الأصحاح
العاشر

تطهير
الهيكل يعقبه سلسله من الأنتصارات

 

لم يسلك
أنطيوخس أوباطور الخامس كما أمل أبيه أنطيوخس الرابع، بل سار فى نفس طريقه، ومن ثم
فقد واصل اليهود كفاحهم من أجل تأمين البلاد وتعضيد شرائعهم. فبعد الانجازات
العسكرية الباهرة التى حققها المكابيون فى بداية جهادهم أصبح الطريق ممهداً لإزالة
النجاسة وشناعة الخراب الت ألحقها السلوقيون بالهيكل. هذا ويمكن تقسيم هذا الأصحاح
إلى قسمين:

القسم الأول
:

(1-9)
تطهير الهيكل وتحديد عيد التجديد(1).

القسم
الثاني : بقية أخبار أنطيوخس.

 

تطهير
الهيكل

(1مكا 4: 36 – 61)

1 أما المكابى
والذين معه، فأستردوا الهيكل والمدينة بقيادة الرب، 2 وهدموا المذابح
التى كان الأجانب قد بنوها فى الساحة وخربوا أماكن العبادة. 3 وبعد أن
طهروا الهيكل، صنعوا مذبحاً آخر، واقتروا حجارة اقتبسوا منها ناراً وقدموا ذبيحة
بعد مدة سنتين، وهيأوا البخور والسرج وخبز التقدمة. 4 ولما أتموا ذلك،
جثوا بصدورهم وابتهلوا إلى الرب أن لا يصابوا بمثل تلك الشرور، وأن يؤدبهم هو بحلم
إن خطئوا، ولا يسلمهم إلى أمم مجدفة وحشية. وأتفق أنه فى مثل اليوم الذى فيه نجس
الغرباء الهيكل، فى ذلك اليوم عينه تم تطهير الهيكل، وهو اليوم الخامس والعشرون من
ذلك الشهر الذى هو شهر كسلو. 6فعبدوا ثمانية أيام بفرح، كما فى عيد
الأكواخ قبيل ذلك فى الجبال والمغاور، مثل وحوش البرية. 7ولذلك رفعوا
الأناشيد إلى الذى يسر تطهير مكانه المقدس، وفى أيديهم مزاريق وأغصان خضر وسعف. 8
وفرضوا فريضة عامة ومثبتة بالاقتراع أن تُعيد
جميع أمة اليهود هذه الأيام فى كل سنة
.

 

مثلما كانت
الانتصارات من عند الرب، هكذا أيضاً يسترد اليهود الهيكل بقيادة الرب، لقد خرج
الأمر من عنده، يسمح بتدنيس الهيكل ثم يقضي بتطهيره. الآن يهرب كهنة الوثن مع أتباعهم
ممن نشروا الفساد والدعارة في الموضع المقدس، لقد أوقعت الانتصارات المدوّية الرعب
فى قلوبهم. ولم يتبقَّ فى أورشليم من الوثنيين السلوقيين سوى سكان القلعة (عكرة)
والذين لم يستطع المكابي طردهم من هناك، بل اكتفى بمشاغلتهم فقط أثناء عملية
التدشين (1مكا 4: 41) وقد ظلوا هناك إلى أن طردهم سمعان المكابي (1مكا 13: 49-52).

ولم تكن
هناك قوة كافية لمنع يهوذا المكاب
ي ورجاله من الاستيلاء على أورشليم
والهيكل، بعد انسحاب ليسياس على اثر معاهدة السلام مع اليهود، وحتى سكان قلعة عكرة
أنفسهم لم يتصدّوا لليهود إلاّ بشكل متقطّع (1مكا 4: 41).

وقد تأخّر
تطهير الهيكل لعدة أشهر، ربما بسبب انتظار اليهود التقاة "الموعد
المحدد" الوارد ذكره فى (دانيال 11: 24) وهو رأس السنة السبتية، وهو الموعد
المتنبأ به لنهاية الاضطهاد، حيث تشير النبؤة إلى أن منلاوس رئيس الكهنة المرفوض
يفقد سلطانه، وقد اعتمد أولئك التقاة على هذه النبوة فى تجريد منلاوس من نفوذه
وذلك فى أواخر صيف 164 ق.م. أو أوائل خريف ذلك العام، ومن المؤكد أنهم استبعدوه من
الهيكل حتى أنه في سنة 163 (13: 3) طلب من الحكومة في أنطاكية تأكيد سلطته.

أما
المكابيين فإنهم بعد هدم مذابح "زيوس" قاموا بهدم المواضع التي كانت ُتقام
فيها الولائم الطقسية والفجور، وكذلك مساكن كهنة الوثن وكل مكان لحقته النجاسة من
خلال التواجد الوثني. هذا وتأتي أماكن العبادة (آية 2) في اليونانية (
temenh)
وفي الفولجاتا اللاتينية (
delubra =الهياكل). والمقصود بالكلمة اليونانية في الأصل
هو: ( أيكة مقدسة أو شجرة مقدسة كانوا يسجدون هناك كمكان عبادة).

 

اقتدحوا
حجارة:

وُيقصد بها
قدح حجر بآخر للحصول على النار، وهو أمر لا يتعارض مع ما ورد فى بداية السفر عن
اشتعال الذبيحة من خلال "ماء النفطار" الذى جلبوه من الجب حيث دفنت
أدوات الخدمة الهيكلية، فإن ذلك تم بعد العودة من السبي، بينما ظلت النار المقدسة
مستمرة إلى أن توقّفت الخدمة فى الهيكل، ومن ثمّ حصلوا على النار بهذه الطريقة(1).
ولكن يجب ألاّ ُيؤخذ القول أن ذلك تم بعد سنتين على نحو حرفي، لأن المدة
كانت ثلاث سنوات(1).

وقد صلّى
اليهود أن يؤدبهم هو برحمته فيما بينه وبينهم متى أخطأوا من جديد، دون أن يسلمهم
لأيدى أعدائهم والذين ثقلت عليهم يدهم هكذا، فلقد أذلّهم السلوقيون وأذاقوهم من
المر أشرّه "… قد ضاق بي الأمر جداً. فلنسقط فى يد الرب لأن مراحمه كثيرة
ولا أسقط فى يد إنسان" (2صموئيل أول 24 : 14).

وهكذا تم
تدشين الهيكل وسط مظاهر بهجة شائقة، وكان اليوم الذى تدنّس فيه الهيكل هو الخامس
والعشرين من ديسمبر (كسلو) وهو نفس اليوم الشهري الذى كان يُحتفل فيه بعيد ميلاد
أنطيوخس أبيفانيوس. وهو أيضاً نفس اليوم الذى ُاحتفل فيه بتدشين الهيكل. وكان ذلك
بعد موت أنطيوخس أبيفانيوس ببضعة أسابيع فقط، بينما بدأت أعمال التطهير قبل ذلك
بفترة أي فى حياة أنطيوخس وبينما كان فى رحلته إلى الشرق. راجع التعليق على تدشين
الهيكل (1مكا 4: 36-61 و 2مكا 2: 16-18).

أما عن وجه
الشبه بين يوم التدشين وعيد المظال (آية 6) حيث مدة الاحتفالات ثمانية أيام، فإن
تدشين الهيكل أيام سليمان وافق عيد المظال، يضاف إلى ذلك أن يوم التدشين فى عهد
المكابيين قد جاء بعد ثلاث سنوات قضاها العديد من اليهود فى المظال والأكواخ فى
الجبال بلا بيوت.

 

المزاريق:

وهي عبارة
عن غصن مصنوع من أي نوع من الأشجار، يغطي بأوراق اللبلاب والكروم وله مخروط من خشب
الصنوبر عند قمته، كان ُيستخدم فى احتفالات ديونيسيوس لدى اليونان، بينما كان
الأريزيون
Airesione وهو عبارة عن غصن من الزيتون أو الغار ملفوفاً بالصوف وتتدلّى منه
ثمار الفاكهة قد استخدم فى عبادة أبوللو، وأما اليهود فقد استخدموا أغصان النخيل
والآس (نبات عطري) والصفصاف وفاكهة ال الهادار
Hadar
والتى كانوا ُيؤمرون بأخذها فى عيد المظال (لاويين 23 : 40) وأصبحت ُتسمّى فى
اليونانية ثيروسس
Thyroses وإن كان الثيروس هنا مميز عن سعف النخل، ويخبرنا المؤرخ بلوتارك
أن اليهود فى أيام عيد المظال كانوا يأخذون الثيروس وأغصان الأشجار معاً(1).

 

هذا وتشير "الفريضة
والاقتراع" (آية 8) إلى أن تحديد أيام عيد الحانوكاه كان على يد المحكمة
اليهودية العليا المختصة بشؤون الدين، بمشاركة يهوذا المكابي. والآية تفرض على كل
يهودي أن يعيد عيد الحانوكاة أي عيد التجديد.

 

بين انطيوخس
أوباطور ووصية لسياس

9 تلك كانت
ظروف وفاة أنطيوخس الملقب بإبيفانيوس. 10ولنشرع الآن فى خبر أنطيوخس
أوباطور بن ذاك الكافر، موجزين الشرور الملازمة للحروب. 11 لما استولى
هذا على الملك، فوض تدبير الأمور إلى أحد يدعى ليسياس، وكان قائد القواد فى بقاع
سورية وفينيقية. 12 وأما بطليمس المُسمى بمقرون، وهو أو من أنصف اليهود
مما كانوا فيه من الظلم، فقد اجتهد أن يدبر شؤونهم تدبيراً سلمياً. 13
فلذلك سعى به أدقاء الملك إلى أوباطور وكثر كلام الناس فيه بأنه خائن لأنه تخلى عن
قُبُرسَ التى كان فيلوماطور قد ولاَّه عليها، وأنه أنصرف إلى أنطيوخس إبيفانيوس
ولم يشرف كرامة منصبه، فسمم نفسه وفارق الحياة.

 

عند هذا
الحد ينتهى القسم الأول من السفر، حيث تمّ شرح الظروف والملابسات التى أوجبت
الاحتفال بعيد التدشين، والذى يجب  بحسب الرسالة المرسلة ليهود مصر  أن يصبح
الاحتفال به فرضاً على جميع اليهود سواء داخل اليهودية أو فى الشتات، لا سيما يهود
مصر.

 

وبينما يبدو
فى الأصحاح الخامس من سفر المكابيين الأول أن حروب يهوذا ورجاله كانت موجهة بشكل
مباشر إلى الأمم الوثنية المحيطة باليهودية، فإن السفر هنا يشير إلى تحركات عدائية
من المسئولين السلوقيين أنفسهم، ولا تعارض فى ذلك إذ ساند هؤلاء القادة أعداء
اليهود من حولهم، فى حين يقوم تيموثاؤس القائد الحكومي بأعمال معادية لليهودية
مباشرة (1مكا 5: 11،34،37).

ليسياس Lysias : بعد أن تملَّك أنطيوخس الخامس، أسماه ليسياس: أوباطور
Eupator والذى يعنى "المشرّف أباه" (1مكا 6: 17) وكان صبياً فى
ذلك الوقت لا يتجاوز عمره تسع سنوات وبالتالى فقد كان ليسياس هو الوصيّ عليه
والملك الفعلى للبلاد، فى حين كان قائداً لإقليم البقاع. ولذلك فإن تعيينه (آية
11) هو تحصيل للحاصل وتصديق على الأمر الواقع إذ كان أنطيوخس أبيفانيوس قد عينه
وصياً على ابنه، وذلك قبل أن يقوم بحملته إلى الشرق سنة 165 ق.م. بل وعيّنه قائد
قواد (رئيس وزراء) فى النصف الغربى من الإمبرطورية السلوقية. وإن كان ذلك يُضاد ما
قررّه أنطيوخس بتعيين فيلبس مكان ليسياس. ولكن الأخير اعتاد أن يأخذ بزمام
المبادرة (1مكا 3 : 38 ألخ). كما قام ليسياس بحملة ضد المتمردين اليهود انتهت فى
أوائل عام 164 ق.م. قبل تطهير الهيكل بزمن طويل (1مكا 3: 32-36 و 4: 26-35).

 

بطليموس
مقرون (ماكرون):

هو حاكم
إقليم بقاع سورية (قول سوريا) راجع (8:8) ربما بعد تولي ليسياس زمام الأمور فى
البلاد إذ كان هو ذاته حاكماً لهذا الإقليم (آية 11) وهو ما جعل البعض يتعجّب كيف
يكون حاكم البلاد عامة ثم حاكم إقليم البقاع. وهو واحد من اثنين وسبعين حاكماً عيّنهم
أنطيوخس أبيفانيوس الرابع فى مملكته، وبالرغم من تصوّر البعض بأنه شخص غير
"بطليموس بن دوريمانس" (1مكا 3: 38 و 2مكا 8:8) ورغم أنه قد حوّل قضيّة
منلاوس رئيس الكهنة الخائن من اتهامه إلى اتهام الذين رفعوا الدعوى ضده فى صور
أمام الملك (4: 45،46) إلاَ أنه هو هو الشخص ذاته، غير أنه وبعد تلك الإساءة إلى
اليهود عاد ليتعاطف معهم ويتكلّم عنهم بالخير لدى الحكّام السلوقيين.

ويذكّرنا
بطليموس مقرون بقائد المئة الروماني والذى شفع فيه اليهود لدى السيد المسيح لكى
يشفي له غلامه إذ كان خيّراً يسعى لما فيه خيرهم ".. فلما جاءوا إلى يسوع
طلبوا إليه باجتهاد قائلين انه مستحق أن ُيفعل له هذا لأنه يحبّ أمتنا وهو بنى لنا
المجمع. فذهب يسوع معهم" (لوقا 7: 5) ونذكر أيضاً قائد المئة الذى خلّص
القديس بولس من الموت مع بقية الأسرى على السفينة (أعمال 27: 34) وغيره كثيرون ممن
أعطى الله اليهود نعمة فى أعينهم، وهكذا يهيّيء الله فى أقسى الظروف من يدافع عن
كنيسته "هيأت لى مائدة تجاه مضايقى" (مزمور 23: 5).

غير أن بعض
الأشرار سعى فيه ووشى به لدى الملك (فى الواقع لدى ليسياس) بحجة أنه أهمل شئون
"قبرس" والتى ُعيّن عليها حاكماً من قبل أنطيوخس الرابع (لحساب بطليموس
فيلوميتور ملك مصر) وأنه منحاز إلى فكر أنطيوخس أبيفانيوس "انصرف إلى أنطيوخس
أبيفانيوس" (آية 13) وبوصفه كان حاكماً لقبرس فقد ظل على إخلاصه لبطليموس
السادس فيلوميتور حتى بلغ الأخير سن الرشد فى النصف الثانى من عام 170 ق.م. وفيما
بعد وفى عام 170 / 169 شن وزراء بطليموس هذا غير الأكفاء حرباً غير مدروسة على
أنطيوخس الرابع، وقد فسّرت هذه الواقعة على أنها خيانة من بطليموس مقرون. بل لقد
اُتهم أيضاً بأنه تقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال زحف يهوذا ورجاله وتحقيق
الانتصارات السهلة، فيما اعتبر سياسة استرضائية منه تجاه اليهود.

ويبدو أن
الأمر كان أعظم من أن يحتمله أو يسعى لتبرير موقفه، ومن ثم آثر الانتحار، فقد كانت
عقوبة تهمة "الخيانة العظمة" هى الموت، وهو أمر شائع سواء الاتهامات
الجزافية أو الأحكام الجائرة، وقد اختار العديد من الأشراف الانتحار على تسليم
أنفسهم للقتل، بل كان الملوك كثيراً ما ُيرسلون أوامرهم إلى أمثال هؤلاء ليقتلوا
أنفسهم معتبرين فى ذلك كرامة لهم، وفي العصر الرومانى نقرأ كثيراً كيف كان أولئك
يحضرون طبيبهم الخاص والذى كان يقوم بقطع شريان اليد لينزف الشخص ببطء حتى يدخل فى
غيبوبة يلقى حتفه فيها(1).

هذا وكان
بطليموس مقرون قد تحوّل إلى خدمة السلوقيين عقب احتلال أنطيوخس الرابع لقبرس سنة
166 ق.م. وقد عُثر على بعض النقوش وكذلك فى تاريخ بوليبيوس على دلائل تشهد بوجود
بطليموس حاكماً لقبرس(2).

 

الأنتصار
على الأدوميين

14 ووُلَّىَ
جرجياس قيادة البلاد، فشرع يجند من الأجانب، وينتهز كل فرصة لإلقام نار الحرب على
اليهود. 15 وكذلك الأدوميون الذين كانت لهم حصون فى مواقع ملائمة كانوا
يضايقون اليهود ويقبلون المنفيين من أورشليم، ويحرضون على الحرب. 16
فابتهل الذين مع المكابى فى صلاة عامةن وتضرعوا إلى الله أن يكون لهم حليفاً، ثم
هجموا على حصون الأدوميين. 17 واندفعوا عليها بشدة، فاستولوا على تلك
المواقع وردوا جميع الذين كانوا يقاتلون على السور وذبحوا كل من وقع فى أيديهم،
وأهلكوا لا أقل من عشرين ألفاً. 18 وفر تسعة آلاف منهم إلى برجين
حصينين جداً مجهزين بكل أسباب الثبات للحصار. 19 فترك المكابى سمعان
ويوسف وزكا وعدداً من أصحابه كافياً لمحاصرتهما، وانصرف إلى أماكن أخرى كانت أمس
حاجة. 20 غير أن الذين كانوا مع سمعان استغواهم حب المال، فارتشوا من
بعض الذين فى البرجين، وخلوا سبيلهم، بعد أن أخذوا منهم سبعين ألف درهم. 21 فلما
أخبر المكابى بما حدث، جمع رؤساء الشعب وشكا ما فعلوا من بيع إخوتهم بالمال، إذ
أطلقوا أعداءهم عليهم. 22 ثم قتل أولئك الخونة، واستولى من فوره على
البرجين. 23 وقرنت أسلحته بكل فوز، فأهلك فى البرجين ما يزيد على عشرين
ألفا.

 

جرجياس:

يعنى تعبير
"قيادة البلاد": حاكم الأقاليم، وفى بعض الأحيان كان هذا اللقب يعنى
المناطق التى لا تتمتّع بالامتيازات فى المملكة مثل أدومية وغيرها، ومن خلال ما
ورد فى (1مكا 5: 29) حيث نقرأ عن جرجياس الذى حارب اليهود وكانت له قاعدة فى
يمنيا، ومن خلال (2مكا 12: 32-41) والتى ورد فيها دخول اليهود إلى يمنيا (12: 40)
حيث يذكر أن العدد كان جرجياس أيضاً حاكم أدوم (12 : 32) وأن هذه الأحداث كلها
وقعت فى حكم أنطيوخس الخامس، يمكن استنتاج وجود جرجياس واحد وهو حاكم أرض أدوم
والمناطق الأخرى المحيطة باليهودية.

قام جرجياس
بتجنيد عدد كبير من الأجانب (المرتزقة الفلسطينيين) ومن ثم فقد صار يتحرّش
باليهود، لا سيما من خلال جيرانهم الوثنيين والذين تتسم علاقاتهم بهم بالعداء،
والذى أصبح سمة تميّز العلاقة بينهم. فقد استعدى جرجياس الأدوميين على اليهود، ففى
المدن المحصّنة (الحصون) والتي ُوجدت فى المنطقة هناك مثل مستعمرات أدومية متفرقة،
مارس هؤلاء أنواعاً مختلفة من الضغط على اليهود، فقد استقطبوا المعارضين للنظام فى
أورشليم ولا سيّما أولئك المتشيعين بالحضارة الهيلينية، ليس ذلك حباً بالهيلينية
بل رغبة منهم فى اضعاف السلطة هناك، ومن ثم أصبحوا حجر عثرة لهم.

ولقد توسّل
اليهود إلى الله أن يشهد على مضايقات الأعداء وظلمهم، وتبرئة أنفسهم من دمائهم.
ذلك قبل أن يباغتوهم فى شجاعة وُيلحقوا بهم هزيمة قاسية ويكبّدوهم خسارة جسيمة.

وقد حقق
اليهود الانتصارات الكبيرة على الأدوميين ولاحقوا أولئك الذين هربوا محتمين بالحصون
حتى لايعودوا إلى مهاجمة اليهود أو مضايقة السكان اليهود الذين يحيون بينهم،
ويشجّعون المرتدين من اليهود على العيش بينهم والعمل ضد بني وطنهم، ثم ولّى يهوذا
بعضًا من رجاله لحراسة المحاصرين فى الحصون.. انظر التعليق على (1مكا 5: 1-8). ولا
شك أن سمعان المذكور هنا هو سمعان شقيق يهوذا، فى حين كان يوسف وزكا
(زكريا) من القادة الموثوق بهم أنظر (1مكا 5: 17-18، 55-56).

أما الأمور
العاجلة التى من أجلها ترك يهوذا الساحة لأولئك القادة، فالأرجح أنها مناوشات
وتهديدات طيموتاوس القائد العموني، حيث لم يكن ممكناً ليهوذا أن يعود لأسر القلاع
المحاصرة قبل دحر قوات طيموتاوس (آية 24).

 

فى وسطك
خيانة يا إسرائيل (19  23):

لم يخل
الأمر مع ذلك من آثار الضعف البشرى والخيانة، ولابد أن يوجد بين الأمناء والثوّار
بعض ممن يخونون القضية، ومن يسيل لعابهم أمام المال الوفير، وهو أمر شائع فى مثل تلك
الظروف. ولم يكن هناك الكثير من أمثلة هؤلاء حول يهوذا المكابي، ولكن ذلك أيضًا ُيظهر
لنا بالمقارنة: حكمة يهوذا المكابى وشجاعته.

أما خطورة
تلك الخيانة فهى احتمال أن يعود الناجون وعددهم سبعمائة شخص، من جديد لمحاربة
اليهود انتقاماً منهم، راجع انتصارات يهوذا المكابي والتعليق عليها فى (1مكا 5:
1-8).

 

رؤساء الشعب
والمحاكمات:

من المحتمل
أن يكون هؤلاء الرؤساء الذين حاكموا الخونة، عبارة عن مجلس عسكرى أو محكمة عسكرية،
كبديل لنظام مجلس الشيوخ اليهودى، وقد كوّن أتباع المكابي أجهزة حكومية قومية لهم،
وقد عاد الحكام السلوقيون إلى الاعتراف بسلطة مجلس الشيوخ بحلول مارس سنة 164 ق.م.
ومن الواضح أن يهوذا لم يعطِ نفسه سلطة مطلقة للحكم بالإعدام على الخونة، رغم أنه
كان من سلطته ذلك، لاسيّما فى الظروف القتالية الخاصة والطواريء التى عثر بها
البلاد.

ومن المؤكد
أن سمعان لم يشترك معهم فى الخيانة، وان كان قد ذكر اسمه ضمن الذين تولّوا مراقبة
الحصون، فإن سيرته وأعماله فى سفر المكابيين الأول تؤكّد عكس ذلك. كما أن ظن البعض
بأن "يوسف وزكا" هو تحريف للاسم يوسف بن زكريا المذكور في (5: 56) إلاّ
أنهلا مانع من وجود واقعة اخرى غير تلك التي أساء فيها يوسف بن زكريّا إلى الجيش
حين اشترك فى عملية خطيرة بسبب عدم طاعته، وأمّا الثمن الذي تقاضوه مقابل هذه
الخيانة (70 ألف درهم) فهو يعنى أن الُمفرَج عنهم كانوا سبعمائة شخص إذا اعتبرنا
أنهم تقاضوا مئة درهم عن كل واحد من الذين نجوا.

أما ن عدد
القتلى المذكور هنا (عشرين ألفاً آية 23) مقابل التسعة آلاف المذكورين فى (آية 18)
فلا تعارض بينهما إذ أنه من المحتمل أن يكون البرجان ق
د اُحتلاّ من
قِبل حامية عسكرية قبل التجاء الفارين إليهما، وقد ُذكر في (1مكا 5: 5) أن يهوذا
قد أضرم النار فى البرجين حتى مات المجتعون بهما حرقاً.

 

هزيمة
طيماتاوس والأستيلاء على جازر

24 ثم إن
طيموتاوس الذى كان اليهود قد هزموه من قبل حشد جيشاً عظيماً من الغرباء وجمع من
أفراس آسية عدداً غير قليل، وزحف كمن يريد الاستيلاء على اليهودية بالسلاح. 25
فلما اقترب، توجه رجال المكابى إلى الابتهال إلى الله، وقد حثوا التراب على رؤوسهم
وشدوا أوساطهم بالمسوح. 26 وجثوا عند قاعدة املذبح وابتهلوا إلى الله
أن يكون معهم ومعادياً لأعدائهم ومضايقاً لمضايقيهم، كما ورد صراحة فى الشريعة. 27
ولما فرغوا من الصلاة، أخذوا السلاح وتقدموا حتى صاروا عن المدينة بمسافة
بعيدة، ولما قاربوا العدو وقفوا. 28 وعند انتشار نور الشمس فى طلوعها،
تلاحم الفريقان، هؤلاء متوكلون على الرب كفيلاً بالفوز والنصر وعلى بسالتهم،
وأولئك متخذون اندفاعهم قائداً فى الحروب. 29 فلما اشتد القتال، تراءى
للأعداء من السماء خمسة رجال رائعى المنظر، على خيل لها لجم من ذهب، وتقدموا
اليهود، 30 وأحاطوا بالمكابى يحمونه بأسلحتهم ويقيانه الجراح. وكانوا
يرمون الأعداء بالسهام والصواعق، حتى عميت أبصارهم وجعلوا يتفرقون لشدة اضطرابهم. 31
فذبح عشرون ألفاً وخمس مئة ومن الفرسان ست مئة. 32 وأما طيموتاوس
فقد هرب إلى الحصن الذى يقال له جازر، وهو حصن منيع، وكان تحت إمرة خيراوس. 33
فتحمس رجال المكابى مسرورين وحاصروا المعقل أربعة أيام، 34وإن
الذين فى داخله، لثقتهم بمناعة المكان، تمادوا فى التجديف وأفحشوا فى الكلام. 35فلما
طلع صباح اليوم الخامس، هجم عشرون فتى من رجال المكابى على السور، وهم متقدون
غيظاً من التجاديف، وجعلوا يذبحون ببسالة رجولية وتنمر كل من عرض لهم. 36
وكذلك تسلق آخرون من خلف إلى الذين فى الداخل، وأشعلوا البرين وأحرقوا أولئك
المجدفين أحياء فى المحارق. وكسر آخرون الأبواب وفتحوا ممراً لبقية الجيش واستولوا
على المدينة. 37 وكان طيموتاوس مختفياً فى جب، فذبحوه هو وخيراوس أخاه
وأبلوفانيس. 38 وبعد ذلك، باركوا الرب بالأناشيد والتسابيح على إحسانه
العظيم إلى إسرائيل ونصره إياهم.

 

بعد أن ذاق طيموتاوس
مرارة الهزيمة على أيدى المكابيين، ولكنه استطاع الهروب ليعيد الك
رّة من جديد
وبصحبته جيش جرار معضد بعدد ضخم من الخيول جلبها من آسية(1). وقد
آثار ذلك مخاوف اليهود، ليس الخوف من الدخول فى المعركة فحسب بل استيلاء السلوقيين
من جديد على اليهودية، وما قد يتبع ذلك من الإساءة إلى الهيكل والمقدسات من جديد.

وهكذا نجدهم
يلجأون إلى الله بالصلاة مما يؤكد استمرار الدافع الديني خلف جميع الأعمال
العسكرية الدفاعية، ولقد اعتاد اليهود أن يتوجّهوا بالصلاة إلى الله طالبين
مراحمه كأول خط دفاع لهم (8: 2-4، 14-15 و 10 : 16،25 – 26) ولعلها أكثر مراحل
جهاد اليهود تشبّعاً بالصلاة والإصرار على أن يكون الله شريكاً أساسياً فى
قراراتهم، وهم هنا يذكّرونه بوعده: ".. ولكن إن سمعت لصوته وفعلت كل ما أتكلم
به أعادى أعداءك وأضايق مضايقيك. فإن ملاكى يسير أمامك.." (خروج 23: 22).

وكان لدى
اليهود فى ذلك الوقت أربعة نبوات يتوقعون تحقيقها، وهى:

(1) أشعياء
(30: 15-36):
حيث يُعاتَب إسرائيل لاعتماده على القوة البشرية والخيل دون
الاعتماد على الله، فيسمح الله لخمسة من الأعداء بإجبار شعبه على الفرار، ويطالب
إسرائيل بطلب الرحمة من الله وطرح الأصنام، وحينئذ تأتى بركته ويأتى الله بغضب
ليقضي على أعداء إسرائيل.

(2) زكريا
(9: 9-16):

حيث يجب على إسرائيل وقادته أن يتواضعوا ولا يكن لهم مركبات ولا فرسان ولا رماة،
كما أن "دم العهد" والذى ُيفسّر ببساطة على أنه " دم الشهداء"
ُيطلق الأسرى، كما ذكر اسم العدو فى تلك النبوة على أنه لاوان أى اليونان
(الإمبراطورية السلوقية) وسوف يظهر الرب من فوقهم ب "سهام مثل البرق"
ويحميهم.

(3) يوئيل
(2: 11-3: 21):
ويذكر فيه أنه عندما يرجع اليهود المضطهَدون إلى الله بتوبة
وصلاة سيمدّهم بالطعام ويبعد عدو الشمال (أنطيوخس الرابع) عنهم ليهلك بنتن بين
البحرين، وُيهلك الأمم التى سارت ضد يهوذا وأورشليم.

(4) دانيال
(11: 45 – 12: 1):
حيث تنبأ أنه بعد موت ملك الشمال سيأتى زمان من
المتاعب غير المسبوقة يخفّ خلاله الُمدافع الملائكي العظيم ميخائيل لنجدة إسرائيل،
ويجتاز اليهود الأتقياء المخاطر.

 

وفى صلاة
الحجاب التى يصليها رئيس الكهنة فى يوم الكفارة، يَرِدْ: (.. نسألك "يا يهوه"
ألاّ يأتى أي سبي علينا، سواء فى هذا اليوم أو خلال هذه السنة، وحتى إذا ُاسرنا فى
هذا اليوم أو هذه السنة فياليته أن يكون إلى مكان تطبق فيه الشريعة) (1).
هكذا كان العمل بالشريعة هو على رأس قائمة الأولويات فى فكرهم وجهادهم. وهكذا يليق
بكل إنسان أن يكون اهتمامه الأول ما يفيد خلاصه، بغض النظر عن المكان والعائد
المالي أو الكرامة الشخصية فإن خلاص النفس هو أثمن الأهداف وأولها.

 

رؤيا
لتعزيتهم:

شاع فى
القديم بين الوثنيين أن لليهود إله قوى يدافع عنهم وصفوه بأنه "إله
السماء"، وقد كانو محقّين فى ذلك، حيث وعد الله شعبه بأنهم حتى استقاموا بقلوبهم
وطلبوه بثقة فهو يؤازرهم ولن يدع أمة ما تتسلط عليهم مهما كانت قوتها، بل "من
طريق واحد يخرجون عليك وإلى سبع طرق يتفرقون أمامك" والعكس أيضاً صحيح فى
حالة مخالفتهم لقول الرب.

فى مقابل
ذلك كان الأدوميين متكلين على ذراعهم البشرى وعددهم الحربية، فى حين رأى المكابيون
كفايتهم فى الله (آية 29).

أما عن هذه
الرؤيا فهى واحدة من أربع
ُرؤى تُذكر فى سفر المكابيين الثاني هذا، حيث
كانت الأولى قد حدثت عند محاولة هليودورس الاستيلاء على أموال الهيكل (3: 24-26)
بينما حدثت الثالثة عندما كان المكابيون يستعدون لهجوم نكانور، حين ظهر إرميا
النبى ومعه أونيا الكاهن ليهوذا مشجعين إياه (15: 12-16) وأما الرابعة فكانت عند حصار
ليسياس لبيت صور (11 : 8). وفى هذه الرؤيا التى نحن بصددها أوقع المنظر الرعب فى
قلوب الأعداء، قدر ما أشاع الطمأنينة فى قلوب المكابيين حيث كانوا فى أمس الحاجة
إلى تعزية مثل هذه، وقد حارب الرب عنهم من خلال أولئك الفرسان والذين كانوا
يعادلون جيشاً جراراً، وفى هذا يكمل قول الرب أن واحداً يطرد ألفاً، متى اتكلوا هم
عليه كما رأى اليهود أن فى هذه الرؤيا تحقيق لما ورد في:(اشعياء 31 : 5).

 

أفراس آسية
(آية 24):

آسية
بمعناها المحدود هى آسية الصغرى والتى ضاعت من الإمبراطورية السلوقية منذ عام 188
ولم تكن هناك خيول حربية فى تلك الفترة تخدم فى جيش طيموتاوس فى سنة 164 أو 163
ق.م. أما آسية بالمعنى الواسع فكانت الإمبراطورية السلوقية، وبالتالي فربما كان
المقصود هو أفراس من سلالة آسية، وفى الأزمنة القديمة كانت هناك سلالة مشهورة جداً
من خيول الحرب عرف باسم سلالة نيصاية
Nisaia
أو "السلالة النيصانية" نسبة إلى موطنها وهو السهل النيصاني في ميديا،
وكان راكبوها من تلك المنطقة ُيعرفون باسم الفرسان النيصانيين، وبالتالى يمكن أن
ُتعرّف أفراس (خيول)
آسية على أنها الخيول التى كان يحتفظ بها الملوك
السلوقيين(1).

والسؤال
الهام: كيف أمكن لطيموتاوس أن يجمع مثل تلك الخيول النادرة، والعدد الكبير من
الجنود المرتزقة والفرسان الذين يشكّلون أهم صفوف الجيوش، لعلّ الأسر الحاكمة فى
فيلادلفيا (الأردن) كانت من الثراء والنفوذ بحيث أمكنها تحقيق ذلك، وربما يكون
الجنود المرتزقة والفرسان النيصانيين قد أجروا أنفسهم لمن يدفع أكثر، وذلك خلال
الاضطرابات التي أعقبت موت أنطيوخس أبيفانيوس.

 

 المواجهة: ثمّ حدثت
المواجهة وكانت حصيلة القتلى من الفرسان والجنود وكذلك الجرحى، تعد كبيرة جداً،
فلما حمي وطيس القتال وتكبّد الأدوميين هذه الخسائر الفادحة، هرب طيموتاوس نفسه
إلى حصن جازر (13: 43) رغم الرأى القائل بأن الاستيلاء على هذا الحصن قد تم على
عهد سمعان المكابي شقيق يهوذا وآخر المكابيين الخمسة، فإن المرجح أن يكون الحصن قد
تماسك من جديد وسكنه الوثنيون مع مرور الوقت، حتى جاء سمعان ليحاصره وُيسقطه بعد
توسّل سكّانه إليه طالبين الأمان، ثم طهّره من كل ما هو وثني ليجعله من ثمّ مقراً
للمكابيين (1مكا 13: 49-53).

 

حصن جازر: كتبت جازر
بأكثر من طريقة مثل جازارا (جازاره) مثلما وردت في (ملوك ثان 5 : 25) ويمكن أن
ُتقرأ يازر
Iazer مثل جازر Gazer مثلما وردت فى (أخبار الأيام الأول 6: 66). وكانت جازر تقع غرب
ربات عمون
Rabbath-ammon (فيلادلفيا) وهى عمان الآن، وإن لم يكن قد تم تحديد موقعها
بالضبط، ولكنه من المحتمل أن تكون خربة جازر. ويشير يوسيفوس فى تاريخه إلى أن جازر
قد ُاحرقت.

 

خيراوس Chaereas كيراوس: ربما جاء الاسم من كيريوس ومعناها "سيد أو رب"
وهو شقيق طيموتاوس العموني المذكور هنا (آية 37) فلما ُهزمت الجيوش هرب مع أخيه
وبرفقتهم ثالث هو أبلوفانيس (معناه: "قوة أبوللو أو ظهور أبوللو").

وهنا تشجّع
رجال المكابي فحاصروا الحصن لمدة أربعة أيام، كان الأدوميون خلالها وبسبب ثقتهم
الزائدة فى قوة الحصن يجدّفون على إله إسرائيل ويشبعون الجنود إهانات، مما دفع
بالمكابيين إلى المبادرة باقتحام الحصن من الخلف ليمهّدوا سبيلاً للدخول، فى حين
اشتبك آخرون مع الذين على الأسوار، وقد أحرق المهاجمين برجين عملاقين للحصن كان
يستخدما لأغراض هجومية ودفاعية معاً، وبذلك ارتفع عدد القتلى جداً. ويجب ألاّ ننظر
إلى الرقم باعتباره مبالغ فيه، فإن طيموتاوس بجيشه العملاق قد احتمى داخل هذا
الحصن وبرجيه. وتبقّى بعد ذلك أن يعاقب اليهود القادة الثلاثة المختبئين داخل الجب
أسفل الحصن حيث قاموا بذبحهم. وعند ذلك قاموا بخدمة التسبيح لله الذى ينسب إليه
هذا النصر أولاً.

هذا ويتنبأ
أشعياء النبى أنه بعد الهجوم النارى على الوثنيين (30: 27، 28) فرحٌ للرب على جبل
الهيكل.



(1) تعتبر
الآية الأولى تكملة ل (2 مكا 8 : 30 – 33) عن موضوع تطهير الهيكل وتحديد عيد
التجديد.

(1) قدح
حجارة: أخرجوا نارا من حك حجرين بعضهما البعض، واعتبروها نارا مقدسة وليست غريبة
(لاويين 10 : 1…إلخ ) وعملوا كآدم إذ جهّز له الله حجران ملتهبان ليحكّهما
أحدهما بالاخر ويخرج النار (التلمود – باب بساحيم (الفصح) في مشنا 2:54) :
] أحضر له الله تبارك اسمه حجران ليحكهما بعضهما البعض فخرج النور [ وأيضا راجع ( بريشيت ربا 11 – وهو أكبر كتاب تفسيري أبائي يهودي
للتكوين).

(1) السنتان
هنا بدءا من بداية أعمال يهوذا المكابي وليس من بداية تدنيس الهيكل. وطبقا ل (1مكا
54:1 و 54،52:4) ويوسيفوس في "الآثار اليهودية" أنه عبرت ثلاث سنين،
وطبقا ل (دانيال 27:9) ويوسيفوس في الحروب اليهودية" (كتاب 1 فصل 1 فقرة 1):
أنه عبرت ثلاث سنين ونصف.

(1) جاءت
في اليونانية: (
qursouV = بغصون من شجر اللبلاب أو من الجفنة مغطاة باللبلاب) التي كانت
شعار الإله ديونيسيوس في كأس.
و( kai
kladouV wraiouV

=
بأغصان
جميلة، بأغصان مزخرفة).
كما جاءت الكلمة "سعوف نخيل" في
اليونانية (
foinikaV )، وهذا يطابق ما جاء في: (1مكا 5:13، Baiwn = سعف). والكلمة العبرية هَدَر Hadar المشار إليها هنا يقصد بها "التعلق بفاكهة
الموسم" وتعني أيضا:
جلال، مجد، جمال، زخرفة..) فالمعنى فى اللغتين
واحد.
ويرى
يوسيفوس وغيره أنه يقصد بها "الموالح".
ومما لا شك فيه أنهم
اقتبسوا ما جاء في (لاويين 23 : 40).

(1) أشهر
من قتل نفسه بشرب السم في التاريخ اليوناني سقراط بعد محاكمته في القرن الخامس قبل
الميلاد، و شيشرون معلم نيرون قيصر.

(2) هذا وقد
ذكر بوليبيوس خدمة بطليموس مقرون هذه وتَركِه لقبرص (بولوبيوس الجزء 18 فصل 55 :6
و 27 : 13).

(1)
وآسيا
هنا لا تعني قارة آسيا بالضرورة، بل تعنى سلوقية أو أنطاكية حيث التاج والعرش
السلوقى، والذى كان ُيسمى أيضاً "عرش آسيا".

(1) راجع كتاب الهيكل
للمؤلف / فصل 16.

(1) Jonathan A. Goldsten, II Macc.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد سفر أعمال الرسل 25

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي