تَفْسِير سِفْرُ
اََلتَّثْنِيَة

 

يشتمل
هذا السفر على تاريخ الشهرين الأخيرين من السنة الأربعين لخروج الإسرائيليين من
مصر وهم في عربات موآب (تثنية 3: 1) وهما الأخيران أيضًا من حياة موسى.
"والتثنية" معناها "الناموس الثاني" إلا أن هذا المعنى لا
يعطي وصفًا دقيقًا لهذا السفر، لأن الوصايا العشر واسم الرب "يهوه"
وعهده الذي أعطاه في حوريب هي مواد تعاليم هذا السفر. كما أنه لا
يعتبر"تكرارًا للناموس" لأن بعض أجزاء هذا السفر لم تعط من قبل، وأن كنا
في هذا السفر تكرارًا لعهد علاقة الله مع إسرائيل فإنما ذلك كان في مناسبات جديدة.
فلقد وصلوا إلى حدود أرض الموعد وكانوا على وشك دخولها وامتلاكها لا على أساس
أمانتهم في حفظ الناموس بل بحسب العهد الذي عمله الله مع الآباء (إصحاح 4: 9،5)
هذا وأننا نجد في هذا السفر أشياء لم تكن لتتفق مع البرية مثال ذلك الإشارة إلى
إقامة ملك على إسرائيل (إصحاح14: 17-20).

ويتميز
هذا السفر عن الأسفار السابقة بطابع خاص، فهذا السفر وحده كتب قبيل عبور إسرائيل
الأردن وامتلاكهم أرض ميراثهم، لذلك هو يختلف تماما عن سفر التكوين – الذي يليق به
أن يكون في مقدمة أسفار الكتاب المقدس لأنه يحدثنا عن إبداع الله وبداءة معاملات
الله مع البشر. كما أنه يختلف عن سفر الخروج الذي موضوعه فداء الشعب من مصر، كما
يختلف أيضًا عن سفر اللاويين الذي موضوعه الاقتراب إلى الرب، وأيضًا عن سفر العدد
الذي يتناول السياحة في البرية. ومن الملاحظ أن هذا السفر لا يتكلم عن الأشياء
الرمزية التي تشغل الثلاثة الأسفار السابقة له وإنما يدور حول المبادئ الأدبية
التي تتفق مع دخولهم الأرض وامتلاكهم لها.

ومعظم
سفر التثنية هو أقوال موسى التي تكلم بها في مسامع الشعب « ابتدأ موسى يشرح هذه
الشريعة قائلا » (إصحاح 5: 1) « ودعا موسى جميع إسرائيل وقال لهم اسمع يا إسرائيل
الفرائض والأحكام التي أتكلم بها في مسامعكم اليوم وتعلموها واحترزوا لتعملوها»
(إصحاح 5: 1)

ويمكن
تقسيم هذا السفر إلى ثلاثة أقسام:

1-(من
إصحاح1- إصحاح11) وفيها يشرح موسى الطريق التي قادهم فيها الرب، وعهده معهم في
حوريب، وعدم طاعتهم، واستعادة علاقة الله معهم على أساس وساطة موسى ووضع الناموس
في تابوت العهد.

2-
(من إصحاح12 – إصحاح29) وتشتمل على وصايا متنوعة نتائج الطاعة أو عدمها.

3-
(من إصحاح30- إصحاح34) وتبين حوادث مستقبلة، ونشيد موسى وبركته للأسباط.

إصحاح
1 يبين أن المسافة من حوريب على طريق جبل سعير إلى قادش برنيع الواقعة على حدود
أرض الموعد جنوبًا، تستغرق سفر أحد عشر يوما فقط. إلا أنها ستغرقت بسبب تأخرهم
وتقدمهم ما يقرب من أربعين سنة. ثم أن موسى يذكرهم بحملهم الثقيل وخصومتهم التي
أثقلت كاهله بسبب كثرتهم العظيمة كنجوم السماء، كما يذكرهم أيضًا بنظام الحكم
والقضاء الذي رتبه لهم وبأنهم هم أنفسهم الذين طلبوا أن يرسل الجواسيس ليتجسسوا
لهم الأرض (تثنية 22: 1،23) ويظهر لأول وهلة كأن هذا يتعارض مع ما جاء في سفر
العدد (إصحاح1: 13،3) حيث يقول «ثم كلم الرب موسى قائلا أرسل رجالا ليتجسسوا أرض
كنعان» والواقع أنه لا تناقض بين هذه الأقوال لأن الشعب هم الذين اقترحوا فكرة
إرسال الجواسيس وقد حسبت الفكرة لدى موسى فأمره الرب بأن يرسل الجواسيس. لقد كان
أمر الرب أولا « أصعد تملك كما كلمك الرب إله آبائك» إلا أنهم ترددوا ورغبوا في
إرسال الجواسيس (إصحاح21: 1-23) فكانت النتيجة عصيانهم تيهانهم.

إصحاح
2و3 هنا يواصل سرد تاريخهم بعد تيهانهم أياما كثيرة في البرية وقد أمروا بأن لا
يتحرشوا بالادميين بسل إسحاق من عيسو ولا بالموآبيين أو العمونيين لأنهم من نسل
لوط. أما سيحون الأموري فقد أخضع وذلك بعد ارتحالهم إلى شرق البحر الميت. وفي
إصحاح2 تعتبر الأقوال من عدد10-12 ومن عدد20-23 كجمل معترضة فيها نبذة تاريخية عن
أصل الشعوب التي احتل أرضها بنو لوط، وعوج ملك باشان قد هزم وأخذت أرضه وكان ذلك
كعينة للانتصارات العظيمة التي كان الرب مزمعًا أن يجربها لهم شعوب أرض كنعان. أما
السبطان ونصف فكانوا قد امتلكوا نصيبهم شرق الأردن، ومع أن موسى تضرع إلى الرب لكي
يدخله الأرض إلا لم يسمح له بعبور الأردن بل برؤية الأرض فقط من رأس الفسجة وأن
يشوع هو الذي يخلفه في العبور أمام الشعب.

إصحاح
4 يتخذ هذا الإصحاح من حادثة بعل فغور المخجلة ونتائجها الأليمة عبرة لتحريضهم على
إطاعة كلمة الرب يهوه دون زيادة أو نقصان لأنهم هم الشعب الوحيد الذي كان الرب
قريبًا منه إذا أعطاهم فرائضه وأحكامه وسمعوا صوته فقط دون أن يروا له صورة ما،
لذلك طلب إليهم مشددا أن يحتفظوا جدًا لأنفسهم لئلا يفسدوا ويعملوا لأنفسهم تمثالا
منحوتا صورة مثال ما لئلا يبيدهم الرب سريعًا عن الأرض ويبددهم بين الشعوب
الوثنية. ويختم الإصحاح بتعيين ثلاث مدن في شرق الأردن ليلجأ إليها القاتل بغير
علم فيحيا. وقد لاق بالرب أن يرتب ترتيبًا كهذا، فهو تبارك اسمه لا يمكن من
الناحية الواحدة أن يتهاون مع جريمة القتل بينما من الناحية الأخرى لا يسمح
بمعاملة القاتل سهوًا كأنه قاتل عمدًا.

إصحاح
5،6 موسى يكرر على مسامع الشعب الناموس الذي قطعه الرب كعهد معهم وليس مع آبائهم
في حوريب، وقد قصد بهذا التكرار، ليس تحذيرهم من الخطر كما حدث عند بعل فغور، بل
لتشجيعهم عند دخولهم الأرض، كما أن تكرار الوصية الرابعة الخاصة بتقديس السبت ليس
الغرض منه تذكيرهم بموضوع الخليقة كما في (خروج20) بل بخلاصهم من عبودية مصر،
والحق العظيم الذي ينبر عليه هو« الرب إلهنا رب واحد» هذا الذي وحده يجب أن يحب من
كل القلب.

إصحاح
7،8 تحذير الشعب من أن يقطعوا أي عهد مع شعوب الأرض التي سيمتلكونها لأنهم شعب
مقدس للرب، إذ اختارهم ليكونوا له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض
وذلك من أجل محبة الرب إياهم. هنا أيضًا يذكرهم بكل صلاح الله وجوده الذي عمله
معهم في كل الطريق حتى لا ينسوا الرب إلههم. لقد أذلهم وجربهم لكي يحسن إليهم في
أخرتهم. ويالها من بركة لنفس المؤمن الحقيقي إذ يتذكر كل الطريق التي فيها سار به
الرب فيتأمل في صلاحه وجوده ويتغنى بمراحمه «باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل
حسناته»

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل يوحنا أبى أعظم منى ج ج

إصحاح
9-11 يبين موسى للشعب أن الله سوف يدخلهم الأرض «ليس لأجل برهم وعدالة قلبهم » بل
لأجل إتمام مواعيده مع إبراهيم وإسحاق، ويعقوب، وبصريح العبارة يقول موسى «كم
اليوم الذي خرجت فيه من أرض مصر حيى أتيتم إلى هذا المكان كنتم تقاومون الرب» ثم
يعدد لهم تقصير اتهم وصلاح الله من نحوهم، وحفظه عهده داخل التابوت. أما طاعتهم
فهي الشيء الذي ينبر عليه موسى بأكثر أهمية كما يحثهم على محبة الرب إلههم نظير
رحمته العجيبة من ناحية وقضائه من ناحية أخرى حتى يمكنهم أن يتمتعوا بالأرض
الجيدة، وفي ختام هذه الاحيجاجات يشير إلى الأهمية العظمى للتمسك بكلمة الرب حتى
تعمهم البركة وينتصروا على أعدائهم بدلا من أن تلحقهم اللعنة بسبب عدم طاعتهم.

إصحاح
12،13 كان على الشعب عند دخولهم أرض الموعد أن يهدموا مذابح تلك الأمم الوثنية وأن
يكسروا انصابهم وتماثيل آلهتهم. وفي المكان الوحيد الذي يختاره الرب إلههم ليحل
اسمه فيه، يقدمون كل أنواع محرقاته وذبائحهم وقرابينهم، وهناك فقط تؤكل الأقداس
(الأشياء المخصصة للرب). وقد أجاز الرب لهم أن يذبحوا وأن يأكلوا لحما(وليس الدم)
داخل أبوابهم « لأن الدم هو النفس فلا تأكل النفس مع اللحم» (إصحاح 23: 12) وكان
عليهم أيضًا أن يحترزوا من أن يسألوا عن آلهة الأمم الذين سيرثون أرضهم لئلا
يصادوا وراءهم. وإذا قام في وسطهم نبي أو حالم حلم وأعطاهم آية أو أعجوبة لغوايتهم
للذهاب وراء إلهة أخرى فلا يسمعون لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب
إلههم قد يسمح بذلك لامتحانهم أما جزاء ذلك النبي أو ذلك المضل فهو القتل لأنه
تكلم بالزيغ من وراء الرب حتى ولو كان أقرب الاقربين. والمدنية التي قد تنغوي
فتعبد آلهة أخرى جزاؤها قتل أهلها وحرقها بالنار. وفي هذا تعليم جوهري وخطير لكل
مسيحي حقيقي عن أهمية الغيرة على كرامة شخص الرب وأمجاده، ورفض كل تعليم يمس مجد
وجلال ابن الله الأزلي الذي في الجسد أو يخفض من قيمة وكفاية عمله العجيب وليس رفض
كل تعليم من هذا القبيل فقط بل ومن يأتي به أيضًا «لا تقبلوه في البيت ولا تقة لة
ا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة» (يوحنا الثانية 9-11) ولكن
أن بشرنا كم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرنا كم فليكن أنايثما (أي معلونًا)
(غلاطية 8: 1و9)

إصحاح
14 كان على الشعب إسرائيل باعتبارهم أولادًا للرب إلههم أن يتجنبوا عوائد الأمم
الغربية، وأن لا يأكلوا طعاما نجسًا، بل أكثر من ذلك كان عليهم أن يعشروا حنطتهم
وخمرهم وزيتهم وأبكار بقرهم وغنمهم وأن يأتوا بها أو بأثمانها إلى المكان الذي
يختاره الرب إلههم. هذا فضلا عن تقديم عشر آخر في نهاية كل ثلاث سنين ووضعه في
أبوابهم ليأكل منه اللاوي والغريب واليتم والأرملة وذلك بخلاف ذلك العشر السنوي
الذي يؤتى به إلى المكان الذي يختاره الرب، فأن كان الإسرائيلي قد وجب عليه،
تقديرًا لصلاح الرب، أن يقدم كل ذلك لا بل وأكثر من ذلك، فكم هو واجب المسيحي الذي
يعترف بأنه وكل ماله ملك للرب الذي مات لأجله بأن يكون سخيًا في العطاء وكريمًا في
التوزيع لا من فضلة ما عنده بل ومن أعوازه (كورونثوس الثانية 3: 8) وتحرير أيضًا
من العبودية لكي يباركهم الرب إلههم في كل ما يعملون. وفي شريعة العبد العبراني
نرى صورة رائعة للعبد الكامل الذي وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب، فقد أسلم
نفسه للموت إطاعة لمشيئة الآب الذي أرسله «قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة» ولكي
ينقذنا من سلطان الظلمة وينقلنا إلى ملكوته (انظر خروج1: 21-6) ويختم هذا الإصحاح
بموضوع تقديس كل بكر ذكر من البقر أو الغنم للرب إلههم أما ما كان فيه عيب ما فلا
يذبح للرب إلههم بل يأكله الطاهر والنجس على السواء في أبوابهم فالرب القدوس يريد
منا أن تكون ذبائحنا الروحية التي نقدمها صادرة من أعماق قلوب نقية. « رافعين
أيادي طاهرة»

إصحاح
16 يتضمن الثلاثة أعياد الرئيسية التي فبها يحضر جميع الذكور أمام الرب في المكان
الذي يختاره، ولا يحصروا أمامه فارغين بل مزودين «كل واحد حسبما تعطي يده كبركة
الرب». ولا تشمل الأعياد الواردة هنا كا طرق الله التي ترمز لها الأعياد الواردة
في (لاويين 23) ولا السجود الواجب تقديمه عند دخولهم الأرض كما في سفر العدد
(إصحاح 28،29)، ولكنها تشمل أولا الفداء (عيد الفصح) ثم فيض النعمة (عيد الأسابيع)
وأخيرًا – بعد الجمع من البيدر والمعصرة، أفراح المجد الكاملة (عيد المظال) فكأن
الروح القدس يرينا في هذه الأعياد الوسائل التي تكفل استتباب النظام والعدالة بين
الشعب، وتجنب العبادة الوثنية التي يبغضها الرب

إصحاح
17 يتضمن أولا – وجوب خلو الذبائح من كل عيب إشارة إلى أهمية نقاوة قلب وضمير
الساجد المسيحي (عدد1) ثانيًا – وحدة رأى الجماعة في القضاء على من يتجاوز عهد
الرب ويعبد آلهة أخرى ورجمه بالحجارة (عدد2-7) ثالثًا – وجوب الخضوع بكل وداعة لما
يقضي به الكهنة أو القضاة (عدد8-13) رابعًا – واجبات الملك الذي يختاره الرب من
بينهم في تجنب الشهوات الجسدية وعيشة الترف العالمية. وأن يكتب لنفس نسخة من سفر
الشريعة لإرشاده.

إصحاح
18: فيه نجد لا أنصبة الكهنة فقط بل كل سبط لاوي «لا يكون له نصيب في وسط أخوته.
الرب هو نصيبه …لأن الرب قد اختاره من جميع أسباطك لكي يقف ليخدم باسم الرب هو
وبنوه كل الأيام» (عدد2،5) وفي هذا إشارة إلى المسيحي الذي ليس له نصيب في هذا
العالم الذي هو موجود فيه للسجود والشهادة وخدمة الرب (عدد1-8)، ثم نجد التحذير
الشديد ضد رجاسات الأمم الوثنية التي بسببها الرب طاردهم من أمامهم (عدد9-14) وفي
إشارة إلى وجوب انفصال المؤمن عن كل العوائد المكروهة عند الرب مثل العرافة والسحر
وزيادة الموتى أة سؤال الجان أو التابعة وما أشبه ذلك من العوائد الذمينة، ويختم
الإصحاح بالوعد بالنبي العظيم المقام لهم من بين أخوتهم. وأعمال 3 يؤكد لنا بصفة
قاطعة أن المسيح هو المقصود بهذا النبي وكذا أعمال7، فبطرس واستفانوس كلاهما أثبتا
أن موسى أشار بأقواله هذه إلى المسيح.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ ابن أوى ى

إصحاح
19: كان على الشعب عند امتلاكهم الأرض أن يخصصوا ثلاث مدن أخرى ليلجأ إليها القاتل
سهوًا، أما القاتل عمدًا أو بإصرار فيجب أن يقتل (عدد1-13). وكان عليهم أيضًا أن
يحافظوا على التخم فلا ينقل أحد تخم صاحبه الذي نصبه الأولون (عدد14) وفي هذا
تعليم ثمين عن وجوب التمسك بالمبادئ والتعاليم القويمة « الإيمان المسلم مرة
للقديسين». تلك التخم التي نرى حدودها في كلمة الله وحدها. ثم عدم الأخذ بشهادة
شاهد واحد بل على فم شاهدين أو ثلاثة يقوم الأمر (عدد15-21)

إصحاح
20: فيه نرى كيف أن مخافة الرب كان يجب أن تهيمن عليهم في حروبهم، سواء في سياستهم
الداخلية أو الخارجية، فالمسألة عدو شخصي يجب منه بل أن الشعوب الرجسة التي سكنت
الأرض كان يجب أن تباد بواسطة إسرائيل الذي له قد وهبت تلك الأرض.

إصحاح
21: يتضمن شرائع أدبية عن القتيل الذي لا يُعرف قاتله، وعن الزواج من امرأة مسبية،
وعن نصيب البكر إذا كان ابن زوجة مكروهة، وعن الحكم بالرجم على كل ابن معاند
ومارد. ولئن كانت هذه المبادئ تخص إسرائيل في الأرض الموعود بها إلا أن خاتمة هذا
الإصحاح، كما نعلم، تشير إلى ذلك الشخص الذي في ملء نعمته الغنية صار لعنة لكي
يخلص الشعب ويبارك الأرض وذلك بالمباينة مع الإسرائيلي الذي بصلبه ينجس الأرض
(انظر غلاطية13: 3).

إصحاح
22: يحث على تنمية روح العطف والرفق بالحيوان، كما يحذر من التهاون في المبادئ
الإنسانية فلا تلبس امرأة ثوب رجل أو رجل ثوب امرأة، ولا يزرع حقل صنفين، ولا يحرث
على ثور وحمار معًا ولا يلبس ثوب من صوف وكتان معًا، وفي هذا درس عملي عن وجوب عدم
امتزاج المؤمن الحقيقي مع غير المؤمن. «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه
أية خلطة للبر والاثم وأية شركة للنور من الظلمة وأي اتفاق للمسيح مع بليعال وأي
نصيب للمؤمن مع غير المؤمن …لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب …»(كورونثوس
الثانية 14: 6-18). ونرى فيه أيضًا وجوب الحكم على النجاسة (عدد13-30)، كما يرينا
مبدأ جميلاً في حماية الضعيف ضد القسوة(عدد6،7).

إصحاح
23: يتضمن أولاً منع دخول الخصي وابن الزنا والعموني والموآبي في حماية الرب (1-8)
وبالرجوع إلى راعوث (1و4) ومتى(1) نجد أن النعمة قد تسامت فوق الناموس الذي يحرم
«حتى الجيل العاشر دخول الموآبي في جماعة الرب إلى الأبد» فراعوث الموآبية دخلت في
جماعة الرب ومن نسلها ولد الملك داود ثم شخص الرب يسوع الذي هو اصل وذرية داود.
ثانيًا حفظ المحلة مقدسة حتى لا يرى فيها شيء قذر أو نجس لأن الرب سائر في وسطها
(9-14). ثالثًا حماية العبد الهارب من قسوة مولاه (15و16). رابعًا التحريض ضد
الزنا وعدم إدخال أجرة زانية ولا ثمن كلب بيت الرب من نذر ما لأن كليهما رجس
(17و18). خامسًا عدم أقراض الإسرائيلي بربا (19و20). سادسًا وجوب وفاء النذر (21-23).
سابعًا التحذير ضد محبة الذات والجشع فيما يخص الغير (24و25).

إصحاح
24و25: فيهما نرى جواز الطلاق تحت الناموس ولكن الرب أتي بأمور أفضل تحت النعمة
(من عدد 1-4) فالمبدأ الإلهي من بدء الخليقة هو أن يكون الرجل والمرأة جسدًا
واحدًا رمزًا للمسيح والكنيسة(تكوين 24: 2)، فأن كان موسى في عهد الناموس أذن أن
يكتب كتاب طلاق فذلك من أجل قساوة قلوبهم أما المسيح في عهد النعمة فقد صرح بأنهما
ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان ويلي ذلك وصايا ومبادئ
أدبية كثيرة ومتنوعة لقمع الجسد. ولقد أعطى للمؤمن الروح القدس الذي به يميت أعمال
الجسد.

إصحاح
26 يتضمن موضوع السجود الفريد في نوعه إذ كان على الإسرائيلي عند امتلاكه أرض
ميراثه أن يضع من أول كل ثمر الأرض في سلة ويذهب بها إلى المكان المختار ويقول
للكاهن الذي يكون في تلك الأيام ّ,اعترف اليوم للرب إلهك أني دخلت الأرض التي حلف
الرب لآبائنا أن يعطينا إياها» فيأخذ الكاهن السلة ويضعها أمام مذبح الرب وعندئذ
يصرح مقدمها قائلاً«أرميًا تائهًا كان أبي فانحدر إلى مصر»…وعندئذ يعترف بصلاح
الله في فدائه من مصر والإتيان به إلى أرض الموعد «فالآن هاأنذا قد أتيت بأول ثمر
الأرض التي أعطيتني يارب » وإذ يضع الإسرائيلى السلة يقدم السجود اللائق بالرب
ويفرح بجميع الخير الذي أعطاه الرب له ولبيته «أنت واللاوي والغريب الذي في وسطك»
وكذا اليتيم والأرملة. ثم يختم الإصحاح بوجوب الطاعة الكاملة وتجنب كل نجاسة وطلب
بركة الرب لكل شعب إسرائيل.

إصحاح27:
كان على الشعب يوم عبورهم الأردن إلى أرض الموعد أن يقيموا في جبل عيبال حجارة
كبيرة ويكلسوها ويكتبوا عليها جميع كلمات هذا الناموس وأن يبنوا هناك مذبحًا
لاصعاد محرقات وذبائح سلامة للرب عليه، ولكن مما يستلفت النظر أن ستة أسباط أمروا
بالوقوف على جبل جرزيم للبركة وستة على جبل عيبال للعنة،ومع ذلك فأن الحقيقة
الجلية هي أن هذا الإصحاح لا ذكر فيه للبركة مطلقًا، لأن الشعب كان تحت الناموس
الأمر الذي يوضحه الرسول بولس إلى الغلاطيين في (إصحاح 10: 3) «لأن جميع الذين هم
من أعمال الناموس هم تحت لعنة» فليس الذين أخطأوا فقط هم تحت لعنة بل جميع الذين
تحت الناموس كالغلاطيين المخدوعين.

إصحاح
28 يرينا الشعب تحت سيادة الله، فالطاعة أو العصيان لهل نتائجها من البركات أو
اللعنات وتاريخ الشعب بعد ذلك يرينا أن اللعنات هي التي تمت فيهم لأنهم لم
يستطيعوا أن يحفظوا الناموس.

إصحاح29و30
فيهما نرى إيضاح هذه الحقيقة الخطيرة وهي أنه رغمًا عن الآيات والعجائب العظيمة
التي رأوها إل أن الرب لم يعطهم قلوبًا ليفهموا وأعينًا ليبصروا وأذانًا ليسمعوا
(قارن يوحنا 2: 3و3)، فإذا لم يولد الإنسان من فوق فلن تفيده رؤية الآيات والعجائب
شيئًا.والعدد الأخير من إصحاح 29 يشير إلى أن «السرائر للرب إلهنا». وهذه الحقيقة
لها قيمتها الثمينة، فأن كانت المعلنات هي الناموس لا أكثر «المعلنات لنا ولبنينا
لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة»، إلا أنه كانت هناك سرائر في القصد الإلهي أشير
إليها نبويًا فقط ف العهد القديم إلى أن تم رفض المسيح وعندئذ أصبحت هذه السرائر
معلنات أيضًا. وإصحاح11: 30-14 يوضح هذه الحقيقة إذا قارناه مع كلمات الرسول في
(رومية4: 10-9).

هل تبحث عن  هوت طقسى طقوس العهد القديم الذبائح 03

أصحاح31
فيه يصرح موسى بأنه ليس هو بل يشوع الذي يعبر الأردن أمام الشعب تحت قيادة يهوه،
ويحثهم على أن يتشددوا ويتشجعوا لأن الرب سائر معهم. ويذكر بصريح العبارة في نفس
الإصحاح أن موسى كتب هذه التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي ولجميع شيوخ بني إسرائيل،
وأوصاهم بأنه في نهاية السبع سنين في ميعاد سنة الإبراء حينما يجتمع الشعب في
المكان المختار تقرأ هذه التوراة في مسامع كل إسرائيل الرجال والنساء والأطفال
وحتى الغريب الذي في أبوابهم، وذلك لكي لا يسمعوا فقط بل ويتعلموا أن يتقوا الرب
ويحرصوا على العمل بجميع كلمات هذه التوراة. وفي هذا درس هام لجميع المؤمنين
الحقيقين«كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم…ولكن من اطلع على
الناموس الكامل ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعًا ناسيًا بل عاملاً بالكلمة فهذا
يكون مغبوطًا في عمله»(يعقوب 22: 1،25)،كما أن المؤمن ليس مسئولاً عن نفسه فقط بل
عن أهل بيته أيضًا. وفي خيمة الاجتماع يتقلد يشوع مهام خدمته من الرب نفسه، وبناء
على أمر الرب كتب موسى في ذلك اليوم نشيدًا نبويًا ليكون شاهدًا على بني إسرائيل،
كذا أمر موسى اللاويين بوضع "كتاب التوراة هذا" بجانب تابوت العهد لهذا
الغرض عينه، فأن موسى عرف جيدًا تمردهم وعصيانهم والشر الذي يصيبهم في آخر الأيام،
إلا أنه فرح لأن قصد الرب من جهة إدخالهم الأرض لا يمكن نقضه.

إصحاح
32 يبدأ بنشيد موسى،ذلك النشيد الرائع الذي يقصر دونه خيال أعاظم الشعراء ولا
تستطيع القرائح البشرية أن تجود بمثله، فعظمته المقدسة لا تبارى، وقد حوى في
مضمونه النبوي تدبير النعمة الحاضر بالنسبة للأمم (عدد21) وذلك أثناء حجب وجه يهوه
عن شعبه القديم (انظر رومية 19: 10)، كما حوى أيضًا رده لإسرائيل مستقبلاً عندما
يتذللون ويؤمنون (عدد35-42) وعندئذ تعم البركة جميع الأمم بصورة شاملة إذ يهتفون
مع شعبه هتاف الفرح (عدد43)، وهذه تشير جميعها إلى المجد العتيد. ويختم الإصحاح
بأمر الرب لموسى بالصعود إلى جبل نبو لكي يموت فيه وينضم إلى قومه (وذلك طبعًا بعد
النطق ببركات الإصحاح التالي).

إصحاح33
موسى يبارك الأسباط الاثني عشر. لما باركهم يعقوب في (تكوين 49) كانت كلماته تتعلق
بمستقبلهم نبويًا، أما هنا فأن البركة يدور حول علاقتهم بالله في سيادته عليهم
لأجل بركتهم عندما يجلسون عند قدميه يتقبلون من أقواله. ولم يذكر اسم شمعون بين
الأسباط عند بركتهم وقد وقع نصيبه من الأرض في أقصى الجنوب الغربي قريبًا من
الصحراء ولا نقرأ إلا قليلاً جدًا عن هذا السبط كما لو كان مفقودًا في الأرض، وقد
استكمل عدد الأسباط الاثنى عشر بابني يوسف منسي وافرايم عند تقسيم الأرض
مستقبلاً(حزقيال25: 48).

إصحاح
34 واضح أن موسى لم يكتب هذا الإصحاح قبل موته ولكن شخصًا آخر من أواني
الوحي(والمرجح أنه يشوع) قد كتبه وهو يتضمن موت موسى معطي الناموس. ويهوذا في
رسالته يخبرنا بما لم يخبر به أحد قبله، فالشيطان كان يريد أن يحول الشعب لعبادة
موسى بعد موته، ذلك الشعب الذي خاصمه في حياته، لذا دفن الله جسد موسى في مكان
مجهول، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم. ويختم هذا السفر بشهادة يشوع لرجل الله
المغبوط الذي « لم يقم نبي في إسرائيل مثله»

والصفة
الغالبة في سفر التثنية هي التحريضات المتوالية على وجوب الطاعة من جانب الشعب جيء
به إلى أرض الرب. ولقد وردت في العهد الجديد اقتباسات عديدة من هذا السفر، والرب
نفسه اقتبس منه ثلاث مرات عند ما جرب من إبليس في البرية، وفي رسالتي رومية
(إصحاح19: 1) وكورونثوس الأولى (إصحاح 9: 9) ذكر بصريح العبارة أن موسى هو كاتب
هذا السفر. وفي هذا ما يدحض تمامًا فكرة القائلين بأن كاتبًا مجهولا، أتي بعد موسى
هو الذي كتبه.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر التثنية في العهد الجديد

1.«الرب
إلهك تتقي وإياه تعبد» 1.«لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد»

 (إصحاح13:
6) متى 10: 4

2.«لا
تجربوا الرب إلهكم» 2.«مكتوب أيضًا لا تجرب الرب إلهك» متى 7: 4 إصحاح16: 6

3.
«ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان 3. «مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل
كلمة تخرج

بل
بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان» من فم الله» متى 4: 4

إصحاح3:
8                

4. «لأن
الرب إلهكم … لا يأخذ بالوجوه» 4.«أن الله لا يقبل الوجوه» أعمال 34: 10

 إصحاح17:
10             (انظر رومية 11: 2و كولوسي 25: 3)

5.«على
فم شاهدين أو ثلاثة شهود 5. «من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة يموت

 يقتل
الذي يقتل» إصحاح6: 17 بدون رأفة» عبرانيين28: 10

6.«لا
يكون للكهنة اللاويين كل سبط 6.«ألستم يعلمون أن الذين يعملون في الأشياء

 لاوي
قسم ولا نصيب مع إسرائيل. المقدسة من الهيكل يأكلون. الذين يلازمون

 يأكلون
وقائد الرب ونصيبه» المذبح يشاركون المذبح»

 إصحاح
1: 18 كورونثوس الأولى 13: 9

7.«يقيم
لك الرب إلهك نبيًا من 7.«فأن موسى قال للآباء أن نبيًا مثلي سيقيم لكم

 وسطك
من أخوتك مثلي. له الرب إلهكم من أخوتكم. له تسمعون» أعمال22: 3و23

 تسمعون»
إصحاح 15: 18-19 ؛37: 7 انظر يوحنا 45: 1

8.«إذا
أخذ رجل امرأة وتزوج بها 8.«وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق»

 فأن
لم تجد نعمة في عينيه لأنه متى31: 5

 وجد
فيها عيب شئ وكتب لها «أن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم»

 كتاب
طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقها متي 7: 19؛ انظر مرقس 4: 10و5

 من
بيته…» إصحاح 1: 24

9.«لاتكم
الثور في دارسه» 9.«فأنه مكتوب في ناموس موسى لاتكم ثورًا دارسًا»

 إصحاح
4: 25 كورونثوس الأولى 9: 9

10.«ملعون
من لا يقيم كلمات هذا 10.«لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو

 الناموس
ليعمل بها» مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به»

 إصحاح
26: 27 غلاطية10: 3

11.«ليست
هي في السماء… …بل الكلمة 11.«أما البر الذي بالإيمان فيقول هكذا لا تقل في قلبك
من

 قريبة
منك جدًا في فمك وفي قلبك يصعد إلى السماء… …لكن ماذا يقول: الكلمة قريبة منك

 لتعمل
بها» في فمك وفي قلبك..»

 إصحاح
12: 30-14 رومية 6: 10-9

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي