون والكهنة)" (3: 1-10). ثم يعدهم بازدهار البلاد إذا فهموا أن خيراتهم
هي من الله (3: 11-12) وهو يفيض بها على الذين يتقونه ويفتكرون باسمه (16-18).

 

 في
الختام، يقدم ملاخي حلا يستوحيه من نهاية الأزمنة (19-20)، فالله آت ليسوي أموره
إلى الأبد، وسيحرق المتكبرين "حتى لا يبقى لهم أصل ولا غصن"، وأما الذين
يتقونه ويكرمونه فسيتنعمون، في ذلك اليوم، بأشعة نوره، وسيعطيهم
"الشفاء". ثم يذكر النبي سامعيه بشريعة الله التي أعطيت في حوريب
(سيناء) "فرائض وأحكاما" (22). هذه النظرة الى الوراء هي أفضل حل لترقب
ما سيفعله الله في المستقبل إذا ما "أرسل إيليا النبي قبل أن يأتي يوم
الرب" (23) ليعلن قدوم المسيح ممهدا له الطريق (24)؛ راجع: متى 11 :14؛ 71،10-13؛
مرقس 9: 11-13).

 

شرح السفر:

ملاخي 1 – 4

كان
بنو إسرائيل الذين رجعوا إلى أورشليم لبناء الهيكل قد ماتوا، وكان الجيل التالي قد
غابت عن أعينهم دعوتهم العليا والهدف من وجودهم في أورشليم. وهكذا سادت الديانة
الشكلية واللامبالاة بكلمة الله.

وللأسف
فإن محبة الله وشفقته كانت تقابل بالسخرية. فأجاب ملاخي قائلا بأن محبة الله قد لا
تكون دائما مفهومة تماما، ولكنها تكون مشكوك فيها فقط من الذين يرفضون كلمته ولا
يبالون بها: إن كنتم لا تسمعون ولا تجعلون في القلب لتعطوا مجدا لاسمي قال رب
الجنود… فإني ألعن بركاتكم… كما أنكم لم تحفظوا طرقي بل حابيتم في الشريعة [أي
أظهرتم محاباة في تطبيق شريعة الرب] (ملاخي 2:2،9؛ لوقا 6:6-11).

لذلك
عندما سألوا: بماذا نرجع؟ (ملاخي 7:3)، كان الرد واضحا: لأني أنا الرب لا أتغير…
حدتم عن فرائضي ولم تحفظوها (6:3-7). فلم يترك ملاخي مجالا للشك، بل واجههم بأنهم
لصوص إذ سرقوا من الرب العشور والتقدمة (ملاخي 8:3). وتظهر خطورة جريمتهم في الحكم
الذي نطق به: قد لعنتم لعنا (9:3). لقد أصبح من الواضح أن رفض تقديم العشور يفصل
القلب عن الله: حدتم عن فرائضي ولم تحفظوها (7:3).

كان
ينبغي على بني إسرائيل أن يكرموا الرب من أوائل كل الخيرات، والرب من جانبه
سيكرمهم بمزيد من الخيرات (2 أخبار 5:31؛ أمثال 9:3-10). وبالطبع فإن المسيحيين لا
ينبغي أن يفترضوا أن مستوى المسئولية قد انخفض في ملكوت المسيح. لأنه كيف يمكننا
أن نفكر في إعطاء أقل مع جميع الامتيازات والفرص المتاحة لنا لتوصيل كلمة الله إلى
العالم؟ وإذا كنا نعرف أنه مغبوط العطاء أكثر من الأخذ (أعمال 35:20)، فلا يمكن أن
تتجه دوافعنا إلى إعطاء أقل من عشر دخلنا للرب.

إن
مبدأ العشور سابق للناموس بأكثر من 500 سنة، وقد أدخله إبراهيم أبو المؤمنين الذي
قدم عشرا من كل شيء (تكوين 20:14؛ قارن مع أمثال 9:3-10؛ 24:11-25؛ 2 أخبار 12:8؛
6:9-8). وفي رسالة العبرانيين تعتبر هذه الحادثة سابقة روحية للاويين الذين لهم
وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس… وهنا [أي تحت العهد الجديد] أناس مائتون
يأخذون عشرا (عبرانيين 1:7-9).

إن
أولاد الله يعرفون وصية الرب: أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله (متى 21:22). فإذا
رفضنا أن "نعطي ما لله لله" فهذا معناه أننا نحتفظ به لأنفسنا، مع أننا
مجرد وكلاء أو أمناء أو مشرفين عليه. فإذا كنا بدافع من الأنانية أو الإهمال نحتفظ
لأنفسنا بما يخص الخدمة، فإننا نصبح متهمين بسرقة الله وحرمان النفوس الضائعة من
معرفة الرب وقبول كلمته.

العشور
هي أموال مستحقة علينا. أما التقدمات فهي تفوق ذلك (ملاخي 8:3) إذ أنها تعبر عن
الحب والعرفان بالجميل من أجل امتياز كوننا وكلاء على ما ائتمنا الرب عليه.

قال
يسوع: لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا (متى 21:6).

إعلان
عن المسيح: بصفته ملاك العهد (ملاخي 1:3؛ أيضا عبرانيين 11:9-15).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي