الفساد مع المديانيين

عدد
25

 

العظة
العشرون

 

إن
الدرس الذي قُرئ علينا اليوم يحتوى على قصة أولى، وهي قصة زنى بين رجل من إسرائيل
وأمرأة مديانية، وقصة ثانية هي قصة تعداد الشعب: على حسب أمر الرب، فإن الشعب يجب
أن يُحصى من جديد، لأن التعداد الأول كان  بدون شك  قد أُلغى بسبب الخطايا التي
ترتكب عن معرفة. والتعداد المكتوب في الكتاب المقدس قد أُبطل وأُلغى بسبب هذه
الخطايا، إن الأخطاء أشياء سيئة جدًا ولا تنفع في شيء عند دخولها في التعداد أمام
الله، بسبب ابتعادهم عن الطريق القويم. إن الكتاب المقدس يعلمنا أن نفس
"الأعضاء" الذين ابتعدوا عن الله "سقطوا في الصحراء". ومن
القصتين اللتين قرئتا علينا، سوف نتكلم عن الأولى، التي تحكي قصة زنى الشعب، إذا
كانت صلواتكم التي تقدمونها إلى الرب تعطي لنا فرصة لتناول هذه القصة. وإذا أردتم
أكثر، سوف نقترب من القصة الثانية.

 

القصة

«
وأقام إسرائيل في شطيم، وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب، ودعون الشعب ذبائح
إلى آلهتهن، فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهم وتعلق إسرائيل ببعل فَغُور. فحمى غضب الرب
على بني إسرائيل
»
(عد25: 1 3).

 

مشورات
بلعام

وهذا
هو البرهان على ما قلناه مرارًا. كان بلعام يُمنع بالقدرة الإلهية من لعن إسرائيل،
وكان بلعام بالرغم من ذلك يريد أن يعجب الملك بالاق وقال له: كما هو مكتوب: « تعال
لكي أنبئك (أو أنصحك)
»
(عد24: 14). أية نصيحة أعطاها له؟
نحن لا نرى هذه النصيحة الآن، ولكن سفر العدد يرويها لنا فيما بعد. ولكن يرويها
لنا بتفصيل أقل عن ما ورد في سفر رؤيا يوحنا، الذي يوجد فيه هذا القَوّْل « عندك
هنا قومًا متمسكين بتعليم بلعام، الذي كان يعلّم الملك بالاق أن يلقي معثرة أمام
بني إسرائيل، أن يأكلوا ما ذُبح للأوثان ويزنوا
»
(رؤ2: 14). وينتج عن
هذا أن بلعام استسلم للخبث ونصح الملك تقريبًا بهذه الأقوال: هذا الشعب لا ينتصر
بقوته، بل بعبادة الله، وبالمحافظة على الطهارة. إذا أردت أن تهزمه أو تنتصر عليه،
فابدأ بتدمير طهارة هذا الشعب وسوف ينهزم من نفسه. وضد أسلحته فهو لا يهزم فقط
بالقوة العسكرية، لكن بالجمال الأنثوي.

هذا
الجمال لا يغلب بصلابة رجال الحرب، ولا بأذرع المحاربين، فاجمع نخبة الجميلات،
وليسرن على نغمة راقصة وهم يخبطن أيديهن. فإن الجمال ينزع السلاح من المحاربين،
ويجعل السيف ينهزم أمامهن. ولكن عندما لاحظت النساء الموآبيات أنهم تركوا أنفسهم
للهوى، وأحنوا رقابهم تحت نير الخطية، اجتذبوهم لأكل ذبائح الأوثان، ودخلوا في
معرفة الأسرار الخفية لبعل فغور الذي هو صنم ارتكاب الأعمال الدنيئة.

 

الإغواء

كانت
هذه هي نصائح بلعام، وعلى هذا فإن الملك بالاق نظم في الحال قوات ليست مزودة بقوة
الرجال، ولكن بغواية النساء، ومسلحة ليس بالقوة الحربية، ولكن بلهيب الشهوات. ليس
هناك خجل أبدًا، والخجل لا يوقفهم. إن حب الوطن ورذيلة هذه الأمة (المديانيين)
تضرم النار أيضًا بواسطة الفسق. وابتدأت الرذيلة في مد فخاخها. يا للكارثة! فإن
الملذات بالكاد تُوقف بواسطة العقوبات القانونية، وبالكاد تمنع خوفًا من العقاب
بالسيف. أية جريمة عندئذ لا ترتكبها امرأة متأكدة من إعجاب الملك بها وتتجاوز
حدودها لكي تصل إلى سلام وطنها؟ إن الإسرائيليين كانوا إذًا مستعبدين ليس بواسطة
السيف، ولكن بواسطة الفسق؛ ليس بواسطة القوة، ولكن بواسطة الشهوة واستسلموا
للإفراط في الفسق مع النساء المديانيات، وغضب الله أنصب عليهم.

 

المعنى
الأخلاقي: الهروب من الفسق

بالتأكيد،
فإن ذلك يخفي غموضًا وأسرارًا للمعنى الداخلي، ولكن تتابع القصة نفسه يعلمنا أن
الفسق يتسبب في الحروب، وأننا نتعرض لميول الفسق. ولكن هذه الميول لن تستطيع أن
تخترقنا إذا تسلحنا بالأسلحة التي دعانا إليها الرسول لكي نتزوَّد بها:

«
إذا كان لدينا درع البر، وخوذة السلام، وسيف الروح، وفوق كل هذا درع الإيمان
وإذا كنا حاذين أقدامنا باستعداد إنجيل السلام
»
(انظر أف6: 14 17). هذه هي
الأسلحة التي يجب أن نتسلح بها في هذه الحرب. ولكن إذا أهملناها، فإننا نعرّض
أنفسنا لضربات إبليس، وكل عمق الشياطين « ونسقط في الأسر »
(انظر أف4:
8)
،
ويرتفع غضب الله علينا، وسوف نعاقب « في الدهر الحالي، والدهر الآتي »
(انظر مت12:
32)
.
إن العفة والبر والشجاعة والتقوى والفضائل الأخرى تعطينا إذًا الغلبة في كفاحنا ضد
ضربات الشيطان الذي يوجهها ضدنا. على العكس من ذلك، الفسق والملذات وعدم التقوى
وجميع الرذائل تقودنا إلى الهزيمة. هذه هي التعليمات التي تعطيها لنا القصة.

لكن،
بما أن يوحنا في سفر الرؤيا يعطينا الأسرار الإلهية التاريخية التي تحتويها الرموز
المقدسة، يجب كما يبدو لنا، أن نصبح متفقين مع فكره، ونتبع تعليمات الشرح التي
يعطيها لنا، أولاً أن نذكركم بما كتبه للملاك في إحدى الكنائس: « ولكن عندي
عليك قليل، أن عندك هناك قوماُ متمسكين بتعليم بلعام، الذي كان يعلم بالاق، أن
يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا
»
(رؤ2: 14). إذًا في عهد
الرسول يوحنا، كان في الكنيسة التي كان يكتب عنها، بعض المنحازين لتعاليم بلعام.
هل نعتقد أن أناسًا ادَّعوا التعاليم نفسها التي لبلعام، والتي يحذرنا منها الرسول
بقوله: " كما خدعت الحية حواء بمكرها « هكذا أيضًا تفسد أذهانكم عن
البساطة التي في المسيح يسوع
»
(2كو3:11).

إذًا
طالما أن النفس متحدة مع الزوج، وتستمع إلى كلمته ومتعلقة به، فإنها تأخذ منه ثمرة
الكلمة، وأيضًا فإن النبي قال: « من خوفك، يا رب، حملنا في أحشائنا »
(إش26: 18
سبعينية)
،
وتقول: "أعمال كلمتك خبأتها في صدري، وولدتها"، أنتجت روح الخلاص الذي
أحضرته على الأرض. إذا كانت إذًا النفس تحمل هكذا أعمال المسيح فأنها تلد أبناء،
الذين بواسطتهم يقال إنها وإنهم مطالبون بإتباع عقائده وتقليده.

وهناك
موضوع في نفس سفر الرؤيا عن تعليم إيزابل، وهذا لا يعني أننا نعلم تعليم يُتخذ من
إيزابيل، ولكن كل مُضطهد للأنبياء القديسين مثلاً، كما حدث منها، وكل مخطئ يعبد
الأوثان، كل قاتل يقتل أبرياء تحت ادعاءات كاذبة، هو من أتباع إيزابيل. إذًا إذا
كان أحدهم وبنصائح شريرة كان سببًا في معثرة شعب الله، إذا كان يجذب غضب الله وعدم
رضاه عنه، سواء بكونه شريكًا في الذبائح التي تقدم للأوثان، أو بالموافقة على
الفسق والملذات، يجب أن يوضع في مصاف أتباع مذهب بلعام. إن الفسق الجسدي، غير
مرغوب فيه. إن النفس ستُنقذ بفضل ميلاد أطفالها، تثبت في الإيمان، والمحبة
والقداسة مع التعقل
(1تي2: 15) حتى إن كانت مثل "حواء" قد أُغويت
أولاً. إن هذه الخصوبة حقًا مغبوطة، "خصوبة النفس" التي شاركت في فراش
كلمة الله واستجابت لأحضانه. من هنا سيولد نسل نبيل، من هنا ستخرج العفة والبر
والصبر واللطف والمحبة وكل السلالة المقدسة.

 

الخيانة
الروحية: أطفال الخطيئة وأطفال الخلاص

ولكن
إذا كانت النفس غير السعيدة تركت الفراش المقدس للكلمة الإلهية وسلمت نفسها لأحضان
الخيانة، وانتهكت بواسطة خداعات إبليس وشياطينه، فأنها ستلد بالتأكيد، ولكنها سوف
تلد أطفال يكتب عنهم « لكن أطفال الزنا لن يكتملوا والسلالة الخارجة من فراش
منحرف سوف تستعبد
»
(انظر حكمة سليمان 16:3سبعينية) إذًا من
الخطية يكون أطفال الخيانة وأبناء الزنا.

وهكذا
ففي كل ما نفعله، فإن أنفسنا تلد وتضع في العالم أبناء: على أن نعرف أن كل الأفكار
والأعمال التي تنتجها أنفسنا، إذا كانت تنتجها موافقة للناموس ولكلمة الله، فإنها
تلد " روح الخلاص "، وأيضًا " سوف تخلص بولادة الأولاد ". وسوف
يكونوا هم أطفال الذين يقول عنهم النبي: « بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك
»
(مز128:
3)
.
ولكن إذا كانت أعمالهم ضد الناموس وإذا كانت هذه هي خطاياهم، بدون أي شك ستلد
نسلاً خبيثًا من أعمال الخطية من الروح المعادي لأنه نسل أبناء الخطية. وعندما
نفكر في هذه الولادات الملعونة نجد أن بعض القديسين وصلوا حتى إلى « لعن اليوم
الذي ولدوا فيه
»
(أي3: 1؛ إر20: 14).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس هـ هارُم هاروم م

إذًا
لا توجد لحظات لا تقوم فيها النفس بالولادة، فالنفس تلد دائمًا، دائمًا تضع أبناء
في العالم. فلنبارك الميلاد الذي ينتج من أعمال كلمة الله. مثل هذا الميلاد هو
الذي سوف يكون له الفضل في أن النفس سوف تخلص، لكن إذا حبلت، كما قلنا، من روح
الأعداء سوف تلد بكل تأكيد "أبناء الغضب"، "المهيئين للموت"
(انظر رو 9: 22). وهاتان الولادتان هما اللتان أشار إليهما النص: « وهما لم
يولدا بعد ولا فعلا خيرًا أو شرًا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال
بل من الذي يدعو قيل لها إن الكبير يستعبد للصغير كما هو مكتوب: أحببت يعقوب
وأبغضت عيسو
»
(رو9: 11 13). إن أبناء النفس قبل أن تصنع أقل شئ صالح،
يكونون محبوبين، على شرط أن يكون هؤلاء الأبناء هم ثمار الروح. ولكن لو أنها أنتجت
بواسطة روح الشر، أولاد الشر، قبل أن يكتمل بالفعل عمل أقل شئ شرير، فإن النفس
التي تثمر من هذه الإرادة الشريرة، تكون ثمرتها الرديئة مكروهة.

لهذا
ربما بمقتضى نفس الفكرة، فإن الطفل الكنعاني قد لُعِن قبل ولادته. لأن أباه حام
كان قد أخطأ. ونوح بعد أن وعد بالخيرات الوفيرة لكل واحد من أبنائه، تنبأ عندما
وصل إلى حام قال « ملعون كنعان »
(تك25:9). إن حام هو
الذي أخطأ، وابنه كنعان هو الذي لعن وظل ملعونًا. لهذا يجب أن نكافح بجد ونسهر حتى
تظل أنفسنا لا تنتج شيئًا يستحق اللعنة. فإن النفس قبل أن تصل إلى فعل الخطيئة،
يكون عندها في إرادتها وفي نيتها هذا الشر اللعين.

العقاب

ولكن
إذا كان هذا قد حدث فيكف يمكن أن نجد نفسًا غير معرضة لولادة مثل هذا النوع،
ومجردة من كل إرادة للخطيئة؟ إذًا إذا حدث شئ من هذا النوع، فلنبحث في الكتب
الإلهية عن الدواء الذي نستعمله. سنجد في المزامير ما يلي: « يا بنت بابل
المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم
الصخرة
»!
(مز137:
8 9)
.
بالرغم من أن هذا البابلي الذي نحمله مازال موجودًا فينا، ينتهز كل ما هو صغير،
لذلك أخنقه في الحال بدون رحمة، دون مراعاة. إنه مكروه، اقتله بأن تحطمه على
الصخرة. فإن « الصخرة هي المسيح »
(1كو10: 4)، الذي هو
قادر، وبدون أن ينتظر حتى يكبر هذا الوغد البابلي، وبدون أن يترك الفوضى تنمو. فكل
الرغبات الشريرة، يحركها الروح الخبيث وتبدأ في النمو وتتقوى بواسطة حركات
الإرادة. وإذا استطعت أن أقول عندما تبدأ في التقدم برأسها خارج النفس الأم، فإن
الأم تستطيع أن تكسرها على الصخرة وتمنعها من الخطية بمعنى أن تقودها إلى المسيح،
حتى إذا وضعت النفس في مواجهة، دينونتها الرهيبة فإنهم يذبلون ويموتون؟

 

الإتحاد
بالمسيح أم الإتحاد بزانية

هذا
ما لدينا أن نقوله بالمعنى الواسع عن أشكال الزنا المتعددة، وشكل واحد منه فقط هو
الذي يدعى بالفسق بسبب الدنس الجسدي. بينما أنا، عندما وصلت إلى قراءة رسالة
الرسول في النص الذي يقول « من التصق بالرب فهو روح واحد معه » « ومن
التصق بزانية يكون جسدًا واحدًا معها
»
(1كو6: 17)، كنت
أتساءل هل يوجد حالة وسط بين الاتحاد مع المسيح والاتحاد بالزانية، وكنت أتساءل
وأدرسها في حدود قواي. كنت أتأمل فكرة عميقة ومخبأة في كلمات الرسول. بالنسبة له
فإن كل نفس تكون متحدة أما مع المسيح أو مع الزانية. وفهمت أن الزانية هنا بالمعنى
الرمزي، ليست سوى الشيطان.

والرسول
يقصد بالمسيح، خصائصه التي هي من جوهر المسيح، بمعنى صفات: "الكلمة"
"الحكمة"، "الحق"، "البر"… الخ.

وبالعكس
بالاتحاد مع الزانية تنتج كل أشكال الشر. فهمت أيضًا ما قاله سليمان عندما وصف
الزانية « هي تنظر من كوة بيتها من وراء شباكها تتطلع وإذا لاحظت بين البنين
غلامًا عديم الفهم، عابرًا في الشارع عند زاويتها، ويتحدث في الليل والظلام، عندما
يسدل السكون الليلي ستاره
»
(أم7: 6 10).

أو
ظلام الليل، حيث كانت المرأة تجرى أمامه، لها مظهر الغانية التي تجعل الشباب
يحلمون، التي تسمى الغانية هي الشر نفسه، ومن يتحد بها يكونون جسدًا واحدًا للشر،
أما من يتحد مع الله فهو يتحد بالحكمة، بالبر، بالقداسة، بالحق، " ويكون
روحًا واحدًا " مع كل هذه الصفات. وبالرغم من ذلك من يتحد بهذه الغانية يتحد
بالفجور، والكفر، والظلم، وفي نفس الوقت بكل أوجاع الخطيئة، والتي يكون معها جسدًا
واحدًا.

 

الرفض
من الله

«
ثم وصل إسرائيل إلى شطيم »
(عد25: 1). في قاموس الأسماء
العبرية نجد أن شطيم في لغتنا معناه "الإجابة، أو الرد" وصل إذًا
إسرائيل إلى الإجابة أو "الرد". وهذا ليس نجاحًا. انظر ماذا حدث
لإسرائيل في هذه المرحلة أنه سلّم ذاته إلى الزنا مع المديانيات ورفضه الله، ولم
يكن راضيًا باستسلامه للزنا، واستسلم لأصنام الأمم وأكل اللحوم المذبوحة للأوثان
وكل هذه الأشياء المكروهة أمام الله. « فأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان »
(2كو6:
16)
.

 

سؤال
الوثنيين

في
الحقيقة، كنت دائمًا أندهش جدًا مما يكتبه القديس بولس لأهل كورنثوس « لأنه إن
رآك أحد يا من له علم متكئًا في هيكل وثن أفلا يتقوى ضميره إذ هو ضعيف حتى يأكل ما
ذُبح للأوثان
»
(1كو10:8).

يبدو
في الحقيقة أن الحدث المعلن نفسه ليس سيئًا بدرجة كبيرة، مثلما يسبب الشر لمن يرى
هذا المنظر ويقلده، ومن له علم وليس مثل الذي يفعل هذا الشر، حتى أنه بالنسبة له،
فإن من له علم ويجلس على مائدة وثنية ليس مخطئًا جدًا لنفسه مثلما يخطئ بالنسبة
لغيره.

 

اللحوم
العقلية

لكن
عند أهل كورنثوس، أليس هذا حقيقيًا؟ ما كان يحدث، كان هذا ليس فقط أننا جلسنا على
موائد وثنية، وأكلنا لحوم مخصصة للذبائح، ولكننا كنا أيضًا محبين للأدب اليوناني
والفلسفة، كنا أيضًا متمسكين بحب الدراسات القديمة، ومثلما كنا نأكل اللحوم
المقدمة للذبائح، كنا نتغذى بالعقائد الفلسفية. كان هذا لا يضايق الذين تلقوا علم
الحقيقة بأكمله فهم يفهمون ولكن من كانوا أقل تقدمًا في دراسة معرفة المسيح، عندما
يقلدون من كانوا يقرأون هذه الكتب، ويتفانون في إعطاء أنفسهم أيضًا لهذه الدراسات،
كانوا يصابون بجروح، ويتركون أنفسهم للأخطاء كلها ولمختلف البدع. وهكذا كان يصاب
آخر بضربات لا تحدث لمن يملك معرفة الحقيقة كاملة. لكن الإحسان لا يبحث عما هو
مفيد، إنما يبحث عمن يكونوا كعدد كبير، إذًا يجب أن نعتني بأن نأخذ غذاءً ثقافيًا
لا يأتي فقط بالتثقيف والسرور، ولكن أيضًا لا يضر أبدًا، أو يحدث ضررًا لمن يرانا.
إنها ليست فقط لحوم مخصصة للأصنام، ولكنها أيضًا كلمات. وأيضًا أعتقد أن كل كلمة
تعلم التقوى، والبر والحقيقة تكون مكرسة ومقدمة قربانًا لله، وأيضًا بنفس الطريقة
فإن كل كلمة تؤدي إلى عدم التقوى، والظلم والفسق تكون مقدمة كذبيحة إلى الأصنام
ومن يتقبلها يأكل بطريقة معينة لحومًا مقدمة إلى الأصنام.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 08

 

تقدم
الشر

إذًا
فالشعب "أكل التقدمة من الذبائح التي لديهم، وعبد أصنامهم، وليس فقط كان
مسرورًا بأن يأكل، لكن أيضًا عبد أصنامهم. واتجه للتقدم في الشر:

وترك
خدام الله أنفسهم أولاً فريسة للشهوة، ثم للشراهة وأخيرًا لعدم التقوى، إن التقوى
هي المقابل المضاد للزنى. وإذا راجعنا قراءة النصوص التي تختص بموضوع سليمان. سوف
نجد أنه كان حكيمًا ولكنه اضطجع مع كثير من النساء، عندئذ فإن شريعة الله تقول: « لا
يكون له كثير من النساء لئلا يزيغ قلبه إلى الزنا بعيدًا عن إلهك
»
(تث17: 17
سبعينية)
،
بالرغم من كونه حكيمًا جدًا وكان له جدارة كبيرة أمام الله، إلا أنه بسبب كثرة
النساء، وما يسمى عدد كبير من النساء معناه، أظن أنه يعني عدد كبيرًا من العقائد
والفلسفات المختلفة التي تعلمها الأمم المتعددة. وكان يريد أن يعرفها جميعًا وأن
يتعمق فيها كعالم وكحكيم، ولكنه لم يستطع أن يثبت في قاعدة الناموس الإلهي. إن
فلسفة الموآبيين أفسدته وجعلته يضحي لأصنامهم، وأيضًا فلسفة العمونيين وجميع الأمم
التي قيل إنه أخذ منها نسوة وكرَّم أصنامها ببناء هياكل لهم وبتقديم ذبائح لهم. إن
هذا في الواقع شئ سيئ جدًا. بالنسبة إلى الله لا يليق أن يتألف مع الأفكار الغريبة
مثل معاشرة النساء بدون أن يحيد عن ناموس الحق، وأن يستطيع أن يقول بأمانة : « يوجد
ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد واحدة هي حمامتي كاملتي، الوحيدة لأمها هي
الوحيدة لوالدتها، الوحيدة لمن وضعتها في العالم
»
(نش6: 7، 8 سبعينية).

 

تلقين
على ارتكاب الأعمال الحقيرة: بعل فاغور

«
عبدوا الأصنام وتعلقوا ببعل فاغور »
(عد25: 2، 3). وبعل
فاغور هو اسم صنم لدى المديانيات كان مكرمًا خصوصًا من النساء، وتلقن إسرائيل
أسراره، وبدراسة المعنى بانتباه، وخاصة في كشف الأسماء العبرانية نجد فقط أنه:
" شكل أعمال حقير ".

المترجم
لم يرد أن يشير إلى أية صورة كانت هذه الأعمال الحقيرة، ولا لمن كان هذا الحدث،
وبفرض الأمانة أفكر، ولكي لا أجرح أذن المستمع، مهما تكن الأشكال فالأعمال الحقيرة
متعددة، وواحد منها يسمى بعل فاغور.

إذًا
يجب أن نعرف أن كل إنسان يرتكب فعل مهين، ويقع في أي شكل من أشكال الأعمال الحقيرة
تكون بداية تلقينه لارتكاب أعمال حقيرة كثيرة، ويلقن بعقائد عبادة بعل فاغور،
شيطان المديانيات أيضًا يحرضنا على كل خطيئة نرتكبها، خاصة إذا لم نكن نفاجأ بهذه
الخطية، لكن ارتكبناها بحماس وسرور، هل نحن معدين لعبادة هذه الشياطين الذي لها
تأثير قوي وهو إنتاج الخطية التي إرتكبناها. وربما سوف نكون متلقين لكثير من
الشياطين التي تجعلنا نرتكب هذه الخطايا، وفي كل خطأ نحن نتلقى  بطريقة ما  أسرارًا
لما يدعون له، أى لهذا الصنم أو ذاك. لهذا ربما كان يقول الرسول: « لأن سر الإثم
الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن »
(2تس2: 7).

إن
الأنفس الخبيثة إذًا تحوم، باحثة كيف بجاذبيتها، يمكن أن تلقن غموض الخطية، وبدون
أن ننتبه، بدون أن نفهم، تقودنا مثلاً بواسطة خطية "مثل الزنا"، إلى
شيطان المديانيات، ويُلقنوا ببعل فاغور، ويُلقنوا إلى الأعمال الحقيرة. وأيضًا
للخطايا الأخرى، كما نقول، الإنسان يُلقن بواسطة شياطين أخرى.

لكن،
لاحظ بعناية ما هو مكتوب، أمسك نفسك وكن حازمًا قويًا وسر في الطرق السليمة، أسأل
ما هي الطرق الأبدية الخاصة بيسوع، وما هو الطريق القويم، واتبعه. لا تقترب من
أبواب منازل الخبث، إذا لاحظت احدى هذه الأنفس الخبيثة، تكلم في قلبك قائلاً لنفسك
أن هذه النفس الخبيثة تريد أن تقودني إلى عمل خطية، افهم جيدًا أنها تريد أن تلقنك
عبادة الشيطان، تريد أن تقودك إلى تلقى أسرار الشيطان، أسرار عدم التقوى. إنه كما
أعتقد كما كتب الرسول: « أنتم تعلمون أنكم كنتم أممًا منقادين إلى الأوثان
البكم كما كنتم تساقون
»
(1كو12: 21). ممن كنتم تساقون؟
كنتم تساقون بواسطة الأرواح الشريرة الخبيثة مثل أعمال الخطية.

 

القسم
المضاد: الملائكة الحراس

كل
مستمع يقظ إلى كل هذه الكلمات سيقول بدون شك ماذا سنفعل إذًا؟ إذا كانت الأرواح
الشريرة تحوم حول كل واحد منا، وتقودنا وتجذبنا ناحية الخطية، وإذا لم يكن هناك
شخص آخر، ليجذبنا ناحية الحق، وليدعونا ويقودنا إلى العفة والتقوى، كيف لا يبدو أن
الطريق "واسع ومفتوح" تجاه الهلاك الأبدي
(انظر مت7: 13)، ولم يبق
أي طريق يوصلنا إلى الخلاص. لكن أدرس بانتباه إذا استطعت معي، حتى عندما تفتح
بصيرة قلبك، يمكنك أن تتأمل الأسرار الداخلية، وسوف ترى مقدار المجهودات الخفية
التي تجري من أجل خلاصنا وتبعد عنا القوى التي تحاول خِداعنا. كل منا، حتى
"الصغار جدًا" في كنيسة الله، له ملاك، ملاك صالح، ملاك الرب، لكي يرشده
وينصحه ويحكّمه، ملاك إذا ما أصلح أعمالنا وطلب الشفقة من أجلنا، فهو يرى كل حين
وجه الآب الذي في السموات
(مت18: 10) كما يعرفنا الرب في
الأناجيل. وتبعًا لما يقول يوحنا في سفر الرؤيا
(رؤ2، 3)، يوجد
أيضًا ملاك لكل كنيسة، ينال الشكر لحسن سلوك الشعب أو يُؤنّب من أجل أخطاء هذا
الشعب. هنا أصبت بالدهشة أمام هذا السر الغريب. إن الله يعتني بنا كثيرًا لدرجة
أنه يسمح حتى أن يلوم الملائكة من أجلنا. وهكذا عندما نسلم طفل لمربى إذا كان قد
حدث أن تلقى علمًا لم يصل إلى المستوى الذي وصل إليه الأب فإن الخطأ يقع على
المربي. وليس هذا خطأ الطفل مثلما هو خطأ المربي ولذلك فالمربي يتلقى تأنيب الأب،
خاصة إذا لم يكن الطفل صعب القيادة، وأهمل نصائح المربي، وكان له ميول تجنح إلى
الانحلال والطيش، وغفل عن كلمات المربي الناصحة والتي يجب أن تُطاع.

ماذا
يحدث لهذه النفس؟ اعرف من النبي: « فبقيت ابنة صهيون كمطلقة في كرم كخيمة في
مقثأة كمدينة مُحاصرة
»
(إش8:1)، و في موضع آخر « أنزع
سياجه فيصير للرعي اهدم جدرانه فيصير للدوس من كل العابرين
»
(إش5: 5
سبعينية)
.
وأخيرًا: يفسدها الخنزير من الوعر ويرعاها وحش البرية
(مز80: 13) هذا ما سوف
تقاسيه إذ لم تتبع نصائح الملاك الحارس لكي يضع السلام في قلبها. لأن النفس لا
تتبع سوى نفسها، ولها الحرية في أن تتجه في كل ناحية تريد أن تتجه إليها. أيضًا
فإن محاكمة الله عادلة إذ تكون بحسب اتجاه النفس لما ينبع من نفسها لتطيع الجيد أو
السيئ من النصائح.

 

تدبير
الخلاص

هل
تريدون أن أبرهن أكثر تبعًا للإنجيل المقدس أن الله يسهر علينا أكثر من أجل خلاص
الإنسان، ألا يكفي عمل الملائكة ضد هجمات الشيطان، وضد من يجر الإنسان إلى
الخطيئة؟ ها هو الابن الوحيد، ابن الله، كما أقول عنه إنه هو الذي يدافع عنا،
ويحرسنا، ويجذبنا إليه. استمع له: «... وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء
الدهر…
»
(مت20:28). لكنه لا يكفي كونه معنا، بطريقة معينة،
وأحيانًا يكون عنيفًا معنا لكي يجذبنا إلى الخلاص، بل يقول في نص آخر: « وأنا
إن ارتفعت عن الأرض، سوف أجذب إلىَّ الجميع
»
(يو12: 32). ولم يكتف
بهذا فإننا نراه، يدعو أصحاب الإرادة القوية ويجذب أيضًا المترددين. هل نريد أن
نعلم كيف يمارس هذا العنف؟ هو لا يسمح لمن كان يريد أن يدفن أباه، لا يترك له
الفرصة بل يقول له: « دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني »
(لو9: 60). وفي مكان
آخر يقول: « ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله »
(لو9:
62)
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب برزاوَت برذايث ث

وإذا
أردت أن تعرف أكثر عن هذا السر الخفي، فسأريك بواسطة الإنجيل أن يسوع، والله الآب
نفسه، لا يُهمل تدبير خلاصنا، وهو يدعونا ليس فقط إلى الخلاص، بل يجذبنا إليه لأن
يسوع يقول في إنجيله: « لا يأتي إلىَّ أحد إن لم يجتذبه الآب »
(يو6: 44). إن رب
العائلة الذي بعث بعبيده ليدعو أصدقاءه إلى عُرس ابنه قال لهم بعد أن اعتذر
المدعوون الأوائل: « فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس »
(مت22:
9)
.
إذًا نحن لسنا مدعوين فقط من الله، نحن منجذبون، نحن ملزمون بأن نأتي للخلاص.

لكن
الروح القدس نفسه ليس غائبًا عن هذا التدبير لأنه مكتوب: « وبينما هم يخدمون
الرب ويصومون قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه
»
(أع13:
2)
.
والروح هو الذي منع بولس من الذهاب إلى آسيا وأجبره على الذهاب إلى أورشليم، وتنبأ
له بأن السلاسل والسجن تنتظره. إذا كانت « ملائكة الله تحل حول خائفيه لكي تنجيهم
»
(انظر
مز34: 8 سبعينية)
. فلو أن الله الآب والابن والروح القدس لا يسرون بتشجيع
ومناداة الناس لجذبهم إلى الخلاص، فكيف يمكن أن نقول إن الجهود المبذولة من أجل
خلاصنا ليست أعلى وأقوى مما يفعله العدو لأجل موتنا؟

 

عرض
رؤساء الشعب

4
ويقول الكتاب « اشتعل غضب الرب ضد إسرائيل وقال الرب لموسى: خد رؤساء الشعب
وأعرضهم أمام الرب تجاه الشمس فيرتد حمو غضب الرب
»
(عد25: 3 4).

«
ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس »
(أع5: 29)، إن
إسرائيل قد أخطأ والرب قال لموسى أن " يأخذ جميع الرؤساء وأن يعرضهم أمامه
تجاه الشمس ". إن الشعب يخطئ " والرؤساء هم الذين يعرضون تجاه الشمس بمعنى
أنهم يدانون بواسطة النور.

 

مسئولية
رؤساء الكنيسة

نحن
نرى الحالة التي يوجد بها رؤساء الشعب. ليس فقط هم يدانون بأخطائهم الفعلية، ولكن
هم مُلزمون بتقديم حساب عن خطايا الشعب، أليسوا هم الذين أهملوا أن يعلموا،
وينذروا، وأهملوا في الحكم على المحرضين على الخطية، حتى يمنعوا انتشار وامتداد
الخطايا أكثر؟ إذ أن كل هذه الواجبات تقع على عائق الرؤساء والمعلمين. وإذا كان قد
حدث خطأ من جهة الاهتمام الكثير بالشعب، إذ أنهم تركوه يسقط في الخطية، فإنهم
يعرضون، أنهم يحضرون للمحاكمة. موسى، أي "ناموس الله". إتهمهم بالإهمال
والكسل، وأن غضب الله سوف يتجه ضدهم وسوف ينصرف عن الشعب. لو أنهم اعتبروا هذا،
لما طلبوا أبدًا أن يصيروا رؤساء للشعب، ولما دبروا مؤامرات من أجل الحصول على هذا
الوضع. يكفي أن أدان عن خطاياي فقط، يكفيني أن أعطي حسابًا عن نفسي وعن خطاياي.
أية ضرورة أيضًا تلزمني بأن أتحمل خطايا شعبي، وأن أعرض نفسي تجاه الشمس، أمام من
لا يخفي عنه شيئًا والذي يرى في الظلام؟

 

الملائكة
في الدينونة

لكن
ربما يختبئ في داخل هذا الأمر معنى غامض وسري يعطي بعض النصائح العميقة أكثر من
هذا الشرح العادي البسيط. وهذا يمكن أن ينطبق حقيقة على رؤساء الشعب الذين تكلمنا
عنهم منذ لحظة. لأن الملائكة كما يبدو سيظهرون معنا في الدينونة وسوف يقفون
مكاننا، أمام "شمس البر"
(انظر ملا4: 2) ألن يكون لديهم بعض المسئولية
في إخفاقاتنا، ألم يكونوا مقصرين في عملهم، وتعبهم لأجل إبعادنا عن دنس الخطايا
التي ارتكبناها؟ إذا كان حقيقة لا يوجد شئ لديهم يستحق اللوم بسببنا، لما قال
الكتاب المقدس لملاك كنيسة كذا أو كذا " بأنه متمسك بعقيدة بلعام "،
وبأنه ترك "محبته الأولى" أو صبره لما وجه إليهم جميعًا التأنيبات التي
ذكر قبل ذلك، والتي وجهت إلى ملائكة كل الكنائس في سفر الرؤيا.

إذا
كان الملاك حقيقة مثلاً، استقبلني بتكليف من الله ومنتظر مكافأة لحسن أعماله، فإنه
بالتأكيد أيضًا سوف ينتظر أن يلام من أجل الأعمال السيئة. ولهذا، فأنهم كما قيل
لنا " يعرضون تجاه الشمس "، بدون شك سيظهر عليهم إذا كان بعدم طاعتي، أو
بإهمالهم لي أنني ارتكبت الخطايا التي لقنني إياها تعليم بعل فاغور أو أصنام أخرى
حسب نوعية الخطية. وإذا كان رئيسي أريد أن أقول الملاك الذي عهدوا بي إليه لم يكن
مخفقًا، إذا كان قد نصحني بصدق لعمل الخير، وإذا كان قد كلمني في قلبي، في هذا
القلب الذي كان ضميري فيه يدعوني إلى فعل الخطية، ولكن إذا كنت أنا قد مررت
بإنذاراته مرور الكرام وأهملت توبيخ الضمير، وأسرعت إلى فعل الخطية، سوف أجازي
مجازاة مضاعفة، أولاً لأني احتقرت الناصح، ثم بعد ذلك أجازي لأني ارتكبت الفعل
نفسه.

لا
تندهش إذا قلنا لك إن الملائكة قد ذكرت في محاكمة الإنسان ومعه. وإذا كان هناك خطأ
من ناحيتهم، فإن غضب الله سوف ينصرف عن الشعب. يجب أن لا نضطرب أيضًا كثيرًا جدًا
على أفعالنا، عالمين أننا لن نقف بمفردنا " أمام كرسي الدينونة التي يعقدها
لنا الله " حتى نجاوب عن أفعالنا، ولكن الملائكة سوف يجيئون معنا في
المحاكمة، مثل رؤسائنا وقادتنا. لهذا فإن الكتاب المقدس يقول: « أطيعوا مرشديكم
وأخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا
»
(عب13: 17
18)
.

 

قصة
فينحاس

يحكى
بعد ذلك أن فينحاس بن لعازر ابن الجد الكبير هرون الكاهن، أنه رأي إسرائيلي ذهب
إلى سيدة مديانية، قام من وسط الجماعة أخذ رمحًا بيده ودخل وراء الرجل الإسرائيلي
إلى القبة وطعن كليهما الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها. فكلم الرب موسى قائلاً:
« فينحاس بن ألعازر بن هارون الكاهن قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي
في وسطهم حتى لم أفن بني إسرائيل بغيرتي
»
(عد10:2511). وهذا أعطى
فرصة لبناء شعب من أول علاقة له مع الرب. لكنك أنت، الذي استرجعك الله إليه بواسطة
المسيح، الذي نزع من يديه السيف المادي، وصار "سيف الروح القدس، خذ هذا
السيف، وإذا رأيت فكرة يهودية تنجسك مع فاسقات مديانيات، بمعنى أن تمتزج بأفكار
شيطانية، لا تتردد أضرب في الحال، اقتل في الحال بأن تفتح وتطعن في أسفل البطن،
بمعنى أن تنفذ في أسرار الطبيعة، أقطع منبع الخطية نفسه، حتى لا تستسلم لها أبدًا
ولا تدنس الخطايا الملعونة أنساب معسكر إسرائيل. إذا فعلت هكذا فأنت سوف تطفئ غضب
ربك: أنذرت يوم محاكمتك التي تقول إنه يقال إن " في يوم الغضب والعنف "
وبتوضيح عن سبب الخطية التي تسمى هنا أسفل البطن المديانية، سوف تأتي بكامل
اطمئنانك في يوم الدينونة. لذلك لنقف ونصلي كي نجد دائمًا أنفسنا جاهزين لهذا
السيف "سيف الروح"، الذي سوف يكشف بذور ووعاء الخطية، ولكي يجعل لنا
الله فرصة لكي نضع في أنفسنا " فينحاس الحقيقي "، وهو يسوع المسيح ربنا
نفسه الذي له المجد والقوة إلى دهر الدهور. آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي