تَفْسِير سِفْرُ اَلْقُضَاة

 

يشمل
هذا السفر المدة من موت يشوع حتى قيام صموئيل. وقد زود يشوع رجل الإيمان الشعب قبل
موته بنصائح غالية وتحذيرات خطيرة، والشعب أجابه «الرب إلهنا نعبد ولصوته نسمع»،
فقد كان عليهم بإرشاد الرب ومعونته لهم أن يتمموا خلاصهم، وفد عبدوا الرب كل أيام
يشوع والشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع. غير أنهم بعد ذلك تركوا الرب واتحدوا مع
الكنعانيين بالزواج من بناتهم، الأمر الذي أدى إلى عبادة الأوثان. وتاريخهم هذا
يعطي صورة واضحة لتاريخ الكنيسة المسيحية، التي بعد انقضاء أيام الرسل تدهورت
بسرعة في طريق العالم وحق عليا تأديب الرب، ولو أنه حدثت في تاريخها نهضات روحية
كما كان في أيام القضاة.

إصحاح1
كانت هناك أجزاء عديدة في أرض الموعد لم يطرد بنو إسرائيل الكنعانيين منهما، وإذ
لم يكن بنو لإسرائيل أمناء وتعاهدوا مع سكان الأرض ولم ينفصلوا عن شرورهم، لذا سمح
الرب ببقاء تلك الشعوب لامتحان إسرائيل، وهكذا الحال مع الكنيسة إذ أن مجاورة
العالم لها كانت ولا زالت فخًا لها.

إصحاح2
كان ملاك الرب في الجلجال في كل مدة سفر يشوع (المكان الذي كان على الإسرائيليين
أن يرجعوا إليه بأرواحهم دائما. فهو مكان الختان أعني – بالنسبة للمسيحي –
الانفصال التام عن الإنسان العتيق). أما الآن فقد صعد ملاك الرب من الجلجال إلى
بوكيم، مذكرًا إياهم بأنه قد أصعدهم من مصر ومصرحا بأنه لا ينكث عهده معهم إلى
الأبد. وأمرهم بأن لا يقطعوا عهدًا مع سكان الأرض ولكنهم لم يسمعوا لصوته ففشلوا
فشلا ذريعًا، ورفع الشعب صوتهم وبكوا وذبحوا هناك للرب.

ومع
ذلك فقد تعاهدوا من الكنعانيين وعبدوا البعليم؛ فباعهم الرب بيد أعدائهم حولهم
فضايقوهم. ولكن كلما كانوا يرجعون إلى الرب كان يقيم لهم قاضيًا ليخلصهم من يد
مضايقهم. ولكنهم عند موت القاضي كانوا يرجعون إلى طرقهم الشريرة، هذا الاختبار (أي
فعل الشر ومضايقة الأعداء والتوبة والإنقاذ) قد حدث مرارًا وتكرارًا على مدى
ثلاثمائة سنة.

هل تبحث عن  ئلة مسيحية الأولاد في الكنيسة ة

إصحاح3
كان أول ضايقيهم كوشان رشعتايم ملك آرام النهرين إلى أن حل روح الرب على عثنيئيل
بن قناز فاستراحت الأرض أربعين سنة، وإذ عمل بنو إسرائيل الشر بعد موته، استعبدهم
عجلون ملك موآب إلى أن أقام الرب مخلصًا أهود بن جيرا فاستراحت الأرض ثمانين سنة
وبعده شمجر بن عناه الذي خلص إسرائيل من الفلسطينيين.

إصحاح4،5
لقد عاد بنو إسرائيل يعملون الشر، فباعهم الرب بيد يابين ملك حاصور الذي ضايق بني
إسرائيل بشدة عشرين سنة، وعندئذ أقام الله دبورة لإخضاع أولئك الكنعانيين بواسطة
باراق، حينئذ رنموا نشيد الرب في مسامع الشرفاء (إصحاح5).

إصحاح6-9
إذ فعل بنو إسرائيل الشر من جديد دفعهم الرب ليد مديان، ولكن إذ صرخوا إليه أقام
لهم جدعون مخلصا. ويالها من دروس لتعضيد الإيمان تلك التي تصّير الضعيف قويا!! ومع
ذلك فقد الشعب إلى منتهى الانحطاط الروحي الأمر الذي صار واضحًا وعلينا بعد موت
جدعون. وحل قضاء الله على أبيمالك ورجال شكيم.

إصحاح10-12
أقام الرب تولع بين قواة وبعده يائير الجلعادي وبنيه الثلاثين ولكن عندما غرق
إسرائيل ليس في عبادة الآلهة الغربية فقط بل وفي آلهة الفلسطينيين والأمويين أيضًا
باعهم الرب بأيدي تلك الشعوب المجاورة لهم، وصعد صراخهم إلى أذني الرب فضاقت نفسه
بسبب مشقة إسرائيل، ويفتاح المنبوذ لأنه كان ابن امرأة زانية صار مخلصًا وقائدًا
لهم، إذ حل عليه روح الرب فانتصر على العمونيين وأخضعهم، ولكن رجال افرايم
المنتفخين الذين كان جدعون قد أجابهم بكل تواضع ولطف قد لاقوا قضاء قاسيًا من
يفتاح الجلعادي – وقضى بعد موته لإسرائيل إبصان البيتلحمي ثم أيلون الزبولوني ثم
عبدون بن هليل الفرعتوني.

إصحاح13-16
تزايد شر الشعب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين، ولكنه عاد وأقام لهم مخلصًا شمشون
الذي كان نذيرًا من بطن أمه. والواقع أن الانفصال للرب هو أساس التمتع بكل بركة،
غير أن شمشون بكل أسف كان ضعيفًا جدًا من الناحية الروحية. وامتازت أعماله بأنها
كانت فردية مقترنة بقوة جسدية فائقة لم يسبق لها مثيل، وكانت قوته متوقعة على
احتفاظه بسر الرب، ولكنه عندما فرط في ذلك السر بتهاون مشين صار – إلى حين – كواحد
من الناس، وفقد هيبته وكرامته إلى أن افتقد الله كبرياء وتعظم الفلسطينيين بقضاء
مريع على يديه «فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته»،
وهو قضى لإسرائيل عشرين سنة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كَلْنو و

إصحاح17-21
هذه الإصحاحات ليست مرتبة ترتيبًا تاريخيًا، وهي بجملتها تبين حياة الشعب
الداخلية. وإصحاح17و18 يتضمنان قصة ميخا التي تظهر حالة انحطاط الشعب الروحية بسبب
خلط عبادة الله مع عبادة الأوثان.

إصحاح19-21
ترينا تدهور الشعب أدبيًا وروحيًا في تلك الأيام، والمصائب التي حلت بسبب ذلك، ولا
سيما سبط بنيامين الذي جلب على نفسه قضاء صارما، وعندما رأت بقية الأسباط الهلاك
الذي حل بنيامين أتوا إلى بيت أيل وبكوا بكاء عظيما لفقد سبط من بينهم، ولكن لم
يُذكر بأنهم بكوا على الخطية التي جلبت عليهم ذلك القضاء.

ويختم
السفر بهذه العبارة المتكرر «في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل كل واحد عمل ما
حسن في عينيه» مع أنه كان من امتيازهم أن يكون الله ملكهم لو أنهم خضعوا له.

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر القضاة في العهد الجديد

1
«وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم» 1 «أعطاهم قضاة حتى صموئيل النبي»

 (إصحاح16:
2) (أعمال 30: 13)

2
«ودعت باراق بن أبي نوعم» 2 «لأنه يعوزني الوقت أن أخبرت عن جدعون

 (إصحاح6:
4) وباراق وشمشمون ويفتاح … الذين بالإيمان قهروا

«واستراحت
الأرض في أيام جدعون» ممالك» (عبرانيين32: 11،33)

 (إصحاح28:
8)

«ثم
عبر يفتاح إلى بني عمون لمحاربتهم فدفعهم الرب

 ليده»
(إصحاح32: 11)

«ودعت
أسمه شمشون فكبر وباركه الرب»

 (إصحاح24:
13)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي