الإصحَاحُ
الرَّابعُ وَالْعِشرُونَ

 

الإصحاح
الرابع والعشرون يتضمن خطاب يشوع الأخير لبني إسرائيل قبل موتهِ ويذكر فيهِ ما لم
نكن قد عرفناهُ بعد وهو أن أجدادهم كانوا عبدة أصنام حتى تارح أبو إبراهيم في عبر
النهر أي الفرات، ثم أخذ الله إبراهيم وحدهُ وصيرهُ أصل المواعيد مفرزاً نسلهُ
ليكون أمة خاصة، ثم يذكرهم في خطابهِ بأعمال الله معهم إذ أنقذهم من مصر وسار بهمم
في البرية حتى أدخلهم إلى أرض كنعان وقال أخيراً: «فالآن اخشوا الرب واعبدوه بكمال
وأمانة وانزعوا الآلهة الذين عبدهم آباؤكم… الخ» (يشوع 14:24و15) فاعتمد أنهُ هو
وبيتهُ يعبدون الرب مهما عمل الآخرون، فصرَّح الشعب بأنهم لا يتركون الرب، وعند
ذلك ذكرهم يشوع بضعفهم ولكنهم قالوا: فنحن أيضاً نعبد الرب لأنهُ هو إلهنا، وقطع
يشوع عهداً للشعب في ذلك اليوم، فانصرف الشعب ومات يشوع وحافظوا عَلَى عهدهم كل
أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع والذين عرفوا كل عمل الرب
الذي عملهُ لإسرائيل، وأما الذين عملوهُ بعد ذلك فسنراه عند درسنا سفر القضاة إن
أذن الرب.

 

«وعظام
يوسف التي أصعدها بني إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل التي اشتراها
يعقوب من بني حمور» (يشوع 32:24و33) فيذكر هنا دفن عظام يوسف في الخبر عن موت
يشوع؛ لأن الشعب خرج من مصر وسكن بكنعان عَلَى حسب إيمان يوسف.

 

«بالإيمان
يوسف عند موتهِ ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من جهة عظامه» (عبرانيين 22:11) «وقال
يوسف لاخوتهِ: أنا أموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الأرض إلى الأرض التي
حلف لإبراهيم واسحق ويعقوب، واستحلف يوسف بني إسرائيل قائلاً: الله سيفتقدكم
فتُصعدون عظامي من هنا» (تكوين 24:50و25) مع أنهُ مات في بلاد غريبة كان قلبهُ
متعلقاً بكنعان وصوالح بني إسرائيل، كذلك المسيح الذي هو أعظم من يوسف، مات في هذا
العالم كموضع غريب، ولكنهُ لم ينسَ بني إسرائيل وإن كانوا تائهين في أرض أعدائَهم،
وبما إنهُ هو إله إسرائيل سيفتقدهم بعد ويدخلهم إلى أرض آبائهم ويقسمها لهم ويباركهم
فيها بركة تامة، ويتم حينئذٍ سفر يشوع بطريق أفضل مما تم في الماضي.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بعل هامون ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي