الإصحَاحُ
الثَّامِنُ عَشَرَ

 

ثم
جاء بنو بليعال هؤلاءِ إلى لايش إلى شعب مستريح ومطمئن وضربوهم بحد السيف وأحرقوا
المدينة بالنار (قضاة 27:18) ونصبوا هناك عبادتهم الأصنامية وأكثروا الكهنة وهكذا
تقدموا بذلك إلى أن حان وقت قصاصهم فسبُوا من أوطانهم (قضاة 28:18-31) فيوضح الوحي
زرع الضلال ونموّهُ أيضاً لأن الضلال يأتي بثمر. كانت عبادة الأصنام موجودة بكثرة
في باقي أسباط إسرائيل، ولكنها صارت نظاماً في سبط الدانيين أولاً، وإذ ذاك أخبرنا
الوحي بهذه القصة. كان محرّماً عَلَى إسرائيل أن يسجدوا لتمثال أو لشيء ما غير
الله تعالى، ولكنهم عملوا ذلك وزادوهُ إهانة إذ كرّسوا كهنة لاويين ليجعلوا
عبادتهم الكاذبة متعلقة باسم الرب ظاهراً مع أنها كانت شيطانية حقيقةً، ثم نرى قضاء
الله العادل لم يتغاضى عن الذين تهاونوا بمجد اسمهِ؛ لأن لا جبروت الدانيين ولا
نظامهم الصنمي خلصهم من القصاص الإلهي. ولا بد أن هذا القضاء نفسهِ يدرك النصارى
عموماً لكونهم قد أهملوا كلمة الله وتهاونوا بمجد اسم المسيح بإضافتهم طقوساً
وفرائض بشرية لا أصل لها في الكتاب ناسبين إياها لله مع أنها مخالفة لكلمتهِ بقدر
ما كانت عبادة الدانيين مخالفة لها، نعم وأكثر من تلك نظراً إلى وجود نور الوحي
الكامل عندنا.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 00

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي